الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد
في السوائل الخارجة من المرأة
لأجل أن نقف على ماهية هذه الرطوبة ينبغي أن نذكر السوائل التي تخرج من المرأة، ونبين حكمها باختصار؛ لأن الأشياء تتميز بضدها، وتلحق في الأحكام بما اتصف بصفتها.
يخرج من المرأة سوائل من غير السبيلين: كالمخاط واللعاب والدمع والعرق والرطوبة، ويخرج منها سوائل من السبيلين، وهي نجسة، ناقضة للوضوء.
أنواع السوائل:
(1) البول:
وهو ما يخرج من المثانة، وحكمه نجس، ناقض للوضوء بالنص والإجماع، قال تعالى:(أو جاء أحد منكم من الغائط)(1)
والغائط هو المكان المطمئن من الأرض، كني بذلك عن التغوط، وهو الحدث الأصغر.
قال ابن المنذر: " وحكي لي عن بعض أهل العلم أنه قال: البول والغائط داخلان في قوله: (أو جاء أحد منكم من الغائط) ؛ لأن ذهاب القوم إلى تلك المذاهب كان ذهاباً واحداً.
(1) النساء: 43
قال أبو بكر: وجوب الوضوء من البول مأخوذ من أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم -قولاً وفعلاً، وذكر حديث ذر بن حبيش قال: لقيت صفوان بن عسال أسأله عن المسح فقال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، لكن من غائط أو بول أو نوم "(1) .
وكل ما خرج من مخرج البول من المرأة أو الرجل فهو ناقض للوضوء لما ذكرنا، وإن كان طاهراً.
(1) أخرجه ابن حبان في باب ذكر الخبر الدال على أن الرقاد 3/381،، وابن خزيمة باب ذكر وجوب الوضوء من الغائط والبول1/13 وباب ذكر الدليل على أن الأمر بالمسح على الخفين 1/98،، والنسائي في باب المسح على الخفين 1/83،، والترمذي في باب فضل الوبة والاستغفار 5/545،، وابن ماجة في باب الوضوء من مس الذكر1/161،، والشافعي في المسند باب ما خرج من كتاب الطهارة 1/17،، وأحمد 2/389،، والبيهقي في باب الوضوء من النوم 1/118،، وباب التوقيت في المسح على الخفين1/276،، والطبراني في الكبير 8/56،، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/82. قال الترمذي حسن صحيح،، ونقل في تحفة المحتاج عن البخاري قوله: " إنه أصح شيء في الباب" 1/195 حكى النووي عن ابن عبد البرقوله: " شرح النووي على صحيح مسلم ج3/ص176
واختلف الرواة في رفع هذا الحديث ووقفه على على قال ومن رفعه أحفظ وأضبط" قال ابن حجر: "
قال الترمذي عن البخاري حديث حسن وصححه الترمذي والخطابي ومداره عندهم على عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عنه وذكر بن مندة أبو القاسم أنه رواه عن عاصم أكثر من أربعين نفسا وتابع عاصما عليه عبد الوهاب بن بخت وإسماعيل بن أبي خالد وطلحة بن مصرف والمنهال بن عمرو ومحمد بن سوقة وذكر جماعة معه ومراده أصل الحديث لأنه في الأصل طويل مشتمل على التوبة والمرء مع من أحب وغير ذلك لكن حديث طلحة عند الطبراني بإسناد لا بأس به" تلخيص الحبير ج1/ص157