الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المثال السادس:
الحساب:
ويحاسبهم الله تبارك وتعالى، وتنصب الموازين، وتنشر الدواوين، وتتطاير صحائف الأعمال إلى الأيمان والشمائل:{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا} .
(أ) على أي شيء يكون الحساب؟
(ب) وهل هو عام أو خاص؟
(ج) وما الدواوين؟
(د) وما الكتب التي يعطونها؟
(هـ) وكيف يؤتى الشقي كتابه بشماله ومن وراء ظهره؟
(أ) يعتقد المسلمون أن الله سيجمع الأولين والآخرين في موقف القيامة، ليفصل بينهم وأنه سوف يحاسبهم على أعمالهم، وأنه سريع الحساب، فيسألهم ويقررهم بذنوبهم:{فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} قال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .
وفي الصحيح عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس أحد يناقش»
«الحساب إلا عذب» وأما قوله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما ذلك العرض» أي عرض الأعمال من غير مناقشة.
(ب) وظاهر أكثر الأدلة أن الحساب عام لكل فرد، وفي بعض الآثار أن الكفار يساقون إلى النار بلا حساب، لأنهم لا حسنات لهم، ولكن لا بد أن الله يسألهم:{مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} و {مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} وقد ذكر الله أنه يخرج للعبد كتابه، ويقول:{اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} وأن الكافر يقول: {يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ} .
(ج) والدواوين هي: صحف الأعمال، التي دونت فيها الحسنات والسيئات، فكل يجد ما قدمت يداه في كتاب:{لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} .
(د) وهذه الكتب هي التي يعطونها بالأيمان والشمائل، لقوله تعالى:{فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} وقيل: إن الكتاب الذي يعطاه أحدهم بطاقة فيها علامة السعادة أو الشقاوة، والأول أظهر.
(هـ) وأما أخذ الكافر كتابه بشماله ووراء ظهره، فقيل: تلوى الشمال خلف الظهر، وقيل: تنزع من صدره وتركب خلف ظهره، ثم يسلم كتابه بها:{وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} .