الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حق وَأَن صِفَات الْخَالِق لائقة بجلاله وكماله وصفات المخلوقين مُنَاسبَة لحالهم وَبَين الصّفة وَالصّفة كَمَا بَين الذَّات والذات وسنبين مثل ذَلِك فِي الصِّفَات الَّتِي يسمونها سلبية
الْكَلَام على الصِّفَات السلبية عِنْد الْمُتَكَلِّمين ضَابِط الصّفة السلبية عِنْد الْمُتَكَلِّمين هِيَ الصّفة الَّتِي دلّت على عدم مَحْض وَالْمرَاد بهَا أَن تدل على سلب مَا لَا يَلِيق بِاللَّه عَن الله من غير أَن تدل على معنى وجودي قَائِم بِالذَّاتِ وَالَّذين قَالُوا هَذَا جعلُوا الصِّفَات السلبية خمْسا لَا سادسة لَهَا
وَهِي عِنْدهم الْقدَم والبقاء والمخالفة لِلْخلقِ والوحدانية والغنى الْمُطلق الَّذِي يسمونه الْقيام بِالنَّفسِ الَّذِي يعنون بِهِ الِاسْتِغْنَاء عَن الحيز وَالْمحل فَإِذا عَرَفْتُمْ هَذَا فاعلموا أَن الْقدَم والبقاء الَّذين وصف المتكلمون بهما الله جلّ وَعلا زاعمين أَنه وصف بهما نَفسه فِي قَوْله هُوَ الأول وَالْآخر [الْحَدِيد 3] والقدم فِي الِاصْطِلَاح عبارَة عَن سلب الْعَدَم السَّابِق إِلَّا أَنه عِنْدهم أخص من الْأَزَل لِأَن الْأَزَل عبارَة عَمَّا لَا افْتِتَاح لَهُ سَوَاء كَانَ وجوديا كذات الله وَصِفَاته أَو عدميا (1) والقدم عِنْدهم عبارَة عَمَّا لَا أول لَهُ بِشَرْط
أَن يكون وجوديا كذات الله متصفة بِصِفَات الْكَمَال والجلال وَنحن الْآن نتكلم على مَا وصفوا بِهِ الله جلّ وَعلا من الْقدَم والبقاء وَإِن كَانَ بعض الْعلمَاء كره وَصفه جلّ وَعلا بالقدم كَمَا يَأْتِي فَالله عز وجل وصف المخلوقين بالقدم قَالَ تالله إِنَّك لفي ضلالك الْقَدِيم [يُوسُف 95] كالعرجون الْقَدِيم [يس 39] أَنْتُم وآباؤكم الأقدمون [الشُّعَرَاء 76] وَوصف المخلوقين بِالْبَقَاءِ قَالَ وَجَعَلنَا ذُريَّته هم البَاقِينَ [الصافات 77] مَا عنْدكُمْ ينْفد وَمَا عِنْد الله بَاقٍ [النَّحْل 96] وَلَا شكّ أَن مَا وصف بِهِ الله من هَذِه الصِّفَات مُخَالف لما وصف بِهِ الْخلق نَحْو مَا تقدم أما الله عز وجل فَلم يصف فِي كِتَابه نَفسه بالقدم وَبَعض السّلف كره وَصفه بالقدم لِأَنَّهُ قد يُطلق مَعَ سبق الْعَدَم نَحْو كالعرجون الْقَدِيم [يس 39] إِنَّك لفي ضلالك الْقَدِيم [يُوسُف 95] أَنْتُم وآباؤكم الأقدمون [الشُّعَرَاء 76] وَقد زعم بَعضهم أَنه جَاءَ فِيهِ حَدِيث بعض الْعلمَاء يَقُول هُوَ يدل على وَصفه بِهَذَا وَبَعْضهمْ يَقُول لم يثبت أما الأولية والآخرية الَّتِي نَص الله عَلَيْهِمَا فِي قَوْله هُوَ الأول وَالْآخر فقد وصف المخلوقين أَيْضا بالأولية والآخرية قَالَ ألم نهلك الْأَوَّلين ثمَّ نتبعهم الآخرين [المرسلات 16