الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمثلة لبعض الآيات والأحاديث التي أثبتت بعض الصفات
أولا: الآيات:
الصفة الأولى: الوجه:
فمما جاء من آيات الصفات قول الله تعالى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} .
(أ) ماذا تدل عليه هذه الآية؟
(ب) وما دليل إثبات الوجه لله تعالى؟ .
(أ) يقول تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} أي: كل ما على وجه الأرض، وما على الوجود هالك وميت؛ ثم ذكر أن الباقي وجه الله تعالى، فهو تعالى لا يفنى ولا يموت، والجن والإنس يموتون.
(ب) في هذه الآية إثبات الوجه صفة لله تعالى، وهو من الصفات الذاتية، التي لا تنفك عن الله تعالى؛ ومثلها قوله تعالى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} وقوله {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} وفي الحديث: «من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله..» ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم» .
وقوله: «أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات» .
وفي الحديث أيضا: «حجابة النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» .
فأهل السنة يثبتون الوجه صفة لله، على ما يليق بجلاله، زائدة على الذات، ولا يشبهونه بما يختص بالمخلوق.
الصفة الثانية: اليدان:
وقوله تعالى {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} .
(أ) ماذا تدل عليه هذه الآية؟
(ب) وماذا ترد به تأويل من نفى هذه الصفة؟
(أ) في الآية رد على اليهود الذين قالوا: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} ومرادهم وصفه تعالى بالبخل، فأخبر تعالى بسعة فضله وعطائه، وأنه ينفق كيف يشاء، وأن يديه مبسوطتان، أي: بالعطاء والامتنان.
ويد الله صفة من صفاته الذاتية التي لا تنفك عنه، وقد دل على إثباتها الكتاب والسنة، كقوله تعالى:{مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ، وقوله {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ، وفي الحديث:«يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة..» وفيه أيضا: «إن الله غرس جنة عدن بيده؛»
«وكتب التوراة بيده» ونحو هذه الأدلة كثيرة، فيثبتها أهل السنة، مع نفي التشبيه كسائر الصفات.
(ب) وأنكر المعتزلة ونحوهم هذه الصفة، وفسروها بالنعمة أو القدرة، وهذا حمل لكلام الله وكلام رسول الله على مجاز بعيد عن المتبادر إلى الأفهام، ولا يناسب ذلك جميع النصوص، ولا يقال: الله خلق آدم بقدرتين أو نعمتين، وعليه أيضا لا يكون لأدم مزية على سائر الخلق التي خلقت بقدرة الله.