الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
درر الدمع الهامل
على مصاب حريق دمشق الهائل
أأبكي على رزء الرجال أم المال
…
دماً أم على مبكى نساء وأطفال
أأبكي على فقد الشعور لفرط ما
…
عرا القوم طراً من عجائب أهوال
إلى م التأسي والحوادث جمة
…
وحتام يأتي الدهر في كل بلبال
تفاجئنا الأيام في كل حادث
…
يكاد يذيب الصخر من شاهق عال
ونحن نجاريها بكل تجلد
…
لديه عوادي الدهر تذهب كالآل
رويدك فينا يا زمان فهل ترى
…
بأنا خلقنا من حديد وجبال
مصاب عظيم عم أهل دمشق بل
…
جميع النواحي من غريب ومن آل
وبينا نرى سوق السعادة جنة
…
إذا هو نار بين أرسم أطلال
ترى مشهداً يحكي لهيب جهنم
…
وقود لظاها من نفائس أموال
ترى أوجهاً تدمي الفؤاد بصفرة
…
معفرة بالترب من طلل بال
ترى أعينا تحكي العقيق بأدمع
…
تسيل كغيث دائم السكب هطال
ترانا حيارى بين بك ونائح
…
على نفسه أو عمه أو على الخال
فوا أسفي كم من بيوت تهدمت
…
على أهلها لهفي على الأهل والمال
وما للشجي إلا الدموع وسائل
…
على أن در الدمع أغلى من الغالي
فما شممت ناراً كلما اجتهد الورى
…
لإطفائها تزداد شدة إشعال
ترى الريح من كل الجهات تشبها
…
شبوب لظى حرب ذكت بين أبطال
نكافحها بالماء من كل وجهة
…
فتجتهد الأرياح في رد أفعال
فلا الماء يجدينا لإطفاء جمرها
…
ولا السعي في هدم بصورة زلزال
فيالك ناراً حين شب لهيبها
…
تلاشى لديها كل حيلة محتال
نحاول إطفاء اللهيب تهجماً
…
ولكننا نلوي بخيبة آمال
ومازالت الأرياح توقدها دجى
…
وتذكي لظاها في
غدو وآصال
وتذهب بالأموال حتى أتت على
…
أساس البناء الصلد في حال أمحال
حريق عظيم لم تر الشام مثله
…
يغادرها بالشكل كالطلل البالي
بعه أغنياء القوم أمسوا بنعمة
…
وقد أصبحوا أعرى من المغزل الخالي
فلا تيأسوا ياقوم من متفضل
…
رحيم كريم الجود والرفد مفضال
فهل جئيتموا والمال حشواها أهابكم
…
ألم تولدوا يا قوم من غير سربال
فألبسكم ثوب الغنى مانح الغنى
…
فصرتم بفضل الله أرباب أموال
لئن أكلتها النار سوف ترون ما
…
سيخلفه الرزاق أمثال أمثال
ألا يا بني الإنسان في كل بلدة
…
ويامن تحلوا في فضائل أعمال
ويامن لهم في المكرمات شمائل
…
تجل عن الإحصاء في كل أحوال
ويامن يغيثون الصريخ بنجدة
…
بها ينعش المعثور من أوحل الحال
فهذا أوان الفضل أين رجاله
…
وذا وقت إقدام لتخفيف أثقال
أجيبوا نداء المستغيث بكم إلى
…
إغاثة ملهوف بكم حسن الفال
فتى كان أغنى القوم بالأمس راتعاً
…
بأرغد عيش ناعم الحال والبال
ولكنه اليوم استحال نعيمه
…
لبؤس شديد سيء الضر مغتال
فهل من مغيث جابر كسر بائس
…
يئن بصوت خافت خوف إذلال
فلو شمتموا ما حل فيه لها لكم
…
لهيب رهيب ذو ارتعاش وأهوال
خذوا (لن تنالوا البر حتى) فإنها
…
جزاء على الإنفاق من أجود المال
أجيبوا فقيراً كان بالأمس ذا غنى
…
يرى قاصدوه منه أجمل إقبال
وهاهو محتاج لقوت نهاره
…
فيبكي ويستبكي المحب مع الغالي
فجدوا لفعل الخير فاليوم يومكم
…
ولبوا أسيفاً ذا عيال وأطفال
وربكم الديان يجزل أجركم
…
ويجزيكم عن فعلكم عشر أمثال
دمشق
عبد الرحمن القصار