الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 94 «محمّد بن الحسين الكارزيني»
(1)
هو: محمد بن الحسين بن محمد بن آذر بهرام أبو عبد الله الكارزيني: بفتح الكاف والراء، وكسر الزاي بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها نون، نسبة إلى «كارزين» وهي من بلاد فارس، نسب إليها الكثيرون من العلماء. والكارزيني إمام مقرئ جليل، وقد انفرد بعلوّ الإسناد في وقته. قال عنه الحافظ الذهبي: الكارزيني مسند القراء في زمانه، تنقل في البلاد، وجاور بمكة المكرمة وعاش تسعين سنة أو دونها.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن وذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ، ضمن علماء القراءات.
تلقى «الكارزيني» القراءات القرآنية عن عدد كبير من خيرة العلماء في كثير من المدن والأمصار وفي مقدمتهم:
«الحسن بن سعيد بن جعفر بن الفضل بن شاذان أبو العباس المطوعي البصري العمري» ، مؤلف كتاب «معرفة اللامات وتفسيرها» ، وهو إمام عارف ثقة في القراءات، وقد عمّر دهرا فانتهى إليه علوّ الإسناد في القراءات.
أخذ «الحسن المطوعي» القراءات عن عدد من خيرة العلماء منهم: إدريس ابن عبد الكريم، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وأحمد بن الحسين الحريري، ومحمد بن سهل الأشناني، والحسن بن حبيب الدمشقي، ومحمد بن علي
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية: القراء الكبار ج 1 ص 397. طبقات القراء ج 2، ص 132.
الوافي بالوفيات ج 3، ص 10. شذرات الذهب ج 3، ص 265.
الخطيب، وعبيد الله بن الربيع الملطي- بفتح الميم واللام، نسبة الى «الملطية» وهي من ثغور الروم مما يلي أذربيجان- ومحمد بن يعقوب المعدّل، وأبو بكر ابن شنبوذ، وأحمد بن موسى بن مجاهد، ومحمد بن القاسم بن يزيد الاسكندري، ومحمد بن موسى، وغيرهم كثير.
وقد أخذ القراءات عن «الحسن بن سعيد المطوعي» عدد كبير وفي مقدمتهم: «محمد بن الحسين الكارزيني، وأبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو الحسن عليّ بن محمد الخبازي، وأبو بكر محمد بن عمر النهاوندي- نسبة إلى نهاوند، بضم النون وفتح الهاء والواو، وهي بلدة من بلاد الجبل، كانت بها وقعة للمسلمين زمن «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه وأبو علي محمد ابن عبد الرحمن بن جعفر، ومحمد بن الحسن الحارثي، والمظفر بن أحمد بن إبراهيم، وأبو زرعة أحمد بن محمد الخطيب، وعلي بن جعفر السعيدي، وعبد الواحد بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن الحسن الشيرازي، وإبراهيم بن إسماعيل بن سعيد، وأحمد بن محمد بن صاف، وأحمد بن محمد بن محمد القسري، ومحمد بن علي بن أحمد» وغيرهم كثير.
ومن شيوخ «الكارزيني» : أحمد بن نصر بن منصور بن عبد المجيد بن عبد المنعم أبو بكر الشذائي البصري وهو إمام مشهور، أخذ القراءات عن عدد من العلماء منهم:«عمر بن محمد بن نصر الكاغدي، والحسن بن بشار بن العلاف، وابن مجاهد، وابن الأخرم، ومحمد بن جعفر الحربي، وابن شنبوذ، ونفطويه، ومحمد بن أحمد الداجوني الكبير، وأبو مزاحم موسى الخاقاني، وعبد الله بن الهيثم البلخي، وأحمد بن سهلان، وإسحاق بن أحمد النحوي، ومحمد بن إبراهيم السوّاق، والحسن بن وصيف، ومحمد بن موسى الزينبي» وغير هؤلاء كثير.
وقد تتلمذ على «أبي بكر الشذائي» عدد كبير منهم: «أبو الفضل الخزاعي، وأحمد بن عثمان بن جعفر المؤدب، وأبو عمرو بن سعيد البصري،
ومحمد بن الحسين الكارزيني، والحسن بن علي الشاموخي، ومحمد بن القاسم التكريتي، وعلي بن محمد البرزندي، وعلي بن جعفر السعيدي، وإبراهيم بن أحمد الطبري، وأحمد بن محمد بن أحمد الحدادي، وعلي بن محمد الخبازي» وغير هؤلاء كثير.
ومن شيوخ «الكارزيني» : عبد الله بن الحسن بن سليمان أبو القاسم البغدادي المعروف بالنخاس بالخاء المعجمة، وهو مقرئ مشهور ثقة ماهر متصدّر، أخذ القراءة عرضا عن: محمد بن هارون التمار صاحب رويس، وروى القراءة عنه عرضا: محمد بن الحسين الكارزيني، وأبو الحسن الحمامي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد الخبازي» وآخرون.
ومن شيوخ «الكارزيني» : عثمان بن أحمد بن سمعان أبو عمرو الرزاز البغدادي، وهو مقرئ متصدر، أخذ القراءة عرضا عن «أبي بكر يوسف بن يعقوب الواسطي، وأحمد بن سهل الأشناني، وموسى بن عبيد الله» .
وقد تتلمذ عليه الكثيرون، منهم «عبد الباقي بن الحسن، وأبو عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني، ومحمد بن جعفر الخزاعي» .
ومن شيوخ «الكارزيني» : محمد بن حبيب بن عبد الوهاب أبو الأشعث الجارودي البصري، وهو مقرئ معروف، روى القراءة عرضا عن «أحمد بن مسعود السرّاج» ، وروى القراءة عنه عرضا «أبو عبد الله الكارزيني، ومحمد بن أحمد المالكي، وأبو الفضل الخزاعي» .
ومن شيوخ «الكارزيني» : محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علّان أبو عبد الله، وهو أستاذ كبير مقرئ محقق، روى القراءة عرضا عن «عبد الله بن عبدان، وأحمد بن سعيد الضرير، ومحمد بن حامد بن وهب العطار» .
وروى القراءة عنه عرضا: ابنه أحمد، ومحمد بن عبد الله بن المرزبان، وأبو
الفضل الخزاعي، ومحمد بن الحسين الكارزيني.
ومن شيوخ «الكارزيني» : فارس بن موسى أبو شجاع البصري، الفرائضي وهو مقرئ متصدر، قرأ على «إبراهيم بن زياد القنطري، صاحب محمد بن يحيى، وقرأ عليه «الكارزيني، ومحمد بن جعفر الخزاعي» .
ومن شيوخ «الكارزيني» الذين أخذ عنهم القراءات: «محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن العباس بن ميمون أبو الفرج الشنبوذي، الشطوي البغدادي» ، وهو أستاذ من أئمة علماء القراءات.
ولد سنة ثلاثمائة، وبعد أن تمّ نضجه رحل إلى الأمصار، وأخذ عن الشيوخ وأكثر وتبحّر، واشتهر اسمه، وطال عمره، مع علمه بالتفسير وعلل القراءات.
قال «أبو بكر الخطيب» : سمعت عبيد الله بن أحمد يذكر الشنبوذي فعظم أمره وقال: سمعته يقول: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن».
وقال «الإمام الداني» : الشنبوذي مشهور نبيل حافظ، ماهر حاذق كان يتجول في البلدان».
أخذ «أبو الفرج الشنبوذي» القراءة عرضا عن: «ابن مجاهد، وأبي بكر النقاش، وأبي بكر أحمد المنقى، وأبي الحسن بن الأخرم، وإبراهيم بن محمد الماوردي، ومحمد بن جعفر الحربي، ومحمد بن هارون التمار، وأبي الحسن بن شنبوذ، وإليه نسب لكثرة ملازمته له، ومحمد بن موسى الزينبي، وموسى بن عبيد الله الخاقاني، والحسن بن علي بن بشّار، وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم، ومحمد بن أحمد بن هارون الرازي، وأبي بكر محمد بن الحسن الأنصاري» ، وغير هؤلاء.
وقد أخذ القراءة عن «أبي الفرج الشنبوذي» عدد كبير منهم: «محمد بن الحسين الكارزيني، وأبو علي الأهوازي، وأبو طاهر محمد بن ياسين الحلبي، والهيثم بن أحمد الصباغ، وأبو العلاء محمد بن عليّ الواسطي، وعبد الله بن محمد ابن مكي السواق، وعلي بن القاسم الخياط، وأبو علي الرهاوي، وعبد الملك ابن عبدويه، ومنصور بن أحمد العراقي، وأحمد بن محمد بن سيار» وآخرون.
ومن شيوخ «الكارزيني» : أحمد بن محمد بن بشر بن علي بن محمد بن جعفر المعروف بابن الشارب، أبو بكر الخراساني، نزيل بغداد، وهو شيخ جليل ثقة ثبت. أخذ القراءات عن: محمد بن موسى الزينبي، وأبي بكر محمد ابن يونس، وابن مجاهد، وأبي مزاحم الخاقاني، وآخرين.
وقد أخذ القراءات عن «ابن الشارب» : بكر بن شاذان، والكارزيني، وعلي بن أحمد بن عمر الحمّامي، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وعلي بن محمد ابن الحسن الخبازي، وأبو بكر أحمد بن غالب، ومحمد بن إبراهيم بن البقار، وآخرون.
ومن شيوخ «الكارزيني» : عبد الغفار بن عبيد الله بن السرّي أبو الطيب الحضيني: بالحاء المهملة، والضاد المعجمة الكوفي، ثم الواسطي، وهو شيخ مقرئ، ثقة، وشيخ واسط.
أخذ «الحضيني» القراءة عن: «أبي العباس أحمد بن سعيد الضرير، وأبي بكر بن مجاهد، والحسين بن عليّ، وأبي العباس محمد بن الحسن بن يونس النحوي، والعباس بن الفضل، وعبد الله بن عبد الجبار، والحسن بن داود النقّار، وجعفر بن سليمان القافلاني، وعليّ بن محمد بن عمّار الزريري، ومحمد ابن عمير القاضي» ، وغير هؤلاء.
وقد أخذ القراءة عن «الحضيني» عدد كبير منهم: «محمد بن الحسين الكارزيني، وأبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو بكر أحمد بن المبارك
الواسطي، وإبراهيم بن سعيد الرفاعي، وعبد الرحمن بن الهرمزان، وعليّ بن محمد الخبازي، وعبيد الله بن أحمد» وغير هؤلاء.
تصدّر «محمد بن الحسين الكارزيني» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة وجودة القراءة وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه، ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية:«الحسن بن القاسم بن علي الأستاذ أبو علي الواسطي، المعروف بغلام الهرّاس» ، شيخ العراق، والجوّال في الآفاق، ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وقرأ «بواسط» على: عبيد الله بن إبراهيم، وعبد الله بن أبي عبد الله الحسين صاحب النقاش، وإبراهيم بن سعيد الرفاعي.
وقرأ بالكوفة على: القاضي محمد بن عبد الله الجعفي، وأبي الحسن محمد بن جعفر النحوي ابن النجّاد.
وقرأ بدمشق على: «أبي علي الأهوازي، وأبي علي الرهاوي» . وقرأ بمصر على: «أبي العباس بن نفيس، والفضل بن عبد الرزاق، والحسين بن إبراهيم الأنباري» .
وقرأ بالبصرة على: «الحسن بن علي بن بشّار صاحب النقاش، وعلي بن محمد بن علّان» .
وقرأ بالجامدة بكسر الميم، وهي قرية كبيرة من أعمال واسط، بين واسط والبصرة منها جماعة من العلماء.
قرأ على: «محمد بن نزار التكريتي، وعمّه محمد بن القاسم» .
وبحران على «أبي القاسم الزيدي» .
وبمكة المكرمة على: «أبي عبد الله بن الحسين الكارزيني، وأبي عبد الله محمد ابن أحمد بن محمد العجلي، ومحمد بن عمر بن إبراهيم الذهبي» .
ومن تلاميذ «الكارزيني» : عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي أبو معشر الطبري، القطان الشافعي، وهو شيخ أهل مكة عارف محقق أستاذ ثقة صالح.
له عدة مصنفات منها: كتاب التلخيص في القراءات الثمان، وكتاب سوق العروس ضمّنه ألفا وخمسمائة رواية وطريق، وكتاب الدرر في التفسير، وكتاب الرشاد شرح القراءات الشاذة، وكتاب عنوان المسائل، وكتاب طبقات القراء، وكتاب العدد، وكتاب في اللغة.
أخذ «أبو معشر الطبري» القراءة عن عدد من العلماء منهم: «الكارزيني وأبو القاسم علي بن محمد بن علي الزيدي، وإسماعيل بن راشد الحدّاد، والحسن ابن محمد الأصفهاني» .
توفي أبو معشر الطبري بمكة المكرمة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة من الهجرة. رحمه الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
رقم الترجمة/ 95 «محمّد بن سفيان» (1) ت 415 هـ
هو: محمد بن سفيان أبو عبد الله القيرواني الفقيه المالكي.
تفقه على «أبي الحسن علي بن خلف القابسي» حتى برع في الفقه، وسمع منه، ثم رحل إلى مصر، ألف كتاب «الهادي» .
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ، في مقدمة علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ، ضمن علماء القراءات.
قرأ «محمّد بن سفيان» بمصر القراءات القرآنية على عدد من العلماء، وفي مقدمتهم: إسماعيل بن محمد المهري لورش، وعرض الروايات على «أبي الطيب ابن غلبون» وقرأ أيضا على «يعقوب بن سعيد الهواري، وكردم بن عبد الله» .
قال «الحافظ أبو عمرو الداني» : سمع معنا على الشيخ أبي الحسن عليّ بن محمد بن خلف الفقيه القابسي، وكان ذا فهم، وحفظ، وستر، وعفاف، وخرج من القيروان لأداء
فريضة الحج سنة ثلاث عشرة وأربعمائة فحج وجاور بمكة، ثم أتى المدينة المنورة فمرض، وتوفي بها أول ليلة من صفر ودفن بالبقيع.
أخذ القراءة عن «محمّد بن سفيان» عدد من طلاب العلم وفي مقدمتهم:
«أبو بكر القصري، والحسن بن علي الجلولي، وعبد الملك بن داود القسطلاني، وعبد الحق الجلاد، وأبو العباس المهدوي، وأبو العالية البندوني،
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية: القراء الكبار ج 1، ص 380. طبقات القراء ج 2، ص 147.
الوافي بالوفيات ج 3، ص 114. الديباج المذهب ج 2، ص 235. شذرات الذهب ج 3، ص 203. نهاية الغاية الورقة 238. تاريخ الاسلام الورقة 167 [آيا صوفيا 3009].
وعثمان بن بلال العابد، وأحمد بن الحجري شيوخ ابن بليمة، وعبد الله بن سمران القروي شيخ الهذلي، وأبو الحسن العجمي، وعبد الله بن سهل» وآخرون.
توفي «محمّد بن سفيان» بالمدينة المنورة أول ليلة من صفر بعد رجوعه من الحج سنة خمس عشرة وأربعمائة، ودفن بالبقيع.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
رقم الترجمة/ 96 «محمّد بن شريح» (1) ت 476 هـ
هو: محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح بن يوسف، أبو عبد الله الرعيني الإشبيلي، نسبة إلى بلدة من بلاد الأندلس يقال لها «إشبيلية» وقد نسب إليها الكثيرون من العلماء (2).
وابن شريح من خيرة علماء الأندلس المعروفين، والمشهود لهم بالثقة والأمانة، ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
وابن شريح منذ نعومة أظفاره رحل إلى بعض المدن للأخذ عن علمائها، ويخبرنا التاريخ أنه رحل إلى كل من «مصر، وبغداد، ومكة» .
احتل «ابن شريح» مكانة سامية بين العلماء مما جعل الكثيرين يثنون عليه، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»:«أبو عبد الله الإشبيلي المقرئ، الأستاذ، مصنف كتاب «الكافي» وكتاب «التذكير» وكان من جلة قراء «الأندلس» (3).
أخذ «محمّد بن شريح» القراءة عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم:«أحمد بن سعيد بن أحمد بن عبد الله المعروف بابن نفيس، أبو العباس الطرابلسي الأصل ثم المصري» .
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:
معرفة القراء الكبار ج 1، ص 434 ورقم الترجمة 370. غاية النهاية في طبقات القراء ج 2، ص 153، ورقم الترجمة 3062. الصلة لابن بشكوال ج 2، ص 553. مرآة الجنان ج 3، ص 120. شذرات الذهب ج 3، ص 354.
(2)
انظر الأنساب للسمعاني ج 1، ص 161.
(3)
انظر معرفة القراء الكبار ج 1، ص 434.
وهو من القراء المشهورين، ومن الثقات المعروفين، انتهى إليه علوّ الإسناد، وقد عمّر حتى قارب المائة.
أخذ القراءة عن عدد من القراء، وفي مقدمتهم:«أبو عدي عبد العزيز ابن عليّ صاحب أبي بكر بن يوسف» .
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بعلوّ الإسناد، وجودة القراءة، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، وينهلون من علمه، ومن الذين قرءوا عليه:«محمد بن شريح، وعبد الوهاب ابن محمد القرطبي» وغيرهما كثير.
توفي «أحمد بن سعيد» في رجب سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. وقيل: سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
ومن شيوخ «محمّد بن شريح» في القراءة: «أحمد بن محمد أبو الحسن القنطري» نزيل مكة المكرمة. وهو من شيوخ القراء المعروفين، أخذ القراءة عن عدد من القراء وفي مقدمتهم:«الحسن بن محمد بن الحباب، وعمر بن إبراهيم الكتّاني» .
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، وأقبل عليه الطلاب، يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه:«محمد بن شريح، وأحمد بن عمّار المهدوي» وغيرهما كثير.
توفي «أحمد القنطري» بمكة المكرمة سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
ومن شيوخ «محمّد بن شريح» في القراءة: «أحمد بن عليّ بن هاشم» الملقب بتاج الأئمة، أبو العباس المصري، وهو من مشاهير القراء بمصر، ومن الثقات المعروفين.
أخذ «تاج الأئمة» القراءة عن خيرة علماء عصره، وفي مقدمتهم:«عمر ابن عراك، وأبو عدي عبد العزيز بن الإمام» . كما سمع حروف القراءات من «منير بن أحمد» عن أحمد بن إبراهيم بن جامع، ومن «الحسن بن عمر ابن إبراهيم البزار» . ثم رحل إلى «بغداد» وقرأ على «أبي الحسن بن الحمامي» .
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بالثقة، وصحّة الإسناد، وأقبل عليه الطلاب، ومن الذين قرءوا عليه:
ويحدثنا التاريخ أنه دخل بلاد الأندلس سنة عشرين وأربعمائة، فقرأ عليه بها عدد كبير منهم:«أبو عمر الطلمنكي» مع كبر سنّة.
توفي «أحمد بن عليّ بن هاشم» سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
ومن شيوخ «محمّد بن شريح» في القراءة: «الحسن بن محمد بن إبراهيم المالكي» أبو علي البغدادي، وهو من مشاهير القراء، المشهود لهم بالثقة، وصحة الإسناد، ومن المؤلفين المعروفين، فهو صاحب كتاب «الروضة في القراءات الإحدى عشرة» .
ويحدثنا التاريخ أن «أبا علي البغدادي» رحل إلى «مصر» واشتهر بها حتى أصبح شيخا لقرّائها.
أخذ «أبو علي البغدادي» القراءة، وحروف القراءات عن مشاهير العلماء، وفي مقدمتهم:«أحمد بن عبد الله السوسنجردي» .
وبعد ان اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن وحروف القراءات، وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه، ومن الذين أخذوا عنه القراءة:«محمد بن شريح، وإبراهيم بن إسماعيل» .
توفي «أبو علي البغدادي» في رمضان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
ومن شيوخ «محمّد بن شريح» : «مكي بن أبي طالب» يقول «الذهبي» :
أجاز له- أي إلى «محمّد بن شريح» - «مكي بن أبي طالب» وأخذ عنه، ومكي بن أبي طالب من خيرة العلماء الأندلسيين، وهو إمام محقّق عارف، ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بالقيروان.
احتل «مكي بن أبي طالب» مكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه، وفي هذا يقول صاحبه «أحمد بن مهدي» المقرئ: كان «مكي بن أبي طالب» من أهل التبحّر في علوم القرآن، والعربية، حسن الفهم، والخلق، جيّد الدين والعقل، كثير التأليف في علوم القرآن، محسنا، مجوّدا، عالما بمعاني القراءات، أخبرني أنه سافر إلى «مصر» وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وتردّد إلى المؤدبين، وأكمل القرآن، ورجع إلى «القيروان» ، ثم رحل فقرأ القراءات على «ابن غلبون» سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وقرأ بالقيروان أيضا بعد ذلك، ثم رحل سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وحجّ، ثم حج سنة سبع وثمانين وجاور ثلاثة أعوام، ودخل الأندلس سنة ثلاث وتسعين، وجلس للإقراء بجامع قرطبة، وعظم اسمه، وجلّ قدره (1).
ويقول «ابن بشكوال» : قلّده «أبو الحزم جهور» خطابة مسجد قرطبة بعد وفاة «يونس بن عبد الله القاضي» وكان قبل ذلك ينوب عنه، وله ثلاثون تأليفا، وكان خيّرا، متديّنا، مشهورا بالصلاح (2).
ومن مؤلفاته: «التبصرة في القراءات السبع، والكشف عن علل القراءات، ومشكل إعراب القرآن، والموجز في القراءات، والرعاية في التجويد. ويقول «ابن الجزري» : وتواليفه تنوف عن ثمانين تأليفا.
(1) انظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج 2، ص 309.
(2)
انظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج 2، ص 309.
ويقول رحمه الله تعالى: «ألفت كتابي الموجز في القراءات بقرطبة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وألفت كتاب التبصرة بالقيروان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وألفت كتاب «مشكل الغريب» بمكة المكرمة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وألفت «مشكل الإعراب» في الشام، ببيت المقدس سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وألفت باقي تواليفي بقرطبة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة» (1).
توفي «مكي بن أبي طالب» في المحرم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
وبعد أن اكتملت مواهب «محمّد بن شريح» تولى خطابة مسجد «اشبيلية» وتصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وفي مقدمة من قرأ عليه:«ابنه الخطيب أبو الحسن، شريح» وعيسى بن حزم بن عبد الله بن اليسع، أبو الأصبغ الغافقي، الأندلسي نزيل المريّة بفتح الميم وتشديد الرّاء، وهي مدينة عظيمة على ساحل بحر الأندلس. من شرقيها، نسب إليها بعض العلماء.
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «عيسى بن حزم» .
وبعد هذه الحياة التي عاشها «محمّد بن شريح» توفي سنة ست وسبعين وأربعمائة، رحمه الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
(1) انظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج 2، ص 310.
رقم الترجمة/ 97 «محمّد بن عبد الله» (1) ت 431 هـ
هو: محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن المرزبان بن شاذان أبو بكر الأصبهاني الأعرج يعرف بأبي شيخ، نزيل بغداد، مقرئ صالح عالي الإسناد ثقة.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ، ضمن علماء القراءات.
ولد «محمّد بن عبد الله» في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة هـ، أخذ «محمد بن عبد الله» القراءة القرآنية عن خيرة علماء عصره، وفي مقدمتهم:«عبد الله بن محمد بن فورك أبو بكر القباب الأصبهاني» ، إمام وقته، مقرئ، مفسر، مشهور، قال عنه «الحافظ أبو العلاء»:«أبو بكر القباب من جلة قراء أصبهان، ومن العلماء بتفسير القرآن، كثير الحديث، ثقة نبيل» ت 307 هـ.
ومحمد بن القاسم بن حسنويه بن عبد الله الأصبهاني المقرئ، ومحمد بن أحمد ابن عمر بن يوسف أبو عمر الأصبهاني الخرقي الضرير المقرئ، حاذق مشهور، بأصبهان، ثقة، وقد عمّر دهرا طويلا، ومحمد بن جعفر بن محمد أبو جعفر التميمي الصابوني الأصبهاني، مقرئ، مشهور ضابط شيخ أصبهان.
وعبد الرحيم بن محمد الحسناباذي، ومحمد بن علان، وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد، ومحمد بن أحمد بن محمد الهروي، والعباس بن أحمد بن المظفر السراج، وأبو بكر بن حسنويه.
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية: طبقات القراء ج 2، ص 175. القراء الكبار ج 1، ص 390.
إنباه الرواة ج 3، ص 155. تلخيص ابن مكتوم ص 214.
تصدّر «محمّد بن عبد الله» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة والضبط وجودة القراءة، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ويقرءون عليه، ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية:«عبد السيد بن عتاب، وعبد العزيز بن الحسين، وأبو علي الشرمقاني، وأبو الحسن الخياط، وأبو القاسم الهذلي» وآخرون.
اشتهر «محمّد بن عبد الله» بالثقة والضبط وغير ذلك من الصفات الحميدة مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول الإمام «ابن الجزري»:«محمّد بن عبد الله نزيل بغداد، مقرئ صالح، عالي الإسناد، ثقة» اه.
وقال «القفطي» : «محمّد بن عبد الله الأديب الأصبهاني حافظ النحو واللغة، وروى الحديث، واستفاد الناس منه، وأخذوا عنه مدة طويلة» اه.
توفي «محمّد بن عبد الله» في ليلة الاثنين الثاني من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
رقم الترجمة/ 98 «محمّد بن عبد الله» (1) ت 452 هـ
هو: محمّد بن عبد الله، ويقال: محمّد بن عبيد الله أبو الحسين المؤدب البغدادي، الضرير، وهو من القراء الثقات.
أخذ القراءة عن «عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير أبو حفص الكتاني البغدادي» ، وهو من القراء، والمحدثين الثقات.
ولد سنة ثلاثمائة، وأخذ القراءة عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم:«أبو بكر ابن مجاهد» وسمع حروف القراءات من «إبراهيم بن عرفة نفطويه» وآخرين.
ثم تصدر لتعليم القرآن، وأقبل عليه الطلاب، ومن الذين قرءوا عليه:«أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد الحدّاد» وآخرون.
توفي «أبو حفص الكتاني» في رجب سنة تسعين وثلاثمائة عن تسعين سنة.
وأخذ «محمّد بن عبد الله» سنة الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن عدد من العلماء، فقد سمع «أبا الحسن الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين، وأبا طاهر المخلص» .
توفي «محمّد بن عبد الله» يوم السبت سادس المحرم سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية: تاريخ بغداد ج 5، ص 476 ورقم الترجمة 3030. معرفة القراء الكبار ج 1، ص 421 ورقم الترجمة 359. وغاية النهاية في طبقات القراء ج 2 ص 191 ورقم الترجمة 3205.
رقم الترجمة/ 99 «محمّد بن عليّ الشّوكاني» (1) ت 1250 هـ
هو: محمّد بن علي بن محمّد بن عبد الله الشوكاني ثم الصنعاني. وهو من حفاظ القرآن، ومن خيرة العلماء المجتهدين المؤلفين: وهو مفسّر، محدث، فقيه، أصوليّ، مؤرخ، أديب، نحوي، منطقي، متكلم، حكيم.
كتب «الشوكاني» لنفسه ترجمة في كتابه «البدر الطالع» أسوة بغيره من المحدثين، والعلماء، وهذا ملخص لما كتبه:
ولد يوم الاثنين الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف، بهجرة شوكان من بلاد خولان، ونشأ بصنعاء، فقرأ «القرآن» على جماعة من المعلمين، ثم ختمه على الفقيه «حسن بن عبد الله» وجوّده على جماعة من مشايخ القرآن بصنعاء، ثم حفظ الكثير من الكتب، منها: كتاب «الأزهار» للإمام المهدي، ومختصر الفرائض للعصيفري، والملحة للحريري، والكافية الشافية لابن الحاجب، والتهذيب للتفتازاني، والتلخيص للقزويني، ومنظومة الجزري، وآداب البحث للعضد، ومع ذلك كان كثير الاشتغال بمطالعة كتب التواريخ، ومجاميع الأدب، ثم شرع في طلب العلم، وأخذ علومه عن عدد كبير من العلماء: فقرأ على والده رحمه الله تعالى في شرح الأزهار، وشرح الناظري لمختصر العصيفري، وقرأ الفقه على «أحمد بن محمّد بن الحرازي» وبه انتفع، وعليه تخرج، وطالت ملازمته له نحو ثلاث عشرة سنة.
وفي أيام قراءته في الفروع شرع في قراءة النحو؛ فقرأ عدة كتب في ذلك منها: «الملحة وشرحها» على العلّامة «إسماعيل بن الحسن بن أحمد» ، وقرأ
(1) انظر ترجمته في: البدر الطالع للشوكاني ج 2، ص 214 ورقم الترجمة 482.
معجم المؤلفين ج 11، ص 53.
شرح «الرضي» على الكافية على «القاسم بن يحيى الخولاني» ، وقرأ شرح «إيساغوجي» للقاضي زكريا على «عبد الله بن اسماعيل النّهمي» .
وقرأ الشرح المطول للسعد التفتازاني، وقرأ شرح جمع الجوامع للمحلّى على «عبد القادر بن أحمد» ، وقرأ شرح الجزرية، على «هادي بن حسين» ، وقرأ «البحر الزخار» وحاشيته، وتخريجه، وضوء النهار على شرح الأزهار على «عبد القادر بن أحمد» . وقرأ الكشاف وحاشيته، على «الحسن بن إسماعيل المغربي» .
وسمع صحيح مسلم، وسنن الترمذي، وبعض الموطإ، وبعض شفاء القاضي عياض، على «عبد القادر بن أحمد» .
وسمع جميع سنن «أبي داود» وتخريجها للمنذري، على «الحسن بن إسماعيل المغربي» . وكذلك سمع شرح بلوغ المرام، على «الحسن بن إسماعيل» وهناك كتب أخرى ذكرها الشوكاني، أعرضت عن ذكرها، وبعد ذلك يقول «الشوكاني»: هذا ما أمكن سرده من مسموعات صاحب الترجمة ومقروءاته، وله غير ذلك من المسموعات والمقروءات.
ثم يقول الشوكاني عن نفسه: «وكانت قراءتي لما تقدم ذكره في «صنعاء» ولم أرحل لأعذار منها: عدم الإذن من الأبوين، وقد درس جميع ما تقدم ذكره، وأخذه عنه الطلبة، وتكرر أخذهم عنه في كل يوم من تلك الكتب، وكثيرا ما كان يقرأ على مشايخه، فإذا فرغ من كتاب قراءة أخذه عنه تلامذته، بل ربما اجتمعوا على الأخذ عنه قبل أن يفرغ من قراءة الكتاب على شيخه، وكان يبلغ دروسه في اليوم والليلة إلى نحو ثلاثة عشر درسا، منها ما يأخذه من مشايخه، ومنها ما يأخذه عنه تلامذته، واستمرّ على ذلك مدّة حتى لم يبق عند أحد من شيوخه ما لم يكن من جملة ما قد قرأه.
ثم يقول الشوكاني عن نفسه: ثم إن صاحب الترجمة جلس لإفادة الطلبة فقط، فكانوا يأخذون عنه في كل يوم زيادة على عشرة دروس، في فنون
متعددة، واجتمع منها في بعض الأوقات: التفسير، والحديث، والأصول، والنحو، والصرف، والبيان، والمعاني والمنطق، والفقه، والجدل، والعروض.
ثم يقول الشوكاني: وكان في أيام قراءته على الشيوخ، وإقرائه لتلامذته يفتي أهل مدينة صنعاء، بل ومن وفد إليها، بل ترد عليه الفتاوى من الديار التهامية، وشيوخه إذ ذاك أحياء، وكادت الفتيا تدور عليه من أعوام الناس وخواصهم، واستمرّ يفتي من نحو العشرين من عمره فما بعد ذلك، وكان لا يأخذ على الفتيا شيئا تنزها.
ويقول الشوكاني عن نفسه: وربما قال الشعر إذا دعت لذلك حاجة كجواب ما يكتبه إليه بعض الشعراء من سؤال، أو مطارحة أدبيّة، أو نحو ذلك، ومن ذلك قوله:
أنا راض بما قضى
…
واقف تحت حكمه
سائل أن أفوز بالخير
…
من حسن ختمه
ويقول الشوكاني عن نفسه: وابتلى بالقضاء في مدينة صنعاء بعد موت من كان متوليا للقضاء، وكان دخوله في القضاء وهو ما بين الثلاثين والاربعين.
ترك الشوكاني للمكتبة الإسلامية والعربية الكثير من المصنفات في علوم متفرقة منها المطولات، ومنها المختصرات، وقد ذكرها الشوكاني أثناء ترجمته لنفسه، من هذه المصنفات:«نيل الأوطار وشرح المنتقى من الأخبار» أرشده إلى تصنيفه جماعة من شيوخه، وعرض عليهم بعضا منه.
وكتاب «الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة» .
وكتاب «المختصر البديع في الخلق الوسيع» ذكر فيه خلق السماوات والأرض، والملائكة، والجن، والإنس، وسرد غالب ما ورد من الآيات والأحاديث وتكلم عليها.
وكتاب «المختصر الكافي من الجواب الشوافي» .
ورسالة في أحكام الاستجمار، ورسالة في أحكام النفاس، ورسالة في الكلام على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، والقول الصادق في إمامة الفاسق، ورسالة في «أسباب سجود السهو» وكتاب «البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع» وكتاب «فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدراية من علم التفسير» في خمسة مجلدات.
ورسالة في وجوب الصوم على من لم يفطر إذا وقع الإشعار في دخول رمضان في النهار.
ورسالة في كون الخلع طلاقا، أو فسخا. ورسالة في حكم الطلاق ثلاثا، ورسالة في الطلاق البدعي، ورسالة في نفقة المطلقة، ورسالة في بيع الشيء قبل قبضه، وشفاء العلل في حكم زيادة الثمن لأجل الأجل.
والقول المحرر في حكم لبس المعصفر، وسائر أنواع الأحمر.
والبحث المسفر عن تحريم كل مسكر ومفتّر، وإتحاف المهرة بالكلام على حديث لا عدوى ولا طيرة، ورسائل في أحكام لبس الحرير، ورسالة في حكم المخابرة، وزهر النّسرين الفائح بفضائل العمرين.
ورسالة في لحوق ثواب القراءة، المهداة من الأحياء إلى الأموات، والقول المقبول في ردّ خبر المجهول من غير صحابة الرسول، وفتح القدير في الفرق بين المعذرة والتعذير، وتنبيه الأعلام على تفسير المشتبهات بين الحلال والحرام، والدرّ النضيد في إخلاص التوحيد، والقول الجليّ في لبس النساء الحليّ، والقول المفيد في حكم
التقليد، والفتح الرباني في فتاوى الشوكاني.
ثم يقول الشوكاني بعد سرده لهذه المصنفات: هذا ما أمكن خطوره بالباب حال تحرير هذه الترجمة، ولعل ما لم يذكر أكثر مما ذكر، وقد كان جميع ما
تقدم من القراءة على شيوخه في تلك الفنون، وقراءة تلامذته لها عليه مع غيرها، وتصنيف بعض ما تقدم تحريره، قبل ان يبلغ صاحب الترجمة أربعين سنة، بل درس في شرحه للمنتقى قبل ذلك، وترك التقليد، واجتهد رأيه اجتهادا مطلقا غير مقيّد، وهو قبل الثلاثين، وكان منجمعا عن بني الدنيا لم يقف بباب أمير، بل كان مشتغلا في جميع أوقاته بالعلم درسا وتدريسا وإفتاء وتصنيفا.
وهكذا كان الشوكاني، حتى توفاه الله تعالى سنة خمسين ومائتين وألف من الهجرة.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
رقم الترجمة/ 100 «محمّد النّجّار» (1) ت 402 هـ
هو: محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن بن هارون أبو الحسن التميمي الكوفي النحوي المعروف بابن النجار.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ، ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ، ضمن علماء القراءات.
ولد «ابن النجار» أول سنة ثلاث وثلاثمائة من الهجرة. أخذ «ابن النجار» القراءة عن خيرة العلماء، يقول «ابن الجزري»: أخذ القراءة عرضا عن «محمّد بن الحسن بن يونس، والحسن بن داود النقار، وعن أبيه جعفر بن محمّد (2).
كما أخذ حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن عدد من العلماء.
يقول «الخطيب البغدادي» : قدم «محمّد بن النجار» بغداد، وحدث بها عن «محمّد بن الحسين الأشناني، وعبيد الله بن ثابت الحريري، وإسحاق بن محمّد بن مروان، ومحمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي، وأبي بكر بن دريد، ونفطويه، وأبي روق الهزّاني، ومحمّد بن يحيى الصولي» (3).
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية: تاريخ بغداد ج 2، ص 158. وإرشاد الأريب ج 18 ص 103. وإنباه الرواة ج 3، ص 83. وتذكرة الحفاظ ج 3، ص 1062. والوافي بالوفيات ج 2، ص 305. والبداية والنهاية ج 11، ص 347. ومعرفة القراء ج 1، ص 367. وطبقات القراء ج 2، ص 11. وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة ج 1، ص 31. وبغية الوعاة ج 1، ص 69. وشذرات الذهب ج 3، ص 164.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 111.
(3)
انظر طبقات القراء ج 1، ص 367.
تصدر «محمّد بن النجار» لتعليم القرآن، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام واشتهر بالثقة، وصحة السند، وعمّر طويلا، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، يقول «الإمام ابن الجزري»: روى القراءة عن «ابن النجار» «الحسن ابن محمّد البغدادي، وأبو علي غلام الهراس، وأبو علي العطار» (1).
وقال «الخطيب البغدادي» : حدثنا عن «محمّد بن النجار» «محمّد بن عليّ ابن مخلد الوارق، وأحمد بن علي بن التوزي، وأبو القاسم الأهوازي، وأحمد ابن عبد الواحد الوكيل» ، وغيرهم، ثم يقول «البغدادي»: وذكر لي «الحسن ابن علي بن عبد الله المقرئ، وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل» أنهما سمعا منه ببغداد في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة (2).
اشتهر «ابن النجار» بين العلماء بالدقة والثقة، مما جعلهم يثنون عليه، وفي هذا يقول «أبو علي البغدادي»: كان «ابن النجار» من جلة أهل العربية ومن أهل الحديث، مثقفا، فاضلا (3).
وقال «ابن الجزري» : «ابن النجار مقرئ نحوي معمّر مسند ثقة» (4) وقال «الخطيب البغدادي» : أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي، وأبو منصور محمّد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري» قالا: توفي أبو الحسن محمّد بن جعفر بن النجار المقرئ، بالكوفة في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر طبقات القراء ج 2، ص 111.
(2)
انظر تاريخ بغداد ج 2، ص 159.
(3)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 111.
(4)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 111.
رقم الترجمة/ 101 «محمّد بن هانئ» (1) ت بعد 390 هـ
هو: محمّد بن إبراهيم بن هانئ بن عيشون أبو عبد الله القيسي الأندلسي الألبيري.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ، ضمن علماء القراءات.
أخذ «محمّد بن هانئ» القراءة القرآنية عن خيرة العلماء، وفي هذا يقول «الإمام ابن الجزري»: رحل وأخذ القراءات عرضا عن محمّد بن عبد الله بن أشتة، وسمع منه كتاب «المحبر» (2).
تصدر «محمّد بن هانئ» لتعليم القرآن، وأقبل عليه حفاظ القرآن، يأخذون عنه، وفي هذا يقول «الإمام الداني»: حدّث وكتب، وقرأ عليه غير واحد من أصحابنا».
وقال «ابن الجزري» : وممن قرأ عليه «مروان بن عبد الملك» .
توفي «محمّد بن هانئ» بعد التسعين وثلاثمائة، رحمه الله رحمة واسعة.
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية: القراء الكبار ج 1، ص 388. طبقات القراء ج 2، ص 47.
التكملة لكتاب الصلة ص 374 والذيل والتكملة ج 6، ص 106.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 47.
رقم الترجمة/ 102 «محمّد الهرواني» (1) ت 402 هـ
هو محمّد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن يحيى بن خالد أبو عبد الله الجعفي الكوفي القاضي المعروف بالهرواني.
ولد سنة خمس وثلاثمائة من الهجرة.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ، ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» 833 هـ، ضمن علماء القراءات.
أخذ «الهرواني» القراءة عن عدد من العلماء، وفي مقدمتهم:«محمّد بن الحسن بن يونس النحوي، وحماد بن أحمد الكوفي» (2).
كما أخذ «الهرواني» حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن عدد من العلماء. يقول «الخطيب البغدادي» : سمع «الهرواني» عليّ بن محمّد بن هارون الحميري، ومحمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي، ونحوهما. وقدم بغداد وحدث بها، وكان ثقة فاضلا جليلا، يقرئ القرآن، ويفتي في الفقه على مذهب «أبي حنيفة» وكان من عاصره من الكوفة يقول: لم يكن بالكوفة من هو أفقه منه (3).
ومن الأحاديث التي رواها «الهرواني» وذكرها «الخطيب البغدادي» ما يلي:
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية: تاريخ بغداد ج 5، ص 473. وتذكره الحفاظ ج 3، ص 1062. والوافي بالوفيات ج 3، ص 320. والجواهر المضيئة ج 2، ص 65. ومعرفة القراء ج 1، ص 368. وطبقات القراء ج 2، ص 177. وشذرات الذهب ج 3، ص 165.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 177. والقراء الكبار ج 1، ص 368.
(3)
انظر تاريخ بغداد ج 5، ص 472.
قال «البغدادي» : حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا محمّد بن عبد الله الهرواني الكوفي ببغداد، حدثنا علي بن محمّد بن هارون الحميري، حدثنا أبو كريب محمّد بن العلاء، حدثنا عبد الله بن إدريس بن الفرات القزاز عن أبيه عن «أبي حازم» عن «أبي هريرة» رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، كلما ذهب نبي خلفه نبي، وإنه ليس كائن بعدي نبي» .
قالوا: يا رسول الله فما يكون؟ قال: «يكون خلفاء ويكثرون» .
قالوا: «يا رسول الله فما نصنع؟ قال: «أوفوا بيعة الأول فالأول، أدّوا الذي عليكم، ويسألهم الله الذي عليهم» اه (1).
تصدر «محمّد الهرواني» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين أخذوا عنه القراءة:«أبو علي البغدادي، وأبو علي غلام الهراس، ومحمّد بن علي بن الحسن العلوي، وأبو علي الشرمقاني، وأبو علي العطّار، وأبو الفضل الخزاعي» (2).
احتل «محمّد الهرواني» مكانة سامية مما استوجب الثناء عليه.
قال العتيقي»: ما رأيت بالكوفة مثله» (3).
وقال «أبو علي المالكي» : كان من جلة أصحاب الحديث، فقيها على مذهب العراقيين جليل القدر» (4).
(1) انظر تاريخ بغداد ج 5، ص 472.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 177. والقراء الكبار ج 1، ص 368.
(3)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 177.
(4)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 177.
وقال «أبو العزّ عن أبي علي الواسطي» : كان «محمّد الهرواني» جليلا في زمانه، يرجل إليه في طلب القرآن والحديث من كل بلد (1).
وقال «ابن الجزري» : أبو عبد الله الجعفي الكوفي نحوي، مقرئ، ثقة يعرف بالهرواني بفتح الهاء والراء، وهو الذي كان يأخذ بإعادة الإخلاص ثلاث مرات عند الختم، انفرد بذلك في رواية «الأعشى» ذكر ذلك عنه «أبو الفخر حامد بن حسنويه القزويني، والظاهر ذلك اختيار منه (2).
قال «أحمد بن علي بن التوزي» : توفي القاضي أبو عبد الله بن الهرواني بالكوفة في ليلة الخميس الثاني عشر من رجب سنة اثنتين وأربعمائة، وقد نيف على التسعين سنة.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر طبقات القراء ج 2، ص 177.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 177.
رقم الترجمة/ 103 «مسافر بن الطيّب» (1) ت 443 هـ
هو: مسافر بن الطيب بن عبّاد أبو القاسم البصري، ثم البغدادي.
ولد «مسافر» سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
أخذ «مسافر» القراءة عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم:«علي بن محمّد بن إبراهيم بن خشنام المالكي أبو الحسن البصري الدلّال» ، وهو شيخ مشهور، زاهد، صالح، ثقة، عدل.
عرض القراءة على: «أبي العباس محمّد بن يعقوب المعدّل، وأبي بكر محمّد ابن موسى الزينبي» .
وأخذ عن «ابن خشنام» القراءة: «أحمد عبد الكريم بن عبد الله القاضي، ومسافر بن الطيب، ومحمّد بن الحسين الكارزيني، وعليّ بن أحمد الجوردكي، وطاهر بن غلبون، وأبو القاسم عبد العزيز بن محمّد الفارسي، وأبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري، والحسن بن محمّد بن الفحام، ومحمّد بن نزار التكريتي» .
توفي «ابن خشنام» بالبصرة سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
تصدّر «مسافر بن الطيّب» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة وجودة القراءة، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه:«أحمد بن الحسن ابن خيرون أبو الفضل البغدادي» ، وهو أستاذ مقرئ ثقة، وأخذ القراءة
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية: تاريخ بغداد ج 13، ص 231. معرفة القراء الكبار ج 1، ص 341. طبقات القراء ج 2، ص 293 - 294.
عرضا عن: عليّ بن طلحة البصري، وروى الحروف عن «الحسن بن أحمد بن شاذان، والقاضي الحسين الصيمري» .
وروى القراءات عنه عرضا: ابن أخيه «محمّد بن عبد الملك» وروى عنه حروف القراءات: «إبراهيم بن محمّد الهيتي» .
ومن تلاميذ «مسافر بن الطيّب» : عبد السيّد بن عتاب بن محمّد بن جعفر ابن عبد الله الحطاب»، بالحاء المهملة أبو القاسم البغدادي، الضرير، قرأ على:
وقرأ على «عبد السيّد بن عتاب» : أبو علي بن سكرة الصدفي، ومحمّد بن عبد الملك بن خيرون، وأبو الكرم بن الشهرزوري.
توفي «عبد السيّد» سنة سبع وثمانين وأربعمائة.
ومن تلاميذ «مسافر بن الطيّب» : علي بن عبد الرحمن بن هارون بن عيسى بن الجراح أبو الخطاب الوزير البغدادي الشافعي، وهو إمام مقرئ ضابط مجوّد القراءة، ولد سنة تسع أو عشر وأربعمائة، وأخذ القراءة عن «علي ابن عمر بن بكير النجار، وعلي بن الصقر الدينوري» .
وقرأ عليه: «أبو محمّد سبط الخياط، وأبو الكرم الشهرزوري، وسعد الله ابن الدجاجي» .
ونظم في القراءات كتابا، وانتهت إليه رئاسة القراءة.
وكان يصلي بالمستظهر بالله التراويح، توفي سنة سبع وتسعين وأربعمائة.
ومن تلاميذ «مسافر بن الطيّب» : عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمّد أبو معشر الطبري، القطان الشافعي، شيخ أهل مكة، وهو إمام عارف محقق، وأستاذ ثقة صالح.
وقرأ عليه: «الحسن بن بليمة، وإبراهيم بن عبد الملك القزويني، وعبد الله ابن منصور بن أحمد البغدادي، وعبد الله بن عمر بن العرجاء، وإبراهيم بن المسبّح ومحمّد بن إبراهيم بن نعم الخلف، ومنصور بن الحسين، ومحمّد بن إبراهيم الأزجاهي، وعبد الله بن أبي الوفاء القيسي، وسليمان بن عبد الله الأنصاري، ويحيى بن الخلوف
الحميري». وألف كتاب «التلخيص» في القراءات الثمان، وكتاب «سوق العروس» فيه ألف وخمسمائة رواية وطريق، وكتاب الدرر في التفسير، وكتاب الرشاد في شرح القراءات الشاذّة، وكتاب «عنوان المسائل» وكتاب طبقات القراء، وكتاب العدد، وكتابا في اللغة.
توفي «أبو معشر الطبري» بمكة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
ومن تلاميذ «مسافر بن الطيّب» : أحمد بن عبد القادر بن يوسف أبو الحسين المقرئ، وقد قرأ عليه «أبو الكرم الشهرزوري» .
ومن تلاميذ «مسافر بن الطيّب» : أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار، أبو طاهر البغدادي الحنفي، وهو أستاذ كبير ثقة محقق، قرأ على:
«الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، والحسن بن عليّ بن عبد الله العطّار، وعلي
ابن محمّد بن فارس الخياط، وعليّ بن طلحة بن محمّد البصري، وأبي تغلب عبد الوهاب بن عليّ بن الحسن المؤدب، وفرج بن عمر الواسطي، وأبي بكر محمّد ابن عبد الرحمن النهاوندي، وعتبة بن عبد الملك العثماني الأندلسي، ومنصور ابن محمّد بن عبد الله التميمي، وأحمد بن مسرور بن عبد الوهاب، وعبد الله ابن محمّد بن مكي، وأبي الفتح عبد الواحد بن شيطا، وأحمد بن محمّد بن إسحاق المقري، ومسافر بن الطيب البصري» وروى قراءة الإمام محمّد بن إدريس الشافعي عن «أبي الفرج الحسين بن عليّ الطناجيري» ، ورواية «المسيبي» عن:
«محمّد بن عبد الواحد بن رزمة» ورواية «الثعلبي» عن «ابن ذكوان» : عن «عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، ورواية «العجليّ» عن حمزة» عن «الحسن بن محمّد الخلال» ، ورواية «الدوري عن الكسائي» عن عليّ بن محمّد ابن قشيش، ورواية «أبي الحارث» عن «عبيد الله بن أحمد بن عليّ الكوفي» .
قرأ عليه: «أبو عليّ بن سكرة الصدفي، ومحمّد بن الخضر، وأبو محمّد سبط الخياط، وأبو الكرم الشهرزوري» . وروى عنه حروف القراءات: «الحافظ أبو طاهر السلفي، وأبو بكر أحمد بن المقرّب الكرخي» .
توفي «ابن سوار» سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
توفي «مسافر بن الطيّب» في شوال سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
رقم الترجمة/ 104 «أبو مسلم الكاتب» (1) ت 399 هـ-
هو: محمد بن أحمد بن علي بن حسين أبو مسلم كاتب الوزير «أبي الفضل» البغدادي نزيل مصر، ولد سنة خمس وثلاثمائة.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ، ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ، ضمن علماء القراءات.
أخذ «أبو مسلم الكاتب» القراءة عن خيرة العلماء، يقول «الإمام ابن الجزري»: روى القراءة عن «أبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن أحمد بن قطن، وعلي بن أحمد بن بزيع» وسمع من «ابن دريد، ونفطويه، وابن الأنباري» وأبي القاسم البغوي، وابن أبي داود». ودخل المغرب فسمع من «أبي القاسم زياد بن مؤنس» (2).
كما أخذ «أبو مسلم الكاتب» حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن خيرة العلماء، يقول «الخطيب البغدادي»: نزل «أبو مسلم الكاتب» مصر وحدث بها عن «أبي القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد، وبدر ابن الهيثم، وسعيد بن محمد ابن أخي زبير الحافظ، وأبي بكر بن دريد، وأبي بكر بن مجاهد، وإبراهيم بن عرفة النحوي» (3).
ثم يقول «الخطيب البغدادي» : حدثنا عنه «أحمد بن محمد العتيقي،
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية: تاريخ بغداد ج 1، ص 323. وميزان الاعتدال ج 3، ص 461. والوافي بالوفيات ج 2، ص 52. ومعرفة القراء ج 1، ص 359. وطبقات القراء ج 2، ص 73.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 73.
(3)
انظر تاريخ بغداد ج 1، ص 323.
والقاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي المصري».
ثم يقول: وحدثني «الصوري» قال: حدثني «أبو الحسن العطار وكيل «أبي مسلم الكاتب» وكان من أهل العلم، والمعرفة بالحديث، كتب وجمع ولم يكن بمصر بعد «عبد الغني بن سعيد» أفهم منه، قال:«ما رأيت في أصول «أبي مسلم» عن «البغوي» شيئا صحيحا غير جزء واحد، كان سماعه فيه صحيحا، وما عدا ذلك مفسودا» (1).
تصدر «أبو مسلم الكاتب» لتعليم القرآن، وأقبل عليه الطلاب، وتتلمذ عليه الكثيرون، وفي هذا يقول «الإمام ابن الجزري»: روى القراءة عن أبي مسلم الكاتب: الحافظ أبو عمرو الداني، وقال: كتبنا عنه كثيرا، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن بابشاذ، وأحمد بن علي بن هاشم تاج الأئمة. اهـ (2) احتل «أبو مسلم الكاتب» مكانة سامية مما استوجب الثناء عليه. يقول «ابن الجزري»: أبو مسلم الكاتب نزيل مصر معمّر مسند عالي السند» (3).
توفي «أبو مسلم الكاتب» في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر تاريخ بغداد ج 1، ص 323.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 73.
(3)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 73.
رقم الترجمة/ 105 «أبو معشر الطّبري» (1) ت 478 هـ
هو: عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي، أبو معشر الطبري القطان، وهو من خيرة القرّاء، ومن الثقات المشهورين، وصاحب المؤلفات النافعة المفيدة. فقد ألف كتاب «التلخيص في القراءات الثمان» وكتاب «سوق العروس» فيه ألف وخمسمائة رواية وطريق، وكتاب «الدّرر في التفسير» وكتاب «الرشاد في شرح القراءات الشاذة، وكتاب «عنوان المسائل» ، وكتاب «طبقات القراء، وكتاب «العدد» ، وكتابا في اللغة.
احتلّ «أبو معشر الطبري» مكانة سامية، ومنزلة رفيعة بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه، وفي هذا يقول «ابن الجزري»:
«هو شيخ أهل مكة، وإمام عارف، محقق، استاذ كامل، ثقة» (2).
أخذ «أبو معشر الطبري» القراءة، وحروف القرآن عن عدد من خيرة العلماء، وفي مقدمتهم:«علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم الحسيني» . وهو من خيرة القراء المشهورين بالثقة، والصلاح، ومن المعمّرين. احتلّ «عليّ بن محمد» مكانة سامية ومنزلة رفيعة، وسيرة حسنة، مما جعل الكثيرين يثنون عليه، وفي هذا يقول «الإمام الداني»:
«أبو القاسم الحسيني، آخر من قرأ على «النقاش» وكان ضابطا، ثقة،
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:
معرفة القراء الكبار ج 1، ص 435. ورقم الترجمة 371. غاية النهاية في طبقات القراء، ج 1، ص 401 ورقم الترجمة 1708. ميزان الاعتدال ج 2، ص 644. مرآة الجنان ج 3، ص 123. طبقات المفسرين للداودي ج 1، ص 338 ورقم الترجمة 298. شذرات الذهب ج 3، ص 358.
(2)
انظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج 1، ص 401.
مشهورا، أقرأ بحرّان دهرا طويلا» اه (1).
أخذ «أبو القاسم الحسيني» القراءة، وحروف القرآن عن عدد من العلماء فقد قرأ بالروايات على «أبي بكر النقاش» وسمع منه تفسيره.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن والقراءات، واشتهر بالثقة، وصحة الإسناد، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه، وفي مقدمة من قرأ عليه «أبو معشر الطبري» .
توفي «أبو القاسم الحسيني» في شوال سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
ومن شيوخ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «محمد بن الحسين بن محمد بن آذربهرام، أبو عبد الله الكارزيني الفارسي» ، وهو من مشاهير القراء الثقات الضابطين، انفرد بعلوّ الإسناد في زمانه، قال عنه «الإمام الذهبي»:«محمد بن الحسين، مسند القراء في زمانه، تنقّل في البلاد، وجاور بمكة المكرمة، وعاش تسعين سنة أو دونها، لا أعلم متى توفي، إلا أنه كان حيا في سنة أربعين وأربعمائة» (2).
أخذ «محمد بن الحسين» القراءة عن مشاهير علماء عصره، وفي مقدمتهم:
«الحسن بن سعيد المطوعي» وهو آخر من قرأ عليه.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، ومن الذين قرءوا عليه «أبو معشر الطبري» .
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «محمد بن الحسين» .
ومن شيوخ «أبي معشر الطبري» في القراءة: أحمد بن سعيد بن أحمد بن
(1) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 1، ص 573.
(2)
انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 2، ص 133.
عبد الله، المعروف بابن نفيس، أبو العباس الطرابلسي الأصل ثم المصري.
وهو من القراء المشهود لهم بالثقة، والأمانة، وصحّة الإسناد، ومن المعمّرين، انتهى إليه علوّ الإسناد في زمانه.
أخذ القراءة عن مشاهير القراء، وفي مقدمتهم:«أبو أحمد عبد الله السامري، وأبو طاهر الأنطاكي» وغيرهما.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه:
توفي «أحمد بن سعيد» في رجب سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
وقيل: سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
ومن شيوخ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل بن راشد الحدّاد، أبو محمد المصري» ، وهو من القراء الكبار المشهود لهم بالثقة وصحة الإسناد.
أخذ القراءة عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم:«قسيم بن مطير» . ثم تصدّر لتعليم القرآن، واشتهر بين الناس بصحة الإسناد، وأقبل الطلاب عليه يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه:«أبو معشر الطبري» .
توفي «إسماعيل بن عمرو» سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
ومن شيوخ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار» .
ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وهو من مشاهير علماء القراءات، ومن الثقات المؤلفين، صاحب كتاب «جامع الوقوف» .
أثنى عليه الكثيرون من العلماء، وفي هذا يقول «أبو سعيد بن السمعاني»:
وقال «عبد الغافر الفارسي» : كان ثقة جوّالا، إماما في القراءات، أوحد في طريقته، وهو ثقة، ورع، عارف بالقراءات، والروايات، عالم بالأدب، والنحو، أكبر من أن يدلّ عليه مثلي، وهو أشهر من الشمس، وأضوأ من القمر، ذو فنون من العلم» اه (2).
رحل «عبد الرحمن بن أحمد» إلى كثير من المدن، والبلاد من أجل تلقي العلم، والأخذ عن الشيوخ، وكانت رحلته الأولى وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ومكث في طوافه بالبلاد إحدى وسبعين سنة، رحمه الله تعالى.
أخذ «عبد الرحمن بن أحمد» القراءة عن عدد كبير من علماء القراءات، منهم:«علي بن داود الدارانيّ، وأبو الحسن الحمامي» وغيرهما كثير.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، وصحة الإسناد، وأقبل عليه الطلاب ينهلون من علمه، ويأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه «أبو معشر الطبري» .
توفي «عبد الرحمن بن أحمد» في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة.
ومن شيوخ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «علي بن الحسين بن زكريا، أبو الحسن الطريثيثي» ، وهو من خيرة القراء المشهود لهم بالثقة والاتقان.
(1) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 1، ص 362.
(2)
انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 1، ص 362.
أخذ القراءة عن عدد من خيرة القراء، وفي مقدمتهم:«أبو أحمد عبيد الله ابن مهران، وأبو علي الأهوازي» .
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، واشتهر بصحة الإسناد، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه «أبو معشر الطبري» .
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «علي بن الحسين» .
ومن شيوخ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «الحسن بن علي بن إبراهيم ابن يزداد، أبو علي الأهوازي» ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة بالأهواز. وهو من مشاهير القراء، ومن الثقات المعروفين بصحة الإسناد.
أخذ القراءات عن عدد كبير من علماء القراءات، وفي مقدمتهم:«إبراهيم ابن أحمد بن محمد الطبري البغدادي» .
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بالصحة، وجودة القراءة، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان، وفي مقدمة من قرأ عليه «أبو معشر الطبري» .
توفي «الحسن بن علي» في ذي الحجة سنة ست وأربعين وأربعمائة بدمشق.
رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.
كما أخذ «أبو معشر الطبري» القراءة عن مشاهير القراء، أخذ كذلك سنة الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن عدد من خيرة المحدثين، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»:«وسمع الحديث من «أبي عبد الله بن نظيف، وأبي النعمان تراب بن عمر، وعبد الله بن يوسف، وأبي الطيب الطبري» اه (1).
(1) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1، ص 436.
وبعد أن اكتملت مواهب «أبي معشر الطبري» تصدر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وذاع صيته بين الناس، واشتهر بالثقة وصحة
الإسناد، وأقبل عليه الطلاب من كل فجّ عميق يأخذون عنه ويتلقون عليه، ومن تلاميذه في القراءة:«الحسن بن خلف بن عبد الله بن بلّيمة- بفتح الباء، وتشديد اللام المكسورة- القيرواني» ، ونزيل الإسكندرية، ومؤلف كتاب «تلخيص العبارات بلطيف الإشارات» .
ولد سنة سبع أو ثمان وعشرين وأربعمائة، وعني بالقراءات فرحل في طلبها إلى بعض المدن الإسلامية، ومن ذلك أنه رحل إلى «مكة المكرمة» وقرأ على بعض شيوخها، وفي مقدمتهم:«أبو معشر الطبري» .
وبعد أن حصّل العلم وقراءات القرآن تصدّر لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، وحسن الأداء، وأقبل عليه الطلاب.
ومن الذين قرءوا عليه: «أبو العباس أحمد بن الحطيئة» .
توفي «الحسن بن خلف» بالإسكندرية ثالث رجب سنة أربع عشرة وخمسمائة رحمه الله رحمة واسعة.
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «إبراهيم بن عبد الملك بن محمد أبو إسحاق القزويني» ، ينعت بالضياء، وهو من خيرة القراء المتصدرين، ومن المشهورين بالثقة، وصحة الإسناد، وكان شيخ قزوين.
أخذ القراءات على عدد من خيرة العلماء، فقد قرأ بالروايات على «أبي معشر الطبري» .
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، والقراءات، واشتهر بين الناس، وأقبل عليه الطلاب يقرءون عليه.
ومن تلاميذه: «أحمد بن إسماعيل القزويني» توفي «إبراهيم بن عبد الملك» بقزوين في حدود الأربعين وخمسمائة، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «عبد الله بن منصور بن أحمد بن الخطاب بن سعيد، أبو غالب البغدادي» ، وهو شيخ ضابط، ثقة، صالح، متقن، مجوّد.
أخذ القرآن، والقراءات عن عدد من مشاهير القرّاء، فقد أخذ القراءات تلاوة عن «أبي معشر الطبري» ، وأحمد بن عليّ بن عبد الله».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، والقراءات، وذاع صيته بين الناس، وعرف بالثقة وحسن الأداء، وصحة الإسناد. وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، فقد قرأ عليه بالروايات:«الحسن بن أحمد الهمذاني» .
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «عبد الله بن منصور» .
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «عبد الله بن عمر بن العرجاء، وهي أمّه، أبو محمد القيرواني» . وهو مقرئ حاذق، ثقة، رحّال، فقد رحل إلى «مكة المكرمة» وأقام مجاورا زمانا يؤم الناس.
أخذ «عبد الله بن عمر» القراءة، وحروف القراءات عن عدد من مشاهير القراء، وفي مقدمتهم:«أحمد بن نفيس، وأبو معشر الطبري، وعبد الباقي ابن الحسن» .
وبعد أن اكتملت مواهبه، وأصبح أهلا للتعليم، تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بين الناس بالضبط، وحسن الأداء، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه.
ومن الذين قرءوا عليه: «ولده الشيخ أبو علي الحسن، وعبد الله بن خلف البيّاسي» وغيرهما كثير.
توفي «عبد الله بن العرجاء» في حدود الخمسمائة، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «محمد إبراهيم بن نعم الخلف، أبو عبيد الله الأندلسي» . وهو من القراء المشهود لهم بالثقة، والتقوى، والصلاح، أخذ القرآن، وحروف القراءات عن عدد من خيرة العلماء، ورحل في سبيل العلم، والأخذ عن الشيوخ، ويحدثنا التاريخ أنه رحل إلى «مكة المكرمة» وقرأ بالروايات على «أبي معشر الطبري» .
توفي «محمد بن إبراهيم» سنة سبع وخمسمائة، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: محمد بن إبراهيم أبو عبد الله الأزجاهي: بفتح الهمزة، وسكون الزاي، نسبة إلى «أزجاه» وهي إحدى قرى «خابران» من «خراسان» وقد نسب إليها عدد من العلماء (1).
الأبيوردي: بفتح الهمزة، وكسر الباء، وفتح الواو، وسكون الراء وهي نسبة إلى «أبيورد» وهي بلدة من بلاد «خراسان» (2).
وهو من خيرة القراء، المشهود لهم بالثقة، وصحة السند.
أخذ القراءة، وحروف القراءات عن عدد من العلماء، فقد أخذ القراءات عن «أبي معشر الطبري» بمكة المكرمة.
وبعد أن اكتملت مواهبه، وأصبح أهلا للتدريس تصدر لتعليم القرآن وحروف القرآن، ومن الذين قرءوا عليه: «الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد
(1) انظر الأنساب للسمعاني ج 1، ص 119.
(2)
انظر الأنساب للسمعاني ج 1، ص 79.
الهمذاني» ببغداد.
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «محمد بن إبراهيم» رحمه الله رحمة واسعة.
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «عبد الله بن أبي الوفاء، أبو محمد القيسيّ، الصقليّ» وهو من القراء المتصدرين المشهود لهم بالثقة، والأمانة.
أخذ القراءة وحروف القرآن عن عدد من القراء، فقد أخذ القراءات عن «أبي معشر الطبري» .
وبعد أن اصبح أهلا لتعليم القرآن وحروفه، جلس لذلك، واشتهر بالثقة وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه:«الشريف الخطيب أبو الفتوح» .
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «سليمان بن عبد الله بن سليمان الأنصاري» . وهو من القراء الثقات، المعروفين بصحة الإسناد، أخذ القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم:«أبو معشر الطبري» .
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، ومن الذين قرءوا عليه حسبما ذكره «ابن عيسى»:«عبد الله بن محمد بن خلف الداني» .
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «سليمان بن عبد الله» .
ومن تلاميذ «أبي معشر الطبري» في القراءة: «إبراهيم بن المسبح الفضي، ومنصور بن الحسين» .
وكما تصدّر «أبو معشر الطبري» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، تصدّر أيضا لتعليم سنة الهادي البشير صلى الله عليه وسلم وأخذ عنه الكثيرون، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي: «وحدث عنه «أبو بكر محمد بن عبد الباقي، وإبراهيم
ابن أحمد الصيمري» وغيرهما (1).
وبعد حياة حافلة بطلب العلم، وتعليم كتاب الله تعالى، وسنة نبيّه عليه الصلاة والسلام، توفي «أبو معشر الطبري» بمكة المكرمة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.
(1) انظر معرفة القراء الكبار ج 1، ص 436.
رقم الترجمة/ 106 «مكّي بن أبي طالب» (1) ت 437 هـ
هو: مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار أبو محمد القيسي، القيرواني ثم الأندلسي القرطبي. إمام علامة محقق عارف أستاذ القراء والمجوّدين.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ، ضمن علماء القراءات.
ولد «مكّي بن أبي طالب» بالقيروان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة من الهجرة.
حفظ «مكّي بن أبي طالب» القرآن منذ نعومة أظفاره، ثم بعد ذلك رحل إلى البلاد الإسلامية في سبيل طلب العلم، ففي سنّ مبكرة لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره شدّ الرحال إلى مصر، فكان يقيم سنتين وثلاثا ثم يعود إلى القيروان، وكان يرحل إلى بلاد الحجاز ليؤدي فريضة الحج، وكان يلقى الشيوخ، ويأخذ عنهم، ويستدرك، ويستكمل، ولا يقصّر، واستمرت رحلاته في سبيل العلم مدّة خمس وعشرين سنة، قضاها متردّدا بين القيروان، ومصر، والحجاز، والشام.
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:
القراء الكبار ج 1، ص 394. طبقات القراء ج 2، ص 309. نزهة الألباء ص 254. إنباه الرواة ج 3، ص 313. الصلة لابن بشكوال ج 2، ص 631. وفيات الأعيان ج 5، ص 274.
مرآة الجنان ج 3، ص 57. الديباج المذهب ج 2، ص 342. النجوم الزاهرة ج 5، ص 46.
بغية الوعاة ج 2، ص 298. شذرات الذهب ج 3، ص 260. طبقات المفسرين للداودي ج 2، ص 331.
قال صاحبه أبو عمر أحمد بن مهدي المقرئ: «كان مكي بن أبي طالب من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية، حسن الفهم والخلق، جيّد الدين والعقل، كثير التأليف، في علوم القرآن، محسنا مجوّدا، عالما بمعاني القراءات، أخبرني أنه سافر إلى «مصر» وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وتردد إلى المؤدبين بالحساب، وأكمل القرآن، ورجع إلى القيروان، ثم رحل فقرأ القراءات على «طاهر بن غلبون» سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وقرأ بالقيروان أيضا بعد ذلك، ثم رحل سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وحج، ثم حج سنة سبع وثمانين، وجاور ثلاثة أعوام، ودخل الأندلس سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وجلس للإقراء بجامع قرطبة، وعظم اسمه، وجلّ قدره» اه (1).
تلقى «مكّي بن أبي طالب» العلوم المختلفة على خيرة العلماء بالقيروان، ومصر، ومكة المكرمة. فمن شيوخه الذين أخذ عنهم «بالقيروان» الحافظ أبو الحسن القابسي وهو من جلة شيوخه، وكان موضع الإجلال، أخذ عنه «مكي» القراءة والحديث ومن شيوخه «بالقيروان» «أبو محمد بن أبي زيد» .
انتهت إليه رئاسة المذهب المالكي بالمغرب، وذكر «القاضي عياض» أنه حاز رئاسة الدين والدنيا، وكان يسمى مالكا الأصغر، وقد تفقه عليه «مكي ابن أبي طالب» ت 389 هـ.
ومن شيوخه «بمصر» «محمد بن علي أبو بكر الأدفوي» .
ذكر «الذهبي» أنه برع في علوم القرآن، وكان سيّد أهل عصره، وقد لزم «أبا جعفر النحاس» وروى عنه كتبه، وأخذ القراءة عرضا عن «المظفر ابن أحمد بن سمعان» .
وذكر «الإمام الداني» أنه تفرد بالإمامة في قراءة «نافع» راوية «ورش» ت 388 هـ.
(1) انظر القراء الكبار ج 1، ص 395. وطبقات القراء ج 2، ص 309.
ومن شيوخ «مكّي بن أبي طالب» بمصر «أبو الطيب طاهر بن غلبون» الذي يرجع إليه ضبط «مكي» للقراءة.
ومن شيوخه أيضا «أبو عديّ بن الإمام» أخذ عنه «مكي» رواية ورش.
وكان لمجاورة «مكي» بمكة أثر واضح في تلمذته على بعض الشيوخ ولقائه إياهم، ومن أبرزهم:«أحمد بن إبراهيم أبو الحسن العبقسيّ» مسند أهل الحجاز في وقته.
تصدر «مكّي بن أبي طالب» لتعليم القرآن وعلومه، واشتهر بالثقة والضبط، وحسن الأداء، والأمانة، وذاع صيته، وأقبل عليه طلاب العلم، يأخذون عنه، ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية: يحيى بن إبراهيم بن البياز، وموسى بن سليمان اللخمي، وأبو بكر محمد بن المفرّج، ومحمد بن أحمد ابن مطرف الكناني، وعبد الله بن سهل، ومحمد بن محمد بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن فرج المغامي، ومحمد بن محمد بن بشير، وحازم بن محمد، وأحمد بن محمد الكلاعي، وهو قرطبي، وكان مقرئا فاضلا، عالما بالقراءات، ضابطا لها، له عدة مؤلفات» ت 432 هـ، وصلى عليه شيخه «مكي» .
ومن تلاميذ «مكي» ابنه «أبو طالب محمد» وقد روى عن أبيه أكثر ما عنده، وكان «أبو طالب» وافر الحظ من الأدب، حسن الخطّ، جيّد التقييد، وكثير من مصنفات أبيه إنما كان تصنيفها عن طريقه، ولي أحكام الشرطة وأمانة الجامع بقرطبة. ت 474 هـ.
ترك «مكي» للمكتبة القرآنية والعربية عدة مصنفات مفيدة بلغت أكثر من ثمانين مصنفا، قال رحمه الله:«ألفت كتابي» «الموجز في القراءات» بقرطبة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وألفت كتاب «التبصرة» بالقيروان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وألفت «مشكل الغريب» بمكة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وألفت «مشكل الإعراب» ببيت المقدس سنة إحدى وتسعين
وثلاثمائة، وألفت باقي تواليفي بقرطبة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
احتلّ «مكي» مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول «ابن بشكوال»:«قلّده أبو الحزم جهور خطابة قرطبة، بعد وفاة «يونس بن عبد الله القاضي» وكان قبل ذلك ينوب عنه، وله ثمانون تأليفا، وكان خيّرا، متدينا، مشهورا بالصلاح، وإجابة الدعوة» اه (1).
وقال «الإمام ابن الجزري» : ومن تأليف «مكي» التبصرة في القراءات والكشف عليها وتفسيره الجليل، ومشكل إعراب القرآن، والرعاية في التجويد، والموجز في القراءات، وتواليفه تنوف عن ثمانين تأليفا. اه (2).
توفي «مكي» في ثاني المحرم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة. رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر القراء الكبار ج 1، ص 395.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 310.
رقم الترجمة/ 107 «موسى بن عيسى» (1) ت 430 هـ
هو: موسى بن عيسى بن أبي حاج أبو عمران الفاسي ثم القيرواني. ذكره «الذهبي» ت 748 هـ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ، ضمن علماء القراءات.
ولد «موسى بن عيسى» سنة ثمان وستين وثلاثمائة. وما أن شبّ عوده حتى اتجه إلى حفظ القرآن وطلب العلم، وقد تنقل في كثير من البلاد ليأخذ عن شيوخها، ويتلقى عن علمائها، ويتفقه على فقهائها، فرحل في سبيل ذلك إلى كل من مكة المكرمة، ومصر، وبغداد.
وقد اكتسب «موسى بن عيسى» خلال رحلاته الكثير من العلم والمعرفة، وفي هذا يقول «الإمام الداني»: أخذ «موسى بن عيسى» القراءة عرضا عن «أبي الحسن علي بن عمر الحمامي» ، وسمع جماعة، كتب معنا بالقيروان، وبمصر، وبمكة، وتوجه إلى بغداد، وأنا بمكة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وأقام أشهرا، وقرأ بها القرآن، وسمع الحروف، وكتب عن جماعة من محدثيها حديثا منثورا، وشاهد مجلس القاضي الإمام أبي بكر محمد بن الطيب، ثم انصرف إلى «القيروان» . وأقرأ الناس بها مدّة، ثم ترك الإقراء، ودارس الفقه، وأسمع الحديث إلى أن توفي. اه (2).
أخذ «موسى بن عيسى» القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم: «أبو
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:
طبقات القراء ج 2، ص 321. معرفة القراء الكبار ج 1، ص 389. جذوة المقتبس ص 338.
الصلة لابن بشكوال ج 2، ص 611. النجوم الزاهرة ج 5، ص 30. شذرات الذهب ج 3، ص 347. تذكرة الحفاظ ج 3، ص 1097. الديباج المذهب ج 2، ص 337.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2، ص 321.
الحسن الحمامي» وغيره.
كما تفقه على مشاهير العلماء أمثال: أبي محمد الأصيلي، وأخذ أصول الفقه عن «أبي بكر بن الباقلاني» . كما أخذ حديث الهادي البشير، صلى الله عليه وسلم، عن عدد من العلماء منهم: عبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، وغيرهما، كما سمع من «أبي الفتح بن أبي الفوارس» .
تصدر «موسى بن عيسى» للتعليم وأقبل عليه طلاب العلم يأخذون عنه القراءات والفقه، والحديث، واشتهر بالثقة والضبط، والعدالة، وذاع صيته مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول «حاتم بن محمد»: كان أبو عمران الفاسي من أعلم الناس، وأحفظهم، جمع حفظ الفقه والحديث والرجال، وكان يقرأ القراءات ويجوّدها مع معرفة بالجرح والتعديل، أخذ عنه الناس من أقطار المغرب ولم ألف أحدا أوسع منه علما، ولا أكثر رواية. اه (1).
وقال «الحافظ الذهبي» : موسى بن عيسى الفاسي المقرئ الفقيه المالكي الأصولي شيخ القيروان، تفقه على «أبي الحسن» وهو أجلّ أصحابه، ودخل الأندلس فتفقه على «أبي محمد الأصيلي» وسمع من عبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، والكبار، ثم حج مرات، وقرأ القراءات ببغداد على «أبي الحسن الحمامي» وغيره، وسمع من «أبي الفتح بن أبي الفوارس» وأخذ الأصول عن «أبي بكر بن الباقلاني» وانتهت إليه رئاسة العلم بالقيروان. اه.
توفي «موسى بن عيسى» في ثلاثة عشر رمضان سنة ثلاثين وأربعمائة من الهجرة رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر القراء الكبار ج 1، ص 389.
رقم الترجمة/ 108 «نصر بن عبد العزيز» (1) ت 461 هـ
هو: نصر بن عبد العزيز بن أحمد بن نوح أبو الحسين الفارسي الشيرازي.
وهو من الثقات العدول، والمحققين المسندين.
قال أبو القاسم بن الفحام: قال لنا «أبو الحسين نصر الفارسي» إنه قرأ بالطرق والروايات، والمذاهب المذكورة في «كتاب الروضة» لأبي علي المالكي البغدادي، على شيوخ «أبي عليّ» المذكورين في «الروضة» كلهم القرآن كله، وإن «أبا علي» كان كلما قرأ جزءا من القرآن قرأت مثله، وكلما ختم ختمة ختمت مثلها حتى انتهيت إلى ما انتهى إليه. اه (2).
ويعقب «ابن الجزري» على هذا الخبر بقوله: قلت فتعلو لنا القراءات من طريقه عن طريق صاحب الروضة بواحد، وانتقل إلى «مصر» أي نصر بن عبد العزيز- فكان مقرئ الديار المصرية ومسندها، وألف بها كتاب «الجامع في العشر» .
أخذ «نصر بن عبد العزيز» حروف القراءات عن عدد من العلماء، وفي مقدمتهم:«أبو بكر النقاش، وأحمد بن نصر الشذائي» وغيرهما.
ثم جلس «علي بن جعفر» لتعليم القرآن، وأقبل عليه حفاظ القرآن، وفي مقدمة من قرأ عليه:«نصر بن عبد العزيز» .
(1) انظر ترجمته في المراجع الآتية:
تذكرة الحفاظ ج 3، ص 1158. مرآة الجنان ج 3، ص 85. النجوم الزاهرة ج 5، ص 84.
حسن المحاضرة ج 1، ص 494. شذرات الذهب ج 3، ص 309. طبقات القراء ج 2، ص 336 ورقم الترجمة 3729. معرفة القراء الكبار ج 1، ص 422، ورقم الترجمة 360.
(2)
انظر طبقات القراء لابن الجزري ج 2، ص 336.
قال «ابن الجزري» : لا أدري متى مات «أبو الحسين السعيدي» إلا أنه بقي إلى حدود العشرين وأربعمائة.
ومن شيوخ «نصر بن عبد العزيز» في القراءة: علي بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الحسين الحمامي، شيخ العراق، ومسند الآفاق، وهو من الثقات البارعين، قال عنه «الخطيب البغدادي»: كان صدوقا، ديّنا، فاضلا، تفرد بأسانيد القرآن وعلوّها (1).
أخذ «علي بن أحمد» القراءات عرضا عن مشاهير العلماء. وفي مقدمتهم:
«أبو عيسى بكار، وعبد الواحد بن عمرو» .
ثم جلس لتعليم القرآن، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان، وفي مقدمة من قرأ عليه «نصر بن عبد العزيز، وأحمد بن مسرور» .
توفي «علي بن أحمد» في شعبان سنة سبع عشرة وأربعمائة، وهو في تسعين سنة.
ومن شيوخ «نصر بن عبد العزيز» في القراءة: «عبيد الله بن محمد أبو أحمد الفرضي البغدادي» . وهو إمام ثقة من القراء والمحدثين، قال عنه «الخطيب البغدادي»: كان أبو أحمد ثقة ورعا، ديّنا، حدثنا «منصور بن عمر» الفقيه قال: لم أر في الشيوخ من يعلم الله مثل أبي أحمد الفرضي، اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم وقراءة، وإسناد، وحالة متسعة في الدنيا، وكان مع ذلك أورع الخلق، كان يقرأ علينا الحديث بنفسه لم ير مثله (2).
أخذ «عبيد الله» القراءة عرضا وسماعا عن «أبي الحسن بن بويان» وهو آخر من لقي من أصحابه ممن روى عنه رواية «قالون» كما أخذ القراءة
(1) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 1، ص 491.
(2)
انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 1، ص 491.
عرضا عن عدد كبير وفي مقدمتهم: «الحسن بن محمد البغدادي» وآخرون.
جلس «عبيد الله بن محمد» لتعليم القرآن وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب، ومن الذين أخذوا عنه القراءة:«نصر بن عبد العزيز، وعبد الله بن محمد شيخ الداني» وآخرون.
توفي «عبيد الله بن محمد» في شوال سنة ست وأربعمائة، وله اثنتان وثمانون سنة.
ومن شيوخ «نصر بن عبد العزيز» في القراءة: «عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن العلاء أبو الفرج النهرواني القطان» من مشاهير العلماء، ومن الثقات المؤلفين، والحذاق المسندين أخذ القراءة عن مشاهير العلماء وفي مقدمتهم:
«زيد بن عليّ بن أبي بلال، وأبي عيسى بكار» ، وآخرون.
ثم جلس لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة وجودة القراءة، وأقبل عليه حفاظ القرآن، وفي مقدمة من قرأ عليه:«نصر بن عبد العزيز، والحسن بن الفضل الشرمقاني» وآخرون.
توفي «عبد الملك بن بكران» في رمضان سنة أربع وأربعمائة.
ومن شيوخ «نصر بن عبد العزيز» في القراءة: «منصور بن محمد بن منصور أبو الحسن القزاز البغدادي» ، وهو من مشاهير القراء، ومن الثقات المجوّدين.
أخذ قراءة «أبي عمرو بن العلاء البصري» عرضا عن «أبي بكر بن مجاهد» وهو آخر أصحابه موتا.
ثم تصدر لتعليم القرآن واشتهر بحسن القراءة وتجويدها، وأقبل عليه الطلاب، وفي مقدمة من قرأ عليه: «نصر بن عبد العزيز، وأحمد بن مسرور
الخباز» وآخرون.
قال «ابن الجزري» : بقي «منصور بن محمد» إلى حدود العشر وأربعمائة أو قبل ذلك، فإن «الشيرازي» قرأ عليه بعد الأربعمائة.
ومن شيوخ «نصر بن عبد العزيز» في القراءة: «محمد بن المظفر بن علي ابن حرب أبو بكر الدينوري» شيخ الدّينور، وإمام جامعها، قدم إليها وأقرأ بها بعيد الأربعمائة، وكان مقرئا حاذقا.
أخذ القراءة عن عدد من القراء وفي مقدمتهم: «الحسين بن محمد بن حبش الدينوري» .
ثم جلس لتعليم القرآن، وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب، ومن الذين قرءوا عليه:«نصر بن عبد العزيز» و «أبو علي غلام الهراس» وآخرون.
ومن شيوخ «نصر بن عبد العزيز» في القراءة: «محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب أبو العلاء الواسطي القاضي» ، نزيل بغداد وهو إمام محقق، وأستاذ متقن، وأصله من «فم الصلح» ونشأ «بواسط» ولد عاشر صفر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ورحل إلى «الدينور» فقرأ على «أبي علي بن حبش، وأبي بكر أحمد بن محمد الشارب» وغيرهما.
وبعد أن اكتملت مواهبه جلس لتعليم القرآن، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه:«نصر بن عبد العزيز» . وقرأ عليه بالروايات «أبو القاسم الهذلي، وأبو علي غلام الهراس» قال عنه «الحافظ أبو عبد الله» : تبحّر في القراءات، وصنّف، وجمع، وتفنّن، وولي قضاء الحريم الظاهري، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالعراق، وحدّث عن «القطيعي، وأبي
محمد بن السقّا» وجماعة (1).
وقال عنه «ابن الجزري» : «هو صاحب السكت عن «رويس» انفرد به عنه، وقد حدث عنه «أبو بكر الخطيب» (2).
توفى «محمد بن علي أبو العلاء الواسطي» ثالث عشرين جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، ودفن بداره من بغداد.
ومن شيوخ «نصر بن عبد العزيز» في القراءة: «الحسن بن محمد بن يحيى ابن داود أبو محمد الفحّام» ، المقرئ، الفقيه، البغدادي، السامري، وهو شيخ بارع مصدّر، ومن الثقات المشهورين، أخذ القراءة عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم:«أبو بكر النقاش، وجعفر بن عبد الله السامري» .
ثم جلس لتعليم القرآن، وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب، يأخذون عنه، وفي مقدمتهم:«نصر بن عبد العزيز، وأبو علي غلام الهراس» وغيرهما.
توفي «الحسن بن محمد» سنة ثمان وأربعمائة.
ومن شيوخ «نصر بن عبد العزيز» في القراءة: «عبيد الله بن أحمد بن علي ابن يحيى أبو القاسم البغدادي المعروف بابن الصيدلاني.
ذكره «أبو عمرو الداني» فقال: هو مقرئ متصدر، بغدادي. يكنى أبا القاسم سمع من «يحيى بن محمد بن صاعد» وعمّر، وطالت أيامه (1).
وقال عنه «ابن الجزري» : هو من حذّاق المقرئين، الضابطين المشهورين،
(1) انظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج 2، ص 200.
(2)
انظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج 2، ص 200.
قرأ على «هبة الله بن جعفر، وأبي طاهر بن أبي هاشم» .
وقرأ عليه «أبو الفرج النهرواني، وأبو الحسن بن العلاف» ، وغيرهما.
توفي ببغداد سنة أربعمائة.
ومن شيوخ «نصر بن عبد العزيز» في القراءة: «أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور، أبو الحسن السوسنجردي ثم البغدادي» ، وهو من القراء المشهورين بالضبط وجودة القراءة. ولد في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وأخذ القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم: «زيد بن أبي بلال، وعبد الواحد بن أبي هاشم» وغيرهما.
جلس «أحمد بن عبد الله» لتعليم القرآن، وأقبل عليه الطلاب، ومن الذين أخذوا عنه القراءة:«نصر بن عبد العزيز، وأبو علي غلام الهراس، وأبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المالكي» .
توفي «أحمد بن عبد الله» يوم الأربعاء لثلاث خلون من رجب سنة اثنتين وأربعمائة عن نيّف وثمانين سنة.
ومن شيوخ «نصر بن عبد العزيز» في القراءة: «علي بن محمد بن إسماعيل ابن الحسين أبو الحسن البغدادي» ، وهو من القراء المشهورين بالثقة وجودة القراءة.
أخذ القراءة عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم:«نظيف بن عبد الله أبو الحسن الحلبي» نزيل «دمشق» سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
وبعد أن كملت مواهبه جلس لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه: «نصر بن عبد العزيز، وعلي
ابن محمد بن فارس الخياط» وغيرهما.
وقال الذهبي: بقي «علي بن محمد» إلى حدود سنة أربعمائة.
وكما أخذ «نصر بن عبد العزيز» القراءة عن خيرة العلماء، أخذ أيضا حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم، وفي مقدمة من أخذ عنهم الحديث «أبو الحسن ابن بشران، وابن رزقويه» .
جلس «نصر بن عبد العزيز» لتعليم القرآن، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب.
ومن الذين أخذوا عنه القراءة: «عبد الرحمن بن عتيق أبو القاسم بن أبي سعيد بن الفحام» ، وهو أستاذ ثقة، ضابط، محقق، مؤلف كتاب «التجريد» وشيخ الاسكندرية وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها علوّا ومعرفة.
قرأ الروايات على «إبراهيم بن إسماعيل المالكي» صاحب أبي علي البغدادي، وأخذ العربية عن «علي بن ثابت» وشرح مقدمته.
قال «سليمان بن عبد العزيز الأندلسي» : «ما رأيت أحدا أعلم بالقراءات من «أبي القاسم بن الفحام» لا بالمشرق ولا بالمغرب» (1).
جلس «عبد الرحمن بن عتيق» لتعليم القرآن، وذاع صيته في البلاد، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة «نصر بن عبد العزيز» .
وقرأ عليه بالروايات «أبو العباس أحمد بن الحطيّة، وأبو طاهر أحمد بن محمد السلفي» ، وغيرهما.
(1) انظر طبقات القراء ج 1، ص 374.
توفي «أبو القاسم بن الفحام» سنة ست عشرة وخمسمائة.
ومن تلاميذ «نصر بن عبد العزيز» في القراءة: «خلف بن إبراهيم بن سعيد أبو القاسم بن النخّاس القرطبي المعروف بالحصّار» ، ولد سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وهو من خيرة القراء المشهورين بالثقة والضبط وحسن القراءة، وقد رحل إلى كثير من المدن من أجل تحصيل القرآن. فقد قرأ بمكة المكرمة على «أبي معشر عبد الكريم الطبري» ، وبمصر على «نصر بن عبد العزيز» ، وبقرطبة على «أبي المطرف عبد الرحمن بن خلف، ومعاوية بن محمد العقيلي» ، ثم رجع إلى قرطبة وولّي خطابتها، وجلس لتعليم القرآن وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة:«يحيى أبو عبد المنعم بن الخلوف الغرناطي، ويحيى بن سعدون القرطبي» .
توفي «خلف بن إبراهيم» في صفر سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
ومن تلاميذ «نصر بن عبد العزيز» في القراءة: «مرشد بن يحيى المديني» وهو من خيرة القراء المشهود لهم بالثقة والأمانة وحسن الأداء.
أخذ «مرشد» القراءة عن «نصر بن عبد العزيز» وروى حروف القراءات العشر سماعا من كتاب «الجامع» عن مؤلفه «نصر بن عبد العزيز» أيضا.
جلس مرشد لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وقد روى عنه حروف القراءات العشرة بمضمّن كتاب «الجامع» «أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي» .
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «مرشد» .
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
وكما أخذ «نصر بن عبد العزيز» القراءة عن خيرة العلماء، أخذ أيضا حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: وحدّث «نصر بن عبد العزيز» عن «ابي رزقويه» وحدّث عنه «أحمد بن يحيى بن الجارود
المصري، ومحمد بن أحمد بن الحطّاب الرازي» وغيرهما (1).
وبعد حياة حافلة بطلب العلم، وتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، توفي «نصر بن عبد العزيز» سنة إحدى وستين وأربع مائة.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر معرفة القراء الكبار ج 1، ص 422.