الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المصنف
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، أخبرنا الفقيه الأجل الزاهد بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين الأكوع قراءة عليه وأنا أسمع في جمادى الآخرة من سنة تسعٍ وتسعين وخمسمائة بمسجد المدرسة المنصورية بقرية حوث، قال: أخبرنا علي بن محمد بن حامد الصنعاني اليمني بمكة حرسها الله تعالى في العشر الوسطى من شهر ذي الحجة آخر شهور سنة ثمان وتسعين وخمسمائة مناولةً، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي الفوارس بن أبي نزار ابن الشرفية، قال: أخبرنا الشيخ المعمر صدر الدين المقرئ صدر الجامع بواسط أبو بكر ابن الباقلاني المقرئ والقاضي جمال
الدين نعمة الله ابن العطار، والقاضي الأجل العدل عز الدين هبة الكريم بن الحسن بن الفرج بن علي بن حبانش رحمه الله، رواه في شهر الله الأصم رجب من سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، قال: أخبرنا القاضي الأجل أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الطيب الجلابي رحمه الله تعالى قال: أخبرني
أبي العدل أبو الحسن علي بن محمد بن الجلابي الخطيب المصنف رحمه الله المعروف بابن المغازلي قال: الحمد لله الفاشي في الخلق أمره وحمده، الظاهر بالكرم جوده ومجده، الباسط بالجود يده، الذي لا ينقص بالجود خزائنه، ولا يزيده كثرة العطاء إلا كرماً وجوداً، إنه هو العزيز الوهاب. أحمده حمداً خالداً مع خلوده بجميع محامده كلها على جميع نعمائه كلها، حتى ينتهي الحمد إلى ما يحب ربنا ويرضى.
وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى، الصادق الأمين، خاتم النبيين وسيد المرسلين، وصفوة رب العالمين، من الخلق أجمعين، وسلام عليه وعلى أولي العزم من الرسل، والأنبياء والصديقين، والشهداء والصالحين. وعلى علي أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين وأبي الغر الميامين، المصابيح المشرقة، والأغصان المورقة، وعلى سيدة النساء فاطمة الزهراء البتول، حبل الله الموصول، ونوره المجبول وسلالة الرسول. وعلى السيدين الإمامين السبطين سيدي شباب أهل الجنة: الحسن والحسين، وعلى الأئمة المهتدين مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، وأسماء الله الحسنى، وأمثاله العليا، أركان توحيده، ومشاكي نوره، وخزائن علمه، وأمنائه على خلقه، الذين خلفهم من نوره، وغشاهم بضياء قدسه، وزينهم
ببهائه، الذين قضوا بالحق وبه يعدلون. أما بعد: فإن أولى ما ذخره وكسبه العباد، ما يأملون به النجاة يوم المعاد، وإني رأيت التعلق بمحبة الطاهرين من آل طه وياسين، والتمسك بحبل ولائهم المتين، هو المنهج القويم، والطريق المستقيم، فجمعت في فضائلهم ما انتهت إليه معرفتي، وبلغه جهدي وطاقتي، مما أنزل الله تعالى فيهم من الآيات في السورات، وما جرى على لفظ الرسول من الدلالات، وما ظهر منهم من المعجزات، ما لا يمكن المنصف بعقله إنكاره، والموسوم بصحة المعرفة جحوده، وإن كانت مناقبهم لا يحصيها عد، ولا ينتهي إليها حد، أرجو بذلك النجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، خالص في موالاة أهل البيت الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. ولما عرفت خلوص اعتقادك في الولاء لأهل البيت عليهم السلام، أحببت أن أتحفك بهذا الكتاب، وأجعله في خزانتك تقرباً إليك، ورغبة في الزلفى لديك، وأرجو من إنعامك وأياديك التصفح له بعين الارتضاء، والله الموفق للصواب.