المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌جنة حصينة من النار - التسلي والاغتباط بثواب من تقدم من الأفراط

[عبد المؤمن بن خلف الدمياطي]

فهرس الكتاب

- ‌بِشَارَاتُ الصَّابِرِينَ فِي الْقُرْآنِ

- ‌فَضْلُ مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاثَةُ أَوْلادٍ

- ‌مَعْنَى الْوُرُودِ عَلَى النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌الْبَلاءُ يَمْحُو الْخَطَايَا عَنِ الْمُؤْمِنِ

- ‌فَضْلُ مَنْ مَاتَ لَهُ سِقْطٌ

- ‌فَضْلُ مَنْ مَاتَ لَهَا اثْنَانِ مِنَ الأَوْلادِ

- ‌خَادِمُ الرَّسُولِ يَتَحَدَّثُ عَنْ فَضْلِ الْبَلاءِ فِي الأَوْلادِ

- ‌هَلْ مَاتَ لَكَ ثَلاثَةٌ

- ‌هَلْ تَدْرِي مَا الرَّقُوبُ

- ‌الْمُفْلِسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌حِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ

- ‌السِّقْطُ يُرَاغِمُ رَبَّهُ إِذَا أَدْخَلَ وَالِدَيْهِ النَّارَ

- ‌فَضْلُ ذِكْرِ الاسْتِرْجَاعِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

- ‌الْمُصِيبَةُ بِمَوْتِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم عَظِيمَةٌ

- ‌فَضْلُ مَنْ مَاتَ لَهُ فَرَطَانِ

- ‌بَيْتُ الْحَمْدِ ثَوَابُ الصَّابِرِ فِي الْجَنَّةِ

- ‌أَلا أُبَشِّرُكَ يَا أَبَا سِنَانٍ

- ‌أَوْجَبَ ذُو الثَّلاثَةِ

- ‌السِّقْطُ يَجُرُّ بِسَرَرِ أُمِّهِ إِلَى الْجَنَّةِ

- ‌نَصِيحَةُ أَبِي ذَرٍّ لِصَعْصَعَةَ

- ‌فَضْلُ مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ

- ‌نَصِيحَةُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ فَقَدَ ابْنَهُ

- ‌عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ تَجِدُ مَنْ مَاتَ لَكَ

- ‌هَلْ تُرِيدُ الدُّخُولَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ

- ‌لِمَنْ حَقَّتْ مَحَبَّةُ اللَّهِ

- ‌شِدَّةُ حُزْنِ الْمُبْتَلَى فِي وَلَدِهِ

- ‌فَضْلُ مَنْ أَثْكَلَ ثَلاثَةً مِنْ وَلَدِهِ

- ‌جُنَّةٌ حَصِينَةٌ مِنَ النَّارِ

- ‌فَضْلُ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدَانِ

- ‌خَمْسٌ مِنَ الْكُنُوزِ

- ‌الْوَلَدُ الصَّالِحُ مِنْ خَيْرِ مَا يَكْتَنِزُ الْمُؤْمِنُ

- ‌فَضْلُ مَنْ مَاتَ لَهُ أَرْبَعَةٌ

- ‌رَجُلٌ يَشْفَعُ لأَكْثَرَ مِنْ مُضَرَ

- ‌حُزْنُ الأَبِ عَلَى وَلَدِهِ شَدِيدٌ

- ‌إِجَابَةُ دُعَاءِ الأُمِّ خَيْرٌ مِنَ الْعِبَادَةِ

- ‌هَلْ تَعْرِفُ الْمُصِيبَةَ الْعُظْمَى

الفصل: ‌جنة حصينة من النار

الطَّائِفَ، فَكَانَ يُصَلِّي بِهِمْ، وَيُقْرِؤُهُمُ الْقُرْآنَ، رَوَى لَهُ الْجَمَاعَةُ إِلا الْبُخَارِيَّ.

‌جُنَّةٌ حَصِينَةٌ مِنَ النَّارِ

61 -

أَخْبَرَنَا يُوسُفُ، أنا مُحَمَّدٌ، أنا مَحْمُودٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، ثنا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: " لَقَدِ اسْتَجَنَّ بِجُنَّةٍ حَصِينَةٍ مِنَ النَّارِ: رَجُلٌ سَلَّفَ بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلاثَةً مِنْ صُلْبِهِ فِي الإِسْلامِ " قَوْلُهُ: سَلَّفَ أَيْ: قَدَّمَ، وَالتَّسْلِيفُ: التَّقْدِيمُ.

وَيَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ ابْنُ أَخِي عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَنَّهُ رَوَى عَنْهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَبُو شَيْبَةَ، الْقُرَشِيُّ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ ذَلِكَ.

قُلْتُ: أَبُو شَيْبَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَقَدْ رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَفِي طَبَقَتِهِ آخَرُ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَارِثِ الْمَدَنِيُّ، نَزَلَ الْبَصْرَةَ، يُلَقَّبُ عَبَّادًا، رَوَى لَهُ الْجَمَاعَةُ إِلا الْبُخَارِيَّ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ

وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عَلَى الطَّائِفِ، وَأَقَرَّهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ عَلَى الطَّائِفِ وَيَقْدَمُ، فَاسْتَخْلَفَ أَخَاهُ الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيَّ عَلَى الطَّائِفِ، وَأَقْبَلَ عُثْمَانُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَجَّهَهُ عُمَرُ إِلَى الْبَصْرَةِ، عَامِلا لَهُ

ص: 72

عَلَيْهَا، فَابْتَنَى بِهَا دَارًا، وَاسْتَخْرَجَ فِيهَا أَمْوَالا، مِنْهَا: شطّ عُثْمَانَ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِ، بِحِذَاءِ الأُبُلَّةِ وَأَرْضِهَا، وَبَقِيَ وَلَدُهُ بِهَا إِلَى الْيَوْمِ، وَشَرُفُوا، وَكَثُرَتْ غَلاتُهُمْ، وَأَمْوَالُهُمْ، وَلَهُمْ عَدَدٌ كَثِيرٌ، وَبَقِيَّةٌ حَسَنَةٌ، قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ رضي الله عنه.

ـ حَدِيثُ أَبِي النَّضْرِ أَوِ ابْنِ النَّضْرِ السُّلَمِيِّ. . وَلَيْسَ لَهُ سِوَاهُ، وَلا يُعْرَفُ اسْمُهُ، وَلا نَسَبُهُ، وَلا تَتَحَقَّقُ صُحْبَتُهُ، وَهُوَ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ.

62 -

قَرَأْتُ عَلَى الْفَقِيهِ أَبِي الْفَضْلِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْفَقِيهِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْوَهَّابِ ابْنِ الْفَقِيهِ أَبِي الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عِيسَى بْنِ عَوْفِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدِ بْن عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهَيْرَةَ بْنِ كِلابٍ الْقُرَشِيِّ، الزُّهْرِيِّ، الإِسْكَنْدَرِيِّ، الْمَالِكِيِّ بِثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي الرِّحْلَةِ الثَّانِيَةِ، أَخْبَرَكَ الإِمَامُ أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَكِّيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فِي سَنَةِ 581 خَمْسِمِائَةٍ وَإِحْدَى وَثَمَانِينَ، وَفِيهَا مَاتَ ـ قَالَ: أنبا الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْفِهْرِيُّ الطُّرْطُوشِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبا الإِمَامُ أَبُو الْوَلِيدِ سُلَيْمَانُ بْنُ خَلَفِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَاجِيُّ، أنبا الْقَاضِي أَبُو الْوَلِيدِ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

ص: 73

مُغِيثٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الصَّفَّارِ إِجَازَةً، وَمُنَاوَلَةً (ح) .

وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الأَنْصَارِيُّ التِّلِمْسَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ ـ عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ فِي الثَّانِيَةِ أَيْضًا: قَالَ: أنبا الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَجْرِيُّ ـ حَجْر رُعَيْنٍ ـ سَمَاعًا عَلَيْهِ بِسِتَّةٍ مِنْ صَفَرٍ عَامَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أنا الشَّيْخَانِ الْحَافِظَانِ أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَقِيٍّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْد الْبَارِئِ الْبطروجِيّ قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا قَالا: أنا الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ فَرَجٍ مَوْلَى الطّلاعِ، أنا الْقَاضِي أَبُو الْوَلِيدِ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغِيثِ بْنِ الصَّفَّارِ، أنا أَبُو عِيسَى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عِيسَى اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَمِّ أَبِيهِ، أَبِي

ص: 74

مَرْوَانَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ النَّضْرِ السُّلَمِيِّ.

قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَتْكَ الْجِهَّةُ الْعَالِيَةُ فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ بِنْتُ أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ عُمَرَ الإِبَرِيِّ الدِّيَنَوْرِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِا، وَأَنْتَ تَسْمَعُ، وَأَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمَعَالِي ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَقّالُ إِجَازَةً فَأَقَرَّ بِهِ، وَقَالَ: نَعَمْ.

قَالَتْ شُهْدَةُ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دُوسْتَ الْعَلانُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ السُّلَمِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لا يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَيَحْتَسِبِهُمْ، إِلا كَانُوا لَهُ جُنَّةً مِنَ النَّارِ» فَقَالَتِ امْرَأَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم: أَوِ اثْنَانِ؟ قَالَ: «أَوِ اثْنَانِ» .

لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ.

قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ رحمه الله: ابْنُ النَّضْرِ هَذَا مَجْهُولٌ فِي الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَاخْتَلَفَتِ الرُّوَاةُ لِلْمُوَطَّأِ فِيهِ، فَبَعْضُهُمْ يَقُولُ عَنِ ابْنِ النَّضْرِ، وَهُوَ الأَكْثَرُ، وَكَذَلِكَ رَوَى يَحْيَى بْن يَحْيَى، وَهُوَ لا يُعْرَفُ إِلا بِهَذَا الْخَبَرِ.

ـ حَدِيثُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِيِّ.

وَلَيْسَ لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سِوَاهُ.

ص: 75