الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة صاحب المتن: (ابن قدامة)
قال الشيخ الإمام العلامة موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي رحمه الله: الحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان.
(أ) ما معنى قوله الحمد لله؟
(ب) وكيف وصفه بكونه محمودا بكل الألسن، ومعبودا في كل الأزمنة فما وجه هذا العموم؟
(أ) الحمد لغة: الثناء، وشرعا ذكر محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله.
(ب) وكونه تعالى محمودا بكل الألسن على عمومه، وحمدها إياه إما بلسان الحال، أو بلسان المقال، فتسبيح الكافر والبهائم والجماد هو ما في تركيبهم وخلقهم من عجيب الصنع الذي يستنطق الألسن بالحمد والتسبيح لمن أنشأه على غير مثال سبق؛ وقد يكون لكل عضو ولكل مخلوق تسبيح وحمد غير مفهوم لنا، على حد قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} وقوله {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} .
وأما العبادة فأصلها الذل والخضوع، وأراد أنه تعالى هو القاهر المتصرف في خلقه، فكلهم ذليل خاضع لهيبته وتصرفه، طوعا وكرها، وهذا عام لكل موجود في كل زمان.
الذي لا يخلو من علمه مكان، ولا يشغله شأن عن شأن.
(أ) ما كيفية عموم العلم؟
(ب) وما دليل ذلك؟
(ج) وما المراد بالشأن؟
(أ) أي: هو تعالى عليم بكل شيء فلا تخفى عليه خافية في أي موضع من ظهر الأرض أو بطنها.
(ب) والدليل عليه النصوص الكثيرة كقوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} ، وقوله:{وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا} .
(ج) والمراد بالشأن: الخَطْب والأمر والحال؛ أي: هو سبحانه لا ينشغل بتدبير مخلوق وأمره عن تدبير بقية الخلق {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} .
جل عن الأشباه والأنداد، وتنزه عن الصاحبة والأولاد، ونفذ حكمه في جميع العباد.
(أ) ما معنى جل وتنزه؟
(ب) وما الأشباه والأنداد والصاحبة؟
(ج) وما سبب نفي ذلك عن الله تعالى؟
(د) وما النفوذ؟
(أ) جلَّ أي: عظم، وتنزه أي: تباعد. والمراد أنه سبحانه معظم مقدس عن أن يكون له ند أو شبيه، وبعيد أن يتخذ صاحبة أو ولدا.
(ب) والأشباه: الأكفاء والنظراء. والأنداد: جمع ند، وهو: المثيل والسمي والكفو، والصاحبة: الزوجة. قال تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} ، وقال {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} .
(ج) ونفي ذلك عن الله تعالى؛ لكمال تصرفه وانفراده وحده بتدبير جميع الخلق، وعدم احتياجه إلى معين وظهير.
(د) والنفوذ هو: المضي والجريان. أي: أن حكمه وأمره وقضاءه سار ونافذ في جميع الخلق؛ فلا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه.