الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة في أشراط الساعة التي أخبر النبي صلى الله
عليه وسلم
أخرج الإمام البخاري رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم: إن بين يدي الساعة فشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها وقطع الأرحام وفشو القلم وظهور الشهادة بالزور وكتمان شهادة الحق.
من أشراط الساعة أن تتخذ الأمانة مغنماً والزكاة مغرماً ويتعلم لغير دين. رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
إذا اقترب الزمان لأن يربي الرجل جرواً خير له من أن يربي ولداً له لا يوقر الكبير ولا يرحم الصغير ويكثر أولاد الزنا حتى أن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك الزمان المداهن رواه الحاكم وغيره عن أبي ذر.
إذا رأيت الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان فانتظر الساعة رواة البخاري ومسلم إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة رواه البخاري. من اشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر، رواه الطبراني. لا تقوم الساعة حتى يعمد الرجل إلى النبطية فيتزوجها على معيشة ويترك بنت عمه لا ينظر إليها رواه الطبراني.
إن من أمارات الساعة أن تقطع الأرحام ويؤخذ المال بغير حقه وتسفك الدماء ويشتكي ذو القرابة قرابته لا يعود عليه شيء ويطوف السائل لا يوضع في يده شيء رواه أبي الشيبة عن ابن مسعود. لا تقوم الساعة حتى يجعل كتاب الله عاراً ويكون الإسلام غريباً وحتى تبدو الشحناء بين الناس وحتى يقبض العلم ويهرم الزمان وينقص عمر البشر وينقص السنون والثمرات ويؤتمن التهماء ويتهم الأمناء ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويكثر الهرج وهو القتل وحتى تبنى الغرف أي القصور فتطاول وحتى تحزن ذوات الأولاد أي لعقوق أولادهن وتفرح العواقر ويظهر البغي والحسد والشح ويهلك الناس ويكثر الكذب ويقل الصدف وحتى تختلف الأمور بين الناس ويتبع الهوى ويقضى بالظن ويكثر المطر ويقل الثمر ويغيض العلم غيضاً ويفيض الجهل فيضاً ويكون الولد غيظاً والشتاء قيظاً ويقوم الخطباء بالكذب فيجعلون حقي لشرار أمتي فمن صدقهم بذلك ورضي به لم يرح
رائحة الجنة رواه الطبراني عن أبي موسى وسنده جيد. لا تقوم الساعة حتى يعز الله فيه ثلاثاً درهماً من حلال وعلماً مستفاداً وأخاً في الله عز وجل رواه الديلمي عن حذيفة رضي الله عنه.
إذا اجتمع عشرون رجلاً أو أكثر أو اقل فلم يكن فيهم من يهاب في الله فقد حضر الأمر وراه البيهقي وابن عساكر. من أشراط الساعة أن يمر الرجل بالمسجد فلا يركع ركعتين رواه أبو داود. يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فر من شاهق على شاهق أو من جحر إلى جحر كالثعلب يفر بأشباله وذلك في آخر الزمان إذا لم تنل المعيشة إلا بمعصية الله. فإذا كان ذلك حلت العزبة يكون في ذلك الزمان هلاك الرجل على يدي أبويه إذا كان له أبوان وإلا فعلى يدي زوجته وولده وإلا فعلى يدي الأقارب والجيران يعيرونه بضيق المعيشة ويكلفونه ما لا يطيق حتى يورد نفسه الموارد التي يهلك فيها رواه أبو نعيم وغيره عن ابن مسعود.
يأتي على الناس زمان يكون حديثهم في مساجدهم في أمر دنياهم فلا تجالسوهم فليس لله فيهم حاجة رواه البيهقي عن الحسن. يأتي على الناس زمان يستخفي المؤمن فيهم كما يستخفي المنافق فيكم رواه ابن السني عن جابر.
يأتي على الناس زمان لا يتبع فيه العليم ولا يستحيي فيه من الحليم ولا يوقر فيه الكبير ولا يرحم فيه الصغير يقتل بعضهم بعضا على الدنيا، قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً يمسي الصالح فيهم مستخفياً أولئك شرار خلق الله لا ينظر الله إليهم يوم القيامة رواه الديلمي عن علي رضي الله عنه. من اقتراب الساعة أن يصلي خمسون نفساً لا تقبل لأحدهم صلاة رواه أبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه.
صنفان من أمتي من أهل النار لم أرها بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها. وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قال حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ثم أخذ بحلقة باب الكعبة فقال يا أيها الناس
ألا أخبركم بأشراط الساعة فقام إليه سلمان. فقال أخبرنا فداك أمي وأبي يا رسول الله قال من أشراط الساعة إضاعة الصلاة والميل مع الهوى وتعظيم رب المال فقال سليمان ويكون ذلك يا رسول الله قال نهم والذي نفس محمد بيده فعند ذلك يا سلمان تكون الزكاة مغرماًُ والفيء مغنماً ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويتكلم الرويبضة قالوا وما الرويبضة قال يتكلن في الناس من لم يكن يتكلم وينكر الحق تسعة أعشارهم ويذهب الإسلام فلا يبقى إلا اسمه ويذهب القرآن فلا يبقى إلا رسمه وتحلى المصاحف بالذهب ويتسمن زكور أمتي وتكون المشورة للإماء ويخطب على المنابر الصبيان وتكون المخاطبة للنساء فعند ذلك تزخرف المساجد كما تزخرف الكنائس والبيع وتطول المنابر وتكثر الصفوف مع قلوب متباغضة وألسن مختلفة وأهواء جمة قال سلمان ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم يذوب قلبه في جوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية البكر فعند ذلك يا سلمان تكون أمراء فسقه ووزارء فجره وأمناء خونه يضيعون الصلوات ويتبعون الشهوات فإن أدركتموهم فصلوا صلاتكم لوقتها عند ذلك يا سليمان يجيئ سبي من المشرق وسبي من المغرب جثاؤهم أي أجسامهم جثاء الناس وقلوبهم قلوب الشياطين لا يرحمون صغيراً ولا يوقرون كبيراً عند ذلك يا سليمان يحج الناس إلى هذا البيت الحرام تحج ملوكهم لهواً وتنزهاً وأغنياؤهم تجارة ومساكنيهم للمسألة وقراؤهم رياء وسمعة قال ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم والذي نفس محمد بيده عند ذلك يا سليمان يفشو الكذب ويظهر الكوكب له الذنب وتشارك المرأة زوجها في التجارة وتتقارب السواق قال وما تقاربها قال كسادها وقلة أرباحها عند ذلك أي سليمان يبعث الله ريحاً فيها حبات صفر فتلقط رؤوس العلماء لما رأوا المنكر فلم يغيروه قال ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم والذي بعث محمداً بالحق رواه ابن مردويه. من اقتراب الساعة إذا رأيتم الناس أضاعوا الصلاة وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكبائر وأكلوا الربا وأكلوا الرشاء وشيدوا البناء واتبعوا الهوى وباعوا الدين بالدنيا واتخذوا القرآن مزامير واتخذوا جلود السباع صفافاً والمساجد طرقاً والحرير لباساً وأكثروا الجواري وفشا الزنا وتهاونوا بالطلاق وأتمن الخائن وخون الأمين وصار المطر قيظاً والولد غيظاً وأمراء فجره
ووزراء كذبه وأمناء خونه وعرفاء ظلمه وقلت العلماء وكثر القراء وقلت لافقهاء وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المنابر وفسدت القلوب واتخذت القينات واستحلت المعازف وشربت الخمور وعطلت الحدود ونقصت الشهور ونقضت المواثيق وشاركت المرأة زوجها في التجارة وركب الناس البراذين وتشبهت النساء بالرجال والرجال بالنساء ويحلف بغير الله ويشهد الرجل من غير أن يستشهد وكانت الزكاة مغرماً والأمانة مغنماً وأطاع الرجل امرأته وعق أمه وقرب صديقه وأقصى اباه وصارت الإمارات مواريث وسب آخر هذه الأمة أولها وأكرم الرجل اتقاء شه وكثرت الشرط وصعدت الجهال المنابر ولبس الرجال التيجان وضيقت الطرقات وشيد البناء واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء.
وكثرت خطباء منابركم وركن علماؤكم إلى ولاتكم فأحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال. وأفتوهم بما يشتهون وتعلم علماؤكم العلم ليجلبوا به دنانيركم ودراهمكم واتخذتم القرآن تجارة وضيعتم حق الله في أموالكم وصارت أموالكم عند شراركم وقطعتم أرحامكم وشربتم الخمور في ناديكم ولعبتم بالميسر وضربتم بالكبر والمعزفة والمزامير ومنعتم محاويجكم زكاتكم ورأيتموها مغرماً وقتل البريء ليغيظ العامة واختلفت أهواؤكم وصار العطاء في العبيد والسقاط وطففت المكايل والموازين ووليتم أمورطكم سفهائكم كما رواه أبو الشيخ والديلمي عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه.
فهذه جملة من اشراط الساعة وأكثرها موجود وهي في التزايد يوماً فيوماً فنسأل الله أن يجنبنا الفتن ويعصمنا من المحن ويميتنا على السنن ويغفر لنا ما جنيناه في السر والعلن بمنه وكرمه إنه سميع الدعاء.
(لها بقية)
دمشق
عبد المجيد القصاب