الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وداعاً أيها القطر الروملي
نودعك اطضراراً يا رمللي
…
وداعاً يستحيل به التسلي
تخلى الدهر عنك كما تخلى
…
فتى عن روحه بئس التخلي
ترى هل نلتقي واليأس منا
…
ليدعونا عليك أن نصلي
ترى هل ينقه الوطن المفدى
…
وأضحى منك كالعضو الأشل
ترى هل بعد هذاك التدني
…
نُرى بالجد في أرقى محل
أجل إن زال من في الكون طرا
…
وأبدل وانجلى هذا التجلي
وفيمن نهتدي ولقد بلينا
…
بكل مخادع خب مضل
لجأنا للتجمل واكتفينا
…
وكم خدع التجمل والتحلي
لهونا بالتعلل والأماني
…
وذلك منتهى جهد المقل
فحسب الغر منا ما ابتلينا
…
به من كل تغرير مخل
وهل تبقى البقية بعد هذا
…
ونربأ بالحياة على الأقل
رفاقي من لنا برجال حزم
…
نعيش بعهدهم في خير ظل
رفاقي هل لهذا الملك شعب
…
يرقيه إلى المجد الأجل
رفاقي كاد فرط الغيظ يقضي
…
علينا من أسى فقد الرملي
رفاقي هل عواطفنا تلاشت
…
أم ائتلفت خطى النهج الأذل
أما والله إن الموت أشهى
…
لنا من أن نعيش بحال ذل
عيوني أكثري تسكاب دمعي
…
على ما انتاب قومي أو اقلي
فما يجدي البكا من وقع رزءٍ
…
تناول كل جزءيّ وكلي
وهبني قلت للوطن المفدى
…
فداك أبي وأمي بل وخلي
أيجديه المقال بلا اجتهاد
…
يهب به الخطر المذل
أيا وطني لعلي زغت فاصفح
…
وهل يجديك من قولي لعلي
وهل شعرت ولاة الأمر فيما
…
ألمّ بنا من الخطب الأجل
وهل اهتز هذا الكون غيظاً
…
بما قد تم من عقد وحل
أنسعى في خراب الملك جهلا
…
على أمل التصدر والتعلي
فروق هل اهتديت بما دهانا
…
أعيذك بعد ذا من أن تضلي
فحسبك ما ألم بك اتعاظا
…
فروق من التدني والتدلي
أعرش الملك لا تجزع لحرب
…
توالى في وقائعها التولي
وهل ننسى توغلك انتصاراً
…
بأوروبا وكنت بها تصلي
وكم جمعوا بها لك من خراج
…
سل التاريخ عن ذاك التجلي
فإن الحرب يا هذا سجال
…
فلا تركن إلى اليأس الممل
وإن الذهر دولاب سيقطي
…
لمجدك بالتمتع والتملي
(دمشق)
عبد الرحمن قصار