الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن الخطأ أن يعجب الوالدان بتقليد ولدهما للاعب أو ممثل أو مغن ولو كان ذلك التقليد طريفاً، لأن هذا يغرس محبة القدوة السيئة في نًفس الطفل دون شعور الوالدين، ومن الخطأ كذلك شراء الملابس أو الأدوات التي تحمل صور المنحرفين أو أسمائهم أو ألبستهم الخاصة لأن هذا يورث الاقتداء بهم (1) .
[ثانيا الجليس الصالح ومسؤولية المربي نحو الاختيار الصحيح]
(ثانيا) : الجليس الصالح ومسؤولية المربي نحو الاختيار الصحيح: يحقق الجليس حاجة اجتماعية ونفسية فالطفل يميل إلى رفقة يلعب كل منهم منفرداً في منتصف السنة الرابعة وبعدها يميل كل منهم إلى اللعب الجماعي (2) وكلما كبر الطفل احتاج إلى وقت أطول يقضيه مع رفقته ليبدأ استقلاله عن والديه، وأما في المراهقة فالرفقة من أهم الحاجات النفسية والاجتماعية التي لا يستغني عنها المراهق (3) .
وأهم الشروط أن تكون مجموعة الرفاق مناسبة لسن الطفل العقلي والجسدي لأن الطفل إذا كان أصغر منهم يتحول إلى تابعِ مقلّد وإذا كان أكبر أحس بالمسئولية عنهم وعن حمايتهم وليس معنىَ هذا ألَاّ يلعب إلا مع رفقة في سنه، ولكن لا يُقحم دائماً في مجموعات
(1) انظر: من أخطائنا في تربية أولادنا، محمد السحيم، ص 88 - 89.
(2)
انظر: نمو الطفل وتنشئته، فوزية دياب، ص 104 - 106.
(3)
انظر: المراهقون: عبد العزيز النغيمشي، ص 62.
أصغر أو أكبر منه (1) ومن شروط الرفقة أن تكون صالحة فيعمل المربي على تحبيب ولده في الأخيار ويختار السكن حول جيران مستقيمين، ويربط ولده بحلق التحفيظ والمراكز الصيفية والمكتبات (2) ويوثق علاقته بالصالحين من أقاربه وأصدقائه (3) ؛ وبذلك يتيح لولده فرصة اختيار رفاق صالحين.
وليحذر المربي من الوقوف موقف العداء من صديق يميل إليه ولده، لأن الطفل يتمسك به أكثر، فإن كان صالحاً أو من عائلة صالحة فعليه أن يوثّق هذه العلاقة بالترحيب به في بيته وزيارة أهله والاشتراك في نزهة أو رحلة (4) والسماح لهما بتبادل الزيارات والرسائل والمكالمات الهاتفية، وأما إن كان سيئاً فعلى المربي أن يبين سوء سلوكه ويتيح لولده فرصة عقد صداقات جديدة دون أن يشعر حتى يتخلص من صديق السوء أو يقل تأثيره على الأقل.
ويخطئ بعض المربين حين يمنع ولده من أي صداقة حتى إذا كبر عقد صداقات سيئة كان يمكن للمربي أن ينأ بولده عنها لو أتاح له فرصة عقدة صداقات صالحة في سن مبكرة.
(1) انظر: نمو الطفل وتنشئته، فوزية دياب، ص 104 - 106.
(2)
انظر: المراهقون: عبد العزيز النغيمشي، ص 75 - 81.
(3)
انظر: تربية الأولاد في الإسلام، عبد الله ناصح علوان، 2 / 811.
(4)
انظر: أولادنا في ضوء التربية الإسلامية، محمد علي قطب، ص 100.