المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المكافئة المعنوية: نفصل الآن إن شاء الله تعالى في الإثابة المعنوية. أي - محو الأمية التربوية - جـ ١٤

[محمد إسماعيل المقدم]

الفصل: ‌ ‌المكافئة المعنوية: نفصل الآن إن شاء الله تعالى في الإثابة المعنوية. أي

‌المكافئة المعنوية:

نفصل الآن إن شاء الله تعالى في الإثابة المعنوية.

أي كلمة، يعني الثواب ممكن يكون عبارة عن كلمة تحفيز أو استحسان أو تشجيع، أن تشكره أن تقول له: جزاك الله خيرا.

بارك الله فيك، أحسنت

الخ.

ومن ذلك أنت تناديه بأحب الأسماء إليه، الاسم الذي يحبه، النبي صلى الله عليه وسلم كان ينادي السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها ولم يكن قد تعدت سنها اثنتي عشرة سنة فكان يرخم اسمها كنوع من التدليل أو التلطف فيقول لها: يا عائش أو يا عييش، فترخيم الاسم يجلب نوع من المودة والألفة مع الطفل، فاختصار الاسم أو تصغيره، يعني بعض الناس كتب أمثلة، خليها لخبراتكم يعني يمكن لن يناسب أن نقولها، أو نقولها لا أدري ..

يقول لك: يا أبو حميد لأحمد

يا خلود: لخالد

يا عمورة: لعمرو

يا عبده: لعبد الله ..

يعني هذه ترجع لاجتهادكم حسب الاسم التصغير على سبيل التمليح، لأن التصغير ممكن للتحقير وإما للتلميح فهذه ترجع للأعراف المختلفة، ولكن لا يكون اسما يلتصق به ويكون لقبا له وهو مثير للسخرية مثلا.

أيضا من المكافآت المعنوية أن تكافئه بأن تحكي له قصة.

وهناك نوع خاص من التربية اسمه التربية بالقصة، وهذا منهج قرآني متميز، التربية بالقصة، والقرآن الكريم كم ربى المؤمنين عن طريق القصص.

ص: 18

بل عن طريق أحسن القصص {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} (1)

هناك مكافأة بأن تقول له: سأحكي لك قصة إن فعلت كذا.

فإن فعل تكافئه بحكاية القصة، فالقصص والحكايات تساعد في تشجيع الأطفال.

كذلك الحرمان منها عقوبة رادعة.

لا أعتقد أبدا أبدا أن هناك طفل يشذ عن هذه القاعدة ولا يحب القصص والحكايات، الغالب يعني القاعدة العامة أن كل الأطفال يحبون القصص.

لكن يجب أن تكون القصة هادفة تجنى منها ثمرة خاصة لأن القصة تزرع القيم والمعاني بصورة غير مباشرة يعني التوجيه المباشر ممكن الطفل يعاند فيه، افعل كذا ولا تفعل كذا أطع والديك، وهذه الأوامر المباشرة.

لكن الكلام الذي يجيء بطريق غير مباشر عن طريق العبرة والمواقف المؤثرة، يكون أعمق تأثيرا في نفوس الأطفال والمواقف التربوية الموجودة في القصص

طبعا الآن موجودة متاحة كثير جدا سواء في الكتب أو المجلات أو المواد التي تعمل على الكمبيوتر القصص تغرس فيه الأمانة الصدق القوة حسن الخلق النظافة عدم الأنانية وغير ذلك، ممكن القصة تكون غير متسلسلة ممكن في موقف معين ويكون هناك نوع من التشويق إن الطفل سيكمل معاني القصة بعد ذلك.

الأستاذ محمد قطب حفظه الله تعالى له كلام في موضوع التربية بالقصة نذكره.

يقول حفظه الله: في القصة سحر يسحر النفوس، أي سحر هو وكيف يؤثر على النفوس، لا يدري أحد على التحديد؟

(1) يوسف: 3.

ص: 19

أهو انبعاث الخيال يتابع مشاهد القصة ويتعقبها من موقف إلى موقف ومن تصرف إلى شعور، أهو المشاركة الوجدانية ..

-طبعا هناك حاجة مهمة جدا أن واضع القصة لابد أن يكون تربويا، الإنسان الذي يصوغ القصة يكون تربويا وطبعا تحري الصدق قدر المستطاع، تحري الصدق

رأيت من مدة كارتون لا أذكر ربما اسمه نارا، قصة طفلة من أيام البوسنة والهرسك أو الشيشان أو شيء كهذا، تعجبت جدا.

من عمل القصة لا يفهم إطلاقا بالتربية، إطلاقا ..

وللأسف الشديد لما تقارن بين الأشياء التي توضع باللغة الانجليزية للأطفال فرق شاسع للوصول إلى هدف تربوي راقي جدا للأسف.

فالقصة كلها موت ودماء إن هذه الطفلة ترى أهلها يموتون وجيرانها مذبوحين والدم يجري، وكل القصة رعب في رعب، وتهديد شعور الأمان عند الطفل.

فالقصة تكون عقاب وليس ثواب ..

ثم يحصل البلل في السرير وهو نائم ليلا، سيحصل بلل الفراش لأن هذا الرعب سيختزل في داخله، يعني عدم الشعور بالأمان، وخطر جدا أن نهز شعور الطفل بالأمان.

أنا تعجبت كيف يعني؟

نحن عندنا هكذا إذا كان أخ ملتزم من فعل الشيء الفلاني فيكون أكيد مائة في المائة، ما دام المدرس أخ فيكون شيء مائة في المائة، وهو ربما ليس تربويا، فممكن واحد تربوي غير ملتزم يكون خطره أقل من ملتزم وغير تربوي لأن سيشوه أشياء كثيرة جدا ويعمل عاهات نفسية في الأطفال، نتيجة عدم خبرته في التربية.

أنا قلت لأحد الإخوة لا تعرضها خالص للناس لأن هذه خطر على الأطفال ..

ص: 20

حادثة أخرى .. جريمة من جرائم أعداء البشرية كلها اليهود لعنهم الله، قصة أسطول الحرية، تعجبت جدا من التبجح الذي يظهر من هؤلاء الأشرار الشياطين اليهود، واحد مسئول رسمي يتكلم ويدافع عن موقف اليهود وجريمتهم التي فعلوها، فماذا يقول؟

طبعا هم كتموا على الموضوع ولم يظهروا بيانات رسمية فيها الأعداد، سواء أعداد القتلى أو ماذا .. الإخوة من الأتراك ..

المهم لفت نظري جدا إن واحد يهودي خبيث يتكلم فيقول: أنتم كتمتم خالص على البيانات ولا بيانات رسمية ولا نشرتم صور الناس ولا.

فقال: لأننا نلتزم بالأخلاق اليهودية التي لا تبيح نشر صور القتلى.

فأنا تألمت في الحقيقة لأننا في الإسلام أيضا عندنا هذا المفهوم ولكننا نهمله في سبيل الوصول إلى هدف إعلامي ننتهك حرمة الموتى أو المقتولين، لو تأملتم في القرآن الكريم:{فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي} (1) ماذا؟

أخاه؟

لا، {يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ} (2).

فجثة الميت سوءة.

الإنسان بمجرد أن يموت يصبح عورة، ولذلك ما ينبغي في التغسيل وكذا أن الحكاية تكون موضوع مجاملة والناس تدخل على الميت وهو ميت ويغسل كنوع من المجاملة وهاتوا فلان وأحضروا فلان، لا.

يحضر فقط من يحتاج إليه في الغسل فقط، وهذا يكون في أضيق الحدود، من يغسل ومن يساعده.

(1) المائدة: 31.

(2)

المائدة: 31.

ص: 21

ولكن تصبح الحكاية دعوة عامة، مفتوحة ويجاملون فلان بأن أدخلوه ساعة الغسل، لا فهذا انتهاك للميت.

فطبعا يهودي مجرم يدافع عن ..

طبعا هو يحاول أن يعمل نوع من استثمار الموقف أن يقول إن هناك شيء اسمه الأخلاق اليهودية ..

الأخلاق اليهودية التي نعرفها كلنا، لكنه يتوارى وراء أن هذه هي الأخلاق اليهودية أنهم يحترمون الموتى ولا يصورون الموتى، هم يقتلون وحسب.

لكنهم لا يصورون، طيب أنت قتلت، أنت الذي قتلت، يعني أنت الذي قتلت الأطفال وقتلت الشباب وقتلت الأبرياء.

فالأخلاق اليهودية حتى يقولون: نحن لدينا أخلاق يهودية، ولدينا في شريعتنا أننا اليهود لا ننشر صور الموتى ..

الله المستعان ..

الشاهد يعني من الكلام: إن ترك الأطفال يطلعون على الوسائل الإعلامية التي بها الحروب والذبح والمجازر وهذه الأشياء خطر شديد على الأطفال، الشعور بالأمان.

يعني أن أعرف طفلة مع أن بيتها بعيد عن البحر، لكن يظهر البحر في الأفق، كان يجيئها رعب شديد جدا عندما تتابع أخبار اليهود والمذابح وما أكثرها.

فلا تستطيع أن تنام بالليل من الرعب لأنها تقول: ممكن اليهود يجيئون ويضربوننا من البحر بهذا المركب، لماذا؟

من كثرة ما تسمع أشياء هي فوق عقلها وفوق طاقتها.

ص: 22

فموضوع أن نتساهل في تعريض الأطفال لهذه المحن، لن يتفهموها ولا يتحملوها مثل ما يحصل، بالعكس تهدد الشعور بالأمان.

فنفس الشيء ممكن أيضا الأشياء الفظيعة للقتل مثل نارة هذه، شيء غير ممكن، كيف تقدم لأطفال أبرياء، الكل يموت، أبواها ماتوا والأطفال ماتوا والجيران ماتوا، كل حاجة دماء دماء والبنت تبكي، كل الموضوع يدور حول هذا.

فطبعا لابد أن نراعي براءة الطفل وقدرته على الاحتمال والخطر الممكن أن يترتب نتيجة انتزاع الشعور بالإيمان ..

يقول الأستاذ محمد قطب حفظه الله: في القصة سحر يسحر النفوس، أي سحر وكيف يؤثر على النفوس، لا يدري أحد على وجه التحديد.

أهو انبعاث للخيال يتابع مشاهد القصة ويتعقبها من موقف إلى موقف، ومن تصرف إلى شعور؟

أهو المشاركة الوجدانية لأشخاص القصة وما تثيره في النفس من مشاعر تتفجر وتفيض؟ أهو انفعال النفس بالمواقف حينما يتخيل الإنسان نفسه في داخل الحوادث، ومع ذلك فهو ناج منها متفرج من بعيد؟

أيا كان الأمر فسحر القصة قديم قدم البشرية وسيظل معها حياتها كلها على الأرض لا يزول، وأيا كان الأمر فلا شك أن قارئ القصة وسامعها لا يملك أن يقف موقفا سلبيا من شخوصها وحوادثها.

فهو على وعي منه أو غير وعي يدس نفسه على مسرح الحوادث ويتخيل أنه كان في هذا الموقف أو ذاك، ويروح يوازن بين نفسه وبين أبطال القصة فيوافق أو يستنكر أو يملكه الإعجاب.

ص: 23

والإسلام يدرك هذا الميل الفطري إلى القصة، ويدرك ما لها من تأثير ساحر على القلوب، فيستغلها لتكون وسيلة من وسائل التربية والتقويم.

وهو يستخدم كل أنواع القصة، القصة التاريخية الواقعية المقصودة بأماكنها وأشخاصها وحوادثها والقصة الواقعية التي تعرض نموذجا لحالة بشرية، فيستوي أن تكون بأشخاصها الواقعيين أو بأي شخص يتمثل فيه ذلك النموذج، والقصة التمثيلية التي لا تمثل واقعة بذاتها ولكنها يمكن أن تقع في أية لحظة من اللحظات وفي أي عصر من العصور.

من النوع الأول: كل قصص الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقصص المكذبين بالرسالات وما أصابهم من جراء هذا التكذيب وهي قصص تذكر بأسماء أشخاصها وأماكنها وأحداثها على وجه التحديد والحصر:

موسى وفرعون، عيسى وبني إسرائيل، صالح وثمود، هود وعاد، شعيب ومدين، لوط وقريته، نوح وقومه، إبراهيم وإسماعيل .. إلى آخره، إلى آخره.

ومن النوع الثاني:

قصة ابني آدم: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ} (1) إلى آخر القصة المعروفة في سورة المائدة.

-فالقصص القرآني هو أفضل ما يقدم لأنه يبني عقيدة ويوصل مفاهيم مهمة جدا.

القصص القرآني ممكن إنك تذاكر القصة من كتب التفاسير أو الكتب التي تناولت قصص الأنبياء ثم تلخصها بصياغة سهلة بالنسبة للأطفال.

(1) المائدة: 27 - 30.

ص: 24

لن تقرأها مباشرة من الكتب، ولكن تبسطها ..

والآن توجد مطبوعات كثيرة جدا تتناول هذه الأشياء ..

فقصص الأنبياء ثم السيرة أيضا ..

ممكن السيرة النبوية تعطيها لهم هكذا بالتدريج، فيعود الطفل مثلا أو الأطفال قبل النوم، إن الأب أو الأم تحكي لهم موقف معين من السيرة ولو بتدرج واحدة واحدة حتى يدرسون السيرة بصورة مسلية.

لكن لو خرجت بطريقة مباشرة بدون قراءة في كتاب يكون أفضل وأوقع، يكون الإنسان قد حضرها وذاكرها، الأب أو المربي، ويقولها للطفل قبل أن ينام ويستمر ويواظب على هذا الأمر، فـ «أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ» (1) ويهتم بإيصال العبرة والدروس، وفي نفس الوقت هناك معلومات يستفيدها، لأن نستثمر حب الأطفال وشغفهم بموضوع القصص.

يعني أحد الإخوة أبلغني إن الرافضة قاتلهم الله، عملوا شيء معين في موضوع القصص، ..

في إنها قصص أيضا في قصة يوسف عليه السلام، فالأخ لفت نظري أنه من خلال القصة، فبرغم إن القصة مخرجة بطريقة متقنة جدا، لكن طبعا الرافضة سيعملون هذه من أجل ماذا؟ إنه في الوسط لابد أن يرسخ عقيدته، ولابد أن يربطها بالإمامة والعقائد الفاسدة للرافضة.

فالقصص أحيانا يستعمل لتمرير مفاهيم مدمرة ومخربة كما أكيد الرافضة سيكونون فعلوا هذا في قصة يوسف عليه السلام.

الشاهد أن استعمال القصة، نحن أولى في استعمالها لتمرير مفاهيم بناءة ومفيدة بالنسبة للأطفال.

نعود إلى صور المكافآت المعنوية، غير المادية ..

من هذه الصور مدح الطفل والثناء عليه أمام الآخرين.

(1) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها.

ص: 25