الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قطرات الدمع الحميم
في رثاء الصديق الحميم
إِيه يا مُقلتيَّ بالدم سيلا
…
واجعلَا صفحتي خدودي مسيلا
فلو أن الأمطارَ وهيَ غِزارٌ
…
بعضُ دمعي لم تُغن عني فَتيلا
أذرفاه عسى يخفف وجداً
…
أوسع القلب لوعة وغليلا
فلقد نَابني مُصابٌ براني
…
وأرانيَ يوماً عصبياً طويلا
نابني فاجع أمضَّ فؤَادي
…
مسعراً فيه داءُ حزنٍ دخيلا
إذْ فقدتُ الفتى (أبا الخيرَ مولا
…
ي الكريم (الطباع) ذاك النبيلا
لمَ يصل نعيهُ المسامِعَ حتى
…
مَلَاء الشام حسرةً وعويلا
فعليهِ القلوب ظَلَّت تقاسي
…
نعيه المرَّ أو حساماً صقيلا
لهف نفسي عليه من لوذعِيّ
…
فَقدُه لمَ يدَعْ لصبري سبيلا
لهف نفسي عليه خِلاًّ وَفيَّاً
…
كنت أَلْقاهُ ذلك المستحيلا
لهفَ نفسي عليه بَرَّاً تقياً
…
عالماً عاملاً هماماً مَثيلا
لم أصادف له لكي أَتَعزَّى
…
بين أقرانهِ الكرامَ مثيلا
شَبُ يضني في طاعة الله جسماً
…
مثل صبري عليهِ نِضواً هزيلا
وكذاك الشهم السمين المعالي
…
يفتدي جسمهُ نحيفاً نحيلا
ظَل بالعلم مُغرماً مع خلق
…
كنسيم الصبا عليلاً بَليلا
وحوى العلم ناشئاً فتصدَّى
…
لمقام التدريس شيخاً جليلا
ولِسرٍّ استأْثر الله
…
بهِ فاغتدى لديه نزيلا
يا أَبا الخير لَست أنسى حياتي
…
خلتي ما بكى الحمام الهديلا
يا صديقي الحميم هذا فؤّادي
…
بحميم الأسى عليك غسيلا
لم تزلْ بيننا وعهدك حياً
…
خالداً بالثناء جيلاً فجيلا
مثلما قد حييت في دار خلد
…
حيث تسقى التنسيم والسلسبيلا
يا أَبا الخير لا عدتك الغوادي
…
رائحاتٍ حيث اتخذت مقيلا
وحبتك التجليات حلاها
…
حيث تلقي عليك ظلاً ظليلا
وسقت روض مستقرك سحاً
…
رحمة الله بكرة وأصيلا
عبد القادر بن محمد المبارك الحسني الجزائري