المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

حرف الْألف   ‌ ‌بَاب أَحْمد   1 - أَحْمَد بْن خَالِد التغلبي من أَهْلَ - التكملة لكتاب الصلة - جـ ١

[ابن الأبار]

الفصل: حرف الْألف   ‌ ‌بَاب أَحْمد   1 - أَحْمَد بْن خَالِد التغلبي من أَهْلَ

حرف الْألف

‌بَاب أَحْمد

1 -

أَحْمَد بْن خَالِد التغلبي من أَهْلَ جيان وَمن باغه المنسوبة إِلَيْهِم ذكره الرّازيّ وَرفع فِي نسبه وَقَالَ روى عَنْ بَقِي بْن مخلَد وَغَيره ورحل فلقي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن باز من أهل قرطبة يعرف بِابْن الْقَزاز سَمِعَ أَبَاهُ وَأخذ عَنْهُ الْقِرَاءَة الَّتِي دَخَلَ بهَا الأندلس وَرَوَاهَا فِي رحلته عَنْ عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الرَّحْمَن صَاحب ورش سَمَّاهُ الرَّازِيّ فِي الَّذين علا ذكرهم واشتهر اسمهم من المقرئين وَقَالَ كَانَ مؤدب جمَاعَة وَإِمَام المَسْجِد الْجَامِع وَحكى أَبُو عَبْد الْملك بْن عَبْد الْبر أَنَّهُ صحب أَبَاهُ فِي خُرُوجه إِلَى الثغر للرباط هُوَ وَأحمد بْن خَالِد وَأحمد بْن أبي زُرْعة رَجُل من تلاميذ إِبْرَاهِيم وَأَنه اعتل فِي طَرِيقه بمجْريط وَمَات بطليطلة سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أَحْمَد هَذَا وَكَانَ إِمَام الْجَامِع

قَالَ وَكَانَ إِبْرَاهِيم قد أوصى أَن يصلى عَلَيْهِ أَحْمَد بْن خَالِد فَلَمّا قَدِمَ نعشه عُرِضت الصَّلاة عَلَيْهِ فَأبى وَقَالَ قد قَالَ أَبُو إِسْحَاق يُصَلِّي عَلَي أَحْمَد وَلم يبين لكم بِأَكْثَرَ وَابْن أَحْمَد هُوَ أَحَق فصلى عَلَيْهِ ابْنه

وَقَالَ القَاضِي يُونُس بْن عَبْد اللَّه أَخْبرنِي أَبُو بَكْر يحيى بن مُجَاهِد يَعْنِي الكيبري الزَّاهد قَالَ كَانَ إِبْرَاهِيم بْن باز مقرئًا حَافِظًا لكتاب اللَّه عز وجل بَصيرًا بِوُجُوه الْقرَاءَات وَكَانَ أَهْلَ بَيته يقرؤون الْقُرْآن ويكثرون تِلَاوَته بنوه ونساؤه

وَكَانَ لَهُ ابْن متعبد وَابْن آخر قارىء لِلْقُرْآنِ كَانَ إِمَامًا فِي الْجَامِع بقرطبة قَالَ أَبُو بَكْر وَلم أسمع فِي خَلْقِ اللَّه أبصرَ مِنْهُ بِالْوَقْفِ عَلَى التَّمام فِي الْقُرْآن وَلَقَد بَلغنِي أَنَّهُ

ص: 11

غَدا فِي بَعْض الْأَيَّام إِلَى أبي الْجَعْد أسلم بْن عبد الْعَزِيز فِي حَاجَة عرضت لَهُ إِلَيْهِ فحانت صَلَاة الصُّبْح فقدمه أَبُو الْجَعْد فصلى بِهِ الصُّبْح وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَة الأولى مِنْهَا سُورَة الرَّعْد فَلَمّا انْفَتَلَ من الصَّلاة قَالَ لَهُ أَبُو الْجَعْد مَا سَمِعتُ أحدا يحسن مثل قراءتك لَا بِمَكَّة وَلَا بِالْمَدِينَةِ وَلَا فِي بلد من الْبلدَانِ وَابْن أبي زُرْعة لَمْ أجد لَهُ ذكرا فِي عريب هَذَا الْخَبَر فتركته

3 -

أَحْمَد بْن حَفْص بْن رفاع الفِهري من أَهْلَ قرطبة كَانَ فَقِيها وتُوُفيّ سنة ستٍّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ ذكره غَرِيب بْن سَعِيد

4 -

أَحْمَد بْن يحيى بْن سُلَيْمَان بْن عِيسَى بْن عَاصِم الْمعَافِرِي الأندلسيّ روى بقرطبة عَنْ أبي زَكَرِيَّاء بْن مُزَين حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن حبيب الأندلسيّ نزيل مصر حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة فِي كِتَابه من مرسية غير مرّة عَنْ أَبِيه عَنْ أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر عَنْ أبي مُحَمَّد عَبْد الْغَنِيّ بْن سَعِيد الْحَافِظ وَحَدَّثَنَا أَبُو القَاسِم بْن بَقِي فِي كِتَابه أَيْضا من قرطبة عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد بْن شُرَيْح قَالَ نَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الْبَاجِيّ فِيمَا كتبه لي بِخَطِّهِ قَالَ نَا جدي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه وَاللَّفْظ لَهُ نَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْغَنِيّ بْن سَعِيد الْأَزْدِيّ الْحَافِظ بِمصْر قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَر بْن عَبْد الْمُؤمن الْوراق وَمَا كتبته إلاّ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي عِيسَى بْن حبيب الأندلسيّ قَالَ نَا أَحْمَد بْن يحيى بْن سُلَيْمَان بْن عِيسَى بْن عَاصِم الْمعَافِرِي الأندلسيّ قَالَ نَا يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مزين قَالَ نَا يحيى بْن يحيى الأندلسيّ عَنْ مَالك قَالَ نَا يحيى بْن مُضر الأندلسيّ عَنْ سُفْيَان الثُّوريّ فِي قَوْله عز وجل {وطلح منضود} قَالَ الموز خرَّج عَبْد الْغَنِيّ هَذَا الحَدِيث فِي غرائب حَدِيث مَالك من تأليفه

وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن رزق وقرأته بِخَطِّهِ قرىء عَلَى شَيخنَا أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الجذامي وَأَنا أسمع أخْبركُم أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عُمَر بْن أنس العذري فَقَالَ نَعَمْ قَالَ أَنا الْمُهلب بْن أَحْمَد بْن أبي صفرَة القَاضِي قَالَ أَنا

ص: 12

يحيى بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحضْرميّ قَالَ نَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سِدْرَة قَالَ نَا عِيسَى بْن مُحَمَّد الأندلسيّ قَالَ نَا أَحْمَد بْن عِيسَى الأندلسيّ قَالَ نَا يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مزين قَالَ نَا يحيى بْن يحيى اللَّيْثِيّ عَنْ مَالك بْن أنس قَالَ حَدَّثَنِي يحيى بْن مُضر وَذكره

وَحَدَّثَنَا ابْن أبي حمرَة عَنْ أَبِيه عَنِ العذري بِمِثْلِهِ هَكَذَا وَقع فِي هَذَا الْإِسْنَاد ذَكَرَ أَحْمَد هَذَا مَنْسُوبا إِلَى جَدّه وَلم يذكرهُ ابْن الفَرَضيّ إلاّ أنَّ يكون أَحْمَد بْن عِيسَى الْمعَافِرِي من أَهْلَ الجزيرة الَّذِي حكى عَنِ ابْن حَارِث أَنَّهُ كَانَ فَقِيها مفتيًا وَذُكِرَ عِيسَى الَّذِي يحدث عَنْهُ وَذُكِرَ الْحميدِي أَيْضا عِيسَى وكناه أَبَا عَبْد اللَّه وَلم يسم فِي شُيُوخه أَحْمَد هَذَا وَرِوَايَة مَالك هَذَا التَّفْسِير عَنْ يحيى بْن مُضر مَشْهُورَة

قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن لبَابَة يحيى بْن مُضر روى عَنْ مَالك وروى عَنْهُ مَالك وَأورد هَذَا الْخَبَر وَذُكِرَ ابْن شعْبَان أنَّ مَالِكًا روى ذَلِكَ أَيْضا عَنِ ابْن هندي الطليطلي عَنْ سُفْيَان الثُّوريّ وَفِيه لأهل الأندلس فَخر تليد وَذُكِرَ بصحبه التخليد

5 -

أَحْمَد بْن حَكِيم بْن رَافع الجذامي من أَهْلَ مالقة وبيته فِي الشاميين بهَا نَبِيه روى عَنِ ابْن وضاح وَغَيره وَكَانَ فَقِيها ذكره الرّازيّ

6 -

أَحْمَد بْن يحيى بْن يحيى بْن يحيى بْن كثير بْن وسلاس اللَّيْثِيّ أَخُو عَبْد اللَّه بْن يحيى وَالِد القَاضِي أبي عَبْد اللَّه وأخيه أبي عِيسَى من أَهْلَ قرطبة قَالَ فِيهِ الرّازيّ كَانَ من أَهْلَ الْعلم وَمِمَّنْ لزم مُحَمَّد بْن وضاح وَأخذ عَنْهُ وَكَانَ بَصيرًا باللغة راوية للشعر يَقُولُ الأبيات الحسان ووفد إِلَى الثغر الْأَقْصَى مَعَ جهور بْن عَبْد الْملك وَحكى أَنَّهُ حَدثهُ أنَّ عُثْمَان بْن الْمثنى جمعه مركب فِي بَحر القُلْزُم مَعَ حبيب فأنشده شِعره الَّذِي يَقُولُ فِيهِ

(اللَّه أكبرُ جَاءَ أكبرُ من مَشى

فتعثرت فِي كنهه الأوهام)

ص: 13

وَكَانَ هَذَا الْبَيْت مُبْتَدأ الشّعْر فَقَالَ لَهُ ابْن الْمثنى شعر حَسَن لَوْلَا أَنَّهُ لَا ابْتِدَاء لَهُ فوقرت فِي نفس حبيب وابتدأ الشّعْر بقوله

(دمنٌ ألمَّ بهَا فَقَالَ سَلام

كم حل عقدَة صبرِه الْإِلْمَام)

ثُمَّ أنْشدهُ فِي الْيَوْم الثَّانِي الشّعْر بِهَذَا الِابْتِدَاء إِلَى إِتْمَامه فَقَالَ لَهُ ابْن الْمثنى أَنْت أشعر النّاس فَعظم فِي نفس حبيب ثُمَّ لقِيه فِي انْصِرَافه وحبِيب قَدْ عظم قدره وَجل خطره فَكَانَ يؤثره وَيعرف لَهُ فَضله وَكَانَ أوَّل من أَدخل شِعره قَالَ وَيُقَال إِن كثيرا من غزل حبيب لَهُ وَذكر ابْن الفرضي أَحْمَد بْن يحيى هَذَا مُخْتَصرا وَلم يرفع فِي نسبه إِلَى أبي جَدّه فأعدناه ليرتفع الِاشْتِبَاه

7 -

أَحْمَد بْن بُتري من سَاكِني قَرمُونة كَانَ فَقِيها ونحويًا لغويًا أَخذ عَنْ أبي حَرْشَن عَبْد اللَّه بْن نَافِع ذكره الزَّبِيديّ

8 -

أَحْمَد بْن غَانِم وَيعرف بالمديني من أَهْلَ قرطبة رَحل مرافقًا أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَسَرَّة الْجبلي فِي وجهته إِلَى الْحَج سنة إِحْدَى عشرَة وَثَلَاث مائَة وَكَانَ أسن مِنْهُ وَحج مَعَه حجَّتَيْنِ بَعْدَ حجّة مُتَقَدّمَة وَبَقِي بَعْدَ انصراف ابْن مَسَرَّة حَتَّى حجّ حجَّتَيْنِ فكملت لَهُ خمس حجات ثُمَّ انْصَرف وَلزِمَ دَاره إِلَى أنَّ تُوُفّي رحمه الله وَكَانَ فَقِيها عَالما ورعا ناسكا مُجْتَهدا من كتاب فِي أَخْبَار ابْن مَسَرَّة وَأَصْحَابه

9 -

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحِيم من أَهْلَ قرطبة رَحل إِلَى الْمشرق وَطلب عَلَمُ الْفَرَائِض والحساب وَألف فِي المعْنَيَيْن ذكره الرّازيّ

10 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْكَرِيم من أَهْلَ جَيَّان وَسكن قرطبة قَالَ الزَّبِيديّ كَانَ لَهُ حَظّ من عَلَمُ الْعَرَبيَّة وَالشعر وَكَانَ يُؤَدب بِالْمَدِينَةِ وَقَالَ الرّازيّ عِنْدَهُ نظر مُحَمَّد بْن أصبغ دُرَيْوِد

ص: 14

11 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى بْن يحيى اللَّيْثِيّ من أَهْلَ قرطبة روى عَنْ عَم أَبِيه عُبَيْد اللَّه بْن يحيى وَهُوَ أَخُو القَاضِي مُحَمَّد وَأبي عِيسَى ذكره الرّازيّ وَوَصفه بالتقدم فِي اللُّغَة وَحسن الشّعْر والعناية بِالْعلمِ وَحكى أنَّ عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر ولاه حصن مجريط مرّة وثانية فغزا فِي الثَّانِيَة وغنم ثُمَّ اعترضته خيل الْعَدو عِنْد قَوْله فاستشهد فِي ثَمَانِيَة عَشْر من الْمُسلمين لَمْ يصب من الْعَسْكَر غَيرهم وأوتي بجثته فدفنت بطلمنكة سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة

12 -

أَحْمَد الْكَاتِب من أَهْلَ قرطبة روى عَنْ بَقِي بْن مخلَد وَكَانَ متفننًا وَقع ذكره غَيْر مَنْسُوب فِي كتاب المسكتة للأمير عَبْد اللَّه بْن النَّاصِر وَقد رويتها مسموعة

13 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه من أَهْلَ قرطبة وَهُوَ ابْن أخي قومس كَاتب الْأَمِير مُحَمَّد روى عَنِ ابْن وضاح وَابْن الْقَزاز ورحل فَسمع من عَلِيّ بْن عبد الْعَزِيز وَغَيره ذَكَرَ ذَلِكَ الرّازيّ وَذكره ابْن الفَرَضيّ وسمى بَعْض شُيُوخه

14 -

أَحْمَد بْن عُمَر بْن أَحْمَد بْن حَمَّاد من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر كَانَ عَالما بِالْحِسَابِ والهندسة ذكره الرّازيّ فِي الفرضيين وَوَصفه بحدة الذِّهْن ولطافة الْكَفّ وَقَالَ رَحل سنة خمس وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وأتى نعيه من مصر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَقد طَار لَه بهَا وبنواحيها ذكر عَظِيم

15 -

أَحْمَد بْن مضاء بْن عَبْد الجَبَّار بْن مضاء بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن نَافِع من أَهْلَ قرطبة يعرف بِابْن الْحصار وَنسبه فِي البربر كَانَ بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ متفننًا فِي بَاب الْآدَاب ذكره الرّازيّ وَقَالَ أدب عِنْدَ خَاصَّة وَعَامة ثُمَّ صَار إِلَى تَأْدِيب الوصفاء بِالْقصرِ

ص: 15

16 -

أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن مُعَاوِيَة بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة بْن صَالح الحضْرميّ من أَهْلَ إشبيلية تولى الصَّلَاة بهَا

وَكَانَ معدودًا فِي نبهائها أَكثر خَبره عَنِ الرّازيّ وجده مُعَاوِيَة بن صَالح كَانَ قَاضِي الأندلس لعبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة

17 -

أَحْمد بن رحيق بن إِبْرَاهِيم بن حَارِث بن خلف بن رَاشد السماتي من البربر وَقَالَ الرّازيّ وَذَكَرَ كتامة بقرطبة مِنْهُم بَيت الْحَسَن بْن سَعْد وَبَيت بْن رحيق وُلّي قَضَاء الجزائر الشرقية بعد ابْن أَخِيه نَافِع بْن مُحَمَّد بْن رحيق فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة فَلم يزل قَاضِيا بهَا إِلَى أَن تُوُفّي لعشر خلون من رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة غريقًا فِي الْبَحْر مَعَ رَشِيق عَامل الجزائر مولى النَّاصِر ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن حَارِث وَذَكَرَ ابْن حَيَّان أنَّ جَعْفَر بْن عُثْمَان المصحفي خَرَجَ فِي يَوْمَ الْخَمِيس لثلاث بَقينَ من جُمَادَى الْأَخِيرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة قائدًا إِلَى الجزائر الشرقية ميورقة وذواتها وَولى أَحْمَد بْن رحيق الْقَضَاء بهَا

18 -

أَحْمَد بْن أبي حَامِد من أَهْلَ قرطبة سَمِعَ بهَا من شيوخها ورحل إِلَى الْمشرق فَسمع هُنَالك وَصَحب أَبَا عَبْد اللَّه ابْن مَسَرَّة وَكَانَ فَقِيها ورعًا مُوسِرًا كثير الْخَيْر وأعمال البرتوفي سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَلَاث مَائة

19 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن عُبَيْد اللَّه بْن أبي عِيسَى قَرَأت اسْمه بِخَطِّهِ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم رَحل حَاجا وَسمع بِمَكَّة من أبي سعيد ابْن الْأَعْرَاب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وببيت الْمُقَدّس من أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق السّرّاج بْن أخي أبي الْعَبَّاس الْحَافِظ وَسمع بِمصْر من أبي عَلِيّ بْن السكن مُعْجَمه فِي الصَّحَابَة سنة خمس وَأَرْبَعين وقفت عَلَى ذَلِكَ بِخَط ابْن السكن وَأَبُو عِيسَى الَّذِي انتسب إِلَيْهِ هُوَ كثير جد يحيى بْن يحيى وَالِد عُبَيْد اللَّه وَبِه كَانُوا يعْرفُونَ وَقد ذكره ابْن الفَرَضيّ وَقَالَ حدَّث عَنْ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر أَظُنهُ ابْن الْورْد مُحدث مصر وَلم يذكر سَائِر شُيُوخه وَقَالَ الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه فِيمَا وجد بِخَطِّهِ فِي آخر حَدِيث

ص: 16

شُعْبَة بْن الحَجَّاج نسخ من نُسْخَة أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى بْن أبي عِيسَى اللَّيْثِيّ يَعْنِي هَذَا سنة سبْعٍ وَخمسين وَثَلَاث مائَة

20 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى بْن عَبْد الغافر بْن عَبْد الْمجِيد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي عبس عَبْد الرَّحْمَن بْن جبر الْأَنْصَارِيّ صَاحب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف بِابْن أبي عبس وَكَانَ مُتَقَدما فِي علم الْعدَد والهندسة وَكَانَ يجلس لتعليم ذَلِكَ فِي أيّام الحكم ذكره القَاضِي صاعد

21 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الله بن هانىء العَطَّار من أَهْلَ قرطبة يعرف بِابْن اللباد سَمِعَ من قَاسم بْن اصبغ وَمُحَمّد بْن عِيسَى بْن القلاس وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا حدَّث وَكتب عَنْهُ وتُوُفيّ فِي حَيَاة أَبِيهِ مُحَمَّد وَكَانَت وَفَاة أَبِيه فِي شعْبَان سنة خمس وَسبعين وَثَلَاث مائَة من خطّ ابْن الفَرَضيّ

22 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن المري من أَهْلَ بجانة روى عَنْ أَبِيهِ حدَّث بِكِتَاب التحذير عَن معاصي اللَّه وَالرَّغْبَة فِي طَاعَته لعبد الْملك بْن حبيب عَنْهُ عَنْ عَبْد الْأَعْلَى بْن الْمُعَلَّى البجاني عَنْ يُوسُف بْن يحيى المغامي عَنْ عَبْد الْملك حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُوسَى الشذوني قَرَأت ذَلِكَ بِخَط ابْن مَيْمُون أحد الصاحبين وَحكى ابْن الفَرَضيّ أنَّ عَلِيّ بْن الْحَسَن وَالِد أَحْمَد هَذَا سَمِعَ من المغامي وَغَيره وَفِي هَذَا الْإِسْنَاد رِوَايَته عَنْ رَجُل عَنْهُ فَلَعَلَّهُ ممّا لَمْ يسمع مِنْهُ

23 -

أَحْمَد بْن يُونُس الجذامي من أَهْلَ قرطبة يعرف بالحراني وَهُوَ وَالِد أَبِي سهل يُونُس بْن أَحْمَد الأديب رَحل مَعَ أَخِيه عُمَر فِي دولة النَّاصِر ودخلا بَغْدَاد وَغَيرهَا

ص: 17

طَالِبين علم الطِّبّ وَأَقَامَا فِي رحلتهما عشرَة أَعْوَام ثُمَّ انصرفا فِي أول دولة الْمُسْتَنْصر سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَلَاث مَائة فاستخلصهما لنَفسِهِ وآثرهما عَلَى سَائِر أطبائه إِلَى أنَّ مَاتَ عُمَر مِنْهُمَا وَبَقِي أَحْمَد إِلَى دولة هِشَام المؤيِّد فولاه خطتي الشرطة والسوق ذكره صاعد وَفِيه عَنْ غَيره

24 -

أَحْمَد بْن غْرسية الْمكتب من أَهْلَ مَدِينَة الْفَرح يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ وهْب بْن مَسَرَّة قَالَ الصاحبان كتبنَا عَنْه حِكَايَة وَكَانَ رجلا صَالحا قَرَأت ذَلِكَ بِخَط أبي جَعْفَر مِنْهُمَا

25 -

أَحْمَد بْن سَعْد مولى النَّاصِر

كَانَ معنيًا بِطَلَب الْعلم وَرَأَيْت سَمَاعه لكتاب علم الْمَصَاحِف تأليف ابْن أشته فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة

26 -

أَحْمَد بْن حكم بْن مُحَمَّد العاملي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا عُمَر وَيعرف بِابْن اللبان وُلّي قَضَاء مورور وقرمونة وَكَانَ هُوَ وَأَخُوهُ يحيى بن حكم من أَهْلَ الْعلم وشاور يحيى مِنْهُمَا القَاضِي مُحَمَّد بْن يبْقى بْن زَرَب وتُوُفيّ سنة تسعين وَثَلَاث مائَة قَرَأت وَفَاته وَبَعض خَبره بِخَط ابْن حُبَيْش وَلم يذكرهَا ابْن بشكوال وَقَالَ أَبُو بَكْر القبشي وفضله عَلَى أَخِيه يحيى بْن حكم فِي الْمعرفَة كَانَ متسع الباع فِي الْعلم معتنيًا بالرواية وَالْقِرَاءَة عَلَى المقرئين قَالَ وَكَانَ القَاضِي أَحْمَد بْن ذَكْوَان صَاحب الرَّد عَلَى عناية بِهِ فَلَمّا مَاتَ أَخُوهُ يحيى ذكره للمنصور أبي عَامَر فصيره مَكَانَهُ وولاه مَا كَانَ يَتَوَلَّاهُ ثُمَّ رقاه إِلَى قَضَاء طليطلة فَمَاتَ وَهُوَ يتقلده

27 -

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حَاتِم التّميميّ من أَهْلَ قرطبة يعرف بالطرابلسي وَهُوَ عَم حَاتِم بْن مُحَمَّد الراوية سَمِعَ الحَدِيث وَكتب الْعلم عَنْ أبي

ص: 18

جَعْفَر بْن عون اللَّه وطبقته ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو عَلِيّ الغساني وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ صحبناه فِي السماع عِنْدَ أبي إِسْحَاق الشرفي

28 -

أَحْمَد بْن أبي عَبْد الْملك الْمكتب من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ مِنْهُ أَبُو عَمْرو المقرىء وَقَالَ كَانَتْ لَهُ رحْلَة سَمِعَ فِيهَا من أبي عَلِيّ الأسْيُوطي وَابْن شعْبَان القُرْطُبيّ وَغَيرهمَا روى عَنْهُ فِي كتاب الطَّبَقَات من تأليفه قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد المقرىء هُوَ الْأَنْطَاكِي قَالَ نَا أَحْمَد بن يَعْقُوب التائب المقرىء عَنْ بَكْر بْن سهل وَعَن ابْن مِسْكين عَنْ عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ ورش عَنْ نَافِع

29 -

أَحْمَد بْن سُمَيق بْن مُحَمَّد من أَهْلَ قرطبة وَسكن وَلَده طليطلة روى عَنْ أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عَلِيّ الْجبلي روى عَنْهُ ابْنه يحيى بْن أَحْمَد وَهُوَ جد القَاضِي أبي عُمَر بْن سميق من خطّ ابْن الدّباغ وَفِيه عَنْ غَيره

30 -

أَحْمَد بْن سُلَيْمَان يكنى أَبَا سَلَمَة حدَّث أَبُو عُمَر معوذ بْن دَاوُد الزَّاهد عَنْهُ عَنْ أبي بَكْر سيد بْن أبي مهْدي بموعظته قَالَه أَبُو عَبْد اللَّه بْن عتاب

31 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن حريش كَذَا قَرَأت اسْمه بِخَط حَاتِم الطرابلسي لَمْ يزدْ عَلَيْهِ يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أبي الْحَسَن الْأَنْطَاكِي وَأبي جَعْفَر بْن عون اللَّه وَأبي عبد الله بن مفرح وَكَانَ تلميذا لِابْنِ النُّعْمَان المقرىء وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عمر الطلمنكي وَهُوَ فِي عداد أَصْحَابه وَقد وقفت أَنَا عَلَى سَمَاعه من ابْن عون الله فِي صَفَر سنة ثَمَان وَسبعين مَعَ مُحَمَّد بْن أَحْمَد الطلمنكي وَمُحَمّد بْن بنوش وَتُوفِّي فِي نَحْو الأربعمائة وَذكر ابْن بشكوال أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن خديج الْأَنْصَارِيّ وَلَعَلَّه هَذَا وتصحف اسْم جَدّه إلاّ أَنَّهُ لَمْ يذكر من شُيُوخه المسمين غَيْر ابْن النُّعْمَان

ص: 19

32 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن اليسع من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر كَان من أَهْلَ الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ وَله فِي ذَلِكَ تأليف أملاه فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة أرانيه بَعْض أَصْحَابنَا

33 -

أَحْمَد بْن يحيى بْن سَعِيد التجِيبِي من أَهْلَ طليطلة يعرف بِابْن الحديدي يروي عَنْه ابْنه سَعِيد بْن أَحْمَد أَبُو الطّيب من كتاب ابْن بشكوال وأغفله

34 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السمْح من أَهْلَ قرطبة كَانَ يكنى أَبَا بَكْر كَانَ فَقِيها صَاحب وثائق وتُوُفيّ يَوْمَ الْأَحَد لليلة بقيت من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ صَاحب الصَّلاة يُونُس بْن عَبْد اللَّه بْن الصَّفّار عْن ابْن حبَان

35 -

أَحْمَد بْن يحيى بْن مَالك بْن يحيى بْن عَائِذ بْن كيسَان بْن معن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن صَالح مولى بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان من أَهْلَ طرطوشة سَمِعَ أَبَاهُ الراوية أَبَا زَكَرِيَّاء وَأَبا عَبْد اللَّه بْن مفرج وَأَبا مُحَمَّد بْن قَاسم القلعي وَأَبا الْمُغيرَة خطاب بْن بتري وَأَبا بَكْر عَبَّاس بْن أصبغ الحجاري وَغَيرهم وقرأت بِخَط أَبِيه أَنَّهُ حضر مَعَه السماع فِي رحلته من أبي القَاسِم عبد الْعَزِيز بْن أعين الشَّاهِد بِمصْر وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن المهندس وَأَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن رَشِيق وَأَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحَلَبِيّ قَاضِي مصر وَأَبُو مُحَمَّد بْن أبي زَيْد القيرواني وَأَبُو الْعَبَّاس بْن أبي الْعَرَب التّميميّ وَغَيرهم جمَاعَة وعُني بِسَمَاع الْعلم ولقاء الشُّيُوخ وَكَانَ مِمَّن صحب أَبَا الْوَلِيد بْن الفَرَضيّ فِي الْأَخْذ عَنْهُمْ والتردد عَلَيْهِمْ نقلت هَذَا من بَعْض معلقاته وفوائده وعاش إِلَى سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة وقرأت بِخَطِّهِ حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو زَكَرِيَّاءَ يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ عَائِذٍ رحمه الله َوَقَرَأْتُ عَلَى أبي بكر عَبَّاس ابْن أُصْبُغٍ الْحِجَارِيُّ رحمه الله قَالا نَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَاسِمُ بْنُ أُصْبُغٍ الْبَيَانِيُّ قَالَ نَا مُضَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِبَغْدَادَ قَالَ نَا الْعَلاءُ بْنُ مُفَضَّلِ بْنِ غَسَّانَ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعَمْرِيُّ قَالَ نَا شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَة مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ رضي الله عنه عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنهما يَرْفَعُ الْحَدِيثِ إِلَيْهَا قَالَتْ قُلْتُُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِنِّي لَا أَرَانِي إِلا سَأَكُونُ بَعْدَكَ

ص: 20

فَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُدْفَنَ إِلَى جَانِبِكَ قَالَ وَأَنَّى لَكِ ذَاكَ الْمَوْضِعُ مَا فِيهِ إِلاّ قَبْرِي وَقَبْرُ أَبِي بَكْرٍ وَقَبْرُ عُمَرَ وَقَبْرُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ صَلَّّى اللَّهُ عَلَيْهِ

36 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد من أَهْلَ مرسية حكى ابْن الفَرَضيّ أَنَّهُ كتب إِلَيْهِ بوفاة زَكَرِيَّاء بْن التدميري وَأَظنهُ أَبَا القَاسِم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بطال التّميميّ من أَهْلَ لورقة الْمُسَمّى فِي الصِّلَة والمتوفى سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبع مائَة وحكاية ابْن الفَرَضيّ عَنْهُ فَائِدَة زَائِدَة

37 -

أَحْمَد بْن أبي الحكم مُحَمَّد بْن سَعْد العامري يكنى أَبَا عُمَر ذكره ابْن عَبْد السّلام الطليطلي فِي شُيُوخه وَنسبه وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ وَأَجَازَ لي بِلَفْظِهِ جَمِيع مَا رَوَاهُ وَذَكَرَ قبله أَبَا عُمَر أَحْمَد بْن سَعْدي بْن مُحَمَّد بْن سعدي الْمُقِيم عَلَى سَاحل الْبَحْر بزويلة وهما أَبنَاء عَم وأصلهما من إشبيلية وَالثَّانِي أشهرهما ذكره ابْن بشكوال وَنسبه قيسيا وَكِلَاهُمَا صَحِيح لِأَن عَامِرًا من قيس

38 -

أَحْمَد بْن يُوسُف بْن هَارُون الرَّمَادِي من أَهْلَ قرطبة قَرَأت فِي برنامج حكم بْن مُحَمَّد الجذامي أنَّ لَهُ قصائد فِي الرَّد عَلَى القبري يَعْنِي مُحَمَّد بْن موهب سمعهما عَلَيْهِ وَأَخُوهُ عَلِيّ بْن يُوسُف أشهر بالشعر مِنْهُ وَقد ذكرته فِي تأليفي المترجم بخضراء السندس فِي شعراء الأندلس

39 -

أَحْمَد بْن اللَّيْث الأَنْسَري من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا عُمَر وينسب إِلَى قريته أَنْسَرَ وَأَصله من البربر أَخذ عَنْ أبي عُمَر بْن المكوي الإشبيلي وَسمع مِنْهُ وَحضر المناظرة عِنْده زَمَانا طَويلا وَكَانَ فَقِيها مقدما عَنِ القبشي

40 -

أَحْمَد بْن خطاب بْن مُحَمَّد بْن لب بْن سَرَتُون بْن مَرْوَان بْن وَاقِف بْن مَرْوَان يعرف بالرُّهُوني ويكنى أَبَا عُمَر ذكره ابْن عَبْد السّلام وَكتب عَنْهُ نسبه وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ وَأَجَازَ لي جَمِيع رواياته نقلت ذَلِكَ من خطّ أبي الطَّاهِر التّميميّ

ص: 21

41 -

أَحْمَد بْن سَعِيد بْن عُمَر الْمعَافِرِي البجاني مِنْهَا يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سيد البجاني مُخْتَصر المستخرجة من تأليفه حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن نَبَات من خطّ ابْن الدّباغ وَقَالَ وجدت ذَلِكَ بِخَط ابْن نَبَات فِي برنامجه الَّذِي كتب بِهِ إِلَى أَهْلَ طليطلة

42 -

أَحْمَد بْن يحيى بْن عَائِذ الطرطوشي كَذَا وجدت اسْمه فِي السامعين من أَبِي ذَر الهَرَويّ صَحِيح الْبُخَارِيّ بِمَكَّة وبدار خَدِيجَة بِنْت خويلد رضي الله عنها مَعَ أصبغ بْن رَاشد اللَّخْميّ وَأبي مُحَمَّد الشنتجالي وَغَيرهمَا فِي ذِي الحجّة من سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ من بَيت أبي زَكَرِيَّاء العائذي وَغَيره الَّذِي تَقَدَّمَ ذكره وَلَا أعلمهُ حدَّث

43 -

أَحْمَد بْن بَزِيع من أَهْلَ قرطبة وكبير سدنة المَسْجِد الْجَامِع بهَا يكنى أَبَا عُمَر رَحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَمَا أرَاهُ كتب عَنْ أحد فِي رحلته حكى عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عفيف وَفِي كتاب أَعْيَان الْوَالِي للرازي بزيع بْن نَافِع مولى عَبْد الرَّحْمَن يَعْنِي ابْن مُعَاوِيَة وَهُوَ جد هَؤُلَاءِ

44 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد من أَهْلَ طلبيرة يكنى أَبَا عُمَر قَالَ ابْن عَبْد السّلام وَسَماهُ فِي شُيُوخه سَمِعتُ مِنْهُ أبياتًا فِي الزّهْد سَمعهَا من ابْن طَاهِر الزَّاهد يَعْنِي أَبَا عَبْد اللَّه التدميري الشَّهِيد الْمَعْرُوف بِابْن أبي الحسام وَكَانَ قد رابط بطلبيرة وَتردد عَلَى بلد العدوّ غازيًا فِي السَّرَايَا إِلَى أنَّ اسْتشْهد رحمه الله

46 -

أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي زَيْد اللواتي من أَهْلَ مرسية سَمِعَ من أبي عُمَر الطلمنكي وَغَيره ورحل إِلَى الْمشرق فلقي القَاضِي أَبَا مُحَمَّد عَبْد الوهّاب بْن عَلِيّ البغداديّ بِمصْر وَقَرَأَ عَلَيْهِ بِجَامِع الْفسْطَاط التَّلْقِين لَهُ والمعونة وَغَيرهمَا فِي جمع

ص: 22

حاشد أَكثر من خَمْسمِائَة وَسمع أَخُوهُ أَبُو الْحُسَيْن يحيى بن إِبْرَاهِيم المقرىء وَعنهُ خَبره وَأَجَازَ لَهما عَبْد الوهّاب كتبه كلهَا وَمَا رَوَاهُ وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة

47 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عِيسَى بْن أبي زمنين المري من أَهْلَ البيرة كَانَ من الصَّالِحين عَلَى طَريقَة أَبِيه أبي عبد الله وَقد سَمِعَ مِنْهُ وَمن غَيره وَلَا أعلمهُ حدَّث سَمَّاهُ ابْن عفيف وَوَصفه بالصلاح

48 -

أَحْمَد بْن رضَا بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد من أَهْلَ طليطلة أَخذ الْفِقْه عَنْ أبي بَكْر خَلَف بْن أَحْمَد الْمَعْرُوف بالرحَوي وَسمع مِنْهُ الْمُدَوَّنَة هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وكتبها بِخَطِّهِ وعداده فِي الْفُقَهَاء

49 -

أَحْمَد بْن أدهم مولى بني مَرْوَان من أَهْلَ جيان وَسكن قرطبة يكنى أَبَا بَكْر وُلّي الْقَضَاء بالمرة لخيران العامري أميرها فِي الْفِتْنَة وَكَانَ صائبًا فِي حكمه قَوِيا فِي فقهه وأدبه لَمْ يتمول فِي الْعَمَل وَرجع قرطبة بَعْدَ مغيبه عَنْهَا مدّة فحالفته بهَا الْعلَّة وتُوُفيّ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة ودُفِن بمقبرة الربض العتيقة وشهده جمع من النّاس خَبره عَنِ ابْن حَيَّان وقرأته بِخَط ابْن بشكوال وَذَكَرَ فِي الصِّلَة أَحْمَد بْن أدهم بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أدهم وكناه أَبَا بَكْر وَحكى أَنَّهُ جياني سكن إشبيلية وَأَنه روى عَنْ جَدّه مُحَمَّد بْن عُمَر وروى عَنهُ ابْن خزرج أجَاز لَهُ رِوَايَته سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَذَكَرَ مولده وَلم يذكر وَفَاته وَلَا مَا أورد ابْن حَيَّان من خَبره فلعلهما اثْنَان والأقوى عِنْدي خلاف ذَلِكَ وَفِي سنة تسع وَعشْرين الْمَذْكُورَة تُوُفّي أَبُو عُمَر الطلمنكي وَالْقَاضِي يُونُس بْن عَبْد اللَّه وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن نَبَات وَأَبُو عِمْرَانَ الفاسي وَأَبُو نُعَيْم الْأَصْبَهَانِيّ وَقيل فِيهِ سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة

ص: 23

50 -

أَحْمد بن دَاوُد المقرىء المالقي مِنْهَا وَنزل القيروان وَعرف بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَلَده يكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ خَاصّا بالفقيه أبي بَكْر بْن اللبيدي وبأبيه قَبْلَ وَكَانَ لَهُ حَظّ جزيل من أدب بارع وترسيل حَسَن وقراءات ذكره الطبني وقرأته بِخَطِّهِ

51 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَامر السكْسكِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر صحب أَبَا القَاسِم بْن الإفليلي وَأَبا سهل الحرَّاني وَأخذ عَنْهُما وَكَانَ من أَهْلَ الْأَدَب حَسَن الْخط جيّد الضَّبْط راوية للأشعار معدودًا فِي النبهاء وَكَانَ سَمَاعه من أبي القَاسِم فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن أبي سهل فِي سنة ثَلَاث بعْدهَا قَرَأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ

52 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد الغافقي من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا عُمَر أَخذ عَنْ قاضيها أبي الحزم خَلَف بْن أَحْمَد بْن هَاشم حدَّث عَنْهُ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ بالواضحة لعبد الْملك بْن حبيب من برنامج الْبَاجِيّ

53 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن أَيمن الْأمَوِي مَوْلَاهُم من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم كَانَ من أَهْلَ الْفِقْه وَكَانَ بَقِيَّة بني أَيمن توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة

54 -

أَحْمَد بْن سَعِيد من أَهْلَ قرطبة يعرف بِابْن بلاط ويكنى أَبَا عُمَر سَمِعَ الحَدِيث من أبي مُحَمَّد الْأصيلِيّ وَغَيره وناظر فِي الْفِقْه وَحمل قِطْعَة من الْعلم ثُمَّ مَال إِلَى خدمَة السّلطان وَكَانَ فهما يقظًا شَدِيد الْعَارِضَة تُوُفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة ذكره وَالَّذِي قبله ابْن حَيَّان

55 -

أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عُثْمَان الغساني من أَهْلَ بجانة المرية وَسكن دانية

ص: 24

يكنى أَبَا عُمَر وَيعرف بِابْن أبي رُيَّال وَأَيوب بْن غَالب الْمكتب يَقُولُ فِيهِ رئال بِالْهَمْز وَكسر الرَّاء وُلّي قَضَاء دانية لمجاهد العامري وأشخصه مَعَ ابْنه عَلِيّ الملقب بإقبال الدّولة بَعْدَ خلاصه من الْأسر بسردانية إِلَى القيروان فِي أيّام الْمعز بْن باديس الصنهاجي فلقي هُنَالك أَبَا عِمْرَانَ الفاسي وطبقته وَجَرت لَهُ مَعَهم مساءلات عَلَى أنَّ مُجَاهدًا كَانَ قَدْ نَهَاهُ عَنْ مداخلتهم والاختلاط بهم فَوضع مائَة مَسْأَلَة فِي فنون شَتَّى سَأَلَهُمْ عَنْهَا وكتبها فِي دفتر وَترك بَيْنَ كلّ مَسْأَلَتَيْنِ بَيَاضًا للجواب أولاها فِي سيادة فَاطِمَة أخواتها رضي الله عنهن وَلم يقم بالقيروان إلاّ اثنى عَشْر يَوْمَاً أَوْ نَحْوهَا وَانْصَرف فِي الصُّحْبَة خوف هجوم الشتَاء وتورع عَنْ مَال السّلطان ورد عَلَى الْمعز فرسين رائعين عينهما لَهُ ولولده وَشهد مَعَه الْعِيد فَترك من أَجلهم الْخطْبَة للعُبَيْدِيَّين وَكَانَ فَقِيها نظارًا لَهُ حَظّ من الْأَدَب وَالشعر وَهُوَ أحد شُيُوخ المقرىء أبي دَاوُد حدَّث عَنْهُ بِتِلْكَ الْمسَائِل الْمِائَة قَرَأت نسبه وَبَعض خَبره بِخَط ابْن عياد وتُوُفيّ فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة

56 -

أَحْمَد بْن كوثر النَّحْويّ يكنى أَبَا عُمَر كَانَ وَقفا عَلَى سرقسطة وَمَدَائِن ثغرها يتجول فِيهَا وَيعلم بهَا وَعِنْده تعلم الرؤساء بَنو هود وَكثير من أَهْلَ الثغر ذَكر ذَلِكَ ابْن عُزَيْر وَقَالَ تُوُفّي بَعْدَ الْأَرْبَعين والأربع مائَة وَوجدت لأبي مُحَمَّد الركلي رِوَايَة عَنْ أبي عُمَر يُوسُف بْن أَحْمَد بْن كوثر الشنتريني فَلَا أَدْرِي أهوَ ابْنه أم غلط ابْن عُزَيْر فِي اسْمه

57 -

أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم بْن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حجاج اللَّخْميّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر لَمْ أَقف لَهُ عَلَى رِوَايَة وَكَانَ بالأدب ذَا عناية مَعَ حَظّ من قرض الشّعْر قَرَأت ذَلِكَ بِخَط الْخَطِيب أبي الحكم عَمْرو بْن حجاج وَهُوَ جد أَبِيهِ

58 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد يكنى أَبَا عُمَر سَمِعَ بالبيرة من أبي عَبْد اللَّه بْن أبي زمنين

ص: 25

ورحل حَاجا فَسمع مِنْهُ بالقيروان أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أبي القَاسِم الْمَعْرُوف بِابْن المعلوف وحدَّث عَنْهُ بِكِتَاب حَيَاة الْقُلُوب وبكتاب أنس المريد عَنْ مؤلفهما ابْن أبي زمنين ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْقَادِر بْن الحناط

59 -

أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أسود الغساني من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ من أبي مُحَمَّد قَاسم بْن عَبْد اللَّه العذري وَغَيره من شُيُوخ بَلَده وروى فِي رحلته الَّتِي حجّ فِيهَا عَنْ أبي ذَر الهَرَويّ وَأبي مُحَمَّد عَطِيَّة بن سعيد المقرىء الأندلسي وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن أَحْمد بن فراس وَأبي عَليّ حُسَيْن بن يُوسُف المزاتي وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن سعيد الشنتجالي لقِيه بِمَكَّة وَانْصَرف إِلَى المرية فولي بهَا الْأَحْكَام وحدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد ذكره ابْن بشكوال مُخْتَصرا وَحكى أَنَّهُ تُوُفّي سنة تسع وَخمسين وَأَرْبع مائَة

60 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن وهْب بْن نَذِير بْن وهْب بْن نَذِير الفِهري من أَهْلَ شنتمرية الشرق يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي مُحَمَّد عَبَّاس الْخَطِيب بطليطلة وَأبي عبد الله ابْن الْحذاء لقِيه بسرقسطة وَعَن غَيرهمَا وَكَانَ من أَهْلَ الْعِنَايَة بالرواية وَسَمَاع الْعلم روى عَنْهُ ابْنه أَبُو مَرْوَان عَبْد الْملك وقرأت بِخَطِّهِ تُوُفّي وَالِدي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نَذِير نضر اللَّه وَجهه يَوْمَ الجُمُعَة لثلاث خلون من شوّال سنة تسع وَخمسين وَأَرْبع مائَة

61 -

أَحْمَد بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن حكم السكونِي من أَهْلَ يابرة وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف يكنى أَبَا الْعَبَّاس لَقِي مكّيّ ابْن أبي طَالِب بقرطبة وَسمع مِنْهُ تأليفه فِي النَّاسِخ والمنسوخ سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وحدَّث بِهِ عَنْهُ فِي سنة تسع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة

62 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن بُلَاّل وَهُوَ لقب لجده كَانَ عَالما بالنحو واللغة والآداب وَله شرح فِي الْغَرِيب المُصَنّف

ص: 26

لأبي عُبَيْد وَإِصْلَاح الْمنطق ليعقوب أَفَادَ بِهِ وَأحسن فِيهِ وَزَاد ألفاظا من الْغَرِيب فِي مالم يَأْتِ لَهُ ذكر وَكَانَ يقرىء الْعَرَبيَّة وَعَلِيهِ قَرَأَ المظفَّر عَبْد الْملك فِي صغره عِنْدَ كَونه بمرسية فِي حَيَاة أَبِيه الْمَنْصُور أبي الْحَسَن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عَامر صَاحب بلنسية وَإِلَيْهِ نسب شرح أدب الْكتاب أَبُو عَبْد اللَّه بْن خلصة النَّحْويّ فِي رسَالَته الَّتِي نَاقض فِيهَا أَبَا مُحَمَّد ابْن السَّيِّد البطليوسي وبكته وَذَكَرَ أَنَّهُ أغار عَلَيْهِ وانتحله وَهُوَ الَّذِي سَمَّاهُ بالاقتضاب وتُوُفيّ قَرِيبا من سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة ذَكَرَ وَفَاته وَأكْثر خَبره ابْن عُزَيْر وَفِيه عَنْ غَيره

63 -

أَحْمَد بْن شَرَف يكنى أَبَا عُمَر أَصله من جَزِيرَة شقر وَسكن بلنسية وَبهَا كَانَ يَعْلَمُ الْعَرَبيَّة مَعَ حَسَن سمت وَسُكُون ظَاهر أَخذ عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد أبي الفَضْل البونتي وَأَبُو بَكْر بْن عزَيْر وَهُوَ وَصفه وَقَالَ تُوُفّي بعد السِّتين والاربعمائة

64 -

أَحْمَد بْن يحيى بْن مَيْمُون المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا بَكْر وُلّي قَضَاء بَلَده وَهُوَ من بَيت وجاهة ونباهة وتُوُفيّ فِي مُصَلَّاهُ بَعْدَ صَلَاة الْعَصْر من يَوْمَ الثُّلَاثَاء لعشر بَقينَ من شوّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قَرَأت وَفَاته بِخَط ابْنه يحيى بْن أَحْمَد

65 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد من أَهْلَ بلنسية يعرف بِابْن الْأَخ ويكنى أَبَا عُمَر كَانَ صاحبا لأبي دَاوُد المقرىء وَكَانَ لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر كتب إِلَيْهِ من قِطْعَة

(أَبَا دواد قَدْ أزف الإياب

إليَّ من لَيْسَ يستر عَنْهُ بَاب)

وتُوُفيّ بِنَظَر شارفة وَهِي قلعة الْأَشْرَاف فِي شهر ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَفَاته عَن أبي دَاوُد وَخَبره عَنِ ابْن عياد

66 -

أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم من أَهْلَ طليطلة يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ جَدّه لأمه أبي عُمَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بدر وَعَن خَاله أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد وَأبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَأبي الْمطرف بْن البَيْرُولُه وَغَيرهم

ص: 27

حدَّث عَنْهُ ابْنه القَاضِي أَبُو عَامر مُحَمَّد بْن أَحْمَد وتُوُفيّ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة خَبره من فَوَائِد ابْن الدّباغ ووفاته عَنْ غَيره

67 -

أَحْمَد بْن سَعِيد بْن مطرف القَاضِي من أَهْلَ طرطوشة يعرف بِابْن الصّباغ ويكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي عَمْرو السفاقسي مَعَ القَاضِي أبي عَبْد اللَّه بْن فورتش وَغَيره قَرَأت ذَلِكَ بِخَط أبي عَليّ الصَّدَفِي وَحدث برسالة ابْن أبي زَيْد فِي الْفِقْه عَنْ أبي سَعِيد خَلَف الْجَعْفَرِي عَنْهُ وَوجدت السماع مِنْهُ فِي سنة أَربع وستِّين وَأَرْبع مائَة

68 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْقوي بْن عَبْد الْمُعْطِي البطليوسي مِنْهَا يكنى أَبَا عُمَر وَسمع بقرطبة من أبي القَاسِم حَاتِم بْن مُحَمَّد وَأبي عَبْد اللَّه بْن عتاب وَكتب برنامجه وَأَجَازَ لَهُ القَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه بْن شماخ وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن سعدون الْقَرَوِي وَغَيرهمَا وقدِم بطليوس أَبُو عَلِيّ الغساني فَحَضَرَ السماع مِنْهُ بهَا فِي سنة تسع وستِّين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ ذَا عناية بالرواية وَلَا أعلمهُ حدَّث

69 -

أَحْمَد بْن خَلَف بن أَحْمد من أهل قرطبة يعرف بِابْن رَضِيَ وَهُوَ وَالِد الْخَطِيب أبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عتاب وَغَيره وتُوُفيّ سنة سبعين وَأَرْبع مائَة وفيهَا وُلِدَ ابْنه وَكَانَ قَدْ تَركه حملا قَاله ابْن بشكوال

70 -

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَيُّوب من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن المُسْلِماني كَانَ وَاحِد زَمَانه فِي عَلَمُ الرُّؤْيَا والتكلم عَلَى وجوهها وَالشَّرْح لدقائقها وَاسْتشْهدَ فِي وقيعة منزل مرضِي فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة عَنِ ابْن حُبَيْش

71 -

أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أبي الأخطل القَاضِي من أهل طيطلة يكنى أَبَا جَعْفَر حدث بِصَحِيح الْبُخَارِيّ عَنْ كَرِيمَة المروزية حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن

ص: 28

عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن المشاط الطليطلي قَرَأت ذَلِكَ بِخَط أبي القَاسِم الملاحي

72 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ اللَّخْميّ الْبَاجِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ عَمه أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد صَاحب الوثائق حدَّث عَنْهُ ابْن أَخِيه القَاضِي أَبُو مَرْوَان عَبْد الْملك بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الْملك ذكره ابْن خَيّر وَغَيره وأغفله ابْن بشكوال

73 -

أَحْمَد بْن بِشْير الفَرَضيّ من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ من أَهْلَ الْعلم بِالْحِسَابِ والفرائض وَجمع فِيهَا كتابا كَبِيرا اسْتَعْملهُ النّاس روى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن الباذش وَسمع مِنْهُ عقيدته الَّتِي ألفها فِي أصُول الدِّين وكتبها عَنْهُ فِي سنة سبْعٍ وَسبعين وَأَرْبع مائَة ذَكَرَ ذَلِكَ فِي برنامجه وحدَّث عَنْه أَيْضا أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحِيم بْن مُحَمَّد الخزرجي بتأليفه فِي الْفَرَائِض

74 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن يحيى بْن خَلِيل بن ماسويه بن حمدين الْأَنْصَارِيّ يعرف بِابْن الْحداد أَصله من نَاحيَة بلنسية ورحل إِلَى الْمشرق سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبع مائَة فحج وَبلغ فِي طلب الْعلم وَأَهله بِلَاد فَارس وواسط وبغداد والموصل وخراسان وَغَيرهَا وَعَاد إِلَى مصر فِي سنة سبْعٍ وستِّين قَافِلًا إِلَى بَلَده وَأقَام بِهِ إِلَى أَن تغلب الرّوم عَلَى طليطلة فَخرج إِلَى دانية وَطلب الْجِهَاد مَعَ الْأَمِير يُوسُف بْن تاشفين فَبلغ سبتة وَهُوَ قَدْ فصل إِلَى بطليوس فآيس من لحاقه وَعدل إِلَى طنجة فلقي بهَا القَاضِي أَبَا الْأَصْبَغ بْن سهل وَكَانَت لَهُ مَعَه مناظرة فِي مسَائِل من الْعلم أدته إِلَى عمل رِسَالَة سَمَّاهَا رِسَالَة الامتحان لمن برز فِي عَلَمُ الشَّرِيعَة وَالْقُرْآن خَاطب بهَا ابْن سهل الْمَذْكُور وَطلب مِنْهُ الْجَواب عَلَى مسَائِل عويصة تدل عَلَى قوته فِي الْعلم واتساعه ذكره أَبُو القَاسِم الْقَنْطَرِي بأطول من هَذَا وَكَانَ تغلب الرّوم عَلَى طليطلة يَوْمَ الْأَرْبَعَاء لعشر خلون من المُحَرَّم سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة قَالَه ابْن عَلْقَمَة ووقيعة الزلاقة وَهِي بمقربة من بطليوس يَوْمَ الجُمُعَة لِاثْنَتَيْ عشرَة وَقيل لِلنِّصْفِ من رَجَب سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة

ص: 29

75 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد من أَهْلَ وَادي الْحِجَارَة يعرف بِابْن المورُه يكنى أَبَا عُمَر يروي عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن سُفْيَان المقرىء وحدَّث عَنْهُ بِالْكتاب الْهَادِي من تأليفه فِي الْقرَاءَات ويروي أَيْضا عَنْ أبي عُمَر الطلمنكي أَخذ عَنْه الْقرَاءَات أَبُو الْحَسَن عَبْد الرَّحِيم بْن قَاسم الحجاري ونقلت رِوَايَته عَنْهُ من خطه وَابْن خَيّر يَقُولُ فِي اسْمه أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد وَهُوَ وهم

76 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْوَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْوَلِيّ البتي من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر وبتة الْمَنْسُوب إِلَيْهَا قَرْيَة بشرقيها

كَانَ كَاتبا شَاعِر بليغا مطبوعا كثير التَّصَرُّف مليح التطرف قَائِما عَلَى الْآدَاب وَكتب النَّحْو واللغة والأشعار الْجَاهِلِيَّة والإسلامية وَكَانَ رُبمَا كتب لبَعض الوزراء وَلم يكن مِمَّن يُعَلِّم أحرقه القنبيطور لَعنه اللَّه حِين تغلبه بالروم على بنلسية وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة قَرَأت اسْمه وَأكْثر خَبره بِخَط ابْن حُبَيْش وَذكره ابْن عُزَيْر وَحكى أنَّ إحراقه كَانَ سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة وَذكره الرشاطي أَيْضا وَأنْشد لَهُ

(غصبْتِ الثريا فِي البعاد مكانَها

وأودعتِ فِي عَيْني صادقَ نوئها)

(وَفِي كلّ حَال لَمْ تزالي بخيلة

فَكيف أعرت الشَّمْسُ حُلَّةَ ضوئها)

وَقد أنْشد مؤلف قلائد العقيان هذَيْن الْبَيْتَيْنِ لأبي جَعْفَر البني الْيَعْمرِي وَأَحَدهمَا غالط من قِبَلِ اشْتِبَاه نسبهما والتفرقة بَيْنَهُمَا مستوفاة فِي تأليفي الموسوم بهداية المعتسف فِي المؤتلف والمختلف

77 -

أَحْمَد بْن خَمِيس بْن عَامر من أَهْلَ طليطلة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن ذِمْنج كَانَ من لدات أبي الْوَلِيد الوقشي ذَا عناية بالطب والهندسة ومشاركة فِي عُلُوم اللِّسَان وَكَانَ لَهُ حَظّ صَالح من قرض الشّعْر ذكره القَاضِي صاعد

ص: 30

78 -

أَحْمَد بْن مضاء النَّحْويّ من أَهْلَ سرقسطة يعرف بِابْن إِسْمَاعِيل ويكنى أَبَا طَاهِر كَانَ شَاعِرًا وَله تصانيف مَاتَ بِمصْر من خطّ ابْن حُبَيْش

79 -

أَحْمَد بْن مُوسَى بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ المقرىء يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه المغامي وَأبي دَاوُد المؤيدي ورحل فَأخذ عَنْ أبي معشر الطَّبَريّ وَرَأَيْت إِجَازَته لبَعض تلاميذه فِي سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة

80 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي تليد من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن زهر أجَاز لَهُ وَعَن أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن الدّباغ الألبيري حدَّث عَنْهُ أَبُو عِمْرَانَ بْن أبي تليد من خطّ أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ

81 -

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وليد من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي مُحَمَّد بْن الْوَلِيد نزيل مصر سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن أبي جَمْرَة وحدَّث عَنْهُ

82 -

أَحْمَد بْن هِلَال المقرىء من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا الْعَبَّاس لقِيه بهَا أَبُو عَبْد الله بن سعيد الداني المقرىء وَأخذ عَنْهُ قَاله ابْن عياد

83 -

أَحْمَد بْن سَعِيد الْكَاتِب يكنى أَبَا القَاسِم لَقِي أَبَا عُمَر بْن عَبْد الْبر وَحمل عَنْهُ الْمُوَطَّأ وبقراءاته إِيَّاه سَمِعَ أَبُو دَاوُد المقرىء وَهِي الثَّالِثَة من سماعاته قَرَأت ذَلِكَ بِخَط أبي دَاوُد وَلَا أعرفهُ

84 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ الْوَاعِظ من نَاحيَة بلنسية يعرف بالشارقي ويكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ فَقِيها وَألف كتابا صَغِيرا فِي أَحْكَام الصَّلاة ووقفت عَلَيْهِ وَلم يذكر ذَلِكَ عِيَاض القَاضِي فِي تَسْمِيَته فِي شُيُوخه وَحكى أَنَّهُ سَمِعَ من كَرِيمَة يَعْنِي المروزية كتاب الْبُخَارِيّ فِي رحلته الَّتِي حجّ فِيهَا وَسمع من عَبْد الْجَلِيل السَّاوي وَوَصفه

ص: 31

بالمشاركة فِي معرفَة الْأُصُول عَلَى مَذْهَب أَهْلَ الْعرَاق وَطَرِيق الحِجَاجٍ وَالنَّظَر وَأَنه جالسه وَسمع كَلَامه واغتنم دماءه وَلم يسْتَوْف ذَكَرَ هَذَا ابْن بشكوال وتُوُفيّ قَرِيبا من سنة خَمْسمِائَة

85 -

أَحْمَد بْن حَامِد من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي عَمْرو المقرىء وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وَكَانَ من أَهْلَ الزّهْد والتبتل أَخذ عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن غَزوَان

86 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن خَلَف النَّحْويّ من أَهْل مرسية يعرف بِابْن طرشميل ويكنى أَبَا جَعْفَر أَخذ عَنْ أَخِيه أبي بَكْر مُحَمَّد وَعَن أبي الْحَسَن بْن سيدة وَكَانَا جَمِيعًا معلمْي عَرَبِيَّة ذكرهمَا ابْن عُزَير منسوبين إِلَى طرشميل وَلم يسمهما وَحكى أنَّ أسنّهما يَعْنِي مُحَمَّداً تُوُفّي ببلنسية فِي عشر الثَّمَانِينَ يُرِيد وَأَرْبَعمِائَة قَالَ وَالثَّانِي يَعْنِي أَحْمَد بمرسية قرب الْخَمْسمِائَةِ وَذَكَرَ غَيره أَنَّهُ كَانَ بشاطبة سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة

87 -

أَحْمَد بْن هِشَام القَيْسيّ من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي إِسْحَاق الألبيري الزَّاهد بَعْض منظومه أخبر بِهِ عِنْد أَبُو زَيْدُ النميري وَالِد أبي عَبْد اللَّه الْحَافِظ

88 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحجري من أَهْلَ بلنسية يعرف بِابْن نمارة ويكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي الْوَلِيد الوقشي وَأبي بَكْر بْن الْقُدْرَة وَأبي الْعَبَّاس عَبْد الله بن أَحْمد بن سعدون وَأبي عَليّ الصَّدَفِي وَغَيرهم وَكَانَت لَهُ رحْلَة وَحج فِيهَا وَعَاد إِلَى بَلَده فَحدث وَأخذ عَنْهُ وَله مَجْمُوع صَغِير فِي الْفِقْه وَوجدت السماع مِنْهُ لموطأ مَالك فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة

89 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر من أَهْلَ تطيلة وَيعرف بِابْن الْإِمَام ويكنى أَبَا بَكْر كَانَ من أَهْلَ الْعلم وَولي قَضَاء بَلَده وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن حُبَيْش

ص: 32

90 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن مُحرز بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس رَحل إِلَى الْمشرق وأقرأ بِدِمَشْق الْقُرْآن بعدة رِوَايَات وَكَانَ قَدْ قَرَأَ عَلَى أبي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن مُوسَى بْن هبة اللَّه الدينَوَرِي وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حموش الصَّقلي وَأبي الْحُسَيْن يحيى بْن عَلِيّ بْن الفَرَج الخشاب الْمَصْرِيّ وَغَيرهم وصنف كتابا فِي الْقرَاءَات سَمَّاهُ الْمقنع ذكره ابْن عَسَاكِر وَقَالَ أجَاز لي مصنفاته وَكتب سماعاته سنة أَربع وَخَمْسمِائة وَسُئِلَ عَنْ مولده فَقَالَ فِي رَجَب سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبع مائَة بالأندلس وَذَكَرَ غَيره أَنَّهُ يُعرف بالأغرشي نِسْبَة إِلَى مَوضِع بإقليم بُكِيرَانَ من أَعمال شاطبة وَأَنه سَمِعَ مقامات الحريري مِنْهُ مَعَ أَبِي القَاسِم بْن جهور فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخَمْسمِائة وَحكى ابْن عياد رِوَايَة أبي المظفَّر الشَّيْبَانيّ الطَّبَريّ عَنِ ابْن مُحرز هَذَا وتحديثه بالمكتفي لأبي عَمْرو المقرىء وَفِي ذَلِكَ عِنْدَي نظر وقرأت بِخَطِّهِ حِكَايَة عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل أنَّ أَبَا دَاوُد المقرىء كَانَ يَقْرَأ عَلَيْهِ ببلنسية رَجُل يعرف بِأَحْمَد بْن مُحرز قَالَ وَكَانَ فَتى فَاضلا مقلاً فَقَالَ لَهُ أَبُو دَاوُد يَوْمَاً أَتُحِبُّ أنَّ أزَوجك بِنْتي قَالَ فَخَجِلَ الْفَتى من ذَلِكَ وَذَكَرَ لَهُ حَاجَة تَمنعهُ قَالَ فَزَوجهَا مِنْهُ وَنظر لَهَا فِي دَار وجهاز وزفها إِلَيْهِ وَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره

91 -

أَحْمَد بْن مُبشر الْأمَوِي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن مَا شَاءَ اللَّه الطليطلي وَكَانَ فَقِيها حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد بمختصر الطليطلي فِي الْفِقْه وَذَكَرَ أَنَّهُ أكمل قِرَاءَته عَلَيْهِ يَوْمَ عَرَفَة سنة ستٍّ وَخَمْسمِائة من خطّ ابْن خَيّر

92 -

أَحْمَد بْن عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ طليطلة وَسكن سبتة يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى بِبَلَدِهِ عَنْ أبي الْمطرف بْن سَلَمَة وَسمع بقرطبة من أبي عَلِيّ الغساني وبسبتة من أبي عَبْد اللَّه بْن عِيسَى روى عَنْهُ القَاضِي عِيَاض وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ إصْلَاح الْغَلَط لِابْنِ قُتَيْبَةَ فِي رده عَلَى أبي عُبَيْد وَأَحَادِيث عالية كَانَتْ عِنْدَهُ عَنِ الجياني

ص: 33

93 -

أَحْمَد بْن حُسَيْن الْأَنْصَارِيّ الأشْهَلِي الضَّرِير يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ بالأندلس الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بن عبد الله الإلبيري وَغَيرهمَا ورحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَأخذ هُنَالك عَنْ أبي عَليّ الْحُسَيْن بن عَلَى الدقاق الجُرْجانيّ وَأبي معشر عَبْد الْكَرِيم بْن عَبْد الصَّمد الطَّبَريّ وتصدر بِمَكَّة للإقراء وَأخذ عَنْهُ النّاس وَيحدث عَنْهُ أَبُو عَلِيّ حَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن الخراز التلمساني وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خلوص الْمرَادِي بن الدراج الفاسي وَلَا أدرى ألَقِيهُ قبل رحلته أم بعْدهَا

94 -

أَحْمَد بْن مُحرز بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن مُحرز بْن أُميَّة من أَهْلَ بطليوس وَيعرف بالمُنْتانْجِشِي روى عَنْ أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُنْتان وَعَاصِم بْن أيّوب وَعمر بْن خطاب الماردي وَغَيرهم حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو بَكْر مُحَمَّد بِنْ أَحْمد الأديب قَالَه ابْن خَيّر

95 -

أَحْمَد بْن يُوسُف التُّنوخيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الكماد كَانَ من أَهْلَ الْمعرفَة بِالْعدَدِ وصناعة النِّجامة مقدِّمًا فِيهَا عَلَى أَهْلَ عصره وَبني أزياجه وَمِنْهَا القبس والمستنبط عَلَى أرصاد أبي إِسْحَاق الطليطلي الْمَعْرُوف بالزرقالَّة واحِدُ أَهْلَ الأندلس فِي ذَلِكَ أفادنيه بَعْض شُيُوخنَا وألزمني إثْبَاته وَلم يذكر من روى عَنْهُ وَلَا وَفَاته

96 -

أَحْمَد بْن ثَابت بْن عَبْد اللَّه بْن ثَابت الْعَوْفِيّ الْوَزير الْفَقِيه أَبُو جَعْفَر وُلِدَ القَاضِي أبي القَاسِم يروي عَنْ أَبِيه وَغَيره واستُشهد فِي وقيعة البُوْرت منصرف العساكر من غَزْو برشلونة مَعَ أبي عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَابْن عَائِشَة وَابْن تافلويت وَقتل ابْن الْحَاج مِنْهُم وَذُو الوزارتين أَبُو عَبْد اللَّه بْن الْحَاج الطرطوشي دَلِيل الْمُسلمين فِي تِلْكَ الْغَزْوَة وَأَبُو أَحْمد بْن سيد أمون اللاردي وَأَبُو الْوَلِيد بْن قبرون اللاردي وَأَبُو عَبْد الله بن

ص: 34

مكرو

93 -

أَحْمد بن حسن الْأنْصَارِيّ الاشبهلي الضَّرِير يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ بالأندلس الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد الله بن شُرَيْح وَأبي الْحُسَيْن عَليّ بن عبد الله الإليبري وَغَيرهمَا ورحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَأخذ هُنَالك عَنْ أبي عَليّ الْحُسَيْن بن عَلَى الدقاق الجُرْجانيّ وَأبي معشر عَبْد الْكَرِيم بْن عَبْد الصَّمد الطَّبَريّ وتصدر بِمَكَّة للإقراء وَأخذ عَنْهُ النّاس وَيحدث عَنْهُ أَبُو عَلِيّ حَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن الخراز التلمساني وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خلوص الْمرَادِي بن الدراج الفاسي وَلَا أدرى ألَقِيهُ قبل رحلته أم بعْدهَا

94 -

أَحْمَد بْن مُحرز بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن مُحرز بْن أُميَّة من أَهْلَ بطليوس وَيعرف بالمُنْتانْجِشِي روى عَنْ أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُنْتان وَعَاصِم بْن أيّوب وَعمر بْن خطاب الماردي وَغَيرهم حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو بَكْر مُحَمَّد بِنْ أَحْمد الأديب قَالَه ابْن خَيّر

95 -

أَحْمَد بْن يُوسُف التُّنوخيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الكماد يكان من أَهْلَ الْمعرفَة بِالْعدَدِ وصناعة النِّجامة مقدِّمًا فِيهَا عَلَى أَهْلَ عصره وَبني أزياجه وَمِنْهَا القبس والمستنبط عَلَى أرصاد أبي إِسْحَاق الطليطلي الْمَعْرُوف بالزورقالة وَاحِد أهل الأنندلس فِي ذَلِكَ أفادنيه بَعْض شُيُوخنَا وألزمنا إثْبَاته وَلم يذكر من روى عَنْهُ وَلَا وَفَاته

96 -

أَحْمَد بْن ثَابت بْن عَبْد اللَّه بْن ثَابت الْعَوْفِيّ الْوَزير الْفَقِيه أَبُو جَعْفَر وُلِدَ القَاضِي أبي القَاسِم يروي عَنْ أَبِيه وَغَيره واستُشهد فِي وقيعة البُوْرت منصرف العساكر من غَزْو برشلونة مَعَ أبي عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَابْن عَائِشَة وَابْن تافلويت وَقتل ابْن الْحَاج مِنْهُم وَذُو الوزارتين أَبُو عبد الله الْحَاج الطرطوشي دَلِيل الْمُسلمين فِي تِلْكَ الْغَزْوَة وَأَبُو أَحْمد بْن سيد أمون اللاردي وَأَبُو الْوَلِيد بْن قبرون اللاردي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن)

ص: 35

عبد الْعَزِيز وُلِدَ الْأَمِير الْأَجَل من أَهْلَ بلنسية وَأَبُو الْحَسَن غَلِنْدُه مولى المستعين وَأَبُو عَامر ابْن المرشاني وَابْنه وَابْن سَعَادَة وَابْن لَهُ فِي نَحْو ثَلَاثِينَ من الْعَرَب وَعشْرين من الفرسان الأندلسيين ومائتي راجل وَعشْرين رَاجِلا قتلوا قَبْلَ ابْن الْحَاج وَغَيرهم وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الأول سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة

97 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الطليطلي مِنْهَا وَسكن شاطبة يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه المغامي وَكَانَ فِي عداد الْفُقَهَاء حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن أبي تليد من شُيُوخ ابْن عياد

98 -

أَحْمَد بْن مَرْوَان بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن عبد الْعَزِيز بْن حَامِد بن رَجَاء بْن شَاكر بْن خطاب بن نَافِع بْن عبد الْعَزِيز التجِيبِي هَكَذَا يَقُولُ فِي نسبهم أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه وَغَيره وَإِنَّمَا هُوَ قيسي أموي بِفَتْح الْهمزَة من بني أمة بُطَيْن ينمي إِلَى نصر بْن مُعَاوِيَة بْن بَكْر بْن هوَازن بْن مَنْصُور بْن عِكْرمة بْن خصَفة بْن قيس وقرأت بِخَط أبي القَاسِم بْن مدير أنَّ أَصله من كزنة وَإِنَّمَا ينسبون فِي تجيب من أَهْلَ بلنسية وَدَار سلفه قرطبة ويعرفون ببني روبش يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي الْوَلِيد الوقشي وَأبي عَبْد اللَّه بْن سعدون الْقَرَوِي وَأبي عَليّ الصَّدَفِي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عمر بن عبد الْبر وَأَبُو الْمطرف بن جحاف وَأَبُو مَرْوَان بن سراج وَولي الْخطْبَة بِجَامِع بلنسية لصلاحه وفضلة توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة ومولده سنة تسع وَخمسين وَأَرْبع مائَة بعضه عَنْ مُحَمَّد بْن عياد

99 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُعُود من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر صحب أَبَا عَلِيّ الصَّدَفِي قَدِيما ولازمه طَويلا وَأخذ عَنْهُ من رِوَايَته كثيرا وَأَجَازَ لَهُ وقفت عَلَى ذَلِكَ بِخَط أبي عَلِيّ وَلَا أعلمهُ حدَّث

ص: 35

100 -

أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُعَاوِيَة بْن غَيَّاث من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا الْعَبَّاس يروي عَنْ أبي الْحُسَيْن بْن سراج وَكَانَ أديبًا حدَّث عَنْهُ ابْن الدّباغ وَنسبه إِلَى جد أَبِيه غياث وَذَكَرَ أَنَّهُ يحمل عَنْ أبي مَرْوَان بْن سراج أخبرهُ بذلك بَعْض أَصْحَابه يَعْنِي أَبَا جَعْفَر أَحْمَد بْن بقا بْن نَمِيل وَكَانَ قَد استجازه لنَفسِهِ وَله وَلَيْسَ كَمَا قَالَ أَنَا قَرَأت اسْمه وَرِوَايَته عَنْ أبي الْحُسَيْن بْن سراج بِخَطِّهِ وَرَأَيْت السماع مِنْهُ مؤرخًا بالمحرم من سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة

101 -

أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الْوَالِي يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي لقِيه بالمرية وحدَّث ووقفت عَلَى الْأَخْذ عَنْهُ فِي شعْبَان سنة أَربع عشر وَخَمْسمِائة وَقبل ذَلِكَ بأشهر فقد أَبُو عَلِيّ رحمه الله فِي وقيعة كتندة

102 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي القَاسِم الحجري من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا جَعْفَر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن فَرح المكناسي وَخلف أَبَاهُ عبد الله فِي الإقراء والتعليم وَقد أَخذ عَنْهُم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد االرحمن بن مُحَمَّد بن فرج المكناسي وَتُوفِّي أَحْمد هَذَا سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة عَنْ أبي عُمَر بْن عياد

103 -

أَحْمَد بْن مبارك من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالقطان كَانَ من أهل النباهة وَالصَّلَاح وَهُوَ الَّذِي تولى الصَّلَاة على ابْنه عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد إِذْ توفّي سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة ذكر بعضه ابْن بشكوال وَأثْنى على ابْنه هَذَا وقرأت أَنَا بِخَطِّهِ قَالَ لي أَبُو بَكْر بْن مفوز رحمه الله كَانَ عمي يَعْنِي طَاهِرا قَد استجاز لي ولنفسه أَبَا عُمَر بْن الْحذاء فَكَانَ فِي نَفسِي من تِلْكَ الْإِجَازَة شَيْءٍ يَعْنِي لحَال صغره قَالَ فَلَمّا لقِيت الشَّيْخ أَبَا عَلِيّ هُوَ الغساني سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ لي عول عَلَيْهَا واعتقدها فَفعلت فَكَانَ أَبُو بكر على نَقده وَعلمه بِهَدِّهِ الصِّنَاعَة وتحريه فِيمَا يشبه هَذَا يحدث كثيرا بِتِلْكَ الْإِجَازَة وَيَقُول نَا أَبُو عُمَر بْن الْحذاء فِيمَا كتب بِهِ إِلَى مَعَ عمي وَفِي كِتَابه إليَّ

ص: 36

104 -

أَحْمد بْن عُثْمَان من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر لَقِي الْخَطِيب أَبَا عامربن شَرَوِيَّة ببلنسية سنة ستٍّ عشرَة وَخَمْسمِائة ورحل حَاجا فَلَقِيَهُ أَبُو طَاهِر السِّلَفيّ بالإسكندرية وَكتب عَنْهُ فِيمَا ذكره ابْن نقطة

105 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن ذرْوَة الْمرَادِي الْمُقْرِئ من أَهْلَ طليطلة وَسكن قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه المغامي بِبَلَدِهِ وتصدر للإقراء وَأخذ النّاس عَنْهُ وَكَانَ من أَهْلَ الضَّبْط مُتَقَدما فِي هَذِه الصِّنَاعَة وَقد كتب عَنْ أبي عَلِيّ الغساني برنامجه وَأَجَازَ لَهُ فِي آخِره وكناه أَبَا الْعَبَّاس وَمن تلاميذه أَبُو مَرْوَان قزمان وَأَبُو مُحَمَّد عَاشر بن مُحَمَّد وَأَبُو الْحسن صَالح بن عبد الْملك الأوسي وكناه أَبَا الْقَاسِم فِي خَبره عَن ابْن عياد

106 -

أَحْمد بن عبد الله االعطار من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالقونكي لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَلَقي كَرِيمَة المروزية فروى عَنْهَا صَحِيح الْبُخَارِيّ وَلَقي عَبْد الْحق الصّقليّ وَغَيره وَعَاد إِلَى بَلَده فَحدث روى عَنْهُ ابْن بشكوال وَسَماهُ فِي مُعْجم شُيُوخه وأغفل ذكره فِي الصِّلَة وتُوُفيّ عقب رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة

107 -

أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بْن أبي الْخَيْر بْن عَلِيّ الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ سرقسطة وَسكن قرطبة يعرف بالموروري ويكنى أَبَا جَعْفَر وَهُوَ أَخُو القَاضِي أبي عَبْد اللَّه الموروري سَمِعَ من أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَغَيره واستجاز لَهُ أَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي جمَاعَة من شُيُوخه المشرقيين مِنْهُم أَبُو الفوارس الزَّيْنَبِي وَأَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن عبد الْقَادِر وَأَبُو الْمَعَالِي ثَابت بْن بُنْدَار وَأَبُو طَاهِر بْن سوار وَأَبُو الْحُسَيْن العاصمي وَأَبُو مُحَمَّد رزق اللَّه بْن عَبْد الوهّاب وطبقتهم روى عَنْهُ ابْن بشكوال وأقفله وَمن مُعْجم شُيُوخه نقلت ااسمه توفّي سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة بَعْدَ أَخِيه بعام

108 -

أَحْمَد بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن سراج السبائي الْمُقْرِئ من أَهْلَ مَدِينَة الفَرَج وَسكن سرقسطة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالحجاري أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي

ص: 37

الْحَسَن سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن قوطة الحجاري بهَا وانتقل إِلَى سرقسطة فأقرأ النّاس هُنَالك وعلَّم بِالْعَرَبِيَّةِ أَخذ عَنْهُ أَبُو عَمْرو الْمَعْرُوف بالبلجيطي ذكر ذَلِك ابْن عياد وَغَيره وقرأت بِخَط ابْن قوطة الْمَذْكُور وَفِي إِجَازَته لِابْنِ سراج هَذَا بتاريخ سلخ ربيع الأول سنة خَمْسمِائَة أَنَّهُ أَخذ عَنْهُ الْقرَاءَات السَّبع إلاّ قِرَاءَة الْكسَائي وَبَعض قِرَاءَة حَمْزَة وحدَّث عَنْهُ أَيْضا أَبُو الحكم بن غشليان وتتوفي فِي نَحْو الْعشْرين وَخَمْسمِائة

109 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن يُونُس بْن خَلَف الثغري التطيلي يكنى أباا جَعْفَر يروي عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه النميري أجَاز لَهُ

110 -

أَحْمَد بْن خَلَف بْن سَعِيد بْن خلف بن أَيُّوب اليحصببي من أَهْلَ دانية وَسكن المرية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالمارُمي روى عَنْ أبي الْوَلِيد الوقشي وَغَيره ولأبيه خَلَفٍ روايُة عَنْ أبي عَمْرو الْمُقْرِئ وَلَا أَدْرِي أروى عَنهُ ابْنه أم لَا وَكَانَ فَقِيها مشاوَرًا سَمِعَ مِنْهُ بِجَامِع المرية أَبُو الْعَبَّاس بْن الْيَتِيم وَأَبُو الْعَبَّاس بْن البراذعي وَغَيرهَا وَذَكَرَ ابْن عياد أنَّ أَبَا عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني قَرَأَ عَلَيْهِ بدانية الْحساب وقرأت بِخَطِّهِ شَهَادَته عَنْ أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْن سَعَادَة بتنفيذ وَصِيَّة صهره أبي عَلِيّ بْن سُكَّرَة الصَّدَفِي فِي صدر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة

111 -

أَحْمَد بْن مسْعدَة بْن مسْعدَة من أَهْلَ طرطوشة وقاضيها يكنى أَبَا جَعْفَر حدَّث بِبَلَدِهِ ودرس وروى عَنْهُ أَبُو عَلِيّ بْن عَرِيب أَبُو عَامر السالمي وَغَيرهمَا وَهُوَ من بَيت نباهة ذَكَرَ ابْن مدير أَبَاهُ فِي تَارِيخه وكناه أَبَا بِشْر وَقَالَ ابْن حُبَيْش فِي أبي جَعْفَر هَذَا تتوفي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخَمْسمِائة

112 -

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان بْن بَالغ الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ سرقسطة

ص: 38

يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي الحزم خَلَف بْن مُحَمَّد القروذي واستجاز لَهُ أَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي جمَاعَة من شُيُوخه بالمشرق وَكَانَ من أَهْلَ الْفِقْه والوثائق أَكْثَره من خطّ ابْن حُبَيْش وَفِيه عَنْ غَيره

113 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن أقْلَبَيْر كَانَ فَقِيها مشاورًا وَخرج من وَطنه سرقسطة بَعْدَ أنَّ ملكهَا الرّوم صلحا يَوْمَ الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع خلون من رَمَضَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وَسكن بلنسية إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا فِيمَا قَرَأت بِخَط أبي مُحَمَّد أيّوب بْن نوح عصر يَوْمَ الْأَحَد الثَّانِي من صَفَر سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة ودُفِن بمقبرة بَاب بيطالة

114 -

أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم من أَهْلَ إشبيلية يعرف بالدقاق ويكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَعنهُ أَخذ أَبُو مُحَمَّد خَلِيل بْن إِسْمَاعِيل اللبلي ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن خَير

115 -

أَحْمَد بْن عُمَر بْن خَلَف الْهَمدَانِي من أَهْلَ غرناطة يعرف بِابْن قبليل ويكنى أَبَا جَعْفَر تفقَّه بقرطبة وروى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن فرج وَأبي عَلِيّ الغساني وَأبي الْوَلِيد بن العواد وَأبي الْقَاسِم أصبغ بن مُحَمَّد وَولي الصَّلاة بِبَلَدِهِ ودارت عَلَيْهِ الْفتيا وَكَانَ من جلة الْفُقَهَاء المشاورين وَقد ذكره أَبُو الْوَلِيد بن الدّباغ فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء من تأليفه ودرس واسمع وحدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَأَبُو خَالِد بْن رِفَاعَة وناظرًا عِنْدَهُ وَأَبُو جَعْفَر بْن الباذش وَأَبُو القَاسِم بْن بشكوال وأغفله مولده فِي السِّتين وَأَرْبَعمِائَة وتُوُفيّ يَوْمَ الْأَرْبَعَاء التَّاسِع وَالْعِشْرين لذِي قعدة سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة

116 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ من سَاكِني شاطبة لَهُ رِوَايَة

ص: 39

عَنْ ابْن أبي عَامر بْن حبيب أجَاز لَهُ مَا رَوَاهُ وَمن أَهْلَ سرقسطة أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ أَبُو الْعَبَّاس كَانَتْ لَهُ رحْلَة سَمِعَ فِيهَا من أبي بَكْر مُحَمَّد بْن المظفَّر بْن بكران وَغَيره مَعَ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي عِيسَى لب بْن هود وقفت عَلَى ذَلِكَ من بَعْض أصُول أبي عَليّ وَلَا أَدْرِي أهوَ الأوّل لِاتِّفَاق نسبتهما أم هما اثْنَان

117 -

أَحْمَد بْن أبي الْحَسَن أصبغَ بْن حُسَيْن بْن سعدون بْن رضوَان بْن فتوح الْخَثْعَمِي من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا عُمَر وَيعرف بالسهيلي وَهُوَ جد أبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد هَذَا كَانَ من أَهْلَ الْعلم وَولي الْقَضَاء وَقع ذكره فِي كتاب الرَّوْض الآنف من تأليف أبي القَاسِم الْمَذْكُور وَحكى عَنْهُ أنَّه انتسخ حَدِيث سُؤال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم إحْيَاء أَبَوَيْهِ من كتاب الشَّيْخ معوَّذ بْن دَاوُد بِسَنَد فِيهِ مَجْهُولُونَ

118 -

أَحْمَد بْن عُمْروس بْن لب بْن قَاسم من أَهْلَ شلب يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنِ القَاضِي أبي عَبْد اللَّه بْن شبرين سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ وَكتبه بِخَطِّهِ وَكَانَ من بَيت عِلْمٌ ونباهة وهم أخوال أبي بَكْر بْن خَير

119 -

أَحْمَد بْن أبي الْخِصَال الغافقي من أَهْلَ شقورة وَمن قَرْيَة بهَا تعرف بِفُرْغُلاط وَسكن قرطبة مَعَ أَخَوَيْهِ أبي عَبْد اللَّه وَأبي مَرْوَان يكنى أَبَا جَعْفَر كَانَ من أَهْلَ الْفِقْه وَتَوَلَّى خطة الْأَحْكَام وارتسم بهَا ذكره ابْن الدّباغ وَفِيه عَنْ غَيره

120 -

أَحْمَد بْن مَرْوَان بْن مُحَمَّد التجِيبِي من أَهْلَ المرية يعرف بِابْن شَاب يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن شَفِيع وَسمع مِنْهُ وَمن أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن الْحسن البلغيي وَله بقرطبة سَماع من أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَأبي الْحَسَن بْن مغيث وَسمع أَيْضا من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ الإشبيلي وَمن أَهْلَ الْمشرق أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن الحضْرميّ وأقرأ

ص: 40

الْقُرْآن وحدَّث وَعلم بِالْعَرَبِيَّةِ وَله كَلَام حَسَن عَلَى تَرْجَمَة الملَّخص للقابس من أَجْلِ الِاخْتِلَاف فِي كسر الْخَاء وَفتحهَا صرح فِيهِ بِإِبْطَال الْفَتْح وَصحح الْكسر وَصَوَّبَهُ وَاحْتج لَهُ وَهُوَ رَأْي أبي عَمْرو الْمُقْرِئ وَالْفَتْح كَانَ يرَاهُ أَبُو القَاسِم الْمُهلب بْن أبي صفرَة وَكِلَاهُمَا حمل الْكتاب عَنْ جَامعه وسَمعه من وَاضعه حكى عَنْهُ ابْن الدّباغ وَذَكَرَ بَعْض خَبره وَكَانَ فِي عداد أَصْحَابه وأغفله ابْن بشكوال

121 -

أَحْمَد بْن قَاسم المحدّث الأديب من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ من أَهْلَ الْعلم بفنون الْكَلَام قديمه وَحَدِيثه وَألف كتابا مُفِيدا فِي النَّفس وأخلاقها وَكَانَ لَهُ حَظّ وافر من النّظم والنثر ذكره أَبُو الْوَلِيد بْن خيرة فِي شُيُوخه وَقَالَ أَدْرَكته وجالسته ونا بكتابه فِي النَّفس غَيْر وَاحِد من أَصْحَابنَا عَنْهُ

122 -

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن فهر السُّلَميّ من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا عُمَر وُلّي الْقَضَاء وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَابْنه أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد يروي عَنْهُ ابْن رزق وَابْن عُبَيْد اللَّه وَغَيرهمَا وَهُوَ مَذْكُور فِي بَابه

123 -

أَحْمَد بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَيْر الثّقفيّ من أهل سرقسطة حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد وقرأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ

124 -

أَحْمَد بْن أبي بَكْر الكِنَانيّ من أَهْلَ طليطلة وَنزل قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن حنين وَهُوَ وَالِد أبي الْحَسَن نزيل فاس سَمِعَ بقرطبة أَبَا عَبْد اللَّه بْن فرج وبقراءته عَلَيْهِ موطأ مَالك سَمِعَ ابْنه ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو ذَر الْخُشَنِي وَغَيره

125 -

أَحْمَد بْن مَسْلَمَة بْن مُحَمَّد بْن وضاح القَيْسيّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وعني بالآداب وشعره

ص: 41

مدون وَكَانَ مطبوعا مجيدًا روى عَنْهُ أَبُو رِجَال بْن غلبون وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه المكناسي جالسته بمرسية وَلم يتَّفق لي أنَّ أسمع شَيئًا من شِعره وأنشدني الْحَافِظ أَبُو الرّبيع بْن سَالم ونقلته من خطه قَالَ أَنْشدني الأديب أَبُو رجال بْن غلبون قَالَ أَنْشدني أَبُو جَعْفَر بْن وضاح لنَفسِهِ يصف الشّجر السرو

(أيا سُرو لَا يعطش منابتك الحيا

وَلَا بُزَّ عَنْ أغصانك الْوَرق النَّضْر)

(لَقَدْ كُسِيت أعطافك الملد مثل مَا

تُلَفُّ عَلَى الخَطيِّ راياته الْخضر)

تُوُفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَخَمْسمِائة

126 -

أَحْمَد بْن خَلَف بْن عيشون بْن خِيَار بْن سَعِيد الجذامي الْمُقْرِئ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وكناه ابْن الدّباغ أَبَا جَعْفَر يعرف بِابْن النخاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد الله بن ابْن شُرَيْح الْحَسَن الْعَبْسِي وَأبي عَبْد اللَّه السَّرقسْطِي وَأبي القَاسِم بْن النخاس وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى الْعَبدَرِي الداني وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْأَصْبَغ عِيسَى بْن خيرة مولى ابْن برد وَأَبُو عَلِيّ الغساني وَأَبُو عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ وتصدر للإقراء قَدِيما سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة أَوْ قبلهَا وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة جلة مِنْهُم أَبُو جَعْفَر بْن الباذش وَأَبُو الْأَصْبَغ السماتي وَأَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَبُو الْحَسَن نجبة بْن يحيى وسواهم وَكَانَ يشهر بالمجود لحسن قِرَاءَته وإقرائه ومهارته فِي ذَلِكَ مَعَ براعة الْخط وجودة الضَّبْط وَله تأليف فِي نَاسخ الْقُرْآن ومنسوخه تُوُفّي فِي صدر رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة نسبه عَنِ ابْن الباذش ووفاته وَأكْثر خَبره عَنِ ابْن حُبَيْش

127 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد الجذامي الْمُتَكَلّم يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالزَنقِي نِسْبَة إِلَى زنقات مرسية من خَارِجهَا وَاسْتقر بأريولة سَمِعَ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي بَكْر بْن سَابق الصّقليّ وَأخذ عَنْهُ علمُ الْأُصُول وتجول بِبِلَاد الأندلس وَكَانَ شيخ الْمُتَكَلِّمين

ص: 42

عَلَى مَذْهَب أَهْلَ الْحق فِي وقته وأملى مَسْأَلَة فِي تَكْلِيف مَالا يُطَاق وَله شعر ومسائل فِي عِلْم الْكَلَام قَالَ ابْن عياد سَأَلت عَنْهُ أَبَا بَكْر بْن أبي ليلى فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا وَوَصفه بِالْعلمِ روى عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن الباذش وَأَبُو الفَضْل بْن عِيَاض وَأَبُو بَكْر بْن النفيس وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَحكى عَنْهُ ابْن الدّباغ فِي برنامجه

128 -

أَحْمَد بْن طَاهِر بْن عَلِيّ بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن اشتَرِمِنِّي بْن رُصَيْص بْن فاخر بْن فرج بْن وليد بْن وليد بْن عَبْد اللَّه بْن نَعَم الْخلف بْن حسان بْن قيس بْن سَعْد بْن عبَادَة الْأَنْصَارِيّ الخزرجي يكنى أَبَا الْعَبَّاس وأصل سلفه من شارقة عمل بلنسية وَهِي قلعة الْأَشْرَاف وانتقل جَدّه إِلَى دانية وَبهَا وُلِدَ أَبُو الْعَبَّاس هَذَا وَنَشَأ وَكتب الحَدِيث وتَفَقَّه فِي الْمسَائِل ثُمَّ تجول فِي الْعِنَايَة بالرواية فَسمع بدانية بَلَده أبَا دَاوُد الْمُقْرِئ وبمرسية أَبَا عَلِيّ الصَّدَفِي وبالمرية أَبَا عَلِيّ الغساني وَأَبا الْحَسَن بْن شَفِيع وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الْفراء وَأَبا مُحَمَّد بْن الْعَسَّال وَأَبا مُحَمَّد بْن عَبْد الْقَادِر بْن الحنَّاط وبأوْرِيُولة أَبَا القَاسِم خَلَف بْن فَتْحون وَسمع من أبي القَاسِم خَلَف بْن مُحَمَّد الغرناطي وَغَيرهم ورحل إِلَى العدوة فلقي بقلعة حَمَّاد أَبَا مَرْوَان الحمداني وبمدينة بجاية أَبَا مُحَمَّد المَقْري وَغَيرهمَا ويروي عَنْ أبي عَبْد اللَّه الْمَازرِيّ وَأَحْسبهُ كتب إِلَيْهِ وَانْصَرف إِلَى بَلَده فَأَسْمع وحدَّث وَكَانَت لَهُ أصُول عتيقة وَولي خطة الشورى بدانية وَأفْتى بهَا نيفًا وَعشْرين سنة ودعي إِلَى قَضَائهَا فَأبى من ذَلِكَ وَكَانَ عَالما بالمسائل مُحدثا ضابطًا حَسَن التَّقْيِيد معتنيا بلقاء الرِّجَال ورعًا فَاضلا كَانَ أَبُو مُحَمَّد القلَيني يعظمه ويثني عَلَيْهِ وَله تصنيف عَلَى الْمُوَطَّأ سَمَّاهُ كتاب الْإِيمَاء ضاهي بِهِ كتاب أَطْرَاف الصَّحِيحَيْنِ لأبي مَسْعُود الدّمشقيّ وَعرضه عَلَى شَيْخه أبي عَلِيّ الصَّدَفِي فَاسْتَحْسَنَهُ وَأمره ببسطه فَزَاد فِيهِ وَله أَيْضا مَجْمُوع فِي رجال مُسْلِم بْن الحَجَّاج حَدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد وَأَبُو

ص: 43

الْعَبَّاس الأُقليشي وَأَبُو عَبْد اللَّه المكناسي وَأَبُو الْعَبَّاس بْن أبي قُوَّة وحدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد الرشاطي فِي كِتَابه عَنِ المَقْري وَقد أَخذ عَنْهُ أَبُو الفَضْل بْن عِيَاض وَسَماهُ فِي شُيُوخه لقِيه بسبتة وَسمع مِنْهُ فَوَائِد وَقَالَ كَانَ علمُ الحَدِيث أغلبَ عَلَيْهِ ويميل فِي فقهه إِلَى الظَّاهِر وحدَّث عَنْهُ ابْن الدّباغ فِي مُعْجم مشيخته قَرَأْتُ عَلَى القَاضِي أبي الْخطاب ابْن وَاجِبٍ أَخْبَرَكُمْ الْقَاضِي أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ الدَّبَّاغِ فِي كِتَابِهِ فَأَقَرَّ بِهِ قَالَ نَا الْفَقِيهُ المُشَاوَرُ الْفَاضِلُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ طَاهِر بْن عَلِيّ بْن عِيسَى الْأَنْصَارِيُّ لفظا مِنْ كِتَابِهِ قَالَ نَا الْفَقِيه الأصولي أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي قَالَ نَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الْمَعْرُوفُ بِكيا قَالَ وَكَانَ لَا يُحَدِّثُ بِهِ إِلا مَرَّةً فِي السَّنَةِ لأنَّهُ حَدِيثٌ تَدَاوَلَهُ الأئِمَّةُ قَالَ أَنَا الْإِمَامُ أَبُو الْمَعَالِي عبد المك بْنُ يُوسُفَ الْجُوَيْنِيُّ قَالَ نَا أبي قالنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيَرِيُّ قَالَ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ قَالَ نَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ نَا الشَّافِعِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ على صَاحبه مالم يَتَفَرَّقَا ذَكَرَهُ ابْنُ بَشْكُوَالٍ فِي مُلْحَقَاتِهِ وَزِيَادَاتِهِ الَّتِي ذَيَّلَ بِهَا كِتَابَهُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْهُ وَلَمْ يُجَوِّدْهُ وَلا اسْتَوْفَى خَبَرَهُ وَغلط فِي تَارِيخ وَفَاته غَلطا لَا خَفَاء بِهِ فَجَعلهَا فِي نَحْو الْعشْرين وَخَمْسمِائة كَمَا جعلهَا القَاضِي عِيَاض وَعنهُ نقل ذَلِكَ فِي مَا أَحسب وَأَنا قَرَأت السماع مِنْهُ لصحيح مُسْلِم بدانية فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ فِي سَابِع من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بَعْدَ عَامَ كَامِل من تَارِيخ هَذَا السماع وَكَذَا قَالَ ابْن حُبَيْش فِي وَفَاته ومولده فِي السَّاعَة الرَّابِعَة من يَوْمِ السبت السَّابِع عَشْر من شوّال سنة سبْعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قَرَأت ذَلِك وَبَعض خَبره بِخَط ابْن عياد

129 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بن مُوسَى بْن عَبْد الْملك بْن وليد بْن مُحَمَّد بْن وليد بْن مَرْوَان بْن عَبْد الْملك بْن أبي جَمْرَة وَهُوَ مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن خطاب بْن عَبْد الجَبَّار بْن خطاب بْن مَرْوَان بْن نَذِير مولى مَرْوَان بْن الحكم من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ أَبَاهُ وَأَبا بَكْر بْن أبي جَعْفَر وَالِد أبي مُحَمَّد الْفَقِيه وَأَبا جَعْفَر أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وليد وَأَبا الْوَلِيد هِشَام بْن أَحْمَد بْن وضاح واستجاز لَهُ أَبُوهُ عَبْد الْملك

ص: 44

جمَاعَة من الجلة مِنْهُم أَبُو عمر بن عبد الْبر وَأَبُو عُمَرو الْمُقْرِئ وَأَبُو الْعَبَّاس العذري وَأَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ حدَّث عَنْهُ ابْنه القَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد شَيخنَا وَحكى عَنْهُ ابْن الدّباغ وتُوُفيّ بمرسية يَوْمَ الْجُمُعَة الرَّابِع لرمضان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَقد حوم عَلَى التسعين

130 -

أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن يحيى بْن خصيب القَيْسيّ من سَاكِني قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالقيجاطي أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْقَاسِم بن النخاس وَأبي جَعْفَر الخزرجي وروى الحَدِيث عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي الْحَسَن بْن مغيث وَعباد بْن سرحان وَغَيرهم وتصدر لإقراء الْقُرْآن وَتَعْلِيم الْعَرَبيَّة روى عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن بْن ربيع وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن العويص وَأَبُو الْعَبَّاس بْن مضا وَقَالَ فِيهِ أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَهُوَ وهمٌ وَحكى أَنَّهُ كَانَ أحد الْأُمَنَاء بِجَامِع قرطبة وَمن الشُّهُود المعدلين بهَا وَكَانَ يقْرض شَيئًا من الشّعْر أنْشد لَهُ ابْن الطيلسان

(لَيْسَ الخمول بِعَارٍ

عَلَى امرء ذِي جلال)

(فليلة الْقدر تخفى

وَتلك خَيّر اللَّيَالِي)

تُوُفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَن ابْن حُبَيْش وَغَيره

131 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن جَابِر بْن صَالح الْأَزْدِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر سَمِعَ من أبي عَبْد اللَّه بْن مَنْظُور وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ الْبَاجِيّ وَأبي مُحَمَّد ابْن خزرج وَأبي الحكم العَاصِي بْن خَلَف الْمُقْرِئ وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد ابْن تقيُّ من دَاخل إشبيلية ويقرئ فِيهِ الْقُرْآن دائبًا عَلَى ذَلِكَ نَحوا من سِتِّينَ سنة لَمْ يخرج عَنْهُ إلاّ إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة أَو إِلَى مَالا بُد للْإنْسَان مِنْهُ وَكَانَ مَشْهُورا بِالْفَضْلِ وَالصَّلَاح حدَّث عَنْهُ ابْن بشكوال وأغفله وَأَبُو بَكْر بْن رزق وَابْن خَيّر وَابْن عُبَيْد اللَّه وَابْن مضا وَأَبُو الْحَسَن بن مومن وَأَبُو الْعَبَّاس بْن مِقْدَام وَغَيرهم توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَنْ سنّ عالية وقرأت أَيْضا بِخَط ابْن حُبَيْش أَنَّهُ تُوُفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَالْأول قَول ابْن خَيّر وَابْن مضا ومولده سنة سبْعٍ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ ولدة أبي مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو الْوَلِيد اسماعيل بنن حجاج

ص: 45

وَأبي الْحَسَن بْن مغيث وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن سَمَجون

132 -

أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بن هِشَام بن غز وان الفِهري من أَهْلَ شنتمرية الغرب يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْعَبَّاس بْن حَامِد من أَصْحَاب أبي عَمْرو الْمُقْرِئ وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وَكَانَ من أَهْلَ الْمعرفَة بالنحو واللغة وَالْعرُوض وَله أرجوزة مزدوجة فِي قِرَاءَة نَافِع وثانية فِي قِرَاءَة ابْن كثير وَمن تواليفه كتاب فَوَائِد الإفصاح عَنْ شَوَاهِد الْإِيضَاح فِي مُجَلد ووقفت عَلَى الْأَخْذ عَنْهُ فِي شوّال سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة

133 -

أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن جَعْفَر من أهل مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر أَخذ عَن مشيخة بَلَده ولقى أَبَا عَليّ الصَّدَفِي وَلم أَقف على مَا سمع مِنْهُ فَأَما أَخُوهُ أَبُو يحيى مُحَمَّد بن عَليّ فَمن المكثرين عَنهُ ورحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَكَانَ معدوداً فِي الأدباء وَبَينه وَبَين أبي عبد الله بن أبي الْخِصَال مخاطبات جمة وقفت عَلَيْهَا وإحداهما مؤرخة بالمحرم من سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة

134 -

أَحْمَد بْن هِشَام الْمُقْرِئ من أَهْلَ قرطبة يعرف بالزُّوزَنالي ويكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم بْن النخاس وَأخذ عَنْهُ أَبُو القَاسِم بْن الشراط بعضه عَنِ ابْن الطيلسان

135 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن حَرْب يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالمَسِيلي أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي دَاوُد الْمُقْرِئ وَأبي الْحَسَن الْعَبْسِي وَأبي بكر حَازِم بن مُحَمَّد وَأبي عبد الله بن مُزَاحم وَأبي الْقَاسِم بن النخاس وَسكن إشبيلية وتصدر بهَا للإقراء

ص: 46

وَكَانَ من أَهْلَ التجويد والعناية بِالْحَدِيثِ وَألف كتابا فِي الْقرَاءَات السَّبع سَمَّاهُ بالتقريب أَخذ عَنْهُ أَبُو الْحَسَن نجبة بْن يحيى وَسمع مِنْهُ أَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع رواياته وتواليفه فِي جُمَادَى الْأُخْرَى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة

136 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حصن الْأَنْصَارِيّ الخزرجي من أَهْلَ بلنسية وَأَصله من مربيطير عَملهَا يكنى أَبَا بَكْر وَهُوَ خَال شَيخنَا أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب روى عَنْ أبي مُحَمَّد البطليوسي ولازمه طَويلا وَقيد عَلَيْهِ اللُّغَات والآداب وَأخذ عَنْهُ الْعَرَبيَّة ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع فِي طَرِيقه من أبي طَاهِر السِّلَفيّ مَعَ أبي بَكْر بْن هُذَيْل فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَلَا أعلمهُ حدَّث

137 -

أَحْمَد بْن يَعْلَى من أَهْلَ الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَأَبا جَعْفَر حدَّث عَنْهُ أَبُو الرّبيع الْمَعْرُوف بالخشيني وَكَانَ مقرئًا نحويًا لغويًا أديبًا بعضه عَنْ أبي سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه

138 -

أَحْمَد بْن الفَرج بْن الفَرَج التجِيبِي من أَهْلَ قونكة وَسكن بلنسية يكنى أَبَا عَامر أَخذ عَنْ أبي مُحَمَّد البطليوسي وَكَانَ من أَهْلَ الْعلم وَالْأَدب وَمن بَيت رياسة بالثغر وَله تأليف فِي الْعرُوض سَمَّاهُ بالمجمل سَمعه مِنْهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن الصَّقْر وحدَّث بِهِ عَنْهُ

139 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْوَاحِد بْن عِيسَى الهمْداني من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر وُلّي الْقَضَاء بوادي آش وَكَانَ فَقِيها مشاورًا وَكَانَ أَبُوهُ أَيْضا فَقِيها مشاوَرًا وَعنهُ كَانَ أَخذه فِي مَا أَحسب ووقفت عَلَى استقضائه ممّا قيد عَنْ إمضائه قَبْلَ الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة

140 -

أَحْمَد بْن خَلَصة بْن أبي عَامر النفزي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا جَعْفَر كَانَ رجلا صَالحا وأصابته زمانة أقعدته عَنِ التَّصَرُّف سِنين ثُمَّ عوفي وَتصرف بَعْدَ ذَلِكَ

ص: 47

وَله فِي شفائه حِكَايَة دَاخِلَة فِي كراماته تُوُفّي سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة ذكره ابْن سُفْيَان وَلم يسم شُيُوخه

141 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَامر بْن عَبْد الْعَظِيم الْمعَافِرِي من أَهْلَ دانية وَصَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها يكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس روى عَنْ عَمه أبي زَيْد عَبْد الرَّحْمَن بْن عَامر وَأبي بَكْر اللباتي وَأبي الحَجَّاج يُوسُف بْن أيّوب وَأبي بَكْر بْن برنجال وَغَيرهم وَكَانَ أديبًا ماهرًا نحويًا لغويًا حدَّث عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد وَأَبُو الحَجَّاج بْن أَيُّوب صَاحب الْأَحْكَام وَأَبُو زَكَرِيّاء بْن سيد بونة وَكَانَ صِهْرًا لأبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الْمُقْرِئ توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة وَقد خانق السّبْعين أَكثر خَبره عَنِ ابْن عياد ووفاته عَنِ ابْن أَيُّوب

142 -

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن أحمدبن حُسَيْن بْن عَاصِم الثّقفيّ من أَهْلَ برجة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالقصَبي لسكنى سلفه قَصَبَة المرية أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْن سُلَيْمَان وَسمع مِنْهُ وَمن أبي خَالِد يزِيد مولى المعتصم بْن صمادح ورحل إِلَى شَرق الأندلس فَأخذ عَنْ أَبِي دَاوُد الْمُقْرِئ بدانية وَأبي الْحسن بن أخي الدوش بشاطبة وَأبي الْحُسَيْن بن البياز بمرسية وَله رحْلَة حج فِيهَا وَبعد صَدره تصدر للإقراء وإسماع الحَدِيث بِجَامِع المرية وَتَوَلَّى بِهِ صَلَاة الْفَرِيضَة أَخذ النَّاس عَنهُ وَكَانَ جيد الضَّبْط وَمن رُوَاته الجلة أَبُو بكر بن رزق وَمن خطه نقلت نسبه وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو يحيى اليسع بن عيسي بن حزم وَغَيرهم توفّي فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة بعضه عَنْ أبي عَبْد اللَّه التجِيبِي وَفِيه عَنِ ابْن سَالم

143 -

أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الْأَنْصَارِيّ الْمُقْرِئ من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن السقاء أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْن سُلَيْمَان وَأبي الْحُسَيْن بْن البياز وَأخذ عَنْهُ ابْن حُبَيْش وَغَيره

144 -

أَحْمَد بْن ثعبان بْن أبي سَعِيد بْن حَرَز الْكَلْبِيّ يعرف بالبكِّي لطول سكناهُ

ص: 48

بِمَكَّة ثُمَّ نزل إشبيلية ويكنى أَبَا جَعْفَر ونجبة يَقُولُ فِي اسْمه أَحْمَد بْن عُثْمَان البكي وَلَعَلَّ اسْم أبي سَعِيد عُثْمَان وَنسبه إِلَيْهِ وَقَالَ فِيهِ ابْن رزق وقرأته بِخَطِّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي سَعِيد وكناه أَبَا الْعَبَّاس فَيكون عَلَى هَذَا ثعبان لقبًا لِأَبِيهِ رَحل حَاجا وَأدّى الْفَرِيضَة وَسمع بِمَكَّة من أبي معشمر االطبري كِتَابه فِي الْقرَاءَات الْمَعْرُوف بالتلخيص وَصَحبه طَويلا ثُمَّ قفل إِلَى إشبيلية فتصدر بهَا للإقراء وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن رزق وَابْن خَيّر وَأَبُو عَبْد اللَّه بن حميد وَابْن مضاونجبة وَغَيرهم وَعمر واسن وَكثر الِانْتِفَاع بِهِ وَتوفى بعد الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة

145 -

أَحْمَد بْن سَعِيد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن حزم بْن غَالب الْفَارِسِي سكن شلب وأصْلُ سلفه من قرطبة يكنى أَبَا عُمَر كَانَ فَقِيها عَلَى مَذْهَب جَدّه أبي مُحَمَّد الظَّاهِرِيّ عَارِفًا بِهِ مصمما عَلَيْهِ صليبا فِيهِ مجادلاً عَنْهُ مَعَ معرفَة بالنحو ومشاركة فِي قرض الشّعْر وتُوُفيّ بَعْدَ امتحان طَوِيل من ضربه وحبسه وسَلَب مَاله وتغيير حَاله لِمَا نسب إِلَيْهِ من الثورة على السُّلْطَان ذكره ابْن مُؤمن وَلم يذكر وَفَاته

146 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق اللَّخْميّ من أَهْلَ شِلْب يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن المِلْح روى عَنْ أَبِيه وَأبي بَكْر عَاصِم بْن أَيُّوب وَغَيرهمَا وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِبَلَدِهِ وَكَانَ أديبًا كَاتبا شَاعِرًا ذكره ابْن خَيّر وحدَّث عَنْهُ

147 -

أَحْمَد بْن يُوسُف بْن مِنَ اللَّه مَذْكُور فِي شُيُوخ أبي القَاسِم السُّهيْلي قَرَأت اسْمه بِخَط الْأُسْتَاذ أبي عَلِيّ بْن الشلوبين وَلم يكنه وَلَا سمى أحدا من شُيُوخه وَوجدت فِيمَا قيدت رِوَايَة أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يُوسُف النَّحْويّ عَن أبي الْحَسَن بْن الْأَخْضَر وَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره

148 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن خَلَف بْن أَحْمَد بْن عُمَر اللَّخْميّ من أهل أريولة عمل مرسية وَسكن المرية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالرشاطي وَهُوَ أَخُو أبي

ص: 49

مُحَمَّد المحدّث النسابة رَحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَكتب الحَدِيث عَنْ أبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَغَيرهمَا وَكَانَ فَاضلا خيارًا تُوُفّي قَبْلَ أَخِيه فِيمَا أَحسب وَاسْتشْهدَ أَخُوهُ فِي تغلب الرّوم عَلَى المرية صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة الموفي عشْرين لجمادى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَلم يُورد ذَلِكَ ابْن بشكوال عَلَى وَجهه

149 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَاطب من أَهْلَ باجة بغرب الأندلس يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي حَفْص عُمَر بْن خطاب الماردي وَأبي بَكْر عَاصِم بْن أَيُّوب البطليوسي وَأبي عَبْد الْملك مَرْوَان بن الجعديله وَأبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَافِيَة وَأبي الْحَسَن بْن أَفْلح الْمَعْرُوف بالقلَّبق وَقَرَأَ عَلَيْهِ برنامجه بإشبيلية وَحمل عَنْهُ تأليفه المفتح فِي النحور وَعلم بِبَلَدِهِ الْعَرَبيَّة واللغات حَيَاته كلهَا وَكَانَ متحققًا بهَا نَافِذا فِيهَا مَعَ الصّلاح والزهد وروى الحَدِيث عَنْ أبي عُمَر مَيْمُون بْن ياسين اللمتوني وَغَيره وَأخذ عَنْهُ أَبُو حَفْص عُمَر بْن عُدْيس الْقُضَاعِي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن مَالك الميرتلي وَأَبُو الْحُسَيْن عقيل بْن العَقْل الْخَولَانِيّ وَغَيرهم وقرأت بَعْض خَبره بِخَطِّهِ وَحكى ابْن خَير أَنَّهُ لقِيه بباجة فِي سنة ستٍّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَحضر مَجْلِسه واستجازه فَأجَاز لَهُ مَا يحملهُ عَنِ ابْن أبي الْعَافِيَة وَغَيره من شُيُوخه قَالَ وتُوُفيّ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء قَرِيبا من نصف جُمَادَى الْأَخِيرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسنه نَحْو الثَّمَانِينَ

150 -

أَحْمَد بْن الحُصَيْن بْن عَبْد الْملك بْن إِسْحَاق بْن عَطَّاف الْعقيلِيّ القَاضِي من أَهْلَ جيان وَمن وُلِدَ الحُصَيْن بْن الدجَّنَ أحد القائمين بِأَمْر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة وبابن الدَّجَن كَانَ يعرف ابْتَدَأَ بِطَلَب الْعلم وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة ورحل إِلَى قرطبة فَسمع بهَا من أبي مُحَمَّد بْن عَتَّاب صَحِيح الْبُخَارِيّ فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَسمع بهَا أَيْضا من غَيره وَأخذ عَنْ أبي الْأَصْبَغ بْن سهل كِتَابه فِي نَوَادِر الْأَحْكَام مناولة وَلَقي بإشبيلية أَبَا الْقَاسِم الْهَوْزَنِي فَسمع مِنْهُ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وفيهَا توفّي أَبُو الْقَاسِم هَذَا وَسكن غرناطة وَأفْتى بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى قرطبة فَكَانَ بهَا فِي عداد الْمُفْتِينَ إِلَى وَقت الْفِتْنَة الكائنة بالغرب سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَغَيره وتُوُفيّ

ص: 50

بجيان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة قَرَأت مولده بِخَطِّهِ وَكَثِيرًا من خَبره وَذَكَرَ وَفَاته ابْن عياد

151 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُونُس من أَهْلَ مُرْبيْطِر وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف يكنى أَبَا جَعْفَر رَحل إِلَى أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ فَسمع مِنْهُ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَثِيرًا من رواياته وَأَجَازَ لَهُ وَسمع أَيْضا من أبي الْحسن طَارق بن يعِيش فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَكَانَ من أَهْلَ الْعِنَايَة بالرواية وَسَمَاع الْعلم وَقد ذكرته فِي مُعْجم أَصْحَاب ابْن الْعَرَبِيّ من جمعي وَلم أَقف عَلَى تَارِيخ وَفَاته

152 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الفَضْل بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن حزم يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أَبِيه وَكَانَ كَاتبا أديبًا نحريرًا ولأبيه عَلَى رِوَايَة عَنْ أَبِيه أبي رَافع الفَضْل وَهُوَ مَذْكُور فِي بَابه وتُوُفيّ أَحْمَد فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا أفادني ذَلِك بعض أَصْحَابنَا

153 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بِن أَحْمَد بْن يحيى بْن أَفْلح بْن رَزْقُون بْن سَحْنُون بْن مَسْلَمَة القَيْسيّ يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَصله من باجة القيروان ومسلمة جَدّه هُوَ الدَّاخِل مِنْهَا إِلَى الأندلس وَيعرف بالمرسي لنزول سلفه مرسية وَنزل هُوَ الجزيرة الخضراء أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحُسَيْن بن البياز وَأبي دَاوُد المقرىء وَابْن أخي الدَّوش وَسمع الحَدِيث بقرطبة من أبي عَبْد اللَّه بْن فَرح وَأبي عَلِيّ الغساني وبمالقة من أبي الْمطرف الشَّعْبِيّ وَأبي عَبْد اللَّه بْن خَليفَة وتَفَقَّه بهما وَأخذ عَنْ أبي الْحَسَن الْعَبْسِي بَعْض الْقرَاءَات وَسمع مِنْهُ الشهَاب للقضاعي والناسخ والمنسوخ لهبة اللَّه وَأَجَازَ لَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآن بِرِوَايَة ورش عَنْ أبي الْحسن بن الجزار الضَّرِير المقرىء بِمَسْجِد أبي عَلاقة وَكَانَ من مشاهير أَصْحَاب مكّيّ بْن أبي طَالِب وَأخذ أَيْضا عَنْ أبي القَاسِم بْن النخاس وَله رِوَايَة

ص: 51

عَنْ أبي بَكْر خازم بْن مُحَمَّد وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي الْحسن بن الْأَخْضَر وتصدر للقراء بالجزيرة الخضراء وَأخذ النّاس عَنْهُ وَكَانَ فَقِيها مشاورا حَافِظًا مقرئًا نحويًا مُفَسرًا روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه القُباعي وَوَصفه بِهَذَا كُله وَأَبُو حَفْص بْن عذرة وَأَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن النسرة وَأَبُو الْحَسَن بْن مُؤمن وَغَيرهم وَذَكَرَ بَعضهم أَنَّهُ تُوُفّي فِي ذِي القَعْدة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقَالَ جَابِر بْن أَحْمَد الْقُرَشِيّ فِي مشيخة ابْن خَيّر من تأليفه أَنَّهُ تُوُفّي فِي حُدُود سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة عَنْ سنّ عالية

154 -

أَحْمَد بْن عُمَر بْن معقل من أَهْلَ شوذر عمل جيان وَسكن أبَّذَةَ يكنى أَبَا جَعْفَر رَحل حَاجا وَسمع بالإسكندرية من أبي عَبْد اللَّه الرّازيّ وَأبي بَكْر الطرطوشي وَأبي طَاهِر السِّلَفيّ سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وَبعدهَا وقفل إِلَى الأندلس وحدَّث بشوذر وأبذة وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بهَا حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن حسنون البياسي

155 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد الغافقي الضَّرِير من أَهْلَ مالقة وَنزل المرية ويكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي دَاوُد المقرىء وَابْن أخي الدوش وَأخذ عَنهُ أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الشواذكي

156 -

أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْكلابِي من أهل غرناطة لَهُ رحْلَة لَقِي فِيهَا أَبَا طَاهِر السلَفِي بالإسكندرية وَحكى عَنهُ أَبُو طَاهِر مَا ذكرته فِي بَاب هاني عَن ابْن نقطة

157 -

أَحْمَد بْن يحيى بْن سيدبونه الْخُزَاعِيّ من أهل قسطنطانية عمل دانية يكنى أَبَا جَعْفَر يروي عَنْ أبي عَلِيّ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سُفْيَان أَخذ عَنْهُ ابْنه أَبُو بَكْر يحيى بْن أَحْمَد

158 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن شَاب الغساني من أَهْلَ المرية صَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الشَّهَادَة كَانَ من أَهْلَ الْأَدَب والعربية أَخذ عَنْهُ ذَلِكَ ابْن عُبَيْد اللَّه وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع مَا رَوَاهُ

159 -

أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جحاف الْمعَافِرِي من أَهْلَ

ص: 52

بلنسية وقاضيها يكنى أَبَا مُحَمَّد وَأَبوهُ أَبُو أَحْمَد هُوَ المُحرَّقُ سمع من أبي دَاوُد المقرىء فِي غرَّة شعْبَان سنة ستٍّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَفِي رَمَضَان مِنْهَا كَانَتْ وَفَاة أبي دَاوُد ويروي أَيْضا عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد البطليوسي وَذكر ابْن عياد أَنه لَهُ رِوَايَة عَنْ أَبِيه عَنْ جَدّه وَولي قَضَاء بلنسية مرَّتَيْنِ أَقَامَ فيهمَا نَحوا من خمس عشرَة سنة حميد السّيرة مرضِي الطَّرِيقَة وَكَانَ من سَرَوات الرِّجَال يجمع إِلَى نباهة السّلف وَحسن الشارة ووسامة المنظر الْحلم والأناة واللين والتؤدة وخفض الْجنَاح وَالصَّبْر عَلَى أَذَى الْخُصُوم لَهُ أَخْبَار مأثورة فِي حلمه وَهُوَ كَانَ أغلب عَلَيْهِ من علمه وقرأت بِخَطِّهِ عَلَى ظهر نُسْخَة من كتاب الأنواء لِابْنِ قُتَيْبَةَ

(أَقُول وَقد خوفوني الْقرَان

وَمَا هُوَ من سره كَائِن)

(ذُنُوبِي أَخَاف فَأَما الْقرَان

فَإِنِّي من شَره آمن)

توفّي ببلنسية مصروفًا عنْ الْقَضَاء فِي الثَّانِي عَشْر من شهر رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقد قَارب السّبْعين وَصلى عَلَيْهِ ابْن أُخْته القَاضِي أَبُو أَحْمَد بْن مَيْمُون أَكثر خَبره عَنِ ابْن عياد وَابْن سُفْيَان

160 -

أَحْمد بن حسن بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم من أهل بلنسية يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ أَبَا الْبَحْر الأسَدِيُ وَأَبا عَلِيّ الصَّدَفِي وَأَبا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأكْثر عَنْهُ وَأَبا عَبْد اللَّه بْن أبي الْخَيْر الموروري وَأَبا الْحَسَن خُلَيْص بْن عَبْد اللَّه وَأَبا عَبْد اللَّه بْن خلصة النَّحْويّ وَأَبا عَامر بْن حبيب وَأَبا الحَجَّاج الْقُضَاعِي الأندي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بْن خيرون وَأَبُو عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأَبُو مُحَمَّد اللَّخْميّ سِبْط أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَغَيرهم وَكَانَ من أَهْلَ الْفِقْه والمعرفة بِعقد الشُّرُوط والعناية بِرِوَايَة الحَدِيث وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَله حَظّ من النّظم ضَعِيف قَرَأت بِخَطِّهِ قَالَ شَيخنَا أَبُو عَلِيّ رضي الله عنه يَعْنِي الصَّدَفِي وَقد سَأَلْتُهُ عَن الْوَجْه فِي سعيد ابْن المُسَيّب أبفتح الْيَاء هُوَ أم بِكَسْرِهَا فَذَكَرَ أنَّ أَهْلَ المَدِينَةِ يسمونه بِفَتْح الْيَاء وَأهل الْكُوفَة يكسرونها وقرأت أَنَا بِخَط أبي الْوَلِيد بْن الفَرَضيّ حَاشِيَة فِي نسخته من تَفْسِير غَرِيب الْمُوَطَّأ عَنْ عَبْد اللَّه بْن وهْب لأهل

ص: 53

المَدِينَةِ المُسَيِّب وَلأَهل الْعرَاق المسيَّب ضدًا لمّا قَالَ أَبُو عَلِيّ وقرأت أَيْضا بِخَط ابْن سُلَيْمَان أَنْشدني الْفَقِيه أَبُو الحَجَّاج يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْقُضَاعِي قَالَ أَنْشدني بِبَغْدَاد الْإِمَام أَبُو عَبْد اللَّه الْحميدِي صَاحب الْإِمَام أبي مُحَمَّد بْن حزم لنَفسِهِ

(من الحذق فِي كسب الْعُلُوم تواضع

يبلغك الغايات فِي كلّ مقصد)

(فكم غالط ظن الترفع رفْعَة

فَمَا زَالَ مخفوضا لَدَى كلّ مشْهد)

كَذَا قَالَ فِي اسْم الْقُضَاعِي وَإِنَّمَا هُوَ يُوسُف بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد وَقد غلط فِي هَذَا غَيره وَحمله السماع من الْحميدِي وَلم يُدْرِكهُ وَلَا سَمِعَ مِنْهُ وَإِنَّمَا يروي عَنْ أبي بَكْر بْن طرخان عَنْهُ توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة أَو حولهَا عَنِ ابْن عياد وَذَكَرَ ابْن سَالم أَنَّهُ كَانَتْ فِيهِ لُوثه

161 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن كوثر الْمحَاربي من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَأَبا جَعْفَر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن الباذش وروى عَنْهُ وَعَن أبي بَكْر غَالب بْن عَطِيَّة وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي القَاسِم بْن الأبرش وَغَيرهم ورحل حَاجا مَعَ ابْنه أبي الْحَسَن وسمعا بِمَكَّة من أبي الْفَتْح الكروخي جَامع أَبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وسمعا أَيْضا من أبي عَلِيّ بْن العرجاء وَغَيرهمَا حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو الْحَسَن وَأَبُو القَاسِم بْن وضاح صَحبه بِمَكَّة وَأخذ عَنْهُ هُنَالك بعضه عَنْ أبي عُمَر بْن عَاتٍ

162 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن خَمِيس بْن مُعَاوِيَة بْن نصرون الْأَزْدِيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ أَبَا مُحَمَّد القلني وَأَبا مَرْوَان بْن الصيقل وَأخذ عَنْهُمَا النَّحْو والغريب وَالْأَدب وَأَبا بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَبا عبد الله بن سَعَادَة وَأَبا الْحسن بن هُذَيْل صهره وَله رِوَايَة عَنْ أبي القَاسِم بْن ورد وَكَانَ فَقِيها أصوليًا فرضيًا أديبًا ينظم وينثر فيجيد تُوُفّي بالجزائر عمل بجاية سنة سبْعٍ أَوْ ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن بهَا عِنْد بَاب الفخارين عَلَى سَاحل الْبَحْر وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة أَوْ نَحْوهَا ذكره ابْن عياد وَفِيه عَنْ غَيره

163 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر وَأَبا جَعْفَر وَيعرف بِابْن أبي مَرْوَان سَمِعَ من أبي

ص: 54

الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي بَكْر بْن طَاهِر وَأبي الحكم بْن حجاج وَأبي الْحَسَن مفرج بْن سَعَادَة وَأبي إِسْحَاق بْن حُبَيْش الْبَزَّاز وَغَيرهم وَكَانَ حَافِظًا عَارِفًا بِالْحَدِيثِ وَرِجَاله فَقِيها ظاهري الْمَذْهَب عَلَى طَريقَة ابْن حزم وَله تأليف مُفِيد فِي الحَدِيث سَمَّاهُ الْمُنْتَخب الْمُنْتَقى جمع فِيهَ مَا افترق فِي أُمَّهَات المسندات من نَوَازِل الشَّرْع وَعَلِيهِ بنى كِتَابه أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الإشبيلي فِي الْأَحْكَام وَمِنْه اسْتَفَادَ وَكَانَ صاحبًا لأبي جَعْفَر هَذَا أَوْ ملازمًا لَهُ وَاسْتشْهدَ بلَبْلَة عِنْدَ ثورة أَهلهَا والتغلب عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْأَرْبَعَاء الْحَادِي عَشْر من شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَن بْن مُؤمن وَقَالَ أَبُو مَرْوَان بْن صَاحب الصَّلاة كَانَ ذَلِكَ يَوْمَ الْخَمِيس الرَّابِع عَشْر من شعْبَان الْمَذْكُور

164 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن فَرَح بْن الْجد الفِهري من لبلة يكنى أَبَا عَامر روى عَنْ شُرَيْح سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ وَعَن غَيره وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا ذكره ابْن الْإِمَام وَهُوَ شَقِيق الْحَافِظ أبي بَكْر بْن الْجد وَقتل فِي كائنة لبلة شَهِيدا

165 -

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ربيع الْأَشْعَرِيِّ من أَهْلَ قرطبة يعرف بِابْن أبي ويكني أَبَا عَامر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم بْن النخاس والعربية والآداب عَنْ أبي مُحَمَّد بْن منتان وَسمع أَبَا الْوَلِيّ بْن طريف وَأَبا مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبا بَحر الْأَسدي وَأَبا القَاسِم بْن صَوَاب وَأَبا عَبْد اللَّه بْن أُخْت غَانِم وَصَحب القَاضِي أَبَا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ طَويلا وَأكْثر عَنْهُ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيّ بْن سُكَّرَة وَكَانَت لَهُ عناية بِسَمَاع الحَدِيث ولقاء أهل الْعلم وَالْأَدب وَولي قَضَاء قرمونة ثُمَّ إستجة حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو الْحُسَيْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد وَخَبره عَنْهُ وَقَالَ تُوُفّي بالمنكَّب لَيْلَة عَيد الْفطر سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة

166 -

أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم بْن أَحْمد بْن سلَاّم الْمعَافِرِي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا

ص: 55

جَعْفَر روى عَنْ أَبِيه وتأدب بِهِ وَعَن أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد الركلي سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا مجودًا وَهُوَ خَال شَيخنَا أبي عُمَر بْن عَاتٍ تُوُفّي فِي حُدُود الْخمسين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سُفْيَان وَفِيه عَنْ غَيره

167 -

أَحْمَد بْن عَبْد السّلام بْن عَبْد الْملك بْن مُوسَى الغافقي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالمسيلي رَحل حَاجا وقفل إِلَى بَلَده وحدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن خَير بوفاة القَاضِي ابْن أبي حبيب وَهُوَ فِي عداد أَصْحَابه قَرَأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ وَقَالَ نَا الشَّيْخ الْأُسْتَاذ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عَبْد السّلام الْحَاج الغافقي المسيلي أنَّ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن ابْن السعادات المَرْوَروذي الْخُرَاسَانِي بثغر الاسكندرية أنْشدهُ عَنهُ وداعه إِيَّاه قَالَ أَنْشدني أَبُو تُرَاب بْن جندل عِند الْوَدَاع لبَعْضهِم

(السم من ألسن الأفاعي

أعذب من قبْلَة الْوَدَاع)

(ودعتهم والدموع تجْرِي

لمّا دَعَا للوداع دَاع)

168 -

أَحْمَد بْن معد بْن عِيسَى بْن وَكيل التجِيبِي الزَّاهد يعرف بِابْن الأقْلِيشي ويكنى أَبَا الْعَبَّاس أصل أَبِيهِ من أُقليش وَسكن دانية وَبهَا وُلِدَ أَبُو الْعَبَّاس هَذَا وَنَشَأ سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا بَكْر وَأَبا الْعَبَّاس بْن عِيسَى وتلمذ لَهُ ورحل إِلَى بلنسية فَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي مُحَمَّد البطليوسي وَسمع الحَدِيث من صهره أبي الْحَسَن طَارق بْن يعِيش وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي مُحَمَّد القلني وَعباد بْن سرحان وَأبي الْوَلِيد بن يعِيش وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي مُحَمَّد القلني وَعباد بْن سرحان وَأبي الْوَلِيد بن الدباع وَأبي الْوَلِيد بن خَيره وَلَقي بالمرية أَبَا القَاسِم بْن ورد وَأَبا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَطِيَّة وَأَبا الْعَبَّاس بْن العريف وروى عَنْهُمْ ورحل إِلَى الْمشرق سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فَأدى الْفَرِيضَة وجاور بِمَكَّة سِنين وَسمع بهَا من أبي الْفَتْح الكروخي جَامع التِّرْمِذيّ برباط أم الْخَلِيفَة

ص: 56

العباسي سنة سبْعٍ وَأَرْبَعين ثُمَّ كرّ رَاجعا إِلَى الْمغرب فَقبض فِي طَرِيقه وحدَّث بالأندلس والمشرق وَكَانَ عَالما عَاملا متصوفًا شَاعِرًا مجودًا مَعَ التَّقَدُّم فِي الصّلاح والزهد والعزوف عَنِ الدُّنْيَا وَأَهْلهَا والإقبال عَلَى الْعلم وَالْعِبَادَة وَله تصانيف كَثِيرَة مفيدة مِنْهَا كتاب الْكَوْكَب وَكتاب النَّجْم من كَلَام سيد الْعَرَب والعجم عَارض بِهِ كتاب الشهَاب للقضاعي وَقد رويته وَكتاب الْغرَر من كَلَام سيد الْبشر وَكتاب ضِيَاء الْأَوْلِيَاء وَهُوَ أسفار عدَّة وحملت عَنْهُ معشراته فِي الزّهْد وكتبها النَّاس وَأخْبرنَا بهَا أَبُو الرّبيع بْن سَالم عَنْ أبي الْمطرف بْن جزي وَأبي الْحَسَن بْن فَزَارَة وَأَنا غَيره عَنْ أبي أَحْمَد بن سُفْيَان ثَلَاثَتهمْ عَنهُ ذكره أَبُو عمر بن عَاتٍ وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ أَخْبرنِي عَنْهُ الْوَزير الْفَقِيه أَبُو بَكْر بْن سُفْيَان وَكَانَ يصف لي علمه وإمامته وورعه وزهده وَأَخْبرنِي ابْنه أَبُو أَحْمَد أَنهم كَانُوا يدْخلُونَ عَلَيْهِ بَيته والكتب عَنْ يَمِينه وشماله وَأَنه كَانَ يضع يَده على وَجهه إِذا قَرَأَ القارىء فيبكي حَتَّى يعجب النَّاس من بكائه حدث عَنهُ ابْن عياد وَأَبُو الْحَسَن بْن كوثر وَأَبُو بَكْر بن بيبش وَغَيرهم وأنشدنا أَبُو الحَجَّاج بْن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بالغرناطي وكتبها لي بِخَطِّهِ عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن عَتيق بْن عَلِيّ التجِيبِي الْأَزْدِيّ قَالَ أنشدنا أبي قَالَ أَنْشدني أَبُو الْعَبَّاس الأُقليشي لنَفسِهِ

(أَسِير الْخَطَايَا عِنْدَ بابك وَاقِف

لَهُ عَنْ طَرِيق الْحق قلب مُخَالف)

(قَدِيما عصى عمدا وجهلاً وغرة

وَلم يَنْهَهُ قلب من اللَّه خَائِف)

(تزيد سِنوه وَهُوَ يزْدَاد ضلة

فها هُوَ فِي ليل الضَّلَالَة عاكف)

(تطلَّعَ صبح الشيب والقلبُ مظلم

فَمَا طَاف فِيهِ من سنا الْحق طائف)

(ثَلَاثُونَ عَاما قَدْ تولت كَأَنَّهَا

حلوم تقضَّت أَو بروق خواطف)

(وَجَاء المشيب الْمُنْذر المرءَ أَنَّهُ

إِذَا رحلت عَنهُ الشبيبه تَالِف)

(فيا أَحْمَد الخوان قَدْ أدبر الصِّبَا

وناداك من سنّ الكهولة هَاتِف)

(فَهَل أرق الطّرف الزمانُ الَّذِي مضى

وأبكاه ذنبٌ قَدْ تَقَدَّمَ سالف)

(فجد الدُّمُوع الْحمر حزنا وحسرة

فدمعك ينبي إِن قَلْبك آسَف)

وَقد وَافق فِي أول هَذِهِ الْقطعَة قَول أبي الْوَلِيد بْن الفَرَضيّ أَوْ أَخذه مِنْهُ نقلا تُوُفّي فِي صَدره عَن الْمشرق بِمَدِينَة قوص من صَعِيد مصر فِي عشر الْخمسين وَخَمْسمِائة ودُفِن

ص: 57

عِنْدَ الجمَّيْزَه الَّتِي فِي الْمقْبرَة التالية لسوق الْعَرَب وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بِن عياد تُوُفّي سنة خمسين أَوْ إِحْدَى وَخمسين بعْدهَا وَقد نَيف عَلَى السِّتين

169 -

أَحْمد بن الْحَسَن بْن مَيْمُون المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا جَعْفَر ذكره ابْن سُفْيَان وَوَصفه بِحِفْظ الْآدَاب والتواريخ مَعَ النباهة والنزاهة وتُوُفيّ بِبَلَدِهِ سنة خمسين وَخَمْسمِائة وقرأت بِخَط أبي مُحَمَّد أَيُّوب بْن نوح تُوُفّي الْوَزير أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بْن مَيْمُون المَخْزُومِي الجزيري يَوْمَ الْخَمِيس الموفي عشْرين من ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَهُوَ هَذَا فِيما أَحسب وَقد أَخذ عَنْ أبي الْأَصْبَغ بْن المرابط أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بْن مَيْمُون المَخْزُومِي تأليفه فِي رِوَايَة ورش المترجم بالتقريب والحرش فِي سنة ستٍّ أَوْ سبْعٍ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وكنيته أَبُو بَكْر فَلَعَلَّهُ المترجم بِهِ

170 -

أَحْمَد بْن جُبَيْر بْن مُحَمَّد بْن جُبَيْر بْن سَعِيد بْن جُبَيْر بْن سَعِيد بْن جُبَيْر بْن سَعِيد بْن جُبَيْر ثَلَاثَة بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن عَبْد السّلام بْن مَرْوَان بْن عَبْد السّلام بْن جُبَيْر الكِنَانيّ من وُلِدَ ضَمرَة بْن بكرَة بْن عَبدة مَنَاة بْن كنَانَة بْن خُزَيْمة وَجبير وَالِد عَبْد السّلام هُوَ الدَّاخِل إِلَى الأندلس مَعَ بلْج القُشَيْريّ فِي المُحَرَّم سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة نقلت نسبه من خطّ ابْنه أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الأديب الزَّاهد وَهُوَ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ صهره أبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي عَبْد اللَّه بْن خلصة وَأبي مُحَمَّد البطليوسي وتأدب بهما وَله أَيْضا رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَسَمَاع مِنْهُمَا وعني بالآداب وَكَانَ من أَهْلَ البلاغة والإدراك كَاتبا شَاعِرًا واستوزره أَبُو عَبْد الْملك مَرْوَان بْن عبد الْعَزِيز عِنْدَ ثورته ببلنسية فِي انْقِرَاض دولة الملثمين وامتحن يَوْمَ خلعه فَقبض عَلَيْهِ الْجند واعتقلوه حَتَّى فدى مِنْهُم نَفسه بِمَال جليل

ص: 58

وانتقل إِثْر ذَلِكَ إِلَى شاطبة فسكنها حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو الْحُسَيْن وتُوُفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة ذَكَرَ وَفَاته وَبَعض خَبره أَبُو مُحَمَّد بْن سُفْيَان

171 -

أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن المحلول لَقِي أَبَا القَاسِم بْن ورد وَصَحب القَاضِي أَبَا بَكْر بْن أسود وَقدمه إِلَى قَضَاء جَزِيرَة شقر ثُمَّ صرف عَنْهُ وَاسْتقر زمَان الْفِتْنَة بمرسية وَعقد بهَا الشُّرُوط وَكَانَ فَقِيها تُوُفّي بشاطبة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سُفْيَان

172 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن العَاصِي بْن سهل الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ لاردة وَسكن شاطبة يكنى أَبَا الحكم روى عَنْ أبي مُحَمَّد الرشاطي قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عياد تُوُفّي بشاطبة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة أَوْ نَحْوهَا وحدَّث عَنْهُ أَبُوهُ عُمَر بِيَسِير وَهُوَ فِي عداد أَصْحَابه

173 -

أَحْمَد بْن مَالك بْن مَرْزُوق بْن مَالك بن عَبَّاس من أَهْلَ طرطوشة يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ من أَبِيه أبي الْوَلِيد مَالك وَأبي عَلِيّ بْن سكرة وأجازا لَهُ وَمن أبي مُحَمَّد البَطليْوسِي وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر الخُشَنِي وتَفَقَّه بِهِ وَولي الْقَضَاء بطرطوشة بَلَده ثُمَّ انْتقل عَنْهَا إِلَى بلنسية عِنْدَ تغلب العدوّ عَلَيْهَا وَذَلِكَ يَوْمَ الْخَمِيس السَّادِس عشر من شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة حدَّث وسُمِعَ مِنْهُ وتُوُفيّ ببلنسية سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة ومولده بطرطوشة سنة سبْعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ذكره ابْن عَياد وَأخذ عَنْهُ

174 -

أَحْمَد بْن عِيسَى الْمعلم من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ عَنْهُ أَبُو الْخَلِيل مفرج بن حُسَيْن الضَّرِير المقرىء

ص: 59

175 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زِيَادَة اللَّه الثّقفيّ قَاضِي قُضَاة الشرق من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الْحَلَال روى عَنْ أبي عَلِيّ بْن سُكَّرَة وَصَحب أَبَا بَكْر بْن فتحون وتَفَقَّه بِأبي القَاسِم بْن أبي حمرَة وَحضر عِنْدَ أبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر وَمَال إِلَى الرَّأْي والمسائل وشارك فِي الْآدَاب وُولي خطة الشورى ثُمَّ استقضي بأوريولة واستعفى مِنْهَا فأعفى وَعَاد إِلَى الْفتيا إِلَى أنَّ قَلّدهُ الْأَمِير مُحَمَّد بْن سَعْد قَضَاء مرسية وأضاف إِلَيْهِ قَضَاء قُضَاته بِسَائِر أَعماله كلهَا بَعْدَ أنَّ تخلصه من نكبة أبي مُحَمَّد بْن عِيَاض الْأَمِير قبله وَأطْلقهُ من معتقله وفوض إِلَيْهِ فِي أُمُوره وَلم يكن حصيف الْعقل وسُعى بِهِ إِلَيْهِ فَقبض عَلَيْهِ واستصفى أَمْوَاله وغربه إِلَى أندة من أَعمال بلنسية واعتقل هُنَالك شهورًا ثمَّ قتل بهَا لَيْلًا فِي سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر عَتيق بْن عطاف وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْمُنعم الخزرجي وَأَبُو عَبْد اللَّه بن وَاجِب المقرىء وَأَبُو مُحَمَّد بْن سُفْيَان وَأكْثر خَبره عَنْهُ

176 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْجَلِيل بْن عَبْد اللَّه يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالتدميري لِأَن أَصله مِنْهَا وَنَشَأ بالمرية روى عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَأبي وَالْحجاج بْن يَسْعُون وَأبي مُحَمَّد الزّهِيري وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عُمَر وَأبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغات والآداب واستأدبه السُّلْطَان بمراكش لِبَنِيهِ وَله حَظّ من قرض الشّعْر وَسكن بجاية وقتا وَألف بهَا لمُحَمد بْن عَلِيّ بْن حمدون وزيرا ابْن النَّاصِر الصنهاجيين كتابا سَمَّاهُ نظم القرطين وَضم إِشْعَار السقطين جمع فِيهِ أشعار الْكَامِل للمبرد والنوادر لأبي عَلِيّ البغداديّ وَله كتاب التوطئة فِي الْعَرَبيَّة وَله شرح فِي كتاب الفصيح لثعلب وَله أَيْضا فِي شرح أَبْيَات الْجمل للزجاجي كتاب مُفِيد كَبِير الحجم كثير الإمتاع سَمَّاهُ شِفَاء الصُّدُور وَآخر اخْتَصَرَهُ مِنْهُ سَمَّاهُ المختزل وَفرغ من تأليف الأوّل سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَله أَيْضا كتاب الْفَوَائِد والفرائد وتُوُفيّ بِمَدِينَة فاس مرجعه من المهدية وَحُضُور فتحهَا سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة

ص: 60

177 -

أَحْمَد بْن يُوسُف بْن إِسْمَاعِيل بْن صَاحب الصَّلاة من أَهْلَ باجة يكنى أَبَا جَعْفَر كَانَ من رُوَاة الحَدِيث وَأهل الْعِنَايَة بِهِ وَقد حدَّث عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شبرين بِصَحِيح الْبُخَارِيّ وأُخِذَ عَنْهُ وَاسْتشْهدَ عِنْدَ بَاب الْجَامِع فِي غدر العدوّ بَلَده وَذَلِكَ لَيْلَة السبت الثَّانِي وَالْعِشْرين لذِي حجَّة سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة

178 -

أَحْمَد بْن مَسْعُود بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى القَيْسيّ يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن اشكَبند أَصله من سرقسطة وَولد هُوَ بشاطبة وَنَشَأ بهَا وَسمع من أبي عَامر بْن حبيب وَأبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَطِيَّة وَأبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأبي مُحَمَّد بْن عَاشر وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَغَيرهم وتَفَقَّه بِالْقَاضِي أبي الْأَصْبَغ بْن إِدْرِيس ولازمه وناظر عِنْدَ أبي بَكْر بْن أَسد وَأبي عبد الله بن مغاور وَولي خطة الشورى بَلَده وَكَانَ عَالما بِالشُّرُوطِ بَصيرًا بعقدها مُحدثا حَافِظًا متقنًا فِيمَا قيد ثِقَة فِي مَا روى عَلَى منهاج أَهْلَ الحَدِيث وَمن أَهْلَ الْمعرفَة والتمييز لعلله وَالذكر لرواته بِأَسْمَائِهِمْ وكُناهم وموالدهم ووفياتهم حَسَن الْحَظ جيد الضَّبْط دؤوبا عَلَى النّسخ يُتَنافَسُ فِيمَا يكْتب ويقيد وَله تنابيه مفيدة حدث وَأخذ عَنْهُ أَبُو القَاسِم بْن فِيُّره الضَّرِير وَغَيره وَقَالَ ابْن عياد لَمْ أر بَعْدَ أبي الْوَلِيد بن الدّباغ أحفظ مِنْهُ لأسماء الرِّجَال وَهُوَ مِمَّن يَنْبَغِي أنَّ يُلحق فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة عَشْرة من أَئِمَّة الْمُحدثين يَعْنِي الَّتِي ألف ابْن الدّباغ وسمى مَعَه أَبَا الفَضْل بْن عِيَاض وَأَبا بَكْر بْن فتحون وَأَبا القَاسِم بْن حُبَيش وَغَيرهم قَالَ وَكَانَ ورعًا منقبضًا فَاضلا متواضعًا وَهُوَ من بَيت عَلَمُ وَخير وتزهد فِي آخر عمره حَتَّى عرف بإجابة الدعْوَة وَسَأَلَ اللَّه أَن يميته غَرِيبا ذابلَ الْجِسْم فَكَانَ كَمَا تمنى تُوُفّي مُتَوَجها إِلَى الْحَج بالمهدية من بِلَاد إفريقية فِي الثَّالِث عَشْر من رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بِن عفيون تُوُفّي سنة سبْعٍ قبلهَا وَحكى نَحوا ممّا تَقَدَّمَ وَوَصفه بِالْعَدَالَةِ والديانة والتحري والمعرفة بالوثائق قَالَ وَكَانَ أَكثر تصرفه فِي معرفَة الحَدِيث وَرِجَاله أَخْبرنِي بذَلِكَ أَبُو عُمَر بْن عَاتٍ عَنِ ابْن عفيون وَقَالَ ابْن سُفْيَان تحرّك لأَدَاء فَرِيضَة الْحَج فَتوفي بِمَدِينَة تونس فِيمَا بلغنَا عَامَ سَبْعَة وَخمسين وَالْأول هُوَ الصَّحِيح ومولده سنة خمس وَخَمْسمِائة كَانَ لِدَة أبي عُمَر بْن عياد

179 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد القَيْسيّ من أَهْلَ جيان يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف

ص: 61

بالفندري نزل مرسية وأقرأ بهَا الْعَرَبيَّة والآداب ثمَّ سكن الشُ من أَعماله وَبهَا لقِيه ابْن عياد وَقَالَ كَانَ لَهُ حَظّ من عَلَمُ الطِّبّ تُوُفّي بمرسية فِي الرَّابِع وَعشْرين لربيع الأوّل سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة ومولده بجيان سنة عشر وَخَمْسمِائة

180 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هُذَيْل الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ بلنسية وَأَصله من ثغبرها يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ من ابْن الدّباغ وَابْن النِّعْمَة وَصَحب أَبَا بَكْر بْن أَسد وَأَبا مُحَمَّد بْن عَاشر وتَفَقَّه عِنْدهمَا ورحل إِلَى قرطبة فلقي بهَا أَبَا عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَأَبا جَعْفَر بْن عبد الْعَزِيز وَأَبا عَبْد اللَّه بْن أبي الْخِصَال وأمثالهم فَأخذ عَنْهُمْ وَقدمه ابْن الْحَاج إِلَى قَضَاء إستجة وَقيل إِلَى قَضَاء باغه فَأَقَامَ على ذَلِك إِلَى حِين مَقْتَله وَانْصَرف إِلَى بَلَده فولي قَضَاء لاردة وشبرانة وَغَيرهمَا من بِلَاد الثغر الشَّرْقِي فِي الدّولة اللمتونية فَلم تحمد سيرته وَكَانَ يمِيل إِلَى الْأَدَب وَيضْرب بِسَهْم فِي الشّعْر وَالْكِتَابَة ويعقد الشُّرُوط وَكتب لأبي مُحَمَّد بْن جحاف وَأبي مُحَمَّد بْن عَاشر أيّام قضائهم وَكَانَ حَسَن الْخط نحى فِيهِ منحى ابْن أبي الْخِصَال شَيْخه فقاربه وَولي خطة الشّورى ببلنسية لأبي الْعَبَّاس بْن الْحَلَال ولأخيه زِيَادَة اللَّه ثُمَّ وُلّي بِأخرَة من عمره خطة الْمَوَارِيث وأحكامها ببلنسية فِي إِمَارَة مُحَمَّد بْن سَعْد فامتحن وَضرب وغُرِّب إِلَى جَزِيرَة شقر وهنالك تُوُفّي مضيقًا عَلَيْهِ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة ودُفِن بقبلي جَامعهَا وَلم يبلغ السِّتين مولده سنة أَربع وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن عَبّاد وَابْن سُفْيَان

181 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحِيم الْأنْصَارِيّ من أهل المرية وَسكن مرسية وَيعرف بِابْن البراذعي يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن شَفِيع وَأبي عَبْد اللَّه بْن الغراء وَابْن موهب وَابْن زُغَيْبة وَإِن ورد وَأبي عَبْد اللَّه البلغي وَأبي الْأَصْبَغ بْن حزم وَلَقي بمالقة أَبَا عَلِيّ مَنْصُور بْن الخَيِّر فَأخذ عَنْهُ وبقرطبة أَبَا مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبا الْحَسَن بْن مغيث وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِم بْن بَقِي وَابْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي

ص: 62

وَأَبُو مُحَمَّد البطليوسي وَغير هَؤُلَاءِ وَكَانَ مقرئًا وَله فهرسة مِنْهَا نقلت أَسمَاء رِجَاله وَلم يكن بالضابط وَقد أُخِذ عَنْهُ وَرَأَيْت السماع مِنْهُ بمرسية فِي سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة

182 -

أَحْمَد بْن خَلَف بْن يُوسُف بْن فرتون وُلِدَ الْأُسْتَاذ أبي القَاسِم بْن الأبرش سكن غرناطة وَأَصله من شنترين يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أَبِيه وَكَانَ وراقًا يَبِيع الْكتب وَله مَجْمُوع صَغِير بالمحكم الْمُنْتَخب من عُيُون سَمَّاهُ الحكم وقفت عَلَيْهِ وَفِيه بَعْض شِعره وَكَانَ ضَعِيفا وَقد أَخذ عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن حكم وَأَبُو القَاسِم بْن سمجون أنشدنا أَبُو الرّبيع بْن سَالم قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ الصَّالح أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن حكم بغرناطة قَالَ أَنْشدني أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن الْأُسْتَاذ أبي القَاسِم بْن الأبرش وَكَانَ وراقًا

قَالَ أَنْشدني أبي لنَفسِهِ

(أَلا حبذا عَيْش الخمول وحبذا

مَقِيلي فِي أكنافه ورقادي)

(خمول وَأمن طَال مثواي فيهمَا

وَقد جهل الحساد لين مهادي)

قَالَ شَيخنَا أَبُو الرّبيع وَكتب لي بِخَطِّهِ هَكَذَا أنشدنا أَبُو جَعْفَر هَذِهِ الأبيات لأبي القَاسِم بْن الأبرش وَذَلِكَ وهم مِنْهُ أَوْ من المنشد لَهُ إِنَّمَا هِيَ لأبي سُلَيْمَان الْخطابِيّ أنشدها لَهُ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ فِي كِتَابه سنَن الصَّالِحين من تأليفه وَذَكَرَ فِيها بَيْتا ثَالِثا وَهُوَ

(هَل الْعَيْش إلاّ البأسُ وَالصَّبْر والتقى

وَعلم إِلَى خَيّر العواقب هادي)

183 -

أَحْمَد بْن حَسَن بْن سيد الجراوي من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن أُخْت غَانِم وَأبي الْحُسَيْن بن الطراوة وَأبي الْحَسَن بْن مغيث وَأبي الْقَاسِم بن ورد وَغَيرهم وَعلم الْعَرَبيَّة والآداب وَكَانَ نحويا فَاضلا ماهرا لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبُو كَامِل الْخَطِيب وَغَيرهمَا وَيشْتَبه اسْمه بِأبي الْعَبَّاس بن سيد الاشبيلي الكتاني الملقب باللص وهما اثْنَان وقرأت بِخَط أبي الحَجَّاج الْعَبدَرِي الْمَعْرُوف بالثغري وَأَخْبرنِي أَبُو عَبْد اللَّه التجِيبِي عَنْهُ قَالَ أَنْشدني صاحبنا الْأُسْتَاذ النَّحْوِيّ الْفَاضِل أَبُو الْعَبَّاس المالقي وَيعرف بِابْن سيد لنَفسِهِ وَكتبه لي بِخَطِّهِ

ص: 63

(وَبَين ضلوعي للصبابة لوعة

بِحكم الْهوى تقضي عَلَى وَلَا أَقْْضِي)

(جَنَى ناظري مِنْهَا عَلَى الْقلب مَا جنى

فيا من رَأَى بَعْضًا يُعين عَلَى بعضِ)

تُوُفّي فِي نَحْو السِّتين وَخَمْسمِائة

184 -

أَحْمَد بْن خَلَف بْن سيد القَيْسيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ عَنْ أبي الْعَبَّاس بْن عيشون وَسمع مِنْهُ الْكَافِي فِي الْقرَاءَات لأبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَأخذ عَنْهُ بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وقفت على نَحْو ذَلِكَ بِخَطِّهِ وَهَذَا ثَالِث فِي هَذَا الْبَاب لَا بني سيد المالقي والإشبيلي

185 -

أَحْمَد بْن نصر بْن عِيسَى بْن نصر بْن سَحَابَة الْأَنْصَارِيّ يكنى أَبَا جَعْفَر أَصله من مَدِينَة سَالم وَسكن شاطبة وَولي الْخطْبَة بِبَعْض جهاتها وَله رِوَايَة عَنْ أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المكناسي وَلَا أعلمهُ مُحدث

186 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ سكن بلنسية وداره شبرب من عَملهَا يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن مشيون صحب أَبَا الْوَلِيد بن الدّباغ وَسمع مِنْهُ قَدِيما فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَكتب عَنْهُ غَيْر مَا شَيْءٍ من رواياته ومجموعاته وَكَانَ معتنيًا بِالْحَدِيثِ مَوْصُوفا بالذكاء وَالصَّلَاح تُوُفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وستِّين وَخمْس مائَة وَفَاته عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عياد وَسَائِر خَبره عَنْ أَبِيه أبي عُمَر

187 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ وَادي آش يعرف بِابْن الخروبي ويكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي بَكْر غَالب بْن عَطِيَّة وَابْنه عَبْد الْحق وَأبي الْحَسَن بْن كُرْز وَأبي الْحَسَن بْن الباذش وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي الْوَلِيد بْن رشد وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَأبي الْوَلِيد بْن طريف وَأبي عَبْد اللَّه بْن مكّيّ وَأبي

ص: 64

الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي الْحَسَن بْن موهب وَأبي عَبْد اللَّه بْن زُغيبة وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَغَيرهم وَكَانَ مَعَ رِوَايَته للْحَدِيث متقذًا فِي الْقرَاءَات وَالتَّفْسِير وأصول الْفِقْه وَعلم الْكَلَام والنحو يغلب عَلَيْهِ عَلَمُ اللُّغَة وَالْأَدب وَرُبمَا نظم الْيَسِير وتصدر للإقراء وَولي الْقَضَاء وَالصَّلَاة وَالْخطْبَة بِبَلَدِهِ حدَّث عَنْهُ أَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو القَاسِم بْن الْبراق وَمن شُيُوخنَا أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأَبُو عَبْد اللَّه الأندرشي وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة

188 -

أَحْمَد بْن ثَابت من أَهْلَ وَادي آش يكنى أَبَا جَعْفَر روى بغرناطة عَنْ أبي الْحَسَن بْن أضحى وَأبي مُحَمَّد بْن عَطِيَّة وَأخذ بهَا الْقرَاءَات عَنْ أبي بَكْر بْن الخلوف وتَفَقَّه بالمرية عِنْدَ أبي القَاسِم بْن ورد وشوور بِبَلَدِهِ وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْأَدَب وَمَعْرِفَة بالأخبار وسُعي بِهِ للأمير مُحَمَّد بْن سَعْد فأزعجه عَنْ وَطنه وقصره عَلَى الْمقَام بمرسية إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا سنة ثَلَاث وستِّين وَخَمْسمِائة وَفَاته عَنِ ابْن حُبَيْش وَبَاقِي خَبره عَنِ ابْن سُفْيَان 1893 أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى بْن إِدْرِيس التجِيبِي من أَهْلَ مرسية وَصَاحب الْأَحْكَام بهَا يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا زَيْدُ وَأَبا عَلِيّ الصَّدَفِي أَوْ أبَا مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وتَفَقَّه بِهِ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن الْعَبْسِي وَأَبُو دَاوُد المقرىء وَغَيرهمَا وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا مشاوَرًا مدرسًا يتَقَدَّم فِي معرفَة الْأَحْكَام والشروط ويشارك فِي عُلُوم الْقُرْآن والْآثَار وَله حَظّ من الْأَدَب وتقلد خطة الشورى وَأَحْكَام الْقَضَاء بِبَلَدِهِ سِنين عدَّة بَعْدَ أنَّ وُلّي قَضَاء شاطبة ثُمَّ صُرف مَحْمُود السّيرة مَعْرُوف التَّوَاضُع والنزاهة وَحكى ابْن عياد أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِيهِ الْمُوَطَّأ رِوَايَة أبي مُصْعَب من حفظه فِي عَامَ أحد وَخَمْسمِائة وَهُوَ أول تَارِيخ سَمَاعه وَكَانَ رَدِيء الْخط جدا نَا عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو الْخطاب بْن وَاجِب وَأَبُو مُحَمَّد غَلْبون بْن مُحَمَّد بْن غلبون روى عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد وَابْنه مُحَمَّد وَأَبُو مُحَمَّد بْن سُفْيَان وَأَبُو ذَر الْخُشَنِي وَغَيرهم وتُوُفيّ بمرسية أَوْل يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ثَانِي عيد الْأَضْحَى سنة ثَلَاث وستِّين وَخَمْسمِائة ودُفِن يَوْمَ الثُّلَاثَاء بَعْدَ صَلَاة الظّهْر وَمَا ذكره ابْن سُفْيَان فِي وَفَاته وهم ومولده سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة

ص: 65

190 -

أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ من أَهْلَ شقورة وَنَشَأ بمرسية واستوطنها يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الْأَصْفَر صحب القَاضِي أَبَا مُحَمَّد بْن عَاشر ولازمه وَكتب بَيْنَ يَدَيِهِ وَأكْثر عَنْهُ وَله سَماع من أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَكَانَ من أَهْلَ الذكاء والفهم مَعْرُوفا بالتيقظ والدهاء ودرس الْفِقْه عَلَى الطَّرِيقَة القرطبية وَبِه تفقَّه أَبُو عَبْد اللَّه بْن تُحَيَّا وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْكَبِير بْن مُحَمَّد وَغَيرهمَا واتصل بِأبي الْعَبَّاس بْن الْحَلَال قَاضِي الْقُضَاة فِي إِمَارَة ابْن سَعْد فَتقدم فِي إشباعه وخاصته وَقدمه إِلَى الشورى بمرسية وأنهضه إِلَى قَضَاء شاطبة ثُمَّ أضَاف إِلَيْهِ قَضَاء أوريولة فَكَانَ يتولاهما إِلَى أنَّ نكب مَعَ ابْن الْحَلَال واعتقل شهورًا ثُمَّ سرح وأعيد إِلَى قَضَاء أوريولة وَزيد خطة الْمَوَارِيث بهَا مَعَ الشورى وتُوُفيّ بمرسية وَهُوَ يتَوَلَّى ذَلِكَ فِي المُحَرَّم سنة أَربع وستِّين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سُفْيَان وَفِيه عَنْ غَيره

191 -

أَحْمَد بْن عُمَر الْمعَافِرِي من أَهْلَ مرسية وَأَصله من طلبيرة يعرف بِابْن افرند ويكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي عَلِيّ بْن سُكَّرَة وَأبي بَكْر بْن عَطِيَّة وَأبي بَكْر بن الْعَرَبِيّ وَأبي مُحَمَّد الرشاطي وَأبي إِسْحَاق بْن حُبَيْش الْبَزَّاز وَغَيرهم وَله رحْلَة حجّ فِيهَا وَلَقي أَبَا الْفَتْح بن الزند انقاني بلد بَيْنَ سرخس ومرو من أَصْحَاب أبي حَامِد الْغَزالِيّ وأنشده عَنْهُ ممّا قَالَه فِي وداع إخوانه بِالْبَيْتِ الْمُقَدّس

(لَئِن كَانَ لي مِنْ بَعْدُ عَوْدٌ إليكمُ

قضيتُ لُبانات الْفُؤَاد لديكمُ)

(وَإِن تكن الْأُخْرَى وَلم تكُن أوبةُ

وحانَ حِمامي فالسلام عَلَيْكُمْ)

وَقد روى هذَيْن الْبَيْتَيْنِ أَبُو عُمَر بْن عياد وَابْنه مُحَمَّد عَنِ ابْن أفرند هَذَا وَكَذَلِكَ عَنْ أبي القَاسِم بْن الْبراق إنشادًا قَالَ أنشدنا القَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن سَعَادَة بمرسية قَالَ أنشدنا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن سَنَد الزَّاهد السائح بِمَكَّة قَالَ أنشدنا أَبُو حَامِد الْغَزالِيّ برباط سَعْد بنهر مُعلى لنَفسِهِ فذكرهما مَعَ غَيرهمَا وَكَانَ ابْن أفرند هَذَا

ص: 66

صَالحا زاهدًا متصوفًا نَا عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو الْخطاب بْن وَاجِب أَخذ عَنْهُ الْيَسِير وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة المعمر سمع مِنْهُ بمرسية وَأَجَازَ لَهُ وَهُوَ حكى رِوَايَته عَنِ ابْن سُكَّرَة ووقفت أَنَا عَلَى تحديثه عَنْ أَصْحَاب أبي عَلِيّ عَنْهُ فَالله أَعلم

152 -

أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن هَارُون اللَّخْميّ أندلسي يكنى أَبَا الْعَبَّاس لَقِي بغرناطة أَبَا مُحَمَّد بْن صارة أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْمُنعم بْن سمجون وَأخذ عَنْهُمَا ورحل حَاجا فَكتب عَنْهُ بالإسكندرية السِّلَفيّ وَغَيره قَرَأت فِي فَوَائِد أبي مُحَمَّد العثماني أَنْشدني أَبُو الْعَبَّاس يَعْنِي هَذَا قَالَ أَنْشدني القَاضِي أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْمُنعم بْن سمجون بغرناطة لنَفسِهِ

(لست وجيهًا لَدَى إلهي

هَذَا مدى عيشي اعتقادي)

(لَوْ كنت وجيها لما يراني

فِي عَالم الْكَوْن وَالْفساد)

193 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه سعيد بن عَبَّاس بن مُدبر الْأَزْدِيّ من أَهْلَ قرطبة وأصل سلفه من أشونة يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي الْحَسَن عَبْد الْجَلِيل بْن عبد الْعَزِيز وَغَيرهمَا وَكَانَ فَقِيها كَاتبا شَاعِرًا أديبًا وَولي قَضَاء رندة واقرأ بِبَلَدِهِ الْعَرَبيَّة والآداب أَخذ عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن يحيى الْخَطِيب وَرُبمَا قلب اسْمه فَقَالَ فِيهِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد وَقد وقفت عَلَى ذَلِكَ بِخَطِّهِ وَالصَّوَاب مَا أَثْبَتْنَاهُ وَهُوَ ابْن أخي أبي القَاسِم خَلَف بْن عَبْد اللَّه بْن مدير المقرىء

194 -

أَحْمَد بْن يحيى بْن أَحْمَد الْعَبدَرِي من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي جَعْفَر بْن الباذش قَالَ ابْن عياد سَمِعتُ أَبَا مُحَمَّد سُفْيَان بْن أَحْمَد صاحبنا هُوَ ابْن الْإِمَام البسطي يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا جَعْفَر أَحْمَد بْن يحيى بْن أَحْمَد الْعَبدَرِي يَقُولُ سَمِعتُ الْأُسْتَاذ أَبَا جَعْفَر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد النَّحْويّ يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا عَامر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل مرَّتَيْنِ يَقُولُ سَمِعتُ الْفَقِيه أَبَا بَكْر بْن جماهر يَقُولُ سَمِعتُ القَاضِي أَبَا عَبْد اللَّه الْقُضَاعِي يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا سَعْد هُوَ الْمَالِينِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصُّوفيّ يَقُولُ

ص: 67

سَمِعتُ أَبَا نصر مَنْصُور بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه الْقصار يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا بَكْر الْوراق يَقُولُ من أرْضى الْجَوَارِح بالشهوات فقد غرس فِي قلبه شجر الندامات وَأخْبرنَا بِهِ أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب فِي آخَرين عَنْ أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة عَنْ أبي عَامر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بِمِثْلِهِ

195 -

أَحْمَد بْن يُوسُف الْفَزارِيّ من أَهْلَ أوريولة يكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ معلما بِالْقُرْآنِ وَولي الْخطْبَة بِجَامِع بَلَده مناوبًا لغيره أَخذ عَنْهُ شَيخنَا أَبُو عَبْد اللَّه التجِيبِي وَسَماهُ فِي شُيُوخه المقرئين

196 -

أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن القُشَيْريّ من أَهْلَ قرطبة يعرف بِابْن صَاحب الصَّلاة ويكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأخذ عَنْهُ جَامع التِّرْمِذِيّ وَغَيره ذَلِكَ وَكَانَ من أَهْلَ الحَدِيث والإتقان لما رَوَاهُ حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه وَأَبُو عَبْد اللَّه الشنتيالي الْخَطِيب وَغَيرهمَا أَكثر خَبره عَنِ ابْن الطيلسان

197 -

أَحْمَد بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر وُلّي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ وَكَانَت لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد أجَاز لَهُ ولابنه مُحَمَّد وَقد حدَّث ابْنه وأُخِذَ عَنْهُ

198 -

أَحْمَد بْن صَالح المَخْزُومِي الكفيف من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن غَفِرْيل وَسمع الحَدِيث من أبي القَاسِم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بَقِي وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَكَانَ من أَهْلَ الذكاء والفهم والمعرفة بِالْحَدِيثِ والقراءات والعربية مَوْصُوفا بالصلاح وَالْفضل أَخذ عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه الشنتيالي وَأَبُو القَاسِم أَحْمَد بْن يزِيد بْن بَقِي شَيخنَا وَعرض عَلَيْهِ موطأ مَالك وَأخذ عَنْهُ أَيْضا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن مُحَمَّد الخزرجي قِرَاءَة نَافِع وَأكْثر خَبره عَنْهُ وَيحدث أَبُو عَبْد اللَّه بْن البقار من شُيُوخ أبي الْحَسَن بْن الْقطَّان عَنْ أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن صَالح القُرْطُبيّ لقِيه بالعدوة وَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره

199 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أبي الْعَاصِ النفزي من أَهْلَ شاطبة

ص: 68

يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن اللَاّيُهْ أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أَبِيه أبي عَبْد اللَّه بشاطبة وَعَن أبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بدانية وَخلف أَبَاه بَعْدَ وَفَاته فِي الإقراء وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن فيرة الضَّرِير المقرىء نزيل مصر وَغَيره وَكَانَ مُتَقَدما فِي صناعته مَعْرُوفا بالضبط والتجويد وَكَانَ أَبُوه أَيْضا كَذَلِك

200 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عِيسَى بْن سَعِيد بْن مُخْتَار بْن مَنْصُور بْن شَاكر الغافقي من أَهْلَ قرطبة وَيعرف بالشقوري لِأَن أَصله مِنْهَا أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم بْن النخاس وَأَخذهَا عَنْهُ ابْنه أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد وَلَا أرَاهُ حدَّث عَنْهُ سواهُ

201 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن سُفْيَان المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف بالعابد صحب أَبَا الْعَبَّاس الإقليشي وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الصَّيْقل الْمَعْرُوف بِأبي هُرَيْرَةَ وَأخذ عَنْهُ وَمَال إِلَى الزّهْد والتصوف وانتابه أَهْلَ الْخَيْر فأنفق عَلَيْهِم أَمْوَالًا جليلة سَمِعتُ شَيخنَا أَبَا الخَطَّاب بْن وَاجِب يَحْكِي ذَلِكَ عَنْهُ وَكَانَ من أَهْلَ الثروة واليسار وبيته قديم النباهة وَله حَظّ من قرض الشّعْر وَخَافَ من الْأَمِير مُحَمَّد بْن سَعْد فَخلع دَعوته وَضبط بَلَده فِي آخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة فَأدى ذَلِكَ إِلَى محاصرته الطَّوِيلَة الشهيرة وَلم ينفس عَنْ أَهله إلاّ موت ابْن سَعْد فِي منسلخ رَجَب سنة سبْعٍ وستِّين وَخَمْسمِائة فنالوا بذلك وجاهة عِنْدَ الْوُلَاة بعده واختص ابْن سُفْيَان وَبَنوهُ بمعظمها حدَّث عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد بِبَعْض تواليف ابْن الصَّيْقل وَحكى عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عَاتٍ شَيخنَا وَلم أَقف عَلَى تَارِيخ وَفَاته

202 -

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ غرناطة يعرف بِابْن الصَّقْر ويكنى أَبَا الْعَبَّاس كَذَا قَالَ فِيهِ أَبُو الرّبيع بْن سَالم أَنَّهُ من غرناطة وَقَيده لي وبخطه وَقَالَ غَيره أَنَّهُ وُلِدَ بالمرية وَأَصله من سرقسطة خَرَجَ مِنْهَا وَالِده عَبْد الرَّحْمَن وَسكن

ص: 69

بلنسية ثُمَّ انْتقل إِلَى الْقرْيَة فَسمع من أبي الْحسن ابْن الباذش وَأبي القَاسِم بْن الأبرش وَأخذ عَنْهما الْعَرَبيَّة والآداب وَعَن جمَاعَة سواهُمَا وَكَانَ مَعْرُوفا بالفقه وَالْأَدب والمشاركة فِي قرض الشّعْر مَعَ نباهة الْقدر وبراعة الْخط وَولي الْقَضَاء بإشبيلية لوالي الْمغرب وَكَانَ مِمَّن يحضر مَجْلِسه مَعَ أكَابِر الطَّلَبة وتمشى لَهُ ذَلِكَ فِي مدّة الْوَالِي بعده وأنشدني لَهُ بَعْض أَصْحَابنَا

(أَرْضِ العَدُوَّ بِظَاهِر متصنع

إِن كنت مُضْطَرّا إِلَى استرضائه)

(كم من فَتى ألْقى بِوَجْه باسم

وجوانحي تنقد من بغضائه)

حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه وَأَبُو خَالِد بْن رِفَاعَة وتُوُفيّ بمراكش فِي جُمَادَى الأولي سنة تسع وستِّين وَخَمْسمِائة ومولده بالمرية فِي شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة

203 -

أَحْمَد بْن مُوسَى بْن هُذَيْل الْعَبدَرِي من أَهْلَ أبِيشَة وَسكن مربيطر وهما من عمل بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس رَحل وَحج وَسمع من أبي الْحَسَن سَعْد الْخَيْر بْن مُحَمَّد الأندلسيّ لقِيه بالإسكندرية سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وقفل إِلَى وَطنه وَحدث يسير وَكَانَ ذَا معرفَة بالفرائض والحساب وَقد أَقرَأ الْقُرْآن روى عَنْهُ ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سَالم

204 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن بُونُه الْعَبدَرِي من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن البيطار سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا مَرْوَان وَأَبا بَكْر بْن عَطِيَّة وَابْن عتاب وَابْن طريف وَأَبا بَحر الأسَدِيُ وَأَبا الْوَلِيد بن رشد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي وحدَّث وأُخِذ عَنْهُ وَهُوَ من بَيت عَلَمُ وَحَدِيث تُوُفّي بعد السّبْعين وَخَمْسمِائة بعضه عَنِ ابْن سَالم

205 -

أَحْمَد بْن يُوسُف بْن عَلِيّ الْأَزْدِيّ من أَهْلَ جيان يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن الْحَاج روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن اصبغ بقرطبة وَله رحْلَة حج فِيهَا حدَّث عَنْهُ القَاضِي أَبُو بَكْر بْن أبي نَضِير

206 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مَالك من أَهْلَ بلنسية وَأَصله من سرقسطة يكنى أَبَا بَكْر

ص: 70

لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي بَكْر بن الْعَرَبِيّ وَكَانَ أديبا كَاتبا وَقد روى عَنه شَيخنَا أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب بَعْض شِعره تُوُفّي بإشبيلية سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة بعضه عَنِ ابْن سُفْيَان

207 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى يكنى أَبَا الْعَبَّاس يروي عَنْ أبي الْعَبَّاس الإقليشي وقدِم بجاية مَعَ أَبِي الْوَلِيد بْن خيرة فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة من دانية ووقفت عَلَى التحديث عَنْهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة

208 -

أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بْن الفُضَيْل بْن الخليع الْأَنْصَارِيّ الْوراق من أَهْلَ شُريون وَسكن بلنسية يعرف بالقَبِسِّي بِالْبَاء الْمُعْجَمَة الْمَكْسُورَة ويكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن خلصة جَاره بشُرَّيون وَعَن أبي ممد البطليوسي ولازمهما حَتَّى أتقن الْعَرَبيَّة والآداب وتجول فِي بِلَاد الأندلس والعدوة وَكَانَ أديبا شَاعِرًا أنيق الوراقة بديعها مَعْرُوفا بالإتقان والضبط يتنافس فِيمَا وجد بِخَطِّهِ من الدَّوَاوِين وَكَانَ مضعفًا وَقتل صبرا بإشبيلية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة أَوْ نَحْوهَا مولده بشريون قَبْلَ الْخمس مائَة أَكثر خَبره عَنْ مُحَمَّد بْن عياد

209 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُسَلِّم المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن بَرُوطَه سَمِعَ من أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَصَحب أَبَا إِسْحَاق الخفاجيّ وَأَجَازَ لَهُ شِعره وَقد كتب عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد قطعا مِنْهُ عَنِ الخفاجي

210 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الْملك بن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه اللَّخْميّ الْبَاجِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أَبِيه وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ سَمِعَ مِنْهُ برنامجه وَأَجَازَ لَهُ وَعَن أبي الحكم بْن حجاج وَغَيرهم وَقد سَمِعَ من ابْن بشكوال وَهُوَ من أَصْحَابه حدَّث عَنْهُ ابناه أَوْ عَبْد اللَّه وَأَبُو مَرْوَان سمعا مِنْهُ فهرسة جدهم أَبِي مُحَمَّد الراوية وَأَجَازَ لَهما تُوُفّي عِنْدَ صَلَاة الظّهْر من يَوْمَ السبت الثَّالِث من شهر ربيع الأوّل سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ شَيْخه أَبُو عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد

ص: 71

211 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عُمَر الهاشميّ من أَهْلَ طرطوشة وَسكن بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ ابْن هُذَيْل وَابْن سَعَادَة وَابْن النِّعْمَة واختص بِهِ وَهُوَ كَانَ الْقَارئ عَلَيْهِ لمّا يسمع مِنْهُ وَلَقي ابْن سَعِيد الْمُقْرِئ بدانية بَعْدَ خُرُوجه من طرطوشة فِي رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة لعام أَوْ نَحوه من تغلب الرّوم عَلَيْهَا وَلم يَأْخُذ عَنْهُ شَيئًا وَأخذ عَنْ بَعْض أَصْحَابه وَكَانَ مقرئًا ماهرًا تُوُفّي فِي نَحْو سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سَالم وَغَيره

213 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن عميرَة بْن يحيى الضَّبِّيّ من أَهْلَ لورقة يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ بمرسية من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر ورحل إِلَى قرطبة فِي سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة فَسمع من ابْن عتاب وَابْن رشد وَأكْثر عَنْهُ وَمن ابْن أبي الْخَيْر الموروري وَغَيرهم وَلَقي بمالقة مَنْصُور بْن الْخَيْر فَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات ورحل حَاجا وَبعد انْصِرَافه من أَدَاء الْفَرِيضَة أَقرَأ الْقُرْآن بِبَلَدِهِ وأسمع الحَدِيث وَكَانَ منقبضًا زاهدًا صوامًا قواماً حدَّث عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه لقِيه بلورقة فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين وَكَانَ قَدْ أجَاز لَهُ ولأخيه أبي مُحَمَّد قَبْلَ ذَلِكَ وحدَّث عَنْهُ أَيْضا قَرِيبه أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن يحيى بْن عميرَة وبخطه قَرَأت أَكثر خَبره وتُوُفيّ سنة سبْعٍ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقد قَارب الْمِائَة

213 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن سُلَيْمَان بْن سيد الكِنَانيّ النَّحْويّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف باللص لقبه بذلك أَبُو بَكْر الْأَبْيَض الأديب فِي صغره لإغارته بِزَعْمِهِ عَلَى الْأَشْعَار فغلب عَلَيْهِ روى عَنْ أبي بَحر الأسَدِيُ وَأبي بَكْر بْن فندلة وَأبي مُحَمَّد بْن صارة وَغَيرهم وأقرأ الْعَرَبيَّة والآداب واللغات وَكَانَ قَائِما عَلَيْهَا متحققًا بصناعتها شَاعِرًا مَعَ ذَلِكَ مفلقًا وشعره مدون وَمِنْه مَا قرأته بِخَطِّهِ

ص: 72

(وقائلة والضنى شاملي

علام سهرت وَلم ترقد)

(وَقد ذاب جسمك فَوق الْفراش

حَتَّى خفيت عَلَى الْعود)

(فَقلت وَكَيف أرى نَائِما

ورامي الْمنية بالمرصد)

روى عَنْهُ من الجلة أَبُو القَاسِم بْن الملجوم وَغلط فِي اسْم أَبِيهِ وَأَبُو الْعَبَّاس الجراوي وَمن شُيُوخنَا أَبُو الْحَسَن بْن زرقون وَأَبُو الخَطَّاب بْن الجَميَّل وَغَيرهم وتُوُفيّ سنة سبْعٍ أَوْ ثمانٍ وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاث وَخَمْسمِائة

214 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْأَنْصَارِيّ الأوسي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالطيلسان وَهُوَ جد أبي القَاسِم لقبه بذلك شَيخنَا ابْن الأبرش لأنَّه كَانَ يقْصد مَجْلِسه مدّة أَخذه الْعَرَبيَّة عَنْهُ فِي كلّ يَوْم بِثَوْب يُخَالف مَا أَتَى بِهِ أمس فَكَانَ ابْن الأبرش يَقُولُ لطلبته جَاءَكُم ابْن سُلَيْمَان بطيلسان ثَان سَمِعَ من ابْن مَسَرَّة وَابْن بشكوال وَأبي مُحَمَّد بْن مغيث وَأبي القَاسِم ابْن الشراط صهره وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ شُرَيْح روى عه ابْنه عَبْد اللَّه حكى ذَلِكَ ابْن ابْنه أَبُو القَاسِم وَقَالَ أَنْشدني عمي أَبُو مُحَمَّد قَالَ أَنْشدني أبي قَالَ أَنْشدني الْأُسْتَاذ أَبُو القَاسِم بْن الأبرش لنَفسِهِ

(أيأسوني لمّا تعاظم ذَنبي

أَترَاهُم هُم الغفور الرَّحِيم)

(فذروني وَمَا تعاظم مِنْهُ

إِنَّمَا يغْفر العظيمَ العظيمَ)

تُوُفّي بقرطبة ودُفِن فِي الثَّامِن من صَفَر سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة

215 -

أَحْمَد بْن زُرَارَة بْن إِبْرَاهِيم بن زُرَارَة الأميي من أَهْلَ سرقسطة وَسكن بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن أبي الْخَيْر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ زَيْدُ بْن الْوراق وأدب بِالْقُرْآنِ وَكَانَ مقرئًا ضابطًا غَايَة فِي الإتقان وَالْأَخْذ عَلَى الْقَارئ فِي التجويد أَخذ عَنْهُ شَيخنَا أَبُو عَبْد اللَّه بْن نوح وَهُوَ وَصفه ولقيه أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة شَيخنَا ببلنسية وَأَجَازَ لَهُ

ص: 73

216 -

أَحْمَد الشنتريني الْمُقْرِئ نزيل مَدِينَة فاس ويكنى أَبَا الْعَبَّاس روى الْقرَاءَات عَنْ أَبِيه عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح وَأخذ عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الدراج وَلم ينْسبهُ

217 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن عبد الله بن أبي الْعَافِيَة من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من ابْن هُذَيْل موطأ مَالك وصحيح الْبُخَارِيّ وَغير ذَلِكَ وَأكْثر عَنِ ابْن النِّعْمَة وَسمع فِي رحلته الَّتِي حجّ فِيهَا من أبي طَاهِر السِّلَفيّ بالإسكندرية مجالسه الْخَمْسَة الَّتِي أمْلى بسلماس وقفل فَحدث بهَا وتقلد حسبَة السُّوق فحمدت فِيهَا طَرِيقَته يروي عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الْجنان بَعْض خَبره عَنِ ابْن سَالم وَحكى لي قَرِيبه أَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَافِيَة المؤرخ العَدْل أَنَّهُ تُوُفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة

218 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْوَدُود بْن غَالب بْن زنون من أَهْلَ مربيطر عمل بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَأبي عَليّ بْن عَرِيب وَأبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَغَيرهم وَولي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ وَكَانَ فَقِيها مشاورًا نبيه الْبَيْت حَسَن الْخط ذَا رِوَايَة وعناية مَعَ إتقان وَضبط

219 -

أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ السَّرقسْطِي مِنْهَا وَنزل الْإسْكَنْدَريَّة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الْفَقِيه رَحل حَاجا فأزدى الْفَرِيضَة وَسمع بِمَكَّة من أبي عَلِيّ بْن العرجاء إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَأبي الْفَتْح الكروخي وَأبي المظفَّر الشَّيْبَانيّ وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن وَسمع أَيْضا من أبي الفَضْل بْن نَاصِر وَأبي شُجَاع البسطامي وَغَيرهمَا وَلَقي من الأندلسيين أَبَا عَبْد اللَّه بْن سهل الْمُقْرِئ وَأَبا عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني فَسمع مِنْهُمَا وحدَّث بالتيسير لأبي عَمْرو عَنِ ابْن سَعِيد هَذَا وَكَانَ لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر حدَّث عَنْهُ أَبُو الحَجَّاج بْن الشَّيْخ وَأَبُو بَكْر بْن عَلِيّ الإشبيلي وَأَبُو الْحَسَن بْن مفضل الْمَقْدِسِي وَغَيرهم

ص: 74

220 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مفرح الأميي والأموي بِخَطِّهِ أَيْضا وَكِلَاهُمَا صَحِيح نزل مرسية وَأَصله من سرقسطة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالملاحي سَمِعَ من ابْن سَعَادَة وَأبي الْعَبَّاس بْن إِدْرِيس وَأبي الْحَسَن بْن فيد وَأبي عَبْد الرَّحِيم وَابْن حُبَيْش وَأبي عَلِيّ الصّقليّ وَغَيرهم وأقرأ بمرسية الْقُرْآن وحدَّث وَسمع مِنْهُ وَعلم الْعَرَبيَّة وَعنهُ أَخذ أَبُو عَبْد اللَّه بْن رَافع تُوُفّي سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة عَنِ ابْن سَالم وَقَالَ غَيره يعرف بالملاح وَحكى أنَّ وَفَاته سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ

221 -

أَحْمَد بْن خَلِيل بْن إِسْمَاعِيل بْن خَلَف بْن عَبْد اللَّه السكونِي من أَهْلَ لبلة يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أَبِيه وَأبي الحكم بْن بطال وَأبي جَعْفَر بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وَولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ فَقِيها مُحدثا خَطِيبًا بليغًا شَاعِرًا حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو بَكْر يحيى بْن أَحْمَد وَأَبُو القَاسِم الملاحي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن خلفون وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة

222 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الْأَنْصَارِيّ الْمُقْرِئ أَصله من بادية بلنسية وَسكن المرية وَبهَا نَشأ يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الْيَتِيم وبالبلنسي وبالأندرشي أَيْضا أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن موهب وَأبي عَلِيّ بْن عريب وَأبي إِسْحَاق بن صَالح وَأبي الْعَبَّاس بن العريف وَأبي الْقَاسِم عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد الخزرجي وَأبي عَمْرو الْخضر بن عبد الرَّحْمَن وَغَيرهم لَقِي جَمِيعهم بالمرية وَسمع مِنْهُم وَمن ابْن ورد وَابْن عَطِيَّة وَابْن اللوان والرشاطي وَابْن نَافِع وَأبي عبد الله بن وضاح وَابْن أُخْت غَانِم وَسمع من ابْن يسعون كثيرا وَاخْتلف إِلَيْهِ مدّة وَمن أبي الحَجَّاج الْقُضَاعِي وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن أبي زَيْد وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي وَابْن الْفراء فِي مَا زعم وَأَبُو مُحَمَّد بْن السَّيِّد وَأَبُو القَاسِم بْن بَقِي وَأَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن زغيبة وَأَبُو الفَضْل بْن شَرَف وَغَيرهم وَيتَكَلَّم فِي رِوَايَته عَنْ بَعضهم وَكَانَ حَافِظًا حافلاً متحققًا بالقراءات مشاركًا فِي الحَدِيث والعربية تصدر للإقراء بمالقة وبمسجد العطارين مِنْهَا مدّة طَوِيلَة وأقرأ أَيْضا بِجَامِع المرية

ص: 75

وَأخذ عَنْهُ النّاس وسمعوا مِنْهُ نَا عَنْهُ ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه وَأَبُو القَاسِم بْن بَقِي وَأَبُو الْعَبَّاس العزفي وَأَبُو الخَطَّاب الْكَلْبِيّ وَأَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه وَقَالَ تُوُفّي بالمرية فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة زَاد غَيره وقبره بمقبرة بَاب بجانة من ظَاهرهَا وبشرقيها يلصق الْحَائِط الغربي من رِبَاط الخشيني وتاريخ وَفَاته مَكْتُوب فِي لوح رُخَام عَلَى قَبره

223 -

أَحْمَد بْن يُوسُف بن عبد العزير بْن مُحَمَّد بْن رشد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد القَيْسيّ الْوراق من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أَبِيه وشاركه فِي أَكثر شُيُوخه وَعَن ابْن عتاب وَابْن رشد وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَابْن طريف وَأبي عَامر بْن إِسْمَاعِيل وَأبي مُحَمَّد اللَّخْميّ وَابْن غشليان وَأبي الفَضْل بْن عِيَاض سَمِعَ مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ سَائِرهمْ وحدَّث عَنِ السِّلَفيّ بإجازته لمن بقرطبة من الطَّلَبة فِي حَيَاته بسؤال أبي مَرْوَان عَبْد الْملك المرجوني قَرَأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ حدَّث وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة من شوخنا وَغَيرهم مِنْهُم ابْن بَقِي وَابْن حوط اللَّه وَأَبُو الْحَسَن بْن قطرال وَكَانَ أَصمّ وُلِدَ فِي صفر سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ بمراكش يَوْمَ مِنًى ودُفِن يَوْمَ عَرَفَة بَعْدَ صَلَاة الجُمُعَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة

224 -

أَحْمَد بْن عَبْد الصَّمد بْن أبي عُبَيْدة مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بْن عَبْد الْحق الخزرجي من أَهْلَ قرطبة وَنزل بجاية وَقد سكن غرناطة وقتا يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن مكّيّ وَأبي جَعْفَر البطروجي وَعبد الرَّحِيم الحجاري وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَشُرَيْح بن مُحَمَّد وَابْن ورد وَابْن أبي الْخِصَال وَغَيرهم وَكَانَ معنيا بِالْحَدِيثِ وَرِوَايَته وكف بَصَره فِي آخر عمره وَله تأليف فِي أَحْكَام النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وَسَماهُ آفَاق الشموس وإعلاق النُّفُوس وتأليف آخر سَمَّاهُ مَقَامِع الصلبان ومراتع رياض أَهْلَ الْإِيمَان حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْقَاسِم بْن بَقِي وَأَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه وتُوُفيّ بِمَدِينَة فاس عقب ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة

ص: 76

225 -

أَحْمَد بْن أبي الْمطرف عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سَعْد بْن سَعِيد بْن سَعْد بْن جزي من أَهْلَ بلنسية وجده الْأَعْلَى سَعْد بْن جزي مَذْكُور فِي تَارِيخ ابْن الفَرَضيّ وَقد أعدت ذكره فِي هَذَا الْكتاب لزِيَادَة عَلَيْهِ يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ أَبَا مُحَمَّد البطليوسي وَلم يجز لَهُ وَأَبا الْحَسَن طَارق بْن يعِيش وَأَبا الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأَبا الْعَبَّاس الإقليشي وَغَيرهم وَغلب عَلَيْهِ عَلَمُ الْفَرَائِض والحساب فَقعدَ للتعليم بذلك بِجَامِع بلنسية وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا حَسَن الْخط وَكتب علما كثيرا وعمَّرَ حَتَّى انْفَرد بالرواية عَنِ البطليوسي فَكَانَ آخر الروَاة عَنْهُ بِالسَّمَاعِ حدَّث عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو عَامر بْن نَذِير وَأَبُو الرّبيع بْن سَالم وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن النُّعْمَان سمعُوا مِنْهُ وروى عَنْهُ فِي الْإِجَازَة أَبُو القَاسِم الطّيب بْن مُحَمَّد وَأَبُو عِيسَى بْن أبي السداد وَغَيرهم تُوُفّي عقب المُحَرَّم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده فِي رَمَضَان سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة

226 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْهِلَالِي من أَهْلَ غرناطة يعرف بِابْن المناصف ويكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي الْوَلِيد بْن بِقُوَّة كتاب الْإِشَارَة للباجي وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن زغيبة كتاب التَّفْرِيع لِابْنِ الْجلاب وحدَّث بهما وَبِغير ذَلِكَ عَنْهُمَا تُوُفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة قَالَه ابْن حوط اللَّه ومولده سنة خمس مائَة وَفِي سنة وَفَاته كَانَت الوقيعة الْكُبْرَى بوادي شفالة من جوفي جنجالة من ثغور مرسية

227 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن خَلَف بْن يحيى الْأمَوِي من أَهْلَ دانية يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن برنجال سَمِعَ أَبَاهُ وَالْقَاضِي أَبَا بَكْر بْن أسود وَغَيرهمَا وَكَانَ فَقِيها شوور فِي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ وتقلد بُرْهَة قَضَاءَهُ وَكَانَت لَهُ عِنْدَ السّلطان إِذْ ذَاك وجاهة بِذَاتِهِ ونباهة سلفه وتُوُفيّ رحمه الله فِي بَلَده فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَقد نَيف عَلَى السّبْعين كتبه لي بِخَطِّهِ أَبُو الرّبيع بْن سَالم وَقَالَ لَقيته ببلنسية

ص: 77

سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَكَانَ قدمهَا فِي وَفد دانية فأجازلي لفظا جَمِيع رواياته وقرأت بِخَطِّهِ أَنَّهُ سَمعه يَقُولُ سَمِعتُ أبي أَبَا بَكْر بْن برنجال يَقُولُ سَمِعتُ عبد الرَّحْمَن بْن أَبى بَكْر السرقوسي الْفَقِيه الصّقليّ يَحْكِي عَنْ أبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن هَارُون الصّقليّ أَنَّهُ كَانَ يُؤذن للصلوات عَلَى بَاب المَسْجِد فَيقطع بَيْنَ التكبيرتين وَيقف بَيْنَهُمَا وَقْفَة وَيَقُول مَا أؤذن إلاّ لأعْلم أنَّ السُّنَّة فِيهِ الْوَقْف بَيْنَهُمَا

228 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن عبد الْعَزِيز الكلَاعِي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بالحوفي سَمِعَ من أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد صَحِيح الْبُخَارِيّ وَسمع من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَغَيرهمَا وَولي قَضَاء إشبيلية مرَّتَيْنِ وَكَانَ حَسَن السّيرة فِي أَحْكَامه شَدِيد الْبَأْس عَلَى أَهْلَ الشَّرّ والدعارة بَصيرًا بالوثائق وعني بالفرائض وَألف فِيهَا كتابا حسنا سَمعه مِنْهُ النّاس وتُوُفيّ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة بعضه عَنِ ابْن حوط اللَّه

229 -

أَحْمَد بْن نوار الْأَنْصَارِيّ الْمُقْرِئ أَحْسبهُ من أَهْلَ غرب الأندلس يكنى أَبَا الْعَبَّاس يروي عَنْ أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ من أَصْحَاب المغامي وأقرأ الْقُرْآن وَأخذ عَنْهُ أَبُو الْحَسَن ثَابت بْن خِيَار الجياني ذكر ذَلِكَ ابْن الطيلسان وَفِي السامعين من السِّلَفيّ بالإسكندرية أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نُوَيْرة الشلبي وأخشى أنَّ يكون هَذَا وَقيل نوار فِي نُوَيْرَة وَالله أعلم

230 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَابق من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ من أبي بَكْر بْن طَاهِر وَشُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَغَيرهم وحدَّث عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن بْن أبي عَمْرو بْن عَظِيمَة وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْفَضْلِ وَالصَّلَاح وَقد أم قي صَلَاة الْفَرِيضَة بِبَعْض الْمَسَاجِد من بَلَده

231 -

أَحْمَد بْن عَبْد الغفور بْن عَامر بْن عَبْد الجَبَّار الْقُرَشِيّ العبشمي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي عَامر بْن حبيب وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني وطارق بْن يعِيش وَأبي إِسْحَاق بْن جمَاعَة وَابْن هُذَيْل وَابْن الدّباغ وَابْن سَعَادَة وَابْن

ص: 78

النِّعْمَة وَأبي بَكْر بْن أَسد وَغَيرهم واستقضي بِغَيْر مَوضِع من جِهَات شاطبة وَكَانَت لَهُ دربة بِالْأَحْكَامِ وَمَعْرِفَة بِالشُّرُوطِ وأصابه صمم فِي آخر عمره صَحبه إِلَى أنَّ مَاتَ فَكَانَ يسمع بِلَفْظِهِ وَكَانَ حَسَن الْخط ينظم الْيَسِير روى لَنَا عَنْهُ أَبُو الرّبيع بْن سَالم وأنشدني ونقلته من خطّ طَاهِر بن مفوز قَالَ أَنْشدني أَبُو جَعْفَر بِغَيْر هَذَا قَالَ أنشدنا أَبُو عَامر بن حبيب قَالَ أنشدنا أَبُو الْحسن طاهرت بْن مفوز لنَفسِهِ

(إِن كنت ترغب فِي روح وَفِي دعة

وصفو عَيْش عَلَى الْأَيَّام مَضْمُون)

(فَانْظُر لمن هُوَ فِي دُنْيَاهُ دُونك فِي

مَال وجاه وَأَعْلَى مِنْك فِي الدِّين)

قَالَ هَذَا طَاهِر وأثبته بِخَطِّهِ تَحت قَول أبي الفَضْل بْن العميد

(من شَاءَ عَيْشًا هَنِيئًا يَسْتَفِيد بِهِ

فواضل الْعَيْش إدبارًا وإقبالاً)

(فلينظرنَّ إِلَى من فَوْقه أدبًا

ولينظرنَّ إِلَى من دونه مَالاً)

توفّي قبل التسعين وَخَمْسمِائة

232 -

أَحْمَد بْن يُوسُف بْن السَّلِيم الْمعَافِرِي من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْهُ أَبُو القَاسِم الملاحي وَوَصفه بالزهد وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ الْقُرْآن بِحرف نَافِع

233 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صَامت من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَسمع الحَدِيث من أبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَكَانَ يُؤَدب بِالْقُرْآنِ وَيعلم بِالْحِسَابِ والعربية وَقد حدَّث وأُخِذ عَنْهُ توفّي بعد التسعين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سَالم

234 -

أَحْمَد بْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سَعِيد بْن حُرَيْثٍ بْن عَاصِم بْن مضا بْن مهند بْن عُمَيْر اللَّخْميّ قَاضِي الْجَمَاعَة من أَهْلَ قرطبة وَأَصله من قرى شذونة

ص: 79

يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَأَبا جَعْفَر سَمِعَ بِبَلَدِهِ من جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عَبْد اللَّه بْن أصبغ وَعرض عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَأَبُو جَعْفَر بْن عبد الْعَزِيز وَابْن عَمه أَبُو بَكْر وَأَبُو جَعْفَر البطروجي وَابْن أبي الْخِصَال وَأَبُو الطَّاهِر التّميميّ وَابْن مَسَرَّة وَأَبُو بَكْر بْن مدير وَأَبُو القَاسِم بْن رضى وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَغَيرهم وَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي بَكْر بْن سمجون وَأبي الْعَبَّاس بْن خصيب ورحل إِلَى إشبيلية فَأخذ عَنْ شُرَيْح قراءتي نَافِع وَابْن كثير ولازم أَبَا القَاسِم بْن الرمَّاك لتعلم الْعَرَبيَّة وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ بَعْدَ سَمَاعه مِنْهُ بقرطبة وَلَقي بالمرية أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَطِيَّة وَأَبا عَبْد اللَّه بْن وضاح وَأَبا الحَجَّاج الْقُضَاعِي وَأَبا عَبْد اللَّه الحمزي وَأَبا الفَضْل بْن عِيَاض وَأَجَازَ لَهُ ابْن موهب وَابْن فندلة وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو الْعَبَّاس بْن ثعبان وَغَيرهم وَأكْثر من الرِّوَايَات إلاّ أَنَّهُ امتحن بضياع أسمعته عِنْدَمَا استولى الرّوم عَلَى مَدِينَة المرية وَمَال إِلَى الْعَرَبيَّة وَتحقّق بذلك وَولي قَضَاء فاس ثُمَّ نقل إِلَى قَضَاء الْجَمَاعَة بمراكش يَوْمَ وَفَاة القَاضِي أبي مُوسَى عِيسَى بْن عِمْرَانَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ جميل السّيرة كريم الْخلق أديبًا لَهُ حَظّ من الْكِتَابَة وَالشعر مشاركًا فِي فنون شَتَّى وَله فِي الْعَرَبيَّة الَّتِي شهر بهَا تأليف مُفِيد سَمَّاهُ بالمشرق وَكتاب تَنْزِيه الْقُرْآن عَمَّا لَا يَلِيق من الْبَيَان وَقد ناقضه ابْن خروف ورد عَلَيْهِ فِي هَذَا التَّأْلِيف نَا عَنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وتُوُفيّ بإشبيلية مصروفًا عَنِ الْقَضَاء يَوْمَ الْخَمِيس السَّابِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَقَالَ ابْن حوط الله تُوُفّي سنة ثَلَاث وَهُوَ وهْمٌ مِنْهُ وَحكى غَيره أَنَّهُ تُوُفّي قبيل صَلَاة الْعَصْر يَوْمَ الْخَمِيس الْمَذْكُور قيل إلاّ أَنَّهُ قَالَ الثَّانِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْأَخِيرَة ودُفِن بَعْدَ صَلَاة الجُمُعَة فَكَانَت مدّة عمره سبعا وَسبعين سنة غَيْر ثَلَاثَة أشهر وَسَبْعَة أيّام مولده بقرطبة يَوْمَ عيد الْفطر سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس مائَة وَقَالَ ابْن الطيلسان لَيْلَة عيد الْفطر سنة ثَلَاث عشرَة وَحكى عَنْهُ أَنَّهُ أجَاز عِنْدَ وَفَاته لكل من أَرَادَ الرِّوَايَة عَنْهُ

235 -

أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن سَعْد الْخَيْر الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا بَكْر وَهُوَ أَخُو الْأُسْتَاذ أبي الْحَسَن روى عَنِ ابْن النِّعْمَة وطبقته وَكَانَ من

ص: 80

أَهْلَ الْعلم بالفرائض والحساب لَا يجارى فِي التعاليم مَعَ الْعَدَالَة وَالصَّلَاح وَقعد لتعليم الْحساب والهندسة وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة من أَهْلَ بَلَده وانتفعوا بِهِ وتُوُفيّ بَعْدَ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة خَبره عَنِ ابْن سَالم

236 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أبي بَكْر عَتيق بن اسماعيل المقرىء من أَهْلَ قرطبة وَنزل دمشق يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن الفنكي أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن صَاف وَسمع الحَدِيث بِقِرَاءَة وَالِده من أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ ثُمَّ رَحل إِلَى الْمشرق فَقَرَأَ الْقُرْآن بالموصل على أبي بَكْر يحيى بْن سعدون القُرْطُبيّ وَسمع كثيرا عَلَى أبي القَاسِم بْن عَسَاكِر وَسمع بِمَكَّة من أبي حَفْص الميانشي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَمن عَبْد الْمُنعم الفراوي وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن صَدَقة أَخذ عَنْهُ صَحِيح مُسْلِم ثُمَّ تصدر بِدِمَشْق للإقراد والإسماع فَأخذ عَنْهُ النّاس وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب وأعقب فأنجب تُوُفّي بِدِمَشْق سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن حوط اللَّه ومولده بقرطبة يَوْمَ الْخَمِيس منتصف شعْبَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد عِيسَى بْن سُلَيْمَان الرندي إِنَّه تُوُفّي يَوْمَ الِاثْنَيْنِ السَّابِع عَشْر لرمضان سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ودُفِن من الْغَد بجبل قاسيون بِدِمَشْق

237 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن الْيُسْر القُشَيْريّ الْمكتب من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي الْوَلِيد بْن بُقوة كَانَ يزْعم أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَكَانَ أَبُو مُحَمَّد بْن القُرْطُبيّ يتَكَلَّم فِي ذَلِكَ وروى أَيْضا عَنْ أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أبي تَمام سَمِعَ مِنْهُ شَيخنَا أَبُو جَعْفَر بْن الدَّلال وَأخذ عَنْهُ الْمُوَطَّأ سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ عرفني بأَمْره وحدَّث عَنْهُ أَبُو القَاسِم الملاحي فِي الْأَرْبَعين حَدِيثا من تأليفه وَوَصفه بالصلاح وَلم يعرض لَهُ شَيْءٌ

ص: 81

238 -

أَحْمَد بْن سَلَمَة بْن أَحْمَد بْن يُوسُف الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ لورقة وَسكن تلمسان يعرف بِابْن الصّيْقل ويكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس روى عَنِ ابْن الدّباغ وَابْن بشكوال وَأبي بَكْر بْن خَيّر وَأبي إِسْحَاق بن قرقول وَابْن الْجد وَابْن الفخار والسهيلي وَابْن حُبَيْش وَابْن عُبَيْد اللَّه وَأبي بكر بن أَزْهَر الشريشي وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْعِنَايَة الْكَامِلَة بِالْحَدِيثِ والمعرفة بصناعته والتقدم فِي الضَّبْط والإتقان حدَّث وَسمع مِنْهُ النَّاس وروى عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو عِيسَى ابْن أبي السداد وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الصَّفّار وَأَبُو زَكَرِيَّاء بْن عُصْفُور التلمساني وَسمع مِنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن الْقطَّان وَأَطْنَبَ لي فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ أَبُو الرّبيع بْن سَالم تُوُفّي فِي السَّادِس لمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

239 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن حكم بْن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف وَقيل فِيهِ حكم بْن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن خَلَف القَيْسيّ العَطَّار وَيعرف بالحصار من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي الْحَسَن شُرَيْح صَحِيح الْبُخَارِيّ بِقِرَاءَة أبي عُبَيْد اللَّه وَغير ذَلِكَ وَمن أبي مُحَمَّد بْن عَطِيَّة وَأبي بَكْر بْن نَفِيس وَأبي الفَضْل بْن عِيَاض وَأبي جَعْفَر بْن الباذش وَأبي عَبْد اللَّه النميري وَأبي الْحَسَن بْن ثَابت وَأبي إِسْحَاق بْن حُبَيْش وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِم بْن بَقِي وَابْن الْعَرَبِيّ وَابْن مغيث وَابْن مكّيّ وَابْن رضى ومُوسَى بْن حَمَّاد القَاضِي وَأَبُو الحَجَّاج الْقُضَاعِي وسواهم وَسمع من ابْن بِقُوَّة بَعْض صَحِيح مُسْلِم وَلم يجز لَهُ وَأَجَازَ لَهُ بِلَفْظِهِ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن فورتش السَّرقسْطِي جَمِيع مَا رَوَاهُ وَكَانَ أَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي قَد استجاز لَهُ من شُيُوخه الجلة بالمشرق عدَّة وَكَانَ من أَهْلَ الصّلاح وَالْخَيْر والعناية بالرواية ثِقَة صَدُوقًا روى عَنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وَغَيرهم وَأَبوهُ أَبُو الْحَسَن مِمَّن حجّ واتصف بأعمال الْبر وَالْتزم هُوَ بِأخرَة من عمره إِمَامَة الْفَرِيضَة وَالْخطْبَة بِجَامِع بَلَده غرناطة بَعْدَ أبي عَبْد اللَّه بْن عروس إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا فَجْأَة ظهر يَوْمَ الْخَمِيس السَّادِس وَالْعِشْرين وَقيل التَّاسِع وَالْعِشْرين من شهر ربيع الأوّل سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ودُفِن ظهر يَوْمَ الجُمُعَة خَارج بَاب البيرة وَصلى

ص: 82

عَلَيْهِ الْوَالِي يَوْمئِذٍ وَتبع جنَازَته ومولده سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة لعشر مضين أَوْ بَقينَ من رَجَب مِنْهَا الشَّك مِنْهُ وَقيل من والدته

240 -

أَحْمَد بْن دَاوُد بْن يُوسُف الجذامي من أَهْلَ باغه بْن هَيْثَم عمل غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي سُلَيْمَان دَاوُد بْن يزِيد السَّعْديّ وَكَانَ أديبًا نحويًا لغويًا مشاركًا فِي عَلَمُ الطِّبّ وَله فِي شرح أدب الْكتاب لِابْنِ قُتَيْبَةَ تأليف مُفِيد وَآخر فِي شرح المقامات للحريري وَقد أُخِذَ عَنْهُ تُوُفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة أَوْ نَحْوهَا

241 -

أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن حسان الْقُضَاعِي أَصله من أُنده عمل بلنسية وَولد بمرسية يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة ورحل إِلَى الْمشرق مرافقًا أَبَا الْحُسَيْن بْن جُبَيْر فأديا فَرِيضَة الْحَج وَسمع بِدِمَشْق من أبي الطَّاهِر الخشوعي وَأَجَازَ لَهما أَبُو مُحَمَّد بْن أبي عصرون وَأَبُو مُحَمَّد القَاسِم بْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا ودخلا بَغْدَاد وتجولا مدّة ثُمَّ قفلا جَمِيعًا إِلَى الْمغرب فسُمِعَ مِنْهُمَا بَعْض مَا كَانَ عِنْدهمَا وَكَانَ أَبُو جَعْفَر هَذَا متحققًا بِعلم الطِّبّ وَله فِيهِ تَقْيِيد مُفِيد مَعَ الْمُشَاركَة الْكَامِلَة فِي فنون الْعُلُوم وجده لأمه القَاضِي أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَطِيَّة حدَّث عَنْهُ ثَابت بْن مُحَمَّد بْن خِيَار الكلَاعِي وَغَيره وتُوُفيّ بمراكش سنة ثَمَان أَوْ تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَلم يبلغ الْخمسين فِي سنه

242 -

أَحْمَد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن عَمِيرَة الضَّبِّيّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس أَخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَهُوَ أول من قَرَأَ عَلَيْهِ وسنه دون الْعشْر وَصَحب أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش مُدَّة طَوِيلَة وَسمع من ابْن عُبَيْد اللَّه بسبتة وَابْن الفخار بمراكش وَأَبا جَعْفَر عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقصير وَأَبا الْحَسَن بْن كوثر وَابْن عَم أَبِيهِ أَبَا جَعْفَر أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن عميرَة وَأَجَازَ لَهُ ابْن بشكوال وَغَيره ثُمَّ رَحل حَاجا فلقي فِي طَرِيقه ببجاية عَبْد الْحق الإشبيلي وبالإسكندرية أَبَا الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وأخاه أَبَا الفَضْل وَأَبا الثَّنَاء الحَرَّانيّ وَابْن دُلَيل وَأَبا الفَضْل الغزنوي وَأَبا

ص: 83

الرضى أَحْمَد بْن طَارق بْن سِنَان وَقد سَمِعَ مَعَه أَبُو الرضى هَذَا من أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد الحديثي قَالَ وَله أَحَادِيث سَاوَى بهَا الْبُخَارِيّ وَمُسلمًا وَأَبا مُحَمَّد بْن بري وَأَبا القَاسِم البوصيري وعساكر بْن عَلِيّ وَإِسْمَاعِيل بْن قَاسم الزيات وَهَؤُلَاء الْأَرْبَعَة سمعُوا من السِّلَفيّ عَلَى بَعْض شُيُوخه وَلَقي بِمَكَّة الميانشي وَغَيره وَكَانَ حَسَن الْخط صَحِيح النَّقْل والضبط ثِقَة صَدُوقًا جلدا عَلَى الوراقة محترفًا بهَا تأثل مِنْهَا مَالا كَبِيرا وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَرُبمَا تسور عَلَى النّظم روى عَنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وكبار أَصْحَابنَا وتُوُفيّ بمرسية شَهِيدا سقط عَلَيْهِ هَدَمٌ فَأخْرج مِنْهُ وَبِه رَمق فني بِسُرْعَة وَذَلِكَ ظهر يَوْمَ الْأَحَد الْخَامِس وَالْعِشْرين لشهر ربيع الآخر سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ودُفِن عصر يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بعده بمسجده إزاء جنته الَّتِي وَقع حائطها عَلَيْهِ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَهُوَ ابْن بضع وَأَرْبَعين سنة بعضه عَنِ ابْن سَالم وَقَالَ ابْن حوط اللَّه تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى من السَّنَة وَهُوَ وهم مِنْهُ

243 -

أَحْمَد بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن السُّعُود الْعَبدَرِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ من أبي جَعْفَر البطروجي وَأبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْخِصَال وَأبي الطَّاهِر التّميميّ وَغَيرهم وَكتب لبَعض الْأُمَرَاء وَكَانَ أديبًا حَافِظًا حُلْو النادرة قوي الْعَارِضَة صَاحب منظوم ومنثور يُشَارك فِي فنون من أبرع النَّاس خطا واقتنى من الدفاتر كثيرا بَلغنِي أنَّ قيمَة ذَلِكَ بلغت سِتَّة آلَاف دِينَار نَا عَنْهُ ابْن سَالم وَقَالَ تُوُفّي بمراكش سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

244 -

أَحْمَد بْن عِيسَى بْن عَبْد الْبر بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد الْبر الْبكْرِيّ من أَهْلَ قرمونة يكنى أَبَا القَاسِم سمَعَ أَبَا بَكْر بْن خَيّر واختص بِهِ وَأَبا الحكم بْن حجاج وَلَقي بقرطبة أَبَا القَاسِم بْن بشكوال وَأَبا عَبْد اللَّه بْن خَلِيل وَأَبا بَكْر يحيى بن زَيْدَانَ فَسمع مِنْهُم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مَرْوَان بْن قزمان وَأَبُو الطَّاهِر السِّلَفيّ وَغَيرهمَا وأقرأ الْقُرْآن وحدَّث وَأخذ عَنْهُ ذكره ابْن الطيلسان وَقَالَ أجَاز لي مرَّتَيْنِ إِحْدَاهمَا بقرمونة وَالْأُخْرَى بإشبيلية عَام تِسْعَة وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

ص: 84

245 -

أَحْمَد بْن مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن مُزَاحم اللَّخْميّ من أَهْلَ شلب يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَنْ عَقِيل بْن العَقْل وَهِشَام بْن أبان وَنزل مَدِينَة فاس وتصدر بهَا لإقراء الْقُرْآن والتأديب بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ مقدما فِي ذَلِكَ إِلَى أنَّ توفّي هُنَالك بعد الستمائة

246 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن يُونُس الغافقي من أَهْلَ لبلة يكنى أَبَا الْعَبَّاس يحدث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن خَلَفُون الأونبي

247 -

أَحْمَد بْن عَتيق بْن الْحَسَن بْن زِيَاد بْن جُرْج من أَهْلَ بلنسية وَأَصله من المرية يعرف بالذهبي ويكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد والعربية والآداب عَنْ أبي مُحَمَّد عبدون وَله سَماع من ابْن النِّعْمَة وَابْن حُبَيْش وَابْن مضاء وَأبي بَكْر بْن بيبش وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأَبُو القَاسِم بْن جَاره وَمَال إِلَى الْعُلُوم النظرية فمهر فِي كلّ فن مِنْهَا وشارك فِي جَمِيعهَا واقتدر عَلَى تَحْصِيلهَا فِي أقرب مدّة وَكَانَ فِي الذكاء والفهم وَحسن الاستنباط والغوص عَلَى دقائق الْمعَانِي آيَة من آيَات اللَّه تَعَالَى وَمن تواليفه كتاب الْإِعْلَام بفوائد مُسْلِم للمهدي الْإِمَام وَكتاب حُسن الْعبارَة فِي فضل الْخلَافَة والإمارة وقيدت عَنْهُ فِي الْفِقْه وَغَيره فتاو بديعة وجوابات حَسَنَة وَلم يخل من نظم زَان بِهِ علمه ونال بِخِدْمَة السّلطان دنيا عريضة وَرَأس نظراءه من الطَّلَبة وَقد حدَّث بِيَسِير وأقرأ الْعَرَبيَّة وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بتلمسان قَاصِدا فِي جَيش الْمغرب إفريقية وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وسِتمِائَة مولده سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة أَكْثَره عَنِ ابْن سَالم

248 -

أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم بْن أَحْمد بن نصير من أَهْلَ شوذر عمل جيان يكنى أَبَا القَاسِم أَخذ عَنْ أبي جَعْفَر بْن الباذش وَأبي بَكْر بْن مَسْعُود وَغَيرهمَا تصرف للسُّلْطَان فِي ولايات عدَّة وعمالات جليلة وَكَانَ من رجالات الأندلس أدبًا وسروا ورجاحة وحلماً ذَا حَظّ من الْكِتَابَة وَالشعر تُوُفّي بمالقة رَابِع المُحَرَّم سنة اثْنَتَيْنِ وستّمائة

ص: 85

249 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عِصَام من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر ويُعرف بالبِلَاّلْبِي نِسْبَة إِلَى بله ألبه بالثغر سَمِعَ أَبَا بَكْر بْن نمارة وَصَحبه وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف ويجيد ضَبطهَا وَلم أَقف عَلَى تَارِيخ وَفَاته

250 -

أَحْمَد بْن حبيب بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن شَاكر الغافقي من أَهْلَ جيان روى عَنِ ابْن بشكوال وَغَيره حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو الرضى بسام بْن أَحْمَد شَيخنَا سَمِعَ مِنْهُ وَسمع مَعَه

251 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعْدَان الْوَاعِظ يعرف بالشنتريني لِأَن أَصله مِنْهَا ويكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ السُّهيْلي وَغَيره وتجول بِبِلَاد الأندلس للوعظ والتذكير حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء لقِيه بِجَزِيرَة شقر وَقَرَأَ عَلَيْهِ الرسَالَة القدسية لأبي حَامِد الْغَزالِيّ فِي سنة ثَلَاث وستّمائة وَابْن سَالم يَقُولُ فِيه إِسْمَاعِيل أَبُو الْوَلِيد وَهُوَ معاد هُنَالك لأجل ذَلِكَ

252 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مِقْدَام الرعيني من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَسمع من وَمن ابْن الْعَرَبِيّ وَصَحبه فِي توجهه لمراكش وَحضر وَفَاته وَدَفنه بِمَدِينَة فاس وَأخذ عَنْ أبي عُمَر بْن صَالح وَأبي القَاسِم بْن الرماك وَأبي الْحسن عَليّ بن مُسلم وَأبي الْحسن بن عَظِيمَة وَعَن أبي الحكم بْن بطال البهراني وَأَجَازَ لَهُ السِّلَفيّ وَكَانَ مقرئًا زاهدًا أديبًا حَافِظًا يستظهر شعر المعري المترجم بسقط الزند وَعمر حَتَّى انْفَرد بِالْأَخْذِ عَنْ شُرَيْح وَأخذ عَنْهُ النّاس كثيرا مولده سنة ستٍّ عشرَة وَخَمْسمِائة وَقَالَ ابْن فرقد مولده عَامَ اثنى عَشْر وتُوُفيّ بَيْنَ عيدي الْفطر والأضحى سنة أَربع وستّمائة

ص: 86

253 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الْمُجيب بن عَليّ بن أَحْمد بن عيشون الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن نوح وتَفَقَّه بِهِ وَتعلم الْعَرَبيَّة عِنْدَهُ وَسمع أَيْضا أَبَا عَبْد اللَّه بن حُمَيْد والحاج أَبَا بَكْر بْن هُذَيْل وَغَيرهم وناظر عَلَى أَبَي جَعْفَر الذَّهَبِيّ فِي فنون تحقق مِنْهَا بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ من كبار أَصْحَابه وأذكيائهم وَأهل الْفَهم والتحصيل تُوُفّي بمراكش سنة خمس وستّمائة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سَالم وَقَالَ الشَّك مني يَعْنِي فِي مولده

254 -

أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن يعِيش بْن عَلِيّ بْن شكيل الصَّدَفِي الأديب من أَهْلَ شريش يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَأَبوهُ يعِيش يكنى أَبَا الحكم أَخذ عَنْ مشيخة بَلَده وَولي قَضَاءَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن مَقَصَيْر البلنسي فَأخذ عَنْهُ الْعَرَبيَّة وَعَن أَبِي بَكْر بْن خَلِيل علم الْكَلَام وَسمع الحَدِيث من أبي الْحُسَيْن بْن زَرقون شَيخنَا وَصَحب القَاضِي أَبَا حَفْص بْن عُمَر وولاه قَضَاء بَعْض الكور وشعره مدون وتُوُفيّ معتبطًا سنة خمس وستّمائة ومولده سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة

255 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن أبي هَارُون التَّمِيمِي المقرىء من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا القَاسِم أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الحكم بْن حجاج وَأبي إِسْحَاق بْن طَلْحَة وَأبي بكر بن خير وَأبي الْحُسَيْن عبيد الله بن اللحياني وَأبي الحكم بن بطال وَأبي مُحَمَّد بن موجوال البلنسي وَسمع من أبي الْحَسَن الزُّهْرِيّ وَأبي عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد وَأبي بَكْر بْن عُبَيْد وَأبي إِسْحَاق بْن ملكون وَأبي بَكْر بْن خشرم وَأَجَازَ لَهُ شُرَيْح فِي صغره وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَأخذ عَنْهُ النّاس وَكَانَ من أَهْلَ الْوَرع والزهد ذَا حَظّ من عَلَمُ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب أَكثر خَبره عَنِ ابْن الطيلسان وَأَجَازَ لبَعض أَصْحَابنَا فِي شهر ربيع الأول سنة خمس وستّمائة

256 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بن شرَاحِيل الْهَمدَانِي من أَهْلَ غرناطة ولسلفه بهَا رياسة يكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس روى عَنْ أَبِيه وَعَن خَاله أبي الْحَسَن بْن الضَّحَّاك الْفَزارِيّ وَأبي الْحَسَن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن بدر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو

ص: 87

الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو إِسْحَاق بْن ثبات وَأَبُو بَكْر بْن طَاهِر وَأَبُو جَعْفَر البطروجي وَجَمَاعَة من الجلة وَله رحْلَة حجّ فِيهَا وَسمع بِمَكَّة من أبي عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ البطليوسي وَسمع أَيْضا بالإسكندرية من أبي عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وقفل إِلَى بَلَده فَحدث وَأخذ عَنْهُ وَعمر وأسن وَهُوَ آخر الروَاة بِالْإِجَازَةِ عَنِ ابْن أبي الْخِصَال مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة قَالَه ابْن الطيلسان وَأكْثر خَبره عَنْهُ وَقَالَ الملاحي وقرأته بِخَطِّهِ تُوُفّي ظهر يَوْمَ الثُّلَاثَاء الثَّامِن وَالْعِشْرين لشهر ذِي الحجّة سنة ستٍّ وستّمائة ودُفِن بَعْدَ صَلَاة الْعَصْر من يَوْمَ الْأَرْبَعَاء بعده

257 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ الأوسي من أَهْلَ قرطبة وَسكن بَاغُهْ وَأَصله من وَاد آش يكنى أَبَا جَعْفَر أَخذ عَنْ أبي بَكْر بْن سمجون وَأبي إِسْحَاق بْن طَلْحَة وَأبي بَحر عَليّ بن جَامع الكفيف وَسمع من أبي القَاسِم بْن بشكوال وَكَانَ ذَا رِوَايَة أديبًا ذَاكِرًا لأمالي أبي عَلِيّ القالي حدث عَنهُ ابْن الطيلسان سَمِعَ مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ فِي منتصف ذِي قعدة سنة ستٍّ وسِتمِائَة قَالَ تُوُفّي بِقرب من ذَلِكَ ودُفِن بمقبرة بَاب عَامر

258 -

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يعرف بِابْن حَاضر ويكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنِ ابْن هُذَيْل وَابْن النِّعْمَة وَابْن سَعَادَة وَأبي بَكْر بْن عقال وَأبي جَعْفَر بن طَارق المقرىء وَأبي مُحَمَّد بن عَاشر وَعَلِيم الْحَافِظ وَغَيرهم وعني بالزهد والتصوف وَكَانَ أديبا شَاعِرًا وَله تأليف سَمَّاهُ بالاستيقاظ من سنة الْغَفْلَة والاستنقاذ من حَبل التسويف والمهلة وقفت عَلَيْهِ وَلم أَقف على تَارِيخ وَفَاته

259 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْوَدُود بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن صَالح الْهِلَالِي قَرَأت اسْمه بِخَطِّهِ من أَهْلَ غرناطة وَكَانَ يسكن الْمنْكب أَحْيَانًا يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن سمَّجُون وَعبد الْملك وَهُوَ الملقب بذلك سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْوَدُود وَأَبا بَكْر بْن الخلوف وَأَبا الْحَسَن الْمرَادِي وَأَبا الْعَبَّاس بْن الأبرش وَأَبا الْحَسَن بْن عزَّ النّاس وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو طَاهِر السِّلَفيّ وَأَبُو إِسْحَاق بْن فرقد وَابْن بشكوال وَابْن حُبَيْش وَابْن الرمامة وَولي قَضَاء

ص: 88

الْمنْكب وخطب بِجَامِع قرطبة وقتا وَكَانَ فَقِيها أديبًا ناظمًا ناثرًا بارع الْخط وَاسع الْحَظ من الفَضْل وَالْعلم يغلب عَلَيْهِ الحَدِيث وَالْأَدب حدَّث عَنْهُ جلة من شُيُوخنَا وكبار أَصْحَابنَا وفاتتني الرِّوَايَة عَنْهُ تُوُفّي بغرناطة فَجْأَة لَيْلَة الْأَحَد الرَّابِع عَشْر من شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وستّمائة ومولده فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ صَبِيحَة الْيَوْم الثَّالِث عَشْر من صفر عَام ثَمَانِيَة وَعشْرين وَخَمْسمِائة

260 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عيشون اللَّخْميّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بكر سمع من أَبِيه وَأبي مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَجَمَاعَة من شُيُوخنَا وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ طَائِفَة كَبِيرَة من الْأَعْلَام وَقيد كثيرا وَأفَاد وتُوُفيّ معتبطًا سنة ثَمَان وستّمائة

261 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن يحيى بْن عون اللَّه الْأَنْصَارِيّ آخر المقرئين بشرق الأندلس يعرف بالحصار ويكنى أَبَا جَعْفَر وَسكن بلنسية وداره فِي دانية وَأخذ بهَا فِي صغره عَنْ أبي إِسْحَاق بْن محَارب ثُمَّ لَقِي أَبَا الْحسن بْن هُذَيْل فَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات عرضا وَسمع مِنْهُ كثيرا وَمن ابْن النِّعْمَة وَابْن سَعَادَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي عَبْد الرَّحِيم وَابْن عُبَيْد اللَّه وَعبد الْحق الإشبيلي وتصدر للإقراء وَرَأس فِي ذَلِكَ أَهْلَ عصره وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ فِي وقته فِي الْأَخْذ عَنْهُ وَلم يكن أحد من أَهْلَ صناعته يدانيه فِي الضَّبْط والتجويد والإتقان وَحسن الْأَدَاء وَكَانَ تصدره ببلنسية فِي حَيَاة شُيُوخه وَقد أَقرَأ بإشبيلية وَطَالَ عمره فَأخذ عَنْهُ الْآبَاء وَالْأَبْنَاء واضطرب بِأخرَة فِي رِوَايَته فأسند عَنْ جمَاعَة أدركهم وَكَانَ بَعْض شُيُوخنَا يُنكر عَلَيْهِ ذَلِكَ مَعَ صِحَة رِوَايَته عَنِ الْمَذْكُورين قبلُ وإكثاره عَنْهُمْ حَتَّى لَقَد انْفَرد بِقِرَاءَة تأليف ابْن النِّعْمَة فِي تَفْسِير الْقُرْآن المترجم بري الظمآن وَلَا أعلم أحدا من أَصْحَابه أكمل قِرَاءَته عَلَيْهِ سواهُ أَخذ عَنْهُ وَالِدي رحمه الله الْقرَاءَات أجَاز لَهُ وأخذتها عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِمدَّة وَسمعت مِنْهُ جملَة من رِوَايَته وَأَجَازَ لي وتُوُفيّ بَعْدَ

ص: 89

صَلَاة الصُّبْح من يَوْمَ الْخَمِيس ثَالِث صَفَر سنة تسع وستّمائة قَبْلَ الكائنة الْعُظْمَى عَلَى الْمُسلمين بالعقاب نَاحيَة جيان بِأحد عَشْر يَوْمَاً ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر من الْيَوْم الْمَذْكُور بمقبرة الْجنان خَارج بلنسية وَقد قَارب الثَّمَانِينَ فِيمَا كَانَ يخبر بِهِ رحمه الله مولده بدانية فِي نَحْو الثَّلَاثِينَ وَخَمْسمِائة

262 -

أَحْمَد بْن هَارُون بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن عَاتٍ النفزي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عمر سَمِعَ أَبَاهُ وَأَبا الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأَبا عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأَبا بَكْر بْن بيبش وَأَبا عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَأَبا الْحَسَن عليم بْن عبد الْعَزِيز الْحَافِظ وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن نمارة وَأَبُو الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَابْن بشكوال وَأَبُو عبد الله بن عبَادَة الجياني وَابْن حُبَيْش وَابْن عُبَيْد اللَّه وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبُو بَكْر بْن أبي حَمْزَة وَطَائِفَة سواهُم ورحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع أَبَا طَاهِر السِّلَفيّ وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأَبا الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبا الطَّاهِر العثماني وَأَجَازَ لَهُ أَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو عَبْد اللَّه الكركنتي وَأَبُو القَاسِم بْن جَارة وَأَبُو الفَرَج الجَوْزِيّ وَآخَرُونَ يطول عَددهمْ وَكَانَ أحد الْحفاظ للْحَدِيث يسْرد الْمُتُون والأسانيد ظَاهرا لَا يخل بِحِفْظ شَيْءٍ مِنْهَا مَوْصُوفا بالدراية وَالرِّوَايَة غَالِبا عَلَيْهِ الْوَرع والزهد عَلَى منهاج السّلف يَأْكُل الجَشِب ويلبس الخشن وَرُبمَا أذن فِي الْمَسَاجِد وَله تواليف دَالَّة عَلَى سَعَة حفظه مَعَ حَظّ من النّظم والنثر حدَّث عَنْهُ بَعْض شُيُوخنَا الجلة وَكتب إِلَيّ مجيزا لما رَوَاهُ وألفه فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وستّمائة ثُمَّ توجّه إِثْر ذَلِكَ غازيًا وَشهد وقيعة الْعقَاب الَّتِي أفضت إِلَى خراب الأندلس بالدائرة عَلَى الْمُسلمين فِيهَا وَكَانَت السَّبَب الْأَقْوَى فِي تحيف الرّوم بلادها حَتَّى استولت عَلَيْهِ ففقد حِينَئِذٍ وَلم يُوجد حَيا وَلَا مَيتا وَذَلِكَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ منتصف صَفَر سنة تسع وستّمائة ومولده قَبْلَ الزَّوَال بِيَسِير فِي سَاعَة الرواح من يَوْمَ الجُمُعَة الْخَامِس لشوال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة

ص: 90

263 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى زَاد أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه فِي نسبه ابْن خلصة الحِمْيريّ من أَهْلَ قرطبة والخطيب بجامعها الْأَعْظَم يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن مكّيّ وَأَبا الطَّاهِر التّميميّ وَأَبا مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَأَبا عَبْد اللَّه بْن نجاح الذَّهَبِيّ وَأَبا خَالِد يزِيد بْن عَبْد الجَبَّار وَغَيرهم وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي بَكْر عَيَّاش بْن فرج وَعبد الرَّحِيم الحجاري والعربية والآداب واللغات عَنْ أبي بَكْر بْن سمَّجُون وَأبي الحَجَّاج الْمرَادِي وَأبي بكر القشالشي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه الْمَازرِيّ وَكَانَ آخر من حدَّث عَنْهُ بالأندلس وتصدر للإقراء بِجَامِع قرطبة مدّة طَوِيلَة ودرس عُلُوم اللِّسَان وَكَانَ حَافِظًا لَهَا بَصيرًا بهَا مشاركًا فِي غَيرهَا مَعَ حَظّ من قرض الشّعْر وَطَالَ عمره وعلت رِوَايَته فَأخذ عَنْهُ النّاس وفاتني أَن أستجيزه تُوُفّي بقرطبة أَصَابَهُ غشي وَهُوَ قَائِم عَلَى الْمِنْبَر يخْطب فخلفه فِي تَمام الْخطْبَة وَالصَّلَاة بِالنَّاسِ ابْنه أَبُو مُحَمَّد عِصَام وَتَمَادَى بِهِ مَرضه نَحوا من ثَلَاثَة أشهر إِلَى أنَّ قضى نحبه فِي التَّاسِع عَشْر لصفر سنة عَشْر وستّمائة وَصلى عَلَيْهِ ابْنه ومولده سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَقَالَ ابْن الطيلسان تُوُفّي بَيْنَ صَلَاتي الظّهْر وَالْعصر من يَوْمَ الْأَرْبَعَاء ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر من يَوْمَ الْخَمِيس بعده وَهُوَ الموفي عشْرين لصفر بمقبرة أم سَلَمَة عَلَى مقربة من مَسْجِد كوثر قَالَ وَأَخْبرنِي أنَّ مولده مَا بَيْنَ عَامي أَرْبَعَة وَثَمَانِية وَعشْرين وَخَمْسمِائة

264 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن سُلَيْمَان بْن خَالِد الْعَبدَرِي من أَهْلَ أندة عمل بلنسية يكنى أَبَا الْوَلِيد رَحل حَاجا فَسمع بِمَكَّة صَحِيح من الْبُخَارِيّ من أبي مُحَمَّد يُونُس بْن يحيى الهاشميّ وبدمشق كتاب الجليس الْكَافِي والأنيس الشافي لِابْنِ طرارا من أبي جَعْفَر القُرْطُبيّ وَكتبه بِخَطِّهِ مَعَ غَيْر ذَلِكَ من كتب الْفِقْه والْحَدِيث عَنْهُمَا وَعَن سواهُمَا وَصَحب أَبَا الْحُسَيْن بْن جُبَيْر ثُمَّ قفل إِلَى الْمغرب واستوطن سلا وَحدث هُنَالك وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بهَا فِي شعْبَان سنة عَشْر وستّمائة

265 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن يحيى الهاشميّ من أَهْلَ بنلسية

ص: 91

يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالقلييري نِسْبَة إِلَى بعض أَعمالهَا روى عَنِ ابْن هُذَيْل وَابْن النِّعْمَة وَابْن نمارة وَابْن سَعَادَة وَعلم بِالْقُرْآنِ وَكَانَ أديبا ناظما وَله مَجْمُوعَة فِي الشُّرُوط أَخذ عَنهُ ابْن خَيره وَغَيره من شُيُوخنَا ولقيته غير مرّة بِموضع تَعْلِيمه وَسمعت عَلَيْهِ التِّلَاوَة بِحرف نَافِع وَبَعض فَوَائده وتُوُفيّ فَجْأَة فِي نَحْو سنة عَشْر وستّمائة

266 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْخُشَنِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالأُجَّري وأُجَّرْ حصن بمقربة مِنْهَا أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي خَالِد المرواني وَأبي إِسْحَاق بْن طَلْحَة ورحل حَاجا فلقي أَبَا الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ والكَركَنْتي وَسمع مِنْهُم وَمن غَيرهم وقفل إِلَى بَلَده فأقرأ الْقُرْآن بِمَسْجِد حبيب من شرقيه وأسمع الحَدِيث وَكَانَ يؤم بِهِ وَيذكر النّاس تُوُفّي ودُفِن بمقبرة ابْن عَبَّاس يَوْمَ الجُمُعَة السَّادِس عَشْر من صَفَر سنة إِحْدَى عشرَة وستّمائة وَهُوَ ابْن سبعين عَاما أَوْ نَحْوهَا عَنِ ابْن الطيلسان

267 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَسَن بْن عَبْد الْملك الفِهري من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالقرطاجني وبالحَمري أَخذ عَنِ ابْن هُذَيْل قراءتي نَافِع وَابْن كثير فِيمَا وقفت عَلَيْهِ وحَدثني الثِّقَة أَنَّهُ أكمل عَلَيْهِ الْقرَاءَات السَّبع وَله سَماع مِنْهُ فِي صَحِيح مُسْلِم وَغَيره وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وَأخذ عَنْهُ وتُوُفيّ ودُفِن فِي عقب شهر ربيع الأوّل سنة إِحْدَى عشرَة وستّمائة

268 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أبي الْمطرف عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد بْن جرح من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي جَعْفَر البطروجي سَمِعَ عَلَيْهِ مُصَنف النَّسَائيّ بِقِرَاءَة أَخِيه أبي جَعْفَر عَبْد اللَّه وَعَن أبي إِسْحَاق بْن ثبات سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح مُسْلِم وَلَقي أَبَا الْحَسَن بْن مغيث وَلم يَأْخُذ عَنْهُ شَيئًا وَكَانَ نزيه النَّفس نبيه الْبَيْت لَمْ يتلبس بِولَايَة وَلَا أسَفَّ إِلَى مكسوب وعُمِّر وأسن حدَّث عَنْهُ ابْن الطيلسان وَقَالَ تُوُفّي غَدَاة يَوْمَ الثُّلَاثَاء الرَّابِع عَشْر لرجب سنة إِحْدَى عشرَة وستّمائة ودُفِن عصر يَوْمَ الْأَرْبَعَاء بعده بمقبرة أم سَلَمَة وبمقربة من مَسْجِد كوثر ومولده فِي صفر سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة

ص: 92

269 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ المؤرخ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من ابْن بشكوال كثيرا وَأخذ عَنِ القشالشي وَابْن سمجون وَأبي خَالِد المرواني وَكَانَ ملازمًا لِلْمَسْجِدِ الْجَامِع متبتلاً لَا أَهْلَ لَهُ وَلَا وُلِدَ حكى ابْن الطيلسان أَنَّهُ قيد عَنْهُ كثيرا من التواريخ والمواليد والوفيات قَالَ وَتُوفِّي يَوْمَ الْخَمِيس الموفي ثَلَاثِينَ لرجب سنة إِحْدَى عشرَة وستّمائة

270 -

أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبكْرِيّ من أهل شريش يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي إِسْحَاق بْن قرقول وأوطن سلا وَولي بهَا الْقَضَاء ثُمَّ بِمَدِينَة مكناسة وتُوُفيّ سنة إِحْدَى عشرَة وستّمائة

271 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَيُّوب بْن شَجَرَة من أَهْلَ إشبيلية وَإِمَام مَسْجِد بْن الْأَخْضَر مِنْهَا يكنى أَبَا القَاسِم أَخذ عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه بْن مُعَاذِ الْمَعْرُوف بالفلنقي تأليفه الْمُسَمّى بِالْإِيمَاءِ إِلَى مَذَاهِب السَّبْعَة الْقُرَّاء وَحدث عَنهُ بعض أَصْحَابنَا

272 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن أبي جَمْرَة من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ قَرِيبه القَاضِي أَبَا بَكْر شَيخنَا وَكَانَ يُسَمِّيه النجيب فغلب ذَلِكَ عَلَيْهِ وَسمع أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبا الْعَبَّاس بْن الْحَاج المجريطي وَكَانَ ذَا مُشَاركَة فِي الْفِقْه وأصوله وَعلم الْكَلَام وَولي الْقَضَاء بِغَيْر جِهَة من جِهَات مرسية ثُمَّ وُلّي قَضَاء دانية مرَّتَيْنِ وَتُوفِّي آخرهما وَهُوَ يَتَوَلَّاهُ فِي نَحْو سنة عشرَة وستّمائة أفادنيه ابْن سَالم وَكتبه لي بِخَطِّهِ

273 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَانع الكِنَانيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ أَبَا بَكْر بْن خَيّر وَأخذ عَنْهُ كثيرا وَصَحبه طَويلا وَأَبا إِسْحَاق بْن فرقد وَغَيرهمَا وعني بِعقد الشُّرُوط وحدَّث وَحكى أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الطّراز أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث عشرَة وستّمائة

ص: 93

274 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن أَفْلح مولى النَّاصِر من أَهْلَ قرطبة وَأحد المؤذنين بمنار جَامعهَا الْأَعْظَم يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أَبِيه أَخْبَار الصَّالِحين بقرطبة وَكَانَ عَارِفًا بقبورهم ومتعبَّداتهم ذكره ابْن الطيلسان وَقَالَ سمعته يَقُولُ وَقد وقفني عَلَى متعبد ابْن زرب القَاضِي بالجامع سَمِعتُ أبي يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا الْحَسَن يُونُس بْن مُحَمَّد الصَّفّار يَقُول كَانَ أَبُو بَكْر بْن زرب يكثر التنقل بِموضع بلصق الْمَقْصُورَة فِي الرُّكْن من جِهَة الشرق فَسئلَ عَنْ لُزُومه لذَلِك الْموضع فَقَالَ رَأَيْت النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِيهِ فِي النّوم أَربع عشرَة مرّة تُوُفّي فِي آخر ذِي الحجّة سنة ثَلَاث عشرَة وستّمائة وَصلى عَلَيْهِ عَلَى بَاب المَسْجِد الْجَامِع ودُفِن بروضة الصلحاء قبلي قرطبة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة

275 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن النفزي أندلسي يكنى أَبَا الْعَبَّاس تجول بالمشرق وَسمع بِبَغْدَاد من أبي الْفرج عبد الْمُنعم بن كُلَيْب الْحَرَّانِي وبأصبهان من جمَاعَة من أَصْحَاب أبي عَلِيّ الْحداد وبنيسابور من أبي سَعْد عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الصَّفّار وَجَمَاعَة من أَصْحَاب أبي عَبْد اللَّه الفراوي سَمِعَ مِنْهُ ابْن نقطة بِبَغْدَاد وَوَصفه بالثقة وَالْحِفْظ وَحكى أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا بَعْدَ سنة ثَلَاث عشرَة يَعْنِي وستّمائة فَدخل إِلَى شيراز وَأقَام بهَا

276 -

أَحْمَد بن مُحَمَّد بْن عُمَر بن مُحَمَّد بْن وَاجِب بن عمر بن وَاجِب بن عمر بْن وَاجِب القَيْسيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا الخَطَّاب حَامِل راية الرِّوَايَة بشرق الأندلس وَآخر الْمُحدثين المسندين سَمِعَ جَدّه أَبَا حَفْص وَأَبا الْحَسَن بن هُذَيْل وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَأبي بَكْر بْن نمارة وَأَبا عَبْد الله بن سَعَادَة وَأَبا الْحسن بْن النِّعْمَة وَعِنْده تعلم

ص: 94

الْعَرَبيَّة وَعَلِيهِ قَيد كتب اللُّغَات والآداب وَسمع بمرسية من أبي بَكْر بْن أبي ليلى وَأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَسمع من أبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد يَسِيرا وَكَانَ ابْن حُبَيْش مِنْهُمَا بجله وَيَرْفَعهُ عَنِ الْأَخْذ عَنْهُ لمساواته إِيَّاه بِبَعْض شُيُوخه ورحل إِلَى غرب الأندلس مرَارًا أولاها سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة فَسمع بقرطبة من أبي القَاسِم بْن بشكوال وَأكْثر عَنْهُ فِي رحلته هَذِهِ وَبعدهَا وَاقْتصر عَلَيْهِ دون الروَاة من أَهلهَا وَلَقي بأشونة أَبَا مَرْوَان بْن قزمان وَقد أسن وَثقل وَهُوَ أَعلَى شُيُوخه إِسْنَادًا فَسمع مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ مَا رَوَاهُ مَعَ جلة من أَصْحَابه استجازه لَهُم حِينَئِذٍ وَلأَهل عصره وَلم يكثر عَنْهُ لتكلفه الإسماع من أَجْلِ كبرته وَسمع بإشبيلية من أبي بَكْر بْن خَيّر كثيرا وَمن أبي الْحَسَن الزُّهْرِيّ وَأبي إِسْحَاق بْن فرقد وَأبي بَكْر مُحرز البطليوسي يَسِيرا وَأخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن زرقون التَّقَصِّي لأبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَبَعض رِوَايَته وَكتب إِلَيْهِ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأَبُو مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَأَبُو الْوَلِيد بْن خيرة وَأَبُو بَكْر بْن رزق وَأَبُو الْعَبَّاس الخروبي وَأَبُو مُحَمَّد بْن موجوال وَأَبُو إِسْحَاق الغرناطي وَأَبُو مُحَمَّد بْن دحمان وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَغَيرهم وَلَقي الْخَطِيب أَبَا عَلِيّ بْن عريب وَأَبا الْعَبَّاس بْن إِدْرِيس وَأَبا مُحَمَّد بْن عَاشر فأجازوا لَهُ وَلم يسمع مِنْهُم وَكتب إِلَيْهِ أَيْضا من أَهْلَ الْمشرق آبَاء الطَّاهِر السِّلَفيّ وَابْن عَوْف والخشوعي فِي آخَرين وَكَانَ عَلَى انتقائه من يَأْخُذ عَنْهُ ينتقي مَا يسمع مِنْهُ وساوي شُيُوخه الْعلية فِي دَرَجَة الرِّوَايَة بِابْن قزمان وَصَارَ لَا يعدل بِهِ أحد من أهل وقته عَدَالَة وجلالة وسعة اسمعة وعلو إِسْنَاد وَصِحَّة نقل وَضبط إِلَى تقلب فِي الْعليا وتقلل من الدُّنْيَا مَعَ رسوخ فِي الدِّين والورع تخنقه الْعبْرَة للرقائق وتعلوه الخشية للمواعظ مَعَ عناية كَامِلَة بصناعة الحَدِيث وبصر بِهِ وَتحقّق بِحمْلِهِ وَذَكَرَ لرجاله وتهافت عَلَى جَمِيع كتبه وَمَا يتَعَلَّق بفنه ومحافظة عَلَى إسماعه ونشره وترغيب لأَهله فِيهِ وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ فِي زَمَانه وَولي الْقَضَاء بيلنسية وشاطبة حقبا عدَّة وأوقاتا مُخْتَلفَة فِيمَا نقمت عَلَيْهِ سيرة وَلَا وَقعت بِهِ استرابة سوى حِدة متعارفة مِنْهُ ثُمَّ صرف أَشد حَاجَة مِنْهُ حِين وُلّي وَلم يكن شَأْنه وَلَا الْغَالِب عَلَيْهِ سوى الحَدِيث إِلَيْهِ جنح وَمَال وَفِي سَمَاعه رَحل وجال واقتنى من الْأُصُول العتيقة والدفاتر النفيسة كثيرا وَرُبمَا سَافر فِي تَحْصِيلهَا وَهِي كَانَتْ جلّ مَا أورث سَمِعَ مِنْهُ النّاس قَدِيما وحديثًا وانتفعوا بلقائه وَأخذ

ص: 95

عَنْهُ جمَاعَة من جلة شُيُوخنَا وكبار أَصْحَابنَا وَقد حكى عَنْهُ شَيْخه أَبُو بَكْر بْن خَيّر فِي فهرسته الْكُبْرَى وَفَاة أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَرزقت مِنْهُ قبولاً وَبِه اختصاصًا فمعظم روايتي قَدِيما عَنْهُ وَأَجَازَ لي غَيْر مرّة خطا ولفظًا وَكَانَ يرتاح إِلَى الْآدَاب وَكتب مِنْهَا كثيرا بِخَطِّهِ وَاخْتصرَ تأليف ابْن بشكوال فِي الغوامض والمبهمات ورتبه ترتيبًا مُفِيدا وَاخْتصرَ أَيْضا كتاب الْفَصْل للوصل المدرج فِي النَّقْل لأبي بَكْر الْخَطِيب وَله فِي غَيْر ذَلِكَ تنابيه نبيهة واستدراكات حَسَنَة استلحق عَلَى أبي عُبَيْد اللَّه المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء لَهُ مَا يدل عَلَى مطالعته وإحاطته تُوُفّي رحمه الله بمراكش فِي رحلته إِلَيْهَا لاستدرار جَار من بَيت المَال انْقَطع لَهُ فَقبض بهَا بَعْدَ مُضِيّ نَحْو الثُّلُث من لَيْلَة يَوْمَ الِاثْنَيْنِ السَّادِس لرجب سنة أَربع عشرَة وستّمائة وَهُوَ ابْن سبْعٍ وَسبعين سنة مولده ببلنسية سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة

277 -

أَحْمَد بْن يُوسُف بْن عبد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي زَيْد من أَهْلِ لرية عمل بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن عياد سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا عُمَر وأَبَا الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأَبا بَكْر بْن نمارة وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو حَفْص بْن وَاجِب وَأَبُو الْأَصْبَغ بْن المرابط وَأَبُو الْعَرَب عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مَالك وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْغَنِيّ بْن مكّيّ وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن يعِيش وَأَبُو مُحَمَّد مَسْعُود الإشبيلي وَأَبُو عبد الله بن سيدراي الْوراق والسلفي وسواهم وَكَانَ شَيخا صَالحا عَارِفًا بالرواة صَدُوقًا مَعْرُوفا بالانقباض حدَّث عَنْهُ كبار أَصْحَابنَا وَقد كتب عَنْهُ أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه قِطْعَة شعر يَرْوِيهَا عَنْ أَبِيه حَدَّثَنَا صاحبنا أَبُو الحَجَّاج يُوسُف بْن عَبْد الرَّحْمَن سَمَاعا مِنْهُ بِلَفْظِهِ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يذكر أَنَّهُ استجازه لي قَالَ أَنَا أَحْمَد بْن أبي عُمَر يَعْنِي هَذَا عَنْ أَبِيه يُوسُف بْن عَبْد اللَّه قَالَ أَخْبرنِي أَبُو الْحَسَن طَارق بْن مُوسَى المَخْزُومِي قِرَاءَة قَالَ أَنَا أَبُو الْحسن بن مشرف قِرَاءَة أَنَا أَبُو زَكَرِيَّاء الْبُخَارِيّ إجَازَة قَالَ أَنَا عَبْد الْغَنِيّ بْن سعيد وأنبأنا ابْن أبي جَمْرَة عَنْ أَبِيه عَنْ أبي عُمَر النمري عَنْ عَبْد الْغَنِيّ

ص: 96

قَالَ نَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الْحداد النهاوندي قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد السقاء وَهُوَ صَالح فَاضل من خِيَار الْمُسلمين قَالَ ركبت فِي سفينة من تِنِّيس إِلَى مصر فَاشْتَدَّ هول الْبَحْر عَلَيْنَا فتضرع النّاس وجأروا إِلَى اللَّه عز وجل قَالَ فنبغ رَجُل من وَسطهمْ فَقَالَ

(عجبت لقلبك كَيْفَ انْقَلب

)

فاستجهلناه وَقُلْنَا انْظُر فِي أَي وَقت يُخَاطب اللَّه بِمثل هَذَا قَالَ ثُمَّ زَاد الهول فَأطلع رَأسه مرّة أُخْرَى ثُمَّ قَالَ

(وَشدَّة حبك لي لِمْ ذَهَبْ

)

قَالَ وَكُنَّا عَلَيْهِ فِي هَذِهِ أَشد غيظًا من الأولى ثُمَّ زَاد الهول فَأطلع رَأسه الثَّالِثَة فَقَالَ

(وأعجب منذا وَذَا أنني

أَرَاك بِعَين الرضى فِي الْغَضَب)

قَالَ فَمَا أتم الْكَلَام حَتَّى سكن الهول قَالَ فَوضعت عَيْني عَلَيْهِ فَقلت هَذَا وَلي من أَوْلِيَاء اللَّه أكون مرافقًا لَهُ وصاحبًا قَالَ فَمَا هُوَ إلاّ أنَّ وصلنا اتبعته فَلم أَجِدهُ وَلم أدر أَي طَرِيق سلك نقلت من خطّ أبي عمر ابْن عياد أَسمَاء شُيُوخ ابْنه هَذَا وَأَنه وُلِدَ قرب الزَّوَال من يَوْمَ الْخَمِيس التَّاسِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ فِي آخر شوّال سنة خمس عشرَة وستّمائة

278 -

أَحْمَد بن عُمَر بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الخزرجي والتاجر من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه الحمزي وَأبي الْعَبَّاس بن العريف وَأبي مُحَمَّد النفزي الْخَطِيب وَأبي الْقَاسِم بْن ورد وَأبي مُحَمَّد الرشاطي وَأبي بَكْر بْن النفيس قَرَأت أَسْمَاءَهُم بِخَطِّهِ وَحدثت عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الْمَعْرُوف بالطراز أَنَّهُ وقف عَلَى إِجَازَته بخطوط أشياخه فَسمى هَؤُلَاءِ غَيْر ابْن النفيس وَزَاد أَبَا الْحَسَن بْن موهب وَأَبا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبا القَاسِم بْن رضى وَقَالَ استجازهم لَهُ وَالِده أَبُو حَفْص القُرْطُبيّ وَوَثَّقَهُ وعدله وَكَانَ قَدْ خَرَجَ من قرطبة زمن الْفِتْنَة وانتقل فِي أَهله إِلَى لبلة واستوطنها ثُمَّ نزل

ص: 97

مَدِينَة فاس واحترف بِالتِّجَارَة وَاحْتَاجَ النَّاس إِلَيْهِ لعلو رِوَايَته وَطول عمره مولده فِي أول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة حَكَاهُ الطّراز عَنْهُ إِذْ لقِيه بمنزله فِي سنة ستٍّ عشرَة وستّمائة وبإفادة أبي الْعَبَّاس بْن فرتون وَحكى أَبُو الْعَبَّاس هَذَا أَنَّهُ توفّي لَيْلَة الْأَحَد لسبع خلون من جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ عشرَة الْمَذْكُورَة

279 -

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن سيد النَّاس الْيَعْمرِي المقرىء من أَهْلَ إشبيلية وَأَصله من أبذة عمل جيان وَهِي وَمَا والاها دَار اليعمريين بالأندلس يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَهُوَ سِبْط أبي الْحُسَيْن بْن سُلَيْمَان اللَّخْمِيّ روى عَنْهُ وَعَن أبي بَكْر بْن خَيّر وَأبي إِسْحَاق بْن ملكون وَأبي بَكْر بْن الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأبي بكر بن صَاف وَأبي عَمْرو بْن الطُّفَيْل وَأخذ عَنْهُمَا الْقرَاءَات وروى أَيْضا عَنِ ابْن بشكوال وَأبي حُبَيْش والسهيلي وَابْن عُبَيْد اللَّه وَأبي مُحَمَّد بْن بونُهْ وَابْن الفخار وَأبي الحَجَّاج بْن الشَّيْخ وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من أَهْلَ الْمشرق وَكَانَ معتنيًا بِالْحَدِيثِ دروبًا عَلَى تَقْيِيده ولقاء رُوَاته مشاركًا فِي الْقرَاءَات وَغَيرهَا واستأدبه بعض الْأُمَرَاء لِبَنِيهِ فأقرأهم الْقُرْآن والعربية وَلم يتصدر لذَلِك حدَّث عَنْهُ ابْنه الْخَطِيب أَبُو بَكْر مُحَمَّد بِنْ أَحْمد صاحبنا وَقَالَ مولده منتصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ منتصف جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان عشرَة وستّمائة وَهُوَ ابْن ستٍّ وَخمسين سنة وَأحد عَشْر شهرا

280 -

أَحْمَد بْن مُنْذر بْن جهور بن أَحْمد الْأَزْدِيّ المقرىء من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي بَكْر بْن صَاف وروى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد ولازمه وسلك طَرِيقَته فِي الزّهْد وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَأخذ عَنْهُ النّاس وَله تأليف فِي قِرَاءَة ورش وَكَانَ مَعَ معرفَة بِالْأَدَاءِ وتقدمه فِي الصّلاح فَقِيها عَلَى مَذْهَب مَالك قَائِما عَلَيْهِ وَلم

ص: 98

يكن بداخل الْوُلَاة وأصحابهم وَلَا يقوم لأحد مِنْهُم إِن رَآهُ وقلما تعدَّى مَسْجده وداره واختُلِف عَلِيّ فِي وقاته وَالَّذِي تقرر عِنْدِي أَنَّهَا قَبْلَ سنة ثَمَان عشرَة وستّمائة

281 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْمُؤمن بْن مُوسَى بْن عِيسَى بْن عَبْد الْمُؤمن القَيْسيّ من أَهْلَ شريش يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن لَبَّال وَأبي بَكْر بْن أَزْهَر وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأبي الْعَبَّاس بْن مِقْدَام وَأبي الْحُسَيْن بْن جُبَيْر وَغَيرهم وأقرأ الْعَرَبيَّة وَله تواليف أَفَادَ بِمَا حشر فِيهَا مِنْهَا شرح الْإِيضَاح للفارسي والجمل للزجاجي وَشرح مقامات الحريري فِي ثَلَاث نسخ كبراها الأدبية ووسطاها اللُّغَوِيَّة وصغراها المختصرة وَله فِي الْعرُوض تأليف وَجمع مشاهير قصائد الْعَرَب وَاخْتصرَ نَوَادِر أبي عَلِيّ القالي لَقيته بدار شَيخنَا أبي الْحَسَن بْن حريق من بلنسية قَبْلَ تَوَجُّهِي إِلَى إشبيلية فِي سنة ستٍّ عشرَة وستّمائة وَهُوَ إِذْ ذَاك يَقْرَأ عَلَيْهِ شَرحه للمقامات فَسمِعت عَلَيْهِ بعضه وَأَجَازَ لي سائره مَعَ رِوَايَته وتواليفه وَأخذ عَنْهُ أَصْحَابنَا ثُمَّ لَقيته ثَانِيَة مَقْدَمَهُ من مرسية وتُوُفيّ بشريش بَلَده فِي سنة تسع عشرَة وستّمائة

282 -

أَحْمَد بْن تَمِيم بْن هِشَام بْن أَحْمَد بْن حَنُّون البهْراني من سَاكِني إشبيلية وَأَصله من لبلة يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أَبِيه وَأبي بَكْر بْن الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بن زرقون وَأبي مُحَمَّد بن جُمْهُور وَغَيرهم ورحل إِلَى الْمشرق فَسمع بِبَغْدَاد من أبي حَفْص عُمَر بْن طبرزد وبخراسان من المؤيِّد بْن مُحَمَّد الطُّوسيّ وبهراة من أبي روح وَعبد الْمعز وبمرومن عَبْد الرَّحِيم بْن عَبْد الْكَرِيم السَّمْعانيّ وَمن جمَاعَة غَيْر هَؤُلَاءِ وَسمع أَيْضا بِدِمَشْق من أبي الفَضْل الحرستاني وسواه وَبهَا تُوُفّي قَبْلَ الْعشْرين وستّمائة من خَبره عَنِ ابْن نقطة وَقَالَ فِيهِ ثِقَة صَالح

283 -

أَحْمَد بْن طَلْحَة بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك الْأمَوِي من أَهْلَ يَابُرة وَنَشَأ بإشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَهُوَ أَخُو الْأُسْتَاذ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن طَلْحَة أَخذ عَنْ أَخِيه وَغَيره

ص: 99

الْعَرَبيَّة وَسمع من أبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وَكَانَ نحويًا أديبًا عروضيًا وَله فِي ذَلِكَ تأليف أَخذ عَنْهُ وتُوُفيّ فِي نَحْو الْعشْرين وستّمائة

284 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن خِيَرة من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالمواعيني روى عَنْ أَبِيه أبي القَاسِم وَقد أُخِذَ عَنْهُ بَعْض تواليف أَبِيه

285 -

أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمَد المَخْزُومِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف أَبُوهُ بكوران روى عَنْ أَبِيه وَغَيره من مشيخة بَلَده ورحل حَاجا فلقي بالإسكندرية أَبَا الْحَسَن بْن المَقْدِسيّ وَسمع مِنْهُ روى عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وَقَالَ أنشدتني تقية بِنْت غيث بن عَليّ الارمنازي لنَفسهَا رَحمهَا اللَّه

(لَا خَيّر فِي الْخمر عَلَى أَنَّهَا

مَذْكُورَة فِي صفة الجَنَّةْ)

(لِأَنَّهَا إِن خامرت عَاقِلا

خامره فِي عقله جِنَّهْ)

(يخَاف أنَّ تقذفه من عل

فَلَا تقيُّ مهجَته جُنَّهْ)

286 -

أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الأُمِيِّبي من أَهْلَ مرسية يعرف بالطرسوني ويكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبا القَاسِم بْن حُبَيْش واختص بهما وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الفَضْل مُحَمَّد بْن يُوسُف الغزنوي وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن بري وَأَبُو القَاسِم هبة الله بْن عَلِيّ البوصيري وَكَانَ يدرس الْفِقْه ويعقد الشُّرُوط مَعَ مُشَاركَة فِي الْأَدَب والطب وحظ من النّظم والنثر وامتحن بالقضاة لشذوذ أخلاقه وَأَلْفَاظه لَقيته فِي رَمَضَان سنة ستٍّ عشرَة عِنْدَ تَوَجُّهِي إِلَى إشبيلية ثُمَّ فِي صَدَري عَنْهَا فِي رَمَضَان أَيْضا من سنة تسع عشرَة وَلم آخذ عَنْهُ وَسمع مِنْهُ جمَاعَة من أَصْحَابنَا وَاسْتشْهدَ فِي وقيعة نبّوط من أَعمال مرسية مُقبلا غَيْر مُدبر يَوْمَ السبت الْحَادِي عَشْر من رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وستّمائة ومولده قبل السِّتين وَخَمْسمِائة

287 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن رشد من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أَبِيه أبي الْوَلِيد وجده أبي القَاسِم وابنَ بشكُوال وَغَيرهم

ص: 100

وَولي الْقَضَاء وتُوُفيّ فِي عقب رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وستّمائة ودُفِن بروضة سلفه بمقبرة ابْن عَبَّاس عَنِ ابْن الطيلسان

288 -

أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن فرقد الْقُرَشِيّ الفِهري وَيُقَال فِيهِ العامري والمخزومي وَلَيْسَ كَذَلِك وَعند ذَكَرَ أَبِيه يَأْتِي بَيَان ذَلِكَ إِن شَاءَ اللَّه يكنى أَبَا جَعْفَر أَصله من مورور وَسكن إشبيلية روى عَنْ أَبِيه وَعَمه أبي مُحَمَّد عبد الله وَأبي حَفْص بن عمر وَولي قَضَاء غرناطة وَقَضَاء سلا فَلم تحمد سيرته وَقد أَخذ عَنهُ بعض مَا رَوَاهُ وتُوُفيّ بإشبيلية فِي لَيْلَة يَوْم الْأَرْبَعَاء الْحَادِي عَشْر من شهر ربيع الآخر سنة أَربع وَعشْرين وستّمائة وَدفن ضحاء يَوْمَ الْخَمِيس بعده بمقبرة مشْكَة ومولده سنة ستٍّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة

289 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن يُوسُف الْأَنْصَارِيّ يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَصله من أليُسانة عمل قرطبة وَسكن لوشة من عمل غرناطة لَقِي أَبَا خَالِد بْن رِفَاعَة وروى عَنهُ وَعَن ابْن حُبَيْش وَابْن حُمَيْد وَغَيرهم وَولي الصَّلاة وَالْخطْبَة بِجَامِع لَوْشَة وأسره الرّوم بهَا لمّا تغلبُوا عَلَيْهَا ثمَّ تخلص وَقصد مالقة فسكنها أَيَّامًا قَلَائِل وتُوُفيّ هُنَالك فِي شهر ربيع الآخر سنة أَربع وَعشْرين وستّمائة عَنِ ابْن الطيلسان

290 -

أَحْمَد بْن عَبْد الْمجِيد بْن سَالم بْن تَمام بْن سَعِيد بْن عِيسَى بْن سَعِيد الحجري من أَهْلَ مالقة يعرف بِابْن الجيار ويكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ من ابْن الفخار والسهيلي وَأكْثر عَنْهُمَا وَمن أَبِي كَامِل تَمام بْن الْحُسَيْن الْخَطِيب وَأبي مُحَمَّد بْن بونة وَسمع بقرطبة من ابْن بشكُوال وَأبي القَاسِم الشراط وبغرناطة من ابْن رِفَاعَة وَابْن كوثر وَابْن حكم وَابْن سَمجون وَأبي زَكَرِيَّاء الدّمشقيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مَرْوَان بْن قزمان وَابْن الْجد وَابْن حُبَيْش وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حَفْص وَابْن مضاء وَغَيرهم وَمن أَهْلَ الْمشرق السِّلَفيّ والخشوعي وَالقَاسِم بْن عَسَاكِر وَيُونُس الهاشميّ وَابْن أبي الصَّيف وسواهم وَكَانَ ذَا عناية بالرواية مَعَ ورع وَصَلَاح حدَّث وَأخذ عَنْهُ وقدِم إشبيلية عَلَى واليها حِينَئِذٍ فَتوفي بهَا من لَيْلَة الجُمُعَة الرَّابِع أَو الْخَامِس وَالْعِشْرين لجمادى الْأُخْرَى سنة أَربع وَعشْرين وستّمائة ودُفِن بِبَاب قرمونة وَقد خانق الثَّمَانِينَ

ص: 101

291 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْمَكِّيّ من أَهْلَ لوشة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن الأصلع روى عَن أَبِيه وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْعَبَّاس بْن الْيَتِيم وَأبي ذَر مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز المقرىء وَلَقي بمالقة أَبَا بَحر بن جَامع الكفيف وَأَبا مُحَمَّد بن دحمان فَأخذ عَنْهُمَا كتاب سِيبَوَيْهٍ وَسمع من ابْن بشكوال وَابْن خير والسهيلي وَابْن الفخار وَابْن كوثر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَابْن النِّعْمَة وَابْن سَعَادَة وَابْن قرقول وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عبَادَة وسواهم وأقرأ بِبَلَدِهِ الْقُرْآن والعربية واسمع الحَدِيث ليقيه ابْن الطيلسان بلوشة وبغرناطة وَقَالَ تُوُفّي باندوشر أَسِيرًا فِي ذِي الحجّة سنة أَربع وَعشْرين وستّمائة ومولده سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة

292 -

أَحْمد بن بْن يزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مخلد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بَقِي بْن مخلد بْن يزِيد الْأمَوِي قَاضِي قُضَاة الْمغرب من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا الْوَلِيد وجده أَبَا الْحَسَن عَبْد الرَّحْمَن وَأَبا عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْحق الخزرجي وَابْن بشكوال وَأَبا خَالِد المرواني وَابْن مضاء وَابْن فرقد وَأَبا الْعَبَّاس بْن الْيُتْم وَغَيرهم وَسمع من السُّهيْلي تأليفه الرَّوْض الْأنف وَأَجَازَ لَهُ شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَهُوَ ابْن عَامر وَابْن قزمان وَأَبُو الْحَسَن بْن حنين وَابْن الرمامة وَابْن مَسَرَّة وسواهم وَكَانَ من رجالات الأندلس جلالاً وكمالاً وَلَا يعلم فِيهَا أعرف من بَيته فِي الْعلم والنباهة إلاّ بَيت بني مغيث بقرطبة وَبَيت بْني الْبَاجِيّ بإشبيلية وَله التَّقَدُّم عَلَى هَؤُلَاءِ وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة بمراكش مُضَافا ذَلِكَ إِلَى خطتي الْمَظَالِم وَالْكِتَابَة الْعليا فحمدت سيرته وَلم تزِدْه الرّفْعَة إلاّ تواضعًا ثُمَّ صرف عَنْ ذَلِكَ كُله وَأقَام بمراكش مداة طَوِيلَة إِلَى أنَّ تقلد قَضَاء بَلَده وَصرف عَنْهُ قَبْلَ وَفَاته بِيَسِير فَسمع مِنْهُ النّاس وتنافسوا فِي الْأَخْذ عَنْهُ وَكَانَ أَهلا لذَلِك كتب إليَّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ وَهُوَ آخر من حدث عنْ شُرَيْح بِالْإِجَازَةِ وَانْفَرَدَ بِرِوَايَة

ص: 102

الْمُوَطَّأ عَنِ ابْن عَبْد الْحق قِرَاءَة عَنِ ابْن الطلاع سَمَاعا وأنشدنا الْخَطِيب أَبُو بَكْر الْيَعْمرِي قَالَ أنشدنا القَاضِي أَبُو القَاسِم بْن بَقِي لنَفسِهِ

(أَلا إِنَّمَا الدُّنْيَا كراحٍ عتيقة

أَرَادَ مديروها بهَا جَلَب الْأنس)

(فَلَمّا أداروها أثارت حقودهم

فَعَاد الَّذِي راموا من الْأنس بِالْعَكْسِ)

تُوُفّي إِثْر صَلَاة الجُمُعَة الْخَامِس عَشْر من رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين وستّمائة ودُفِن بمقبرة ابْن عَبَّاس إزاء قبر جَدّه بَقِي ومولده بَعْدَ مُضِيّ أَربع سَاعَات من يَوْمَ السبت الثَّانِي عَشْر لذِي قعدة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة

293 -

أَحْمَد بْن حسان بْن حسان بْن حسان الْكَلْبِيّ من أَهْلَ إشبيلية وَأَصله من نَاحيَة طِلْيَاطَة من شرقها يكنى أَبَا القَاسِم وأخبرت أَنَّهُ من وُلِدَ أبي الخطار الحسام بْن ضرار الْكَلْبِيّ أَمِير الأندلس فِي خلَافَة هِشَام بْن عَبْد الْملك سَمِعَ من أبي بَكْر بْن الْجد ولازمه وَأكْثر عَنْهُ وَكَانَت لَهُ عَلِيه ولادَة وَمن أبي مُحَمَّد بْن بُونُهْ وَأخذ عَنْ أبي بَكْر بْن مجبر بَعْض شعره وَكَانَ رَئِيسا فِي بَلَده وَاسع الْمَرْوَة ظَاهر السرو جوادًا مضيافًا مائلاً إِلَى الْأَدَب إخباريًا مشاركًا فِي الْكِتَابَة واقتنى من الدفاتر وَالْأُصُول العتيقة كثيرا لَقيته مرَارًا وَسمعت مِنْهُ أَخْبَارًا وأشعارًا وناولني وَأذن لي مقدمَهُ عَلَى بلنسية رَسُولا فِي الرِّوَايَة عَنْهُ وتُوُفيّ بإشبيلية فِي الثَّالِث عَشْر من جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ وَعشْرين وستّمائة ومولده بهَا سنة خمس وستِّين وَخَمْسمِائة كَانَ لِدَة أبي الرّبيع بْن سَالم وَقد كتب عَنْهُ بَعْض مَا أنْشدهُ

294 -

أحمدبن زَكَرِيَّاء بْن مَسْعُود الْأَنْصَارِيّ سكن قرطبة وَأَصله من القبذاق عَملهَا وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ ابْن الفخار وَأَبا عَلِيّ الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه القلعي وَأَبا مُحَمَّد عَبْد الْمُنعم بْن مُحَمَّد الخزرجي ورحل إِلَى شَرق الأندلس فَسمع بمرسية وبلنسية وشاطبة من شُيُوخنَا وَغَيرهم وأقرأ الْقُرْآن وحدَّث بِيَسِير وَقد أُخِذ عَنْهُ وتُوُفيّ بقرطبة فِي نَحْو سنة ستٍّ وَعشْرين وستّمائة

ص: 103

295 -

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جُمْهُور الجذامي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا جَعْفَر كَانَ مشاركًا فِي الْعلم مَعْرُوفا بالنزاهة وَالْعَدَالَة وَله القصيدة الْمَشْهُورَة فِي الْمُتَوَسّط من النُّجُوم وَقد كتبتها عَنْ بَعْض أَصْحَابنَا عَنْهُ ولقيته غَيْر مرّة بإشبيلية وَلم أسمعها مِنْهُ وتُوُفيّ فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من المُحَرَّم سنة سبْعٍ وَعشْرين وستّمائة

296 -

أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْملك بْن مطرف التّميميّ من أَهْلَ قنجاير عمل المرية يكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَغَيره ورحل إِلَى الْمشرق أَربع مَرَّات أولاها سنة سبعين وَخَمْسمِائة فَسمع بِمَكَّة من أبي عَبْد اللَّه بْن مُفْلِح اليمني وَأبي مُحَمَّد بْن الطباخ البغداديّ وَأبي مُحَمَّد يُونُس الهاشميّ وَأبي حَفْص الميانشي وَغَيرهم وَلَقي بالإسكندرية أَبَا الطَّاهِر بْن عَوْف وَحضر مَجْلِسه وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَعبد الْحق الإشبيلي وَغَيرهمَا وجاور بالحرمين ووقف هُنَالك أوقافًا وَكَانَ عَلَى طَريقَة الصُّوفِيَّة وَحل من مُلُوك عصره ألطف مَحل وجَرَتْ لَهُمْ عَلَى يَده أَعمال من الْبر عَظِيمَة وَقد أَخذ عَنْهُ وتُوُفيّ بسبتة فِي صَفَر سنة سبْعٍ وَعشْرين وستّمائة خَبره عَنِ ابْن فرقد وَغَيره

297 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ من أَهْلَ لقنت عمل مرسية يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن منتال سَمِعَ أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات ولازمه وَولي قَضَاء جَزِيرَة شقر ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء دانية وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة والآداب مَعَ النباهة بِبَلَدِهِ والنزاهة والانقباض وَكَانَ متشددًا فِي الْأَخْذ عَنْهُ وَالسَّمَاع مِنْهُ وعَلى ذَلِكَ أجَاز لي بِلَفْظِهِ وتُوُفيّ صرورة يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الرَّابِع عَشْر لربيع الأوّل سنة سبْعٍ وَعشْرين وستّمائة ودُفِن يَوْمَ الثُّلَاثَاء بعده

298 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَيَّاش الكِنَانيّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي القَاسِم بْن بشكوال موطأ مَالك رِوَايَة يحيى بْن يحيى والقعنبي وَابْن بكير بِقِرَاءَة أبي مُحَمَّد بْن حوط اللَّه ورحل إِلَى الْمشرق سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة فحج سنة ثَمَانِينَ بعْدهَا وَأقَام بالحجاز وَالشَّام مدّة وَلَقي أَبَا الطَّاهِر الخشوعي بِدِمَشْق فَسمع مِنْهُ

ص: 104

مقامات الحريري وَأَخذهَا النّاس عَنْهُ ممّا أَفَادَ وَزَاد فِي آخر قَول الحريري إِذَا مَا حويت جنى نَخْلَة الأبيات قَوْله

(وَلَا تأسفن عَلَى خَارج

إِذَا مَا لمحت سنا الدَّاخِل)

(وَلَا تكْثر الصمت فِي معشر

وَإِن زِدْت عيا عَلَى بَاقِل)

وَسمع من أبي القَاسِم بْن عَسَاكِر السّنَن للبيهقي وَمن أبي حَفْص الميانشي جَامع التِّرْمِذيّ وقفل إِلَى الأندلس فِي سنة سبْعٍ وَتِسْعين وحدَّث بِيَسِير وَكَانَ يحسن عبارَة الرُّؤْيَا وكف بَصَره سنة ثَمَان وَعشْرين وستّمائة أَوْ نَحْوهَا تُوُفّي عَلَى أثر ذَلِكَ ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة

299 -

أَحْمَد بْن هِشَام بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن هِشَام الحضْرميّ يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَصله من قرطبة وَسكن إشبيلية وَله رِوَايَة عَنْ أبي الْعَبَّاس بْن مضاء وَأبي جَعْفَر بْن يحيى الْخَطِيب وَغَيرهمَا أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا الْقرَاءَات وَحكي أنَّ مولده بقرطبة لَيْلَة عبد الْفطر بَعْدَ صَلَاة الْعشَاء سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة تُوُفّي يَوْمَ الْأَحَد منتصف ذِي قعدة سنة ثَمَان وَعشْرين وستّمائة

300 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عَيَّاش التجِيبِي وَسكن مَرّاكُش يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ أَبَا الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأَبا القَاسِم بْن بَقِي وَغَيرهمَا وعُني بالأدب وَكتب لملوك الْمغرب وَولي قَضَاء سبته وتلمسان وتُوُفيّ فِي المُحَرَّم سنة تسع وَعشْرين وستّمائة

301 -

أَحْمَد بْن مَالك بْن غَالب بْن سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن التجِيبِي من أَهْلَ أُبَّذة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن السقاء أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي بَكْر بْن حسنون البياسي وبقرطبة عَنْ أبي جَعْفَر بْن يحيى وَلَقي بمرسية شَيخنَا أَبَا مُحَمَّد بْن غلبون فَأخذ عَنْهُ قِرَاءَة نَافِع وببلنسية أَبَا عَلِيّ بْن زُلَال الضَّرِير فَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات السَّبع وَسمع من

ص: 105

جَمِيعهم وَمن أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة المعمر وَابْن عَاتٍ وَابْن بَقِي والشنتيالي وَأبي الْحُسَيْن بْن زرقون وَأبي جَعْفَر بْن فرقد وَعبد الْحق بن مُحَمَّد الخزرجي وَأكْثر هَؤُلَاءِ من شُيُوخنَا وَأخذ الْعَرَبيَّة واللغات من أبي عَبْد اللَّه بْن يَرْبُوع وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء والإسماع والتعليم وَكَانَ من أَهْلَ الصّلاح والانقباض ولمّا تغلب العدوّ عَلَى أبذة ثَانِيَة خَرَجَ مِنْهَا إِلَى غرناطة فاستوطنها وتُوُفيّ هُنَالك بَعْدَ الثَّلَاثِينَ وستّمائة

302 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْأَنْصَارِيّ الأوسي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن الطيلسان وَهُوَ أَخُو أبي القَاسِم المحدّث روى عَنْ جمَاعَة من شُيُوخه وعني بِعقد الشُّرُوط وَكَانَ يبصر الْفَرَائِض وَخرج مِنْ وَطنه بَعْدَ تغلب الرّوم عَلَيْهِ فِي يَوْمَ الْأَحَد الثَّالِث وَالْعِشْرين لشوال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وستّمائة فسكن مالقة ثُمَّ انْتقل إِلَى غرناطة وَاسْتقر بهَا وهنالك أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وَحكى أنَّ مولده فِي رَمَضَان سنة 570

303 -

أَحْمَد بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْن بْن أَحْمَد من أَهْلَ مربيطر وَسكن بلنسية يعرف بِابْن الدَّلال ويكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ ببلنسية أَبَا الْعَطاء بْن نَذِير وَأَبا عَبْد اللَّه بْن يسع وَأَبا عَبْد اللَّه بْن نوح وَأَبا الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأَبا بَكْر بْن عَتيق بْن عَلِيّ القَاضِي وَغَيرهم ورحل إِلَى غرب الأندلس فلقي بغرناطة أَبَا جَعْفَر بْن حكم وَأَبا القَاسِم بْن سمجون وَأَبا زَكَرِيَّاء الدّمشقيّ وَأَبا طَالِب عقيل بْن عَطِيَّة وَأَبا مُحَمَّد عَبْد الْمُنعم بْن مُحَمَّد وَأَبا بَكْر بْن أبي زمنين وبمالقة أَبَا الحَجَّاج بْن الشَّيْخ وَأَبا كَامِل الْخَطِيب وَغَيرهم فروى عَنْهُم وَسمع مِنْهُم وَأكْثر وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس المجريطي وَأَبُو بَكْر بْن أبي حمرَة وَأَبُو الْعَبَّاس بْن مِقْدَام وَأَبُو بَكْر بْن حسنون وَأَبُو الْحَسَن بْن مُؤمن وَأَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو الحكم بْن حجاج الْأَصْغَر وَأَبُو القَاسِم بْن المجلوم وسواهم وقفل فأوطن بلنسية وَقعد بهَا لعقد الشُّرُوط وَكَانَ بَصيرًا بذلك محسنًا للفرائض ثبتًا ورعًا لَمْ يحدث عَنْ عَبْد الْمُنعم لسماعه مِنْهُ بَعْدَ اختلاله أخذت عَنْهُ كثيرا من رواياته وَكَانَ من الْعَدَالَة بمَكَان وتُوُفيّ بَعْدَ العشاءين من لَيْلَة يَوْمَ الْخَمِيس السَّادِس عَشْر لجمادى الْأُخْرَى سنة خمس وَثَلَاثِينَ وستّمائة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر مِنْهُ بمقبرة بَاب الحنش وَشهِدت جنَازَته

ص: 106

ومولده بمربيطر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة أَخْبرنِي بذلك رحمه الله يَوْمَ الْخَمِيس الْخَامِس من رَمَضَان بَعْدَ وَفَاته نَازل الرّوم بلنسية وملكوها صلحا يَوْمَ الثُّلَاثَاء السَّابِع عَشْر لصفر من الْقَابِل

304 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مفرج النباتي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الرومية سَمِعَ أَبَا بَكْر بْن الْجد وَأَبا عَبْد اللَّه بْن زرقون وَابْن جُمْهُور وَأَبا الْوَلِيد بْن عفير وَأَبا القَاسِم الشراط وَعبد الْمُنعم الخزرجي وَأَبا ذَر الْخُشَنِي وَغَيرهم وتجول فِي طلب الْعلم وَسَمَاع الحَدِيث وَجَاز الْبَحْر بَعْدَ الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة للقاء ابْن عُبَيْد اللَّه بسبتة فَلم يتهيأ لَهُ ذَلِكَ وَأَجَازَ لَهُ وَابْن حكم هُوَ وَابْن الشَّيْخ وَابْن سمجون وَأَبُو زَكَرِيَّاء الدّمشقيّ وَجَمَاعَة مَعَهم لَقِي بَعضهم ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة سَمِعَ بِبَغْدَاد والموصل ودمشق وَغَيرهَا جمَاعَة من أَصْحَاب أبي الْوَقْت الشجزي وَأبي الْفَتْح بْن البطيء وَأبي عَبْد اللَّه الفراوي وَغَيرهم من الْأَئِمَّة وَله فهرسة حافلة أفرد فِيهَا رِوَايَته بالأندلس من رِوَايَته بالمشرق وَكَانَ فَقِيها ظاهريًا متعصبًا لأبي مُحَمَّد بْن حزم بَعْدَ أنَّ تفقَّه فِي الْمَذْهَب الْمَالِكِي عَلَى أبي الْحُسَيْن بن زرقون وطالت صحبته لَهُ بَصيرًا بِالْحَدِيثِ وَرِجَاله كثير الْعِنَايَة بِهِ وَله عَلَى الْكَامِل لأبي أَحْمَد بْن عَدِيّ فِي الضُّعَفَاء استلحاق مُفِيد جمعه فِي سفر ضخم سَمَّاهُ بالحافل سَمِعتُ شَيخنَا أَبَا الخَطَّاب بْن وَاجِب يستحسنه ويثني عَلَيْهِ وَاخْتصرَ الْكَامِل الْمَذْكُور فِي مجلدين وَاخْتصرَ أَيْضا تأليف الدَّارَقُطْنِيّ فِي غَرِيب حَدِيث مَالك وَغَيره أضبط مِنْهُ وَكَانَت لَهُ معرفَة بالنبات وتمييز العشب وتحليته فاق فِيهَا أَهْلَ عصره وَقعد فِي دكان لبيعه وهنالك رَأَيْته ولقيته غَيْر مرّة وَلم آخذ عَنْهُ وَلَا استجزته وَسمع مِنْهُ جلّ أَصْحَابنَا ومولده فِي شهر المُحَرَّم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ مستهل ربيع الآخر سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وستّمائة وَقَالَ ابْن فرتون منسلخ شهر ربيع الأوّل وَحكى ذَلِكَ عَنْ وَلَده أبي النُّور مُحَمَّد بْن أَحْمَد

305 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن مُحَمَّد بْن وَاجِب القَيْسيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى

ص: 107

أَبَا الْحَسَن سَمِعَ من ابْن عَمه أبي الخَطَّاب وَأبي الْعَطاء بْن نَذِير وَأبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السِّلَفيّ وَابْن عُبَيْد اللَّه وَابْن حكم وَابْن حسنون وَأَبُو مُحَمَّد عبد االمنعم الخزرجي وَسمع مِنْهُ بَعْض السّيرة لِابْنِ إِسْحَاق وناوله جَمِيعهَا وَولي قَضَاء بَلَده وخطب بجامعه وقتا وَهُوَ كَانَ يُصَلِّي التَّرَاوِيح بالولاة وَكَانَ من أحسن النّاس صَوتا بِالْقُرْآنِ وأبرعهم وراقة وخطًا مَعَ نباهة الْبَيْت ورجاحة الْعقل لَهُ حَظّ من الْأَدَب سَمِعتُ مِنْهُ جلّ مَا كَانَ عِنْدَه وتُوُفيّ بسبتة بَعْدَ خدر طاوله واختلال أَصَابَهُ ودُفِن بالمنارة لصَلَاة الجُمُعَة فِي شهر ربيع الآخر وَقَالَ ابْن فرتون فِي التَّاسِع عَشْر مِنْهُ سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وستّمائة ومولده فِي شهر ربيع الأوّل سنة سبعين وَخَمْسمِائة

306 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سَكن من أَهْلَ مربيطر عمل بلنسية يكنى أَبَا الْعَبَّاس رَحل إِلَى الْمشرق وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الفَضْل جَعْفَر بْن أبي البركات الإسْكَنْدراني بِكِتَاب التَّجْرِيد لِابْنِ الفحام وَسمع أَبَا القَاسِم بْن الْوَجِيه وَأَبا مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن سَحْنُون الغماري وَغَيرهمَا وَنزل الفيوم من صَعِيد مصر وأقرأ هُنَالك وَاخْتصرَ كتاب التَّيْسِير لأبي عَمْرو المقرىء وَسَماهُ بالتذكير وَشرح قصيدة ابْن فيرة الشاطبي فِي الْقرَاءَات وتُوُفيّ فِي نَحْو الْأَرْبَعين وستّمائة أفادنيه بَعْض أَصْحَابنَا الآخذين عَنْهُ

307 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد القَيْسيّ من أهل قرطبة يعرف بِابْن أبي حجَّة ويكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي القَاسِم الشراط وَجعل رِوَايَته عَنْهُ وَمن أبي الْوَلِيد هِشَام بْن عَبْد اللَّه الْحَاكِم وَأَجَازَ لَهُ وَسمع يَسِيرا من ابْن بشكوال وَابْن حَفْص وَابْن مضاء ونجبة وَأبي الْعَبَّاس المجريطي وَلم يجيزوا لَهُ وتصدر لإقراء الْقُرْآن والتعليم بِالْعَرَبِيَّةِ وَله تأليف مِنْهَا كتاب منهاج الْعباد وَكتاب تفهيم الْقُلُوب آيَات علام الغيوب ومختصر التَّبْصِرَة لمكي فِي الْقرَاءَات وَكتاب تسديد اللِّسَان الذّكر أَنْوَاع الْبَيَان فِي الْعَرَبيَّة وَغير ذَلِكَ وَسكن إشبيلية

ص: 108

بَعْدَ خُرُوجه من قرطبة وأسرته الرّوم فِي الْبَحْر وامتحن بالتعذيب وتُوُفيّ عَلَى أثر ذَلِكَ بميورقة فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وستّمائة

308 -

أحمدبن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن الفحام سَمِعَ بغرناطة أَبَا القَاسِم بْن سمجون وبشرق الأندلس شُيُوخنَا بْن نوح وَابْن وَاجِب وَابْن عون الله وَابْن سَعَادَة وَابْن عَاتٍ وَابْن غلبون وَابْن زلال وَغَيرهم واتصلت بِابْن نوح مِنْهُم عِنْدَ انْفِصَاله عَنْهُ وَأَجَازَ لَهُ أبوعبد اللَّه بْن زرقون وَابْن عُبَيْد اللَّه وَابْن رِفَاعَة وَابْن كوثر وَعبد الْمُنعم بْن مُحَمَّد وَابْن عروس وأبوبكر أُسَامَة الداني وَغَيرهم وَكَانَ رائق الوراقة قَوِيا عَلَيْهَا وتعيَّش بهَا وقتا جيّد الضَّبْط منقبضًا عَنِ النّاس لَا يبرح مَسْجده أَكثر يَوْمه مشاركًا فِي الْعَرَبيَّة وَقد أَخذ عَنْهُ تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين وستّمائة

309 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن بُونُه العبري من أَهْلَ الْمنْكب وأصل سلفه من غرناطة وَسَكنُوا مالقة يكنى أَبَا الْعَبَّاس يروي عَنْ عَم أَبِيهِ أبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الْملك وَولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا

310 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن وهْب الْبكْرِيّ من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا جَعْفَر يروي عَنِ ابْن نوح وَابْن عَاتٍ وَغَيرهمَا من شُيُوخنَا وَتقدم فِي صناعَة الْعَرَبيَّة وَعلم بهَا وشارك فِي حفظ الْمسَائِل وَعقد الشُّرُوط وَقد حدَّث بِيَسِير وَجَرت بيني وَبَينه مذاكرة بِمَجْلِس القَاضِي أبي الْحَسَن بْن قطرال وَكَانَ صاحبًا لأبي رحمه الله اشْتَركَا فِي الْأَخْذ عَنِ ابْن نوح وَانْفَرَدَ هُوَ بِالْأَخْذِ عَنْ أبي بَكْر بْن عَتيق بْن عَلِيّ وَخرج عِنْدَ إجلاء الرّوم أَهْلَ بَلَده وَنقض مهادنتهم فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وستّمائة فَتوفي عَلَى إِثْر ذَلِكَ بأريولة ودُفِن بهَا

311 -

أَحْمَد بْن يُوسُف بْن أَحْمَد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ إشبيلية يعرف بِابْن النّجّار يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بَكْر بْن صَاف وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وشارك فِي الْعَرَبيَّة والفرائض وَله مَجْمُوع فِي رِوَايَة ورش قَدْ أُخِذَ عَنْهُ وتُوُفيّ فِي حِصَار الرّوم إشبيلية آخر سنة خمس أَوْ أول ستٍّ وَأَرْبَعين وستّمائة

ص: 109

312 -

أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالبُنُّسولي سَمِعَ أَبَا جَعْفَر بْن يحيى الْخَطِيب وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَأَبا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن مُحَمَّد الخزرجي الْحَاكِم وَغَيرهمَا من مشيخة بَلَده والقادمين عَلَيْهِ وَلَقي بإشبيلية وجيان من شاركناه فِي بَعضهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن سمجون وَولي الْأَحْكَام بِبَعْض الكور وشارك فِي عقد الشُّرُوط وَالْأَدب وَكتب لوالي بَلَده وقتا وَله حَظّ من النّظم وَكَانَ يغلب عَلَيْهِ الصّلاح لَقيته بِمَدِينَة تونس وَأخذت عَنْهُ يَسِيرا وبيانُ ذَلِكَ وَمَا أخذتُ عَنْ سواهُ وإجازاتهم لي فِي المعجم الْمُشْتَمل عَلَى أسمائهم من جمعي وَآخر مَا سَمِعتُ مِنْهُ بِلَفْظِهِ الْبَاب الأوّل من المسلسل فِي اللُّغَة لأبي الطَّاهِر التّميميّ وناولني جَمِيعه بمنزلي عَشِيَّة يَوْمَ الْخَمِيس الْحَادِي وَالْعِشْرين لشهر ربيع الآخر سنة ستٍّ وَأَرْبَعين وستّمائة وَقد قصدني مودعاً بنية الْحَج فَتوفي فِي رَجَب مِنْهَا بقوص مُتَوَجها رحمه الله وتحديثه بالمسلسل عَنِ ابْن يحيى الْخَطِيب قِرَاءَة عَلَيْهِ عَلَى التّميميّ سَمَاعا وَبِهَذَا الْإِسْنَاد مقاماته اللزومية وَكَانَ يَعْلُو فيهمَا وَقد أَخذ عني يَسِيرا

وَمن الكنى فِي هَذَا الْبَاب

313 -

أَبُو أَحْمد المقرىء نزل تطيلة وأقرأ بهَا الْقُرْآن أَخذ عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن مطرف التطيلي الْمَعْرُوف بِابْن أبي بقورنية قَبْلَ رحلته إِلَى دانية فِي سنة سبْعٍ وستِّين وَأَرْبع مائَة

314 -

أَبُو أَحْمَد بْن الصفار البريشتري يروي عَنْ مُحَمَّد بْن أبي مَرْوَان الجزيري قصيدة أَبِيه الرائية فِي السَّنَة رَوَاهَا عَنْهُ أَبُو خَالِد بَاقِي بْن عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل الأديب وَقَالَ ابْن بشكوال فِي برنامجه عِنْدَ إِيرَاده كتاب مُخْتَلف الحَدِيث لِابْنِ قُتَيْبَةَ وقرأت بعضه عَلَى من أَخْبرنِي بِهِ عَنْ أبي أَحْمَد الأديب عَنِ ابْن عَبَّاس عَنْ أَيُّوب بْن حُسَيْن يَعْنِي الحجاري وَكَانَ يرويهِ عَنْ عَبْد الْوَاحِد بِن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن قُتَيْبَةَ عَنْ أَبِيه عَنْ جَدّه

ص: 110

وَأَبُو أَحْمَد هَذَا هُوَ جَعْفَر بن عبد الله التجِيبِي الْقُرْطُبِيّ نزيل طليطلة وَالَّذِي أخبر بِهِ عَنْهُ هُوَ أَبُو عَامر بْن إِسْمَاعِيل الطليطلي الْحَاكِم نَص عَلَى ذَلِكَ فِي بَاب جَعْفَر من تَارِيخه وعجبًا لَهُ يفعل هَذَا ثُمَّ يَقُولُ زهدت فِيهِ لِأَشْيَاء أوجبت ذَلِكَ غفر اللَّه لَهُ والتناقض فِيهِ ظَاهر

وَمن الغرباء

315 -

أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن الْحَرْث بْن عَمْرو بْن جرير بْن إِبْرَاهِيم بْن مَالك بْن الْحَرْث الأشتر النَّخَعيّ يكنى أَبَا جَعْفَر دَخَلَ الأندلس فِي أيّام الْأَمِير مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَأَصله من الْكُوفَة وَكَانَ يرْوى أَحَادِيث عَظِيمَة الْعدَد ذَكَرَ ذَلِكَ الرّازيّ وَحكى أنَّ الْأَمِير مُحَمَّدا روى عَنْهُ مِنْهَا وأنزله بِرَيَّة

316 -

أَحْمَد بْن أبي عون من أَهْلَ وهران وقاضيها قَدْم قرطبة عَلَى عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر فِي وُجُوه أَهْلَ بَلَده سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَلَاث مَائة

317 -

أَحْمَد بْن أبي عَبْد الرَّحْمَن واسْمه يزِيد بْن أَحْمَد بْن أبي عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ من وُلِدَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف من أَهْلَ مصر وَفد عَلَى النَّاصِر بقرطبة وَكَانَ دُخُوله إِلَيْهَا فِي المُحَرَّم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة فَأكْرم النَّاصِر مثواه وَكَانَ فَقِيه أَهْلَ مصر ذكره وَالَّذِي قبله ابْن حَيَّان

318 -

أَحْمَد بْن أبي الْعَرَب بْن تَمِيم من أَهْلَ القيروان أنفَذَه أَبُو يزِيد بْن مخلد بْن كيداد الْخَارِج عَلَى بني عُبَيْد اللَّه الشيعي رَسُولا إِلَى النَّاصِر فَدخل الأندلس وَبلغ قرطبة وَكَانَ رَجُلاً كَامِل الأدوات فطنًا حَسَن الْحَال كَذَا سَمَّاهُ وَوَصفه حَمَّاد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي يُوسُف المخومي فِي تَارِيخه الَّذِي أَلفه للعزيز بِاللَّه بْن الْمَنْصُور بْن النَّاصِر بْن علناس بْن حَمَّاد الصنهاجي أَمِير بجاية وقفت عَلَى ذَلِكَ وَابْن أبي الْعَرَب تَمام أَبُو الْعَبَّاس وَتَمِيم أَبُو جَعْفَر هما المشهوران

ص: 111

319 -

أَحْمَد بْن حبب القيرواني كَانَ أحد الْعباد الصلحاء الزهاد وَخرج إِلَى الأندلس غازيًا فذُكِر هنالِك وَلم تخف حَاله وَسكن الثغر مرابطا حَتَّى قبض قبل الأربعمائة من كتاب الأنموذج لأبي عَلِيّ بْن رَشِيق

320 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن اليافعي المقرىء من أَهْلَ سبتة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الْمَعْذُور روى عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح وَأبي الْفضل بن عِيَاض وَأبي الْقَاسِم بن رضَا وَأبي الْحسن عَليّ بن غماد المالقي وَغَيرهم وتجول فِي بِلَاد الأندلس وَبلغ بلنسية فَسمع بهَا من أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وهنالك لقِيه ابْن عياد وَأَجَازَ لَهُ رِوَايَته وَمِنْهَا كتاب الإلماع لعياض حدَّث بِهِ عَنْهُ ويروي عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو الخَطَّاب عُمَر بْن الْحُسَيْن الْكَلْبِيّ وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده حول الْخَمْسمِائَةِ

321 -

أَحْمَد بْن عَلِيّ الزرهوني المكناسي يكنى أَبَا الْعَبَّاس حدَّث عَنْهُ أَبُو القَاسِم بْن سمجون بموطأ مَالك قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَجَازَ لَهُ رِوَايَته وَلَا أَدْرِي أَيْنَ لقِيه

322 -

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَطِيَّة الرَّبَعيّ التّونسِيّ مِنْهَا يكنى أَبَا الْعَبَّاس دَخَلَ الأندلس وَسكن غرناطة وَكَانَ من أَهْلَ الحَدِيث يروي عَنْ أبي حَفْص عُمَر بْن عَبْد السَّيِّد وَأبي يحيى بْن الْحداد الْمَهْدَوِيّ وَأبي الْقَاسِم بن مشكان الْقَابِسِيّ وَغَيرهم وَقد روى عَنهُ وَرَأَيْت خطه بِالْإِجَازَةِ لبَعض أَصْحَابنَا فِي مستهل جُمَادَى الآخرى سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَفِي خَبره عَنِ ابْن فرتون

323 -

أَحْمَد بْن عَبْد السّلام الجراوي الشَّاعِر يكنى أَبَا الْعَبَّاس سكن مراكش وَأَصله من تادلى وَنسبه فِي بني غفجوم وَله رِوَايَة عَنْ أبي الفَضْل بْن الأعلم وَأبي الْعَبَّاس بْن سيد وَغَيرهمَا وَكَانَ عَالما بالآداب حَافِظًا بليغ اللِّسَان شَاعِرًا مفلقًا وَقد وقفت عَلَى ديوَان شِعره وَألف للسُّلْطَان كتابا فِي معنى الحماسة لحبيب سَمَّاهُ صفوة الْأَدَب ونخبة كَلَام الْعَرَب أَخذه النّاس عَنْهُ وَكَانَ شَيخنَا أَبُو الْحَسَن سهل بْن مَالك يثني

ص: 112

عَلَى هَذَا التَّأْلِيف وَحَدَّثَنَا بِهِ عَنْهُ هُوَ وَأَبُو الرّبيع بْن سَالم وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الجَبَّار الرعيني وَغَيرهم وَدخل الأندلس متكررًا عَلَيْهَا وتُوُفيّ بإشبيلية سنة تسع وستّمائة عَنْ سنّ عالية

324 -

أَحْمَد بْن هِلَال الْعَرُوضِي من أَهْلَ الجزائر يكنى أَبَا الْعَبَّاس عني بالآداب وشارك فِي الْعَرَبيَّة وَأخذ عَلَمُ الْعرُوض بِمَدِينَة بجاية عَنْ بَعْض أدبائها وَدخل الأندلس فأُخذ عَنْهُ بمرسية وسكنها مدّة طَوِيلَة إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا فِي نَحْو الْأَرْبَعين وستّمائة أفادنيه صاحبنا أَبُو الْحَسَن بْن حَازِم

325 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ اللواتي من أَهْلَ فاس يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن تَامِّتيتْ سكن إشبيلية وَتوجه إِلَى إفريقية ثُمَّ لحق بالمشرق وحدَّث بِمصْر وَغَيرهَا عَنْ أبي الْحَسَن بْن الصَّائِغ الزَّاهد

326 -

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك الجذامي الطَّبِيب يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَصله من قرطبة وَسكن سبتة وَبهَا نَشأ وَأقَام بإشبيلية وقتا لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَغَيره وَكَانَ مَعَ مهارته فِي الطِّبّ عَارِفًا بِالْحَدِيثِ صَاحب ضبط وإتقان مشاركا فِي الْأَدَب توفّي بمراكش فِي سنة خمسين وسِتمِائَة

بَاب إِبْرَاهِيم

327 -

إِبْرَاهِيم بن شَجَرَة البلوي من إقليم بلي من كورة فحص البلوط عمل قرطبة ولي قَضَاء إشبيلية بعد الْفضل بن أبي هُرَيْرَة ولاه عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة فِي شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَة وَجمع إِلَيْهِ الصَّلَاة مَعَ الْقَضَاء وَكَانَ من سادة حمص وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة فَكَانَت ولَايَته تسع سِنِين وَخَمْسَة أشهر عَنِ ابْن حَارِث

328 -

إِبْرَاهِيم بْن الْعَبَّاس بْن عِيسَى بْن عُمَر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَقبل أَبَا إِسْحَاق نسبه ابْن حَارِث فِي كتاب

ص: 113

القُضاة لَهُ وَقَالَ استقضاه الْأَمِير عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم عَلَى قرطبة بمشورة يحيى بْن يحيى وَكَانَ مَحْمُودًا فِي قَضَائِهِ عدلا فِي حكومته متواضعًا فِي أُمُوره غَيْر متصنع وَلَا متهيب حكى مُحَمَّد بْن عُمَر بْن لبَابَة قَالَ كَانَ القَاضِي أَبُو الْعَبَّاس المرواني رُبمَا جلس فِي بَيته يقْضِي بَيْنَ النّاس وَإِن جَارِيَته لتنسج فِي كسر الْبَيْت قَالَ وَكَانَت ولَايَته هَذِهِ وَهِي الأولى سنة أَربع عشرَة أَو خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت ولَايَته الثَّانِيَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ على أثر سعيد بن سُلَيْمَان وَقَالَ أَبُو عَبْد الْملك بْن عَبْد الْبر هُوَ إِبْرَاهِيم بْن الْعَبَّاس الْقُرَشِيّ يكنى أَبَا إِسْحَاق وَهُوَ جد بني أبي صَفْوَان هَؤُلَاءِ القرشيين الْوُجُوه وَكَانَ رجلا عَاقِلا صَالحا عَالما خيرا وقورًا مُسَمِّتًا أَشَارَ بِهِ يحيى بْن يحيى عَلَى الْأَمِير عَبْد الرَّحْمَن فولاه الْقَضَاء فاشتغل بِهِ وأقسط فِي حكمه وَصَارَ طَوْعًا للشَّيْخ يحيى بْن يحيى حَتَّى لحقتهما التُّهْمَة عِنْدَ الْأَمِير فعزل إِبْرَاهِيم عَنِ الْقَضَاء سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ يكْتب لَهُ عَبْد الْملك بْن الْحَسَن زَوْنان أَشَارَ بِهِ يحيى بْن يحيى أَيْضا وَيُقَال إِن عَبْد الرَّحْمَن ولاه بوسيلة من زرياب الْمُغنِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وعزله بسعاية عَبْد الْملك بْن حبيب الْفَقِيه لمّا قَالَ لَهُ لَا يَنْبَغِي أنَّ يشركك فِي عدلك من يشركك فِي نسبك ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن حَيَّان وَهُوَ من شَرط ابْن الفَرَضيّ

329 -

إِبْرَاهِيم بْن أبان بْن عَبْد الْملك بْن عُمَر بْن مَرْوَان بْن الحكم أندلسي يكنى أَبَا عُثْمَان روى عَنْهُ ابْن عفير ذكره أَبُو سَعِيد بْن يُونُس

330 -

إِبْرَاهِيم بْن الجبّلي قرطبي روى عَنْ عَبْد الْملك بْن حبيب روى عَنْهُ أَبُو سُلَيْمَان الحبيب بْن أَحْمَد الْمعلم من برنامج من نَبَات بِخَط ابْن عياد وَفِيه عِنْدَي نظر

331 -

إِبْرَاهِيم بْن حمدَان بْن عَبْد اللَّه أندلسي سكن مصر يكنى أَبَا إِسْحَاق روى الْقِرَاءَة عرضا وسماعاً عَنْ إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النَّحَاس وَسمع الْحُرُوف من عَلِيّ بْن عبد الْعَزِيز عَنْ أبي عُبَيْد روى الْقِرَاءَة عَنْهُ عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَغَيره وسمعوا مِنْهُ ذكره أَبُو عَمْرو المقرىء وَحكى عَنْ أبي سَعِيد بْن يُونُس أَنَّهُ تُوُفّي فِي المُحَرَّم سنة ثَمَان عشرَة وَثَلَاث مائَة

ص: 114

332 -

إِبْرَاهِيم بْن أصبغ قرطبي روى عَنْ بَقِي بْن مخلَد وَكَانَ معدودًا فِي أَعْيَان أَصْحَابه ذكره أَبُو الْحُسَيْن بْن بَقِي

333 -

إِبْرَاهِيم بْن خصيب بْن عَاصِم الثّقفيّ من أَهْلَ قرطبة كَانَ من فضلاء آل عَاصِم سَرَد الصَّوْم نَحوا من خمس عشرَة سنة وَكَانَ ملازمًا فِي حصن بُلَيّ من أَعمال قرطبة وَأَبوهُ وَعَمه عِيسَى وَكثير من أل بَيته النبيه موصوفون بِالْعلمِ

334 -

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن خَيْر بْن عَبْد الْملك بْن صَفْوَان بْن خيْر بْن إِبْرَاهِيم الْكَلْبِيّ من أَهْلَ أبذة روى عَنِ ابْن وضاح وَغَيره

335 -

إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد بْن بَرْقان من أَهْلَ قرطبة كَانَ عَالما بِالْحِسَابِ وَالْفَرْض معلما بذلك وَله أوضاع حَسَنَة فِي الْحساب ذكره واللذين قبله الرّازيّ

336 -

إِبْرَاهِيم بْن خَلَف أندلسي سَمِعَ أَبَاهُ ورحل فَسمع بكار بن مُحَمَّد وَأَبا سعيد بن الْأَعرَابِي وَغَيرهمَا روى عَنهُ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن نصر الدَّاودِيّ ذكر ذَلِك أَبُو الْوَلِيد هِشَام بن عبد الرَّحْمَن الصَّابُونِي فِي برنامجه وحدَّث بموطأ مَالك رِوَايَة أبي المصعب الزُّهْرِيّ وَعبد اللَّه بْن مَسْلَمَة القعْنبِي وَيحيى بْن يحيى الأندلسيّ عَنِ الدَّاودِيّ عَنْهُ قَرَأت ذَلِكَ بِخَط مُحَمَّد بْن عياد وحَدثني غَيْر وَاحِد عَنْ أَصْحَاب يُونُس بْن مُحَمَّد بْن مغيث عَنْهُ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن بشير عَنِ الصّابونيّ

337 -

إِبْرَاهِيم بْن سهل بْن نوح بْن عَبْد اللَّه بْن جَمَّاز من أَهْلَ أستجة نسبه فِي البربر ويتولى بني أُميَّة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن العَطَّار وَهُوَ وَالِد أبي القَاسِم سهل بْن إِبْرَاهِيم حكى عَنهُ ابْنه سهل فِي فضل مِيكَائِيل بْن هَارُون من كتاب الفَرَضيّ

338 -

إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل من أَهْلَ قرطبة يعرف بالقَبْري ويكنى أَبَا إِسْحَاق كَانَتْ لَهُ خَاصَّة بِأبي بَكْر بْن مُجَاهِد الإلبيري وَهُوَ مرَّضه فِي الْعلَّة الَّتِي مَاتَ مِنْهَا سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَتوجه إِلَى الْمشرق وَقضى فَرِيضَة الْحَج مَعَ زوجه صَوَاب وَعَاد إِلَى قرطبة وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد حبيب مِنْهَا ذكره القَاضِي يُونُس بْن عَبْد اللَّه وَوَصفه بالصلاح وَالِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة وَطول الصَّلاة وَقَالَ شهدته فِي ليلةٍ من ليَالِي رَمَضَان

ص: 115

بالجامع وَقد قَرَأَ الْقُرْآن كُله فِي رَكْعَة وَاحِدَة كَانَت وتره بَدَأَ بِهِ أَوْل اللَّيْل وختمه عِنْدَ التثويب للفجر وَحكى عَنْهُ أَيْضا عَنْ أبي وهْب الزَّاهد فِي بَعْض أخباره

339 -

إِبْرَاهِيم بْن فُلَيْس الْفَقِيه من أَهْلَ شدونة ذكر ابْن الفرضي أَنَّهُ الَّذِي صلّى عَلَى عتاب ابْن هَارُون بْن بِشْر إِذْ تُوُفّي فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة

340 -

إِبْرَاهِيم بْن صَدَقة من أَهْلَ غرناطة سَمِعَ فِي رحلته بالقيروان من أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الْقَزاز تأليفه الْجَامِع فِي اللُّغَة وَكَانَ سَمَاعه وَسَمَاع الْمُهلب بْن أبي صفرَة وَاحِدًا فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة

341 -

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن حِصن بْن أَحْمَد بْن حزم الغافقي وَيُقَال فِيهِ إِبْرَاهِيم بْن حِصن بْن عَبْد اللَّه بْن حِصن أندلسي سكن دمشق وَولي الْحِسْبَة بهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ بِبَغْدَاد من أبي بَكْر بْن مَالك القَطيعي وطبقته وبدمشق من عَبْد الوهّاب الْكلابِي ويوسف بْن القَاسِم المَيانِجي وبمصر من أبي طَاهِر الذُّهلي وَأبي أَحْمَد الغِطريفي وَله أَيْضا سَماع برملة واطرابلس والدينور وَغَيرهَا من الْبلدَانِ وحدَّث بِيَسِير روى عَنْهُ أَبُو نصر عَبْد الوهّاب بْن عَبْد اللَّه الجبان من شُيُوخ عبد الْعَزِيز بْن أَحْمَد الكتَاني وَكَانَ مالكيًا يذهب إِلَى الاعتزال صَارِمًا فِي الْحِسْبَة ووليها سنة خمس وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة فِي أيّام الْحَاكِم العبيدي وتُوُفيّ بِدِمَشْق فِي ذِي الحجّة سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة قيل ثَانِي عيد الْأَضْحَى وَقيل غَيْر ذَلِكَ ذكره ابْن عَسَاكِر

243 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الفَرَج وَيعرف بِابْن العَطَّار وَهُوَ وُلِدَ الْفَقِيه أبي عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي الْمطرف القنازعي وَالْقَاضِي يُونُس بْن عَبْد اللَّه وَغَيرهمَا وَولي فِي الْفِتْنَة قَضَاء أوريولة حدَّث عَنْهُ أَبُو القَاسِم بْن فتحون صَاحب الوثائق بالموطأ عَنِ القنازعي عَنْ أبي عِيسَى اللَّيْثِيّ قَالَه ابْن عياد وَذَكَرَ أَنه كتبه عَنِ القَاضِي أبي القَاسِم خَلَف بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن فتحون عَنْ

ص: 116

جَدّه وَوجدت أَنَا سَمَاعه من يُونُس القَاضِي فِي موطأ القعْنبِي أصل أَحْمَد بْن خَالِد سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة

343 -

إِبْرَاهِيم بْن قَاسم بْن إِسْمَاعِيل بْن يُونُس الْمعَافِرِي من أَهْلَ المرية وَأَصله من شذونة يكنى أَبَا إِسْحَاق حدَّث عَنْ أَبِيه وَغَيره روى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن بطال أجَاز لَهُ فِي شهر ربيع الأوّل سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَأَجَازَ أَيْضا لحاتم بْن مُحَمَّد الطرابلسي وقاسم أَبُوهُ من رُوَاة سَعِيد بْن فحلون وَأحمد بْن جَابِر بْن عُبَيْدة أَكْثَره عَنِ ابْن عياد

344 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْهَوْزَنِي من أهل إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق ذكره صاعد القَاضِي وَقَالَ كَانَ متفننًا فِي ضروب المعارف وتُوُفيّ بِمصْر سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ لَمْ يتَمَكَّن فِي سنّ الكهولة

345 -

إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى بْن مُزاحم الْأمَوِي من أَهْلَ سرقسطة كَانَ صَدرا فِي نبهائها والمشاوَرين من فقهائها وَهُوَ أحد الْمُفْتِينَ فِي قصَّة أبي عُمَر الطَّلمَنكي وَالشَّهَادَة عَلَيْهِ فِي سرقسطة بمخالفة السَّنَة من فَوَائِد ابْن غَشِلْيان

346 -

إِبْرَاهِيم بْن مُعَاذِ القَاضِي من أَهْلَ لَارِدَة من الثغر الشَّرْقِي يكنى أَبَا إِسْحَاق حكى ابْن عياد قَالَ سَمِعتُ أَبَا عِمْرَانَ بْن زُرَارة المذكِّر صاحبنا يَقُولُ حَدَّثَنِي رَجُل من إخْوَانِي عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُعَاذِ القَاضِي من أهل لاردة قَالَ كات بلاردة دارُ وَقعت فِيهَا النَّار فَاحْتَرَقَ جَمِيع مَا كَانَ فِيهَا وَكَانَ لي فِي جملَة متاعها خزانَة عَلَيْهَا مصحف فاحترقت بِمَا كَانَ فِيهَا مَعَ الْمُصحف وَإِذا على الخزانة إضْبَارةُ بقيت من الْمُصحف فِيهَا مَكْتُوب كَانَ ذَلِكَ فِي الْكتاب مسطورًا

347 -

إِبْرَاهِيم بْن مَسَرَّة التَّمِيمِي من أهل مَدِينَة الفَرَج وَمن وُلِدَ الْفَقِيه وهب بْن مَسَرَّة صَاحب ابْن وضاح وَكَانَ من معلمي الْعَرَبيَّة بِبَلَدِهِ وَكَانَت لَهُ معرفَة وَتقدم فِي الْآدَاب

348 -

إِبْرَاهِيم بْن حَفْص من أَهْلَ مَدِينَة الفَرَج كَانَ من أهل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ

ص: 117

وَالشعر والتعليم بهَا وأنجب تلاميذ حذاقًا انتفعوا بِعِلْمِهِ ذكره وَالَّذِي قبله ابْن عَزِيز

349 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي طَالِب القَيْسيّ من أَهْلَ وشقة ويكنى أَبَا إِسْحَاق لَهُ سَماع من القَاضِي أبي هَارُون مُوسَى بْن خَلَف بْن أبي دِرْهَم فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَابْنه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم من كبار الأدباء وَهُوَ مَذْكُور فِي بَابه

350 -

إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى من أَهْلَ مَدِينَة سَالم يعرف بِابْن الجَيَّاب ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عُمَر الطلمنكي سَمِعَ مِنْهُ بسرقسطة وَحضر الْقِرَاءَة عَلَى أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن حَسَن صَاحب الصَّلاة بِمَدِينَة سَالم فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة حدَّث عَنْه القَاضِي بشنتمرية أَبُو مَرْوَان بْن نَذِير

351 -

إِبْرَاهِيم بْن لُب بْن إِدْرِيس التجِيبِي من أَهْلَ قلعة أَيُّوب واستوطن طليطلة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالقُوَيْدس كَانَ مُتَقَدما فِي علم الْعدَد والفرائض والهندسة وَقعد للتعليم بذلك زَمَانا طَويلا وَكَانَ لَهُ نُفُوذ فِي علم الْعَرَبيَّة وَقد أدب بهَا بطليطلة ذكره صاعد وَأخذ عَنْهُ وَقَالَ تُوُفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لثلاث بَقينَ لرجب سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ ابْن خمس وَأَرْبَعين سنة وَذَكَرَ ابْن عَزِيز أَنَّهُ جلس لإقراء الْأَدَب والنحو فِي سَقِيفَة الْجَامِع يَعْنِي بطليطلة مدّة ثُمَّ ذُكِرَ لأبي الْوَلِيد الوقشي وَقد تعرف بِهِ هُنَالك حرصه عَلَى علم الهندسة فَقَالَ لَهُ خُذ فِيهِ إِن شِئْت فَقَرَأَ عَلَيْهِ كتاب اقليدس واحكمه وتدرج مِنْهُ إِلَى قِرَاءَة غَيره فبرع فِي ذَلِكَ وَاجْتمعَ النّاس إِلَيْهِ وَأخذ فِي إقرائه وَترك إقراء الْعَرَبيَّة إِلَى أنَّ تُوُفّي قرب الْخمسين والأربعمائة

352 -

إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود بْن سَعْد التجِيبِي الزَّاهد من أَهْلَ غرناطة يعرف بالألبيري ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن زمنين وَغَيره وَكَانَ من أَهْلَ الْعلم

ص: 118

وَالْعَمَل شَاعِرًا مجودًا وشعره مدون وَكله فِي الحكم والمواعظ والإزهاد ومسلكه سلك أَبُو مُحَمَّد بْن الْعَسَّال الطليطلي وَكَانَا فَرَسَيْ رهان فِي ذَلِكَ الزَّمَان صلاحًا وَعبادَة وَقد حدَّث أَبُو إِسْحَاق وروى عَنْهُ ابْن أُخْته وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْوَاحِد بْن عِيسَى وَأَبُو حَفْص عُمَر بْن خَلَف الهمدانيان الألبيريان وَغَيرهم أَخْبرنِي التجِيبِي وَمن خطه نقلته قَالَ أَنْشدني يَعْنِي أَبَا مُحَمَّد العثماني قَالَ أَنْشدني الْفَقِيه أَبُو الْوَلِيد إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الصَّدَفِي المقرىء وَكتبه لي بِخَطِّهِ قَالَ أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عِيسَى الغرناطي قَالَ أنشدنا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود الألبيري لنَفسِهِ

(تمر لدَاتي وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِد

وَأعلم أَنِّي بعدهمْ غَيْر خَالِد)

(وأحمل موتاهم وَأشْهد دفنهم

كَأَنِّي بعيد عنهمُ غَيْر شَاهد)

(فها أَنَا فِي علمي بهم وجهالتي

كمستيقظ يرنو بمقلة رَاقِد)

هَكَذَا فِي هَذَا الْإِسْنَاد أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عِيسَى وَلَعَلَّه أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْوَاحِد بْن عِيسَى فَهُوَ الْمَعْرُوف بِصُحْبَة الألبيري ذكره ابْن بشكوال وَلَو قَالَ فِي الْبَيْت الثَّانِي

(كَأَنِّي عَنْهُمْ غَائِب غَيْر شَاهد

)

لَكَانَ أبدع وأبرع فِي الصِّنَاعَة الشعرية من خَبره عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عَطِيَّة القَاضِي وحدَّث بِجَمِيعِ تواليف ابْن أبي زمنين عَنْ عَبْد الْوَاحِد بْن عِيسَى عَنْ أبي إِسْحَاق هَذَا عَنهُ وَتُوفِّي فِي نَحْو السِّتين والأربعمائة

353 -

إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن مغيث بن أَحْمد بن مغيث بن أَحْمد بن مغيث الصَّدَفِي من أهل طليطلة يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ مشيخة بَلَده وَكَانَ أحد من عينه الْمَأْمُون يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن ذِي النُّون من فُقَهَاء طليطلة ونبهائهم للْعقد عَلَى ابْنَته مَعَ المظفَّر عَبْد الْملك بْن الْمَنْصُور عبد الْعَزِيز بْن أبي عَامر صَاحب بلنسية فَسمع من أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر حِينَئِذٍ بهَا وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وبيته عريق فِي الْعلم وَأَحْسبهُ من المحبوسين بَعْدَ هَذَا بقلعة قونكة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة بعضه عَن أبي دَاوُد المقرىء وَفِيه عَنِ ابْن حَيَّان

354 -

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْملك الصَّدَفِي من أَهْلَ شلب وسكنَ بطليوس يعرف

ص: 119

بِابْن الْعَنزي يكنى أَبَا إِسْحَاق حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن الخراز ويوسف بْن عَبْد القاهر بْن غَالب البطليوسيان ذكره ابْن الدّباغ

355 -

إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بْن خَلَف النخلي من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عُثْمَان طَاهِر بْن هِشَام حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البُلْغِيي وَفِيه عِنْدَي نظر

356 -

إِبْرَاهِيم بْن خَلَف بْن إِبْرَاهِيم بْن لب بْن بَيَطْير التجِيبِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن الْحَاج سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن عتاب وَأَبا جَعْفَر بَكْر بْن عِيسَى الكِنْديّ ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَرَأى أَبَا ذَر الهَرَويّ وَلم يسمع مِنْهُ حدَّث عَنْهُ ابْن أَخِيه القَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف وَذَكَرَ أَنه أجَاز لَهُ فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة

357 -

إِبْرَاهِيم بْن خَلَف بْن سَعْد بْن أيّوب بْن وَارِث التجِيبِي الْبَاجِيّ من أَهْلَ قرطبة وَهُوَ أَخُو القَاضِي أَبُو الْوَلِيد يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أَخِيه وتَفَقَّه بِهِ وَسكن مَعَه ميورقة وَكَانَ لَهُ فهم ثاقب وَحفظ وحظ من أصُول الْفِقْه وَلَا أعلمهُ حدَّث

358 -

إِبْرَاهِيم بْن يحيى التجِيبِي النقاش من أَهْلَ طليطلة يعرف بِابْن الزَّرقالة ويكنى أَبَا إِسْحَاق كَانَ وَاحِد عصره فِي عَلَمُ الْعدَد والرَّصَد وَعلل الأزياج وَلم تأت الأندلس بِمِثْلِهِ من حِين فتحهَا الْمُسلمُونَ إِلَى وقتنا هَذَا مَعَ ثقوب الذِّهْن وإحكام مَا يتَنَاوَل ويستنبط من الْآلَات النجومية وَآخر أرصاده بقرطبة فِي آخر سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ أَكثر رصده قبل ذَلِك بطليطلة فِي أيّام الْمَأْمُون بْن ذِي النُّون صدر دولة الْقَادِر ابْن ابْنه يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن الْمَأْمُون وَمِنْهَا انْتقل إِلَى قرطبة وَإِيَّاهَا استوطن إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا فِي السَّاعَة الثَّامِنَة من يَوْمَ الجُمُعَة الثَّامِن لذِي حجَّة وَهُوَ يَوْمَ التَّرويَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة

ص: 120

359 -

إِبْرَاهيم بْن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أسود الغساني من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أَبِيه أبي القَاسِم صَاحب الْمَظَالِم وقريبه أبي الْأَصْبَغ عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أسود وَأبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَأبي الْعَبَّاس العذري وَأبي عُثْمَان طَاهِر بْن هِشَام وَأبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأبي مُحَمَّد حجاج بْن قَاسم وَأبي بَكْر بْن صَاحب الأحباس وحاتم بْن مُحَمَّد وَأبي عَبْد اللَّه بْن المرابط وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن خَلَف بْن الْقصير وَأبي القَاسِم خَلَف بْن أَحْمَد الجراوي وَأبي إِسْحَاق بن وردون وَأبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن مَالك الْأَشْعَرِيِّ وَأبي بَكْر أَحْمد بْن سَعِيد بْن أبي الْفَيَّاض التاريخي وَأبي مُحَمَّد بْن الْعَسَّال وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن سُلَيْمَان بْن أبي قُحَافَة وَأبي بَكْر مُحَمَّد بْن نعْمة العابر وَغَيرهم وَكَانَ كثير الْعِنَايَة بالرواية من بَيت عَلَمُ وجلالة وَكَانَ أَبُو حَفْص بْن الرفاء القَاضِي ابْن خَالَة جَدّه إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد حدَّث عَنْهُ ابْنه القَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بِجَمِيعِ رِوَايَته وَحكى أَنَّهُ سَمِعَ الْمُوَطَّأ مِنْهُ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وحدَّث أَيْضا عَنْهُ أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحِيم بْن مُحَمَّد الخزرجي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي إِحْدَى عشرَة وتُوُفيّ فِي نَحْو الْخَمْسمِائَةِ

360 -

إِبْرَاهِيم بْن طفيل ويكنى أَبَا إِسْحَاق كَانَ فَقِيها عروضياً وَولي الْأَحْكَام بجليانة من عمل وَادي آش قَالَ أَبُو الْحَسَن بْن الباذش صحبته بغرناطة وَاخْتلف إِلَيْهِ فِي عرُوض أبي إِسْحَاق الزّجاج فَعلمت ذَلِكَ لَدَيْهِ وَكَانَ بِهِ بَصيرًا

361 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن حسان بْن إِبْرَاهِيم من أَهْلَ إشبيلية يعرف بالقرموني ويكنى أَبَا إِسْحَاق حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد سَمِعَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ فِي سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة نقلت هَذَا ممّا تقيد فِي نُسْخَة أبي بَكْر بْن خَيّر من مُخْتَصر الطليطلي وَهُوَ فِي تأليف أبي بَكْر بْن قسوم الَّذِي سَمَّاهُ محَاسِن الْأَبْرَار أَبُو الْعَبَّاس القرموني غَيْر مُسَمّى وَحكى أَنَّهُ أول من قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن الْمُجَاهِد وَأخذ عَنْهُ وَكَانَ فَقِيها عَلَى مَذْهَب مَالك وكف بَصَره بأخَرة من عمره فَكَانَ يَقُولُ النِّسَاء ومعالجة الْوَرق أذهبن بَصرِي فَلَا أَدْرِي أَهما اثْنَان أم كنية إِبْرَاهِيم أَبُو الْعَبَّاس

ص: 121

362 -

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد ربه بْن جهور القَيْسيّ من أَهْلَ طلبيرة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَهُوَ وَالِد أبي القَاسِم عِيسَى بْن إِبْرَاهِيم بْن جهور المستوطن شريش لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي الْوَلِيد عَبْد ربه ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن بشكوال وأغفله وحدَّث عَنْهُ ابْنه عِيسَى

363 -

إِبْرَاهِيم بْن أبي الفَضْل بْن صَوَاب الحجري من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أَبِيه وَأبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَأبي الْحسن بن سيدة وَكَانَ من أَهْل الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة والآداب وتجول فِي الْبِلَاد معلما بهَا وَعنهُ أَخذ أَبُو إِسْحَاق بْن خفاجة وَله فِيهِ مدح ثُمَّ تعلم الطِّبّ وَقعد للعلاج بطنجة وَاسْتقر آخر عمره بِمَدِينَة فاس فِي نَحْو سِتّ وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ بمكناسة الزَّيْتُون وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة أَكثر خَبره عَنِ ابْن عُزَيْر وروى عَنْهُ أَبُو عَلِيّ بْن الخراز

364 -

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خُمَير من أَهْلَ دانية يكنى أَبَا إِسْحَاق وروى عَنِ القَاضِي أبي زَيْد بْن الحشا وَأبي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن الْمرَادِي وَسمع من أبي دَاوُد المقرىء كتاب أبي بَكْر بْن عَزِيز وَغَيره بدانية وَبهَا لقِيه أَبُو الْحَسَن بْن هُذَيْل قَدِيما وَأخذ عَنْهُ كتاب الأنباه فِي وجوب أُجْرَة القُضاة للمرادي حدَّث بِهِ عَنْهُ وَكَانَ مُقَيّدا ضابطًا حَسَن الْخط ذكره ابْن عياد وَفِيه عَنْ غَيره

365 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن خَليفَة بْن عَبْد الْوَاحِد من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أَبِيه أبي عَبْد اللَّه وَأبي بَكْر خازم بْن مُحَمَّد وَأبي عَلِيّ الغسَّاني ومروان بْن سمجون وَأَجَازَ لَهُ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ حدَّث عَنْ جَمِيعهم بموطأ مَالك وأُخذ عَنْهُ فِي سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة ووقفت عَلَى ذَلِكَ بِخَطِّهِ

366 -

إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بْن الْفَتْح بْن عُمَر الْعَبدَرِي من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي دَاوُد المقرىء وَأبي الْحُسَيْن بْن البياز وَأبي عَليّ

ص: 122

الغساني وَأبي عبد الْقَادِر بن الْخياط وَأبي بكر عمر بن الفصيح وَأبي عبد الله بن فرج وَأبي الْحسن بن شَفِيع وَأبي عَليّ الصَّدَفِي وأكثَر عَنْهُ وَسمع مَعَه بنوه وَكَانَ من أَهْلَ التَّقْيِيد والضبط وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَصَارَت إِلَى نسختُه من حَدِيث الْمحَامِلِي الَّتِي فرغ مِنْهَا بقرطاجنة من عمل مرسية يَوْمَ الْخَمِيس منتصف ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وعَلى كَثْرَة مَا روى فَلَا أعلمهُ حدَّث

367 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن محَارب الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالأرْغَازي روى عَنْ أبي القَاسِم بْن النخاس وحدَّث عَنْهُ ووقفت عَلَى بَعْض مَا كتب من رِوَايَته فِي سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة

368 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن عِصَام من أَهْلَ مرسية وقاضي قُضَاة الشرق يكنى أَبَا أُميَّة وَيعرف بِابْن منتنال لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَكَانَ فِي عداد أَصْحَابه وَولي قَضَاء بَلَده مدّة وَصرف عَنْهُ بِأبي عَلِيّ هَذَا فِي سنة خمس وَخَمْسمِائة ثُمَّ أُعِيد إِلَيْهِ وَأقَام فِي ولَايَته نَحوا من خمس وَثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ ذَا جلالة وجزالة فِي أَحْكَامه مهيبًا ممدوحًا خَارِجا عَنْ زِيّ القُضاة وسمتهم أقرب إِلَى الرؤساء مِنْهُ إِلَى الْفُقَهَاء لَهُ حَظّ من الْأَدَب وقرض الشّعْر توفّي بمرسية وَهُوَ يتَوَلَّى قضاءها سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة وَفَاته عَنِ ابْن حُبَيْش

369 -

إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سلَاّم الْمعَافِرِي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد الركلي وَغَيرهمَا وَكَانَ من أَهْلَ الْبَصَر بالفقه وَالتَّصَرُّف فِي الْأَدَب واللغة وَعنهُ أَخذ ابْنه أَبُو جَعْفَر وَبِه تأدب وَقد تَقَدَّمَ ذكره وَهُوَ جد شَيخنَا أبي عمر بْن عَاتٍ لأمه وَأُصِيب فِي وقيعة القلعة عَلَى مقربة من جَزِيرَة شقر بِولد لَهُ فرثاه بأشعار حَسَنَة وَكَانَت هَذِهِ الوقيعة يَوْمَ الجُمُعَة التَّاسِع من رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخَمْسمِائة فِيهِ عَنِ ابْن سُفْيَان وَابْن عَاتٍ وَحكى أَنَّهُ كتب من خطه

ص: 123

(اغتنم رَكْعَتَيْنِ زلفى إِلَى اللَّه

إِذَا كنت فَارغًا مستريحًا)

(وَإِذا مَا هَممت يَوْمَاً بنُطْقِ

فاجعلن فِي مَكَانَهُ تسبيحا)

370 -

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد القاهر بْن فتوح من أَهْلَ أشبونة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن شَفِيع لَقِي أَبَا الْحُسَيْن بْن الطراوة وَأخذ عَنْهُ ورحل حَاجا فَكتب عَنْهُ أَبُو طَاهِر السِّلَفيّ حكايات وأشعارًا لمّا قَدِمَ عَلَيْهِم الْإسْكَنْدَريَّة وَسَأَلَهُ عَنْ مولده فَقَالَ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة بأشبونة من كتاب ابْن نقطة وَلم يذكر وَفَاته

371 -

إِبْرَاهِيم بْن عبد الْعَزِيز بْن أبي تَمام الطَّائِي من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ بقرطبة من أبي الْحَسَن الْعَبْسِي وَأبي عَبْد اللَّه بْن فرج وَأبي عَلِيّ الغساني وَكَانَ مُحدثا نحويًا سَمِعَ مِنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عبَادَة الجياني وَأَبُو الْحَسَن بْن الضَّحَّاك وَأَبُو جَعْفَر بْن الْيُسْر وَغَيرهم وتاريخ سَماع بْن الضَّحَّاك مِنْهُ لموطأ مَالك رَجَب من سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة

372 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن فورتش الْحَاكِم من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا إِسْحَاق عني بالوثائق وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَولي الأحكامك فِي عدَّة كور وتُوُفيّ بالمرية وَهُوَ يتَوَلَّى قَضَاء برجة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن حُبَيْش وَفِيه عَنْ غَيره

373 -

إِبْرَاهِيم بْن أبي الْفَتْح بْن عُبَيْد اللَّه بْن خفاجة الهواري الشَّاعِر من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا إِسْحَاق جَالس أَبَا عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَلَقي أَبَا عَلِيّ الصَّدَفِي وَأخذ عَنْ أبي إِسْحَاق بْن صَوَاب وروى عَنْ أبي بَكْر بْن أَسد وَلَو اعتنى بِهَذَا الشَّأْن لروى عَنْ شُيُوخ شُيُوخه وَكَانَ عَالما بالآداب صَدرا فِي البلغاء مُتَقَدما فِي الْكتاب وَالشعرَاء يتَصَرَّف

ص: 124

كَيْفَ يزِيد فيبدع ويجيد ناظمًا وناثرًا ومادحًا وراثيًا ومشببًا ومشبهًا وَكَانَ نزيه النَّفس لَا يتكسب بالشعر وَلَا يمتدح رَجَاء الرفد صرورة لم يتَزَوَّج قَطّ مُقْتَصرا عَلَى مَا ملكت يَده من ضَيْعَة وديوان شِعره متنافس فِيهِ مَرْوِيّ عَنْهُ ذكره الرشاطي وَوَصفه بالمعارف الجمة والآداب وَقَالَ فِيهِ وَاحِد عصره ونسيج وَحده ذُو الطَّبْع الْكَرِيم وَالْهَدْي القويم وَذكره أَبُو الْحَسَن بْن بسام وَغَيره من المؤلفين فِي الأدباء وروى عَنْه أَبُو جَعْفَر بْن الباذش وَأَبُو بَكْر بن رزق وَأَبُو إِسْحَاق بن قرقول وَأَبُو عُمَر بْن عياد وَأَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأَبُو بَكْر الكتندي وَأَبُو يُوسُف يَعْقُوب بْن طَلْحَة وَغَيرهم وأنشدنا أَبُو الرّبيع بْن سَالم بحاضرة بلنسية غَيْر مرّة قَالَ أنشدنا أَبُو رجال بْن غلبون بمرسية سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فِي مجْلِس شَيخنَا أبي القَاسِم بْن حُبَيْش رحمه الله قَالَ أنشدنا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أبي الْفَتْح بْن خفاجة لنَفسِهِ بِجَزِيرَة شقر بَلَده فِي بضع وَعشْرين وَخَمْسمِائة ممّا كَانَ قَالَه لمّا بلغ السِّتين من عمره

(أَلا ساجل دموعي يَا غمام

وطارحني بشجوك يَا حمام)

(فقد وفيتها سِتِّينَ حولا

ونادتني ورائي هَلْ أَمَام)

(وَكنت وَمن لباناتي لُبَيْنَى

هُنَاكَ وَمن مراضعي المدام)

(يطالعنا الصَّباح بِبَطن حُزْوَى

فينكرنا ويعرفنا الظلام)

(وَكَانَ بهَا البشام سراج أنس

فَمَاذَا بَعدنَا صنع البشام)

(فيا شرخ الشَّبَاب ألالقاء

يبل بِهِ عَلَى ظمأ أوام)

(وَيَا ظلّ الشَّبَاب وَكنت تندى

عَلَى أفياء سرحُتك السّلام)

تُوُفّي يَوْمَ الْأَحَد السَّادِس وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة ثَلَاث وثلاين وخمسائة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن المكناسي سَأَلته عَنْ مولده فَقَالَ ولدت سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَلم يزل قبُره مَعْرُوفا بِظَاهِر الجزيرة ومنزله بداخلها إِلَى أنَّ ملكهَا الرّوم صلحا وأجلوا أَهلهَا فِي آخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وستّمائة

374 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْخَطِيب يعرف بِابْن الإِمَام ويكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي مُحَمَّد بْن أَيُّوب الشاطبي الحَدِيث المسلسل فِي الْأَخْذ بِالْيَدِ وسَمعه مِنْهُ القَاضِي عِيَاض وَأَحْسبهُ غرناطيًا

ص: 125

375 -

إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن أبي عنقود الْبَاهِلِيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق صحب أَبَا بَكْر بْن نُمارة وَأخذ عَنْهُ وَكتب لَهُ مُقَدّمَة ابْن بابشاذ فِي النحوسنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة ولسلفه نباهة وَالْعين المتفجرة بمقربة من الرصافة إِلَيْهِم كَانَتْ منسوبة

376 -

إِبْرَاهِيم بْن خَليفَة بْن أبي الْفَتْح بن أَحْمد بْن أبي الْفَتْح الْقُضَاعِي من أَهْلَ أندة عمل بلنسية وَهِي دَار قضاعة بشرق الأندلس يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي مُحَمَّد بْن خيرون وَأبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد الركلي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد البطليوسي وَكَانَ شَيخا صَالحا ذَا عناية بالرواية وَقد حدَّث وسُمع مِنْهُ توفّي قبل الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة أَكْثَره عَنِ ابْن سَالم

377 -

إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رَشِيق الطيلطلي مِنْهَا وَسكن وَادي آش يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه المغامي وتصدر للإقراء والإسماع لمّا كَانَ عِنْدَهُ وقُدِمْ للصَّلَاة وَالْخطْبَة هُنَالك وَكَانَ ثِقَة عدلا من أهل اصلاح والانقباض حدَّث عَنْهُ أَبُو جَعْفَر عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقصير وَأَبُو بَكْر بْن يحيى بْن مُحَمَّد الْعقيلِيّ وَأَبُو الْحَسَن بْن مُؤمن وَغَيرهم وَتُوفِّي فِي نَحْو الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة

378 -

إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن جمَاعَة بْن مهْدي الْبكْرِيّ بَكْر بْن وَائِل من أَهْلَ دانية يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي دَاوُد الْمُقْرِئ وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن خلصة الْمعَافِرِي وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي الحَجَّاج بْن أَيُّوب وَغَيرهم وَولي قَضَاء بَلَده فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة ثُمَّ صرف عَنْهُ فِي جُمَادَى الْأَخِيرَة سنة ثَلَاثِينَ وقدِم إِلَى قَضَاء شاطبة فتولاه مدّة طَوِيلَة وَكَانَ عدلا حَسَنَ السّيرة معنيًا بِالْحَدِيثِ وعُمّر وأسن حدَّث عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد وَأكْثر خَبره عَن غَيره وَعَلِيم بْن عبد الْعَزِيز وَأَبُو بَكْر بْن مفوز وَأَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد وَغَيرهم تُوُفّي بدانية مصروفًا عَنِ الْقَضَاء لخمس بَقينَ من رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقد خانق الثَّمَانِينَ وتولي غسله وَالصَّلَاة عَلَيْهِ أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني وَقد روى عَنْهُ كتاب الزّهْد لهنَّاد رِوَايَة الصّاحب عَنِ الصّاحب وَكَانَ مولده سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة

ص: 126

379 -

إِبْرَاهِيم بْن مَرْوَان بْن أَحْمَد التجِيبِي الْبَزَّاز من أَهْلَ إشبيلية يعرف بِابْن حُبَيْش ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عُمَر مَيْمُون بْن ياسين اللمتوني ورحل حَاجا فَسمع بِمَكَّة من رَزين بْن عمار الأندلسيّ وببغداد فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخَمْسمِائة من هبة اللَّه بْن الحُصَيْن وَأبي غَالب الْمَاوَرْدِيّ وَالْحُسَيْن بْن خُسْرو البَلَخي وَأبي الفَضْل بْن نَاصِر وَأبي الْفَتْح الكَرُّوخي الهَرَويّ وَانْصَرف إِلَى إشبيلية وحدَّث وَسمع مِنْهُ النّاس وَكَانَ من أَهْلَ الْعَدَالَة والثقة تُوُفّي فِي الْفِتْنَة يَوْمَ الْأَرْبَعَاء الثَّالِث وَالْعِشْرين من ربيع الآخر سنة ستٍّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ودُفِن بَعْدَ صَلَاة الْعَصْر من يَوْمَ الْخَمِيس بعده عَنِ الْقَنْطَرِي وَفِي خَبره عَنْ غَيره

380 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الداني مِنْهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أَبِيه أبي عَبْد اللَّه وَأخذ عَنْهُ ورحل مَعَه إِلَى الْمشرق فحجا مَعًا وسمعا من أبي عَلِيّ بْن العرجاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيم الْقُرْآن من أَوله إِلَى آخِره بِجَمِيعِ مَا تضمنه الْجَامِع لأبي مَعْشر الطَّبَريّ من الرِّوَايَات ويُعرف بسوق الْعَرُوس وَفِيه ألف وَخَمْسمِائة وَخَمْسُونَ رِوَايَة وطريقًا وَقَرَأَ من سَوْرَةِ الصَّيف إِلَى أنَّ ختم دَاخل الْكَعْبَة وَأَجَازَ لَهُ فِي رَجَب سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْجَامِع الْمَذْكُور وَسمع صَحِيح الْبُخَارِيّ وَغير ذَلِكَ وتُوُفيّ فِي آخر سنة ستٍّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة قَبْلَ وَفَاة أَبِيه بِثَلَاثَة أشهر أَوْ نَحْوهَا بعضه عَنِ ابْن عياد

381 -

إِبْرَاهِيم بْن صَالح بْن إِبْرَاهِيم بْن صَالح الْمرَادِي من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن السَّمَّاد أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن شَفِيع وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْبُرْجِي وَسمع من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي الْحَسَن بْن معدان وَله رِوَايَة عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب ورحل حَاجا فلقي أَبَا الْحَسَن بْن مشرف وَأَبا عَبْد اللَّه الرّازيّ وَأبي الْحَسَن الْفراء المَوْصِليّ وَأَبا بَكْر الطرطوشي فَسمع مِنْهُم وَقَرَأَ الْقُرْآن عَلَى أبي عَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن بَلِّيَمة وَأبي عَبْد اللَّه بْن مُسَيِّج الفضي ثُمَّ قفل من رحلته وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَلما تغلب عَلَيْهِ الْعَدو نزل مَدِينَة لورقة وَولي الْقَضَاء بهَا وَالْخطْبَة وأقرأ هُنَالك وأسمع حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة شَيخنَا وَغَيرهم وتُوُفيّ بلورقة سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة قَالَه ابْن عياد وَقَالَ أَيْضا أَنَّهُ تُوُفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَالْأول أصح

ص: 127

382 -

إِبْرَاهِيم بْن خَلَف الجُمَحِي الْمُقْرِئ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بَكْر أَخذ عَنِ ابْن البياز وَابْن فرج المكناسي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو دَاوُد الْمُقْرِئ وَابْن أخي الدوش مَا روياه وأقرأ وَأخذ عَنهُ وَقَالَ فِيهِ ابْن الصيقل الْمَعْرُوف بِأبي هُرَيْرَةَ أَبُو بَكْر بْن إِبْرَاهِيم بْن خَلَف وَمن برنامج أبي الحَجَّاج بْن أَيُّوب نقلت اسْمه كَمَا تَقَدَّمَ

383 -

إِبْرَاهِيم بْن عَتيق بْن أبي الْعَيْش من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ أَبَا دَاوُد وَأخذ عَنْهُ وأقرأ بِبَلَدِهِ وَحمل عَنْهُ الْأَدَاء وتُوُفيّ بشاطبة سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن عياد

384 -

إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن تَرْحِيب المُكْتِب من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن باصُهْ وَأبي مُحَمَّد القُلَني وَغَيرهمَا وَكَانَ يسْتَخْلف عَلَى الصَّلاة وَالْخطْبَة بالجامع لصلاحه وميل النّاس إِلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي غسل أَبَا مُحَمَّد الْمَذْكُور عِنْدَ وَفَاته مَعَ أبي الْحَسَن الزَّاهد الْمَعْرُوف بالجَبَّاح وأعانهما أَبُو إِسْحَاق بْن أبي الْعَيْش وَكَانُوا فِي الْخَيْر نمطًا وَاحِدًا قَالَ ابْن سُفْيَان فِي ابْن تَرْحيب وَوَصفه بالصلاح والتقشف وسلامة الظَّاهِر وَالْبَاطِن تُوُفّي فِي حُدُود الْخمسين وَخمْس مائَة وَقَالَ ابْن عياد تُوُفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة

385 -

إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ الْحَاكِم من أَهْلَ غرناطة يعرف بِابْن صَدَقة ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى بِبَلَدِهِ عَنْ أبي بَكْر غَالب بْن عَطِيَّة وَسمع من أبي بكرَة رياضة المتعلمين لأبي نُعَيْم ورحل حَاجا فَسمع بالإسكندرية من السِّلَفيّ قَدِيما سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَمن أبي بَكْر الطرطوشي وَأبي الْحَسَن بْن الْفراء المَوْصِليّ وبمكة من أبي الْفَتْح الْبَيْضَاوِيّ وَأبي مُحَمَّد بْن غَزال المجاور سنة ستت عشرَة وقفل إِلَى بَلَده فَحدث وروى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن أبي زمنين وَأَبُو القَاسِم بْن سَمَجون وَغَيرهمَا وَتقدم ذَكَرَ إِبْرَاهِيم بْن صَدَقة وَأَحْسبهُ من سلفه

386 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الصَّدَفِي الْمُقْرِئ يكنى أَبَا الْوَلِيد روى بدانية عَنْ أبي دَاوُد وَأَجَازَ لَهُ تصانيف أبي عَمْرو عَنهُ ورحل حَاجا فَسمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد العثماني وَسمع هُوَ أَيْضا من العثماني فتدبجا وَقد مرت لَهُ فِي هَذَا الْبَاب رِوَايَة عَنْ غَيْر أبي دَاوُد

ص: 128

387 -

إِبْرَاهِيم بْن مُنَبّه بْن عُمَر بْن أَحْمَد الغافقي من أَهْلَ المرية وَنزل مرسية يكنى أَبَا أُميَّة سَمِعَ بِبَلَدِهِ من ابْن شَفِيع وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَمن ابْن سكر ة وَابْن زُغَيْبة وَعبد الْقَادِر بْن الحناط وبقرطبة من ابْن عتاب وَابْن طريف وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَابْن مغيث وَغَيرهم ورحل حَاجا فَسمع بِمَكَّة من أبي عَلِيّ بْن العرجاء أَحَادِيث جَعْفَر بْن نَسْطور وَغَيرهَا فِي شعْبَان سنة ستٍّ وَعشْرين وَسمع أَيْضا من أبي الْفَتْح سُلْطَان بْن إِبْرَاهِيم المَقْدِسيّ وقفل إِلَى بَلَده وانتقل بَعْدَ الْحَادِثَة عَلَيْهِ إِلَى مرسية وَولي الْخطْبَة وَالْقَضَاء هُنَالك وحدَّث وأُخِذ عَنْهُ وَكَانَ فَقِيها مشاوَرًا وأفادني أَبُو جَعْفَر بْن الدَّلال عَنْ أبي مُحَمَّد بْن القُرْطُبيّ أَن أَبَا الْقَاسِم ابْن حُبَيْش سَمِعَ مِنْهُ الْأَحَادِيث النَّسطورية ووقفت عَلَى إسماعه صَحِيح البُخَارِيّ فِي آخر ذِي الحجّة سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكَانَ يحدث بِهِ عَنْ سُلْطَان بْن إِبْرَاهِيم عَنْ كَرِيمَة المروزية وأخبرت عَن أبي عَبْد اللَّه بْن بَالغ البَسْطِي الْخَطِيب أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُميَّة هَذَا يَحْكِي أَن أَبَا ذَر الهَرَويّ قَالَ عِنْدَ مَوته عَلَيْكُمْ بكريمة فَإِنَّهَا تحل كتاب الْبُخَارِيّ من طَرِيق أبي الهَيْثَم

388 -

إِبْرَاهِيم بْن مَيْمُون بْن الْفَتْح بْن فَتحون الحضْرميّ من أهل أريولة يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأكْثر عَنْهُ وَمَا أرَاهُ سَمِعَ من سواهُ وَولي قَضَاء ميورقة وحدَّث بهَا وَأخذ عَنْه الْمُوَطَّأ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَكَانَ فَقِيها مشاوَرًا ذَا نباهة وثروة وَتُوفِّي قبل السِّتين وَخَمْسمِائة

389 -

إِبْرَاهِيم بْن نجاح بْن أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن مجاح الغساني الْوَاعِظ من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا بَكْر لَهُ رِوَايَة عَنِ ابْن ورد وَغَيره كتب عَنْهُ ابْن عياد من فَوَائده وَقَالَ تُوُفّي بشاطبة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ومولده بالمرية سنة أَربع وَخَمْسمِائة

390 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن خَليفَة النفزي الْمُقْرِئ من أَهْلَ قَرْيَة بني عقبَة من بِيران عمل دانية يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن أخي الدُّوش وَأخذ قِرَاءَة ورش عَنِ ابْن شَفِيع وَلَا رِوَايَة لَهُ عَنْ أبي دَاوُد وَسمع من أبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي جَعْفَر بْن جَحْدر وَأبي بَكْر بْن الحناط وَغَيرهم ورحل حَاجا فلقي أَصْحَاب أبي بَكْر الطرطوشي وَانْصَرف إِلَى مَوْضِعه فتصدر للإقراء وَأخذ عَنْهُ النّاس وَكَانَ متحققًا بالقراءات مَعْرُوفا بالضبط والتجويد أديبًا إخبارياً مفوهًا وعُمِّر وأسن مولده سنة خمس وَسبعين

ص: 129

وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ذكره ابْن عياد وَابْن سُفْيَان وَفِيه عَنْ غَيرهمَا

391 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُفُرِّجِ الْوراق من أَهْلَ بلنسية يعرف بالحصار ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عَلِيّ بْن بُهلول وَأبي الْحَسَن بْن سَعْد الْخَيْر وَغَيرهمَا وَكَانَ حسن الْخط محترفا بالوراقة عاكفا عَلَيْهَا ذَا إتقان وَضبط وقفت على بعض مَا رَوَاهُ فِي سنة أَربع وستِّين وَخَمْسمِائة

392 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم المغربي من أَهْلَ بلنسية وَأَصله من شنتمرية الشرق واليها كَانَ ينْسب يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل واختص بِهِ وَسمع مِنْهُ كثيرا وَكَانَ يخلفه عَلَى التَّعْلِيم فِي مغيبه وَيعلم أَيْضا بمحضره وَاتخذ تِلَاوَة الْقُرْآن شعارًا لَيْلًا وَنَهَارًا لَا يسأم وَلَا يفتر مَعَ الصّلاح والذكاء وَحسن الْأَدَاء وَاسْتشْهدَ فِي وقيعة يَوْمَ الْخَمِيس بِظَاهِر بلنسية الغربي مستهل رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سَالم

393 -

إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن خَليفَة بْن يَنَّق من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عمر وَسمع من أبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَكَانَ يحدث عَنْ أَخِيه أبي عَامر وَأبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْخِصَال ونمطهما من الأدباء وَالْكتاب وَيكثر التمثل بالأشعار ويمتع بسعة حفظه للْأَخْبَار كتب عَنْهُ شَيخنَا أَبُو عُمَر بْن عَاتٍ وَذكره ابْن سُفْيَان فِي مُعْجم شُيُوخه وَقَالَ تُوُفّي فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة

394 -

إِبْرَاهِيم بْن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن باديس بْن الْقَائِد القائدي الوهراني كَذَا قَرَأت اسْمه بِخَطِّهِ وَشهر بالحمزي لِأَن أَصله من حَمْزَة مَوضِع بِنَاحِيَة المسيلة عمل بجاية يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن قُرْقُول وُلِدَ بالمرية وَنَشَأ بهَا وَسمع من

ص: 130

جَدّه لأمه أبي القَاسِم بْن ورد وَمن أبي الْحَسَن بْن نَافِع وَكَانَ رابًّا لَهُ وروى عَنْ جمَاعَة كَبِيرَة وَطَائِفَة جليلة مِنْهُم أَبُو عَبْد اللَّه بْن زُغَيْبة وَأَبُو الْحَسَن بْن معدان وَيعرف بِابْن اللوان وَأَبُو الحَجَّاج الْقُضَاعِي وَأَبُو الْحَسَن بْن موهب وَأَبُو الْعَبَّاس بْن العريف وَأَبُو مُحَمَّد الرشاطي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن وضاح وَأَبُو مُحَمَّد بْن عَطِيَّة وَأَبُو الحَجَّاج بْن يَسْعُون وَأَبُو الفَضْل بْن شَرَف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الْحَاج الشَّهِيد وَأَبُو الْحَسَن بْن مغيث وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن مكي وَأَبُو بَكْر بْن زَيْدَانَ وَأَبُو جَعْفَر بْن عبد الْعَزِيز وَابْن عَمه أَبُو بَكْر وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو إِسْحَاق بْن حُبَيْش وَأَبُو الْحَسَن بْن الباذش وَأَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحِيم الخزرجي وَأَبُو بَكْر بْن النفيس وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن مُعَمَّر وَأَبُو عَلِيّ مَنْصُور بْن الْخَيْر وَأَبُو مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَأَبُو مُحَمَّد بْن السِّيد وَأَبُو الْحَسَن عبَّاد بْن سرحان وَأَبُو القَاسِم بْن الأبرش وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْوَارِث وَأكْثر هَؤُلَاءِ لَقِيَهُمْ وَأخذ عَنْهُمْ وَمِمَّنْ كتب إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبُو بَحر الأسَدِيُ والسبائي والمازري وَله أَيْضا رِوَايَة عَنْ طَارق بْن يعِيش وَابْن هُذَيْل وَابْن الدّباغ وَأبي الْفضل عِيَاض وَابْن النِّعْمَة وَبَعْضهمْ فِي عداد أَصْحَابه وأترابه وَلَقي بِجَزِيرَة شقر أَبَا إِسْحَاق الخفاجي يحمل عَنْهُ ديوَان شِعره وبمكناسة من الْمغرب أَبَا القَاسِم بْن الأبرش وَكَانَ رحالاً فِي طلب الْعلم حَرِيصًا عَلَى لِقَاء الشُّيُوخ فَقِيها نظارًا أديبًا حَافِظًا يبصر الحَدِيث وَرِجَاله وَقد صنَّف وَألف مَعَ براعة الْخط وَحسن الوراقة حدَّث وَأخذ عَنْهُ النّاس وَلم يزل بمالقة إِلَى أنَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى ت سبتة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ ثُمَّ إِلَى سلا وتُوُفيّ بِمَدِينَة فاس عِنْدَ الْعَصْر من يَوْمَ الْجُمُعَة السَّادِس لشعبان سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن قَرِيبا من برج الْكَوْكَب خَارِجهَا ومولده بالمرية فِي صَفَر سنة خمس وَخَمْسمِائة ذكره ابْن مُؤمن وَغَيره

395 -

إِبْرَاهِيم بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن الحبيب بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن فرقد بْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بْن عُبَيْدة بْن وهْب بْن عَبْد اللَّه بْن يُوسُف بْن عِيَاض بْن يُوسُف الفِهري أَمِير الأندلس المخلوع بِعَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة وَهُوَ يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن أبي عُبَيْدة بْن عقبَة بْن نَافِع بْن عَبْد الْقَيْس بْن لَقِيط بْن عَامر بْن أُميَّة بْن الظرب بْن الْحَرْث بْن فهر قَرَأت هَذَا النّسَب بِخَط ابْنه أبي جَعْفَر أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم وَهَكَذَا قَالَ الرّازيّ فِي نسب يُوسُف وَقَالَ ابْن حَيَّان زعم أَبُو بَكْر بْن الْقُوطِيَّة أَنَّهُ

ص: 131

يُوسُف بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب بْن أبي عُبَيْدة بْن عقبَة بْن نَافِع الفِهري قَالَ وَمَا وجدت هِدَايَة إِلَى أنَّ يُوسُف هَذَا الْوَالِي بالأندلس وُلِدَ لَهُ يَعْنِي لعبد الرَّحْمَن المتغلب عَلَى ملك إفريقية وَلَا وجدت منتماه فِي جذم قومه فَالله أعلم بِشَأْنِهِ وَقَالَ شَيخنَا أَبُو القَاسِم بْن بَقِي وقرأته بِخَطِّهِ فِي نسب أبي إِسْحَاق هَذَا المَخْزُومِي وَهُوَ غلط بَيَّن سكن إشبيلية وداره مورور من أَعمالهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي عَبْد اللَّه بْن حمدين وَأبي الْحَسَن بْن بَقِي وَأبي عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَأبي عُمَر مَيْمُون بْن ياسين أَخذ عَنْهُ الصَّحِيحَيْنِ وَكَانَ يَعْلُو فيهمَا وَله أَيْضا رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن سُلَيْمَان بْن أبي زَيْد الْمهرِي وَأبي بَكْر بْن عبد الْعَزِيز وَأبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْخِصَال وَغلب عَلَيْهِ الْأَدَب وَعلم الْفَرَائِض وَله فِي ذَلِكَ أرجوزة أُخِذت عَنْهُ وَولي الْقَضَاء بموضعه نَا عَنْهُ بِمَا ألف وروى أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب وَغَيره وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده بَعْدَ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة

396 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن أَحْمَد بْن فتحون المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي بَكْر بْن أَسد سَمِعَ مِنْهُ ببلنسية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسمع أَيْضا فِيهَا بشاطبة من أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ حدَّث عَنْهُ شَيخنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن وضاح سَمِعَ مِنْهُ الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثنيتن وَسبعين وَخَمْسمِائة وروى عَنْهُ ابْن عياد بَعْض منظومه وَلم يرفع فِي نسبه

397 -

إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ الْكَاتِب سكن مالقة وَأَصله من وَادي آش يكنى أَبَا الحكم وَيعرف بِابْن هَروَدْس كتب لبَعض الْوُلَاة وشارك فِي الْعلم وأنبأني أَبُو القَاسِم بْن بَقِي أنَّ أَبَا الحكم هَذَا أنْشدهُ لنَفسِهِ

(أإبراهيم إِن الْمَوْت آتٍ

وَأَنت من الغواية فِي سنات)

(رجاؤك مثل ظلّ الرمْح طولا

وعمرك مثل إِبْهَام القطاة)

تُوُفّي أول سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة

398 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المَخْزُومِي الشَّاهِد من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بكَوْزَان رَحل حَاجا فَسمع بالإسكندرية من أبي عَبْد اللَّه الرّازيّ وَأبي طَاهِر السِّلَفيّ وَلَقي بالمهدية أَبَا عَبْد اللَّه الْمَازرِيّ فَحمل عَنْهُ تأليفه المترجم بالمُعلم من

ص: 132

إمْلَائِهِ عَلَى صَحِيح مُسْلِم سَمِعَ مِنْهُ ابْن بَشْكُوَال وَسمع مِنْهُ هُوَ أَيْضا فتدبَّجا وَكَانَ ثِقَة عدلا أَنَا عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه سَمِعَ مِنْهُ فِي سنة ستٍّ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقد تَقَدَّمَ ذَكَرَ ابْنه أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم فِي بَابه

399 -

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْملك أندلسي نزل دمشق يعرف بِابْن المالقي ويكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي بَكْر الطرطوشي وتَفَقَّه بِهِ يروي عَنْهُ شَيخنَا أَبُو عَبْد اللَّه الأندَرشي وَحكى أَنَّهُ كَانَ يدرس بِجَامِع دمشق وبزاوية الْمَالِكِيَّة مِنْهُ

400 -

إِبْرَاهِيم بْن الْحَاج أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُثْمَان بْن سَعِيد بْن خَالِد بْن عُمَارة الْأَنْصَارِيّ قَرَأت نسبه بِخَطِّهِ من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ بِبَلَدِهِ من أبي بَكْر غَالب بْن عَطِيَّة وَأبي الْحَسَن بْن الباذش وَأبي القَاسِم الخزرجي وَأبي الْوَلِيد بْن بَقُوة وَأبي الْحَسَن بْن الْقصير وناظر عَلَى أَخِيه أبي مَرْوَان فِي الْمُدَوَّنَة ورحل إِلَى قرطبة فَسمع من ابْن عتاب وَابْن طريف وَابْن رشد وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَابْن مغيث وَأبي عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ وَابْن عفيف وَابْن الْمطرف ابْن الْوراق وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن بالسبع وعَلى مَنْصُور بْن الْخَيْر بمالقة وعَلى ابْن شَفِيع بالمرية وَأخذ عَنْ أبي الْحَسَن بْن موهب وَسمع عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ بِقِرَاءَة أبي عَبْد اللَّه النميري فِي يَوْمَ وَاحِد وَعَن أبي عَبْد اللَّه بن معمر وَعباد بن سرحان وَأبي مُحَمَّد بْن أَيُّوب الشاطبي سَمِعَ مِنْهُ الحَدِيث المسلسل فِي الْأَخْذ بِالْيَدِ مرّة بَعْدَ أُخْرَى وتكرر عَلَى أبي مُحَمَّد اللَّخْميّ سِبْط أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَسمع مِنْهُ بأغمات أيّام قَضَائِهِ بهَا سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وابتدأ بِالْأَخْذِ عَنْ هَؤُلَاءِ من سنة أَربع عشرَة إِلَى سنة تسع عشرَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بْن السَّيِّد وَشُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأَبُو بَكْر الطرطوشي والمازري وَغَيرهم وَكَانَ من أَهْلِ الْمعرفَة الْكَامِلَة والتفنن فِي الْعُلُوم والنفوذ فِي الْأَحْكَام يتَحَقَّق بالقراءات ويشارك فِي عَلَمُ الحَدِيث ومسائل الْفِقْه والشروط وَله فِيهَا مُخْتَصر مُفِيد وَكَانَ مَعَ فِي ذَلِكَ فَكِهَ النَّفس حُلْو النادرة حميد الْعشْرَة نَشأ بغرناطة عَلَى طلب الْعلم وَتَقْيِيد الْآثَار وَولي الْقَضَاء بعدة كور من أَعمالهَا وأعجته الْفِتْنَة الْحَادِثَة بالأندلس عِنْدَ انْقِرَاض دولة الملثمين عَنْ وَطنه فطال اضطرابه وتجوله ثُمَّ اسْتَقر أخيرًا بميورقة فِي جُوار أميرها إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن غانية فقلده قضاءها وتصدر قَبْلَ ذَلِكَ وَبعده للإقراء والإسماع فَأخذ النّاس عَنْهُ وانتفعوا بِهِ وَلم يدْخل ميورقة مثله فِي دولة بني غانية بهَا وبعدهم إِلَى أَن تغلب

ص: 133

عَلَيْهَا الرّوم فِي يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الرَّابِع عَشْر من صَفَر سنة سبْعٍ وَعشْرين وستّمائة نَا عَنْهُ أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب كتب إِلَيْهِ وتُوُفيّ يَوْمَ الثُّلَاثَاء السَّابِع لجمادى الأولى سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده بغرناطة يَوْمَ الْخَمِيس الْعَاشِر لشهر ربيع الأوّل سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة فَكَانَ عمره أَرْبعا وَثَمَانِينَ وَثَلَاثَة أشهر إلاّ يَوْمَيْنِ نقلته من خطّ بَعْض الروَاة عَنْهُ

401 -

إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عبد الْملك بْن طَلْحَة الْمُقْرِئ من أَهْل إشبيلية وَسكن قرطبة وَغَيرهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح وَأبي الْعَبَّاس بْن عيشون وَأبي الْعَبَّاس بْن حَرْب وَأبي الْمطرف بن الْوراق وَأبي مُحَمَّد بن بَقِي الْمُقْرِئ بِجَامِع بياسة وَأبي عَليّ مَنْصُور بن الْخَيْر وَسمع من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ جَامع التِّرْمِذيّ وَغير ذَلِكَ وتصدر للإقراء وَأخذ عَنْهُ بإشبيلية أَبُو القَاسِم بْن أبي هَارُون وبقرطبة أَبُو عَبْد اللَّه الشنتيالي وحدَّث عَنْهُ هُوَ وَأَبُو بَكْر غَالب بْن أبي الْقَاسِم الشراط وَأَبُو جَعْفَر الْمَعْرُوف بالأجري وَغَيرهم بعض خَبره عَنِ ابْن الطيلسان

402 -

إِبْرَاهِيم بْن طريف من أَهْلَ الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا إِسْحَاق رَحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بالشرق أَبَا الرّبيع المالقي من أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس بْن العريف وقفل إِلَى الأندلس فلقي أَبَا عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد واشتهر بالنسك والورع والإيثار حدَّث عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس القَنْجايري برسالة القُشَيْريّ

403 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف الْأَنْصَارِيّ الخزرجي أندلسي يعرف بالتطيلي ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن السَّيِّد وَأبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي الْحسن بن مغيث وَأبي مَرْوَان بن مرّة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأَبُو بكر غَالب عَطِيَّة وَأَبُو الْوَلِيد بْن رشد ورحل حَاجا فَلَقِيَهُ بالإسكندرية عَلَى مَا زعم أَبُو الْقَاسِم عسي بْن عبد الْعَزِيز الْمَعْرُوف بالوجيه الشريشي الأَصْل وَادّعى الْإِكْثَار عَنْهُ فِي السماع مِنْهُ وقفت عَلَى ذَلِك من برنامجه وَأَنا بريئ من عهدته لعدم الْإِحَاطَة بِمَا فِيهِ من الْمَنَاكِير وَلِهَذَا الشَّيْخ من التَّخْلِيط والغلط الَّذِي لَا يَقع فِيهِ أحد مِمَّن زاول هَذِهِ الصِّنَاعَة أدنى مزاولة عَفا اللَّه عَنْهُ وسمح لَهُ

404 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن فرج الْيحصبِي من أَهْلَ غرب الأندلس يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن حَامِد كَانَ مقرئًا وَقد أُخِذَ عَنْهُ

ص: 134

405 -

إِبْرَاهِيم بْن حُسَيْن بْن يُوسُف القَيْسيّ من أَهْل دانية وَأَصله من نَاحيَة بلنسية وَيعرف بِابْن محَارب ويكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد وَسمع الحَدِيث من أبي بَكْر بْن بَرُنْجال وَعلم بِالْقُرْآنِ وحملت عَنْهُ الْقرَاءَات وكتبها وَكَانَ مَعْرُوفا بالتجويد والإتقان مَعَ مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة أَخذ عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن وَاجِب وَأَبُو الحَجَّاج بْن أَيُّوب وَأَبُو الْحسن بْن خيرة من شُيُوخنَا وَغَيرهم وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي صغره أَبُو جَعْفَر بْن عون اللَّه الْحصار وَوصف لي بشكاسة الْأَخْلَاق وَكَانَ صرورة لَمْ يتَزَوَّج قَطّ وتُوُفيّ سنة ثَمَانِينَ أَوْ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة

406 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن مُنْذر بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن ملكون الحضْرميّ النَّحْويّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي مَرْوَان الْبَاجِيّ وَشُرَيْح بْن مُحَمَّد وَعباد بْن سرحان وَأبي الْوَلِيد بْن حجاج وَأبي القَاسِم بْن الرماك وعنهما أَخذ علمُ الْعَرَبيَّة والآداب فرأس فِيهَا وَمهر فِي صناعتها وإقرائها وشارك فِي سواهَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِم بْن بَقِي وَأَبُو الْحَسَن بْن مغيث وَأَبُو بَكْر بْن فَنْدَلة وَمن تآليفه إِيضَاح الْمنْهَج جمع فِيهِ بَيْنَ كتابي ابْن جنّي عَلَى الحماسة التَّنْبِيه والمبْهج وَوضع شرحًا عَلَى الْجمل للزجاجي وَآخر عَلَى التَّبْصِرَة للصيمري وَغير ذَلِكَ أَخذ عَنْهُ جمَاعَة من الجلة وَأَجَازَ لأبي سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه رِوَايَته وَقَالَ تُوُفّي بإشبيلية سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة زَاد غَيره فِي شوّال وَحكى أَبُو عَلِيّ بْن الشلوبين أَنه تُوُفّي فِي شوّال سنة ثَمَانِينَ ودُفِن بداره

407 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن بِيبَش الْعَبدَرِي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَغَيره وَكَانَ من أَهْل الْمعرفَة والفتيا واستنابه أَخُوهُ القَاضِي أَبُو بَكْر بيبش بْن مُحَمَّد فِي الْأَحْكَام فحذا حذوه وتُوُفيّ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة بَعْدَ أَخِيه بِيَسِير ودُفِن بإزائه عَنِ ابْن عَاتٍ وَفِيه عَنِ ابْن عفيون

408 -

إِبْرَاهِيم بْن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْمُقْرِئ من أَهْل أشُونَة وَنزل مَدِينَة فاس يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالعشاب أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْقَاسِم بن رضبى

ص: 135

وَسمع من ابْن مكي وَأبي بَكْر بْن مدير وَابْن أُخْت غَانِم حدَّث وأقرأ وَأخذ عَنْهُ وَكَانَ أديبًا نحويًا حكى أَبُو الْحسن ابْن الْقطَّان أَنَّهُ أجَاز لَهُ جَمِيع رواياته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وروى أَيْضا عَنْهُ يعِيش بْن الْقَدِيم الشلبي وَحكى ابْن فرتون أَنَّهُ تُوُفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَزَاد فِي شُيُوخه جمَاعَة وَحكى أَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ الْقُرْآن وَيبِيع العشب ويقرئ النَّحْو

409 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن ثَابت بْن ثعبان بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مَحْمُود بْن الرّبيع الْأَنْصَارِيّ الخزرجي من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن الْجلاء أفادني نَسَبه بَعْض أَصْحَابنَا يروي عَنْ أبي االحسن بْن الباذش وَأبي عَلِيّ مَنْصُور بْن الْخَيْر وَأبي الْحَسَن يُونُس بْن مُحَمَّد بْن مغيث وَابْن أُخْت غَانِم وَابْن ورد وَكَانَ شَيخا صَالحا يَعْلَمُ الْقُرْآن حدَّث عَنهُ الملاحي وَقَالَ ابْن الطيلسان إِنَّهُ خَاله وحدَّث أَيْضا عَنْهُ ابْن ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم وَغَيرهمَا

410 -

إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف الْأَنْصَارِيّ الطرطوشي وَسكن بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ الْقرَاءَات عَنِ ابْن هُذَيْل وَابْن نُمارة وَسمع مِنْهُمَا وَكَانَ معلم كتاب مَوْصُوفا بالصلاح قَالَ ابْن سَالم وَهُوَ أول من فتق لساني بِكِتَاب اللَّه

411 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ إشبيلية يعرف بِابْن المالقي ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أَبِيه وَأبي بَكْر بْن زيدون وَأبي أُسَامَة يَعْقُوب بْن أبي مُحَمَّد بن حزم وَغَيرهم وَكَانَ فَقِيها على مَذْهَب أهل الظَّاهِر يتَوَلَّى الصَّلَاة بدرب ابْن الْأَخْضَر من إشبيلية حدَّث عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس النباتي

412 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الطليطلي يعرف بِابْن اللقاط ويكنى أَبَا إِسْحَاق لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَسمع من أبي طَاهِر السِّلَفيّ سَمَّاهُ التجِيبِي شيخُنا فِي الآخذين عَنْهُ كتاب الرامَهُرْمُزِي الْفَاضِل بَيْنَ الرَّاوِي والواعي مَعَ طَائِفَة من الأندلسيين وَلَا أعلمهُ حدَّث

413 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن غُلَيب الْمُقْرِئ من نَاحيَة جيان يكنى

ص: 136

أَبَا إِسْحَاق كَانَ من أَهْل الْمعرفَة بالقراءات والعربية وَله جمع بَيْنَ كتابي أبي عُبَيْد الهَرَويّ وَأبي بَكْر بْن عَزِيز وقفت عَلَيْهِ وَلَا أعرفهُ بِغَيْر هَذَا

414 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن مُوسَى الْأمَوِي الْمكتب من أَهْل إشبيلية يعرف بالطرياني ويكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي جَعْفَر بْن ثعبان وَأخذ عَنْ شُرَيْح قِرَاءَة نَافِع وَأَجَازَ لَهُ ويروي أَيْضا عَنْ أبي الْحَسَن بْن عَظِيمَة وَأبي بَكْر بْن مدير وَكَانَ رجلا صَالحا علم بِالْقُرْآنِ وَأخذ عَنْهُ قَالَ لي ابْن سَالم لَقيته بإشبيلية سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وأسمعني بِلَفْظِهِ مَا كتب من فَوَائده وَتُوفِّي بعد التسعين وَخَمْسمِائة

415 -

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن يَعْقُوب بْن أَحْمَد بْن عُمَر الْأَنْصَارِيّ من أَهْل بلنسية وَأَصله من مربيطر عَملهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن الجُمَّش رَحل حَاجا فاستوطن الْإسْكَنْدَريَّة وَسمع من السِّلَفيّ كثيرا وَصَحبه طَويلا وَمن أبي الطَّاهِر بْن عَوْف وَأبي عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَبدر الحَبَشي وَأبي بَكْر مُحَمَّد بن أبي الْوَفَاء االآمدي وَأبي الْغَنَائِم المطهر بْن خَلَف الشحامي النَّيْسَابُوريّ وَغَيرهم وَقيد من منثور الحَدِيث مَا يخرج عَنِ الإحصاء وتزهد وتنسك وَبَلغنِي أَنَّهُ كَانَ ينْفق فِي الشَّهْر درهما وَنصف دِرْهَم لَا يزِيد عَلَى ذَلِكَ لقِيه أَبُو جَعْفَر بْن عميرَة واستفاد مِنْهُ وَصَحبه قَبْلَ ذَلِكَ فِي السماع من الشُّيُوخ أَبُو عَبْد اللَّه التجِيبِي وَوَصفه بالزهد والورع مَعَ كَونه حِينَئِذٍ فِي ريعان الشَّبَاب وَحكى أَن عبد الْعَزِيز بْن عِيسَى الشريشي الْمَعْرُوف بالوجيه مَازحه وَهُوَ يَقْرَأ على السلَفِي كتاب فتوح مصر لِابْنِ عَبْد الحكم وَقد روى فِي أَوله عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن العَاصِي قَالَ خلقت الدُّنْيَا عَلَى خمس صور عَلَى صُورَة الطير الحَدِيث فَقَالَ الْوَجِيه اسْمَع يَا أَبَا إِسْحَاق وَشر مَا فِي الطير الذَّنب يَغُضَّ مِنْهُ بذلك وَمن بِلَاد الْمغرب فَقَالَ لَهُ فِي الْحِين هَيْهَات مَا عرفت أَنْت مَا كَانَ ذَلِكَ الطَّائِر الْمُشبه بِهِ كَانَ طاووسًا وَمَا فِيهِ أحسن وأملح من ذَنبه قَالَ فَاسْتحْسن الْحَاضِرُونَ جَوَابه قَدْ حدَّث وَسمع مِنْهُ وَكَانَ

ص: 137

حَافِظًا نبيها متيقظًا تُوُفّي بالإسكندرية بعد التسعين وَخَمْسمِائة فِي خَبره عَنِ ابْن سَالم

416 -

إِبْرَاهِيم بْن سَعْد السُّعُود بْن أَحْمَد بْن عفير الْأمَوِي من أَهْلَ لبلة يكنى أَبَا الْعَبَّاس لَهُ رِوَايَة عَنْ أَبِيهِ وَكتب لبَعض الْوُلَاة وتُوُفيّ عَبْطَةً بمراكش فِي نَحْو التسعين وَخَمْسمِائة قَالَه أَخُوهُ أَبُو أُميَّة وروى عَنْهُ بَعْض منظومِهِ

417 -

إِبْرَاهِيم بْن نعْمَان الْوَاعِظ من أَهْل ميورقة يكنى أَبَا إِسْحَاق حدَّث عَنْهُ أبي إِسْحَاق الغرناطي وَقد أَخذ عَنْهُ

418 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أبي صوفة الحجري من أَهْل الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا إِسْحَاق رَحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَكَانَ قَدْ صحب أَبَا الْوَلِيد القسطلي الأديب وَغَيره كتب عَنْهُ ابْن حوط اللَّه بَعْض مَا أنْشدهُ

419 -

إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى بْن هَارُون الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن جَابِر وَكَانَ مقرئًا

420 -

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن خيرة من أَهْل بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق لَقِي أَبَا الْعَبَّاس الإقليشي وَصَحبه وَتَوَلَّى الصَّلاة وَالْخطْبَة بِموضع سكناهُ من شَرْقي بِلَاده روى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن خيرة شَيخنَا وَهُوَ عمّه شَقِيق أَبِيه وَكَانَت وَفَاته قبل الستمائة

421 -

إِبْرَاهِيم بْن حُسَيْن بْن خَلَف القَيْسيّ من أَهْل أشونة وَصَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالشطاطي سَمِعَ أَبَا مَرْوَان بْن قزمان وَأكْثر عَنْهُ وَله رِوَايَة عَنْ غَيره وَكَانَ يقرئ الْقُرْآن وَيسمع الحَدِيث لقِيه أَبُو بَكْر بْن عَبْد النُّور واستجازه لِابْنِ الطيلسان سنة سِتّمائَة

422 -

إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ المُكْتِب أَصله من المرية وَسكن قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي إِسْحَاق بْن طَلْحَة وَأبي القَاسِم بْن غَالب وَغَيرهمَا وَعلم بِالْقُرْآنِ وَكَانَ من الدِّين وَالْفضل بمَكَان ذكره ابْن الطيلسان وَحكى أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ مرار بِقِرَاءَة ورش عَنْ نَافِع

ص: 138

423 -

إِبْرَاهِيم بْن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم اللَّخْميّ من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالمعاجري أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن سَعْد بْن خَلَف الْمُقْرِئ وَتَوَلَّى الصَّلاة وَالْخطْبَة بالجامع الْأَعْظَم وناوب غَيْره فِي صَلَاة التَّرَاوِيح وَكَانَ أحد الْقُرَّاء المجودين ذَا سمت وسكينة وهدي صَالح قَالَ ابْن الطيلسان صحبته زَمَانا وَسمعت عَلَيْهِ غَيْر مَا حَدِيث عَنِ الصَّالِحين وَأَخْبرنِي بتونس ابْن ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم أنَّ جَدّه تُوُفّي يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الرَّابِع من شهر ربيع الأوّل سنة ثَلَاث وستّمائة وَقد أربى عَلَى السّبْعين

424 -

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْوَاحِد بْن إِبْرَاهِيم الغافقي من أَهْل غرناطة يعرف بالملاحي ويكنى أَبَا إِسْحَاق وَهُوَ أَخُو أبي القَاسِم الْحَافِظ وكبيره لَهُ رِوَايَة وَولي الصَّلاة بِجَامِع بَلَده وتُوُفيّ صَبِيحَة يَوْمَ الْأَحَد الرَّابِع عَشْر من صَفَر سنة أَربع وستّمائة أفادنيه بَعْض أَصْحَابنَا وَسَأَلت عَنْهُ ابْن سَالم فَلم يعرفهُ

425 -

إِبْرَاهِيم بْن يزِيد بن مُحَمَّد بْن رِفَاعَة اللَّخْميّ من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أَبِيهِ أبي خَالِد وَأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْمُؤمن الرعيني وَغَيرهمَا مَا حدث عَنهُ الملاحي نَاوَلَهُ كتاب الزيدوني عَنِ ابْن عَبْد الْمُؤمن عَنْ أبي الفَضْل عَبْد الوهّاب بْن أبي القَاسِم زيدون بْن عَلِيّ القيرواني عَنْ أَبِيه مُؤَلفه وَأَجَازَ لأبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء من شُيُوخنَا ووقفت عَلَى السماع مِنْهُ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وستّمائة وَورث رداءة الْخط عَنْ أَبِيه رحمهمَا اللَّه

426 -

إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن أبي عُثْمَان القَيْسيّ من أَهْل شُقُورة ولسلفه رياسة بهَا وَسكن هُوَ قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق وُلّي قَضَاء بَعْض الكُوَر وأقرأ الْعَرَبيَّة والآداب بقرطبة وجيان وَكَانَ شَاعِرًا مجودًا يغلب عَلَيْهِ الصّلاح والانقباض تُوُفّي سنة سبْعٍ وستّمائة أَوْ نَحْوهَا

427 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن شُعْبَة بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن شُعْبَة بْن حنُّون الغساني من أَهْلَ وَادي آش يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن عروس وَابْن

ص: 139

كوثر وَابْن عُبَيْد اللَّه وَابْن مضاء ونجبة وَأَبا مُحَمَّد التادلي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن الْجد وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن زرقون وَغَيرهمَا وَسمع من أبي خَالِد بْن رِفَاعَة كتاب التَّيْسِير لأبي عَمْرو الْمُقْرِئ وَلم يجز لَهُ وعني بالرواية أتم الْعِنَايَة وَولي قَضَاء ميورقة وحدَّث هُنَالك وَأخذ عَنْهُ وَخرج مِنْهَا مصروفًا عَنْهَا فِي أول سنة ثَمَان وستّمائة

428 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز الحضْرميّ من أَهْل إشبيلية يعرف بِابْن حَصْنٍ ويكنى أَبَا إِسْحَاق رَحل حَاجا وَسمع بالإسكندرية من السِّلَفيّ وَابْن عَوْف وَله سَماع بشرق الأندلس من شُيُوخنَا أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وَابْن عَاتٍ وَابْن سَعَادَة وَكَانَ مُجْتَهدا فِي الْعِبَادَة مُنْقَطع القرين فِي الْخَيْر وَقيد كثيرا وحدَّث قَالَ ابنُ فرقد تُوُفّي فِي السَّابِع وَالْعِشْرين لجمادى الأولى سنة عَشْر وستّمائة ودُفِن بمقبرة الصلحاء خَارج بَاب مقرانة

429 -

إِبْرَاهِيم بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن دِهاقٍ الأوسي من أَهْل مالقة وَسكن مرسية يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن الْمَرْأَة روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن حنين وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن حَرَزَهُمْ حدَّث بالموطأ عَنْهُمَا وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا للرأي مشاورًا يُشَارك فِي الْأَدَب وَغلب عَلَيْهِ عَلَمُ الْكَلَام فرأس فِيهِ واشتهر بِهِ وَله تواليف مِنْهَا شرح الْإِرْشَاد لأبي الْمَعَالِي وَكتاب فِي مسَائِل الْإِجْمَاع وتجول أَحْيَانًا ودرَّس فِي غَيْر مَا بلد وَكَانَت الْعَامَّة حِزبَه وَلم يزل بمرسية يُنَاظر عَلَيْهِ ويُتحَلَّق إِلَيْهِ إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا فِي صدر سنة إِحْدَى عشرَة وستّمائة

430 -

إِبْرَاهِيم بْن أبي القَاسِم بْن سيد أَبِيهِ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي الحكم بْن حجاج وَأبي عَمْرو بْن عَظِيمَة وَأبي مُحَمَّد الزقاق وَأخذ عَنْهُم

ص: 140

الْقرَاءَات وعني بِعقد الشُّرُوط حكى بَعْض أَصْحَابنَا أَنَّهُ لقِيه وَأَجَازَ لَهُ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْ عشرَة وستّمائة

431 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن خَلَف الْأَنْصَارِيّ بْن الصيدلاني من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق لَهُ رِوَايَة عَنْ أَبِيه قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَعَن أبي القَاسِم بْن بَشْكُوَال روى عَنْهُ ابْن الطيلسان

432 -

إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الجياني مِنْهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق وُلّي الْقَضَاء وَكَانَت لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي بَكْر بْن الْجد وَغَيره وَقد أَخذ عَنْهُ بمرسية سنة أَربع عشرَة وستّمائة

433 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن هُمام الحضْرميّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ فِي رحلته بِبَغْدَاد من عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الْحَرْبِيّ وطبقته وبواسط من أبي الْفَتْح مُحَمَّد بْن أَحْمَد المنْدائي وبأصبهان من أبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الصيدلاني ثُمَّ خَرَجَ إِلَى خُرَاسَان وَسمع بهَا من أَصْحَاب الفراوي وزاهر الشحامي وَغَيرهمَا وَأقَام بِهَرَاة سِنين وقدِم بَغْدَاد فِي سنة خمس عشرَة وستّمائة ذكره ابْن نقطة وَقَالَ سَمِعتُ مِنْهُ وَكَانَ ثِقَة صَالحا يخضب بِالْحِنَّاءِ وَحكى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن هلالة أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بخراسان ثُمَّ خَرَجَ من بَغْدَاد فِي شهر ربيع الآخر من السَّنَة الْمَذْكُورَة فَانْقَطع بِهِ فِي الْعشْر الآخر مِنْهُ بَيْنَ تكريت والموصل وَلَا يَعْلَمُ أهلك بقتل أَوْ عَطش أَو غَيْر ذَلِكَ رحمه الله

434 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن سوار بْن أَحْمَد بْن حزب اللَّه بْن عَامر بْن سَعْد الْخَيْر بْن عَيَّاش بْن مَحْمُود الدَّاخِل إِلَى الأندلس بْن عَنْبَسَة بْن حَارِث بْن الْعَبَّاس بْن مرداس السُّلَميّ رضي الله عنه من أَهْل بِلفيق حصن من عَمُل المرية وُلِدَ بِهِ وَنَشَأ ثُمَّ انْتقل منِهِ إِلَيْهَا وسكنها يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن الْحَاج أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي مُحَمَّد البسطي الْخَطِيب وَأبي القَاسِم بْن الْبراق وَأبي عَبْد اللَّه بْن الغزَّال وروى الحَدِيث عَنْ أبي الْحَسَن بْن كوثر وَابْن عروس وَعبد الْمُنعم الخزرجي وَأبي جَعْفَر بن عميرَة وَأبي خَالِد بن رِفَاعَة وَأبي جَعْفَر بن حكم وَأبي بكر بن أبي زمنين وَغَيرهم

ص: 141

وَكَانَ من أهل الْعلم وَالْعَمَل سنيا فَاضلا يُشَارك فِي الْأَدَب وَغلب عَلَيْهِ علم التصوف وَكثر من أَهله الِاجْتِمَاع إِلَيْهِ والازدحام عَلَيْهِ فغر بِهِ السُّلْطَان عَنْ وَطنه وتُوُفيّ بمراكش بَعْدَ إِقَامَته بهَا أشهرًا لَيْلَة الْأَرْبَعَاء غرَّة جُمَادَى الْأُخْرَى سنة ستٍّ عشرَة وستّمائة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وستِّين أَوْ نَحْوهَا وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة

435 -

إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أغلب الْخَولَانِيّ الأديب من أَهْل اسِطبَّة عمل قرطبة يعرف بالزَّوالي ويكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ بأشبونة من أبي مَرْوَان بْن قزمان وَأكْثر عَنْهُ وبإشبيلية من أبي إِسْحَاق بْن فرقد وَأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرّزّاق الْكَلْبِيّ وَله رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَابْن النِّعْمَة وَابْن سَعَادَة وَأبي الْحَسَن الزُّهْرِيّ وَابْن دحمان وَأبي مُحَمَّد بن فائز وَأبي سُلَيْمَان السَّعْدِيّ وَابْن خير وبقراءته سَمِعَ عَلَى بْن عَبْد الرّزّاق الْكَامِل لأبي أَحْمَد بْن عَدِيّ وَغَيرهم وعني بالآداب وَشهر بهَا وتجول كثيرا وَولي الْقَضَاء بأَلْش من أَعمال مرسية وحدَّث وَأخذ عَنْهُ وَقَالَ الملاحي كتبت عَنْهُ كثيرا من شِعره وَلم أستجزه وتُوُفيّ بمراكش فِي آخر سنة ستّ عشرَة وستّمائة ومولده فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة

4366 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْأَزْدِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن زَغْلَل روى عَنْ خَاله أبي القَاسِم الْحَرْبِيّ وأتقن عَلَيْهِ الْفَرَائِض وَكَانَ مُتَقَدما فِيهَا مَعَ النزاهة وَالْعَدَالَة أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا يَسِيرا وتُوُفيّ فِي شوّال سنة سبْع عشرَة وستّمائة

437 -

إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن خيرة من أَهْل بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق رَحل مَعَ أَخِيه أبي الْحَسَن شَيخنَا فَأدى الْفَرِيضَة وشاركه فِي السماع من أبي عبد اللَّه الحضْرميّ وَأبي الثَّنَاء الحَرَّانيّ وَغَيرهمَا وَكَانَ شَاهدا معدلاً سَمِعتُ مِنْهُ حكايات وناولني وَقد أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا يَسِيرا وتُوُفيّ فِي المُحَرَّم سنة عشْرين وستّمائة

438 -

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الشَّلبي مِنْهَا وَسكن الْمغرب يكنى أَبَا إِسْحَاق وقفت عَلَى خطه مجيزًا فِي صَفَر سنة عشْرين وستّمائة

ص: 142

439 -

إِبْرَاهِيم بْن مُجَاهِد بْن مُحَمَّد اللَّخْميّ من أَهْل حصن الماشَّة عمل شاطبة يعرف بِابْن صَاحب الصَّلاة ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وأقرأ الْقُرْآن وأُخِذَ عَنْهُ وَرَأَيْت السماع مِنْهُ مؤرخًا بِشَهْر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وستّمائة

440 -

إِبْرَهِيمُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أغلب بْن زَاهِر الْأَنْصَارِيّ من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي عَبْد اللَّه بْن حَفْص وَمن ابْنه أبي الْحُسَيْن وَجَمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين ورحل حَاجا فَحَضَرَ مجَالِس الحَدِيث بالحرمين الشريفين وعني بالرواية قَدِيما وحديثا ذكره ابْن الطيلسان وَقَالَ تُوُفّي عصر يَوْمَ الْخَمِيس ودُفِن ظهر يَوْمَ الجُمُعَة السَّادِس من جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وستّمائة

441 -

إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن أصبغ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أصبغ الْأَزْدِيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ الْعَرَبيَّة عَنْ أبي ذَر الْخُشَنِي وروى عَنْهُ وَعَن أبي القَاسِم بْن بَقِي وَأبي الْحَسَن بْن حَفْص وأخيه أبي عبد الله بْن أصبغ وَغَيرهم وَولي قَضَاء دانية ثُمَّ صرف لأوّل الْفِتْنَة المنبعثة فِي أَوْل سنة إِحْدَى وَعشْرين وستّمائة وسيق إِلَى بلنسية فصحبته بهَا وبدار الْإِمَارَة مِنْهَا إِلَى إِن تسرّح وَتوجه إِلَى مَرّاكُش وَكَانَ متحققًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَله تأليف حَسَن فِي مسَائِل الْخلاف بَيْنَ النَّحْوِيين أُخِذَ عَنْهُ وَحدث بِيَسِير وسمعته يذاكر فِي الرَّأْي وَغَيره وأنشدت عَنهُ مَا كُتِب من نظمه وتُوُفيّ بسجلماسة وَهُوَ يتَوَلَّى قضاءها سنة سبْعٍ وَعشْرين وستّمائة

442 -

إِبْرَاهِيم بْن إِدْرِيس بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى بْن إِدْرِيس التجِيبِي من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا عُمَر وَله رِوَايَة عَنْ أَبِيه وَغَيره وَقد حدَّث بالموطأ وَأخذ الْعَرَبيَّة عَنْ أبي الْحَسَن بْن الشَّرِيك وشارك فِي الْكِتَابَة وقرض الشّعْر وَولي قَضَاء دانية فِي صغره ثُمَّ تقلد قَضَاء بَلَده وخطب بِأخرَة من عمره وَجمع خطبه فِي أيّام الْجمع والأعياد وتُوُفيّ مصروفًا عَنِ الْقَضَاء ومقصورًا عَلَى الْخطْبَة فِي صدر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّمائة ومولده سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بَعْدَ أَخِيه الْكَاتِب أبي بَحر صَفْوَان بأعوام

ص: 143

443 -

إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سَلَمَة بْن مُقيم بْن سيد النّاس الْمكتب من أَهْل مُربيطر وَسكن بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن الخباز قِرَاءَة الْحَرَمَيْنِ وَأبي عمر وَابْن الْعَلَاء وَأَجَازَ لَهُ وَلَقي ببجاية أَبَا مُحَمَّد عبد الْحق الاشبيلي وَلم يَأْخُذ عَنهُ شَيْئا وَيحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَنِ السِّلَفيّ والخشوعي وَغَيرهمَا وأدَّب بِالْقُرْآنِ دهرًا طَويلا ثُمَّ ترك ذَلِكَ وَعَاد إِلَى مربيطر وَبهَا لَقيته وَأَجَازَ لي فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّمائة وتُوُفيّ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَسِير ومولده فِيهَا أَخْبرنِي بِهِ وكتبته عَنْهُ ثامن المُحَرَّم سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة

444 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن غَالب الأَنْصَاري من أَهْل مرسية وَسكن المرية أَخذ عَنْ أبي مُوسَى الْجُزُولِيّ إملاءه عَلَى الْجمل للزجاجي المترجم بالقانون وبالاعتماد وَصَحب أَبَا عبد الله بن هِشَام وَخَلفه فِي حلقته بعد وَفَاته وأقرأ الْقُرْآن والعربية وأسمع الحَدِيث واخذ عَنهُ وَكَانَ رجلا صَالحا ورعا منقبضا صرورة مَا تزوج قطّ وَلَا بَاعَ وَلَا ابْتَاعَ وَمكث عَنِ الحَمَّام نَحوا من أَرْبَعِينَ سنة أفادنيه بَعْض أَصْحَابنَا وَقَالَ تُوُفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وستّمائة ودُفِن بمقبرة الْحَوْض

445 -

إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد بن عَليّ بن ابرايم بْن خَلَف الْأَنْصَارِيّ من أَهْل مَدِينَة ابْن السَّلِيم وَسكن شريش يعرف بِابْن الْبناء وبالمديني ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي بَكْر بْن مَالك وَأبي بَكْر بْن عُبَيْد وَأكْثر عَنْهُ وَولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ ثُمَّ وُلّي الصَّلاة وَالْخطْبَة بشريش وحدَّث وأُخذ عَنْهُ وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وستّمائة أَوْ نَحْوهَا أَخْبرنِي بذلك ابْنه أَبُو بَكْر عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم صاحبنا بِمَدِينَة تونس

446 -

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْكَلْبِيّ من أَهْل بلنسية وَنزل سبتة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف باليابري رَحل حَاجا وَلَقي بالإسكندرية أَبَا عَبْد اللَّه الحضْرميّ فِي صَفَر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة سفمع مِنْهُ موطأ ابْن بكير وَغير ذَلِكَ من رِوَايَته وَله أَيْضا سَماع من ابْن عُبَيْد اللَّه وَغَيرهمَا وَكَانَ ثِقَة عدلا محترفا بِالتِّجَارَة وَتردد عَلَى الْمشرق وحدَّث وَأخذ عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن فرتون وَغَيره وتُوُفيّ بسبتة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وستّمائة

ص: 144

447 -

إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ من أَهْل حصن الْقصر بشرق إشبيلية يعرف بالمنتانجشي ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح الشَّرْقِي وَأبي الحَجَّاج بْن الرُّويُةَ وَغَيرهمَا حدَّث بِيَسِير وتُوُفيّ بِنِبْرِيشَةَ سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وستّمائة

448 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم من أَهْل بطليوس وَسكن إشبيلية يعرف بالأعلم ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أَبِيه وَأبي الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان المقرىء واختص بِهِ وَعَن أبي عبد الله بْن زرقون وَأبي الْعَبَّاس بْن سيد وَابْن عبيد الله وَغَيرهم وَعلم بِالْقُرْآنِ والعربية وَله شُرُوح فِي الْإِيضَاح والجمل والكامل والأمالي وَغَيرهَا وَألف كتابا فِي آدَاب أهل بطليوس ويروي من أَهلهَا عَنْ أبي زَيْد الْمَعْرُوف بِابْن الجُنْدَيْرة وَغَيره وَلم يكن بالضابط بَلغنِي أَنَّهُ تُوُفّي فِي سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وستّمائة أَوْ نَحْوهَا

449 -

إِبْرَاهِيم بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن فُوْرِتس العذري المقرىء الضَّرِير من أهل جَزِيرَة شقر وَنزل شاطبة وَأَصله من سرقسطة أَخذ الْقرَاءَات من شُيُوخنَا عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَابْن سَعَادَة وَأَخذهَا أَيْضا عَنِ القَاضِي عَتيق بْن عَلِيّ وَعَلِيهِ اعْتمد وَسمع من أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وَغَيره وأقرأ الْقُرْآن وأُخذ عَنْهُ وَكَانَ أديبًا لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر

450 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم صاحبنا من أَهْل بلنسية يعرف بالسهيلي ويكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَغَيره من شُيُوخنَا وَصَحب أبي رحمهمَا اللَّه عِنْدَ بَعضهم وأقرأ الْعَرَبيَّة وشارك فِي الْفِقْه وَولي قَضَاء قرمونة وأوريولة وَكَانَ أمرأ صدق تُوُفّي بمراكش بَعْدَ الْأَرْبَعين وستّمائة

451 -

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن قسوم اللَّخْميّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي بَكْر بْن الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأبي عَمْرو بن عَظِيمَة وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَعَن ابْن عُبَيْد اللَّه وَأبي الْحَسَن نجبة بْن يحيى

ص: 145

وَكَانَ فَقِيها أصوليًا ناسكًا صادعًا بِالْحَقِّ تغلب عَلَيْهِ الْعِبَادَة وَهُوَ أَخُو أبي بَكْر بْن قسوم وقَدْ حدَّث عَنْهُ فِي تأليفه بالحكايات تُوُفّي فِي شوّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وستّمائة بَعْدَ وَفَاة أَخِيه أبي بَكْر بِنَحْوِ ثَلَاثَة أَعْوَام وَكَانَ بَيْنَهُمَا فِي المولد مثل ذَلِكَ ودُفِن بكدية الْخَيل خَارج بَاب قرمونة إزاء قبر أَخِيه رحمهمَا اللَّه

452 -

إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن خَلَف بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْعَبدَرِي من أَهْل ميورقة وأصل سلفه من قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن عَائِشَة روى الحَدِيث عَنْ أبي عَبْد اللَّه الْمَعْرُوف بختَنِ فضل وتَفَقَّه بِهِ وَمَال إِلَى عَلَمُ الرَّأْي ودراسة الْمسَائِل وَذَلِكَ كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ مَعَ الدّيانَة والنزاهة وأسره العدوّ فِي الْحَادِثَة عَلَى بَلَده وقدِم بلنسية بَعْدَ خلاصه فولي النِّيَابَة بهَا فِي الْأَحْكَام ثُمَّ قَدِمَ إِلَى قَضَاء دانية ونوظِر بهَا عَلَيْهِ وَلحق بتونس حُمَيْد السّيرة مرضِي الطَّرِيقَة صحبته وَسمعت مِنْهُ أَخْبَارًا مولده سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ ظهر يَوْمَ الثُّلَاثَاء التَّاسِع عشر لذِي قعدة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وستّمائة ودُفِن لعصر ذَلِكَ الْيَوْم خَارج تونس وَشهِدت جنَازَته فِي طَائِفَة أتبعوه ثَنَاء جميلاً

453 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الأصبحي من أَهْل إشبيلية وَكَانَ يسكن حصن الْقصر من شرقها يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن مَالك المِيْرتُلي وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات السَّبع وَأَجَازَ لَهُ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ أديبًا ناظمًا ناثرًا حدَّث عَنْه بَعْض أَصْحَابنَا وَقَالَ تُوُفّي فِي آخر سنة ستٍّ وَأَرْبَعين وستّمائة

454 -

إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ الفِهري من أَهْل شريش يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالبونسي نِسْبَة إِلَى قَرْيَة بُونِسَ بِالْبَاء الْمُعْجَمَة مِنْهَا روى بِبَلَدِهِ عَنْ أبي الْحَسَن بْن هِشَام وَأبي عَمْرو بْن غياث وَأبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُؤمن وَغَيره وَقد أَخذ عَنْهُ وتُوُفيّ منتصف سنة إِحْدَى وَخمسين وستّمائة وَقَالَ ابْن فرتون أَنَّهُ تُوُفّي فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من ربيع الآخر من السَّنَة وَذَكَرَ أَنَّهُ أجَاز لَهُ ولابنه عَبْد الْكَرِيم وَأَن لَهُ تآليف مِنْهَا كتاب التَّعْرِيف والإعلام فِي رجال ابْن هِشَام وَكتاب كنز الكتَّاب فِي نسختين كبرى وصغرى وَكتاب التَّبْيِين والتنفيح بِمَا ورد من الْغَرِيب فِي كتاب الفصيح قَالَ مولده فِي عَام ثَلَاثَة وَسبعين وَخَمْسمِائة فِيمَا كتب لي بِخَطِّهِ

ص: 146

وَمن الغرباء

455 -

إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الشَّيْبَانيّ من أَهْل بَغْدَاد وَسكن القيروان يكنى أَبَا اليُسْر وَيعرف بالرياضي كَانَ لَهُ سَماع بِبَغْدَاد من جلة الْمُحدثين وَالْفُقَهَاء والنحويين لَقِي الجاحظ والمبرد وثعلبا وَابْن قُتَيْبَةَ وَلَقي من الشُّعَرَاء حبيبًا ودعبلاً وَابْن الجهم والبحتري وَمن الْكتاب سَعِيد بْن حُمَيْد وَسليمَان بْن وهْب وَأحمد بْن أبي طَاهِر وَغَيرهم وَهُوَ الَّذِي أَدخل إفريقية رسائل المُحْدثين وأشعارهم وطرائف أخبارهم وَكَانَ عَالما أديبًا ومرسلاً بليغًا ضَارِبًا فِي كلّ علم وأدب بِسَهْم وَكتب بِيَدِهِ أَكثر كتبه مَعَ براعة خطه وَحسن وراقته وَحكى أَنَّهُ كتب على كبره كتاب سِيبَوَيْهٍ كُله بقلم وَاحِد مَا زَالَ يبريه حَتَّى قصر فَأدْخلهُ فِي قلم آخر وَكتب بِهِ حَتَّى فني بِتمَام الْكتاب وَله تواليف مِنْهُمَا لَقِيط المرجان وَهُوَ أكبر من عُيُون الْأَخْبَار وَكتاب سراج الْهدى فِي الْقُرْآن ومشكلة وَإِعْرَابه ومعانيه والمرصَّعة والمدبَّجة وجال فِي الْبِلَاد شرقًا وغربًا من خُرَاسَان إِلَى الأندلس وَقد ذكر ذَلِكَ فِي أشعار لَهُ وَكَانَ أديب الْأَخْلَاق نزيه النَّفس كتب لإِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الأغلبي صَاحب إفريقية ثُمَّ لِابْنِهِ أبي الْعَبَّاس عَبْد اللَّه وَكَانَ أَيَّام زِيَادَة اللَّه بْن عَبْد اللَّه آخر مُلُوك الأغالبة عَلَى بَيت الْحِكْمَة وتُوُفيّ بالقيروان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ فِي أول ولَايَة عُبَيْد اللَّه الشيعي وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة خَبره مُخْتَصر من تَارِيخ أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن القَاسِم الْمَعْرُوف بالرَّقيق وَفِيه عَنْ غَيره وَذكره سكن بن ابراهيم الأندلسي وَقَالَ عريب بْن سَعِيد تُوُفّي يَوْمَ الْأَحَد لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة بقيت من جُمَادَى الأولى يَعْنِي من سنة ثَمَان وَتِسْعين ودُفِن بِبَاب سلْم قَالَ وَكَانَ أديبًا مُرْسلا شَاعِرًا حَسَن التَّأْلِيف وقدِم الأندلس عَلَى الْإِمَام مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَذَكَرَ لَهُ مَعَه قصَّة قَدْ كتبتها فِي تأليفي المترجم بإفادة الْوِفَادَة وَحكى أنَّ لَهُ مُسْندًا فِي الحَدِيث وكتابًا فِي الْقُرْآن سَمَّاهُ سراج الْهدى والرسالة الوحيدة والمؤنسة وقطب الْأَدَب ولقيط المُرجان وَغير ذَلِكَ من الأوضاع قَالَ وَكتب لبني الْأَغْلَب حَتَّى انصرمت أيامهم ثُمَّ كتب لِعبيد اللَّه حَتَّى مَاتَ وَمن

ص: 147

الروَاة عَنْهُ أَبُو سَعِيد عُثْمَان بْن سَعِيد الصيقل مولى زِيَادَة اللَّه بْن الْأَغْلَب قَرَأت شعر حبيب عَلَى أبي الرّبيع بْن سَالم وقرأت جملَة مِنْهُ عَلَى غَيره وناولني جَمِيعه وحدثاني بِهِ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عَن زرقون عَنِ الْخَولَانِيّ عَنْ أبي القَاسِم حَاتِم بْن مُحَمَّد عَنْ أبي غَالب تَمام بْن غَالب بْن عُمَر اللّغَوِيّ عَنْ أَبِيه أبي تَمام عَنْ أبي سَعِيد الْمَذْكُور عَنْ أبي اليَسَر عَنْ حَبيب وَهُوَ إِسْنَاد غَرِيب

456 -

إِبْرَاهِيم بْن سلم الإفْرِيقِي الْوراق يكنى أَبَا إِسْحَاق قَدِمَ قرطبة وَكَانَ بهَا يلازم المَسْجِد الْجَامِع وَكَانَ شَيخا صَالحا قَرَأت اسْمه بِخَط شَيخنَا أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأورد لَهُ قِطْعَة شعر أَولهَا

(تزيد عَلَى الإقلال نَفسِي نزاهةً

وتأنسُ بالبَلْوى وتقوى مَعَ الْفقر)

(فَمن كَانَ يخْشَى صرف دهر فإنني

أمنت بِفضل اللَّه من نُوب الدَّهْر)

وَذَكَرَ لَهُ القَاضِي يُونُس قصَّة مَعَ أبي بَكْر بْن مُجَاهِد الألبيري تدل عَلَى عفته وفضله وَحكى أَنَّهُ كَانَ يؤم بمسجده بحومة غَدِير أبي الْفَيْض ويورَّق للْحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَإِلَيْهِ كتب بالشعر الْمَذْكُور وَقد أَرَادَ رياضته بِقطع جراية عَنْهُ وَخرج بِأخرَة عمره إِلَى مكَّة بنية الْجوَار بهَا والوفاة فِيهَا رحمه الله

457 -

إِبْرَاهِيم بْن حَمَّاد من أهل قلعة حَمَّاد عمل بجاية يكنى أَبَا إِسْحَاق لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الرمامة

458 -

إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن الْحَسَن بْن الْوَلِيد السُّلَميّ من أَهْل فاس يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن فُرتون وَهُوَ جَدُّ جَدِّ أبي الْعَبَّاس صاحبنا دَخَلَ الأندلس وروى بمرسية عَنْ أبي الصَّدَفِي وَسمع عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَأَجَازَ لَهُ وروى أَيْضا عَنْ أبي على الغساني وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَغَيرهم وَسمع بفاس من عَبّاد بْن سرحان وَأبي عَبْد اللَّه بْن الصيقل الشاطبي وَأبي الحَجَّاج بن عديس وَلَقي بسجلماسة بكار بن برهون بن الغرديس سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة فَسمع عَلَيْهِ صَحِيح الْبُخَارِيّ حدَّث

ص: 148

عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن أَحْمَد وَغَيره وتُوُفيّ بِبَلَدِهِ من لَيْلَة السبت الثَّالِث وَالْعِشْرين من جُمَادَى الآخِرَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة ذكره حفيده أَبُو الْعَبَّاس

459 -

إِبْرَاهِيم بْن حَارِث الكلَاعِي من أَهْل الأربس بإفريقية يكنى أَبَا إِسْحَاق دَخَلَ الأندلس وَسمع بإشبيلية من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ الشهَاب للقضاعي وَبَعض تواليفه فِي سنة تسع وَخَمْسمِائة وَعَاد إِلَى بَلَده وَكَانَت لَهُ بِهِ نباهة وبيته مَعْرُوف إِلَى الْيَوْم وتُوُفيّ فِي حُدُود السِّتين وَخَمْسمِائة أفادنيه الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد بْن بُرطلة

460 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد اللَّخْميّ السَّبتي يعرف بِابْن المتقن ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى بالأندلس عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَأبي الْقَاسِم خلف بن صَوَاب وَأبي مُحَمَّد البطليوسي وَأبي إِسْحَاق بن خفاجة ورحل حَاجا فَسمع بالإسكندرية من أبي طَاهِر السِّلَفيّ وبمكة من أبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن نصرون وَغَيرهمَا حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد العثماني بِبَعْض تواليف البطليوسي وَبِغير ذَلِكَ وَقَالَ رويت عَنْهُ وروى عني وَجعله أندلسيًا وَلَعَلَّ ذَلِكَ لدُخُوله إِيَّاهَا وَكَانَ سَمَاعه من ابْن نصرون فِي شهر ربيع الأول سنة سبعين وَخَمْسمِائة قرأته بِخَط أبي عَبْد اللَّه التجِيبِي شَيخنَا

461 -

إِبْرَاهِيم بْن خَلَف بْن مَنْصُور الغساني الدّمشقيّ يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالسنهوري وسَنْهُور من ديار مصر روى عَنْ أبي القَاسِم بْن عَسَاكِر وَأبي الْيمن الكِنْديّ وَأبي الْمَعَالِي الفراوي وَأبي الطَّاهِر الخشوعي وَغَيرهم قَالَ أَبُو الْعَبَّاس النباتي قَدِمَ عَلَيْنَا يَعْنِي إشبيلية سنة ثَلَاث وستّمائة وسمى جمَاعَة من شُيُوخه وَحكى أَنَّهُ كَانَ يروي موطأ أبي مُصْعَب وصحيح مُسْلِم بعلو وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه أجازني وَابْني مُحَمَّدًا جَمِيع مَا رَوَاهُ عَن شُيُوخه الَّذِين مِنْهُم أَبُو الْفَخر فَنًّا خُسْر ابْن فَيْرُوز الشّيرازيّ وَذَكَرَ أنَّ رِوَايَته بنزول لأنَّه لَمْ يرحل إلاّ بَعْدَ وَفَاة الشُّيُوخ الْمَشَاهِير بِهَذَا الشَّأْن وَقَالَ أَبُو الْحَسَن بْن الْقطَّان وَسَماهُ فِي شُيُوخه قَدِمَ عَلَيْنَا تونس سنة اثْنَتَيْنِ وستّمائة واستجزته لِابْني حَسَن فَأَجَازَهُ وإياي قَالَ وَانْصَرف من تونس إِلَى الْمغرب ثُمَّ إِلَى الأندلس وَقدم عَلَيْنَا

ص: 149

بَعْدَ ذَلِكَ مَرّاكُش مفلتًا من الْأسر فَظهر فِي حَدِيثه عَنْ نَفسه تجازف واضطراب وكَذِبٌ زَهد فِيهِ وإثر ذَلِكَ انْصَرف إِلَى الْمشرق رَاجعا وَقد كَانَ إذْ أجَاز ابْني كتب بِخَطِّهِ جملَة من أسانيده وسمى كتبا مِنْهَا الْمُوَطَّأ والصحيحان وَغير ذَلِكَ قَالَ وَقد تبرأت من عُهْدَة جَمِيعه لمّا أثَبَتُّ من حَاله وحَدثني أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي كَرَامَة صاحبنا بتونس أنَّ السنهوري هَذَا لمّا انْصَرف إِلَى مصر امتحن بملكها الْكَامِل مُحَمَّد بْن الْعَادِل أبي بَكْر بْن أَيُّوب لأجل معاداته أَبَا الخَطَّاب بْن الجُمَيِّل فَضرب بالسياط وطيف بِهِ عَلَى جمل مُبَالغَة فِي إهانته

462 -

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن فَارس بْن شاكلة بْن عَمْرو بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ الذكواني من أَهْل كانم ممّا يَلِي صَعِيد مصر يكنى أَبَا إِسْحَاق قدم الْمغرب قبل الستمائة بِيَسِير وَسكن مَرّاكُش وَدخل الأندلس فِيمَا بَلغنِي وَكَانَ عَالما بالآداب شَاعِرًا مُفلقًا مَعَ التيقظ والفهم وَصدق التأله سَمِعتُ شُيُوخنَا يصفونه بذلك ويجملون الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَانَ لَونه مسودًا وَله فِي ذَلِكَ أشعارًا نادرة وأقرأ مقامات الحريري تفهمًا وَلَا أَدْرِي عَمَّن رَوَاهَا وتُوُفيّ سنة ثَمَان أَوْ تسع وستّمائة

463 -

إِبْرَاهِيم بْن جَابِر بْن عمر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر المَخْزُومِي من أَهْل مَرّاكُش وَنَشَأ بِمَدِينَة فاس يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالقفال أَخذ عَنْ أبي الْحَسَن بْن حَرَزَهم وَغَيره وَمَال إِلَى التصوف وَغلب عَلَيْهِ الْوَعْظ والتذكير فَقطع فِي ذَلِكَ عمره وَكَانَ من أَهْل الْعلم وَالْعَمَل مقلاً صَابِرًا عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ الأندلس واستوطن إشبيلية وَأقَام بهَا سِنِين عدَّة ثُمَّ انْتقل مِنْهَا فِي سنة تسع وَعشْرين وستّمائة وَقصد مَرّاكُش فَلم يزل بهَا يعظ وَيذكر إِلَى أنَّ تُوُفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وستّمائة وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة حَدَّثَنِي بذلك ابْنه وَغَيره

بَاب إِسْمَاعِيل

464 -

إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن يحيى بْن كثير اللَّيْثِيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْقَاسِم روى عَن أَبِيه وَتُوفِّي فِي حَيَاته وَكَانَ طَويلا فَائت الطول أديبًا شَاعِرًا ذكره الرّازيّ

ص: 150

465 -

إِسْمَاعِيل بْن الفَضْل بْن الفَضْل بن عميرَة العتقي من كورة تدمير يكنى أَبَا أَيُّوب رَحل سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَحج مَعَ أَخِيه عَبْد الرَّحْمَن بْن الفَضْل وسمعا بالقيروان من حماس القَاضِي وَصَالح بْن مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم بن دَاوُد وَابْن عون ذكره ابْن حَارِث وقرأته بِخَط الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل العتقي

466 -

إِسْمَاعِيل بْن تاجِيت من أَهْل قرطبة وَأَصله من البربر من نَاحيَة جيان ويتولى بَلِيًّا فِي قضاعة أَخذ عَنْ مُحَمَّد بْن الْفَرح الرشَّاش صَاحب الذِّرَاع صناعَة من الْقسم هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد بْن تاجيت وبرعا فِي ذَلِكَ

467 -

إِسْمَاعِيل بْن خطاب الغافقي من أَهْل سرقسطة وَصَاحب الصَّلاة بهَا وَكَانَ أَبُوهُ أَيْضا يتَوَلَّى الصَّلاة بهَا ذكره وَالَّذِي قبله الرّازيّ وَقَالَ ابْن الفَرَضيّ فِي أَبِيه خطاب بْن إِسْمَاعِيل الغافقي من أَهْل وَشْقَة صَاحب صَلَاة سرقسطة وَذَكَرَ الْحميدِي أَنَّهُ مولى غافق

468 -

إِسْمَاعِيل بْن يعِيش بْن إِسْمَاعِيل بْن زَكَرِيَّاء بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن حبيب بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الجَبَّار الدَّاخِل إِلَى الأندلس بْن أبي سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف رضي الله عنه من أَهْل بطليوس كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ حزم بْن يعِيش مِمَّن يحمل عَنْهُ النَّسَبُ قَالَه الرّازيّ

469 -

إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد من أَهْل وشقة يعرف بِابْن الأَبَّار وَهُوَ وَالِد الْفَقِيه يروي مُحَمَّد بن اسماعيل ويروى عَنْ أبي عُثْمَان سَعِيد بْن سَعِيد بْن كثير الوشقي حدَّث عَنْهُ ابْنه مُحَمَّد ذكره ابْن الفرضي وكناه أَبَا القَاسِم وَهنا زِيَادَة عَلَيْهِ

470 -

إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن صَالح بْن تَمام بْن غَالب من أَهْل سرقسطة يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن فُورْتِش وجدُّه سُلَيْمَان بْن صَالح هُوَ الملقب بذلك فِيمَا ذكره ابْن حَارِث قَالَ ابْن الفَرَضيّ ينتسبون إِلَى وَلَاء بني أُميَّة وَقَالَ أَبُو الفَضْل بْن عِيَاض حَدَّثَنِي بَعْض أَصْحَابنَا أنَّ أصل نسبهم فِي عُذرة رَحَلَ حَاجا وَأدّى الْفَرِيضَة وَلَا أعرف لَهُ سَمَاعا فِي رحلته وَهُوَ وَالِد القَاضِي

ص: 151

مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل وأخوته ولمّا صدر عَنْ حجه وكَرَّ قَافِلًا إِلَى وَطنه تُوُفّي بِمصْر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة ذَكَرَ وَفَاته ابْن حُبَيْش ورثاه أَبُو عُمَر بْن دراج القسطلي

471 -

إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن يحيى التجِيبِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَرَب وَيعرف بالوخشي كَانَ فَقِيها مُحدثا وَعمر كثيرا وَابْنه الْحَافِظ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد لَهُ رسائل كتب بهَا من ميله إِلَى بَعْض أخوانه وقفت عَلَى ذَلِكَ

472 -

إِسْمَاعِيل بْن خَلَف بْن سَعِيد من أَهْلَ سرقسطة كَانَتْ لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَقَرَأَ عَلَى أبي ذَر الهَرَويّ صَحِيح الْبُخَارِيّ فِي ذِي الحجّة سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة بدار خَدِيجَة بِنْت خويلد رضي الله عنها بِتِلْكَ الْقِرَاءَة سمع أَحْمَد بْن يحيى بْن عَائِذ وَأصبغ بْن رَاشد والشَّنْتِجالي وَغَيرهم

473 -

إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن المعلِّم من أَهْل سرقسطة يعرف بالدراج كَانَ معدودًا فِي فُقَهَاء بَلَده ونبهائهم وَهُوَ أحد الشُّهُود عَلَى أبي عُمَر الطلمنكي بِخِلَاف السَّنَة مَعَ رَافع بْن نصر بْن غربيب وَالْحسن بْن مُحَمَّد بْن هالس وَجَمَاعَة من الْأَعْلَام فأسقط القَاضِي حِينَئِذٍ بسرقسطة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن فرتون شَهَادَتهم وسجل عَلَى نَفسه بذلك فِي جُمَادَى الأولى من سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة قَرَأت ذَلِكَ بِخَط أبي الحكم بْن غَشِلْيان وَفِيه يسير عَنْ غَيره

474 -

إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن جُبْرُون يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ من أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر كثير وَكتب عَنْهُ تأليفه فِي الصَّحَابَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وتأليفه فِي أَخْبَار القَاضِي مُنْذر بْن سَعِيد وسَمعه مِنْهُ وَلَا أعلمهُ حدَّث

475 -

إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَامر الحِمْيريّ الأديب من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا الْوَلِيد ويلقب أَبُوهُ بحبيب كَانَ آيَة فِي الذكاء والفهم والبلاغة وتجويد الشّعْر

ص: 152

عَلَى حَدَاثَة سنه وَله فِي فصل الرّبيع تأليف ترجمَهَ بالبديع أَفَادَ بِهِ وَلم يُورد فِيهِ لغير شعراء الأندلس شَيئًا وَهُوَ أَخُو أبي زَيْد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَامر شيخ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ تُوُفّي معتبطًا قَرِيبا من سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة فِي خَبره عَنِ الْحميدِي

476 -

إِسْمَاعِيل بْن هَارُون البطليوسي مِنْهَا يكنى أَبَا القَاسِم يروي عَنْ أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد التبريزي الْمَعْرُوف بِابْن الخازن حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر عَاصِم بْن أَيُّوب وَأَبُو الْحَسَن بْن السِّيد البَطْلَيْوسِيَّان من فهرسة أبي مُحَمَّد بْن السِّيد

477 -

إِسْمَاعِيل بْن يُوسُف بْن حَدِيدِي من أَهْل سرقسطة يكنى أَبَا القَاسِم رَحل وَحج وَأم بِبَلَدِهِ فِي صَلَاة الْفَرِيضَة وَله رِوَايَة عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة من خطّ أبي دَاوُد المقرىء

478 -

إِسْمَاعِيل بْن أبي زَيْد من أَهْل مرسية يكنى أَبَا الْعَرَب أَخذ عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَاخْتلف إِلَيْهِ وَعَن أبي حَفْص الْهَوْزَنِي الشَّهِيد أيّام كَونه بمرسية من كتاب الْفرق للباجي

479 -

إِسْمَاعِيل بْن مُهَلْهِل صَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بِجَامِع بلنسية لأوّل فتحهَا فِي رَجَب سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ أَخا للأمير مَزْدَلي اللمتوني من الرَّضاعة وَأرَاهُ الَّذِي ولاه ذَلِكَ وَهُوَ صلّى عَلَى أبي دَاوُد المقرىء حِين تُوُفّي لِلنِّصْفِ من رَمَضَان سنة ستٍّ وَتِسْعين بَعْدَ الْفَتْح بعام ونيف ذكره ابْن عياد وَعِنْدِي أَنَّهُ من الغرباء

480 -

إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سُفْيَان السُّلَميّ من نَاحيَة دانية يكنى أَبَا عَلِيّ كَانَ من أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس بن أبي عَمْرو المقرىء أَخذ بدانية عَنْه الْقرَاءَات وأقرأ بهَا يروي عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن سَيِّد بونه

481 -

إِسْمَاعِيل بْن غَالب اللَّخْميّ من أَهْل لَبْلَة يكنى أَبَا الْوَلِيد أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْحسن الْعَبْسِي وأبوي القَاسِم بْن رزق وَابْن مُدير وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَمن الروَاة عَنْه أَبُو الْحُسَيْن بْن صاعد اللَّبْلي ذكره ابْن خَير

482 -

إِسْمَاعِيل بْن يحيي بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه وَقد تَقَدَّمَ النّسَب قَبْلَ هَذَا من أَهل سرقسطة يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن فُوْرتش وَهُوَ أَخُو القَاضِي مُحَمَّد بْن يحيى وَكَانَا جَمِيعًا زاهدين لَهما رحْلَة سمعا فِيهَا من أبي ذَر الهَرَويّ

ص: 153

بِمَكَّة وعادا إِلَى بلدهما وَولي مُحَمَّد مِنْهُمَا الْقَضَاء وَقد لقيهمَا القَاضِي أَبُو عَلِيّ بْن سُكَّرَة وَلم يسمع مِنْهُمَا ويرويان عَنْ أبي عُمَر الطلمنكي وَأبي الحزم بْن أبي دِرْهَم وَتُوفِّي فِي نَحْو الْخَمْسمِائَةِ ذكره عِيَاض فِي المعجم وَلم يسم أَبَا القَاسِم هَذَا

483 -

إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى بْن فَهْد بْن أبي مَالك الْأمَوِي من أَهْل مرسية سَمِعَ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي فِي النَّاسِخ والمنسوخ لهبة الله فِي سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكتبه عَنْهُ بِخَطِّهِ وقفت عَلَى ذَلِكَ وَكتب أَيْضا النَّاسِخ والمنسوخ لمكي فِي سنة خَمْسمِائَة وَلَا أعلمهُ حدَّث

484 -

إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْأَسْلَمِيّ من أَهْل أَلْش يكنى أَبَا الْوَلِيد حدَّث بالموطأ عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَكَانَ حَسَن الْخط ذَا عناية بالرواية

485 -

إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن بَقِي الحجاري من أَهْل مَدِينَة الفَرَج وَسكن قرطبة يكنى أَبَا الْقَاسِم أَخذ عَنْ أَبِيهِ وَأبي الْحَسَن سَعِيد بْن قُوطَة وَأبي عبد الله المغامي وَأبي الْمطرف بن سَلمَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد الْقَاسِم بن الْفَتْح الريوله وَذكره ابْن عَزِيز فِي أَصْحَاب أبي الْعَيْش معمر بن معذل الحجاري ونجباء تلاميذه روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بن عبد الرَّحِيم وكناه أَبَا الْحسن وَابْن بشكوال وَلم يذكرهُ فِي الصِّلَة وَقد أخبر عَنْهُ فِي اسْم أَبِي عُمَر الطلمنكي مِنْهَا برؤياه المنذرة بوفاته وَقَالَ فِي مُعْجم شُيُوخه سَأَلنَا إِسْمَاعِيل هَذَا أنَّ يُجِيز لَنَا مَا رَوَاهُ فَقَالَ نَعَمْ بِلَفْظِهِ وتُوُفيّ سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة

486 -

إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن مَسْعُود بْن مُحَمَّد الرعيني من أَهْل قصر أبي دانِس بغرب الأندلس يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنِ أبي حَفْص بْن الْيَتِيم واختص بِهِ وَسمع مِنْهُ تواليفه وكتبها عَنْهُ وَكَانَ صَاحب تَقْيِيد واعتناء مَعَ ضبط وَحسن خطّ وَلَا أعلمهُ روى عَنْ غَيره وتُوُفيّ فِي شعْبَان سنة ستٍّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة

ص: 154

487 -

إِسْمَاعِيل بْن الْحُسَيْن بْن الْفَتْح من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا الْوَلِيد كَانَ من أَهْل الْعلم بِالْحِسَابِ والنجوم وَله رِسَالَة الْبُرْهَان فِي هَذَا الشَّأْن

488 -

إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد الْعَبدَرِي من أَهْل شنتمرية الشرق وَسكن مرسية يكنى أَبَا الْوَلِيد وَيعرف بِابْن الجياب كَانَ من أَهْل النزاهة وَالْعَدَالَة والتقدم فِي الْوَرع والذكاء وتخيره أَبُو الْعَبَّاس بْن أبي جَمْرَة إِمَامًا لمسجده فَكَانَ يؤم بِهِ فِي صَلَاة الْفَرِيضَة وَأوصى عِنْدَ وَفَاته أنَّ يُصَلِّي عَلَيْهِ فَأمْضى ذَلِكَ القَاضِي عَاشر بْن مُحَمَّد وَكَانَ قَدْ أَشَارَ عَلَى ابْنه أبي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد شَيخنَا بِأَن يُصَلِّي عَلَى أَبِيه لمّا قَدِمَ نعشه فتوقف عَنْ ذَلِكَ وعرَّف بِوَصِيَّة أَبِيهِ فَاسْتحْسن عَاشر ذَلِكَ مِنْهُ وَتقدم إِسْمَاعِيل هَذَا فَتَوَلّى الصَّلاة عَلَيْهِ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَقد ذكرت هَذَه الْوَفَاة

489 -

إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن بن حجاج اللَّخْميّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْوَلِيد سَمِعَ من أبي عَبْد اللَّه بْن مَنْظُور وَمن أبي الحَجَّاج الأعلم واختص بِهِ وَجل رِوَايَته عَنْهُ ويروي أَيْضا عَنْ أبي مَرْوَان بْن سراج وَكَانَ أديبًا كَاتبا عريقًا فِي النباهة سَمِعَ مِنْهُ أَبُو بَكْر بْن رزق وَأَبُو الْحَسَن بْن الضَّحَّاك وَابْن خَيّر وَابْن ملكون ونجبة وَغَيرهم وَقَالَ ابْن الدّباغ وقرأته بِخَط ابْن عياد أَنْشدني الْوَزير ِأبو الْوَلِيد بن حجاج فِي مجْلِس الْوَزير الْكَاتِب أبي مُحَمَّد بْن عَامر للوزير أبي الْوَلِيد بْن مَسْلَمَة

(إِذَا خَانَكَ الرِّزْقُ فِي بَلْدَةٍ

وَوَافَاكَ مِنْ هَمِّهَا مَا كَثُرْ)

(فَمِفْتَاحُ رِزْقِكَ فِي بَلْدَةٍ

سِوَاهَا فَرِدْهَا تَنَلْ مَا يَسُرّ)

(كَذَا المبهمات بوسط الْكتاب م

مفتاحها أبدا فِي الطرر)

// المتقارب //

وقرأت بِخَط ابْن الضَّحَّاك تُوُفّي شَيخنَا إِسْمَاعِيل بْن حجاج فِي شهر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة زَاد ابْن حُبَيْش ومولده سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة

490 -

إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إزْرَاق التّميميّ من أهل سرقطة يكنى أَبَا القَاسِم كَانَ هُوَ وَأَبوهُ وجدُّه من أَهْل النباهة والمشاركة فِي الْعلم وَهُوَ جد شَيخنَا أبي عَبْد اللَّه بْن نوح لأمه وانتقل عَنْ وَطنه بَعْدَ أنَّ ملكه الرّوم وتجول بِبِلَاد شَرق الأندلس

ص: 155

وَتُوفِّي بمرسية بعد صَلَاة الظهرمن يَوْمَ الْأَرْبَعَاء منتصف شهر ربيع الآخر سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة ودُفِن بمقبرة بَاب ابْن أَحْمَد

491 -

إِسْمَاعِيل بْن مَسْعُود بْن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود الخُشَنِي من أهل جيان يكنى أباطاهر وَيعرف بِابْن أبي رُكَب وَقد قيل إِن أَخَاهُ الْأُسْتَاذ أَبَا بَكْر هُوَ الْمَعْرُوف بذلك رَوَى عَنْ مشيخة بَلَده وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا لقِيه أَبُو عَبْد اللَّه بْن عُبَادة الجياني الْمُقْرِئ وَأخذ عَنهُ وأنشدني ابْن سَالم غير مرّة وَأَخْبرنِي فِي آخَرين عَنِ ابْن حَمِيد قَالَ أَنْشدني الْأُسْتَاذ أَبُو بَكْر بْن مَسْعُود لِأَخِيهِ إِسْمَاعِيل

(يَقُولُ النّاسُ فِي مثل

تذكره غائباا تَرْهُ)

(فَمَا بِي لَا أَرَى سَكَنِي

ولَا أَنْسَي تَذَكُّرَهُ)

492 -

إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى الحضْرميّ من أَهْل إشبيلية حدَّث عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ بِكِتَاب الشهَاب للقضاعي وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمعه بقرَاءَته عَلَيْهِ قَدِيما وَقد ذكرته فِي مُعْجم أَصْحَابه من جمعي وَلم يكن بالضابط

493 -

إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بن عَطاء الله الاصنهاجي من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا الْوَلِيد وَيعرف بِابْن العريف روى عَنْ أَخِيه أبي الْعَبَّاس الزَّاهد وَكتب عَنْهُ كثيرا من شِعره وَعَن عَبّاد بْن سرحان حكى ذَلِكَ بَعْض أَصْحَابنَا عَنِ ابْن مُؤمن

494 -

إِسْمَاعِيل بْن عُمَر بْن أَحْمَد الْقُرَشِيّ العَلوَيّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا الطَّاهِر رَحل حَاجا وَدخل الْعرَاق والموصل وَقيد الْكثير وَرَوَاهُ ورأيتُ لَهُ سَمَاعا من أبي حَفْص الميانِشِي بِمَكَّة فِي سنة سبعين وَخَمْسمِائة سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الصَّبْر السبتي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عبد الْكَرِيم الفاسي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن وقَّاص الْخَطِيب وحَدَّثَ عَنْهُ فِي الْإِجَازَة أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْغَنِيّ قَاضِي ميورقة وقرأتُ بِخَط إِسْمَاعِيل هَذَا عَلَى نُسْخَة من الموطا تَحْديثَه عَنْ أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن هابيل بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ الْمَرْوِيّ عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وحدَّث أَيْضا عَنْ غَيره بِمَا دلّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يخلط وَلَا يضْبط

ص: 156

وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو الصَّبْر كَانَ لَهُ فِيهِ يَعْنِي الْمُوَطَّأ إسنادٌ عالٍ جدا فتصفحته فوجدتُه ينقص مِنْهُ رجلٌ وَاحِد فاستربت فِي الرِّوَايَة عَنْهُ بَعْدَ تحْسِين الظَّن بِهِ وَلم يتَنبَّه أَبُو الصَّبْر لِأَن ابْن هابيل وَغَيره من شُيُوخه مَجْهُولُونَ

495 -

إِسْمَاعِيل بْن فُلان بن مُحَمَّد بن سَعْدَان الشننريني الْوَاعِظ يكنى أَبَا الْوَلِيد هَكَذَا سَمَّاهُ ابْن سَالم وَنسبه وكناه وَلم يذكر أَبَاهُ وَمن خطه نقلت ذَلِكَ وَقَالَ فِيهِ حسنُ الطَّرِيقَة فِي الْوَعْظ سالِكٌ بِهِ مَسْلَك الْجد مقتصر فِي تمشيته عَلَى تَفْسِير كتاب اللَّه وتفهم مَعَانِيه أَقَامَ عندنَا ببلنسية زَمَانا وَكنت قد لَقيته فِي سنة ستٍّ وثماني وَخَمْسمِائة وَأَنا قَاصد من لُورقة إِلَى مرسية فبتنا تِلْكَ اللَّيْلَة بِالطَّرِيقِ وتذاكرنا كثيرا من الْأَخْبَار والآداب فَكَانَ ممّا أنشدنيه قَالَ أَنْشدني أَبُو القَاسِم السُّهيْلي لنَفسِهِ

(شَغَفَ الفُؤادَ نواعمٌ أَبْكَارٌ

)

الأبيات الْخَمْسَة بكمالها وَقد تَقَدَّمَ فِي بَاب أَحْمَد عَنِ ابْن أبي الْبَقَاء أَنَّهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعْدَان أَبُو الْعَبَّاس دون شكّ فِي اسْم أَبِيه فَلَا أَدْرِي من الغالط وَكِلَاهُمَا ناقد ضَابِط

496 -

إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا الْوَلِيد وَيعرف بِابْن السَّرَّاج سَمِعَ من أبي عبد الله بْن زَرْقُون يَسِيرا وَأَجَازَ لَهُ وَمن أبي مُحَمَّد بْن جُمْهُور وَغَيرهمَا وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَمْرو بْن عَظِيمَة والعربية عَنْ أبي إِسْحَاق بْن ملكون وَأبي الْوَلِيد جَابِر بْن أبي أَيُّوب وَصَحب الْأُسْتَاذ أَبَا الْعَبَّاس بْن أُميَّة واختص بالقاضيين أبي حَفْص بْن عُمَر وَأبي مُحَمَّد بْن حوط اللَّه ولطُفَ مَحَله مِنْهُمَا لمشاركته وَحسن تَصَرُّفَاته وحلاوة مَنْطِقه وَولي قَضَاء بَعْض الكور وَكَانَ عاكفًا عَلَى عقد الشُّرُوط مَوْصُوف بِالْحِفْظِ حَدَّثَنِي الثِّقَة أَنَّهُ استظهر أَكثر صَحِيح مُسْلِم رأيتُه أيّام إقامتي بإشبيلية وَلم آخذ عَنْهُ وَمَا أُراه حدَّث وتُوُفيّ فِي حُدُود سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة

497 -

اسماعيل بن بْن سَعْد السُّعُود بْن أَحْمَد بْن هِشَام بْن إِدْرِيس بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الوهّاب بْن عُفَير الْأمَوِي من أَهْل لبلة وَسكن إشبيلية يكنى أَبَا أُميَّة وَبَنُو عُفير ينتمون فِي الصَّرِيح من وَلَدِ عُثْمَان بْن عَفَّان رضي الله عنهم وَيُقَال إنَّهم

ص: 157

من موَالِي الأموية ودارهم الَّتِي نزلوها أول دُخُولهمْ لبلبة روى عَنْ أَبِيه أبي الْوَلِيد وَأبي بَكْر بْن صَاف وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَسمع مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ وَغير ذَلِكَ وَسمع بقرطبة أَبَا بَكْر بْن خَيّر قَرَأَ عَلَيْهِ بساباط جَامعهَا الْأَعْظَم صَحِيح مُسْلِم وكُتُبًا سواهُ وَلَقي ابْن زَرْقون وَابْن بشكوال وَأَبا إِسْحَاق بْن فرقد وأجازوا لَهُ كَمَا أجَاز لَهُ السُّهيْلي وَغير هَؤُلَاءِ وَولي قَضَاء مَرّاكُش فِي الْفِتْنَة ثُمَّ صرف عَنْهُ وَانْصَرف إِلَى إشبيلية وَكَانَ من أَهْل الْعلم وَالْأَدب مَعَ النباهة والنزاهة حدَّث وَأخذ عَنْهُ أصحابُنا وتُوُفيّ سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وستّمائة ومولده يَوْمَ الْخَمِيس ثامن صَفَر سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة

498 -

إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن أبي الْوَلِيد الْأَزْدِيّ من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا الْوَلِيد وَيعرف بالعطار سَمِعَ من عَبْد الْمُنعم الخزرجي فِي صغره وَمن أبي بَكْر بْن أبي زمنين وَابْن حكم وَابْن سمجون وَأبي بَكْر بْن حَسْنون وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن عميرَة وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن صَاحب الْأَحْكَام وجماعةٌ من شُيُوخنَا وَغَيرهم كتب إليَّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ فِي منتصف رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وستّمائة

ومِمَّنْ عُرِف بكنيته

499 -

أَبُو إِسْمَاعِيل بْن حَبَشِي وَحبشِي لَقب لَهُ بْن يحيى بْن سَعِيد بْن سَعْد بْن عقبَة بْن بِشْر بْن وَكيل بْن حَفْص بن عمر بن الْمُهَاجِرين بْن خَالِد بْن الْوَلِيد رضي الله عنه من أَهْل باجَة وَبشر هُوَ الدَّاخِل الَّذِي نزلها وعقبه بهَا كَانَ أَبُو إِسْمَاعِيل هَذَا فَقِيها فَارِسًا شجاعًا استُشِهد وَلم يعقب ذكره الرّازيّ

وَمن الغرباء

500 -

إِسْمَاعِيل بْن يُوسُف الطَّلَاّء من أَهْل القيروان كَانَ من ذَوي الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَايَة فِي النجابة مَعَ تَمَيُزٍ بالأدب وتصرفٍ فِي قرض الشّعْر وَدخل الأندلس وَمَات بهَا ذكره الزَّبِيديّ وَغَيره

ص: 158

501 -

إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن زِيَادَة اللَّه التجِيبِي من أَهْل القيروان وَسكن المهدية يعرف بالبرقي ويكنى أَبَا الطَّاهِر أَخذ عَنْ أبي إِسْحَاق الحٌصْريّ تواليفه وَسمع من أبي القَاسِم سَعِيد بْن أبي مخلد الْأَزْدِيّ العثماني وَأبي القَاسِم عمار بن مُحَمَّد الإسْكَنْدراني وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن حُبَيْش الشَّيْبَانيّ الأديب وروى عَنْ أبي يَعْقُوب النَّجيرَمي أدب الْكتاب لِابْنِ قُتَيْبَةَ وحَدثني بِهِ من طَرِيقه أَبُو عَبْد اللَّه التجِيبِي وَأَبُو عُمَر بْن عَاتٍ وَغَيرهمَا عَنْ أبي الطَّاهِر العثماني الديباجي عَن أبي القَاسِم مَنْصُور بْن مُحَمَّد البريدي عَنْ أبي عَلِيّ الْحُسَيْن بْن زِيَاد ابْن الرَّفاء عَنْ أبي الطَّاهِر البرقي هَذَا عَنْ أبي يَعْقُوب بْن خرَّزاذ النَّجِيرمَي عَنْ أبي الْحُسَيْن عَلِيّ بْن أَحْمَد المهلبي عَنْ أبي جَعْفَر بْن قُتَيْبَةَ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ عَالما بالآداب مستبحرًا شَاعِرًا مجودًا من أَهْل التَّأْلِيف والتصنيف مَعَ جودة الضَّبْط وبراعة الْخط دَاخل الأندلس بعد الأربعمائة ثُمَّ سَار إِلَى مصر وَكَانَ بهَا فِي سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة ووقفت وَذكر فِي الرَّائِق بأزهار الحدائق من تأليفه وقرأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ أَنَّهُ كَانَ بمالقة من بِلَاد الأندلس سنة ستٍّ وَأَرْبَعمِائَة وَحكى فِيهِ أنَّ مؤدبه أَبَا القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الْيَسِير أنْشدهُ

(نَزَلَ المَشِيبُ بِعَارضِي وَلِمَّتي

يَا نَفَسُ فَازْدَجِري عَن اللَّذَّاتِ)

(وَدَعِي الحَيَاةَ لأَهْلِهَا وَتَجَهَّزِي

يَا نَفَسُ وَيْك تَجَهُّزَ الأَمْوَاتِ)

(فَلَقَدْ نَصَحْتُكِ إِنْ قَبِلْتِ نَصِيحَتِي

وَلَقَدْ وَعَظْتُكِ إِنْ سَمِعتِ عِظَاتِي) // الْكَامِل //

حدَّث عَنْهُ أَبُو مَرْوَان الطبني لقبه بالإسكندرية فِي رحلته لأَدَاء الْفَرِيضَة وَكَانَ وُقُوفه فِي موسم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ووقفت من خطّ أبي الطَّاهِر هَذَا عَلَى مَا أرَّخَه فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة

502 -

إِسْمَاعِيل بْن الإسْكَنْدراني أَبُو الطَّاهِر لَقِي بِبَلَدِهِ أَبَا طَاهِر السِّلَفيّ وَسمع مِنْهُ ودرس عَلَيْهِ كتاب الِاصْطِلَاح للسمعاني وقدِم الأندلس وَدخل مرسية

ص: 159

تَاجِرًا وَكَانَ فَقِيها عَلَى مَذْهَب الشّافعيّ ذكره لي ابْن سَالم وأُنْسِيَ اسْم أَبِيه وأنشدني عَنْهُ قَالَ أَنْشدني السِّلَفيّ لنَفسِهِ

(أَنَا مِنْ أَهْلِ الحَدِيثِ

وَهُمُ خَيْرُ فِئَهْ)

(عِشْتُ تِسْعِينَ وَأَرْجُو

أَنْ أعيش لمائه)

// مجزوء الْكَافِر //

قَالَ فَكَانَ ذَلِكَ

بَاب إِسْحَاق

503 -

إِسْحَاق بْن عَامر بْن الْحَارِث الزُّهْرِيّ من أَهْل لورقة وُلّي قَضَاء تُدمير من قَبْلَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ عَنِ ابْن حَارِث

504 -

إِسْمَاعِيل بْن سَالم قرطبي يكنى أَبَا إِبْرَاهِيم روى عَنْ عِيسَى بْن دِينَار كتاب الْبيُوع من تأليفه حدَّث بِهِ عَنْه مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوسُف الأندلسيّ من برنامج ابْن الْوَلِيد نزيل مصر

505 -

إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْكَرِيم من أَهْلَ الشَّارَّة وإليها ينْسب روى عَنْ سَحْنُون بْن سَعِيد حدَّث عَنْهُ ثَابت بْن أَحْمَد التغلبي بموطأ ابْن وهْب حكى ذَلِكَ أَبُو أَيُّوب بْن غمرون وَذكره ابْن الفَرَضيّ وَلم يذكر من روى عَنْهُ

506 -

إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُزَين من أَهْل قرطبة وَأَبوهُ مُحَمَّد يكنى أَبَا مُضر روسى عَنْ بَقِي بْن مخلد وَولي قَبْرَة فأساء السّيرة ثُمَّ وُلّي سُرِتَّه وكَرُكُيْ وقلعة رَبَاح وعزل وَمَات فِي السجْن ذكره الرّازيّ

507 -

إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الجَبَّار بْن نُوَيْرَة بْن مَالك بْن مُنْذر الْمعَافِرِي من أَهْل جيان وَمن بَيت نباهةٍ بهَا نسبه الرّازيّ إِلَى معافر فاختصرت ذَلِك وَقَالَ كَانَ صَاحب الصَّلَاة بِبَلَدِهِ

508 -

إِسْحَاق بْن مُنْذر بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن السِّليم بن أبي عِكْرِمَة مولى

ص: 160

سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك كَانَتْ لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَذهب مَذْهَب النّسك وَهُوَ وَالِد قَاضِي الْجَمَاعَة مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن السَّلِيم وَكَانَ مِمَّن رأى فِي أبي الْخَيْر الْمَقْتُول عَلَى الزندقة رَأْي أبي إِبْرَاهِيم الطليطلي فِي الْبَطْش بِهِ خلاف رَأْي وَلَده مُحَمَّد ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن عفيف

509 -

إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُنْذر كَانَ من أَهْل الْأَدَب والفهم وَكَانَ وراقًا للْحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه فِي حَيَاة أَبِيه قَالَ الرّازيّ وَحكى أَنهم بَيت عَلَمُ ونباهة وَأَن مُنْذر بْن إِبْرَاهِيم تصرف فِي القيادة والعمالة

510 -

إِسْحَاق بْن الْحَسَن من أَهْل قرطبة يعرف بالزيات ويكنى أَبَا الْحَسَن يروي عَنْ أبي عُثْمَان سَعِيد بْن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِنَافِع أَخذ عَنْهُ الْعَرَبيَّة وَتحقّق بهَا وَخرج من وَطنه فِي الْفِتْنَة فأقرأها بسرقسطة وَله شرح فِي كتاب الْجمل للزجاجي أحسن فِيهِ وجود وَكتاب فِي المعرب والمبني احْتج لذَلِك وَعلل وَنبهَ عَلَى أغلاط وَقعت فِي الْكتاب أَكثر خَبره عَن ابْن عَزِيز وَقَالَ توفّي نَحْو الْأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة ووقفت أَنَا عَلَى نُسْخَة من الْجمل مقروءة عَلَيه سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة

511 -

إِسْحَاق بْن لب الفِهري من أَهْل شاطبة يعرف بالحمري نِسْبَة إِلَى قَرْيَة بجوفها وَالصَّوَاب الحمراوي سَمِعَ من طَاهِر بْن مفوز ولابنه عَبْد الوهّاب بْن إِسْحَاق رِوَايَة وَقد ذكرته فِي بَابه ذكرهمَا ابْن الدّباغ

512 -

إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْعَبدَرِي من أَهْل ميورقة وَأَصله من قرطبة يعرف بِابْن عَائِشَة ويكنى أَبَا إِبْرَاهِيم روى عَنْ أبي إِسْحَاق بْن فتحون وَأبي إِسْحَاق الغرناطي يَسِيرا كَانَ فَقِيها مفتيا مشاوَرًا حَافِظًا للرأي قَائِما عَلَى الْمُدَوَّنَة وجيهاً فِي بَلَده بعيد الصيت درَّس الْفِقْه ونوظر عَلَيْهِ فِي السمائل وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة وتُوُفيّ قَرِيبا من سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة أَخْبرنِي بذلك ابْنه أَبُو إِسْحَاق

وَمِمَّنْ عرف بكنيته

513 -

أَبُو إِسْحَاق الرييي الزَّاهد كَانَ رَجُلاً صَالحا مجرّب الدعْوَة وَكَانَ يأوي إِلَى مَسْجِد بِقرب مُنْية الخياطين فِي طَرِيق الزهراء ويتعبد فِيهِ ذكره القَاضِي يُونُس

ص: 161

514 -

أَبُو إِسْحَاق المؤدِّب الْإِمَام بغدير ابْن الشماس من أَهْل قرطبة كَانَ من الزهاد المخبتين وَهُوَ الَّذِي أوصى مَسْلَمَة بْن بترى أنَّ يُصَلِّي عَلَيْهِ عِنْدَ وَفَاته فِي آخر ذِي الحجّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة عَنِ ابْن حَيَّان وَفِيه عَنِ ابْن الفَرَضيّ

515 -

أَبُو إِسْحَاق الْهَوْزَنِي من أَهْل إشبيلية يروي عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن الْمُغيرَة الْقُرَشِيّ الْفَقِيه سَمِعَ مِنْهُ كتاب أَحْكَام الْقُرْآن لإسماعيل القَاضِي من برنامج الْخَولَانِيّ وَهُوَ غَيْر الْمَذْكُور عَنِ القَاضِي صاعد

516 -

أَبُو إِسْحَاق الأديب من أَهْل طليطلة حدَّث عَنْهُ أَبُو جَعْفَر وَالِد القَاضِي أبي عَامر بْن إِسْمَاعِيل

517 -

أَبُو إِسْحَاق الأديب آخر لَقِي أَبَا الْحَسَن الحٌصْريّ وَسمع مِنْهُ روى عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن الباذش وَأَبُو بَكْر بْن خَيّر أَنْشدني أَبُو الرّبيع بْن سَالم الْحَافِظ قَالَ أَنْشدني أَبُو جَعْفَر بْن حكم الشَّيْخ الصَّالح قَالَ أَنْشدني الْأُسْتَاذ أَبُو جَعْفَر بْن الباذش قَالَ أَنْشدني أَبُو إِسْحَاق قَالَ أَنْشدني أَبُو الْحَسَن الحٌصْريّ لنَفسِهِ بشاطىء مالقة وَهُوَ يحاول ركُوب الْبَحْر وَقد أَبْطَأت عَلَيْهِ فتاة لَهُ

(رب سهل على فتاتي فَتَاتِي

لِتَرَى هَلْ سَلَا فَتَاهَا فَتَاهَا)

(عَلَّمَتْهُ جُفُونُهَا آي سِحْرٍ

مَا تَلَاهَا عَنْ حُبِّهَا مُذْ تَلَاهَا)

// الْخَفِيف //

وَمن الغرباء

518 -

إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يَغْمُور المجابري من سكان فاس يكنى أَبَا إِبْرَاهِيم سَمِعَ بسبتة أَبَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه تفقَّه بمرسية عِنْدَ أبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَولي قَضَاء فاس وسبتة وَكَانَ فَقِيها مالكيًا حَافِظًا للرأي قَائِما عَلَى الْمُدَوَّنَة يُقَالُ إِنَّهُ كَانَ يستظهرها وَولي بآخرة من عمره قَضَاء بلْنسِيَّة فِي آخر سنة ستٍّ وستّمائة ورأيته إِذْ ذَاك بهَا وَلم تطل ولَايَته لِأَشْيَاء نقمت مِنْهُ وَصرف بِأبي عَبْد اللَّه بْن أصبغ ثُمَّ وُلّي قَضَاء جيان وفقد فِي كائنة الْعقَاب يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الرَّابِع عشر لصفر سنة تسع وستّمائة

ص: 162

بَاب إِدْرِيس

519 -

إِدْرِيس بْن الْيَمَان بْن سَالم العبْدري من أَهْل يابسة وتجول فِي بِلَاد الأندلس يكنى أَبَا عَلِيّ وَيعرف بالشِّبيني وَهُوَ بالعجمية شجر الصنوبر روى عَنْ أبي الْعَلَاء صاعد بْن الْحَسَن وروى عَنْهُ أَبُو عُثْمَان خَلَف بْن هَارُون القطيني وَكَانَ عَالما بالآداب إِمَامًا فِي صناعَة القريض أحد الشُّعَرَاء الفحول ذكره الْحميدِي وَقَالَ أدْركْت زَمَانه وَلم أره وشعره كثير مَجْمُوع وَلم يكن بَعْدَ ابْن دراج يَعْنِي أَبَا عمر القسطلي من يجْرِي عِنْدهم مجْرَاه وَذكره ابْن حَيَّان فِي تضاعيف تَارِيخه وَأثْنى عَلَيْهِ بالإجادة وَذكره الرشاطي أَيْضا وَفِي خَبره عَنِ المُصْحَفي وَأَحْسبهُ تُوُفّي فِي نَحْو الْخمسين وَأَرْبَعمِائَة

520 -

إِدْرِيس بْن يحيى بْن يُوسُف الْوَاعِظ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْمَعَالِي روى عَن أَبِي الْقَاسِم الْهَوْزَنِي سَمِعَ مِنْهُ جَامع التِّرْمِذيّ قَدِيما فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ يجول فِي الْبِلَاد يعظ النّاس وَيذكرهُمْ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سُفْيَان بْن أبي إِسْحَاق الْوَاعِظ وقرأت بِخَط أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أبي عَبْد اللَّه بْن سُفْيَان هَذَا جملَة أَبْيَات سَمِعَ أَبَا الْمَعَالِي الْمَذْكُور ينشدها بِمَسْجِد رَحْبَة القَاضِي من بُلُنْسيَّة وَمِنْهَا

(أَنَا فِي الغُرْبَةِ أَبْكِي

مَا بَكَتْ عَيْنُ غَرِيبِ)

(لَمْ أَكُنْ يَوْمَ خُرُوجِي

مِنْ بِلَادِي بِمُصِيبِ)

(عَجَبًا لِي وَلِتَرْكِي

وطنا فِيهِ حَبِيبِي) // مجزوؤ الرمل //

وقفت لَهُ على رِوَايَة عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي سَمِعَ مِنْهُ بالمرية سنة ستٍّ وَخمْس مائَة وَعَن أَبِي بكر بْن الْعَرَبِيّ سَمِعَ مِنْهُ بقرطبة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة

ص: 163

521 -

إِدْرِيس بْن مُدرك من أَهْل ميورقة يكنى أَبَا الْعَلَاء كَانَ فَقِيها حَافِظًا يُفْتِي ويشاور فِي الْأَحْكَام وَكَانَت لَهُ ولسلفه أَصَالَة وَمَا زَالَت أملاكهم بِأَيْدِيهِم من فتح ميورقة قَالَه لي أَبُو إِسْحَاق بْن عَائِشَة وتُوُفيّ سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة أَوْ نَحْوهَا

521 -

إِدْرِيس بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى بْن إِدْرِيس التجِيبِي من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا يحيى روى عَنْ عَمه أبي الْعَبَّاس صَاحب الْأَحْكَام وَعَن أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَغَيرهمَا وَكَانَ من أَهْل الْمعرفَة بالوثائق والعقود لعقدها مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْفِقْه وَالْأَدب وَولي قَضَاء شاطبة بَعْدَ أبي بَكْر بْن بيبش وخطب بِأخرَة من عمره بِجَامِع بَلَده وَتَوَلَّى الصَّلاة بِهِ وَله اخْتِصَار فِي سِيَر ابْن إِسْحَاق سَمَّاهُ بالإشراق وَقد أَخذ عَنهُ يَسِيرا وَأَجَازَ لبَعض أَصْحَابنَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ستٍّ وستّمائة وتُوُفيّ فِي آخرهَا أَوْ فِي أول سنة سبع بعْدهَا بَعْض خَبره عَنِ ابْن سَالم

523 -

إِدْرِيس بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الْأَنْصَارِيّ من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا الْعَلَاء أَخذ عَنْ أبي جَعْفَر بْن يحيى الْخَطِيب وَأبي مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَسمع مِنْهُمَا الحَدِيث وَمَال إِلَى الْعَرَبيَّة والآداب وأقْرَأ ذَلِكَ بقرطبة إِلَى أنَّ تَملكهَا الرّوم فَخرج مِنْهَا وَنزل سبتة وأقرأ هُنَالك وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي النّظم والنثر مَعَ غَلَبَة الانقباض عَلَيْهِ وَالصَّلَاح تُوُفّي فِي آخر سنة سبْعٍ وَأَرْبَعين وستّمائة

بَاب أَيُّوب

524 -

أَيُّوب بْن عَبْد ربه من مُسالِمَة الذِّمَّة وَأَصله من جِهَات سرقسطة استقضاه الْأَمِير الحكم بْن هِشَام الربضي عَلى إشبيلية ونواحيها فِي المُحَرَّم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَجعل إِلَيْهِ الصَّلاة ثُمَّ عَزله فِي عقب ذِي الحجّة سنة خمس وَتِسْعين فَكَانَت ولَايَته ثَلَاث عشرَة سنة ذكره ابْن حَارِث

525 -

أَيُّوب البلوطي الرَّجُل الصَّالح مَنْسُوب إِلَى فحص البلوط من جَوف قرطبة كَانَ من أَفْرَاد الْعباد والزهاد مُجاب الدعْوَة وَهُوَ الَّذِي نَادَى بِهِ القَاضِي حَامِد بْن يحيى عِنْدَمَا استسْقى بقرطبة فِي مدّة ولَايَته للْحكم الربضي أَوْ لِابْنِهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم

ص: 164

وعزم عَلَيْهِ بِاللَّه حَتَّى وقف بَيْنَ يَدَيِهِ وَقد التحَفَ فِي إزَاره ثُمَّ قَالَ مَا أردتَ بِهَذَا إِلَّا وشهرتي أما كنتُ أَدْعُو اللَّه حَيْث أَنَا ثُمَّ استشفع بِهِ وألحَّ فِي الدُّعَاء وَجعل أيّوب يُؤمن ويلحف فِي الدُّعَاء فَمَا انْصَرف النّاس من مقامهم ذَلِكَ إلاّ وأحذيِتُهم فِي أَيْديهم من كَثْرَة المَاء وطُلب بَعْدَ ذَلِكَ فَلم يُوجد فِي شَيْءٍ من الْبَلَد وَلَا اقتُفِيَ أثرُهُ ذكره ابْن حَيَّان وَغَيره وَفِي تَارِيخ ابْن حَارِث أيّوب بْن سُلَيْمَان العابد الزَّاهد وَلَعَلَّه هَذَا

526 -

أَيُّوب بْن نصر من أَهْل البيرة كَانَ حَسَن التَّأْلِيف والوضع للوثائق

527 -

أَيُّوب بْن إِبْرَاهِيم من أَهْل وشْقه يكنى أَبَا القَاسِم كُانّ يوثق وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ فِي حفظ الْمسَائِل وتُوُفيّ فِي صدر أيّام عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر ذكره وَالَّذِي قبله ابنُ حَارِث وقرأتهما بِخَط ابْن حُبيش

528 -

أَيُّوب بْن خَلَف بْن فَرَج بْن جرَّاح بْن نصر بْن سيَّار البلوي من أَهْل قرطبة وجده فرج هُوَ الَّذِي نزلها وَكَانَ سلفه قبلُ ببادية شّذُونة روى عَنْ بَقِي بْن مخلد وَغَيره ذكره الرّازيّ

529 -

أَيُّوب بْن يحيى مَذْكُور فِي أَصْحَاب بَقِي بْن مخلد ومعدود فيهم سَمَّاهُ أَبُو الْحَسَن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بَقِي

530 -

أَيُّوب بْن سُلَيْمَان بْن إِسْمَاعِيل الطليطلي سكن قرطبة وَصَحب مُحَمَّد بْن مَسَرَّة الْجبلي وَكَانَ قديم الْجوَار لَهُ طَوِيل الْمُلَازمَة تُوُفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء لخمس بَقينَ من ذِي الحجّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة

531 -

أَيُّوب بْن فتح من أَهْل قرطبة رَحل مَعَ مُحَمَّد بْن مَسَرَّة ورافقه إِلَى الْحجاز وحجَّ مَعَه وَأخذ كتبه عَنهُ وَكَانَ كثير الْعَمَل مُجْتَهدا لَهُ نُسْكٌ وزهد تُوُفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَلَاث مَائة

532 -

أَيُّوب بْن أَحْمَد بْن رَشِيق التغلبي مَوْلَاهُم من أَهْل بجَّانة المرية وَسكن شاطبة يكنى أَبَا الْقَاسِم كَانَ فَقِيها أديبا شَاعِرًا وَهُوَ جد عَبْد الْغَنِيّ بْن مكي بْن أَيُّوب

ص: 165

ذكره ابْن عياد وَأَبُو أَحْمَد بْن رَشِيق من فُقَهَاء بجانة ذكره ابْن بشكوال وَله فِي النَّفَقَات والحضانات وَأَسْبَاب الزَّوْجَات تأليف اسْتعْمل وأُخذ عَنْهُ

533 -

أَيُّوب بْن مُحَمَّد بْن وهْب بْن مُحَمَّد بْن وهْب بْن مُحَمَّد بْن وهْب بْن أيّوب بْن وهْب بْن بَكْر بْن سهل بْن أَيُّوب الْجَائِز من العدوة فِي الرعيل الأوّل ابْن إِبْرَاهِيم بْن نَاجِية بْن دَاوُد بْن أَوْد بن أُدَدْ بْن عزمان بْن دَاوُد بْن مُعَاذِ بْن نصر بْن يارد الغافقي من أَهْل سرقسطة ووهب بْن بَكْر هُوَ الَّذِي نزلها وَاتخذ أملاكها بقرية نُبالش بغربي المَدِينَةِ وَبنى عَلَى بطحائها ممّا يتَّصل بالمحجة السالكة إِلَى دَرَوْقَة وَغَيرهَا دَارا تعرف بمُنْيَةِ بني نوح ووهب بْن أَيُّوب بْن وهْب هَذَا هُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ نوح لِكَثْرَة وَلَده فغلب ذَلِكَ عَلَيْهِ وَعرف بِهِ عقُبه يكنى أَبَا مُحَمَّد

روى بِبَلَدِهِ عَنْ أَبِيه مُحَمَّد بْن وهْب وَأبي زَيْدُ بْن الْوراق وَأبي مَرْوَان بْن الصيقل وَأبي القَاسِم بْن الأنقر وَأبي زَيْدُ بْن مَنْتال الْخَطِيب وَخرج من وَطنه لمّا تملكه الرّوم بَعْدَ إِقَامَته بِهِ نَحوا من ثَلَاثَة أشهر وَبلغ طرطوشة لَيْلَة عيد الْأَضْحَى من سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وَيَوْم الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع خلون من رَمَضَان مِنْهَا دَخلهَا العدوّ ثُمَّ انْتقل من طرطوشة بَعْدَ إِقَامَته بهَا نَحوا من خَمْسَة أشهر إِلَى بلنسية واضطرب فِي بِلَاد شَرق الأندلس وَسكن غرناطة من شهر ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة إِلَى شهر ربيع الأوّل سنة سبْعٍ عشرَة وَلَقي أَبَا عَبْد اللَّه بْن أبي الْخِصَال فَكتب عَنْهُ خُطَبَةُ الَّتِي عَارض بهَا ابْن نُباتة وَلَقي أَيْضا أَبَا الطَّاهِر التّميميّ فَحمل عَنْهُ بَعْض تواليفه ثُمَّ كرّ إِلَى بلنسِيَّة فاستقر بهَا وأعقب وأنجب وَولي قَضَاء جَزِيرَة شُقْر بَعْدَ أَبِيه مُحَمَّد بْن وهْب وَصلى وقتا بِالنَّاسِ بِجَامِع بلنسِيَّة وَكَانَ من أَهْل الْعَدَالَة وَالْجَلالَة نبيه الْبَيْت شهير الْخَيْر أخباريًا حَسَن الوراقة وَكتب علما كثيرا وَله فِي التَّارِيخ تَقْيِيد مُفِيد وقفت عَلَيْهِ بِخَطِّهِ ونقلت مِنْهُ فِي هَذَا الْكتاب مَا نسبتُه إِلَيْهِ وَحَدَّثَنَا بِهِ وبروايته عَنْهُ ابنُه العَلاّمَة أَبُو عَبْد اللَّه وقرأت بِخَطِّهِ تُوُفّي أبي أَيُّوب رحمه الله يَوْمَ الْأَحَد الثَّالِث من صَفَر وَفِي مَوضِع آخر الرَّابِع من صَفَر فِي الرّبع الأوّل من الْيَوْم عَام سِتَّة وَسبعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن تسعين سنة زَاد غَيره تنقص مِنْهَا أيّام ودُفِن فِي الْيَوْم الَّذِي يَلِيهِ بَعْدَ صَلَاة الْعَصْر بجوفي مَسْجده بداخل

ص: 166

بلنسِيَّة ومولده بسرقسطة وقرأتُه بِخَط أَبِيه مُحَمَّد بْن وهْب لَيْلَة الْخَمِيس بَعْدَ مُضِيّ نَحْو من ثلث اللَّيْل مستهل ربيع الأوّل سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة

534 -

أَيُّوب بْن أبي بَكْر بْن عَبْد الْأَعْلَى الْمعَافِرِي من أَهْل شبِرت من ثغور بلنسِيَّة يكنى أَبَا مُحَمَّد أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ وَكَانَ يخططه بالأُستاذ وَنزل شاطبة وأقرأ بهَا إِلَى أنَّ تُوُفّي وَقد أَخذ عَنْهُ وَعَن أَخِيه أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه

535 -

أَيُّوب بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن غَالب الْمكتب من أَهْل بلنسِيَّة يكنى أَبَا مُحَمَّد وَيعرف بالقُلَاطِي أَخذ الْقرَاءَات عَنِ ابْن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وتصدر للإقراء والتعليم وَكَانَ من أَهْل الصّلاح وَالتَّحْقِيق والتجويد وَالْقِيَام عَلَى كتاب اللَّه تَعَالَى وَعنهُ أَخذ أَبُو الرّبيع بْن سَالم وَهُوَ وَصفه لي وَقَالَ تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى أَو الْأُخْرَى سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ من أَبنَاء الْخمسين وَأخذ عَنْهُ أَيْضا أَبُو بَكْر بْن مُحرز ونسبتُه الَّتِي يُعْرَفُ بهَا مستفادةٌ مِنْهُ

وَمن الكنى

536 -

أَبُو أَيُّوب الزَّاهد من أَهْل قرطبة طلب الْعلم مَعَ أبي مُحَمَّد الشِّنْتِجالي عِنْدَ أبي عُمَر الطلمنكي وَغَيره وَكَانَ إِمَام مَسْجِد الكَوَّابين بقرطبة عَنِ الطُّبني

وَمن الغرباء

537 -

أَيُّوب بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر الفِهري من أَهْل سبتة يكنى أَبَا الصَّبْر سَمِعَ بِبَلَدِهِ أَبَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأكْثر عَنْهُ وَأَبا القَاسِم بْن حُبيش وَأَبا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد فِي اجتيازهماا بِهِ وَدخل الأندلس وَسمع بهَا ابْن الْمُجَاهِد الزَّاهد وَابْن بشكوال وَأَبا مُحَمَّد بْن دَحْمان وَأَبا الْعَبَّاس بْن الْيَتِيم والسهيلي وَابْن كوثر وَغَيرهم ورحل فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بِمَكَّة من ابْن حَميد الطرابلسي جملَة من صَحِيح

ص: 167

الْبُخَارِيّ وَمن أبي حَفْص المَيانِشِي وَغَيرهمَا وَسمع بِمصْر والإسكندرية من ابْن عَوْف وَابْن الحضْرميّ وأخيه أبي الفَضْل وَابْن بَرِّي وَأبي عَبْد اللَّه المسعوديّ وَجَمَاعَة سواهُم وَاسْتَوْسَعَ فِي الرِّوَايَة وَكَانَ مَعْرُوفا بالزُّهد سالكًا طَرِيق التصوف حدَّث وَأخذ عَنْهُ جلةٌ مِنْهُم ابْن حوط اللَّه وَأَخُوهُ أَبُو سُلَيْمَان وَأَبُو الْحَسَن بْن الْقطَّان وَأَبُو عبد الله بن هِشَام وغيرم وَاسْتشْهدَ فِي كائنة العِقاب منتصف صَفَر سنة تسع وستّمائة

بَاب أُميَّة

537 -

أُميَّة بْن غَالب الأديب المَوْرُوري مِنْهَا وَسكن قرطبة يكنى أَبَا العَاصِي روى عَنْهُ أَبُو الْأَصْبَغ النحويُّ الأخفشُ وَأَبُو عُمَر بن عبد الْبر يَقُولُ فِيهِ أَبُو العَاصِي غَالب بْن أُميَّة بْن غَالب وَهُوَ مَذْكُور فِي بَاب غَالب لأجل ذَلِكَ بِأَكْثَرَ من هَذَا

539 -

أُميَّة بْن غَتِيل وُلّي الْأَحْكَام بدانية من قِبَل إقبال الدّولة عَلَى بْن مُجَاهِد وَكَانَ مِمَّن شَغَبَ عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن مبارك الصَّائِغ ذَكَرَ ذَلِكَ الْبَاجِيّ فِي كتاب الْفرق وَحكى أَبُو بَكْر الطرطوشي فِي فَوَائده عَنِ القَاضِي أبي مَرْوَان بْن غَتِيل الداني لقِيه بطرطوشة وَهُوَ هَذَا فِيما أَحسب

540 -

أُميَّة بْن عبد الْعَزِيز بْن أبي الصَّلْت من أَهْل إشبيلية وَبهَا نَشأ يكنى أَبَا الصَّلْت خرج من بَلَده ابْن عشْرين سنة وَقصد مصر فَأَقَامَ بهَا عشْرين سنة يطْلب الْعلم فتفنن فِي الطِّبّ والآداب وَالْعرُوض والتاريخ وسجن أثْنَاء ذَلِكَ ثُمَّ تخلص من اعتقاله وكرَّ إِلَى الْمغرب فَنزل المهدية من بِلَاد إفريقية على رَأس الْخَمْسمِائَةِ وَأقَام بهَا فِي كنف أمرائها الصنهاجيين تَمِيم بْن الْمعز وَولده عشْرين سنة وَكَانَ من أَفْرَاد الْعلمَاء وفحول

ص: 168

الشُّعَرَاء وَله تواليف فِي فنون شاهدة بفهمه ودالة عَلَى سَعَة علمه وَقد أوردتُُ فِي تأليفي المترجم بتحفة القادم كثيرا من شِعره وَكتب إليَّ أَبُو عُمَر بْن عَاتٍ أنَّ أَبَا الْحَسَن بْن الْمفضل أنْشدهُ بالإسكندرية قَالَ أنشدنا عبد الله بن يُوسُف الْقُضَاعِي قَالَ أَنْشدني أَبُو الصَّلْت أُميَّة بْن عبد الْعَزِيز الأندلسيّ قَالَ أَنْشدني أَبُو مُحَمَّد التكريتي من تلامذة أبي حَامِد الْغَزالِيّ لأبي حَامِد هَذَا وَلم أسمعهُ من غَيره وَلَا ذَكَرَ لَهُ أَبُو الصَّلْت فِي الحديقة غَيره

(حَلَّتْ عَقَارِبُ صُدْغِهِ فِي خَدِّهِ

قَمَرًا يَجِلُّ بِهَا عَنِ التَّشْبِيهِ)

(وَلَقَدْ عَهِدْنَاهُ يَحُلُّ بِبُرْجِهَا

فَمِنَ العَجَائِبِ كَيفَ حلت فِيهِ) // الْكَامِل //

توفّي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة أَوْ بعْدهَا بِيَسِير وَهُوَ من أَبنَاء السِّتين أفادني أَكثر خَبره بَعْضُ أَصْحَابنَا عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْخَالِق الْخَطِيب بالمُنَستير من أَعمال المهدية

بَاب أصبغ

541 -

اصبغ بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن نَاصح بْن عَطاء مولى الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَالِد قَاسم بْن أصبغ من أَهْل قرطبة وَأَصله من بيَّانة عَملهَا سَمِعَ الحَدِيث بِبَلَدِهِ وروى عَنْ يحيى بْن يحيى وَغَيره وَلم يزل يخْتَلف إِلَى الْمشرق تَاجِرًا حَتَّى ضعف وَكَانَ خيرا دينا كثير الْجِهَاد والرباط دائبًا عَلَى ذَلِكَ إِلَى أنَّ تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث مائَة ذَكَرَ خَبره الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَفِيه يسير عَنْ غَيره وَقَالَ ابْن حَيَّان تُوُفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاث مائَة

542 -

أصبغ بْن عَنْبَسَة اللَّخْميّ من أَهْل قرطبة يعرف بالباجي كَانَ عِنْدَهُ علم بِالْعَرَبِيَّةِ وبَصَرٌ باللغة وَرِوَايَة للشعر وأدَّب سَعِيد بْن أبي القَاسِم خَال النَّاصِر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد ذكره الرّازيّ

543 -

أصبغ بْن نَاصح المدَدِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بالمجذَّر

ص: 169

روى عَنِ الْعُتْبِي وَغَيره وَكَانَ من أَهْل الحذق بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْعلم بمعاني الشّعْر ذَا سمت ووقار واستأدبه النَّاصِر عَبْد الرَّحْمَن لِابْنِهِ الْمُغيرَة فَأحْسن تأديبة ذكره الزَّبِيديّ وَفِيه عَنِ الرّازيّ وَحكى أَنَّهُ أدب بِمَسْجِد مُكْرَم تأديبَ عَامَّة وَأَنه كَانَ مقرئًا مجودًا

544 -

أصبغ بْن عِيسَى المؤدِّب القُرْطُبيّ مَعْدُود فِي أَصْحَاب بَقِي بْن مخلد وَكَذَلِكَ

545 -

أصبغ بْن أَحْمَد ذكرهمَا أَبُو الْحَسَن بْن بَقِي

546 -

أصبغ الأندلسيّ غَيْر مَنْسُوب دَخَلَ مصر وَبهَا لقِيه أَبُو سَعِيد بْن يُونُس وَحكى عَنْهُ فِي تَارِيخه وَفَاة عُبَيْد اللَّه بْن حنين بالأندلس فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَلَاث مائَة ويُشْبه أنَّ يكون أحد الْمَذْكُورين فِي كتاب ابْن الفَرَضيّ من أَهْل الرَّحَل إِلَى الْمشرق عَلَى أنَّ وَفَاة ابْن حُنَيْن إِنَّمَا كَانَت فِي ذِي الحجّة سنة ثَمَان عشرَة وثلاثمائة

547 -

أصبغ بْن مدرك بْن عَبْد الحميد بْن غَانِم من أَهْل قرطبة وَمن بَيت وزارة وحجابة رَحل من الأندلس نابذًا للدنيا وراغبًا فِي الآخِرَة وَكَانَ من الْعباد تُوُفّي بِبَيْت الْمُقَدّس

548 -

أصبغ بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن مُسَافر من أَهْل قرطبة وَنسبه فِي البربر كَانَ يُؤَدب ذكره وَالَّذِي قبله الرّازيّ

549 -

أصبغ بْن يحيى الطَّبيبُ من أَهْل قرطبة كَانَ مُتَقَدما فِي صناعَة الطِّبّ وَهُوَ الَّذِي ألف للناصر عَبْد الرَّحْمَن حبَّ الأنيسون وَكَانَ مُعظما عِنْدَ الرؤساء مَقْبُول الشَّهَادَة معدلا ذكره سُلَيْمَان بْن جُلْخُل فِي كتاب طَبَقَات الْأَطِبَّاء لَهُ وَذكره أَيْضا صاعد

550 -

أصبغ بْن مُحَمَّد بْن أصبغ بْن السَّمْح الْمهرِي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم كَانَ من أَهْلَ الْمعرفَة الْكَامِلَة بِالْعدَدِ والهندسة والمهارة فِي صناعَة الطِّبّ والنجامة أَخذ عَنْ مَسْلَمَة بْن أَحْمَد المَرْجيطي وَهُوَ كَبِير تلاميذه وَكَانَ يخْتَار رَأْي أبي مُحَمَّد السُّوسي ويقفو أَثَره ويفضله وَخرج فِي الْفِتْنَة من قرطبة بَلَده وَاسْتقر بغرناطة فِي

ص: 170

كنف حبُّوس بْن ماكَسَن الصَّنهاجي وَالِد باديس وتأثل نعْمَة وَاسِعَة وَحَالا جميلَة ذكره صاعد القَاضِي وَحكى أنَّ لَهُ تواليف مِنْهَا كتاب الْمدْخل إِلَى الهندسة وَمِنْهَا كتاب ثمار الْعدَد الْمَعْرُوف بالمعاملات وَقَالَ تُوُفّي بغرناطة لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة بقيت لرجب سنة ستٍّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ ابْن ستٍّ وَخمسين سنة وَذكره ابْن حَيَّان أَيْضا وَأثْنى عَلَيْهِ

551 -

الْأَصْبَغ بْن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن أَرقم النميري من أَهْلَ وَادي آش يكنى أَبَا عَامر كَانَ من أَهْل الْعلم والآداب كَاتبا شَاعِرًا حَسَن الْخط وَكتب كثيرا توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَأَحْسبهُ أَوْ أَبَاهُ دفن بإشبيلية وبالفونت مِنْهَا وَلما ذَكَرَ لي بَعْض أَصْحَابنَا عَمَّن يَثِق بِهِ قَالَ رَأَيْت مَنْقُوشًا فِي حجر بالفونت من خَارج إشبيلية

(حَلَفَ الجُودُ يَا سُلَيْمَى وَأَقْسَمْ

مَا فَتَاهُ سِوَى الوزِيرِ ابْن أَرْقَمْ)

(عَاشَ مَا عَاشَ ثُمَّ مَاتَ حَمِيدًا

رَحِمَ اللَّهُ من عَلَيْهِ ترحم) // الْخَفِيف //

552 -

أصبغ بْن مُحَمَّد بْن أصبغ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أصبغ الْأَزْدِيّ من أَهْل قرطبة يعرف بِابْن المناصف ويكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أَبِيه قَاضِي الْجَمَاعَة أبي عَبْد اللَّه وَهُوَ الَّذِي صلّى عَلَيْهِ عِنْدَ وَفَاته وروى أَيْضا عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتَّاب وَغَيرهمَا حدَّث عَنْهُ شَيخنَا أَبُو القَاسِم بْن بَقِي بالموطأ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَلم يَأْخُذ عَنْهُ غَيره وَلَا أجَاز لَهُ قَرَأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ

553 -

أصبغ بْن عَلِيّ بْن هِشَام بْن أصبغ بْن عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَبَّاس من أهل يكني مالقة يكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ أديبًا وجيهًا فِي بَلَده لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر وَقد سمع مِنْهُ أَبُو عَمْرو بْن سَالم بَعْض منظومه وتُوُفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

وَمن الكنى

554 -

أَبُو الْأَصْبَغ النيَّار من أَهْل إشبيلية حدَّث عَنْ أبي مُحَمَّد بْن خزرج ذَكَرَ ذَلِك ابْن خير

ص: 171