الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علي بن عبد الله بن سيف
أبو الحسن المعروف بعلويّة المغني مولى بني أمية. كانجده سيف صغديّاً للوليد بن عثمان بن عفان، وقدم دمشق مع المأمون.
قال أبو خشيشة محمد بن علي بن أمية بن عمرو: كنا مع المأمون بدمشق، فركب يريد جبل الثلج، فمر ببركة عظيمة من برك بني أمية، وعلى جوانبها أربع سروات، وكان الماء يدخلها سيحاً، ويخرج منها، فاستحسن المأمون الموضع، فدعا ببز ماورد ورطل نبيذ، وذكر بني أمية، فوضع منهم، وتنقّصهم وأخذ علوية العود واندفع يغني: الطويل
أولئك قومي بعد عزّ وثروةٍ
…
تفانوا فإلاّ أذرف العين أكمد
فضرب المأمون الطعام برجله ووثب، وقال لعلوية: يا بن الفاعلة! لم يكن لك وقت تذكر فيه مواليك إلا في هذا الوقت؟! فقال: مولاكم زرياب عند مواليّ يركب في مئة غلام، وأنا عندكم أموت من الجوع! فغضب عليه عشرين يوماً، ثم رضي عنه. قال: وزرياب مولى المهدي صار إلى الشام، ثم صار إلى المغرب، إلى بني أمية هناك.
قال علويّة: أمرني المأمون وأصحابي أن نغدو عليه بعد قرب، فلقيني عبد الله بن إسماعيل صاحب المراكب، فقال: يا أيها الرجل، الظالم، المتعدي، أما ترحم ولا ترقّ ولا تستحي من عريب، هي هائمة بك، وتحتلم عليك في كل ليلة ثلاث مرات، قال علوية: وكانت عريب أحسن الناس وجهاً، وأظرف الناس وأفتكهم وأحسن غناء مني ومن مخارق،
فقلت له: مرّ حتى أجيء معك، فحين دخلت قلت له: استوثق من الأبواب، فإني أعرف الناس بفضول الحجاب، فأمر بالأبواب فغلقت، ودخلت فإذا عريب جالسة على كرسي، بين يديها ثلاث قدور زجاج. فلما رأتني قامت إلي ثم قالت: ما تشتهي تأكل؟ قلت: قدراً من هذه القدور، فأفرغت قدراً منها بيني وبينها، فأكلنا، ثم قالت: يا أبا الحسن، أخرجت البارحة شعراً لأبي العتاهية فاخترت منه شعراً، قلت: ما هو؟ قالت: الطويل
وإني لمشتاق إلى ظلّ صاحبٍ
…
يروق ويصفو إن كدرت عليه
عذيري من الإنسان لا إن جفوته
…
صفا لي ولا إن كنت طوع يديه
فصيرناه مجلسنا، فقالت: بقي علي فيه شيء فأصلحه، قلت: ما فيه شيء قالت: بلى، في موضع كذا، فقلت: أنت أعلم، فصححناه جميعاً، ثم جاء الحجّاب، فكسروا الباب فاستخرجت، فأدخلت على المأمون، فجعلت أرقص من أقصى الصحن وأصفق بيدي وأغني الصوت، فسمع، وسمعوا ما لم يعرفوه، فاستظرفوه، فقال المأمون ادن يا علوية، فدنوت، فقال: ردّ الصوت فردّدته سبع مرات، فقال: أنت الذي تشتاق إلى ظل صاحبٍ، يروق ويصفو إن كدرت عليه؟ فقلت: نعم، فقال: خذ مني الخلافة، وأعطني هذا الصاحب بدلها، وسألني عن خبري، فأخبرته، فقال: قاتلها الله، فهي أجل أبزار من أبازير الدنيا.
وقال علوية في مخارق: السريع
أبو المهنا أبداً ذو غرام
…
يموت من حبّ طعام الكرام
قد وسم التطفيل في وجهه
…
هذا حبيسٌ في سبيل الطعام