المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المقدمة   الحمد لله نحمده ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن - مسألة الإيمان دراسة تأصيلية

[علي بن عبد العزيز الشبل]

الفصل: ‌ ‌المقدمة   الحمد لله نحمده ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن

‌المقدمة

الحمد لله نحمده ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.. أما بعد:

فإن مباحث العقيدة من أهم ما يعتني به المؤمن دراسة وتفهماً، علماً وعملاً؛ لأن العقيدة أهم المهمات وهي أساس الديانة، وقاعدة الملة المتينة، لذا اهتمت بها كتب الله المنزلة، ورسله المرسلة إلى عباده. وعلى العقيدة شُيدت مباني الشريعة، وقامت سوق الجنة والنار.

ولهذا وغيره صار علم العقيدة والإيمان والتوحيد أشرف العلوم وأزكاها، وأعظمها أثراً. وأضحت مسائل العقيدة المبحوثة لها هذه الأهمية، وتداعى لها ذلك الشرف، وتأكد لها عظيم القدر.

هذا وإن من جليل مباحث العقيدة المحتفى بها عند أهل السنة والجماعة- السالكين جادة منهج السلف الصالح من لدن النبي صلى الله عليه وسلم فأصحابه الكرام رضي الله عنهم، فتابعيهم، ثم من تبعهم بإحسان وعلم وهدى - مباحثُ الإيمان، المناطة بأحكام أهله دنيا وأخرى، والمُعبَّر عنها عند العلماء بمسائل الأسماء والأحكام.

وهذه المسألة بما اشتملت عليه من تضاعيف المباحث من أجل مسائل العقيدة، وأول أصول العقيدة افتراقاً في بابها قديماً وحديثاً؛ ولذا اعتنى بها العلماء في تصانيفهم ولا سيما من أئمة السنة، فإن علماء السلف الصالح أول ما قذعوا به الجهمية من ضلالاتهم هذه المسألة: مسألة الإيمان، يدركه من طالع كتب السنة والأثر!

ولما رأيت توافر الدواعي - في زمننا- إلى توضيح هذا الموضوع وتجلية مذهب السلف الصالح: أهل السنة فيه، رأيت المشاركة بهذه الورقيات التأصيلية للمسألة: مسألة الإيمان (1) .

موصياً - ومؤكداً في الوصية - بلزوم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والتفقه بفقه السلف الصالح، ورد الإشكال إلى أهل العلم المعتبرين ليحلوه ويوضِّحوه ويبينوه كما في آيتي النحل والأنبياء:{فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء:7] .

(1) والواقع أن هذا البحث هو جزء من دراسة أطروحتي العالية: ((ابن الحنبلي وكتابه الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة)) . مع زيادات عليه. ومحذراً شباب السنة وفتية الإسلام من ضد ذلك، من سلوك بنيات الطريق، ومزالق الفتن، ومسالك التعالم والتجهيل، والانطراح بين يدي الله والإلحاح عليه في الحذر من ذلك كله، والثبات على دينه، والاعتصام بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم وصالح سلف المؤمنين، وفقنا الله لذلك آمين.

هذا وقد سميت الموضوع: ((مسألة الإيمان دراسة تأصيلية)) .

ص: 5

((مسألة الإيمان دراسة تأصيلية))

وقد اشتمل على عدة مطالب رئيسة هي:

1.

المطلب الأول: مقدمة بأهمية المسألة.

2.

المطلب الثاني

: مسألة تعريف الإيمان ومسماه.

3.

المطلب الثالث: الأصل الجامع للنزاع في المسألة.

4.

المطلب الرابع: بيان فساد أقوال الطوائف إجمالاً.

5.

المطلب الخامس: معنى الإيمان لغة.

6.

المطلب السادس: العلاقة بين الإسلام والإيمان.

7.

المطلب السابع: زيادة الإيمان ونقصانه، والأدلة عليه، وأسباب زيادته ونقصانه.

8.

المطلب الثامن: المخالفون في مسألة زيادة الإيمان ونقصانه.

9.

المطلب التاسع: تحقيق المروي عن الإمام مالك في نقصان الإيمان.

10.

المطلب العاشر: مسألة الإيمان المطلق، ومطلق الإيمان.

11.

المطلب الحادي عشر: حقيقة الخلاف مع مرجئة الفقهاء.

12.

المطلب الثاني عشر

: الكفر عند أهل السنة والجماعة ومخالفيهم ويشمل:

... أ- مقدمة في أهمية الموضوع.

ب- الكفر ومعناه.

ج- قواعد مهمة في معرفة أنواع الكفر.

ولما كان موضوع البحث بهذه الأهمية، عرضته على جمع من كبار العلماء ذوي الخبرة والاختصاص:

1-

سماحة مفتي عام المملكة: الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.

2-

فضيلة الشيخ: د. صالح بن فوزان الفوزان.

3-

فضيلة الشيخ: عبد الرحمن الناصر البراك.

4-

فضيلة الشيخ: عبد الله بن سليمان بن منيع.

5-

فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الغنيمان. وغيرهم.

جزى الله الجميع من نعمائه، وعوالي جنانه، وحرمنا وإياهم سخطه وعذابه ونيرانه.

ثم إني قد رضيت من مهرها بدعوة خاصة بظهر الغيب إن وافقت قبولاً واستحساناً، أو صادفت كفؤاً كريماً، أو تدبرها عاقل حصيف.

فالحق من توفيق ربي وهدايته، ولقارئه غُنمه، وعلى مُعلقه غُرمه، والله يعامله ويجازيه بالحسنى وبعد: فـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَاناَ لِهَذاَ وَماَ كُنا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَاناَ اللَّهُ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّناَ بِالْحَقِّ} [الأعراف: 43] .

وأسأله سبحانه أن يعلي بها الدرجات، ويمحو بها السيئات، ويبدلها لنا حسنات، ويحقق بها الزلفى لديه بالمسرات. ويلفح علينا بها النفحات، ويغفر لنا ولمشايخنا ووالدينا وإخواننا المسلمين والمسلمات، برحمة وإحسان مولانا مبدع البريات. {إِنَّ رَبِّى لَطِيفٌ لِماَ يَشَآءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف:100] .

والله أعلم. اللهم صلِّ على محمد وآله وصحبه وسلّم تسليماً.

...

...

... كتبه الفقير إلى مولاه الأجل

...

...

... علي بن عبد العزيز بن علي الشبل

...

...

الرياض 11415- ص. ب: 63128

...

...

...

فاكس 2417438

ص: 6