الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويروى عن عمر رضي الله عنه: «أنه نهى امرأة عن الطيب وقال لها: إنما قلوب الرجال عند أنوفهم أخرجن تفلات» أي: غير متطيبات (1).
خامسًا: ومنها
نهي المرأة عن الخضوع بالقول
.. فإن المرأة إذا تحدثت مع الأجانب بحديث فيه خضوع كان ذلك سببًا في وقوع الشر أو مقدماته من التفكير والخواطر، ولذلك يجب على المرأة أن تتحدث بصوت معروف عار عن أسباب الفتنة ودواعي الشر، قال تعالى:{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32]، والمرض هو مرض الشهوة بل إن المرأة لأجل ذلك هي منهية عن رفع صوتها في التلبية وليس عليها أذان كل ذلك لأجل سد منافذ الفتنة والشر ولو كان ذلك في فعل عبادة والله أعلم.
سادسًا: ومنها
نهي المرأة عن الاختلاط بالرجال:
وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق يومًا في
(1) مصنف عبد الرزاق (4/ 370).
عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء: «استأخرن فليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافّات الطريق» فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به (1).
ولأجل ذلك قال صلى الله عليه وسلم: «وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها» (2).
وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو تركنا هذا الباب للنساء» قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر رضي الله عنهما حتى مات (3).
وقالت أم سلمة: «كان يسلم - أي الرسول صلى الله عليه وسلم فينصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم» (4).
بل إنه قد حرصت الصحابيات على عدم الاختلاط حتى في أشد المساجد زحامًا وفي أشد الأوقات زحامًا في موسم الحج في المسجد الحرام
(1) رواه أبو داود (2/ 790).
(2)
رواه مسلم (1/ 326).
(3)
رواه أبو داود وصححه الألباني (1/ 179).
(4)
رواه البخاري (1/ 290).
«حيث ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تطوف في حَجْرَه» أي معتزل لا تخالط الرجال.
وجاء في مصنف عبد الرزاق [5/ 65]: «أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال: حدثت أن عائشة نزلت في مسكن عتبة بن محمد بن الحارث فكانت تطوف بعد العشاء الآخرة فإذا أرادت الطواف أمرت بمصابيح المسجد فأطفئت جميعًا ثم طافت» .
ودخلت على عائشة رضي الله عنها مولاة لها فقالت لها: «يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعًا واستلمت الركن مرتين أو ثلاثًا .. فقالت لها عائشة رضي الله عنها لا أجَرك الله، لا أجرك الله تدافعين الرجل ألا كبرت ومررت» رواه الشافعي في مسنده وعن إبراهيم النخعي (1/ 127)، قال: نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء
…
قال: فرأى رجلاً معهن فضربه بالدرة (1).
هذا كله في مواضع العبادة وفي أفضل القرون فما هو الحال في الأسواق وما يشبهها وفي مثل هذا العصر ومن صور الاختلاط في هذا العصر:
1 -
اتخاذ الخدم الرجال واختلاطهم بالنساء وكذلك اتخاذ الخادمات في البيوت واختلاطهم بالرجال.
(1) فتح الباري (3/ 480).
2 -
الخلطة بين الخطيبين في أثناء الخطبة قبل الموافقة.
3 -
استقبال المرأة أقارب زوجها أو أصدقائه أو الجلوس معهم.
4 -
الاختلاط في بعض المناسبات مثل ولائم العرس أو الزيارات وغير ذلك.
5 -
الاختلاط في الوظائف والأندية والمواصلات والأسواق والمستشفيات والزيارات بين الجيران والاختلاط في المصاعد والمكاتب والعيادات.
6 -
الاختلاط في الجلسات البيتية ومعهم غير المحارم لبعضهم مثل زوجة الأخ وخصوصًا إذا صاحب ذلك ضحك أو جلوس عند آلة لهو ومشاهدة لمسرحية تحرك الشهوة ولو كان مع تحجب المرأة.
7 -
الاختلاط أثناء صعود الزوجين على المنصة أو ما تسمى (بالزفة) وهذا من أعظم الخطر خصوصًا أن غالب النساء لا يتحجبن عن هذا الرجل وربما يرين فيه جمالاً غير ما في أزواجهن فيفتتن
به أو هو يرى فيهن جمالاً غير ما في زوجته فيفتتن بهن والله المستعان.
8 -
الاختلاط في المدارس والجامعات أو قيام الرجل بتدريس النساء أو النساء بتدريس الرجال أو الدعوة إلى تدريس المرأة للأولاد في الصفوف الدراسية الأولى.
9 -
اختلاط المشرفين على الرسائل الجامعية بالطالبات بحجة الإشراف أو ما يحصل من اختلاط وخلوة المدرس الخصوصي بالطالبة.
10 -
اختلاط الممرضات والطبيبات بالرجال أو العكس مع عدم وجود الضرورة.
11 -
الاختلاط في أماكن الألعاب والملاهي والحدائق العامة وكذلك في المطاعم وخصوصًا قسم العائلات.
12 -
ما يوجد في بعض الشركات أو المؤسسات من موظفة (السكرتيرة)(1).
(1) وقد ذكر أكثر هذه المظاهر صاحب كتاب عودة الحجاب 3/ 56 علمًا بأن جميع الإحالات على كتاب عودة الحجاب هو القسم الثالث.