المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رقم الترجمة/ 32 «أبو بكر الباهلي» - معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: ‌رقم الترجمة/ 32 «أبو بكر الباهلي»

‌رقم الترجمة/ 32 «أبو بكر الباهلي»

(1)

هو: محمد بن أحمد بن علي أبو بكر الباهلي البصري النجار الصناديقي.

ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ «أبو بكر الباهلي» القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم: «القاسم بن زكريا المطرّز، وأبو بكر الداجوني، وأبو بكر النقاش، وعمر بن محمد الكاغذي، وأبو سلمة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، ومحمد بن الربيع بن سليمان الجيزي» .

تصدّر «أبو بكر الباهلي» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة وصحة القراءة، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه، ومن الذين أخذوا عنه القراءة «أبو علي الأهوازي» ونسبه وكنّاه، وقال إنه قرأ عليه في مسجده بالبصرة في «بني لقيط» سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «أبي بكر الباهلي» وقال الحافظ الذهبي:

كان حيا في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

رحم الله «أبا بكر الباهلي» رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.

(1) انظر ترجمته فيما يلي: معرفة القراء ج 1، ص 340. وطبقات القراء ج 2، ص 76 ..

ص: 105

رقم الترجمة/ 33 «أبو بكر الخيّاط» (1) ت 467 هـ

هو: محمد بن علي بن محمد بن موسى بن جعفر أبو بكر البغدادي المعروف بابن الخياط. وهو من خيرة القراء الثقات، ومن الأئمة المجوّدين المسندين.

ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وحفظ القرآن، وأخذ القراءة وحروف القرآن عن عدد كبير من خيرة العلماء.

وفي مقدمتهم: «محمد بن شاذان، أبو بكر الجوهري، البغدادي» وهو مقرئ حاذق، محدّث ثقة مشهور، أخذ القراءة عن مشاهير العلماء منهم:

«عبد الله بن صالح العجلي» .

وحدّث عن «هوذة بن خليفة» و «زكريا بن عدي» .

جلس «ابن شاذان» لتعليم القرآن، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، ومن الذين أخذوا عنه القراءة:«أبو الحسن بن شنبوذ، وأبو بكر النقّاش» ، وروى عنه «أبو بكر النجاد،

وقاسم بن أصبغ».

توفي «ابن شاذان» سنة ست وثمانين ومائتين، وقد نيف على التسعين رحمه الله رحمة واسعة.

ومن شيوخ «أبي بكر الخياط» في القراءة: «محمد بن المظفر بن علي بن حرب أبو بكر الدينوري، وهو من خيرة القراء المشهورين، شيخ الدينور، وإمام جامعها، قدم إليها بعيد الأربعين وأقرأ بها.

(1) انظر ترجمته في: معرفة القراء الكبار ج 1، ص 426. ورقم الترجمة 365. غاية النهاية في طبقات القراء ج 2، ص 208 ورقم الترجمة 3279. الوافي بالوفيات ج 4، ص 136. شذرات الذهب ج 3، ص 329.

ص: 106

أخذ «ابن المظفر» القراءة عن مشاهير القراء، وفي مقدمتهم:«الحسين بن محمد بن حبش الدينوري» . تصدّر «ابن المظفر» لتعليم القرآن، وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان. ومن الذين قرءوا عليه:«أبو بكر الخياط، والحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي» .

ومن شيوخ «أبي بكر الخياط» : «عبيد الله بن محمد بن أحمد، أبو أحمد الفرضي» ، وهو من خير القراء، ومن المحدثين، المشهورين بالثقة، والأمانة وجودة الضبط، أثنى عليه الكثيرون، وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»:

«كان «أبو أحمد» ثقة، ورعا، ديّنا، حدثنا منصور بن عمر الفقيه، قال:

«اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم، وقراءة، وإسناد، وحالة متسعة في الدنيا، وكان مع ذلك أورع الخلق، كان يقرأ علينا الحديث بنفسه لم أر مثله» اه (1).

أخذ «أبو أحمد الفرضي» القراءة عن مشاهير القراء، وفي مقدمتهم «أبو الحسن بن بويان» .

تصدر «أبو أحمد الفرضي» لتعليم القرآن، وذاع صيته، وأقبل عليه طلاب العلم، يأخذون عنه، وينهلون من علمه، وقد أخذ عنه القراءة عرضا «الحسن ابن محمد البغدادي» .

وروى القراءة عنه سماعا «عبد الله بن محمد» شيخ الداني. كما سمع «أبو أحمد الفرضي» حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم من «القاضي المحاملي» و «يوسف ابن البهلول» وحضر مجلس «أبي بكر بن الأنباري» العلامة المشهور باللغة، والقراءات، وعلوم القرآن. توفي «أبو أحمد الفرضي» سنة ست وأربعمائة، وله اثنتان وثمانون سنة. رحمه الله رحمة واسعة.

(1) انظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج 1، ص 491.

ص: 107

ومن شيوخ «أبي بكر الخياط» في القراءة: «أبو الحسن السوسنجردي» وهو من مشاهير القراء، الثقات، ولد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. وأخذ القراءة عن عدد من العلماء، وفي مقدمتهم:«زيد بن أبي بلال، وعبد الواحد ابن أبي هاشم» وغيرهما.

تصدّر «أبو الحسن السوسنجردي» لتعليم القرآن، واشتهر بجودة القراءة، وحسن الأداء، وأقبل عليه حفاظ القرآن، وقراء القراءات، ومن الذين قرءوا عليه:«أبو بكر الخياط، ونصر بن عبد العزيز الفارسي» وغيرهما.

توفي «السوسنجردي» يوم الأربعاء لثلاث خلون من رجب سنة اثنتين وأربعمائة، عن نيف وثمانين.

ومن شيوخ «أبي بكر الخياط» في القراءة: «عليّ بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الحسن الحمامي، وهو من مشاهير القراء، وشيخ قراء العراق، ومسند الآفاق، ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

أخذ «أبو الحسن الحمامي» القراءة عن مشاهير علماء عصره، وفي مقدمتهم «أبو بكر النقاش، وعلي بن محمد بن جعفر القلانسي» وغيرهما.

اشتهر «أبو الحسن الحمامي» بالثقة، والضبط، وحسن الأداء، مما جعل العلماء يثنون عليه، وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»: كان «أبو الحسن الحمّامي» صدوقا، ديّنا، فاضلا، تفرّد بأسانيد القرآن وعلوّها (1).

وبعد أن اكتملت مواهب «أبي الحسن الحمامي» تصدر لتعليم القرآن، وأقبل عليه المشتغلون بالقرآن، ومن الذين قرءوا عليه:«أحمد بن الحسن بن اللحياني» وآخرون.

(1) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 1، ص 522.

ص: 108

توفي «الحمامي» في شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة.

ومن شيوخ «أبي بكر الخياط» في القراءة: «عبيد الله بن عمر بن محمد بن عيسى، أبو الفرج المصاحفي البغدادي، وهو من خيرة العلماء الأجلاء، ومن الثقات المشهورين، أخذ «عبيد الله» القراءة عن عدد من خيرة العلماء، وفي مقدمتهم:«زيد بن أبي بلال، والحسن بن داود النقّار» .

ثم تصدّر «عبيد الله بن عمر» لتعليم القرآن، واشتهر بضبط القراءة، وتجويد القرآن، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ويتتلمذون عليه، وفي مقدمة من قرا عليه:«عليّ بن فارس الخياط، وأبو بكر الخياط» . توفي «عبيد الله» سنة إحدى وأربعمائة. رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.

ومن شيوخ «أبي بكر الخياط» في القراءة: «أحمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن الحسين بن الهيثم بن طهما، أبو الحسن المقرئ، المعروف بابن البادي» .

وهو من خيرة القراء العاملين، ومن الثقات المشهورين، أخذ «أحمد بن عليّ» القراءة على خيرة القراء، وفي مقدمتهم:«أحمد بن محمد بن هارون الهبيري» .

ثم جلس «أحمد بن عليّ» لتعليم القرآن، وأقبل عليه الحفاظ يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه:«أبو بكر الخياط» . توفي «أحمد بن علي» في ذي الحجة سنة عشرين وأربعمائة.

ومن شيوخ «أبي بكر الخياط» في القراءة: «عليّ بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو الحسن الحذّاء، وهو شيخ مقرئ ضابط، ثقة مشهور.

أخذ «علي بن محمد» القراءة على خيرة علماء عصره، وفي مقدمتهم:

«إبراهيم بن الحسين بن عبد الله الشطّيّ» . ثم تصدّر «علي بن محمد» لتعليم القرآن، وأقبل عليه الطلاب، ومن الذين قرءوا عليه «أبو بكر الخياط» . توفي «علي بن محمد» في المحرّم سنة خمس عشرة وأربعمائة. رحمه الله رحمة واسعة

ص: 109

إنه سميع مجيب.

أخذ «أبو بكر الخياط» حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن خيرة علماء الحديث، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: وسمع «أبو بكر الخياط» من «أبي الصلت المجبر، وأبي عمر بن مهدي الفارسي» ومن في طبقتهما (1).

اشتهر «أبو بكر الخياط» بالثقة، وكثرة العلم، مما جعل العلماء يثنون عليه، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»:«وكان كبير القدر، عديم النظير، بصيرا بالقراءات، صالحا، عابدا ورعا، بكاء، قانتا، خشن العيش، فقيرا، متعففا، ثقة، فقيها، على مذهب الإمام أحمد» (2).

تصدّر «أبو بكر الخياط» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وذاع صيته في الآفاق، وتزاحم عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه، وينهلون من علمه، ويقرءون عليه.

ومن الذين أخذوا عنه القراءة: «الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد ابن محمد أبو عبد الله البارع البغدادي الدبّاس. وهو من مشاهير القراء، ومن المؤلفين الأجلاء، ولد سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

احتل «أبو عبد الله البارع» منزلة رفيعة، ومكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه، وفي هذا يقول «ابن الجزري»: هو مقرئ صالح، وأديب مفلق، صاحب رواية كتاب «الشمس النيّرة في التسعة الشهيرة» ألّفه له «أبو محمد سبط الخياط» (3).

أخذ «أبو عبد الله البارع» القراءة عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم «أبو

(1) انظر: معرفة القراء ج 1، ص 426.

(2)

انظر معرفة القراء الكبار ج 1، ص 427.

(3)

انظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج 1، ص 251.

ص: 110

بكر الخياط، وأبو القاسم يوسف بن الغوري» وغيرهما.

جلس «أبو عبد الله البارع» لتعليم القرآن، وذاع صيته بين الناس وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه:«أبو جعفر عبد الله بن أحمد الواسطي، وعليّ بن المرجّب البطائحي» . توفي «أبو عبد الله البارع» سنة أربع وعشرين وخمسمائة.

ومن تلاميذ «أبي بكر الخياط» الذين أخذوا عنه القراءة: محمد بن علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن الفراء، أبو منصور البغدادي، وهو من شيوخ القراءات المتصدرين، ومن العلماء العاملين الذين أوقفوا حياتهم على خدمة القرآن الكريم. أخذ «محمد بن علي بن منصور» القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم:«أبو بكر الخياط» .

تصدّر «محمد بن علي بن منصور» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه:«أبو العلاء الحسن بن أحمد الحافظ» .

ومن تلاميذ «أبي بكر الخياط» الذين أخذوا عنه القراءة: «محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن عبد الكريم أبو بكر الشيباني البغدادي، المزرقي بفتح الميم وهو من خيرة العلماء العارفين بالفرائض، ومن علماء القراءات، ولد سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.

احتلّ «محمد بن الحسين» منزلة رفيعة بين العلماء، وكانت له سيرة عطرة بين الجميع مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: كان من ثقات العلماء.

أخذ «محمد بن الحسين» القراءات القرآنية عن «أبي بكر الخياط» كما سمع حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم من عدد من علماء الحديث وفي مقدمتهم: «أبو

ص: 111

سلمة، وابن المأمون».

تصدّر «محمد بن الحسين» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. ومن الذين أخذوا عنه القراءة:«أبو يوسف المديني، وأبو الفرج ابن الجوزي» توفي «محمد بن الحسين» سنة سبع وعشرين وخمسمائة.

ومن تلاميذ «أبي بكر الخياط» الذين أخذوا عنه القراءة: هبة الله بن جعفر بن محمد بن الهيثم أبو القاسم البغدادي، وهو من القراء الثقات المشهورين، ومن الحذاق الضابطين، كما كانت له سمعة حسنة بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»:«هو أحد من عني بالقراءات، وتبحّر فيها، وتصدر للإقراء» (1).

أخذ «هبة الله بن جعفر» القراءة عن مشاهير علماء عصره، وفي مقدمتهم:«أبو جعفر، وأبو بكر الخياط» .

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر للإقراء، وتعليم القرآن وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه:«أبو الحسن الحمامي، والإمام أبو بكر بن مهران» وعليه اعتماده في كتبه.

لم يحدّد المؤرخون تاريخ وفاة «هبة الله بن جعفر» . إلا أن «ابن الجزري» قال: وبقي فيما أحسب إلى حدود الخمسين وثلاثمائة رحمه الله رحمة واسعة.

ومن تلاميذ «أبي بكر الخياط» الذين أخذوا عنه القراءة: «محمد بن عليّ أبو ياسر الحمامي، البغدادي» . وهو من خيرة القراء الثقات، ومن المؤلفين المشهورين، صاحب كتاب «الإيجاز في القراءات العشر» .

(1) انظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج 2، ص 351.

ص: 112

أخذ «أبو ياسر الحمّامي» القراءات القرآنية عن خيرة العلماء، فقد قرأ روايات القراءات على «أبي علي غلام الهرّاس، وأبي بكر الخياط» . جلس «أبو ياسر الحمّامي» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بالثقة، وجودة القراءة، وأقبل عليه الطلاب، ومن الذين قرءوا عليه:«أبو نصر أحمد ابن محمد بن بغراج» .

كما سمع «أبو ياسر الحمامي» حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم من العلماء المحدثين، وفي مقدمتهم:«أبو جعفر بن المسلمة» . توفي «أبو ياسر الحمامي» في المحرم سنة تسع وثمانين وأربعمائة.

ومن تلاميذ «أبي بكر الخياط» الذين أخذوا عنه القراءة: يحيى بن الخطاب ابن عبيد الله بن منصور بن البزاز، النهري البغدادي، وهو من شيوخ القراءات المشهورين، ومن الحذاق المتصدرين. أخذ «يحيى بن الخطاب» القراءة وحروف القراءات عن عدد من خيرة القراء وفي مقدمتهم:«أبو بكر الخياط» . وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، ومن الذين أخذوا عنه القراءة «الحسن بن أحمد بن الحسن» .

ومن الذين أخذوا القراءة عن «أبي بكر الخياط» : «المبارك بن الحسن بن أحمد بن عليّ بن فتحان، أبو الكرم الشهرزوري» وهو من خيرة علماء القراءات المعروفين بالثقة، وصحة القراءة، وجودة الضبط، ومن المؤلفين المشهورين.

ألّف كتاب «المصباح الزاهر في العشر البواهر» وهو من أحسن ما ألف في علم القراءات. تلقاه العلماء بالرضا والقبول، وتدارسوه جيلا بعد جيل. ولا زال علماء القراءات يرجعون إلى مخطوطه حتى الآن.

أخذ «أبو الكرم الشهرزوري» حروف القراءات عن مشاهير القراء، وفي مقدمتهم «أبو بكر الخياط» .

ص: 113

تصدّر «أبو الكرم الشهرزوري» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بين الخاص والعام، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان، وتتلمذ عليه الكثيرون، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة:«محمد بن محمد بن هارون بن الكمال الحلبي» .

وبعد حياة حافلة بطلب العلم، والتدريس، والتصنيف، توفي «أبو بكر الخياط» سنة سبع وستين واربعمائة هـ.

رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.

ص: 114

رقم الترجمة/ 34 «أبو بكر السّلمي» (1) ت 407 هـ

هو: محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن عبد الله بن حبيب أبو بكر السلمي الجبني، الأطروش، شيخ القراء بدمشق.

ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن.

كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات. ولد «أبو بكر السلمي» سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. وكان والده من علماء القرآن، كما كان يؤم بمسجد تلّ الجبن بدمشق ولهذا قيل له الجبني.

ترعرع «أبو بكر» في بيت العلم، وتفتحت عيناه على سماع القرآن يتلى في البيت الذي نشأ فيه، فحفظ القرآن، وأخذ القراءة عن عدد من العلماء وفي مقدمتهم: والده، وعلي بن الحسين بن السفر، وابن الأخرم، وجعفر بن أبي داود، وأحمد بن عثمان السبّاك، والحسين بن محمد بن علي بن عتاب، ومحمد بن أحمد بن عتاب. وبعد أن اكتملت مواهب «أبي بكر السلمي» تصدر لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، وأقبل عليه حفاظ القرآن من كل مكان، وتتلمذ عليه الكثيرون، وفي مقدمتهم: علي بن الحسن الربعي، ومحمد بن الحسن الشيرازي، وأحمد بن محمد بن بزدة الأصبهاني، ورشاء بن نظيف، والكارزيني، وأبو علي الأهوازي، وآخرون.

بلغ «أبو بكر السلمي» مكانة سامية بين الناس مما استوجب الثناء عليه،

(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:

القراء الكبار ج 1، ص 373. طبقات القراء ج 2، ص 84. طبقات المفسرين للداودي ج 2، ص 74.

ص: 115

في هذا المعنى يقول تلميذه «أبو علي الأهوازي» : «ما خلت دمشق قط من إمام كبير في قراءة الشاميين، يسافر إليه فيها، وما رأيت بها مثل «أبي بكر السلمي» من ولد «أبي عبد الرحمن السلمي» إماما في القراءة، ضابطا للروايات، قيما بوجوه القراءات، يعرف صدرا من التفسير ومعاني القراءات، قرأ على سبعة من أصحاب «الأخفش» له منزلة في الفضل، والعلم، والأمانة، والورع، والدين، والتقشف، والفقر، والصيانة» اه.

توفي «أبو بكر السلمي» على الأصحّ سنة سبع وأربعمائة من الهجرة ودفن خارج الباب الصغير من دمشق وقد جاوز الثمانين. رحم الله «أبا بكر السلمي» وجزاه الله أفضل الجزاء.

ص: 116

رقم الترجمة/ 35 «بكر بن شاذان» (1) ت 405 هـ

هو: بكر بن شاذان بن عبد الله أبو القاسم البغدادي الحربي. ولد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ «بكر بن شاذان» القرآن عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم:«زيد بن أبي بلال، وأبو بكر محمد بن علي بن الهيثم بن علوان، ومحمد بن عبد الله بن مرّة النقاش، وأحمد بن بشر الشارب، وبكار بن أحمد بن بكار» (2).

كما أخذ «بكر بن شاذان» حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن عدد من العلماء وحدث عنهم، وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»: سمع «بكر بن شاذان» جعفر الخالدي، وعبد الباقي بن قانع، وأبا بكر الشافعي وغيرهم، ثم يقول:

حدثنا عنه «الازهري، وأبو محمد الخلال، وعبد العزيز بن عليّ الأزجي» ثم يقول: وكان عبدا صالحا ثقة أمينا» اه (3).

تصدر «بكر بن شاذان» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة وصحة القراءة وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه.

(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:

تاريخ بغداد ج 7، ص 96. ومرآة الجناة ج 3، ص 13. ومعرفة القراء ج 1، ص 371. وغاية النهاية ج 1، ص 178 والنجوم الزاهرة ج 4، ص 237. وشذرات الذهب ج 3، ص 174.

(2)

انظر: طبقات القراء ج 1، ص 178.

انظر القراء الكبار ج 1، ص 371.

(3)

انظر: تاريخ بغداد ج 7، ص 97.

ص: 117

ومن الذين أخذوا عنه القراءة: «أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، والحسن بن محمد المالكي، والحسن بن علي العطار، والحسن بن القاسم غلام الهراس، وأبو الحسن الخياط، وأبو الفضل بن عبد الرحمن الرازي» (1) اشتهر «بكر بن شاذان» بالأخلاق الفاضلة، والصفح والحلم، والعفو عن عثرات الإخوان، عملا بقول الله تعالى: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (2).

ويقول الهادي البشير صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه «عبادة بن الصامت» رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات؛ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك» (3) والدليل على تخلق «بكر بن شاذان» بهذه الأخلاق الفاضلة ما رواه «الخطيب البغدادي» حيث قال: حدثني الحسن بن غالب المقرئ أن بكر بن شاذان وأبا الفضل التميمي، جرى بينهما كلام فبدرت من «أبي الفضل» كلمة ثقلت على «بكر» وانصرف، ثم ندم «التميمي» فقصد «أبا بكر بن يوسف» وقال له: قد كلمت «بكر بن شاذان» بشيء جفا عليه، وندمت على ذلك، وأريد أن تجمع بيني وبينه فقال له «ابن يوسف» سوف نخرج لصلاة العصر، فخرج «بكر» وجاء إلى ابن يوسف، والتميمي عنده، فقال له التميمي: أسألك بالله أن تجعلني في حلّ، فقال «بكر»: سبحان الله، والله ما فارقتك حتى أحللتك، وانصرف، فقال «التميمي»: قال لي والدي: «يا عبد

(1) انظر طبقات القراء ج 1، ص 178.

(2)

سورة آل عمران الآيتان 133 و 134.

(3)

رواه البزار والطبراني انظر الترغيب ج 3، ص 511.

ص: 118

الواحد احذر من أن تخاصم من إذا نمت كان منتبها» اه (1).

وقال «ابن الجزري» : بكر بن شاذان الواعظ شيخ ماهر ثقة مشهور صالح زاهد» (2) توفي «بكر بن شاذان» يوم السبت التاسع من شوال سنة خمس وأربعمائة.

رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.

(1) انظر تاريخ بغداد ج 7، ص 97.

(2)

انظر: طبقات القراء ج 1، ص 178.

ص: 119

رقم الترجمة/ 36 «أبو بكر الطّرازي» (1) ت 385 هـ

هو: محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان أبو بكر الطرازي البغدادي، نزيل نيسابور مقرئ محقق.

ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ «الطرازي» القراءة القرآنية عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: أبو بكر ابن مجاهد، وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي قتادة، وابن شنبوذ، وجعفر بن محمد السرنديبي، وأبو بكر الزيتوني، وعلي بن سعيد بن ذؤابة» (2) كما أخذ «أبو بكر الطرازي» حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن عدد من العلماء وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»: سكن «أبو بكر الطرازي» نيسابور، وحدث بها عن «أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود، وأبي سعيد العدوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبي بكر بن دريد، وأحمد بن موسى بن مجاهد، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري» .

ثم يقول «البغدادي» : وكان فيما بلغني يظهر التقشف، وحسن المذهب، إلا أنه روى مناكير وأباطيل، وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»: حدثنا عنه ابنه عليّ، وأبو عبيد محمد بن أبي نصر النيسابوري وغيرهما، حدثنا أبو الحسن عليّ بن أبي بكر الطرازي، بنيسابور، حدثنا أبي وأنبأنا أبو عبيد محمد

(1) انظر ترجمته في المصادر الآتية:

معرفة القراء الكبار: ج 1 ص 278، وغاية النهاية ج 2، ص 237 وتاريخ بغداد ج 3، ص 225 وميزان الاعتدال ج 4، ص 28.

(2)

انظر طبقات القراء ج 2، ص 237.

ص: 120

ابن أبي نصر ببغداد، أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي، حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا، حدثنا خراش بن عبد الله الطحّان، حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر، والنظر إلى الوجه القبيح يورث الكلح» اه. يقول «البغدادي» : وهذا الحديث لم يروه «أبو سعيد العدوي عن خراش عن «أنس» وإنما رواه بإسناد آخر (1).

ثم يقول «البغدادي» وكان «أبو بكر الطرازي» يحدث كثيرا من حفظه ومن ذلك الحديث التالي: قال: «وحدثنا خراش بن عبد الله، حدثنا «أنس ابن مالك» قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما حسّن الله خلق امرئ ولا خلقه فأطعمه النار» اه.

ثم يقول «البغدادي» : وجميع نسخة «أبي سعيد العدوي» التي رواها عن خراش أربعة عشر حديثا، وليس فيها شيء من هذه الأحاديث» اه (2) تصدر «أبو بكر الطرازي» لتعليم القرآن، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، وفي مقدمتهم:«نصر بن أبي نصر الحدّاد، ومنصور بن أحمد العراقي» وآخرون (3).

احتلّ «أبو بكر الطرازي» مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»:«الطرازي» نزيل نيسابور، مقرئ، ضابط، صالح، عالي السند» (4)

(1) انظر تاريخ بغداد ج 3، ص 225.

(2)

انظر تاريخ بغداد ج 3، ص 226.

(3)

انظر القراء الكبار ج 1، ص 352. وطبقات القراء ج 2، ص 237.

(4)

انظر القراء الكبار ج 1، ص 352.

ص: 121

وقال «الإمام ابن الجزري» : كان «أبو بكر الطرازي» مقرئا محققا (1) توفي «أبو بكر الطرازي» سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.

(1) انظر طبقات القراء ج 2 ص 237.

ص: 122

رقم الترجمة/ 37 «أبو جعفر الأزديّ» (1) ت 427 هـ

هو: أحمد بن علي أبو جعفر الأزدي القيرواني المقرئ الشافعي. ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.

رحل «أبو جعفر الأزدي» إلى «مصر» وقرأ بها على ابي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون أبي الطيب الحلبي نزيل مصر، وهو أستاذ ماهر كبير محرّر، ضابط، ثقة، خيّر، صالح، ديّن.

ولد بحلب سنة تسع وثلاثمائة، وانتقل إلى مصر فسكنها. وألف كتاب «الإرشاد» في السبع، قال عنه «أبو عمرو الحافظ»: كان «ابن غلبون حافظا للقراءة، ضابطا ذا عفاف، ونسك وفضل، حسن التصنيف» اه. ت بمصر عام 389 للهجرة.

أقرأ «أبو جعفر الأزدي» الناس مدّة بالقيروان، وتوفي سنة سبع وعشرين وأربعمائة. رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.

(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:

القراء الكبار ج 1، ص 384. طبقات القراء ج 1، ص 91.

ص: 123

رقم الترجمة/ 38 «جلال الدين السّيوطي» (1) ت 911 هـ

هو: عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن الهمام الجلال الأسيوطي الأصل الشافعي.

وهو من خيرة العلماء الأفاضل المجتهدين، ومن المصنفين المكثرين، ولد في أول ليلة مستهلّ رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة، ونشأ يتيما فحفظ القرآن، والعمدة، والمنهاج الفرعي، وألفية النحوي. أخذ السيوطي العلم عن خيرة علماء عصره، وأخذ من كل فنّ، وسافر إلى «الفيوم» ودمياط، والمحلة الكبرى، وغير ذلك، وأجاز له أكابر علماء عصره من سائر الأمصار، وبرز في جميع الفنون، وفاق الأقران، واشتهر ذكره، وبعد صيته، وصنف التصانيف المفيدة النافعة فقد استفاد بمصنفاته من عاصره، ومن جاء بعده إلى عصرنا الحاضر، وعملت حوله الرسائل العلمية في الماجستير والدكتوراة. وجلال الدين السيوطي كتب لنفسه ترجمة في مؤلفه:«حسن المحاضرة» في تاريخ مصر والقاهرة، أثناء حديثه عن الكلام على من كان بمصر من الأئمة المجتهدين فقال:(2)«وإنما ذكرت ترجمتي في هذا الكتاب اقتداء بالمحدثين قبلي، فقل أن ألّف أحد منهم تاريخا إلا ذكر ترجمته فيه، وممن وقع له ذلك «الإمام عبد الغافر الفارسي» في تاريخ نيسابور، «وياقوت الحموي» في معجم الأدباء، ولسان الدين امير الخطيب في تاريخ غرناطة، والحافظ تقي الدين الفاسيّ في تاريخ

(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:

حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة للسيوطي ج 1، ص 335 رقم الترجمة 77. الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي ج 4 ص 35 رقم الترجمة 203. البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ج 1، ص 328 ورقم الترجمة 228. مقدمة بغية الوعاة للسيوطي ج 1، ص 9 فما بعدها.

(2)

انظر حسن المحاضرة ج 1، ص 335 فما بعدها، ورقم الترجمة 77.

ص: 124

مكة، والحافظ أبو الفضل بن حجر في قضاة مصر، وأبو شامة في «الروضتين» ، وهو أروعهم وأزهرهم- فأقول: أي السيوطي- أما جدي الأعلى همّام الدين، فكان من أهل الحقيقة ومن دونه كانوا من أهل الوجاهة والرئاسة، منهم من ولّي الحكم ببلده، ومنهم من ولّي الحسبة بها، ومنهم من كان تاجرا في صحبة الأمير شيخون، ومنهم من كان متموّلا، ولا أعلم منهم من خدم العلم حق الخدمة إلا والدي. وأما نسبتنا بالخضيري فلا أعلم ما تكون هذه النسبة إلا الخضيرية، محلة ببغداد، وقد حدثني من أثق به أنه سمع والدي رحمه الله يذكره أن جدّه الأعلى كان أعجميا، أو من الشرق، فالظاهر أن النسبة إلى المحلة المذكورة.

وكان مولدي مستهلّ رجب بعد المغرب ليلة الأحد سنة تسع وأربعين وثمانمائة، وحملت في حياة ابي إلى الشيخ «محمد المجذوب» رجل كان من الأولياء، بجوار المشهد النفيسي، ونشأت يتيما فحفظت القرآن ولي دون ثمان سنين، ثم حفظت «العمدة» ومنهاج الفقه، والأصول وألفية ابن مالك، وشرعت في الاشتغال بالعلم من مستهلّ سنة أربع وستين وثمانمائة.

فأخذت الفقه، والنحو عن جماعة من الشيوخ، وأخذت الفرائض عن العلامة فرضيّ زمانه الشيخ «شهاب الدين الشارمساحيّ» الذي كان يقول: إنه بلغ السدّ العالية، وجاوز المائة بكثير، قرأت عليه من شرحه على المجموع.

وأجزت بتدريس العربية من مستهل سنة ست وستين، وقد ألفت في هذه السنة فكان أول شيء ألفته شرح الاستعاذة والبسملة، وأوقفت عليه شيخنا «علم الدين البلقيني» فكتب عليه تقريظا، ولازمته في الفقه إلى أن مات، فلازمت ولده فقرأت عليه من أوّل التدريب لوالده إلى «الوكالة» وسمعت عليه من أول «الحاوي الصغير» إلى «العدد» ، ومن أول «المنهاج» إلى «الزكاة» ، ومن أول «التنبيه» إلى قريب من «الزكاة» ، وقطعة من «الروضة» ، وقطعة من تكملة شرح المنهاج للزركشي، ومن إحياء الموات إلى

ص: 125

«الوصايا» أو نحوها، وأجازني بالتدريس والإفتاء من سنة ست وسبعين، وثمانمائة، وحضر تصديري.

فلما توفي سنة ثمان وسبعين لزمت شيخ الإسلام «شرف الدين المناوي» وسمعت دروسا من شرح البهجة ومن حاشيته عليها، ومن تفسير البيضاوي.

ولزمت في الحديث، والعربية شيخنا الإمام العلامة «تقي الدين الشبلي» الحنفي، فواظبته اربع سنين، وكتب لي تقريظا على شرح ألفية ابن مالك، وعلى جمع الجوامع في العربية تأليفي، وشهد لي غير مرّة بالتقدم في العلوم بلسانه وبنانه

ولم أنفك عن الشيخ إلى أن مات، رحمه الله تعالى.

ولزمت شيخنا العلامة أستاذ الوجود «محيي الدين الكافيجي» اربع عشرة سنة، فأخذت عنه الفنون من التفسير، والأصول، والعربية والمعاني، وغير ذلك، وكتب لي إجازة عظيمة.

وحضرت عند الشيخ «سيف الدين الحنفي» دروسا عديدة في «الكشّاف والتوضيح» وحاشيته عليه، وتلخيص المفتاح، والعضد. وشرعت في التصنيف في سنة ست وستين وثمانمائة، وبلغت مؤلفاتي إلى الآن ثلاثمائة كتاب، سوى ما غسلته، ورجعت عنه. وسافرت بحمد الله تعالى إلى بلاد الشام، والحجاز، واليمن، والهند، والمغرب، والتكرور.

وأفتيت من مستهلّ سنة إحدى وسبعين، وعقدت إملاء الحديث من مستهلّ سنة اثنتين وسبعين.

ورزقت التبحّر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع على طريقة العرب البلغاء لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة.

ودون هذه السبعة في المعرفة أصول الفقه، والجدل، والتصريف. ودونها

ص: 126

الإنشاء، والترسّل والفرائض. ودونها القراءات، ولم آخذها عن شيخ. وأما علم الحساب فهو أعسر شيء عليّ، وأبعده عن ذهني، وإذا نظرت إلى مسألة تتعلق به فكأنما أحاول جبلا أحمله.

وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد الله تعالى، أقول ذلك تحدثا بنعمة الله عليّ لا فخرا.

وأما مشايخي في الرواية سماعا وإجازة فكثير، وعدّتهم نحو مائة وخمسين» اه.

وأما كتبه فقد أحصى السيوطي منها نحو من ثلاثمائة في التفسير وتعلقاته والقراءات، والحديث وتعلقاته، والفقه وتعلقاته، وفن العربية وتعلقاته، وفن الأصول، والبيان، وفن التاريخ والأدب، والأجزاء المفردة، ما بين كبير في مجلد أو مجلدات، وصغير في كراريس، وقد ذكر تلميذه «الداودي المالكي» أنها أنافت على خمسمائة مؤلف. وقال «ابن إياس» في تاريخه [حوادث سنة 911 هـ] إنها بلغت ستمائة مؤلف.

وظل السيوطي طوال حياته شغوفا بالدرس، مشتغلا بالعلم، يتلقاه عن شيوخه أو يبذله لتلاميذه، أو يذيعه فتيا، أو يحرره في الكتب والأسفار.

وكان رحمه الله تعالى في حياته الخاصة على أحسن ما يكون عليه العلماء، ورجال الفضل، عفيفا، كريما، غنيّ النفس، متباعدا عن ذوي الجاه والسلطان، قانعا برزقه، وكان الأمراء والوزراء يأتون لزيارته ويعرضون عليه عطاياهم فيردها، وظل كذلك حتى توفاه الله تعالى في يوم الخميس تاسع شهر جمادى الأولى سنة أحد عشر وتسعمائة هـ.

رحم الله السيوطي رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.

ص: 127

رقم الترجمة/ 39 «أبو الحسن السعيدي» (1) ت 400 هـ

هو: عليّ بن جعفر بن سعيد أبو الحسن السعيدي الرازي الحذّاء نزيل شيراز، استاذ معروف، مقرئ ماهر.

ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ «أبو الحسن السعيدي» القراءة عن عدد من العلماء وفي مقدمتهم: «أبو بكر النقاش، وأحمد بن نصر الشذائي، والحسن بن سعيد المطوعي، وأحمد بن العباس بن الإمام، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم المكي» وآخرون.

جلس أبو الحسن السعيدي لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة والإتقان، وأقبل عليه حفاظ القرآن، ومن الذين قرءوا عليه:«محمد بن علي النوشجاني، وعلي ابن الحسن النسوي، ونصر بن عبد العزيز، الشيرازي» وآخرون.

يقول «ابن الجزري» : له مصنف في القراءات الثمان، وجزء في التجويد رويناه.

لم يحدد المؤرخون تاريخ وفاته، إلا أن «الحافظ الذهبي» قال: توفي في حدود الأربعمائة من الهجرة.

رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.

(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:

القراء الكبار ج 1، ص 370. طبقات القراء ج 1، ص 529.

ص: 128

رقم الترجمة/ 40 «أبو الحسن الحمّامي» (1) ت 417 هـ

هو: علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن عبد الله أبو الحسن الحمّامي، شيخ العراق ومسند الآفاق، ثقة بارع مصدر.

ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات. ولد «الحمّامي» سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة من الهجرة.

أخذ «الحمامي» القراءة عن عدد من خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: «أبو بكر النقاش، وأبو عيسى بكار، وزيد بن علي، وهبة الله بن جعفر، وعبد الواحد بن عمر، وعلي بن

محمد بن جعفر القلانسي، ومحمد بن علي بن الهيثم، وعبد العزيز بن محمد الواثق بالله، وأحمد بن محمد بن هارون الوراق، وعبد الله ابن الحسن بن سليمان النخاس، وأحمد بن عبد الرحمن الولي، وأبو بكر بن مقسم، وإسماعيل بن شعيب النهاوندي» وآخرون.

كما أخذ «الحمامي» حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن عدد من العلماء وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي» : سمع «أبو الحسن الحمّامي» أبا عمرو بن السمّاك، وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي، ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، وأبا سهل بن زياد، ومحمد بن جعفر الادمي، وعلي بن الزبير الكوفي، وعبد الباقي بن قانع، وأحمد بن

(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:

تاريخ بغداد ج 11، ص 329. الكامل لابن الأثير ج 9، ص 356. تذكرة الحفاظ ج 3، ص 1073. العبر في خبر من غير ج 3، ص 125. طبقات القراء ج 1، ص 521. القراء الكبار ج 1، ص 376. النجوم الزاهرة ج 4، ص 265. شذرات الذهب ج 3، ص 208.

ص: 129

كامل، ومحمد بن محمد بن مالك الاسكافي، وأبا بكر الشافعي، ومحمد بن علي ابن دحيم الكوفي، وإبراهيم بن أحمد القرميسيني، ومحمد بن العباس بن الفضل الموصلي، وخلقا غيرهم من هذه الطبقة» اه.

اشتهر «أبو الحسن الحمامي» بالثقة وجودة القراءة وعلو الإسناد، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه، وتتلمذ عليه الكثيرون، وفي مقدمتهم:

«أحمد بن الحسن بن اللحياني، وأحمد بن مسرور، وأحمد بن علي، وأحمد ابن علي الهاشمي، والحسن بن البنّاء، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، والحسن بن علي العطار، والحسن بن محمد المالكي، والحسين بن أحمد الصفار، والحسين بن الحسن بن أحمد بن غريب، ورزق الله التميمي، وعبد الله بن شيطا، وعبد الملك بن شابور، وعبد السيد بن عتاب، وعلي بن محمد بن فارس، ومحمد بن موسى الخياط، ونصر بن عبد العزيز الفارسي، وعبد الله بن شبيب، ويحيى بن أحمد القصري، ويوسف بن أحمد بن صالح الغوري، وأبو علي غلام الهراس» .

كما روى عنه «أبو بكر الخطيب، وأبو بكر البيهقي، وأبو الحسن عليّ بن العلّاف» . احتل «أبو الحسن الحمامي» مكانة سامية، ومنزلة مرموقة، مما استوجب الثناء عليه، في هذا المعنى يقول الخطيب البغدادي: كتبنا عن «أبي الحسن الحمامي» وكان صدوقا ديّنا، فاضلا، حسن الاعتقاد، وتفرد بأسانيد القراءات، وعلوّها في وقته، وكان يسكن بالجانب الشرقي ناحية «سوق السلاح» في درب الغابات.

ثم يقول: حدثني «نصر بن إبراهيم» الفقيه، ببيت المقدس قال: سمعت سليم بن أيوب الرازي يقول: سمعت «أبا الفتح بن أبي الفوارس» يقول: «لو رحل رجل من خراسان ليسمع كلمة من «أبي الحمامي» أو من «أبي أحمد الفرضيّ» لم تكن رحلته ضائعة عندنا» اه.

ص: 130

توفي «الحمامي» سنة سبع عشرة وأربعمائة من الهجرة عن تسعين سنة، ودفن في مقبرة «باب الحرب» رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.

ص: 131

رقم الترجمة/ 41 «الحسن أبو علي البغدادي» (1) ت 438 هـ

هو: الحسن بن محمد بن إبراهيم المالكي الأستاذ أبو علي البغدادي. مؤلف كتاب الروضة في القراءات الإحدى عشرة.

ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن.

كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ «أبو علي البغدادي» القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم: أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور أبو الحسن السوسنجردي ثم البغدادي، وهو قارئ ضابط ثقة مشهور، كبير.

ولد في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، قرأ على «زيد بن أبي بلال، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وعليّ بن جعفر بن محمد بن خليع، ومحمد بن عبد الله بن أبي مرة الطوسي، وبكار بن أحمد، وتتلمذ عليه الكثيرون ت 402 هـ.

ومن شيوخ أبي علي البغداديّ: «جعفر بن محمد بن أسد بن الفضل الضرير النصيبي يعرف بابن الحمامي، وهو قارئ حاذق ضابط شيخ نصيبين والجزيرة، قرأ على «الدوري» وهو من جلة أصحابه، وقرأ عليه القرآن عدد كبير ت 307 هـ.

ومن شيوخ أبي علي البغدادي: «عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن

(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:

القراء الكبار ج 1، ص 396. طبقات القراء ج 1، ص 230. النجوم الزاهرة ج 5، ص 42.

حسن المحاضرة ج 1، ص 493. شذرات الذهب ج 3، ص 261. فهرست ابن خير ص 26.

ص: 132

العلاء أبو الفرج النهرواني القطان» وهو مقرئ أستاذ، حاذق ثقة، أخذ القراءات عرضا عن «يزيد بن علي بن أبي بلال، وأبي عيسى بكار، وأبي بكر النقاش، وابن مقسم، ومحمد بن علي بن الهيثم، وأبي طاهر بن أبي هاشم، وهبة الله بن جعفر، ومحمد بن عبد الله بن أبي عمرو، وأبي عبد الله الفارسي، وعلي ابن محمد بن خليع القلانسي» ، وتتلمذ عليه الكثيرون، وعمّر دهرا، واشتهر ذكره ت 404 هـ.

ومن شيوخ «أبي علي البغدادي» : محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله ابن يحيى بن خالد أبو عبد الله الجعفي الكوفي القاضي الفقيه الحنوي، نحوي، مقرئ، ثقة، يعرف بالهرواني- بفتح الهاء والراء- أخذ القراءة عرضا عن «محمد بن الحسن بن يونس النحوي، وحمّاد بن أحمد الكوفي. قال عنه «الخطيب البغدادي» : كان محمد بن عبد الله بن الحسين ثقة حدث ببغداد.

قال: وكان من عاصره بالكوفة يقول: لم يكن بالكوفة من زمن «ابن مسعود» وإلى وقته أحد أفقه منه. اه.

وقال «العتيقي» : ما رأيت بالكوفة مثله. اه.

وقال أبو علي المالكي: «كان من جلة أصحاب الحديث، فقيها على مذهب العراقيين، جليل القدر» اه.

وقال «أبو العزّ» عن «أبي علي الواسطي» : كان «الجعفي جليلا في زمانه، يرحل إليه في طلب القرآن والحديث من كل بلد. اه.

وقد تتلمذ على «محمد بن عبد الله بن الحسين» الكثيرون ت 402 هـ.

ومن شيوخ «أبي علي البغدادي» : محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن هارون، أبو الحسن التميمي الكوفي، يعرف بابن النجار، مقرئ نحوي معمّر، مسند ثقة، ولد أوّل سنة ثلاث وثلاثمائة. وأخذ القراءة عرضا عن «محمد بن

ص: 133

الحسن بن يونس، والحسن بن داود النقار» قال عنه «أبو علي البغدادي»:

كان محمد بن جعفر من جلة أهل العربية، ومن أهل الحديث متقنا، فاضلا، وقال «أبو عبد الله الحافظ»: عمّر دهرا طويلا وانتهى إليه علوّ الإسناد. اه.

وقد روى القراءة عنه عرضا: «الحسن بن محمد البغدادي، وأبو علي غلام الهرّاس، وأبو علي العطار» . وحدث عنه «أبو القاسم عبيد الله الأزهر» . توفي «محمد جعفر» سنة 402 هـ.

من شيوخ «أبي علي البغدادي» : محمد بن المظفر بن علي بن حرب أبو بكر الدينوري، بكسر الدال المهملة، وسكون الياء، وفتح النون والراء، وهي نسبة إلى «الدّينور» وهي بلدة من بلاد الجبل. كان بها جماعة من العلماء المحدثين، والمشايخ المشاهير.

وهو شيخ «الدينور» وإمام جامعها المشهور، قدم إليها وأقرأ بها بعيد الأربعمائة، وكان مقرئا حاذقا، قرأ على: الحسن بن محمد بن حبش الدينوري وتتلمذ عليه الكثيرون منهم: «أبو علي غلام الهرّاس، وعلي بن محمد الخياط، والحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي، ونصر بن عبد العزيز الفارسي» وآخرون.

ثم تصدر الحسن أبو علي البغدادي» لتعليم القرآن الكريم، واشتهر بالثقة وصحة الضبط، وجودة القراءة، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه. ومن الذين أخذوا عنه القراءة: يوسف بن علي بن جبارة بن محمد ابو القاسم الهذلي الأستاذ الكبير والعالم الشهير. ولد في حدود التسعين وثلاثمائة، وطاف البلاد في طلب القراءات، قال في كتابه «الكامل»: فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا، من آخر المغرب إلى باب فرغانة، يمينا وشمالا، وجبلا وبحرا، ولو علمت أحدا تقدّم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته، وألفت هذا الكتاب فجعلته جامعا للطرق المتلوة،

ص: 134

والقراءات المعروفة، ونسخت به مصنفاتي كالوجيز، والهادي.

توفي «أبو القاسم الهذلي» سنة خمس وستين وأربعمائة من الهجرة.

ومن تلاميذ «أبي علي البغدادي» محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح أبو عبد الله الرعيني: بضم الراء وفتح العين المهملة، وبعدها ياء منقوطة باثنتين، نسبة إلى «ذي رعين» من اليمن. الأستاذ المحقق مؤلف كتاب «الكافي، والتذكير» ت 476 هـ.

ومن تلاميذ «أبي علي البغدادي» : إبراهيم بن إسماعيل بن غالب أبو إسحاق المصري، المعروف بابن الخياط، وهو شيخ مقرئ مشهور عدل، روى كتاب «الروضة» سماعا وتلاوة عن مؤلفه «أبي علي الحسن بن محمد البغدادي» .

ومن تلاميذ «أبي علي البغدادي» : عبد المجيد بن عبد القوي أبو محمد المليحي، بفتح الميم، وهي قرية من قرى «هراة» .

وهو شيخ مقرئ، اخذ القراءات عن «أبي علي البغدادي» .

ومن تلاميذ «أبي علي البغدادي» : علي بن محمد بن حميد أبو الحسن بن الصّواف المصريّ الواعظ، المعروف بالمعدّل.

وهكذا نجد «أبا علي البغدادي» أفنى حياته في تعليم القرآن حتى وافته المنية في رمضان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.

رحم الله أبا عليّ البغدادي رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.

ص: 135

رقم الترجمة/ 42 «ابن الحطّاب» (1) ت. 416 هـ

هو: أحمد بن طريف أبو بكر القرطبي المعروف بابن الحطاب بالحاء المهملة مقرئ حاذق.

ذكره «الذهبي» ت 748 هـ في مقدمة علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن، كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.

رحل «ابن الحطاب» إلى مصر فقرأ على عدد من العلماء، وفي مقدمتهم:

«أبو الحسن الأنطاكي، وعبد المنعم بن غلبون، وعبد الله الحسين السامري، وعمر بن عراك» .

توفي «ابن الحطاب» بجزيرة ميورقة سنة ست عشرة وأربعمائة في ربيع الأول، وله خمس وسبعون سنة.

رحم الله «ابن الحطاب» وجزاه الله أفضل الجزاء.

(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:

القراء الكبار ج 1، ص 381. طبقات القراء ج 1، ص 64. بغية الملتمس ص 180. تاريخ الاسلام الورقة 170 [ايا صوفيا 3009].

ص: 136

رقم الترجمة/ 43 «أبو حيّان الأندلسيّ» (1) ت 745 هـ

هو: محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان، أثير الدين الغرناطي الأندلسي.

ذكره «ابن الجزري» ضمن علماء القراءات.

ولد «أبو حيان» في أواخر شوال سنة أربع وخمسين وستمائة من الهجرة.

وكان مولده ب «مطخشارش» وهي مدينة من حضرة غرناطة، وقد رحل «أبو حيان» في سبيل طلب العلم إلى الكثير من البلاد الإسلامية، مثل تونس، والقاهرة، والاسكندرية، ودمياط، والمحلة الكبرى، والجيزة، ودشنا، وقنا، وقوص، وبلبيس.

ثم بعد ذلك استقر في مصر، يتلقى عن شيوخها، ويأخذ عن علمائها ويقرأ على قرائها، فمصر كانت محط أنظار طلاب العلم يقصدونها من كل مكان.

وكان أبو حيان رحمه الله تعالى مليح الوجه، مشربا بحمرة، كبير اللحية، منور الشيبة، مسترسل الشعر فيها، عبارته فصيحة، كثير الضحك والانبساط، بعيدا عن الانقباض، جيّد الكلام، حسن اللقاء، جميل المؤانسة، فصيح الكلام، طلق اللسان، وكان مهيبا، جهوريا في الحديث، مليح الحديث لا يملّ

(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:

الوافي بالوفيات ج 5، ص 267. الدرر الكامنة ج 5 ص 74. طبقات القراء ج 2، ص 285.

بغية الوعاة ج 2، ص 190. النجوم الزاهرة ج 10، ص 112. نفح الطيب ج 2، ص 535.

درة الحجال ج 2، ص 122. طبقات الشافعية الكبرى ج 4، ص 2. شذرات الذهب ج 6، ص 145. طبقات النحاة لابن قاضي شهية ص 290. دائرة المعارف الإسلامية ج 1، ص 332. نكت الهميان ص 280.

ص: 137

وإن طال، وكان طيب النفس، كثير الخشوع، والتلاوة والعبادة.

قال «الصفدي» أحد تلاميذه: «لم أر في اشياخي أكثر اشتغالا منه، لأني لم أره إلا يسمع او يشتغل، أو يكتب، ولم أره على غير ذلك، وله إقبال على الطلبة الأذكياء، وعنده تعظيم لهم، وهو ثبت فيما ينقله، محرر لما يقوله، عارف باللغة، ضابط لألفاظها» . وكان «أبو حيان» رقيق النفس، يبكي إذا سمع القرآن الكريم. اجتهد «أبو حيان» في طلب العلم وتحصيله، وبذل في سبيل ذلك وقته وعمره، وزهرة شبابه، وقد تلقى العلم على عدد كبير من خيرة علماء عصره، وحصّل الإجازات العلمية من عدد منهم. وها هو يقول في هذا المضمون: «وجملة ما سمعت من الشيوخ نحو أربعمائة شخص وخمسين.

وأما الذين أجازوني فعالم كثير جدّا من أهل «غرناطة، ومالقة، وسبتة، وديار افريقية، وديار مصر، والحجاز، والعراق والشام، فمن العلماء الذين أخذ عنهم «أبو حيان» التفسير:

«ابن الزبير» أحمد بن إبراهيم، أبو جعفر الأندلسي الحافظ، كان علامة عصره في الحديث، والقراءة ت 708 هـ.

و «ابن أبي الأحوص» ، الحسين بن عبد العزيز بن محمد القرشي الأندلسي، قاضي «مالقة» وشيخ الإقراء بها ت 680 هـ.

وعلي بن أحمد بن عبد الواحد، أبو الحسن المقدسي ت 690 هـ.

ومحمد بن سليمان بن الحسن بن الحسين، أبو عبد الله البلخي، المعروف بابن النقيب ت 698 هـ.

ومحمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن ربيع، أبو الحسين، ت 741 هـ.

كما أخذ «أبو حيان» القراءات القرآنية عن عدد من العلماء منهم: أحمد ابن سعد بن علي بن محمد الأنصاري، أبو جعفر من غرناطة، كان كثير

ص: 138

الإتقان في تجويد القرآن ت 712 هـ.

وابن الطبّاع: أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى ابو جعفر الرعيني، الأندلسي شيخ القراء بغرناطة. وقد ولي القضاء مكرها، فحكم مرة واحدة ثم عزل نفسه ت 680 هـ.

وابن أبي الأحوص: قال «أبو حيان» رحلت إليه قصدا من غرناطة إلى «مالقة» لأجل الإتقان والتجويد، وقرأت عليه القرآن من أوله إلى آخر سورة «الحجر» جمعا بالسبعة، والادغام الكبير «لأبي عمرو» بمضمن «التيسير، والتبصرة، والكافي، والاقناع» وقرأت عليه حروف القراءات من كتب شتى، كما قرأت عليه كتابه: الترشيد في التجويد.

والمليجي: إسماعيل بن هبة الله بن علي، فخر الدين أبو طاهر المصري، المقرئ، مسند القراء في زمانه ت 605 هـ.

وإبراهيم الأهوازي، وخليل بن عثمان المراغي، قرأ عليه «أبو حيان» كتاب «الإرشاد» لأبي العز القلانسي».

وعبد الحق بن علي بن عبد الله الأنصاري، قرأ عليه «أبو حيان» القراءات السبع نحو عشرين ختمة إفرادا، وجمعا، ولازمه نحو سبعة أعوام.

وعبد الله بن محمد بن هارون بن عبد العزيز بن إسماعيل الطائي الأندلسي، القرطبي، أبو محمد ت 702 هـ.

وعبد النصير بن علي بن يحيى بن إسماعيل بن مخلوف أبو محمد المريوطي، أحد شيوخ الإقراء بالإسكندرية.

وقال «أبو حيان» : وقرأت القرآن بالقراءات الثمان، بثغر الإسكندرية على الشيخ الصالح: «رشيد الدين أبي محمد: عبد النصير بن علي بن يحيى الهمداني،

ص: 139

عرف بابن المريوطي.

وعلي بن ظهير بن شهاب، نور الدين أبو الحسن المصري، المعروف بابن الكفتي إمام مقرئ، روى عنه «أبو حيان» ت 689 هـ.

ومحمد بن صالح بن أحمد بن محمد أبو عبد الله الكتاني الشاطبي المعروف بابن دحيمة، أعلى الناس إسنادا بالشاطبية.

ومحمد بن علي بن يوسف، رضي الدين، أبو عبد الله الأنصاري الشاطبي، إمام مقرئ، كان عالي الإسناد، روى عنه القراءة «أبو حيان» .

ويعقوب بن بدران بن منصور أبو يوسف الدمشقي ثم المصري المعروف بالجرائدي، إمام مقرئ، كان شيخ وقته بالديار المصرية، قرأ عليه «أبو حيان» كتاب «الإرشاد لأبي العز ت 688 هـ.

ويوسف بن إبراهيم بن أحمد بن عتاب، أبو يعقوب الشاطبي، استوطن تونس، قرأ عليه «أبو حيان» ت 692 هـ.

كما أخذ «أبو حيان» النحو وعلوم اللغة عن عدد من خيرة العلماء منهم:

أحمد بن عبد النور بن أحمد بن راشد، أبو جعفر، المالقي النحوي. وأحمد ابن يوسف بن علي أبو جعفر الفهري، روى عنه «أبو حيان» كتاب سيبويه ت 691 هـ.

ورضيّ الدين، أبو بكر بن عمر بن علي بن سالم، الإمام النحوي، كان من كبار أئمة العربية بالقاهرة مع العلم بالفقه والحديث ت 695 هـ.

وابن النحاس: محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي نصر الحلبي شيخ العربية بمصر في وقته، سمع منه «أبو حيان» كتاب سيبويه، والإيضاح والتكملة لأبي علي الفارسي، والمفصّل للزمخشري ت 698 هـ.

ص: 140

كما أخذ «أبو حيان» حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم:

ابن أبي الأحوص، روى عنه «أبو حيان» الحديث بسنده. وابن الزبير، تلقى عليه «أبو حيان» سند الترمذي بين قراءة وسماع، بغرناطة.

وابن الطباع، قرأ عليه «أبو حيان» الموطأ للإمام مالك بن أنس.

وعبد الرحمن الربعي قرأ عليه «أبو حيان» سنن أبي داود بغرناطة.

وعبد الرحيم بن يوسف بن يحيى بن الخطيب أبو الفضل، قرأ عليه «أبو حيان» سنن أبي داود بالقاهرة.

وابن عساكر: عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن عبد الله.

وعبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف أبو محمد الدمياطي، أخذ عنه «أبو حيان» الحديث، وأجازه ت 705 هـ.

وعبد الوهاب بن حسن بن الفرات، صفيّ الدين، قرأ عليه «أبو حيان» بعض أجزاء في الحديث بالإسكندرية.

وأبو العز: عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي بن نصر بن الصقيل. قال «أبو حيان» قرأت البخاري على جماعة أقدمهم إسنادا فيه «أبو العز» قرأته عليه، الا بعض كتاب التفسير، من قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ (1) إلى قوله تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ (2) فسمعته بقراءة غيري.

(1) سورة البقرة الآية 222.

(2)

سورة النور الآية 10.

ص: 141

ومحمد بن إبراهيم بن حازم المازني أبو عبد الله المصري ت 692 هـ.

ومحمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن قطب الدين القسطلاني أبو بكر القيسي الشاطبي، وكان شيخا عالما زاهدا كريم النفس، وكان عالما بالحديث ورجاله ت 686 هـ.

ومحمد بن أحمد بن محمد بن المؤيّد نجيب الدين الهمداني، روى عنه «أبو حيان» الحديث.

ومحمد بن إسماعيل بن عبد الله، زين العابدين أبو بكر الأنماطي. قرأ عليه «أبو حيان» جزءا في الحديث.

ومحمد بن علي بن وهب بن مطيع، تقي الدين أبو الفتح بن دقيق العيد القشيري. كان إماما محدثا فقيها، أصوليا أديبا نحويا، مجتهدا ت 702 هـ روى عنه «أبو حيان» بعض الأحاديث.

كما أخذ «أبو حيان» الفقه وأصوله عن عدد من العلماء وفي مقدمتهم:

ابن الزبير، قرأ عليه «أبو حيان» المستصفى للغزالي، والإشارة للباجي، وشيئا من أصول الدين والمنطق.

وعبد الكريم بن عليّ بن عمر الأنصاري، علم الدين العراقي ت 704 هـ قال «أبو حيان»: وبحثت ايضا في هذا الفن على الشيخ علم الدين عبد الكريم الأنصاري في مختصره الذي اختصره من كتاب «المحصول» كما قرأ عليه كتاب «المحرر» للرافعي وكتاب «المنهاج» للنووي.

وعلي بن محمد بن خطاب الباجي، علاء الدين الشافعي، كان من علماء أصول الفقه، وكان قويّ المناظرة ت 714 هـ. ذكره «أبو حيان» أنه بحث على الشيخ الباجي في مختصره الذي اختصره من كتاب «المحصول» .

ص: 142

وفضل بن محمد بن علي بن إبراهيم، أبو الحسن المعافري الخطيب. قال «أبو حيان»: وقد بحثت في فن أصول الفقه في كتاب «الإشارة» لأبي الوليد الباجي، على الشيخ الأصولي الأديب، أبي الحسن فضل بن إبراهيم المعافري الإمام بجامع غرناطة.

ومحمد بن سلطان بدر الدين البغدادي، قرأ عليه «أبو حيان» من كتاب «الإرشاد» للعميدي في الخلاف.

ومحمد بن محمود بن محمد بن عباد السلماني، شمس الدين أبو عبد الله الأصبهاني انتهت إليه الرئاسة في أصول الفقه وله معرفة جيدة بالنحو والأدب ت 688 هـ. قال «أبو حيان»: وقد بحثت في فن أصول الفقه على الشيخ شمس الدين الأصبهاني صاحب شرح المحصول. بحثت عليه في كتاب القواعد من تأليفه.

كما أخذ «أبو حيان» الأدب عن عدد من العلماء، وفي مقدمتهم: أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم بن جامع العزازي، اشتغل بالأدب ومهر وفاق أقرانه، سمع منه الفضلاء، وكتب عنه الكبراء سمع منه «أبو حيان» من نظمه. وله في الموشحات يد طولى، ت بالقاهرة سنة 710 هـ.

وأحمد بن نصر الله بن باتكين القاهري، كان أديبا فاضلا، كتب عنه الفضلاء ت 710 هـ.

وبهاء الدين بن النحاس، سمع منه أبو حيان الحماسة، وديوان المتنبي، والمعري، وقال: لم ألق أحدا أكثر سماعا لكتب الأدب من الشيخ بهاء الدين.

وسليمان بن علي بن عبد الله بن علي بن ياسين العابدي، أبو الربيع التلمساني المعروف بالعفيف التلمساني، شاعر مشارك في النحو والأدب، والفقه، والأصول ت 690 هـ.

ص: 143

وعمر بن محمد بن أبي علي سراج الدين أبو حفص الوراق المصري، شاعر، وأديب مشهور، له ديوان شعر كبير. وكان حسن التنحيل، جيد المقاصد، صحيح المعاني، عذب التركيب ت 695 هـ.

ومالك بن عبد الرحمن بن علي أبو الحكم بن المرحّل المالقي النحوي، أديب زمانه بالمغرب، وإمام وقته، نعت بشاعر المغرب، كان رقيقا، سريع البديهة ت 699 هـ.

ومحمد بن أبي بكر بن يحيى بن عبد الله، أبو عبد الله الهذلي التطيلي.

ومحمد بن سعيد بن محمد بن حماد بن محسن، الصنهاجي البوصيري، شرف الدين شاعر حسن وهو صاحب البردة الشهيرة، والقصيدة الهمزية التي أولها:

كيف ترقى رقيك الأنبياء. ت 696 هـ.

ومحمد بن عبد المنعم بن محمد بن يوسف أبو عبد الله الأنصاري المصري، كان مقدما على شعراء عصره، مع مشاركة في كثير من العلوم ت 685 هـ.

ومحمد بن عمر بن جبير المالقي، ومحمد بن محمد بن عيسى بن ذي النون الأنصاري، جمال الدين أبو عبد الله المالقي ت 680 هـ.

ويحيى بن عبد العظيم بن يحيى، جمال الدين أبو الحسن الأنصاري المصري، شاعر ظريف، وكان جزارا بالفسطاط ت 679 هـ.

ومن شيوخ «أبي حيان» أيضا: أحمد بن علي بن خالص، أبو العباس الأنصاري الإشبيلي. وإسحاق بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الملك البغدادي. وأبو بكر بن عباس بن يحيى بن غريب البغدادي القواس. والحسين ابن أبي المنصور بن ظافر الخزرجي، صفيّ الدين. وعبد العزيز بن عبد الرحمن ابن عبد العليّ السكري. وعبد العزيز بن عبد القادر بن إسماعيل الصالحي الكتابي.

وعبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس التميمي. وعليّ بن صالح ابن

ص: 144

أبي علي بن يحيى بن إسماعيل الحسيني البهنسي.

تصدر «أبو حيان» للتعليم بعد أن اخذ شهرة عظيمة، وأقبل عليه طلاب العلم من كل مكان يأخذون عنه شتى العلوم: القراءات، والتفسير، والحديث، والفقه، وعلوم اللغة، فمن الذين أخذوا عن «ابن حيان» القراءات والتفسير:

1 -

إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن التنوخي الدمشقي نزيل القاهرة، أخذ عن «أبي حيان» القراءات العشر.

2 -

إبراهيم بن أحمد بن عيسى، بدر الدين بن الخشاب القاضي المصري، قرأ على «أبي حيان» القراءات السبع. ت 774 هـ.

3 -

إبراهيم بن عبد الله بن علي بن يحيى بن خلف المقرئ. شيخ الإقراء بالديار المصرية، ومن الذين لازموا درس أبي حيان ت 749 هـ.

4 -

أحمد الحنبلي شيخ آمد، رحل إلى مصر، وقرأ للسبعة على «أبي حيان». قال «ابن الجزري»: لم يزل يبلغنا خبره إلى بعد 770 هـ.

5 -

أحمد بن عبد العزيز بن يوسف الحراني، شهاب الدين بن المرحّل.

قرأ على «أبي حيان» توفي بحلب سنة 788 هـ.

6 -

ابن مكتوم: أحمد بن عبد القادر بن أحمد، تاج الدين أبو محمد الحنفي لازم «أبا حيان» دهرا طويلا، وقرأ عليه القرآن.

7 -

أحمد بن علي بن أحمد أبو جعفر الحميري الغرناطي، قرأ على «أبي حيان» بالقاهرة، ثم رجع إلى غرناطة، وعيّن لمشيخة الإقراء بغرناطة ت 756 هـ.

8 -

أحمد بن محمد بن محمد بن علي الأصبحي الأندلسي، شهاب الدين أبو العباس، لزم «أبا حيان» وحمل عنه كثيرا من العلوم. وقرأ عليه القراءات

ص: 145

الثمان، وأخذ عنه كتاب التسهيل ت 776 هـ.

9 -

أحمد بن يحيى بن نحلة المعروف بسبط السلعوس أبو العباس، النابلسي ثم الدمشقي، قرأ على «أبي حيان» قراءة «عاصم» ت 732 هـ.

10 -

السمين: أحمد بن يوسف بن عبد الدائم شهاب الدين الحلبي المعروف بالسمين، قرأ على «أبي حيان» وسمع منه كثيرا ت 756 هـ.

11 -

أبو بكر بن أيدغدي بن عبد الله الشمس، الشهير بابن الجندي، شيخ الإقراء بمصر، قرأ على «أبي حيان» بالقراءات الثمان ت 769 هـ.

12 -

حيان بن محمد بن يوسف بن علي بن أبي حيان، قرأ على والده وقد أجازه والده «أبو حيان» إجازة عامة.

13 -

الصفدي: صلاح الدين: خليل بن أيبك بن عبد الله، ولد في «صفد» بفلسطين سنة 696 هـ واشتهر بالأدب والتاريخ والفقه، وولي وكالة بيت المال بدمشق ت 764 هـ.

وكان «الصفدي» يجلّ أبا حيان كثيرا، وكذلك كان «أبو حيان» يقدّره وقد تلقى «الصفدي» على «أبي حيان» الكثير من العلوم.

14 -

صالح بن محمد المقيري، قرأ على «أبي حيان» .

15 -

عبد الله بن محمد بن عبد الله بن خليل بن إبراهيم، العسقلاني.

يعرف عند المحدثين بابن خليل. قرأ على أبي حيّان القراءات السبع، وأخذ عنه العربية. ت 777 هـ.

16 -

محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن جامع الدمشقي، شمس الدين ابن اللبان المقرئ، قرأ على «أبي حيان» القراءات الثمان بمضمن قصيدتيه اللاميتين في السبع، وقراءة يعقوب. ولّي مشيخة الإقراء بالديار الأشرفية،

ص: 146

وبجامع التوبة، وبالجامع الأموي ت 776 هـ.

17 -

ابن مرزوق: محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر أبو عبد الله التلمساني. سمع بمصر من «أبي حيان» وقرأ عليه، وروى عنه مؤلفات «ابن أبي الأحوص» وحدثه بسنن أبي داود، والنسائي، والموطأ، وقد مهر في العربية والأصول، والأدب ت 781 هـ.

18 -

محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن علي أبو الفتح السبكي، قرأ على «أبي حيان» القراءات السبع، ولازمه في العربية سبعة عشر عاما، ت 744 هـ.

19 -

محمد بن علي بن الحسن، الحسيني الدمشقي، أبو المحاسن، كان ضرير البصر وقد أجازه «أبو حيان» مروياته بخطه ت 765 هـ.

20 -

محمد بن علي بن محمد بن عبد الكافي بن ضرغام، أبو عبد الله البكري الحنفي، المعروف بابن سكّر، نزيل «مكة المكرمة» . قرأ على «أبي حيان» القراءات الثمان.

21 -

محمد بن محمد بن علي، شمس الدين أبو عبد الله الغماري المصري المالكي النحوي، أخذ العربية والقراءات عن «أبي حيان» ت 749 هـ.

كما تتلمذ على «أبي حيان» في علوم اللغة العربية عدد كبير وفي مقدمتهم:

1 -

السفاقسي، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم، برهان الدين أبو إسحاق القيسي المالكي ت 742 هـ.

2 -

بهاء الدين السبكي، أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام، أبو حامد السبكي. ولي التدريس وبعض وظائف أخرى، كما ولي خطابة الجامع الطولوني، ثم تدريس التفسير فيه بعد الأسنوي. وكان بهاء الدين يجلّ شيخه «أبا حيان» وقد نقل عنه كثيرا في كتابه «عروس الأفراح» ت بمكة

ص: 147

المكرمة سنة 773 هـ.

3 -

أحمد بن لؤلؤ الرومي، شهاب الدين بن النقيب، أخذ العربية من «أبي حيان» ومهر في الفنون، وعمل تصحيح المهذب، ونكت المنهاج، وكان وقورا، ساكنا، خاشعا قانعا. كما كان عالما بالفقه والقراءات، والتفسير، والأصول، والنحو ت 769 هـ.

4 -

أحمد بن محمد بن عبد المعطي، أبو العباس، مهر في العربية، وأخذ عن «أبي حيان» ، وانتفع به أهل مكة، وكان ثقة ثبتا ت 788 هـ.

5 -

أحمد بن محمد الفيومي ثم الحموي، صاحب كتاب «المصباح المنير» أخذ العربية عن «أبي حيان» وقد مهر وتميّز في العربية ت 770 هـ.

6 -

أحمد بن يحيى بن فضل الله بن دعجان القرشي، درس على «أبي حيان» الأدب، ت 749 هـ.

7 -

المرادي: الحسن بن قاسم بن عبد الله بن علي المرادي النحوي، اللغوي، الفقيه، كان إماما في العربية، والقراءات، أخذ العربية عن عدد من العلماء منهم «أبو حيان» من مؤلفاته:«شرح المفصل» لابن يعيش، وشرح ألفية ابن مالك، والجني الداني في حروف المعاني، وشرح التسهيل، وقد اهتم فيه بنقل آراء «أبي حيان» دون تعصب له،

وكان يختم الخلاف في المسألة في أكثر الأحيان، برأي «أبي حيان» ت 749 هـ.

8 -

الإسنوي: عبد الرحيم بن الحسن بن علي، جمال الدين أبو محمد، نزيل القاهرة وأخذ العلم عن «أبي حيان» صغيرا. وقد برع في العربية، وانتهت إليه رئاسة الشافعية، وازدحم عليه طلبة العلم وكثر تلاميذه، وانتفعوا به ت 772 هـ. من مؤلفاته: طبقات الشافعية، وشرح المنهاج في الفقه وغير ذلك.

ص: 148

9 -

عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن صخر الكناني، الشافعي درس النحو على «أبي حيان» وروى عنه كثيرا ت 767 هـ.

10 -

ابن عقيل، عبد الله بن عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد القرشي الهاشمي العقيلي الهمداني الأصل، المصري، قاضي القضاة. لازم «أبا حيان» وكان من أجلّ تلاميذه، قال فيه «أبو حيان»:«ما تحت أديم السماء أنحى من ابن عقيل» .

من مؤلفاته شرحه على ألفية ابن مالك في النحو، وهو الشرح المشهور المتداول بين الطلاب والدارسين، المعروف بشرح «ابن عقيل» ت 769 هـ.

11 -

عبد الله بن محمد بن عسكر بن مظفر بن نجم بن هلال، شرف الدين أبو محمد القيراطي، قرأ العربية على «أبي حيان» ت 739 هـ.

12 -

ابن هشام: عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري، جمال الدين الحنبلي، ولد سنة 780 هـ.

قرأ على «أبي حيان» ديوان زهير بن أبي سلمى، وكان «ابن هشام» شديد المخالفة لاستاذه «أبي حيان» وحفلت مصنفاته بالردّ على «أبي حيان» مثل «مغني اللبيب» و «شرح اللمعة البدرية» ت ابن هشام سنة 761 هـ.

13 -

تاج الدين السبكي، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي، أبو نصر ابن تقيّ الدين السبكي، ولد سنة 727 هـ. وأخذ النحو عن «أبي حيان» وقد أثنى على أستاذه كثيرا في كتابه «طبقات الشافعية الكبرى». ومما قال عنه:

«ما رأيت بعد أبي حيان انحى منه» ، ت 771 هـ.

14 -

علي بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن مهدي، الفوّيّ نور الدين، سمع من «أبي حيان» وكان ماهرا في العربية، ت 782 - أو 786 هـ.

ص: 149

15 -

علي بن بلبان، الفارسي، الأمير علاء الدين الحنفي. قرأ النحو على «أبي حيان» وأتقنه ت 739 هـ.

16 -

تقي الدين السبكي، علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام، أبو الحسن، الفقيه الشافعي، المفسر الحافظ، الأصولي، النحوي، اللغوي. ولد سنة 683 هـ.

قرأ على «أبي حيان» النحو، وولي قضاء الشام بعد «جلال الدين» القزويني وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، وكان محققا، بارعا، صنف نحو مائة وخمسين كتابا مطولا ومختصرات بمصر سنة 756 هـ.

17 -

عمر بن رسلان بن نصير بن صالح، شيخ الإسلام، سراج الدين، أبو حفص البلقيني الكناني، مجتهد عصره، أخذ النحو عن «أبي حيان» وبرع في الفقه، والحديث، والأصول، انتهت إليه رئاسة المذهب والإفتاء، ت 805 هـ.

18 -

محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن قدامة المقدسي، الحنبلي، شمس الدين، ولد سنة 705 هـ.

وله مناقشات لأبي حيان فيما اعترض به على «ابن مالك» في الألفية.

ت 744 هـ.

19 -

محمد بن أرغون، ناصر الدين، ابن نائب السلطنة في مصر، ولي نيابة السلطنة في حلب، قرأ على «أبي حيان» العربية. ت بحلب سنة 727 هـ.

20 -

محمد عبد الرحمن بن علي الزمردي، شمس الدين ابن الصائغ الحنفي النحوي، أخذ عن «أبي حيان» وغيره، وبرع في اللغة، والنحو، والفقه، ت 776 هـ.

ص: 150

21 محمد بن علي بن عبد الواحد بن يحيى أبو أمامة المصري أخذ العربية عن «أبي حيان» ت 763 هـ.

22 -

ناظر الجيش: محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم الحلبي، ولد سنة 697 هـ. ثم قدم القاهرة ولازم «أبا حيان» وجلال الدين القزويني، كان له في الحساب اليد الطولى ثم ولي نظارة الجيش ت 778 هـ.

من مؤلفاته: شرح التسهيل امتدح في مقدمته «أبا حيان» وله في ثنايا الكتاب ردود على «أبي حيان» في اعتراضاته على ابن مالك.

وهناك عدد من الذين تتلمذوا على «أبي حيان» إلا أن المصادر لم تحدّد نوع المادة العلمية التي أخذوها عن «أبي حيان» . وفي مقدمة هؤلاء:

1 -

أحمد بن سعد بن محمد، أبو العباس العسكري، أخذ عن أبي حيان، وكان شيخ العربية بدمشق في زمانه، من مؤلفاته شرح التسهيل ت 750 هـ.

2 -

أحمد بن عبد الرحيم البعلبكي ثم الدمشقي، شهاب الدين المعروف بابن النقيب أخذ عن «أبي حيان» بمصر ت 764 هـ.

3 -

أحمد بن يوسف بن مالك الرعيني الغرناطي، أبو جعفر الأندلسي التقى بأبي حيان في القاهرة وأخذ عنه ت 779 هـ.

4 -

إسماعيل بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن هانئ اللخمي الغرناطي المالكي، ولد بغرناطة، ثم قدم القاهرة وتلقى عن «أبي حيان» ت 771 هـ.

5 -

الأمير أرغون بن عبد الله الناصري، نائب السلطنة أصله من مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون، سمع صحيح البخاري بقراءة «أبي حيان» ت 731 هـ.

ص: 151

6 -

الأدفوي: جعفر بن تغلب بن جعفر بن علي كمال الدين، أبو الفضل الشافعي، أخذ الأدب عن «أبي حيان» ت 748 هـ.

7 -

السبكي: الحسين بن علي بن عبد الكافي، جمال الدين أبو الطيب، أخذ العلوم عن «الشمس الأصبهاني، وأبي حيان» ت 755 هـ.

8 -

خالد بن عيسى بن إبراهيم بن أبي خالد، رحل إلى المشرق وحج ثم رحل إلى القاهرة والتقى بأبي حيان، وقرأ عليه بعض مؤلفاته ثم أجازه «أبو حيان» ت قبل 780 هـ.

9 -

سعيد بن محمد بن سعيد الملياني المغربي، المالكي النحوي، رحل من المغرب إلى القاهرة سنة 720 هـ. والتقى «بأبي حيان» وأخذ عنه ت 770 هـ.

10 -

عبد الرحمن بن عمر بن حماد بن عبد الله بن ثابت البغدادي الحريري، سمع من «أبي حيان» بمصر ت 739 هـ.

11 -

عبد الرحمن بن محمود بن وطاس القوصيّ، مجد الدين، أخذ عن «أبي حيان» وغيره ت 724 هـ.

12 -

عبد المهيمن بن محمد بن عبد المهيمن الحضرمي، أجازه «أبو حيان» ت 749 هـ.

13 -

علي بن عيسى بن مسعود بن منصور الزواوي، ثم المصري، سمع من «أبي حيان» ت 769 هـ.

14 -

علي بن محمد بن عبد العزيز بن فتوح بن إبراهيم تاج الدين التغلبي الشافعي الموصلي المعروف بابن الدريهم. قرأ على «أبي حيان» بعض تصانيفه ت 762 هـ.

15 -

محمد بن إبراهيم بن يوسف بن حامد، تاج الدين المراكشي الفقيه

ص: 152

الشافعي، تفقه على «أبي حيان» ت 652 هـ.

لقد ترك «أبو حيان» رحمه الله تعالى للمكتبة الإسلامية والعربية الكثير من المؤلفات النافعة المفيدة، وقد بلغت هذه المصنفات ستة وأربعين كتابا في علوم مختلفة: منها ما هو في القراءات، ومنها ما هو في التفسير، ومنها ما هو في اللغة، والنحو إلى غير ذلك من العلوم.

وهذه إشارة إلى بعض مصنفات «أبي حيان» ليتبيّن من خلال ذلك المكانة السامية التي وصل إليها «أبو حيان» :

1 -

تفسير البحر المحيط، وهو في ثمانية مجلدات، وقد طبع عدة مرات.

2 -

تحفة الأريب بما في القرآن من غريب. وقد طبع عدة مرات.

3 -

النهر الماد من البحر وهو مختصر تفسيره الكبير «البحر المحيط» وقد طبع بهامش البحر، اختصر فيه «أبو حيان» تفسيره البحر المحيط إلى نحو الربع والذي حمله على هذا الاختصار، صعوبة مباحث البحر، وطوله.

4 -

كتاب الأثير في قراءة «ابن كثير» وهو من الكتب المفقودة.

5 -

كتاب تقريب النائي في قراءة «الكسائي» وهو مفقود.

6 -

كتاب الحلل الحالية في أسانيد القراءات العالية وهو مفقود.

7 -

كتاب رشح النفع في القراءات السبع وهو مفقود.

8 -

كتاب الروض الباسم في قراءة عاصم وهو مفقود.

9 -

كتاب عقد اللآلي في القراءات السبع العوالي وهي منظومة من القراءات السبع قيل إنها أخصر من الشاطبية وهي بغير رموز ولكنها لم تزل مفقودة.

ص: 153

10 -

كتاب غاية المطلوب في قراءة يعقوب وهو مفقود.

11 -

كتاب المزن الهامر في قراءة «ابن عامر» وهو مفقود.

12 -

كتاب ارتشاف الضرب من لسان العرب، وقد حققه الدكتور مصطفى النحاس لنيل درجة الدكتوراة من كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر وقد طبع بالقاهرة.

13 -

الارتضاء في الفرق بين الضاد والظاء، وقد طبع ببغداد.

14 -

التجريد لأحكام سيبويه وهو مفقود.

15 -

التدريب في تمثيل التقريب، وهو لا زال مخطوطا.

16 -

التذكرة في العربية، وهو كتاب كبير، ويقع في أربعة مجلدات وقد طبع جزء منه حديثا، وهو الجزء الثاني.

17 -

التنزيل والتكميل في شرح التسهيل، وهو أضخم كتب «أبي حيان» النحوية، إذ يقع في عشرة مجلدات كبيرة. وقد طبعت منه قطعة صغيرة سنة 1328 هـ. بمطبعة السعادة بمصر في جزءين صغيرين، ويقوم الآن عدد من طلاب الدراسات العليا بجامعة الأزهر لتحقيق الكتاب كاملا. ولهذا الكتاب قيمة كبيرة لأن «أبا حيان» أودعه آراءه اللغوية والنحوية، والصرفية، وآراء المتقدمين.

18 -

تقريب المقرب، وهو اختصار لكتاب «المقرّب» في النحو لأبي الحسن علي بن مؤمن الاشبيلي، المعروف بابن عصفور ت 669 هـ. وقد طبع الكتاب حديثا.

19 -

التنحيل الملخّص من شرح التسهيل وهو مفقود.

ص: 154

20 -

الشذا في أحكام كذا وهو مفقود.

21 -

الشذرة الذهبية في علم العربية وهو مفقود.

22 -

شرح كتاب سيبويه وهو مفقود.

23 -

شرح تحفة المودود لابن مالك في النحو وهو مفقود.

24 -

غاية الإحسان في علم اللسان.

وهو عبارة عن قواعد لأصول النحو بطريقة سهلة ومبسطة وفقا لمذهب البصريين النحويين، وهذا الكتاب لم يزل مخطوطا في دار الكتب بالقاهرة ضمن مجموع بخط المؤلف تحت رقم 24 ش، وعليها عبارة تفيد أن المؤلف انتهى من تأليف هذا الكتاب يوم الأحد 11 رمضان 689 هـ كما توجد في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالقاهرة نسخة مصورة منها تقع في 23 ورقة بحجم 13* 17 سم.

25 -

النكت الحسان في شرح غاية الإحسان.

وهو شرح لكتابه «غاية الإحسان في علم اللسان» وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق الدكتور عبد الحسين الفتلي ببغداد. وهو مفقود.

26 -

القول الفصل في أحكام الفصل.

27 -

اللمحة البدرية في علم العربية. وقد شرحه جماعة منهم «ابن هشام» بكتاب سمّاه: شرح اللمحة البدرية في علم اللغة العربية، وقد طبع هذا الشرح بتحقيق الدكتور هادي نهر ببغداد 1977 م.

28 -

المبدع في التصريف، وهو اختصار لكتاب «الممتع» في التصريف «لابن عصفور» وقد طبع الكتابان.

ص: 155

29 -

معاني الحروف، وتوجد منه نسخة في بايزيد عمومى رقم 6471 وقد كتب سنة 726 هـ.

30 -

منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك وهو شرح «لألفية» ابن مالك» في النحو والصرف. وقد طبع الكتاب سنة 1947 م في نيوهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية بتحقيق سدني جليزر.

31 -

الموفور من شرح «ابن عصفور» ولا يزال هذا الكتاب مخطوطا وتوجد منه نسختان: الأولى: في دار الكتب بالقاهرة تحت رقم 24 ش، وهو بخط «أبي حيان» ضمن مجموع، وتوجد مصورة هذه النسخة في معهد إحياء المخطوطات وتقع في 63 ورقة، وهي ناقصة من الآخر.

والثانية، في نوشهر تحت رقم 229/ 4 كتبت سنة 746 هـ.

32 -

نهاية الإغراب في علمي التصريف والإعراب، وهو رجز وقد نقل عنه السيوطي أبياتا في كتابه «الأشباه والنظائر» . ونهاية الإغراب لم يزل مفقودا.

33 -

الهداية في النحو، ويوجد من الكتاب ثلاث نسخ خطية: الأولى:

في دار الكتب المصرية تحت رقم 1726، وتقع في 37 ورقة. والثانية: في دار الكتب المصرية تحت رقم 721 مجامع وتقع في 65 ورقة. والثالثة: في الخزانة التيمورية بدار الكتب رقم 428 وتقع في 98 صفحة.

34 -

الإعلام بأركان الإسلام في الفقه وهو مفقود.

35 -

الأنوار الأجلى في اختصار المحلى. وهو اختصار لكتاب «المحلى» في «الفقه» لأبي محمد علي بن حزم الظاهري ت 456 هـ. وهو من الكتب المفقودة.

36 -

مسلك الرشد في تجريد مسائل نهاية «ابن رشد» . وهو اختصار

ص: 156

لكتاب «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» في الفقه لأبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد» ت 595 هـ وهو مفقود.

37 -

الوهاج في اختصار المنهاج.

ومن مؤلفات «أبي حيان» في الأدب والشعر المصنفات الآتية:

1 -

الأبيات الوافية في علم القافية منظومة جليلة وهي مفقودة.

2 -

خلاصة التبيان في علمي البديع والبيان وهي منظومة مفقودة.

3 -

ديوان أبي حيان، وهو ديوان شعر «أبي حيان» ، وقد حققه الدكتور أحمد مطلوب، وزوجته الدكتورة «خديجة الحديثي» وتمت طباعته.

4 -

قصيدة دالية في تفضيل النحو، ومطلعها:

هو العلم لا كالعلم شيء تراوده

لقد فاز باغيه وأنجح قاصده

وقد مدح بها «الخليل بن أحمد، وسيبويه» ثم بعض شيوخه قال الدكتور عفيف عبد الرحمن: حصلت على نسخة منها في «الخزانة العامة» بالرباط، وتقع في مائة وستين ورقة، ورقمها 329.

5 -

قصيدة سينية: تقارب المائة بيت، وهي مفقودة.

6 -

قصيدة في مدح الإمام الشافعي: عدد ابياتها تسعة وستون بيتا، ومنها نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

7 -

المورد العذب في معارضة قصيدة كعب. وهي قصيدة امتدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معارضا لقصيدة «كعب بن زهير» المشهورة، وأولها:

لا تعذلاه فما ذو الحب معذول

العقل مختبل والقلب متبول

ص: 157

8 -

نقد الشعر: وقد ذكر الأستاذ عباس العزاوي أن لأبي حيان كتابا باسم «نقد الشعر» تعرض فيه لنقد شعر «ابن سيناء الملك» وهو هبة الله بن جعفر بن المعتمد سناء الملك السعدي المصري، أبو القاسم، أديب شاعر وناثر، له ديوان «الطراز» كله موشحات ت بمصر سنة 608 هـ.

9 -

نوافث السحر في دمائث الشعر، وهو من كتبه المفقودة.

كما صنف «أبو حيان» في التراجم، والتاريخ، فمن ذلك ما يأتي:

1 -

البيان في شيوخ «أبي حيان» وهو من كتبه المفقودة.

2 -

تحفة الندس في نحاة الأندلس وهو من كتبه المفقودة.

3 -

مجاني الهصر في تواريخ أهل العصر وهو من كتبه المفقودة.

وقد نقل عنه «ابن حجر» في كتابه «الدرر الكامنة» في عدة مواضع.

4 -

مشيخة ابن أبي منصور وهو من كتبه المفقودة.

5 -

النضار في المسلاة عن «نضار» وهو من كتبه المفقودة.

ونضار هذه ابنة أبي حيان، وقد توفيت سنة 730 هـ.، وقد نقل عنه السيوطي في تراجمه كثيرا.

6 -

نفحة المسك في سيرة الترك، وهو من كتبه المفقودة وقد ذكر أحد الباحثين أن «أبا حيان» ألف هذا الكتاب في أيام المغول عند ما طغت موجاتهم.

كما صنف «أبو حيان» في اللغات فمن ذلك ما يأتي:

1 -

الإدراك للسان الأتراك. وقد طبع هذا الكتاب في استانبول سنة

ص: 158

1309 هـ. وتوجد من هذا الكتاب نسخة في معهد إحياء المخطوطات كتبت سنة 801 هـ. وهي مصورة عن جامعة استانبول وتقع في 98 ورقة، وحجم كل ورقة 15* 20 سم.

2 -

المخبور في لسان البشمور. وبشمور قرية من مدينة الدقهلة قرب دمياط من مدن مصر وهو من مصنفاته المفقودة.

3 -

منطق الخرس في لسان الفرس وهو من كتبه المفقودة.

4 -

نور الغبش في لسان الحبش وهو من كتبه المفقودة.

مما تقدم يتبين بجلاء ووضوح مكانة «أبي حيان» العلمية والاجتماعية حيث كان وحيد عصره في القراءات، والتفسير، والفقه، والنحو، والأدب، والحديث، والتصنيف.

كل هذه الأمور جعلت العلماء يتنافسون في الثناء عليه.

يقول تلميذه «الصفدي» : أبو حيان إمام الدنيا في النحو والتصريف، وله اليد الطولى في التفسير، والحديث، والشروط، والفروع، وتراجم الناس وتواريخهم، وحوادثهم، وقد قيد أسماؤهم على ما يتلفظون به من إمالة وتفخيم، كل ذلك قد جوّده، وحرّره، وقيده.

ثم يقول: وقد اشتهر اسمه وطار صيته، وأخذ عنه أكابر الناس، وله التصانيف التي سارت، وطارت، وانتشرت، وانتثرت، وقرئت ودربت ونسخت» اه.

وقال «تاج الدين السبكي» : وأخذ عن «أبي حيان» غالب مشيختنا وأقراننا، منهم الشيخ الإمام الوالد، وناهيك بما «لأبي حيان» من منقبة وكان يعظمه كثيرا، وتصانيفه مشحونة بالنقل عنه» اه.

ص: 159

وقال عنه «السبكي» : «أبو حيان شيخ النحاة، البحر الذي لم يعرف الجزر بل المدّ، يقصد من كل فجر. طلعت شمسه من مغربها، اتفق أهل العصر على تقديمه، وإمامته، ونشأت أولادهم على حفظ مختصراته، وآباؤهم على النظر في مبسوطاته، وضربت الأمثال باسمه مع صدق اللهجة، وكثرة الاتقان والتحري» اه.

وقال الحافظ الذهبي: «أبو حيان مع براعته الكاملة في العربية له يد الطولى في الفقه، والآثار، والقراءات، وله مصنفات في القراءات والفقه، والآثار، وهو مفخرة أهل مصر في وقتنا في العلم، تخرج به عدة أئمة» اه.

وقد امتدحه «مجيز الدين عمر بن الملطي» بقصيدة أولها:

يا شيخ أهل الأدب الباهر

من ناظم يلفى ومن ناصر

ومدحه «نجم الدين يحيى الإسكندري» بقصيدة أولها:

ضيف ألم بنا من أبرع الناس

لا ناقض عهد أيامي ولا ناسي

عار من الكبر والأدناس ذو شرف

لكنه من سرابيل العلا كاس

ومدحه بهاء الدين محمد شهاب بقصيدة أولها:

إن الأثير أبا حيان أحيانا

بنشره طيّ علم مات أحيانا

وقد احتلّ «أبو حيان» الكثير من المناصب العلمية الكثيرة منها: أنه عيّن مدرسا للنحو في جامع الحاكم سنة 704 هـ. وفي سنة 710 هـ. عين مدرسا للتفسير في قبة السلطان الملك المنصور في عهد السلطان القاهر الملك الناصر.

كما تولى منصب الإقراء بجامع الأقمر، ودرّس التفسير بالجامع الطولوني، ثم أضيف إليه مشيخة الحديث بالقبة المنصورية، فباشر هذه الوظائف كلها حتى مات.

ص: 160

توفي «أبو حيان» بعد حياة حافلة في تعليم القرآن، وتفسيره، وتعليم اللغة العربية وآدابها، وغير ذلك من العلوم، وذلك سنة خمس وأربعين وسبعمائة من الهجرة.

رحم الله «أبا حيان» رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

ص: 161

رقم الترجمة/ 44 «ابن خواستى» (1) ت 412 هـ.

هو: عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن إسحاق بن محمد بن خواستى- بضم الخاء المعجمة وسكون العين المهملة وفتح التاء- أبو القاسم الفارسي ثم البغدادي يعرف بابن أبي غسان، مقرئ نحوي شيخ صدوق.

ذكره «الذهبي» ت 748 هـ. ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ. ضمن علماء القراءات. ولد «ابن خواستى» سنة عشرين وثلاثمائة، وورد عنه قوله: أذكر يوم مات «ابن مجاهد» .

أخذ «ابن خواستى» القراءة القرآنية على عدد من العلماء وفي مقدمتهم:

«عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو بكر النقاش» ، وسمع منهما كثيرا من القراءات.

كما أخذ «ابن خواستى» حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن عدد من العلماء وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي» : «وسمع من أبي بكر بن داسة، وإسماعيل الصفار، وأبي بكر النجاد، وأبي عمر الزاهد» .

ثم يقول: «ورحل سنة ثمان وثلاثين بنفسه، وسمع بالبصرة سنن «أبي داود» وتفرد بعلوّه، ودخل الأندلس للتجارة في سنة خمسين وثلاثمائة فسكنها».

(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:

الصلة لابن بشكوال ج 2، ص 375. تذكرة الحفاظ ج 3، ص 1055. طبقات القراء ج 1، ص 392. القراء الكبار ج 1، ص 374. بغية الوعاة ج 2، ص 98. شذرات الذهب ج 3، ص 198.

ص: 162

كما أخذ «ابن خواستى» العربية عن «أبي سعيد السيرافي» . وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة وصحة الضبط، وجودة القراءة، وأقبل عليه حفاظ القرآن، وتتلمذ عليه الكثيرون، وفي مقدمتهم:

الإمام أبو عمرو الداني، وفي هذا المعنى يقول عن شيخه: كان «ابن خواستى» خيرا، فاضلا، صدوقا، ضابطا، قرأت عليه القرآن بثلاث روايات. اه.

كما روى عنه أيضا «أبو الوليد بن الفرضي» ، لقيه بمدينة «التراب» . توفي «ابن خواستى» بأبدة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة من الهجرة وهو ابن اثنتين وتسعين سنة على خلاف في ذلك.

رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.

ص: 163

رقم الترجمة/ 45 «رشأ بن نظيف» (1) ت 444 هـ

هو: رشأ بن نظيف بن ما شاء الله أبو الحسن الدمشقي، وهو أستاذ في قراءة «ابن عامر» الدمشقي، وكان من الثقات.

ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن.

كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.

رحل «رشأ» في طلب القراءات، والحديث، إلى مصر، والعراق، وأخذ عن شيوخهما.

ومن شيوخه في القراءات: عليّ بن داود بن عبد الله أبو الحسن الداراني، وهو إمام مقرئ ضابط متقن، محرر زاهد، ثقة، قرأ على:«صالح بن إدريس، وأحمد بن عثمان بن السباك، وأبي الحسن بن الأخرم، ومحمد بن القاسم بن محرز، ومحمد بن جعفر الخزاعي. وقرأ عليه: الأهوازيّ، وتاج الأئمة، أحمد بن عليّ، وأحمد بن محمد الأصبهاني، ورشأ بن نظيف، وعليّ بن الحسن الرّبعي، وأحمد بن محمد القنطري، وعبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وأبو عبد الله الكارزيني، قال عنه «رشأ بن نظيف» : لم ألق مثل «علي ابن داود» حذقا، وإتقانا، في رواية «ابن عامر»: وقال عنه «الإمام الداني» كان ثقة، ضابطا، متقشفا» (2).

وقال عنه «الإمام ابن الجزري» : كان يقرئ شرقيّ الرواق الأوسط، ولا

(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:

معرفة القراء الكبار ج 1، ص 401. طبقات القراء لابن الجزري ج 1، ص 284. تهذيب تاريخ دمشق ج 5، ص 324. شذرات الذهب ج 3، ص 271.

(2)

انظر طبقات القراء لابن الجزري ج 1، ص 542.

ص: 164

يقبل ممن يقرأ عليه برّا، كما كان لا يأخذ على الإمامة رزقا، وكان يقتات من أرض له «بداريا» ويحمل ما يحتاج إليه من الحنطة فيخرج بنفسه إلى «الطاحون» ويطحنه،

ويعجنه، ويخبزه» (1).

وقال عنه «الكتاني» : كان ثقة، انتهت إليه الرئاسة في قراءة «الشاميين» .

توفي في جمادى الأولى سنة اثنين وأربعمائة وهو في عمر التسعين.

ومن شيوخ «رشأ بن نظيف» : محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال، أبو بكر السلمي الجبني، شيخ القراء بدمشق، أخذ القراءة عرضا عن أبيه، وعليّ بن الحسين، وابن الأخرم، وجعفر بن أبي داود، وأحمد بن عثمان السباك، والحسين بن محمد بن عليّ بن عتّاب، ومحمد بن أحمد بن عتاب».

وأخذ عنه القراءة عرضا: «عليّ بن الحسن الربعي، ومحمد بن الحسن الشيرازي، وأحمد بن محمد بن يزده الأصبهاني، ورشأ بن نظيف، والكارزيني، وأبو علي الأهوازي» .

قال عنه تلميذه «أبو علي الأهوازي» : ما رأيت بدمشق مثل «أبي بكر السلمي» إماما في القراءة، ضابطا للرواية، قيّما بوجوه القراءات، يعرف صدرا من التفسير، ومعاني القراءات، قرأ على سبعة من أصحاب «الأخفش» له منزلة في الفضل، والعلم، والأمانة، والورع، والدين، والتقشف، والصيانة» (2) توفي سنة سبع وأربعمائة بدمشق، وقد جاوز الثمانين.

وأخذ «رشأ بن نظيف» حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم:«عبد الوهاب الكلابي، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبو الفتح بن سيبخت، والحسن بن إسماعيل الضرّاب، وأبو عمر بن مهدي الفارسي» .

(1) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج 1، ص 542.

(2)

انظر طبقات القراء لابن الجزري ج 2، ص 85.

ص: 165

تصدر «رشأ بن نظيف» لتعليم القرآن، ومن الذين أخذوا عنه القراءة:

«سبيع بن المسلم بن عليّ بن هارون أبو الوحش المعروف بابن قيراط، شيخ دمشق، وكان ضريرا، من الثقات.

ولد «سبيع» سنة تسع عشرة وأربعمائة من الهجرة، وقرأ على أبي عليّ الحسن بن عليّ الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وتصدر لتعليم القرآن، ومن الذين أخذوا عنه القراءة، إسماعيل بن عليّ بن بركات الغساني شيخ عبد الوهاب بن برغش.

وروى القراءات عنه، الخضر بن شبل الحارثي، وعلي بن الحسن الكلابي.

وكان يقرئ الناس تلقينا ورواية من الفجر إلى قريب الظهر بالجامع الأموي.

ثم أقعد وكان يحمل إلى الجامع، يقول «ابن الجزري»: وأظنه هو الذي أشهر قراءة «أبي عمرو بن العلاء البصري» تلقينا بدمشق، بعد ما كانوا يتلقون «لابن عامر الدمشقي» . توفي «سبيع بن مسلم» في شعبان سنة ثمان وخمسمائة من الهجرة.

وكما تصدر «رشأ بن نظيف» لتعليم القرآن، تصدر أيضا لرواية حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم. يقول «الحافظ الذهبي»: روى عنه- أي عند رشأ بن نظيف- عبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صصرى، وسهل بن بشر الأسفراييني، وأبو القاسم عليّ بن إبراهيم النسيب، وأبو الوحش سبيع بن قيراط، وآخرون (1).

اشتهر «رشأ بن نظيف» بالثقة، وصحة القراءة مما استوجب ثناء العلماء عليه وفي هذا يقول «ابن الجزري»: كان «رشأ بن نظيف» محدثا، مقرئا، قرأ بمصر، والشام، والعراق. اه (2).

(1) انظر معرفة القراء الكبار للذهبي ج 1، ص 402.

(2)

انظر طبقات القراء لابن الجزري ج 1، ص 284.

ص: 166

وقال عنه تلميذه «عبد العزيز الكتّاني» : كان «رشأ» ثقة مأمونا، انتهت إليه الرئاسة من قراءة «ابن عامر» (1).

توفي «رشأ بن نظيف» بعد حياة حافلة في تعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام في المحرم سنة أربع وأربعين وأربعمائة من الهجرة.

(1) انظر معرفة القراء الكبار ج 1، ص 402.

ص: 167

رقم الترجمة/ 46 «زكريّا بن محمّد الأنصاري» (1) ت 926 هـ

هو: زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري القاهري الأزهري الشافعي، القاضي، الملقب بشيخ الإسلام، وهو من خيرة العلماء العاملين، ومن القراء، والمفسرين، والمحدثين، والفقهاء، والأصوليين، والمؤلفين. ولد في سنة ست وعشرين وثمانمائة ببلدة «سنيكة» محافظة الشرقية إحدى محافظات «مصر» .

ونشأ ببلدته وحفظ القرآن عند الشيخين: «محمد بن ربيع» و «البرهان» كما حفظ عليهما «عمدة الأحكام» و «مختصر التبريزي» في الفقه، وبعد ذلك رحل إلى القاهرة في

سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، فقطن الأزهر وحفظ «المنهاج» وألفية بن مالك، والشاطبية، ونحو النصف من ألفية الحديث، وغير ذلك من المتون.

أخذ «زكريا الأنصاري» الكثير من العلوم العربية، والشرعية، عن خيرة علماء عصره، منهم «ابن حجر، والبلقيني، والقاياتي» .

وحضر دروس الشرف المناوي، وغيره وقرأ بالسبع على كل من «النور البلبيسي» إمام الأزهر، والزين رضوان، والشهاب القلقيلي السكندري، وقرأ بالقراءات الثلاث الزائدة على الشاطبية بما تضمنته مصنفات «ابن الجزري» ، «النشر والطيبة» على الشيخ الزين طاهر المالكي. وقرأ بالقراءات العشر إلى

(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:

الضوء اللامع لأهل القرن التاسع المجلد الثاني رقم 234 - ورقم الترجمة 192. البدر الطالع بمحاسن بعد القرن السابع ج 1 ص 252. ورقم الترجمة 175.

ص: 168

«المفلحون» فقط على «الزين بن عياش» وأخذ رسم القرن عن «الزين رضوان» .

وقد بلغ الشيخ زكريا الأنصاري درجة عظيمة في العلم ومكانة مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول «شمس الدين السخاوي»:«ولم ينفك عن الاشتغال على طريقة جميلة من التواضع، وحسن العشرة، والأدب، والعفة، والانجماع عند بني الدنيا، مع التقلل، وشرف النفس، ومزيد العقل، وسعة الباطن، والاحتمال، والمداراة، إلى أن أذن له غير واحد من شيوخه في الإفتاء والاقراء، وتصدّى للتدريس في حياة غير واحد من شيوخه، وأخذ عنه الفضلاء طبقة بعد طبقة، مع إعلام متفننيهم بحقيقة شأنه، وقصد بالفتاوى، وزاحم كثيرا من شيوخه فيها، وله تهجّد وصبر، واحتمال، وترك للقيل والقال، وتواضع وعدم تنازل، بل عمله في التودد يزيد عن الحدّ، ورويّته أحسن من بديهته، وكتابته أمتن من عبارته، وعدم مسارعته إلى الفتاوى مما يعدّ من حسناته، وبيننا أنسة زائدة، ومحبة من الجانبين تامة، ولا زالت المسرّات واصلة إلى من قبله بالدعاء والثناء، وإن كان ذلك دأبه مع عموم الناس، فحظي منه أوفر، ولفظي فيه كذلك أغزر، وزاد في الترقي وحسن الطلاقة والتلقي مع كثرة حاسديه، والمعترضين لجانبه وواديه، وهو لا يلقاهم إلا بالبشر، إلى ان استقرّ به «الأشرف قايتباي» في مشيخة الدرس المجاور للشافعي، والنظر عليه، ولذا كثر تودد الناس إليه» (1).

وأثنى عليه «الإمام الشوكاني» فقال: وقرأ في جميع الفنون، وأذن له شيوخه بالإفتاء والتدريس، وتصدر، وأفتى، وأقرأ وصنف، وله شروح ومختصرات في كل فن من الفنون، انتفع الناس بها، وتنافسوا فيها، ودرّس في أمكنة متعددة، وزاد في الترقي، وحسن الطلاقة والتلقي، وارتفعت درجته عند السلطان «قايتباي» .

(1) انظر الضوء اللامع للسخاوي المجلد الثاني ص 236.

ص: 169

وكان السلطان يلهج بتوليته القضاء مع علمه بعدم قبوله له في سلطنة «خشقوم» ثم ولاه «قايتباي» القضاء، وصمم عليه فأذعن بعد مجيء أكابر الدولة إليه فباشره بعفة ونزاهة، ثم عزل سنة ستة وتسعمائة ثم عرض عليه بعد ذلك فأعرض عنه لكفّ بصره، وانجمع في محله، واشتهرت مصنفاته، وكثرت تلامذته، وألحق الأحفاد بالأجداد، وعمّر حتى جاوز المائة أو قاربها» (1).

ولشيخ الإسلام زكريا الأنصاري الكثير من المصنفات في شتى الفنون، منها: شرح آداب البحث، وسمّاه فتح الوهاب بشرح الآداب، و «غاية الوصول في شرح الفصول» وشرح «شذور الذهب في النحو» ، وشرح مقدمة التجويد لابن الجزري، ومختصر قرة العين في الفتح والإمالة وبين اللفظين لابن القاصح، وشرح «إيساغوجي» في المنطق، وغير ذلك من الكتب النافعة المفيدة. وبعد هذه الحياة الحافلة بالتدريس، والفتوى، والتصنيف، توفي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في يوم الجمعة رابع ذي الحجة سنة ست وعشرين وتسعمائة، رحمه الله رحمة واسعة.

وقد حزن الناس عليه كثيرا لمزيد محاسنه، ورثاه الكثيرون من تلامذته فمن ذلك قول بعضهم:

قضى زكريا نحبه فتفجرت

عليه عيون النيل يوم حمامه

سقى الله قبرا ضمّه غوث صيّب

عليه مدى الأيام صبح غمامه

(1) انظر البدر اللامع للشوكاني ج 1، ص 252.

ص: 170