المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بدع الزيارة في المدينة المنورة - مناسك الحج والعمرة

[ناصر الدين الألباني]

الفصل: ‌بدع الزيارة في المدينة المنورة

‌بدع الزيارة في المدينة المنورة

هذا ولما كان من السنة شد الرحل إلى زيارة المسجد النبوي الكريم والمسجد الأقصى أعاده الله إلى المسلمين قريبا لما ورد في ذلك من الفضل والأجر وكان الناس عادة يزورونهما قبل الحج أو بعده وكان الكثير منهم يرتكبون في سبيل ذلك العديد من المحدثات والبدع المعروفة عند أهل العلم رأيت من تمام الفائدة أن أسرد ما وقفت عليه منها تبليغا وتحذيرا فأقول:

132-

قصد قبره صلى الله عليه وسلم بالسفر1.

133-

إرسال العرائض مع الحجاج والزوار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتحميلهم سلامهم إليه.

1 والسنة قصد المسجد لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد

" الحديث فإذا وصل إليه وصلي التحية زار قبره صلى الله عليه وسلم

ويجب أن يعلم أن شد الرحل لزيارة قبره عليه الصلاة والسلام وغيره شيء والزيارة بدون شد الرحل شيء آخر خلافا لما شاع عند المتأخرين وفيهم بعض الدكاترة من الخلط بينهما ونسبتهم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى خصوصا والسلفيين عموما أنهم ينكرون مشروعية زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فهو إفك مبين. وراجع التفصيل إن شئت في ردنا على الدكتور البوطي الذي نشر تباعا في مقالات متسلسلة في مجلة "التمدن الإسلامية"

ثم صدرت في رسالة خاصة بعنوان "دفاع عن الحديث النبوي

" وقد أعيد طبعها بالأوفست قريبا والحمد لله.

ص: 56

134-

الاغتسال قبل دخول المدينة المنورة.

135-

القول إذا وقع بصره على حيطان المدينة: اللهم هذا حرم رسولك فاجعله لي وقاية من النار وأمانا من العذاب وسوء الحساب.

136-

القول عند دخول المدينة: بسم الله وعلى ملة رسول الله: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً} .

137-

إبقاء القبر النبوي في مسجده.

138-

زيارة قبره صلى الله عليه وسلم قبل الصلاة في مسجده.

139-

استقبال بعضهم القبر بغاية الخشوع واضعا يمينه على يساره كما يفعل في الصلاة فريبا منه أو بعيدا عند دخول المسجد أو الخروج منه.

140-

قصد استقبال القبر أثناء الدعاء.

141-

قصد القبر للدعاء عنده رجاء الإجابة.

142-

التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى الله في الدعاء.

143-

طلب الشفاعة وغيرها منه.

144-

قول ابن الحاج في "المدخل""1 / 159" أن من الأدب: "أن لا يذكر حوائجه ومغفرة ذنوبه بلسانه عند زيارة قبره صلى الله عليه وسلم لأنه أعلم منه بحوائجه ومصالحه"!!.

145-

قوله أيضا "1 / 264":

"لا فرق بين موته عليه السلام وحياته في مشاهدته لأمته ومعرفته بأحوالهم ونياتهم وتحسراتهم وخواطرهم"!!

146-

وضعهم اليد تبركا على شباك حجر قبره صلى الله عليه وسلم وحلف

ص: 57

بعضهم بذلك بقوله: وحق الذي وضعت يدك شباكه وقلت: الشفاعة يا رسول الله!!.

147-

"وتقبيل القبر أو استلامه أو ما يجاور القبر من عود ونحوه"1.

148-

التزام صورة خاصة في زيارته صلى الله عليه وسلم وزيارة صاحبيه والتقيد بسلام ودعاء خاص مثل قول الغزالي: "يقف عند وجهه صلى الله عليه وسلم ويستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر.... ويقول: السلام عليك يا رسول الله

" فذكر سلاما طويلا ثم صلاة ودعاء نحو ذلك في الطول قريبا من ثلاث صفحات2.

149-

"قصد الصلاة تجاه قبره".

150-

"الجلوس عند القبر وحوله للتلاوة والذكر".

151-

قصد القبر النبوي للسلام عليه دبر كل صلاة3.

152-

قصد أهل المدينة زيارة القبر النبوي كلما دخلوا المسجد أو خرجوا منه.

153-

رفع الصوت عقب الصلاة بقولهم: السلام عليك يا رسول الله.

1 وقد أحسن الغزالي رحمه الله تعالى حين أنكر التقبيل المذكور وقال "1 / 244": "إنه عادة النصارى واليهود". فهل من معتبر؟.

2 والمشروع هو: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا عمر كما كان ابن عمر يفعل فإن زاد شيئا يسيرا مما يلهمه ولا يلتزمه فلا بأس عليه إن شاء الله تعالى.

3 وهذا مع كونه بدعة وغلوا في الدين ومخالفا لقوله عليه الصلاة والسلام:

"لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني" فإنه سبب لتضييع سنن كثيرة وفضائل غزيرة ألا وهي الأذكار والأوراد بعد السلام فإنهم يتركونها ويبادرون إلى هذه البدعة. فرحم الله من قال: ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة.

ص: 58

154-

تبركهم بما يسقط مع المطر من قطع الدهان الأخضر من قبة القبر النبوي!.

155-

تقربهم بأكل التمر الصيحاني في الروضة الشريفة بين المنبر والقبر.

156-

قطعهم من شعورهم ورميها في القنديل الكبير القريب من التربية النبوية.

157-

مسح البعض بأيديهم النخلتين النحاسيتين الموضوعتين في المسجد غربي المنبر1.

158-

التزام الكثيرين الصلاة في المسجد القديم وإعراضهم عن الصفوف الأولى التي في زيادة عمر وغيره.

159-

التزام زوار المدينة الإقامة فيها أسبوع حتى يتمكنوا من الصلاة في المسجد النبوي أربعين صلاة لتكتب لهم براءة من النفاق وبراءة من النار2.

160-

قصد شيء من المساجد والمزارات التي بالمدينة وما حولها

بعد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم إلا مسجد قباء.

161-

تلقين من يعرفون بـ"المزورين" جماعات الحجاج بعض الأذكار والأوراد عند الحجرة أو بعيدا عنها بالأصوات المرتفعة وإعادة هؤلاء ما لقنوا بأصوات أشد منها.

162-

زيارة البقيع كل يوم والصلاة في مسجد فاطمة رضي الله عنها.

163-

تخصيص يوم الخميس لزيارة شهداء أحد.

164-

ربط الخرق بالنافذة المطلة على أرض الشهداء.

165-

التبرك بالاغتسال في البركة التي كانت بجانب قبورهم.

166-

الخروج من المسجد النبوي على القهقرى عند الوداع.

1 ولا فائدة مطلقا من هاتين النخلتين وإنما وضعتا للزينة ولفتنة الناس وقد أزيلتا أخيرا والحمد لله.

2 والحديث الوارد في ذلك ضعيف لا تقوم به حجة وقد بينت علته في "السلسلة الضعيفة 364" فلا يجوز العمل به لأنه تشريع لا سيما وقد يتحرج من ذلك بعض الحجاج كما علمت ذلك بنفسي ظنا منهم أن الوارد فيه ثابت صحيح وقد تفوته بعض الصلوات فيه فيقع في الحرج وقد أراحه الله منه

وقد ذهب بعض الأفاضل إلى تقوية الحديث المشار إليه اعتمادا منه على توثيق ابن حبان لأحد رواته المجهولين وهذا التوثيق مما لا يعتد به أهل العلم بالجرح والتعديل ومنهم الفاضل المشار إليه نفسه كما صرح هو بذلك في رده على الشيخ الغماري في مجلة "الجامعة السلفية" التي تصدر في الهند. وراجع لهذا كتاب الشيخ عبد العزيز الربيعان في الرد عليه فإنه قد أجاد فيه وأفاد وبين فيه وهاء ما ذهب إليه من التقوية وتناقضه في ذلك.

ص: 59