المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌اتباع التعاليم الإسلامية - محمد صلى الله عليه وسلم - جـ ٢

[محمد رضا]

فهرس الكتاب

- ‌سرية سعد بن زيد الأشهلى إلى مَناة

- ‌سرية خالد بن الوليد إلى جديمة

- ‌غزوة حنين

- ‌سرية أبي عامر الأشعري أو سرية غزوة أوطاس

- ‌سرية الطفيل بن عمرو الدوسي إلى ذي الكَفَّين

- ‌غزوة الطائف

- ‌بعث قيس بن سعد إلى صداء

- ‌سرية عيينة بن حصن الفزاري إلى تميم

- ‌سرية الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق

- ‌سرية قطبة بن عامر إلى خثعم

- ‌سرية الضحاك بن سفيان إلى بني كلاب

- ‌سرية علقمة بن مجزز المدلجي إلى الحبشة

- ‌سرية علي بن أبي طالب إلى الفلس

- ‌غزوة تبوك أو العسرة

- ‌إخلاص الصحابة

- ‌البكّاءون

- ‌المتخلفون

- ‌المعذرون

- ‌عدد جيش المسلمين

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر

- ‌المعجزات وخوارق العادات

- ‌هدم مسجد الضّرار بقباء

- ‌لماذا بني مسجد الضرار

- ‌موت عبد الله بن أبي ابن سلول "راس المنافقين

- ‌حجة أبي بكر الصديق

- ‌سرية خالد بن الوليد إلى بني حارث بن كعب بنجران

- ‌وفاة إبراهيم

- ‌بعث علي بن أبي طالب إلى اليمن

- ‌حجة الوداع

- ‌بعث اسامة بن زيد إلى فلسطين

- ‌عدد الغزوات والبعوث

- ‌الوفود

- ‌وفاة رسول الله

- ‌ما نزل من القرآن بالمدينة

- ‌مراتب الوحي

- ‌زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌تعدد زوجات رسول الله

- ‌المرأة في الإسلام

- ‌حكمة تعدد الزوجات

- ‌بنوه وبناته صلى الله عليه وسلم

- ‌صفته صلى الله عليه وسلم

- ‌اتباع التعاليم الإسلامية

- ‌الإقتداء بأخلاق رسول الله

- ‌معجزات رسول الله

- ‌معجزة القرآن

- ‌انشقاق القمر

- ‌نبع الماء من بين الأصابع

- ‌تكثير الطعام

- ‌حنين الجذع

- ‌إبراء المرضى وذوي العاهات

- ‌[غيرها من المعجزات]

الفصل: ‌اتباع التعاليم الإسلامية

‌اتباع التعاليم الإسلامية

.

ص: 96

-علينا معاشر المسلمين أن نتمسك بالشريعة الإسلامية الغراء ونقتدي بأخلاق رسول الله حتى نصل إلى أوج السعادة في الدارين. وإن من تمعن في كتاب الله يجد أنه حوى مكارم الأخلاق فقد حث على الفضائل والآداب السامية ونهى في جانب والدنايا. ومع ما بلغته المدينة الحديثة في العلوم والآداب فإنها لاتعد شيئا في جانب تعاليم الإسلام النقية الطاهرة. فنحن أحق بالاتصاف بكل فضيلة والأبتعاد عن كل رذيلة من أية أمة أخرى.

لقد قضى المسلمون على مخازي الوثنية وآفات الجاهلية. وفتح الله عليهم وسادوا الأمم ونشروا العلوم بفضل عقيدتهم وبما اتصفوا به من صفات الرجولة والأخلاق القوية التي استفادوها من القرآن الكريم وتعاليم رسول الله.

إن من المخزي أن نرى الآن تدهور الأخلاق وانتشار الفساد والتهاون بأنواعه: تهاونا في إقامة الشعائر الدينية. تهاونا في اكتساب العلوم ومنافسة الأمم. تهاونا في الحقوق الوطنية. تهاونا في الذود عن كرامة الأمة والأسرة.

من المحزم حقا ان نرى فتوراً في الهمم وتقصيرا في الواجبات واستهتاراً بالفضائل وإقداماً على اقتراف الرذائل. ومباهاة بالجرائم والمخازي والفضائح.

هل كان سلفنا الصالح يتركون بلادهم طعمة ونهباً لكل طامع ولا يحركون ساكناً؟ هل كانوا يتخاذلون ويتباغضون ولا يتعاونون؟ هل كانوا لا يشفقون على الضعفاء والمساكين ولا يبرون الأقارب ولا يعودون المرضى ولا يغيثون الملهوفين؟ هل كانوا جامدي الأحساس لا يشعرون بمصائب الناس؟ هل كانوا يكتمون الحق ولا يحاربون الباطل ولا ينصفون المظلوم. ولا يضمدون جراح المكلوم؟ هل كانوا يغفلون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويدعون أنهم عاجزون مقهورون لا حول لهم ولا قوة؟ ثم يتركون حبل الأمور على غاربها طمعاً في ربح قليل أو كثير وحباً في المناصب والجاه وتعلقا بزخارف الدنيا الزائلة؟ إنهم لو فعلوا ذلك لما قامت لهم قائمة وما كان لهم ذلك الأثر المجيد في تاريخ الدنيا.

إن الأجانب قد درسوا حالتنا الإجتماعية وما وصلنا إليه من انحطاط وجهالة وخور في العزائم وأخيراً حكموا بأن هذا راجع إلى جوهر ديننا وتعاليمه لينفروا منه يصدونا عنه لئلا ترجع إلى الإسلام شوكته الأولى وعزه القديم. وقد اغتر بكلامهم بعض قصار النظر من المسلمين فعززوا آراءهم وطعنوا على الدين طعنات شتى زاعمين أنهم مصلحون. وهم في الحقيقة مفسدون يخربون بيوتهم بأيديهم. وباليتهم وقفوا عند هذا الحد بل حللوا المحرمات ونشروا الفساد وروجوا الضلال وتعلقوا بمظاهر المدينة الغريبة من خمور وفجور ولهم وخلاعة وإباحية وما ردوا أن علماء أوربا وعقلاءهم ساخطون ناقمون على انتشار الفساد وقد صرحوا مراراً وتكراراً هذه المساوى منذرة بسقوط الأمم. مؤذنة بخرابها مع أنها الآن في غاية القوة والمنعة.

إلا أن معاول الهدم أقوى أثراً واسرع فعلا من مجهودات المصلحين. فاتقوا الله فيما تكتبون وتخطبون وتصرحون. أقيموا بناء المجد التالد وتزودوا من العلم النافع فإن من العلم ما هو أشد ضرراً من الجهل، ومن لم يفده العلم فقد باء بخسران مبين. ولا تجاروا الناس في أهوائهم طمعاً في الأشتهار بينهم والتقرب إليهم. هذا ما أردت أن أكتبه بشأن ما لاتباع التعاليم الإسلامية من الأهمية وهذه نصيحتي الخالصة للمسلمين عامة.

ص: 97