الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السيف العثماني
من الصواعق لا يبقي ولا يذر
…
إذا انتضاه لأهل النقمة القدر
يرمي به الله رجماً لا تقوم له
…
هام الشياطين إلا ريث ينحدر
في حده من شعاع الموت بارقة
…
يموت من هولها في الضربة النظر
ترفضُّ أطرافها يوم الوغى شررا
…
يضيء للموت والأرواح تستتر
فلا يباريه إلا لحظ حامله
…
ولايجاريه إلا الموت يبتدر
سيف تجرده الدنيا لمن جحدوا
…
بأس الأوائل حتى يشهد الأُخر
فكلما بلي التاريخ جدده
…
وكلما كاد ينسى أهله اذكروا
سيف الطبيعة تنقض الطبيعة في
…
آثاره وبها من غيظها زور
فترجف الأرض من أجبالها انفصلت
…
إذا جنود بني عثمان انتشروا
ويعصف الجو من أنفاسه التهبت
…
إذا هم لاشتياق الحرب قد زفروا
وتسأل الشهب رب الكون يرسلها
…
هدارة كبني عثمان إن هدروا
سيف الطبيعة بل سيف الفجيعة بل
…
سيف الشريعة فيه العدل والعبر
في كف كل فتى صبت سواعده
…
صب الحديد فلا وهن ولا خور
يمده القلب والأبطال مدبرة
…
والموت ينفخ في نار وهم شرر
مستحفز العزم يرمي كل نائبة
…
بنفسه وله من نفسه وزر
يرى الجراح هناء كلما كثرت
…
وثجَّ من دمه كالغيث ينهمر
فإن أهنأ موت أن يكفنه
…
دم كرايته الحمراء ينتشر
من المساعير في الهيجا نهارهم
…
حرب وليلهم في حربهم سهر
فلا كلال ولا صد ولا هرب
…
ولا ملال ولا خوف ولا حذر
فوق الطبيعة بالإيمان قد خرجوا
…
من مصنع الله لا جن ولا بشر
في الماء موج وجمر في اللظى وهم
…
صخر الثرى وكما أظهرتم ظهروا
رموا بهم شعب طليان أحالهم
…
جنونهم شعب طغيان ليزدجروا
ياأمة مرضت واهتاج هائجها
…
فقارفوا كل مكروه وما شعروا
أهلاً بمرضاكم إنا أساتكم
…
ستبرأون فلا يأخذكم الضجر
نجس داءكم بالطعن يقرعه
…
قرع البنان فإن الداء يختبر
وبعد ننشقكم موتاً يخدركم
…
وفي (الجراحة) نعم الراحة الخدر
وبعد نفصدكم فصداً سيبر} كم
…
من الغرور فمنه استفحل الخطر
وبعد نكويكم كياً سيحسم من
…
داء الحماقة ما أعيى به البطر
رميتمونا بجند لا ثبات لهم
…
إلا كما ثبتت للأرجل الأكر
يا رامي الشهب بالأحجار تحسبه
…
كالشهب هيهات ينسى طبعه الحجر
وإن سبة هذي الحرب أنهم
…
هشيمها المنطفي والحرب تستعر
جاءوا إلينا كالدجى فبدا
…
من بيض أسيافنا خلف الدجى السحر
ويل أمها من سيوف في ظهورهم
…
قد صيرتها عصياً هذه الحمر
والليث يكرم إن يلوي على جيف
…
وربما هان فيها الناب والظفر
جاءوا إلينا كجيش النمل منسرباً
…
وفيهم بعض أبطال ولاضرز
يقود كل كمي منهم أمل
…
في طيه أجل يقظان ينتظر
خاطوا لأجسامهم من نقعنا كفناً
…
فإن أسيافهم في حربنا إبر
أسطولهم أم كلاب البحر تنبحنا
…
أم الضفادع قد ضجت بها الغدر
هذا وذاك سوأ في طرابلس
…
والكل في مسمعي صحرائها هذر
إن البعوضة في الصحراء أضخم من
…
أسطولهم ولها من دونه أثر
يا ويلها حومة كانت وطيس وغى
…
فصيروها (سباقاً) حينما انكسروا
ظنوا القيامة فيها قد بدت لهم
…
وبرزت لأعادي ربها سقر
فما السيوف تهاوت في جوانبها
…
إلا جهات سماء الله تنفطر
وما القنابل تهوي بينهم كسفاً
…
ألا النجوم بأمر الله تنكدر
وما الفوارس من ترك ومن عرب
…
إلا زبانية لله قد نفروا
تالله لو أنهم جن جماجمهم
…
ذرى الجبال يغطي جلدها الشجر
ومن رقابهم في الجو أعمدة
…
وفوق كل عمود في السما قمر
وتحت أرجلهم قاع المحيط ومن
…
أطراف أيديهم يسترسل المطر
وكان (فيزوف) فوق الماء بارجة
…
وخلفه كل بركان سينفجر
وأقبلوا ولهم هذي القلوب لما
…
صدوا عدواً ولا فازوا ولا انتصروا
لا بد من ثورة رجافة حنقاً
…
هوجاء لا نظر فيها ولا فكر
يمشي بها الموت مجنوناً وكيف خطا
…
فليس إلا قبور ثم تحتفر
لابد من غضبة إن ثار ثائرها
…
على الشياطين من جن الفلا ذعروا
ثار تلفَّف منه كل منتقم
…
على البلاء الذي يمضي به الخبر
ثار تعاظم فيهم إن يقال له
…
ذنب مخافة أن الحلم يغتفر
ثار كثأر الأفاعي لا ينفسه
…
إلا المغارز فيها الناب يعتصر
ثار العرين إذا جاعت ثعالبه
…
فلم ير الشبل فيه الضيغم الهصر
ثأر اليتامى وثأر الثاكلات وثأ
…
ر الخدر ينفى وثأر العرض يشتهر
وأهاً لها عذرة تخزى النساء بها
…
لوتعذر امرأة يوماً كما عذروا
ياللرجولة من قوم إذا انفردوا
…
بالطفل يلعب ردوا الطفل يحتضر
ياللحفيظة من قوم إذا انفردوا
…
بالبائسات غدت أكفانها الأزر
ياللشهامة من قوم إذا انفردوا
…
بالشيخ يرعش لم يعطفهم الكبر
ياللمروءة من قوم إذا انفردوا
…
للمستغيث بهم في موته سخروا
يذبحونهم ثأراً بمن فقدوا
…
فالآن قد ربحوا أضعاف ما خسروا
هل يخسرون سوى أشباههم وهم
…
معرة الأرض إن قلوا وإن كثروا
هل يخسرون سوى رعديدة فرق
…
كأنه رجل في الحرب مختصر
يلقي المهند خوفاً أن يجدّ به
…
جد الذهول فعند اليأس ينتحر
وإن تقحم منا الغمرة انقلبت
…
عيناه رعباً فما يهدي له بصر
وفرَّ لافزعاً منا ولاجزعاً
…
لكن خيال وجبن منه مبتكر
يا أمة النحت والتصوير ويحكم
…
حتى جنودكم الأنصاب والصور
الهلال:
مصطفى صادق الرفاعي