المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الفصل الأول تربية الطفل اليتيم وضرورة الجمع بين الحزم والحنان] - كيف تربي ولدك

[ليلى بنت عبد الرحمن الجريبة]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة]

- ‌[الباب الأول التربية في الإسلام]

- ‌[الفصل الأول مفهوم التربية في الإسلام]

- ‌[الفصل الثاني مكانة التربية في الإسلام]

- ‌[الفصل الثالث صفات المربي الناجح]

- ‌[العلم]

- ‌[الأمانة]

- ‌[القوة]

- ‌[العدل]

- ‌[الحرص]

- ‌[الحزم]

- ‌[الصلاح]

- ‌[الصدق]

- ‌[الحكمة]

- ‌[الفصل الرابع دور المسجد والمدرسة في التربية]

- ‌[الباب الثاني من أهداف التربية]

- ‌[الفصل الأول ترسيخ العقيدة وتحقيق العبودية في كل أمر من أمور الحياة]

- ‌[الفصل الثاني التنشئة على العبادات القلبية والبدنية والأخلاق الفاضلة]

- ‌[الفصل الثالث بناء الشخصية الاجتماعية]

- ‌[إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية]

- ‌[حاجته إلى الاحترام والتقدير والاستقلال]

- ‌[حاجته إلى الحب والحنان]

- ‌[حاجته إلى اللعب]

- ‌[ما يحققه اللعب من فوائد نفسية وبدنية وتربوية واجتماعية]

- ‌[ضوابط اللعب]

- ‌[ضوابط شرعية]

- ‌[ضوابط صحية]

- ‌[ضوابط تربوية]

- ‌[إعداده لممارسة حياته المستقبلية]

- ‌[احترام الطفل]

- ‌[تكليفه ببعض الأعمال]

- ‌[الفصل الرابع تنمية وإذكاء روح علو الهمة]

- ‌[الفصل الخامس التعليم وتنمية المواهب الإبداعية]

- ‌[الأسباب التي تمكن المربي أن يحقق هذا الهدف]

- ‌[الأمور التي ينبغي على المربي تداركها]

- ‌[تنمية المواهب الإبداعية]

- ‌[الباب الثالث أحكام الطفل في الإسلام]

- ‌[الفصل الأول حكم الوأد وإسقاط الأجنة]

- ‌[الفصل الثاني التسمية والعقيقة وثبوت النسب]

- ‌[الفصل الثالث الميراث والنفقة]

- ‌[الفصل الرابع الرضاعة]

- ‌[الفصل الخامس حلق الشعر والختان]

- ‌[الفصل السادس الحضانة]

- ‌[الباب الرابع أنواع التربية ووسائلها]

- ‌[الفصل الأول أنواع التربية]

- ‌[أولا التربية بالملاحظة]

- ‌[ثانياً التربية بالعادة]

- ‌[المبحث الأول أصول التربية بالعادة]

- ‌[المبحث الثاني كيفية التربية بالعادة]

- ‌[ثالثا التربية بالإشارة]

- ‌[رابعا التربية بالموعظة وهدي السلف فيها]

- ‌[خامساً التربية بالترهيب والترغيب وضوابطها]

- ‌[المبحث الأول الترغيب]

- ‌[المبحث الثاني الترهيب]

- ‌[المبحث الثالث ضوابط التربية بالترغيب والترهيب]

- ‌[الفصل الثاني من وسائل التربية]

- ‌[أولا التربية بالقدوة وكيف نربط الطفل بها]

- ‌[ثانيا الجليس الصالح ومسؤولية المربي نحو الاختيار الصحيح]

- ‌[ثالثاً الإفادة من العلم الحديث ومخترعاته]

- ‌[رابعا الإفادة من البيئة وعلم الوراثة والاستعانة بها في اختيار الزوجة]

- ‌[خامسا الإفادة من الدوافع الفطرية]

- ‌[الباب الخامس التربية الخاصة]

- ‌[الفصل الأول تربية الطفل اليتيم وضرورة الجمع بين الحزم والحنان]

- ‌[الفصل الثاني تربية الطفل الذكي بين الأفراد والمؤسسات]

- ‌[الفصل الثالث تربية الطفل المريض أو المعاق وتغيير وسائط التربية بحسب]

- ‌[الخاتمة]

- ‌[المراجع]

الفصل: ‌[الفصل الأول تربية الطفل اليتيم وضرورة الجمع بين الحزم والحنان]

[الباب الخامس التربية الخاصة]

[الفصل الأول تربية الطفل اليتيم وضرورة الجمع بين الحزم والحنان]

الباب الخامس

التربية الخاصة

ص: 91

يحتاج بعض الأطفال إلى تربية خاصة كاليتيم والمريض والذكي. . وسنعرض لذلك بشيء من الإيجاز. .

الفصل الأول

تربية الطفل اليتيم

وضرورة الجمع بين الحزم والحنان الطفل اليتيم يحتاج إلى تربية خاصة ويلحق به من فقد والديه أو أحدهما بمرض مزمن أو طلاق أو سفر أو جهاد أو غيرها.

وأهم احتياجات الطفل اليتيم الإشباع العاطفي والإحساس بالأمن ووجود بديل عن الوالدين أو أحدهما يقوم بالتوجيه والتهذيب، كما يحتاج إلى التوافق الاجتماعي مع البيئة الجديدة وتقبّل فكرة المربي البديل.

واليتيم يشعر بالضعف وفقدان عناصر القوة (1) كما أنه يفقد المصدر الحقيقي للحنان، ولذا حثَّ الإسلام على إشباع حاجاته ورتب الأجر العظيم لكل من يسدي المعروف إليه.

وتختلف حالات اليتيم فهناك اليتيم الوحيد الذي يموت والداه أو أحدهما وهو صغير فيسهل دمجه في بيئة جديدة ويتوافق معها

(1) انظر: منهج التربية النبوية، محمد نور سويد، ص 178.

ص: 92

بسرعة، ويمكن للموجود من والديه الزواج ويربى مع إخوته الجدد دون اضطرابات نفسية، بشرط أن يكون المتزوج من أرملة أو مطلقة لها طفل، على قدر من الوعي، وكذلك المتزوجة من أرمل أو مطلق.

وقد يفقد الطفل والديه أو أحدهما وله إخوة كبار راشدون يتولون تربيته، فيحل الأخ الأكبر محل والده بشرط أن يتمتع بشخصية قوية وحازمة، وعلى الأم أن تحترمه وتتعاون معه وتسلم له القيادة ظاهراً، لأن ذلك يعوّد الصغار على الانقياد للأخ الكبير ويتعود هو على تربيتهم، ولأن الأم مهما كانت قد تكون الآمرة والناهية وتسيطر على الصغار ولكن إذا راهقوا صاروا يحتاجون إلى سلطة موجهة من نوع آخر هو الأخ الأكبر.

وقريب من ذلك الطفل اليتيم أو فاقد أحد أبويه بالطلاق أو الغياب الدائم أو المرض، فإذا كان وحيداً وعزفت أمه عن الزواج وبقيت عند أهلها، أو كان لها عدة أطفال، فهنا لابد من سلطة موجهة كالجد أو الخال، ولا بد أن تسلم الأم لهذا البديل زمام الأمور حتى إذا كبر الأطفال وانفلتوا من سلطة الأم تبقى سلطة الجد أو الخال، والرجل عادة أكثر حزماً وأتم عقلاً من الأم التي تنساق بفطرتها نحو الدلال والتراخي.

ص: 93

وهناك وسائل تضمن- بإذن الله- سلامة الطفل النفسية والتربوية وهي:

(1)

أن يكون المربي البديل على قدر من الوعي وتحمل المسئولية وأن يفهم مشاعر الأيتام فهماً تاماً، وكذلك أبناء المطلقة (1) وأن يشبع حاجتهم إلى الحب والحنان، وعدم التفرقة بينهم وبين الأبناء ما أمكن.

(2)

الحزم في التربية لأن اليتيم غالباً يعامل معاملة فيها تساهل وإفساد، والواجب معاملته كالابن تماماً في التربية والتقويم (2) .

(3)

إتاحة الفرصة له ليختلط بالأطفال الآخرين إذا كان وحيداً، وعدم إبداء القلق عليه، وعدم التدخل الدائم في أموره وبهذا تساعده لينضج عقلياً واجتماعيا (3) وعلى الأم في فترة المراهقة بالذات أن تشعر الطفل بمسئولية في الحياة وأنه مَعْقدُ آمالها حتى تساعده على النضج والاتزان (4) .

(4)

في حالات الطلاق على الوالدين أن يرتقوا إلى مستوى من النضج النفسي حتى ينشأ الطفل سويا بلا عُقد وأمراض،

(1) انظر: حديث إلى الأمهات، سبوك، ص 369.

(2)

انظر: منهج التربية النبوية، محمد نور سويد، ص 194.

(3)

انظر: سيكلوجية الطفولة، مصطفى فهمي، ص 134- 135.

(4)

انظر: حديث إلى الأمهات، سبوك، ص 366.

ص: 94

فيتبادلان الاحترام والتقدير ويرتفعان عن الاتهامات والمشاكل (1) وهذا يكفل سعادة الطفل وحبه لوالديه وحفظ لحقهما في التربية والإصلاح لأن احترام كل من الوالدين للآخر يحفظ في ذهن الطفل تلك الصورة المثالية التي يراها متمثلة في والده ووالدته، ولكن إذا أقبل كل منهم على ثلب الآخر وسبّه أمام الطفل اهتزت ثقة الطفل بوالده أو والدته ونقص احترامه لهما أو لأحدهما وعندها لن يتقبل توجيهاته وتربيته.

(1) انظر: المرجع السابق، ص 342.

ص: 95