الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[78] قوله صلى الله عليه وسلم: ((لأعطين الراية
…
)) الحديث
213 -
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي رحمه الله سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ رحمه الله أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، حدثنا أبو الوليد، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إياس بن سلمة عن أبيه قال: خرجنا إلى خيبر فكان عامر يرتجز ويقول:
⦗ص: 241⦘
والله لولا الله ما اهتدينا
…
ولا تصدقنا ولا صلينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا
…
فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سكينة علينا
…
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من هذا؟)) فقالوا: عامر، فقال: غفر لك ذنبك يا عامر، وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل فصبر إلا استشهد، فقال عمر: يا رسول الله لو متعتنا بعامر! فلما قدم خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه وهو ملكهم وهو يقول:
قد علمت خيبر إني مرحب
…
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
…
فبرز عامر فقال:
قد علمت خيبر أني عامر
…
شاكي السلاح بطل مغاور
فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر فذهب يسفل له فرجع سيفه لى نفسه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه، فإذا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: بطل عمل عامر؛ قتل نفسه. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله بطل عمل عامر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال هذا؟))، قلت: أناس من أصحابك قال: ((كذب من قال ذلك، بل له أجره مرتين)). ثم أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب فانتبه وهو أرمد، فقال:((لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله))، فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فبصق في عينيه فبرأ، ثم
⦗ص: 242⦘
أعطاه الراية، وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب
…
شاك السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
…
فقال علي عليه السلام:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة
…
كليث غابات كريه المنظرة
أوفيكم بالصاع كيل السندرة
…
قال: فضربه ففلق رأس مرحب فقتله، وكان الفتح على يد علي عليه السلام. قال أبو محمد عبد الله بن مسلم: سألت بعض آل أبي طالب عن قوله: أنا الذي سمتني أمي حيدرة، فذكر أن أم علي كانت فاطمة بنت أسد فلما ولدت علياً، وأبو طالب غائب سمته أسداً باسم أبيها، فلما قدم أبو طالب كره هذا الاسم الذي سمته به أمه وسماه علياً، فلما رجز على يوم خيبر، ذكر الاسم الذي سمته أمه. قال: وحيدرة اسم من أسماء الأسد، والسندرة شجرة يعمل منها القسي، والسندرة في الحديث يحتمل أن يكون مكيالاً يتخذ من هذه الشجرة، ويحتمل السندرة أيضاً أن يكون امرأة تكيل كيلاً وافياً.
214 -
أخبرنا القاضي أبو الخطاب عبد الرحمن بن عبد الله الإسكافي
⦗ص: 243⦘
الشافعي قدم علينا واسطاً، أخبرنا عبد الله بن عبد الله بن يحيى، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد المحاملي، حدثنا يوسف، حدثنا جرير عن المغيرة، عن أم موسى قالت: سمعت علياً عليه السلام يقول: ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله وجهي وتفل في عيني يوم خيبر، وأعطاني الراية.
215 -
أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا
⦗ص: 244⦘
أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي إذناً، حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا علي بن هشام عن محمد بن علي السلمي عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش قال محمد بن علي: ولو قلت لك: إني سمعته من ربعي صدقت، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله عمر إلى أهل خيبر، فرجع فقال صلى الله عليه وسلم:((لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ليس بفرار، ولا يرجع حتى يفتح الله على يديه))، قال: فدعا علياً عليه السلام فأعطاه الراية فسار بها ففتح الله عليه.
216 -
أخبرنا القاضي أبو الخطاب عبد الرحمن بن عبد الله، أخبرنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن محمد المحاملي، حدثنا إبراهيم بن هاني، حدثنا أبو نعيم الطحان، حدثنا علي بن هشام عن محمد بن علي السلمي عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش قال محمد: ولو قد قلت أني سمعته من ربعي لصدقت، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله))، فأعطاها علياً، وفتح الله عز وجل خيبر.
217 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو الحسين
⦗ص: 245⦘
محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ إذناً، حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن نصير الضبعي قال: حدثني إدريس بن الحكم أبو يحيى، حدثنا يوسف بن عطية الصفار، حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر إلى خيبر فلم يفتح عليه، ثم بعث عمر فلم يفتح عليه، فقال:((لأعطين الراية رجلاً كراراً غير فرار يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله))، فدعا علي بن أبي طالب، وهو أرمد العين، فتفل في عينه، ففتح عينه وكأنه لم يرمد قط، قال:((خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك))، فخرج
⦗ص: 246⦘
يهرول وأنا خلف أثره حتى ركز رايته في رضم تحت الحصن، فاطلع رجل يهودي من رأس الحصن وقال: من أنت؟ قال: علي بن أبي طالب، فالتفت إلى أصحابه وقال: غلبتم والذي أنزل التوراة على موسى! قال: فوالله ما رجع حتى فتح الله عليه.
218 -
أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي السقطي إملاء، حدثنا أبو محمد يوسف بن سهل القاضي، حدثنا الحضرمي، حدثنا عبد الله بن الحكم، حدثنا أبو النصر، حدثنا عكرمة قال: أخبرني إياس بن سلمة قال: أخبرني أبي قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إلى علي وقال: ((لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله))، قال: فجئت به أقوده أرمد، فبصق نبي الله في عينه، ثم أعطاه الراية، فخرج ومرحب يخطر بسيفه فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب
…
شاك السلاح بطل مجرب
إذا الليوث أقبلت تلهب
…
فقال علي عليه السلام:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة
…
كليث غابات كريه المنظره
أكيلكم بالسيف كيل السندرة
…
ففلق رأس مرحب بالسيف.
219 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان
⦗ص: 247⦘
السمسار، أخبرنا أبو أحمد عمر بن أحمد بن عمر بن شوذب، حدثنا أبو بكر محمد بن موسى، حدثنا يونس، حدثنا محمد بن الحسن بن المعلى، حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))، ولقد رأيته بارزاً يوم بدر وهو يحمحم كما يحمحم الفرس وهو يقول:
بازل عامين حديث سن
…
سنحنح الليل كأني جني
لمثل هذا ولدتني أمي
…
فما رجع حتى خضب سيفه دماً
220 -
أخبرني أبو القاسم عمر بن علي الميموني وأحمد بن محمد بن
⦗ص: 248⦘
عبد الوهاب بن طاوان الواسطيان -بقراءتي عليهما فأقرا به- أن أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري أجاز لهما قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن عليل قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن الذارع، حدثنا قيس بن حفص الدارمي، حدثنا علي بن الحسن العبدي عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان أرسل عمر بن الخطاب إلى خيبر فانهزم هو ومن معه، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبات تلك الليلة وبه من الغم غير قليل. فلما أصبح خرج إلى الناس ومعه الراية فقال:((لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، غير فرار))، فعرض لها جميع المهاجرين والأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أين علي؟)) حيث فقده، فقالوا: يا رسول الله هو أرمد، فأرسل إليه أبا ذر وسلمان فجاءه وهو يقاد لا يقدر على أن يفتح عينيه، ثم قال:((اللهم أذهب عنه الرمد، والحر، والبرد، وانصره على عدوه، وافتح عليه فإنه عبدك ويحبك ويحب رسولك غير فرار))، ثم دفع الراية إليه فاستأذنه حسان بن ثابت في أن يقول فيه شعراً فقال له: قل! فأنشأ يقول:
وكان علي أرمد العين يبتغي
…
دواء فلما لم يحس مداوياً
شفاه رسول الله منه بتفلة
…
فبورك مرقياً وبورك راقياً
وقال سأعطي الراية اليوم صارماً
…
كمياً محباً للرسول موالياَ
⦗ص: 249⦘
يحب إلهي والإله يحبه
…
به يفتح الله الحصون الأوابيا
فأصفى بها دون البرية كلها
…
علياً وسماه الوزير المؤاخيا
قال أبو الحسن علي بن عمر بن مهدي الدارقطني الحافظ رحمه الله: هذا حديث غريب من حديث أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري، وهو غريب من حديث علي بن الحسن العبدي عنه، ولم يروه عنه بهذه الألفاظ غير قيس بن حفص الدارمي
221 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني العدل، حدثنا أبو بكر يحيى بن جعفر بن أبي طالب، أخبرنا علي بن عاصم، أخبرنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله))، فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إلى علي بن أبي طالب.
222 -
أخبرنا أحمد بن محمد، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن
⦗ص: 250⦘
علي بن جعفر، حدثنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا روح بن عبادة، أخبرنا عوف بن ميمون عن
⦗ص: 251⦘
عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بحضرة أهل خيبر وقال: ((لأعطين اللواء اليوم رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم))، فلما كان الغد صادف أبا بكر وعمر، فدعا علياً وهو أرمد العين، فتفل في عينه وأعطاه اللواء، ونهض معه الناس قال: فلقوا أهل خيبر وإذا مرحب بين أيديهم يرتجز وهو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب
…
شاك السلاح بطل مجرب
إذا الليوث أقبلت تلهب
…
أطعن أحياناً وحيناً أضرب
قال: فاختلف هو وعلي ضربتين قال: فضربه علي على رأسه حتى عض السيف بأضراسه، وسمع أهل العسكر ضربته فما تتام آخر الناس حتى فتح أولاهم.
223 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي الخيوطي الحافظ، أخبرنا محمد بن الحسين الزعفراني العدل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعيد بن أبي وقاص عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر: ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله))، قال: فتطاولنا، قال:((ادعوا لي علياً))، فأتي به أرمد، فبصق في عينه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه.
224 -
وبإسناده قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا زيد بن
⦗ص: 252⦘
الحباب، حدثنا حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: لما كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء، فلما كان الغد أخذه عمر فقتل محمود بن مسلمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لأدفعن الراية إلى رجل لا يرجع حتى يفتح الله عليه))، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة، ثم دعا باللواء، ودعا علياً وهو يشتكي عينه، فمسحها، ثم دفع إليه اللواء فافتتح له، فسمعت عبد الله يقول: حدثني أبي أنه كان صاحب مرحب
…
الحديث.