الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ـ حَدِيثُ رَابِعِ الإِسْلامِ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَلَفِ بْنِ مَازِنٍ، السُّلَمِيِّ الْبَجَلِيِّ، بِسُكُونِ الْجِيمِ، ثُمَّ الْمَازِنِيِّ، وَسَنُوَضِّحُ هَذِهِ النِّسْبَةَ آخِرَ الْحَدِيثِ، نَزَلَ الشَّامَ، وَرَوَى لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيثًا وَاحِدًا فِي الصَّلاةِ، وَرَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ.
لِمَنْ حَقَّتْ مَحَبَّةُ اللَّهِ
؟
58 -
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَجَّاجُ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الْكَرَّانِيُّ بِأَصْبَهَانَ، أنبا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَاذشَاهْ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ، ثنا مَسْلَمَةُ بْنُ جَابِرٍ اللَّخْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا مُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ أَنَّ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ: هَلْ أَنْتَ مُحَدِّثِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، لَيْسَ فِيهِ نِسْيَانٌ، وَلا كَذِبٌ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَصَافُونَ مِنْ أَجْلِي، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَنَاصَرُونَ مِنْ أَجْلِي، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ يُقَدَّمُ إِلَيْهِ ثَلاثَةُ أَوْلادٍ مِنْ صُلْبِهِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ» .
كَذَا جَاءَ هَاهُنَا، وَهُوَ مِمَّا يَرْوِيهِ عليه السلام عَنْ رَبِّهِ عز وجل أَعْنِي قَوْلَهُ:«حَقَّتْ مَحَبَّتِي» ، وَهَذَا الْحَدِيثُ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ لَهُ: أَبُو كِنَانَةَ الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ كِنَانَةَ الْخُزَاعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَدُحَيْمٌ، وَرَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَعَنْ أَبِي جُنَادَةَ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ مَحْفُوظٍ الْحَضْرَمِيِّ الْحِمْصِيِّ، قَالَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ: أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِذٍ الأَزْدِيُّ، الثُّمَالِيُّ، الشَّامِيُّ، الْحِمْصِيُّ، تَابِعِيٌّ جَلِيلٌ، وَيُقَالُ: إِنَّ لَهُ صُحْبَةً، وَلا يَصِحُّ، رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي نَجِيحٍ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ السُّلَمِيِّ، الْبَجَلِيِّ، الْمَازِنِيِّ، نُسِبَ إِلَى بَجَلَةَ بِنْتِ هناءةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ فَهْمِ بْنِ نَمْنَمِ بْنِ دَوْسٍ، وَهِيَ أُمُّ جَدِّهِ مَازِنٍ، وَأَخَوَيْهِ فِهْرٍ وَقُصَيَّةَ أَوْلادِ مَالِكٍ، أَخِي ذَكْوَانَ ابْنَيْ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَهْتَةَ بْنِ سُلَيْمٍ أَخِي مَازِنٍ، وَهَوَازِنَ أَوْلادِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ أَخِي مُحَارِبِ ابْنَيْ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلانَ بْنِ مُضَرَ، يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو بَجِيلَةَ بِالْكُوفَةِ.
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي تَرْجَمَةِ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ عَنِ ابْنِ عَبْسَةَ، وَلَمْ يُخْرِجْهُ فِي تَرْجَمَةِ ابْنِ عَائِذٍ عَنِ ابْنِ عَبْسَةَ، وَالصَّوَابُ
الْعَكْسُ، أَنْ يَكُونَ فِي تَرْجَمَةِ ابْنِ عَائِذٍ، لا فِي تَرْجَمَةِ شُرَحْبِيلَ، لأَنَّ شُرَحْبِيلَ سَائِلٌ، وَلَيْسَ بِرَاوٍ، فَلا مَدْخَلَ لَهُ فِي الإِسْنَادِ.
وَذَكَرَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيُّ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْسَةَ أَخُو أَبِي ذَرٍّ لأُمِّهِ رَمْلَةَ، وَلا أَعْلَمُ لَهُ فِي ذَلِكَ سَلَفًا، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْسَةَ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، فَقَالَ: مَنْ أَسْلَمَ مَعَكَ؟ فَقَالَ: «حُرٌّ وَعَبْدٌ» يَعْنِي: أَبَا بَكْرٍ، وَبِلالا، فَأَسْلَمَ، فَقِيلَ لَهُ:«رُبِّعَ الإِسْلامُ» وَرَجَعَ إِلَى بِلادِ قَوْمِهِ، حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ خَيْبَرَ، ثُمَّ انْتَقَلَ مِنْهَا بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الشَّامِ، فَلَمْ يَزَلْ بِحِمْصَ، حَتَّى مَاتَ رضي الله عنه.
ـ حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
الْقُرَشِيِّ، الْعَدَوِيِّ، أَسْلَمَ بِمَكَّةَ قَدِيمًا مَعَ أَبِيهِ، وَهُوَ صَغِيرٌ لَمْ يَبْلُغِ الْحُلُمَ، وَهَاجَرَ مَعَهُ، وَقَدِمَهُ فِي ثِقَلِهِ، وَاسْتُصْغِرَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ، وَمَا بَعْدَهَا مِنَ الْمَشَاهِدِ، وَمَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ بَعْدَ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِأَشْهُرٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ، وَقَدْ بَلَغَ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لا يُعْدَلُ بِرَأْيِ ابْنِ عُمَرَ فَإِنَّهُ أَقَامَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتِّينَ سَنَةً، فَلَمْ يَخْفَ عَنْهُ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِ، وَلا مِنْ أَمْرِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنه.