الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جعلناك فيما بيننا ورسولنا
…
وسيطاً فلم تظلم ولم تتحوّب
فأنت الذي لولاك لم يعلم الورى
…
ولو جهدوا ما صادقٌ من مكذّب
قال العتيقي: حضرت أبا الحسن الدارقطني، وقد جاءه أبو الحسين البيضاوي ببعض الغرباء، فسأله أن يقرأ له شيئاً، فامتنع، واعتل ببعض العلل، فقال: هذا غريب، وسأله أن يملي عليه أحاديث، فأملى عليه أبا الحسن من حفظه مجلساً يزيد عدد أحاديثه على العشرة متون، جميعها: نعم الشيء الهدية أمام الحاجة، فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئاً، فقرّبه وأملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثاً، متون جميعها: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
توفي الشيخ أبو الحسن الدارقطني سنة خمس وثمانين وثلاث مئة، وقت خروج الحاج إلى مكة وقد بلغ ثمانين سنة.
قال أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن ماكولا: رأيت في المنام ليلة من ليالي شهر رمضان كأني أسأل عن حال أبي الحسن الدارقطني في الآخرة، وما آل إليه أمره، فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة الإمام.
علي بن عمر بن محمد بن الحسن
أبو الحسن البغدادي الحربي المعروف بابن القزويني الزاهد المقرئ الشافعي كانت له كرامات ظاهرة، وكلام على الخواطر. ودخل دمشق كما حدث أبو القاسم ابن دجلة الزاهد صاحب القزويني، قال: صليت خلف القزويني ليلة عشاء الآخرة، فسلم، وجلس حتى لم يبق أحد، ثم أخذ بيدي فأخرجني من الحربية وقال: بسم الله، فمشيت صحبته إلى أن انتهينا إلى موضع فيه عقدان فدخل أحدهما وإذا على يمينه
مسجد، وفيه قنديل، ورجل قائم يصلين فجلس حتى قضى صلاته، ثم سلّم كل واحد منهما على صاحبه، وتحادثا ساعة ثم قال له ذلك الرجل: كنت أسأل الله أن يجمع بيني وبينك فالحمد لله على ذلك، ثم ودّعه، ونهضت معه، فأخذ بيدي على السيرة الأولى، فلم أعقل بشيء إلا وأنا بعقد الحربيّة فسألته عن الموضع والرجل فكأنّه كره أن يجيبني، فكررت المسألة عليه فقال: ذلك الموضع دمشق، والمسجد على بابها، ولم يخبرني من الرجل.
وحدث أبو الحسن القزويني في مسجده بالحربيّة عن أبي حفص عمر بن علي بن محمد بن الزيات الصيرفي بسنده إلى مالك بن الحويرث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا حضرت الصلاة، فليؤذّن أحدكم وليؤمّكم أكبركم ".
وحدث عن يوسف بن عمر بسنده إلى بشر رحمه الله قال: قال عمر رضي الله عنه: كم من جارٍ متعلق بجاره يقول: يا ربّ، أغلق بابه دوني، ومنعني رفده.
كان علي بن عمر من عباد الله الصالحين، يقرئ القرآن، ويروي الحديث، ولا يخرج من بيته إلا للصلاة، وكان وافر العقل، صحيح الرأي. ولد سنة ستين وثلاث مئة.
ومن كراماته أن رجلاً أصابته جنابة من الليل ونسي أن يغتسل، فدخل إلى مسجد ابن القزويني ليصلي خلفه الصبح فقرأ " يا أيها الّذين آمنوا لا تقربوا الصّلاة وأنتم سكارى حتّى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلاّ عابري سبيلٍ " وكان قبل ذلك قد قرأ غير هذه الآية فلم يفطن الرجل، فأعاد قراءتها، ففهم، فخرج ليغتسل، وعاد ابن القزويني إلى الموضع الذي انتهى إليه من القراءة.
توفي ابن القزويني سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة.