المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل   وَأما قَوْله أفيجوز تَكْفِير من لم يكفرهم من الْعلمَاء الْمَذْكُورين - كشف الأوهام والإلتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس

[سليمان بن سحمان]

الفصل: ‌ ‌فصل   وَأما قَوْله أفيجوز تَكْفِير من لم يكفرهم من الْعلمَاء الْمَذْكُورين

‌فصل

وَأما قَوْله أفيجوز تَكْفِير من لم يكفرهم من الْعلمَاء الْمَذْكُورين أَو غَيرهم مَعَ ذَلِك وَهل رَأَيْتُمْ أحدا من الْأمة كفر هَؤُلَاءِ الَّذين لم يكفروا الْجَهْمِية أما ورد فِي الحَدِيث (من كفر مُسلما فقد كفر) وَأَنْتُم كَفرْتُمْ أمة من الْعلمَاء من الْمُسلمين إِلَى آخر كَلَامه

فَالْجَوَاب أَن يُقَال

أَولا هَذِه دَعْوَى كَاذِبَة خاطئة فَإِنَّهُ لم ينْقل عَن أحد من الْعلمَاء الْمَذْكُورين أَو غَيرهم عدم تَكْفِير الْجَهْمِية الْبَتَّةَ وَلَا أصل لَهُ فِي كَلَام أحد من الْعلمَاء إِلَّا مَا يحْكى عَن طَائِفَة من أهل الْبدع أَنهم لم يحكموا بِكفْر المقلدين من جهال الْكفَّار الَّذين هم أتباعهم وحميرهم الَّذين مَعَهم تبع وَلم يحكموا لَهُم بالنَّار وجعلوهم بِمَنْزِلَة من لم تبلغه الدعْوَة وَهَذَا مَذْهَب لم يقل بِهِ أحد من أَئِمَّة الْمُسلمين لَا الصَّحَابَة وَلَا التابعون وَلَا من بعدهمْ وَقد اتّفقت الْأمة على أَن هَذِه الطَّبَقَة كفار وَإِن كَانُوا جُهَّالًا مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم

ص: 66

وَيُقَال نعم قد قَالَ الإِمَام أَحْمد فِي عقيدته لما ذكر أَن من قَالَ بِخلق الْقُرْآن فَهُوَ جهمي كَافِر قَالَ وَمن لم يكفر هَؤُلَاءِ الْقَوْم فَهُوَ مثلهم

وَقَالَ أَبُو زرْعَة من زعم أَن الْقُرْآن مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر بِاللَّه الْعَظِيم كفرا ينْقل عَن الْملَّة وَمن شكّ فِي كفره مِمَّن يفهم وَلَا يجهل فَهُوَ كَافِر وَسَيَأْتِي ذكر ذَلِك

وَلم ينْقل الْخلاف إِلَّا فِي نوع من الْجُهَّال المقلدين وهم الَّذين تمكنوا من الْهدى وَالْعلم بالأسباب الَّتِي يقدرُونَ بهَا على طلبه ومعرفته لَكِن أَعرضُوا وأخلدوا إِلَى أَرض الْجَهَالَة وأحسنوا الظَّن بِمن قلدوه واستسهلوا التَّقْلِيد وَهَؤُلَاء توقف ابْن الْقيم عَن وَصفهم بالْكفْر وَعَن وَصفهم بِالْإِسْلَامِ فِي الكافية الشافية وَجزم فِي الطَّبَقَات أَنه لَا عذر لَهُم عِنْد الله ثمَّ إِن جَمِيع من صنف فِي السّنة من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة يردون فِيهَا على هَؤُلَاءِ الْمَلَاحِدَة الزَّنَادِقَة الضلال ويبينون ضلالهم وكفرهم وابتداعهم وَلم نسْمع أَن أحدا مِنْهُم اعتذر عَن هَؤُلَاءِ الْجَهْمِية وَقَالَ إِنَّهُم مُسلمُونَ لَان بعض أهل الْعلم لم يكفروهم وَلَا اعتذر عَن أحد من أهل الْأَهْوَاء والبدع

ص: 67

بل شنوا الْغَارة عَلَيْهِم وبدعوهم وضللوهم وَهَؤُلَاء الْجُهَّال الأغبياء يُقِيمُونَ الْقِيَامَة على من عاداهم وكفرهم وضللهم ويصنفون فِي الرَّد على أهل الْإِسْلَام ويهجونهم بالقصائد

فَإِذا تحققت أَن الْأَئِمَّة قد اجْتمعت على كفر الأتباع الْجُهَّال المقلدين لرؤسائهم وأئمتهم فَكيف الْحَال بالجهمية المعاندين وَقد أطلق هَذَا الرجل القَوْل فَزعم أَن جُمْهُور الْعلمَاء يكفرونهم وَأَن البَاقِينَ لَا يكفرونهم وأجمل وَلم يفصل ليندرج جهمية دبي وَأبي ظَبْي فِي جملَة من اخْتلف الْعلمَاء فيهم بِزَعْمِهِ وَهَؤُلَاء قد بلغتهم الدعْوَة وَقَامَت عَلَيْهِم الْحجَّة وكابروا وعاندوا وجادلوا بِالْبَاطِلِ ليدحضوا بِهِ الْحق

ثمَّ إِن جُمْهُور الْعلمَاء الَّذين كفرُوا الْجَهْمِية هم الْحجَّة فِي كل زمَان وَمَكَان وهم وَرَثَة الْأَنْبِيَاء وخلفاء الرُّسُل وأعلام الْهدى ومصابيح الدجى الَّذين قَامَ بهم الْكتاب وَبِه قَامُوا وبهم نطق الْكتاب وَبِه نطقوا وأدلتهم الْكتاب وَالسّنة وَإِجْمَاع سلف الْأمة فهم الْقدْوَة وبهم الأسوة وَلَا عِبْرَة بِمن خالفهم أَو سكت وَإِن كَانُوا لَا يُحصونَ عددا وَمن خالفهم فَقَوله شَاذ لَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا يعول عَلَيْهِ بل قد بدعه أهل الْعلم وأخرجوه عَن الْجَمَاعَة كَمَا قَالَ

ص: 68