الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجلد الأول
مقدمة
…
منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام
إعداد: حمود بن أحمد بن فرج الرحيلي
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر وتقدير
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين لهم إلى يوم الدين.
وبعد: فإني أشكر الله تعالى على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولاتحصى، ومن هذه النعم أن وفقني لطلب العلم الشرعي، وأمدني بعونه وتوفيقه على إتمام هذه الرسالة، فله الحمد وله الشكر لا أحصي ثناء عليه.
ثم عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" 1، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم
1 سنن أبي داود 5/157 كتاب الأدب، باب في شكر المعروف.
وسنن الترمذي 4/339 كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك.
ومسند الإمام أحمد 2/258، 295.
وجامع الأصول لابن الأثير 2/559. والحديث صحيح.
انظر: فيض القدير للمناوي 6/224.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المتفرد بالإلهية على جميع خلقه.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خاتم أنبيائه وصفوة خلقه، أرسله على فترة من الرسل بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
وبعد: فإن الإسلام يواجه كثيراً من التحديات الضارية من الصهيونية، والشيوعية، والصليبية، والوثنية البغيضة، وقد استيقظت هذه الحركات الهدامة كلها دفعة واحدة، وبيتت النية على اغتيال هذا الدين من نفوس أبنائه، منتهزة فرصة ما يسود كثيراً من ديار الأمة الإسلامية من جهل وغفلة وفرقة.
والواقع أن الباطل مهما كان نفوذه، فإنَّه لا ينتشر ولا يذيع إلاّ في غفلة أهل الحق وضعفهم، وابتعادهم عن ميادين البذل والجهاد.
وما هي إلا جولة أو بعض جولة حتى ينكشف مثار النقع، وتتجلى حكمة الله تعالى فيما يكلأ به هذا الدين وقرآنه العظيم، ويعود المسلمون
قد كافأتموه" 1.
أتقدم بخالص الشكر وعظيم التقدير لأستاذي الجليل فضيلة الدكتور عبد الفتاح إبراهيم سلامة المشرف على هذه الرسالة، فقد وجدت منه رحابة الصدر والإخلاص في العمل، وأفاض علي بعلمه الغزير، وتوجيهاته السديدة، وأعطاني من وقته الكثير، فجزاه الله عني وعن جميع طلابه أحسن الجزاء، وبارك في عمره ومنحه العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
كما أشكر فضيلة الدكتور عبد المنعم محمد حسنين المشرف السابق على هذه الرسالة في مرحلتها الأولى، فقد أمدني بتوجيهاته العلمية، فجزاه الله خير الجزاء.
كما أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان للجامعة الإسلامية ممثلة في القائمين عليها، وأخص منهم معالي رئيس الجامعة الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، وفضيلة رئيس قسم الدراسات العليا الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان، فقد قدموا لأبنائهم الطلاب كافة الإمكانيات الكفيلة بمساعدتهم على أداء مهماتهم.
1 سنن أبي داود 2/310 كتاب الزكاة، باب عطية من سأل الله.
وسنن النسائي 5/82 كتاب الزكاة، باب من سأل بالله عز وجل.
ومسند الإمام أحمد 2/ 68، 96، 99، وجامع الأصول لابن الأثير 11/692، وفيض القدير للمناوي 6/55.
كما أشكر كل من قدم إليّ عوناً أو أسدى إليّ معروفاً من كافة الأساتذة الأفاضل، والإخوة الأكارم، فجزى الله الجميع عني خير الجزاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أشدّ ما كانوا ذوداً، وأبلغ ما كانوا دفعاً ومحاماة عن دينهم، وإذا الإسلام أقوى ما يكون فيهم وأثبت من كل مبدأ دخيل أو فكرة هدامة.
ولما كان الشرك وهيمنة البدع والخرافات من أعظم الأزمات التي عانت منها البشرية عبر تاريخها الطويل.
ولما كان القرآن الكريم قد وقف من الشرك موقفاً حازماً لاقتلاعه بجميع أشكاله وألواته، وأفرد لدحضه السور والآيات البينات، وناقش المفاهيم والاتجاهات نقاشاً منطقياً وموضوعياً، فنقدها ونقضها، ورد كل زعم ودحض كل فرية، وأبان في النهاية العقيدة الصحيحة، عقيدة التوحيد والوحدانية لله رب العالمين.
فقد آثرت اختيار: "منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام" ليكون موضوعاً لرسالتي لنيل درجة العالمية العالية "الدكتوراه" للأسباب التالية:
أولاً: إبراز منهج القرآن في دعوة المشركين إلى الإسلام، وقد سبق لي أن بينت منهج القرآن في دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام في رسالتي للماجستير، وذلك لأن الإسلام هو دين الله الحق الذي لا يقبل من أحد سواه.
ثانياً: القيام بمسؤليتي في ميدان الدعوة إلى الله عملاً بقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ} 1.
وقوله عز وجل: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} 2.
وقوله سبحانه: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} 3.
وقوله جل وعلا: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} 4.
وقوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} 5.
ولحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي
1 سورة يوسف آية: 108.
2 سورة آل عمران آية: 104.
3 سورة آل عمران آية: 110.
4 سورة النحل آية: 125.
5 سورة فصلت آية: 33.
صلى الله عليه وسلم قال: "بلغوا عني ولو آية
…
" 1.
ولحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"2.
ثالثاً: أن الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك هي دعوة الرسل جميعاً، قال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} 3، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ
1 أخرجه: البخاري في صحيحه بشرح الفتح 6/496 كتاب الأنبياء، باب 50 ما ذكر عن بني إسرائيل.
والجامع الصحيح للترمذي 5/40 كتاب العلم، باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل.
2 صحيح مسلم 1/69 كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان
…
وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان.
والترمذي 4/469-470 كتاب الفتن، باب ما جاء في تغيير المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب.
وأبو داود 1/677 كتاب الصلاة، باب الخطبة يوم العيد.
والنسائي 8/111 كتاب الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان.
وابن ماجه 2/1330 كتاب الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3 سورة النحل آية: 36.
لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} 1.
وقد قام الأنبياء والرسل جميعاً بدعوة الناس إلى عبادة الله وتوحيده، فما منهم من أحد إلا قال لقومه:{اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} 2.
وقد احتدم الصراع بين دعاة الحق وأنصار الباطل بين الرسل وأممهم، وخلال هذا الصراع الرهيب تحطمت الأصنام وتهاوت الأوثان، وانخذل الشرك وأهله، وانتصر الحق ودعاته.
وعلى هذا الطريق سار السلف الصالح يدعون إلى دين الله على بصيرة، ويبينون للناس الحق على هدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولنا في رسل الله والسلف الصالح القدوة الحسنة.
رابعاً: أن الشرك بالله تعالى هو أعظم الذنوب وأكبر الكبائر على الإطلاق، وأول الأسباب التي أدت إلى هلاك الأمم المكذبة، وعواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة، وذلك أن صاحبه في الدنيا يصبح ضحية للخرافات والوساوس والأوهام، الأمر الذي يعود على صحته وماله ووقته بالتلف والهلاك، وهو في الآخرة من الخالدين في نار جهنم، إذا مات وهو مصر على الشرك والعياذ بالله.
1 سورة الأنبياء آية: 25.
2 سورة الأعراف آية: 59.
خامساً: أنه على الرغم من كثرة النصوص الواردة في النهي عن الشرك والتحذير من صغيره وكبيره، فإن الشرك لا يزال ينتشر في بعض بقاع العالم الإسلامي على الرغم من انتشار العلوم والمعارف والتقدم الثقافي، بل أخذت معاول الهدم والتخريب تعمل جاهدة على إحياء ما قبل الإسلام، ومن ذلك إحياء الوثنية الجاهلية، فظهرت البدع التي قام أتباعها بنشرها والترويج لها، فظهر في الساحة القبوريون وأدعياء الولاية من الصوفية والمبتدعة، وأهل السحر والشعوذة الذين شوهوا معالم الدين، وزيفوا حقائقه ومعتقداته، حتى أصبحت في بعض البلدان السنة بدعة والبدعة سنة، وأصبح الشرك توحيداً، والتوحيد شركاً وكفراً1، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سادساً: أن هذا الموضوع بهذا العنوان وهذا المنهج الذي اتبعته لم أر من أفرده بالتأليف -على مبلغ علمي المحدود- اللهم ما تناثر في كتب العلماء القدامى والمحدثين في كتب العقائد والتفاسير والتواريخ ونحوها.
لهذا عزمت على الكتابة في هذا الموضوع محاولاً إعطاء القارئ صورة واضحة عن مسلك القرآن في دعوته للمشركين وما أقامه عليهم من الحجج والبراهين الدالة على وحدانية الله تعالى.
1 انظر في هذا: الإسلام والدعوات الهدامة لأنور الجندي ص: 219، ومصرع الشرك والخرافة للشيخ خالد محمد علي الحاج ص:11.
خطة البحث
قد قسمت الرسالة إلى:
مقدمة، وتمهيد، وأربعة أبواب، وخاتمة.
أما المقدمة فتشمل على: سبب الاختيار والخطة، ومنهجي في البحث.
وأما التمهيد فيشمل على تعريف موجز لكل من: المنهج، القرآن، الدعوة، الإسلام.
وأما الباب الأول: فقد جعلته عن التوحيد والشرك في حياة البشرية.
ويشتمل على أربعة فصول:
الفصل الأول: تحدثت فيه عن أصالة التوحيد في البشرية ودعوة جميع رسل الله إليه.
ويشتمل على ما يلي:
1-
تعريف التوحيد لغة.
2-
تعريف التوحيد شرعاً.
3-
أسبقية التوحيد على الشرك، وذكر الأدلة على ذلك.
4-
خطأ بعض علماء مقارنة الأديان في هذا الموضوع والرد عليهم.
5-
التوحيد دعوة جميع الرسل.
6-
أنواع التوحيد والعلاقة بينها.
وأما الفصل الثاني: فقد تحدثت فيه عن معنى الشرك وبعض صوره.
ويشتمل على ما يلي:
1-
تعريف الشرك لغة.
2-
مواضع ورود كلمات الشرك في القرآن الكريم.
3-
تعريف الشرك شرعاً.
4-
أنواع الشرك.
5-
الفرق بين الشرك والكفر.
6-
صور من الشرك في الاعتقاد.
أ- الشرك في النية.
ب- الشرك في المحبة.
ج- الشرك في الخوف.
د- الشرك في الطاعة والانقياد.
7-
صور من الشرك في العبادات.
أ- دعاء غير الله.
ب- الغلو في قبور الأنبياء والصالحين.
ج- الشرك في الذبح.
د- الشرك في النذر.
هـ- ادعاء علم الغيب.
و السحر والخداع.
ز- الأحجبة والرقى والتمائم.
8-
صور من المعبودات من دون الله.
أ- عبادة الشخصية الإنسانية.
ب- عبادة الأصنام والأوثان.
ج- عبادة الأهواء.
د- عبادة الأسلاف.
هـ- عبادة بعض الظواهر الطبيعية.
وأما الفصل الثالث: فقد تحدثت فيه عن تسرب الشرك إلى البشرية ومناهج الأنبياء السابقين في محاربته.
ويشتمل على ما يلي:
1-
الشرك في قوم نوح عليه السلام ومنهجه في محاربته.
2-
الشرك في قوم هود عليه السلام ومنهجه في محاربته.
3-
الشرك في قوم صالح عليه السلام ومنهجه في محاربته.
4-
الشرك في قوم إبراهيم عليه السلام ومنهجه في محاربته.
5-
الشرك في قوم إسماعيل عليه السلام ومنهجه في محاربته.
6-
الشرك في قوم يوسف عليه السلام ومنهجه في محاربته.
7-
الشرك في قوم شعيب عليه السلام ومنهجه في محاربته.
8-
الشرك في قوم موسى عليه السلام ومنهجه في محاربته.
9-
الشرك في قوم عيسى عليه السلام ومنهجه في محاربته.
أما الفصل الرابع: فقد تحدثت فيه عن حالة العقائد قبيل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم في داخل الجزيرة العربية وفي خارجها، وبينت كيف أن العالم بأسره كان في حاجة ماسة إلى منقذ.
أما الباب الثاني: فكان في معالم المنهج القرآني في دعوة المشركين. ويشتمل على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: في ثبوت وجود الله والدلائل على وحدانيته وبينت فيه ثبوت فطرية وجود الله والإيمان به في النفوس البشرية، وأسباب تغير هذه الفطرة.
أما الدلائل العلمية على وجود الله ووحدانيته فتتمثل فيما يلي:
1-
آيات الله في خلق الإنسان.
2-
آيات الله في الكون: من سماء وأرض، وشمس وقمر، وليل ونهار، ونجوم وأفلاك، وسحاب ورياح ورعد.
3-
آيات الله في خلق الحيوان.
4-
آيات الله في خلق النبات.
أما الفصل الثاني: فكان في إقامة الحجج والبراهين على المشركين، ويشتمل على ما يلي:
1-
الأدلة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم.
2-
أسئلة في إفحام المشركين.
3-
الاحتجاج على المشركين باعترافهم بتوحيد الربوبية وإقرارهم بتوحيد الإلهية عند الشدائد.
4-
الدعوة عن طريق السؤال والجواب.
5-
أمثلة من البراهين العقلية على وحدانية الله.
6-
الاستدلال بالمتقابلات.
7-
ضرب الأمثال.
8-
الجدل.
9-
تعجيزهم عن الإتيان بدليل عقلي أو نقلي يقر عبادتهم.
أما الفصل الثالث: فقد تحدثت فيه عن توجيهات وتحذيرات القرآن للمشركين، ويشتمل على ما يلي:
1-
الأمر الجازم بعبادة الله وحده، والنهي عن عبادة ما سواه.
2-
الأساليب الخبرية في دعوتهم.
3-
الدعوة إلى التجرد من التقاليد الموروثة.
4-
استعمال الحكمة في دعوتهم.
5-
أسلوب القصة.
6-
الدعوة إلى الاعتبار بالسابقين.
7-
تذكيرهم بالنعم وتحذيرهم من النقم.
8-
الشرك خرافات وأوهام وفيه:
أ- بيان ضعف الشركاء، ومهانة الآلهة المدعاة.
ب- تسفيه وتهجين عقول المشركين.
9-
أضرار الشرك في الدنيا والآخرة.
وأما الباب الثالث: فكان في دحض شبهات المشركين ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول: دحض شبهات المشركين حول بعض المسائل الغيبية، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: في حقيقة الملائكة وأراجيف المشركين حولهم.
المبحث الثاني: في إنكار المشركين لليوم الآخر ومنهج القرآن في إثباته.
المبحث الثالث: في بيان الحق في أمر الشفعاء.
المبحث الرابع: في بيان الحق في أمر الأولياء.
وأما الفصل الثاني: فقد تحدثت فيه عن دحض شبهات المشركين حول الرسالة، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: في دحض أكاذيب المشركين على القرآن.
المبحث الثاني: في دحض مفترياتهم على الرسول صلى الله عليه وسلم.
المبحث الثالث: في إعناتهم للرسول صلى الله عليه وسلم بطلب المعجزات والخوارق.
أما الباب الرابع: فكان عن النقلة بالمشركين في السلوك والعبادة وموقف الإسلام منهم، ويشتمل على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: النقلة بالمشركين في العبادات، ويشتمل على ما يلي:
1-
الصلاة.
2-
الزكاة.
3-
الصيام.
4-
الحج.
أما الفصل الثاني: فكان في النقلة بهم في السلوك والأخلاق، وينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الترغيب في الفضائل، ويشتمل على ما يلي:
1-
بر الوالدين وصلة الأرحام.
2-
العدل والوفاء.
3-
الإحسان.
4-
الأمانة.
5-
الصبر.
6-
الصدق.
7-
الاستقامة وتزكية النفس.
القسم الثاني: التحذير من الرذائل، ويشتمل على ما يلي:
1-
تقاليد الجاهلية في الحرث والنعم.
2-
أحكام الجاهلية.
3-
وأد البنات.
4-
الزنا.
5-
التبرج.
6-
الإكراه على البغاء.
7-
أكلهم للميتة والدم وما أهل به لغير الله.
8-
الخمر.
9-
الربا.
أما الفصل الثالث: فقد تحدثت فيه عن موقف الإسلام من المشركين، ويشتمل على ما يلي.
1-
تمهيد في وصفهم بالمشركين.
2-
لا يحل لهم دخول المسجد الحرام واعتبارهم نجس.
3-
تحريم نسائهم وذبائحهم.
4-
عدم الاستغفار لهم.
5-
البراءة من عهودهم.
6-
الأمر بقتالهم.
7-
الخلاف في أخذ الجزية منهم.
وأما الخاتمة: فقد أوجزت فيها أهم الأفكار والمحتويات التي تضمنتها الرسالة.
هذا وكان منهجي في البحث كالتالي:
1-
وضعت الآيات الكريمة تحت المبحث أو الموضوع المناسب، مع عزوها إلى سورها وترقيمها، وبيان وجهتها في الدعوة على ضوء التفاسير المشهورة.
2-
ذكرت من الأحاديث ما يتعلق بموضوع البحث، وقمت بعزوها إلى مصادرها من كتب الصحاح والسنن قدر الطاقة، مبيناً في الهامش الجزء والصفحة ثم الكتاب فالباب.
3-
عزوت الآثار، وأحداث السيرة النبوية، والوقائع التاريخية إلى أشهر الكتب التي أوردتها ككتب التفسير، والحديث، والعقيدة، والسيرة، والتاريخ.
4-
ذكرت معاني الكلمات الغريبة -في نظري- معتمداً في ذلك على كتب اللغة والتفسير والحديث.
هذا وأودُّ أن أنبه القارئ الكريم بأن ما نقلته عن بعض الكتب في هذا البحث لا يعني موافقتي لبعض أفكار ومناهج مؤلفيها، وذلك لمخالفتهم منهج السلف الصالح في بعض آرائهم، بل نقلت عن غير المسلمين، وذلك للإستفادة من بعض مؤلفاتهم، وقد حرصت ألاّ آخذ عنها إلا صواباً.
والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها.
الفهارس
وقد ألحقت بهذه الرسالة أربع فهارس:
الفهرس الأول: للآيات القرآنية مرتبة حسب السور فالآيات.
الفهرس الثاني: للأحاديث النبوية والآثار مرتبة على الحروف الهجائية.
الفهرس الثالث: ثبت أهم المصادر مرتبة على حسب الحروف الهجائية أيضاً.
الفهرس الرابع: للموضوعات.
هذا وإنني قد بذلت جهدي وطاقتي في تحري الدقة والرجوع إلى كل ما أمكنني الرجوع إليه من المصادر والمراجع التي تتعلق بهذا الموضوع، ليخرج البحث في صورة طيبة، فإن كان صواباً فهو من الله تعالى، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان، وحسبي أني لم أدخر وسعاً في سبيل ذلك، ولكن طبيعة البشر النقص والتقصير، والكمال لله وحده، ويؤكد هذا المعنى ما قاله العماد الأصفهاني:"إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتاباً في يوم إلا قال في غده: لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد هذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر"1.
1 إعلام الموقعين، مقدمة المحقق 1/ م.
وأسأل الله تعالى أن أكون قد وقفت فيما كتبت، وأن ينفعني بما تعلمت، وأن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
حمود بن أحمد بن فرج الرحيلي