الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
احتياج الطفل إلى العوامل النفسية والتربوية:
الطفل بقدر ما هو محتاج إلى المحبة وإلى الاعتبار والتقدير وإلى المدح والقبول والطمأنينة وهذا كله ناقشناه فيما مضى، فهو أيضا بحاجة إلى من يؤدبه هذا احتياج ايضا لأنه لا يستطيع أن يستقل بنفسه في تقويم سلوكه، فلا بد من التأديب لأن التأديب احتياج، ولابد من وضع الضوابط والقواعد عبر مراحل نموه العمرية، يخطأ من يظن وهو يمارس أبوته أن الحب وحده قادر على تنشئة الأطفال خير تنشئة، كما أن سياسة دع ابنك يفعل ما يشاء أو لا تقل أبدًا كلمة لا لابنك تنشأ غالبًا أبناء لا ينضبطون بضابط ولا يحترمون أحدًا، ولا يلتزمون بدين، ولا خلق ولا عرف ولا أي شيء، لا يضبطهم ضابط لماذا لأنه يترك له الحبل على الغارب، ويتجنبون أن يقولوا له لا، فيصبح الطفل سلطانا متوجًا، ويصبح الأب أو المربي عبارة عن منفذ لرغبات الأطفال، هذا كل دوره في هذا النمط الناقص من التربية.
نتائج سوء تربية الطفل لدي أسرته:
الطفل الذي لا يؤدب بالضوابط والقوانين والقواعد وحضور توجيهات الوالد قد ينشأ معتقدا أنه غير محبوب، وغير مقبول لدى أسرته، لأن الإنسان لا يمكن أن ينعم بالحرية إلا إذا عرف حدود حريته، يعني الناس في تعاملهم دائما هناك خطوط حمر، خط أحمر ينبغي لكل إنسان يعرف حدوده تجاوز هذا الخط، هو الذي يأتي بالمشاكل في كل العلاقات تقريبًا، فالحاجة إلى الحرية أو التمتع بالحرية لا يمكن أن يتم إلا إذا عرف الإنسان أين تنتهي حدود حريته، وقد قال أحد المختصين التربويين إن المشكلات النفسية بين الناشئ لا يسببها التشدد في التأديب، بل انعدامه صحيح أن التشدد له سلبيات ويسوء أحيانا نفسية الطفل، لكن أعظم منه خطرًا انعدام التأديب، يبقى التشدد في التأديب قد يأتي بسلبيات لكن انعدام التأديب يأتي بسلبيات أكثر وأشد، ولذلك قال هارون الرشيد لمؤدب ولده الأمين ولا تمعن في مسامحته لا تتمادى في التسيب معه والتسامح وترك الحبل على الغارب، ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ، ويألف وقومَه ما استطعت في القرب والملاينة، فإن أباهما فعليك بالشدة والغلظة، يقول أيضًا
مؤلف كتاب التربية الإيجابية من خلال الحاجات النفسية للطفل، إن ابنك إنسان وأنت تبتغي سعادته، وسعادته لن تأتي بحصاره في نمط معين من الحياة تفرضه، وإلى هذا فإن سعادة الابن لن تأتي بإطلاق العنان ليفعل كل ما يريد فالسعادة لن تأتيه لا بالحصار ولا بالتسيب المطلق بحيث يفعل ما يريده كله، إن إحساسك الداخلي يقول لك إنك أيضا تحتاج إلى رعاية ابنك، كما يحتاج ابنك لرعايتك، وإنك ستؤدب ابنك التأديب اللازم عندما تراه خرج عن الحدود، وإنك لن تعاقب نفسك بالإحساس بالذنب، لأنك فعلت ذلك لا بد من التوازن والحزم، بجانب الحب بعض الآباء ينهزم أمام الدموع إذا عاقب ابنه وبدأ الابن يبكي فينهار ويعود لنفس الموقف، يحتضنه ويربط عليه لأنه انهار أمام دموعا طبعًا هذا الأب هو من محتاج إلى لا أقول تربية، لأن التربية هذه للصغار لكن محتاج تقويم لأنه بيهدم ما بناه وهكذا بنخلط الطفل الصح فين والغلط فين، إذا كان أنا بأثيب وأعاقب في نفس الوقت على نفس الفعل لما لأن هو لما رأى بكائه أيقظ فيه الإحساس بالذنب إنه أساء إلى هذا الطفل الذي ينبغي أنه يعني أن يرحمه وبعض الأحيان الأطفال يحصل نوع من الابتذاذ بطريقة فنية ويكون عنده خبرة يتلاعب بالكبار بهذه الطريقة، وبعض الأحيان بيكون الأب حازم وبيأخذ موقف الشدة وتأتى الأم محتاجة تتقرب إلى الطفل فتذهب إليه إيه تعالى يا حبيبي وتحضنه وتربط عليه فهكذا التعارض هذا أيضا هيلخبط الأمر عند الطفل ولا يفيد إطلاقا هيضره من الناحية التربوية لأنه هكذا ها يتلخبط إيه في التصرفين الصح واحد بيعاقبني والتاني يثيبني فإذا الإنسان يؤدب ابنه التأديب اللازم هنا نراه خرج عن الحدود تجاوز الحدود والضوابط والقواعد في نفس الوقت إذا أدبه أو عاقبه بصورة من صور العقاب التي سنناقشها في التفصيل فيما بعد ينبغي أن يكون حذرًا من ضعفه وعليه أن يتجنب الإحساس بالذنب لأنه فعل ذلك إذا أدبت فأدب وأنت مقتنع أن هذا لمصلحة الطفل والعقاب هنا هو الذي يصلحه ويربيه وبالتالي إذا ألغيت العقاب انهزامًا أمام دموع الطفل وبكائه وندمت على ذلك وشعرت بالذنب معناه ان أنت نفسك متناقض أنت لا تعرف ما تعمل، وعندما تنظر إلى غيرك من الآباء عليك أن تتعلم من تجاربهم إذا نظرت إلى أب يكثر من