الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[193] قوله صلى الله عليه وسلم: ((فاطمة بضعة مني))
428 -
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار، أخبرنا
⦗ص: 446⦘
أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ، أخبرنا محمد بن محمد بن الأشعث قال: حدثني موسى بن إسماعيل، حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي عليه السلام أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن عليها أعمى فحجبته فقال لها صلى الله عليه وسلم:((لم حجبتيه وهو لا يراك؟))، فقالت: يا رسول الله إن لم يكن يراني فأنا أراه وهو يشم الريح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((أشهد أنك بضعة مني)).
429 -
وبإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها علي عليه السلام وبه كآبة شديدة فقالت: ما هذه الكآبة؟ فقال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسألة لم يكن عندنا لها جواب. فقالت: وما المسألة؟ قال: سألنا عن المرأة: ((ما هي))؟ قلنا: عورة! قال: ((فمتى تكون أدنى من ربها)) فلم ندر ما نقول، قالت ارجع إليه فأعلمه أن أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها. فانطلق فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:((ماذا من تلقاء نفسك يا علي))، فأخبره أن فاطمة عليها السلام أخبرته، فقال صلى الله عليه وسلم:((صدقت إن فاطمة بضعة مني عليها السلام).
430 -
أخبرنا أحمد بن محمد إجازة، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب، حدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا إبراهيم بن الهيثم، حدثنا أبو الأزهر، حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال: ((أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، عدوك عدوي، وعدوي عدو الله، ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض الله، ويل لمن أبغضك من بعدي)).
431 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي وأخبرنا القاضي أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب بن كماري الفقيه الغرافي، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري وأخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين الجاذري قالوا: حدثنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان المعدل، حدثنا أسلم بن سهل بن أسلم، حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد بن حصين عن أبي جميلة أن الحسن بن علي عليه السلام حين قتل علي عليه السلام استخلف، فبينا هو يصلي بالناس إذ وثب عليه رجل فطعنه فوقع في
⦗ص: 448⦘
وركه، فمرض منها شهراً ثم قام على المنبر فقال: يا أهل العراق اتقوا الله فينا! فإنا أمراؤكم! وضيفانكم وإنا أهل البيت الذين قال الله تعالى فيهم: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} ، فما زال يتكلم حتى ما رأيت أحداً في المسجد إلا باكياً.
432 -
قال: حدثنا أسلم، حدثنا زكريا بن يحيى بن صبيح، حدثنا هشيم قال: أخبرنا زاذان أبو منصور قال: رأيت الحسين بن علي عليهما السلام مخضوب الرأس واللحية.
433 -
قال: حدثنا أسلم، حدثنا إسماعيل بن عيسى، حدثنا يزيد بن هارون حدثتني أمي عن جدها قال: أدركت قتل الحسين بن علي عليهما السلام فلما قتل خرج أناس إلى إبل كانت معه فانتهبوها، فلما كان الليل رأيت فيها النيران فاحترق كل ما أخذ من عسكره.
434 -
قال: حدثنا أسلم قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل بن عمر،
⦗ص: 449⦘
حدثنا سليمان بن منصور، حدثنا علي بن عاصم عن حصين قال: كنت بالكوفة فجاءنا قتل الحسين بن علي عليهما السلام فمكثنا ثلاثاً كأن وجوهنا طليت رماداً. قال علي بن عاصم: قلت لحصين: مثل ما كنت يومئذ؟ قال: رجل متأهل.
435 -
أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن خضر الأزدي إجازة أن أبا يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي حدثهم قال: حدثنا أبو يحيى الساجي، حدثنا إسماعيل ابن بنت السدي، حدثنا دويد الجعفي عن أبيه قال: لما قتل الحسين عليه السلام انتهبت جزور من عسكره، فلما طبخت إذا هي دم فأكفوها.
436 -
أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي إذناً أن
⦗ص: 450⦘
أبا القاسم علي بن طلحة بن كردان أخبرهم قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، أخبرنا محمد بن أبي يعقوب الدينوري، حدثنا علي بن الحسن السامي، حدثنا نصر بن منصور قال: لما ورد على الأمراء ما أمروا به من لعن علي عليه السلام على المنابر، أحضر كثيرٌ بن عبد الرحمن ليتكلم فيمن تكلم بمكة وأصعد منبراً فتعلق بأستار الكعبة وقال:
طبت بيتاً وطاب أهلك أهلاً
…
أهل بيت النبي والإسلام
تأمن الطير والحمام ولا يأمن
…
أهل النبي عند المقام
لعن الله من يسب علياً
…
وبنيه من سوقة أو إمام
أيسب المطهرون أباً وجداً
…
والكرام الأخوال والأعمام
رحمة الله والسلام عليهم
…
كلما قام قائم بسلام
قال: فأثخنوه ضرباً بالأيدي والنعال، فأنشأ يقول:
إن امرئاً كانت مساويه
…
حب النبي لغير ذي عقب
وبني أبي حسن ووالدهم
…
من طاب في الأرحام والصلب
أيرون ذنباً أن أحبهم
…
بل حبهم كفارة الذنب
⦗ص: 451⦘
من كان ذا ذنب فلست به
…
في الحبل نيط بحبهم قلبي
437 -
قال: حدثنا محمد بن القاسم قال: أنشدني أبي قال: أنشدنا أحمد بن عبيد لخزيمة بن ثابت الأنصاري ذي الشهادتين يمدح علي بن أبي طالب عليه السلام فسطع رسول الله صلى الله عليه وسلم به وجهه:
ويلكم إنه الدليل على الله
…
وداعية الهدى وأمينه
وابن عم النبي قد علم الناس
…
جميعاً وصنوه وخدينه
كل خير يزينهم هو فيه
…
وله دونهم خصال يزينه
ثم ويل لمن يبارز في الروع
…
إذا ضمت الحسام يمينه
ثم نادى: أنا أبو الحسن القرم
…
فلا بد أن يطيح قرينه
438 -
قال: حدثنا محمد بن القاسم، حدثنا محمد بن علي بن وقار المديني أبو علي الجهبذ، حدثنا أبو الفضل الربعي الهاشمي، حدثنا محمد بن أبي السري، حدثنا هشام بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس: أنه ذكر عنده علي عليه السلام، فضرب بيده على فخذه وبكى حتى اخضلت لحيته ثم قال: كان والله علي أمير المؤمنين يشبه القمر الزاهر، والليث الخادر، والفرات الزاخر، والربيع الباكر، أشبه من القمر ضوءه وسناه، ومن الليث شجاعته ومضاه، ومن الفرات جوده وسخاه، ومن
⦗ص: 452⦘
الربيع خصبه وبهاه.
439 -
قال: حدثنا محمد بن القاسم، حدثنا أحمد بن سعيد بن عبد الله، حدثنا الزبير بن بكار قال: لما أتى أهل المدينة مقتل الحسين خرجت زينب بنت عقيل بن أبي طالب وهي زينب الصغرى ترثي أهلها ومن قتل بالطف وهي تقول:
ماذا تقولوا إن قال النبي لكم
…
ماذا صنعتم وأنتم آخر الأمم
بأهل بيتي وأنصاري وذي رحمي
…
منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم
…
أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
440 -
سمعت أبا منصور عبد العزيز يقول بإسناد لست أحفظه قال: سئل الشبلي عن علي عليه السلام فقال: سمسار التوحيد، وروناس الحكمة، سبكت فيه الأمة فخرجوا لا شيء. وسأله سائل عنه فقال له: تلقاني في الطريق ثم سأله فقال: خلده وتعال.
441 -
قال: وجلس أبو نعيم الطلحي ببغداد يملي الحديث فقام إليه رجل أظنه من خراسان فقال: الشيخ يتشيع، فأدار بوجهه ثم جاءه من الجانب الآخر، فأدار بوجهه وقال له: أي ريح هبت بك إلي؟، ثم أنشأ يقول:
وما زال كتمانيك حتى كأنني
…
لرجع جواب السائلي عنك أعجم
لأسلم من قول الوشاة وتسلمي
…
سلمت وهل حي من الناس يسلم
وهو يكرر عليه القول، فقال: حدثني صالح بن حي قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: حب علي عبادة. وأفضل العبادة ما كتم.
442 -
أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه الله، حدثنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، حدثنا سري بن منصور بن عمار، حدثنا أبي عن ابن لهيعة عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام أخذوا الرأس وأسروا به، فلما صار الليل قعدوا يشربون ويتحيون بالرأس! فخرجت علهم كف من حائط فيها قلم من حديد وكتبت سطراً بدم:
⦗ص: 454⦘
أترجو أمة قتلت حسيناً
…
شفاعة جده يوم الحساب
443 -
حدثني أبو منصور عبد العزيز قال: سئل الشبلي عن علي بن أبي طالب عليه السلام فقال في حلقته للسائل: لقني في الطريق تسمع الجواب للمسألة فقال: أريد هاهنا، فقال: صاحب العلم في الدنيا فكشفنا لك القناع وقلنا: نعم نعم، وصاحب العلم في الآخرة والدنيا، فقال: أريد أبين من هذا، فقال: مر خلده وتعال.
444 -
حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الصمد بن عبد الله بن القاسم الهاشمي سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد المعروف بابن الكاتب البغدادي قال: حدثنا علي بن محمد المصري، حدثنا أبو علاثة القارضي بمصر، حدثنا جدي حدثني عبد الله بن محمد المصري، حدثنا ابن وهب قال: سمعت الليث بن سعد يقول: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة فطفت بالبيت وسعيت بين الصفا والمروة، ورميت أبا قبيس فوجدت رجلاً يدعو وهو يقول: يا رب يا رب، حتى انطفا نفسه، ثم قال: يا ذا الجلال والإكرام، حتى انطفا نفسه، ثم قال: أي رب أي رب، حتى انطفا نفسه، ثم قال: اللهم إن بردي قد خلقا فاكسني، وأنا جائع فأطعمني فما شعرت إلا بسلة عنب لا عجم له، وبردين ملقاءين فخرجت إليه وجلست لآكل معه فقال لي: مه! قلت له: أنا شريك في هذا الخير، فقال:
⦗ص: 455⦘
بماذا؟ قلت: كنت تدعو وأنا أؤمن على دعائك، فقال لي: كل ولا تدخر شيئاً. فأكلنا وليس في البلد إذ ذاك عنب! ثم انصرفنا عن ري ولم ينقص من السلة شيء، ثم قال: خذ أحد البردين إليك. فقلت: أنا عنهما غني، فقال لي: فتوار عني حتى ألبسهما، فتواريت فلبسهما وأخذ الأخلاق بيده، ونزل فاتبعته، فلقيه سائل فقال له: اكسني كساك الله يا بن رسول الله. فأعطاه الأخلاق فاتبعت السائل فقلت: من هذا؟ فقال لي: هذا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
445 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان أبو بكر، حدثنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي الحافظ وأخبرنا القاضي أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب بن كماري الفقيه الحنفي، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري وأخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن الجاذري الطحان قالوا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن
⦗ص: 456⦘
سمعان المعدل الحافظ، حدثنا أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بن حبيب الرزاز الحافظ، حدثنا أحمد بن زكريا بن سفيان، حدثنا سعيد بن طهمان الفقرائي قال: سمعت هشيماً وهو أبو معاوية هشيم بن بشير الواسطي يقول: أدركت خطباء أهل الشام بواسط في زمن بني أمية كان إذا مات لهم ميت قام خطيبهم فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر علي بن أبي طالب فسبه فحضرتهم يوماً وقد مات لهم ميت، فقام خطيبهم فحمد الله وأثنى عليه وذكر علياً عليه السلام فسبه! فجاء ثور فوضع قرنيه في ثدييه وألزقه بالحائط فعصره حتى قتله!، ثم رجع يشق الناس يميناً وشمالاً لا يهيج أحداً ولا يؤذيه. قال أسلم: وحدثنا إبراهيم بن منصور بن قادم الخباز الخطيب الأعور قال: حدثنا سعيد بن طهمان الفقرائي قال: سمعت هشيماً يقول هذا الحديث. أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب الفقيه الحنفي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي وأخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الجاذري الطحان قالوا: حدثنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان المعدل حدثنا أسلم، حدثنا حرمي بن يونس، حدثنا يحيى بن أيوب قال: سمعت نصر بن بسام قال: أتيت معروفاً يعني الكرخي فسمعته يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
⦗ص: 457⦘
النوم وهو يقول: ((جزى الله هشيماً عن أمتي خيراً)). قال: حدثنا أسلم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة قال: سمعت سعيد بن منصور يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت له: ألزم هشيماً أو أبا يوسف؟ قال: ((الزم هشيماً)). قال: حدثنا أسلم، حدثنا زكريا بن يحيى بن صبيح قال: سمعت عمران بن أبان يقول: سمعت شعبة يقول: إن حدثكم هشيم عن عيسى بن مريم فصدقوه. هذا مبالغة في صدقه وصحة حديثه.
⦗ص: 458⦘
قال: حدثنا أسلم، حدثنا يحيى بن إسحاق الواسطي قال: سمعت عمرو بن عون يقول: مكث هشيم عشرين سنة قبل موته يصلي العشاء والفجر بوضوء واحد.
446 -
أخبرنا أبو محمد الحسن بن موسى الغندجاني قال: أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا محمد بن زكريا، حدثنا ابن عائشة عن أبيه قال: حج هشام بن عبد الملك في خلافة الوليد فكان إذا أراد استلام الحجر زوحم عليه، وحج علي بن الحسين عليهما السلام فكان إذا دنا من الحجر يفرق عنه الناس إجلالاً له، فوجم لذلك هشام وقال: من هذا؟ فما أعرفه؟ وكان الفرزدق واقفاً فأقبل على هشام فقال:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
…
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
…
هذا التقي النقي الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها
…
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته
…
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
في كفه خيزران ريحه عبق
…
من كف أروع في عرنينه شمم
يغضي حياء ويغضي من مهابته
…
فما يكلم إلا حين يبتسم
فليس قولك (من هذا؟) بضائره
…
العرب يعرف من أنكرت العجم
447 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزار وأبو الفرج
⦗ص: 460⦘
محمد بن هارون بن الحسين الفقيه المالكي رحمهما الله قالا: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن العباس بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، حدثنا أبي وعماي أبو القاسم وأبو الحسن وأبو عبد الله جعفر ومحمد ومحمد قالوا: قرئ على جدنا العباس بن عبد أحد بن جعفر ونحن حضور نسمع قال: حدثني عمي يعقوب بن جعفر بن سليمان بن علي قال: حدثني أبي عن أبيه عن أبيه قال: كنت مع عبد الله بن العباس وسعيد بن جبير يقوده، فمر على ضفة زمزم، فإذا بقوم من أهل الشام يسبون علياً عليه السلام! فقال لسعيد ردني عليهم، فوقف عليهم فقال: أيكم الساب لله عز وجل؟ قالوا: سبحان الله ما فينا أحد يسب الله عز وجل! قال: فأيكم الساب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: سبحان الله ما فينا أحد يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال: فأيكم الساب علي بن أبي طالب؟ قالوا: أما هذا فقد كان!، قال: فأشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته أذناني ووعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام: ((يا علي من سبك فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله عز وجل، ومن سب الله عز وجل كبه الله على منخريه في النار))، ثم ولى عنهم ثم قال: يا بني ماذا رأيتهم صنعوا؟ فقلت له: يا أبه:
نظروا إليك بأعينٍ محمرةً
…
نظر التيوس إلى شفار الجازر
فقال: زدني فداك أبوك! فقلت:
⦗ص: 461⦘
خزر العيون نواكس أبصارهم
…
نظر الذليل إلى العزيز القاهر
قال: زدني فداك أبوك! قلت: ليس عندي مزيد! فقال: لكن عندي فداك أبوك:
أحياؤهم عار على أمواتهم
…
والميتون مسبة للغابر
448 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان البزاز قراءة علينا من لفظه في جامع واسط سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، حدثنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن موسى النصيبي، حدثنا حميد بن مسبح، حدثنا أبو الطيب أحمد بن عبيد الله الداري بأنطاكية، حدثنا يمان بن سعيد، حدثنا خالد بن يزيد البجلي عن محمد بن إبراهيم الهاشمي عن أبي جعفر عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف تهلك أمة أنا في أولها وعيسى بن مريم في آخرها والمهدي من ولدي في وسطها)).
449 -
وبالإسناد عن الحسن قال: سمعت جابراً يقول: أرسل
⦗ص: 462⦘
النبي صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب أميراً على سرية وكان في السرية الزبير بن العوام، فنزل علي عليه السلام على حصن من حصون العدو، فوصف له جارية في إحدى الحصنين فتشوقت نفسه إليها، فقال للزبير: قف على الحصن مقيماً إلى أن أمضي وأفتح ذلك الحصن وأعود. فمضى عليه السلام وتخلف الزبير مقيماً على الحسن، فاستعجل الزبير ففتح الحصن قبل ورود علي عليه السلام، وأخرجوا من أهل الحصن الجارية فدفعوها إلى الزبير فأخذها الزبير، ومضى إلى علي عليه السلام فوجده قد فتح الحصن وهو في حصاره، فصعد إليه وناداه: السلام عليك يا أبا الحسن! فسمع عنده كلام امرأة فخرج إليه وهو ضاحك، فقال له الزبير: هذه الجارية التي وصفت لك يا أبا الحسن قد أتيتك بها. فإذا بقائلة تقول: يا زبير تريد أن تفرق بيني وبين ابن عمي؟ فعجب الزبير من ذلك عجباً شديداً فقالت: والله لو أني بالمشرق وعلي بالمغرب حتى هم بي أو هممت به لجمع الله بيننا أسرع من الجفن. فإذا هي فاطمة عليها السلام.
450 -
وبالإسناد: حدثنا الربعي، حدثنا فضيل بن يسار قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام: أي قبور الشهداء أفضل؟ قال: أوليس أفضل الشهداء عندك الحسين عليه السلام؟ فوالذي نفسي بيده إن حول قبره أربعين ألف ملك شعثاً غبراً يبكون عليه إلى يوم القيامة.
451 -
قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني عن
⦗ص: 464⦘
عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سافر مع علي عليه السلام وكان صاحب مطهرته فلما جاء نينوى وهو منطلق إلى صفين: فإذا علي عليه السلام يقول: صبراً أبا عبد الله، صبراً أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: من ذا أبو عبد الله؟ قال علي عليه السلام: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان! فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟، قال:((قام من عندي جبرائيل عليه السلام فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، وقال: هل لك أن أشمك من تربته؟)) فقلت: نعم. فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا.
452 -
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسين بن عقوب الواسطي أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسين بن جهضم الهمداني، أخبرنا
⦗ص: 465⦘
أبو بكر محمد بن علي بن خالد بن سعيد الرقي البزاز، حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا عبد الله بن داهر عن عمرو بن جميع عن عروة بن عبيد عن الحسن بن أبي الحسن عن عمران بن حصين قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسلت عليه فقال: ((يا عمران إن لك منا منزلة وجاهاً فهل لك في عيادة فاطمة؟)) قلت: نعم يا رسول الله [بأبي أنت وأمي]، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت معه حتى وقف على باب فاطمة فقال:((السلام عليك با بنية أدخل؟)) فقالت: أدخل يا رسول الله بأبي أنت وأمي، قال:((أنا ومن معي؟)) قالت: ومن معك يا رسول الله؟ قال: ((معي عمران بن الحصين الخزاعي)) قالت: والذي بعثك بالحق نبياً ما علي إلا عباءة لي، فقال:((يا بنية اصنعي بها هكذا وهكذا))، وأشار بيده فقالت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي هذا جسدي وقد واريته، فكيف لي برأسي؟ فألقى عليها ملاءة له خلقاً، فقال:((شدي هذه على رأسك)) ثم أذنت له فدخلت معه، فقال:((كيف أصبحت أي بنية؟)) قالت: أصبحت والله وجعة يا رسول الله، وزادني على ما بي من الوجع الجوع، لست أقدر على طعام آكله، فقد أهلكني الجوع. فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكت فاطمة معه ثم قال: ((أبشري يا فاطمة وقري عيناً ولا تحزني، فوالذي بعثني بالنبوة حقاً إن كنت ذقت طعاماً منذ ثلاث، وإني لأكرم على الله منك، ولو شئت أن أظل عند ربي يطعمني ويسقيني لفعلت، ولكني آثرت الآخرة على الدنيا، يا بنية لا تجزعي فوالذي بعثني بالنبوة حقاً إنك سيدة نساء
⦗ص: 466⦘
العالمين، فوضعت يدها على رأسها وقالت: يا أبه! فأين آسية بنت مزاحم امرأة فرعون؟ ومريم بنت عمران؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((آسية سيدة نساء عالمها، ومريم سيدة نساء عالمها، وخديجة سيدة نساء عالمها، وأنت فاطمة سيدة نساء عالمك إنكن في بيوت من قصب لا أذى فيه ولا نصب))، قلت: يا رسول الله وما بيوت من قصب؟ قال: ((در مجوف من قصب لا أذى فيه ولا صخب))، قال: ثم ضرب بيده على منكبها وقال: ((يا بنية والذي بعثني بالحق نبياً لقد زوجتك سيداً في الدنيا وسيداً في الآخرة)).
453 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر، حدثنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر الأزدي الحافظ، حدثنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي الحافظ، حدثنا يوسف بن القاسم الميانجي عن علي بن العباسي المقانعي عن محمد بن مروان عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن أبي مالك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى)).
454 -
قال: وحدثنا عبد الغني، حدثنا الحسين بن عبد الله القرشي، حدثنا الباهلي، حدثنا عبد الرحمن بن خالد، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا زياد بن المنذر عن عقيصا وهو أبو سعيد دينار قال: سمعت الحسين عليه السلام يقول: من أحبنا نفعه الله بحبنا وإن كان أسيراً في الديلم، وإن حبنا ليساقط الذنوب كما تساقط الريح الورق.
455 -
أخبرنا أبو إسحاق بن غسان الدقاق البصري فيما كتب به إلي، حدثنا أبو علي الحسين بن أحمد بن محمد، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، حدثنا أبي حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا علي إنا الله عز وجل قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك، فأبشر فإنك الأنزع البطين، المنزوع من الشرك، البطين من العلم)).
456 -
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما أسري بي إلى السماء أخذ جبريل عليه السلام بيدي وأقعدني على درنوك من درانيك الجنة ثم ناولني سفرجلة، فأنا أقبلها إذا انفلقت فخرجت جارية حوراء لم أر أحسن منها، فقالت: السلام عليك يا محمد! فقلت: من أنت؟ قالت: أنا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أصناف: أسفلي من مسك ووسطي من كافور وأعلاني من عنبر، عجنني بماء الحيوان قال لي الجبار: كوني فكنت! خلقني لأخيك ولابن عمك علي بن أبي طالب عليه السلام).
457 -
وروى علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تحشر ابنتي فاطمة عليها السلام وعليها حلة الكرامة قد عجنت بماء الحيوان فينظر عليها الخلائق فيعجبون منها ثم تكسى أيضاً حلة من حلل الجنة وهي ألف حلة مكتوب على كل حلة بخط أخضر: أدخلوا بنت محمد الجنة على أحسن الصور وأحسن الكرامة وأحسن منظر، فتزف كما تزف العروس إلى زوجها، ويوكل بها سبعون ألف جارية)).
94 -
[مكرر] وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الويل لظالمي أهل بيتي عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار)).
95 -
[مكرر] وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن قاتل
⦗ص: 469⦘
الحسين عليه السلام في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار، وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار منكس في النار حتى يقع في نار جهنم، وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم عز وجل من شدة ريح نتنه، وهو فيها خالد ذائق العذاب العظيم كلما نضجت جلوهم بدلناهم جلوداً غيرها حتى يذوقوا العذاب الأليم، لا يفتر عنهم ساعة وسقوا من حميم جهنم، الويل لهم من عذاب الله عز وجل).
458 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان إذناً، حدثنا أبو الحسين أحمد بن الحسين قال: أنشدني أبو محمد لؤلؤ بن عبد الله قال: قرأت على أبي عمر الزاهد لأمير المؤمنين عليه السلام لله در القائل:
محمد النبي أخي وصنوي
…
وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يمسي ويضحي
…
يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي
…
مسوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها
…
فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الإسلام طفلاً
…
غلاماً ما بلغت أوان حلمي
وأوجب بالولاية لي عليكم
…
رسول الله يوم غدير خم
فويل ثم ويل ثم ويل
…
لمن يلقى الإله غداً بظلمي
459 -
أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى، أخبرنا أبو أحمد
⦗ص: 470⦘
عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي، أخبرنا محمد بن القاسم الأنباري النحوي، حدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري، حدثنا هارون بن حاتم، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد عن ثابت بن إسماعيل عن أبي النضر الحرمي قال: رأيت رجلاً سميج العمى فسألته عن سبب ذهاب بصره، فقال: كنت فيمن حضر عسكر عمر بن سعد، فلما جاء الليل رقدت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وبين يديه طست فيها دم وريشة في الدم، وهو يؤتى بأصحاب عمر بن سعد، فيأخذ الريشة فيخط بها أعينهم فأتي بي فقلت: يا رسول الله! والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم، فقال:((أفلم تكثر عدونا؟)) فأدخل أصبعيه في الدم السبابة والوسطى وأهوى بهما إلى عيني فأصبحت وقد ذهب بصري!.