الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأوراد النوم وليحاول أن لا يأتي إلى الفراش إلا وهو يحس بقرب النوم وذلك مثلاً بالقراءة قبل النوم حتى يحس بقرب النوم ثم يضطجع على فراشه أو بإجهاد نفسه ذاك اليوم بالأعمال المفيدة فإذا أتى إلى فراشه نام مباشرة والله المستعان.
رابعًا: ومنها
التأدب بآداب الاستئذان:
فإن المجتمع المتأدب بآداب الاستئذان من أبعد المجتمعات عن الشرور بإذن الله فبالاستئذان تحفظ العورات فإنما جعل الاستئذان من أجل البصر كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه (1) ومن هذه الآداب والأحكام ما يلي:
أ- دل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: 27]، على وجوب الاستئذان وعلى تحريم دخول إنسان بيت غيره حتى
(1) صحيح البخاري (5/ 2304) صحيح مسلم (3/ 698).
يستأذن (1).
ب- الاستئذان يكون ثلاث مرات يقول في كل مرة السلام عليكم أأدخل؟ كما دل عليه حديث أبي موسى الأشعري في استئذانه على عمر رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع» (2).
ج- إذا تحقق المستأذن من سماع أهل البيت استئذانه ولم يجيبوه عليه أن يرجع.
د- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتى باب قوم لم
(1) أضواء البيان: (6/ 169).
(2)
رواه البخاري (5/ 2305) ومسلم (3/ 1694).
(3)
أضواء البيان: (6/ 173) تحفة الأحوذي (7/ 422).
يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول: «السلام عليكم
…
» (1).
هـ- كذلك: «إذا قال له صاحب البيت من أنت فالسنة أن يذكر اسمه ويفصح عنه كما في حديث جابر حيث يقول: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ديْن كان على أبي فدققت الباب فقال: «من ذا؟» فقلت أنا، فقال:«أنا أنا» كأنه كرهها» (2).
و- قال الإمام الشنقيطي رحمه الله: «اعلم أن الأظهر الذي لا ينبغي العدول عنه أن الرجل يلزمه أن يستأذن على أمه وأخته وبناته البالغين؛ لأنه إن دخل على من ذكر بغير استئذان فقد تقع عينه على عورات من ذكر وذلك لا يحل له» . انتهى كلامه (3).
ولقد أخرج البخاري في الأدب المفرد عن نافع كان ابن عمر رضي الله عنه إذا بلغ بعض ولده الحلم لم يدخل عليه إلا بإذن (4)، ومن طريق علقمة جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: «أأستأذن على
(1) رواه أبو داود (2/ 768).
(2)
رواه البخاري (5/ 2306) ومسلم (3/ 1697).
(3)
أضواء البيان: 6/ 178.
(4)
الأدب المفرد (1/ 364).
أمي؟ فقال: ما على كل أحيانها تريد أن تراها» وسأل رجل حذيفة: «أأستأذن على أمي فقال: إن لم تستأذن عليها رأيت ما تكره» ، وكذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وابن مسعود وطاوس وغيره (1).
إذًا فالواجب على كل مسلم التأدب بهذا حتى مع أقرب الناس إليه من أمه وابنته وأخته وغيرهنَّ من المحارم، لأن ذلك من أعظم الوسائل لحفظ العورات والفروج لكن الزوج مع زوجته لا يجب عليه ذلك لأن بينهما من الأحوال ما ليس بين غيرهما.
وسئل عطاء رضي الله عنه: «أيستأذن الرجل على امرأته قال: لا لكن الأولى أن يُعْلِمها بدخوله ولا يفاجئها به لاحتمال أن تكون على هيئة لا تحب أن يراها عليها، ذكر ذلك ابن كثير، وقال: إن امرأة ابن مسعود قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق كراهة أن يهجم منا على أمر يكرهه» قال: وإسناده صحيح (2).
ز- بل ومن أجل المحافظة على حقوق الناس وعوراتهم والمحافظة على المجتمعات من الفساد والانحراف جاز لصاحب البيت إذا وجد أحدًا ينظر
(1) تحفة الأحوذي (7/ 406).
(2)
تفسير ابن كثير (3/ 372).