الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سؤال الميت والاستغاثة به من الشرك الأكبر
سؤال:
ما يفعله بعض الجهلة حول بعض القبور من سؤال الميت والاستغاثة به وطلبه الشفاء أو النصر على الأعداء أو المدد، ما حكمه؛ لأن هذا موجود في كثير من الأمصار؟
جواب:
بسم الله والحمد لله: هذا العمل من الشرك الأكبر وهو شرك المشركين الأولين من قريش وغيرهم كانوا يعبدون اللات والعزى ومناة وأوثانا وأصناما كثيرة ويستغيثون بها ويستعينون بها على الأعداء كما قال أبو سفيان يوم أحد: «قولوا له: الله مولانا ولا مولى لكم، فقال أبو سفيان: (اعل هبل) (1) » ، مراده اعل يا هبل يعني الصنم الذي كانت تعبده قريش في مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«ردوا عليه، فقالوا: ما نقول يا رسول الله قال: قولوا: الله أعلى وأجل (2) » .
والمقصود أن دعاء الأموات والأصنام والأحجار والشجر وغيرها من المخلوقات والاستغاثة بها أو الاستنصار بها والذبح لها والنذر لها والطواف بها كل ذلك من الشرك الأكبر؛ لأن ذلك كله من العبادة لغير الله ومن أعمال المشركين الأولين والآخرين، فالواجب الحذر منها والتوبة إلى الله من ذلك.
والواجب على أهل العلم والدعاة إلى الله سبحانه أن ينصحوا من يتعاطى ذلك ويعلموه ويرشدوه ويوضحوا له أن هذا شرك المشركين الأولين الذين قال
(1) صحيح البخاري المغازي (4043) ، سنن أبو داود الجهاد (2662) ، مسند أحمد بن حنبل (4/293) .
(2)
صحيح البخاري المغازي (4043) ، سنن أبو داود الجهاد (2662) ، مسند أحمد بن حنبل (4/293) .
الله فيهم: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} (1) الآية، وقال سبحانه في ذلك:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (2) وقال فيه سبحانه: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (3) وقال فيه سبحانه: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (4) وقال فيه عز وجل يخاطب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (5) وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار (6) » رواه البخاري في صحيحه وقال صلى الله عليه وسلم: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا (7) » متفق على صحته، وقال عليه الصلاة والسلام:«من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار (8) » رواه مسلم في صحيحه، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ونسأل الله أن يمنح المسلمين الفقه في دينه، وأن يعيذهم من كل ما يغضبه، وأن يمن عليهم بالتوبة النصوح من كل شر، وأن يوفق علماء المسلمين في كل مكان لنشر العلم وإرشاد الجهال إلى ما خلقوا له من توحيد الله وطاعته، وأن ينصر
(1) سورة يونس الآية 18
(2)
سورة النساء الآية 48
(3)
سورة الأنعام الآية 88
(4)
سورة المائدة الآية 72
(5)
سورة الزمر الآية 65
(6)
صحيح البخاري تفسير القرآن (4497) ، مسند أحمد بن حنبل (1/374) .
(7)
صحيح البخاري الجهاد والسير (2856) ، صحيح مسلم الإيمان (30) ، سنن الترمذي الإيمان (2643) ، سنن ابن ماجه الزهد (4296) ، مسند أحمد بن حنبل (5/238) .
(8)
صحيح البخاري العلم (129) ، صحيح مسلم الإيمان (32) ، مسند أحمد بن حنبل (3/157) .
دينه ويعلي كلمته وأن يوفق قادة المسلمين ورؤساءهم للبصيرة في دينه وتحكيم شريعته وإلزام الشعوب بها إنه جواد كريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء
والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز