الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأصوات الرخوة:
"f"
هذا الصوت شفوي أسناني رخو مهموس مرقق، يتم النطق به بخلق صلة بين الشفة السفلى، وأطراف الثنايا العليا، ورفع مؤخر الطبق، وإلصاقه بالجدار الخلفي للحلق، وفتح الأوتار الصوتية إلى درجة لا يكون معها جهر، بل يكون معها تنفس مهموس.
ولكن لهجة عدن لا تفرق بينهما، وتنطق كليهما بضاد مخرجها الأسنان.
وكما أن الفارسي يتردد في الكتابة، حين تملي عله كلمة فيها الهاء، ويسألك عما إذا كانت من "حطي"، أو من "هوز" والسوداني يتردد حين تملي عليه كلمة "قدر"، فيسألك إن كانت بالقاف أو بالغين، يتردد العدني في الكلمة التي فيها الضاد بين كتابتها الضاد أو بالظاء؛ لأن الضاد والظاء في لهجة عدن حرف واحد.
وهذا صوت طبقي رخو مجهور مرقق، وإن ارتبط بقيمة شبه تفخيمية في بعض المواقع، ويتم النطق به برفع مؤخر اللسان، حتى يتصل بالطبق، وخلق صلة تسمح للهواء الرئوي بالمرور، ولكن مع احتكاك باللسان، والطبق في نقطة تلاقيهما، وهذا هو عنصر الرخاوة في الغين، وفي نفس الوقت يرتفع الطبق ليسد المجرى الأنفي، وتحدث ذبذبة في الأوتار الصوتية.
لقد اعتبر النحاة، والقراء الحلق مخرج الغين، وبهذا يستطيع الباحث أن يقف منهم أحد موقفين، ينبني كل منهما على طريقة فهمهم للإصطلاح "حلق"، فإذا كان مفهوم هذا الاصطلاح في أذهانهم، مطابقا لما نفهمه نحن الآن، فهم ولا شك
مخطئون في القول بأن صوت الغين يخرج من الحلق، أما إذا كان فهمهم للاصطلاح أوسع من فهمنا له، حتى ليشمل ما بين مؤخر اللسان والطبق، فلا داعي للقول بخطئهم.
والمقابل المهموس لهذا الصوت، هو صوت الخاء.
"X"
صوت طبقي رخو مهموس مرقق، ولو أن له قيمة شبه مفخمة في بعض المواقع، ويتم النطق بهذا الصوت بنفس الطريقة، التي يتم بها النطق بصوت الغين مع فرق واحد: هو أن الأوتار الصوتية في هذه الحالة الأخيرة، لا تكون بها ذبذبة، ومن ثم كان صوت الخاء مهموسًا.
وما قيل عن النحاة، والقراء في اعتبارهم صوت الغين صوتا حلقيا، يقال بحذافيره في صوت الخاء.
"ع"
وصوت العين حلقي مجهور مرقق، يتم نطقه بتضييق الحلق عند لسان المزمار، ونتوء لسان المزمار إلى الخلف، حتى يتصل أو يكاد بالجدار الخلفي للحلق، وفي نفس الوقت يرتفع الطبق ليسد المجرى الأنفي، وتحدث ذبذبة في الأوتار الصوتية، ويحتك الهواء الخارج من الرئتين بلسان المزمار، والجدار الخلفي للحلق عند نقطة تقاربهما.
لقد عد النحاة العرب صوت العين من الأصوات المتوسطة، وربما كان ذلك لعدم وضوح الاحتكاك في نطقها وضوحا سمعيًا، ولكن الأصوات المتوسطة تشترك جميعها في خصائص ليست موجودة في نطق العين، وأوضح هذه الخصائص حرية مرور الهواء في المجرى الأنفي، أو المجرى الفموي، دون سد طريقه، أو عرقلة سيره بالتضييق عند نقطة ما، وقد اتضح بصورة الأشعة أن في نطق العين تضييقا كبيرا للحلق، وهذا ما يدعونا ومادعا غيرنا من المحدثين قبل ذلك إلى اعتبار صوت العين رخوًا لا متوسطا.
_________
1 راجع معنى الاصطلاح "حس".