المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ومن الغرباء في هذا الباب - التكملة لكتاب الصلة - جـ ١

[ابن الأبار]

الفصل: ‌ومن الغرباء في هذا الباب

أَو يعاضد وَلم يُعْن بالرواية وَقد حدَّث وَسمع مِنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن الْقطَّان وَسَماهُ أَبُو الرّبيع بْن سَالم فِي شُيُوخه وحظى بِخِدْمَة السّلطان بمراكش فنال دُنْيا عريضة واعتقد أَمْوَالًا جليلة وَولي قَضَاء مَدِينَة فاس وتُوُفيّ بهَا وَهُوَ يَتَوَلَّاهُ فِي آخر شوّال سنة ستع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بداره الْمَعْرُوفَة بِهِ بدرب ابْن صَاف من داخلها

599 -

أَبُو بَكْر بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن منخل بْن مُحَمَّد بْن مشرف النفزي من أَهْل شاطبة يروي عَنْ أبي إِسْحَاق بْن خَليفَة وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى وَقد أَقرَأ بالسبع وأسمع يَسِيرا أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وتُوُفيّ فِي ذِي الحجّة سنة خمس وَعشْرين وستّمائة ومولده سنة إِحْدَى واثنتين وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 600 أَبُو بَكْر بْن هِشَام بْن عَبْد اللَّه بْن هِشَام بْن سَعِيد بْن عَامر بْن خَلَف بْن مُطِّرف بْن مُحصن بْن عَبْد الغافر الْأَزْدِيّ من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا يحيى روى عَنْ أَبِيه أبي الْوَلِيد وَأَجَازَ لَهُ تآليفه فِي الْأَحْكَام والتاريخ وَجَمِيع مَا يرويهِ وَسمع أَبَا الْعَبَّاس المجريطي وَأَبا الْحَسَن بْن عِقَاب وَأخذ عَنْه الشهَاب فِي صغره وَسمع أَبَا القَاسِم الشراط وَأَبا جَعْفَر بن يحيى وَأخذ عَنْهُمَا الْقرَاءَات وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وعني بالآداب وَكَانَ كَاتبا بليغا شَاعِرًا مجيدا تكْتب للولاة وَولي قَضَاء بَعْض الكُوَر ووقْفتُ عَلَى إِجَازَته لبَعض أَصْحَابنَا وَمِنْهَا نقلت أَسمَاء شُيُوخه وَقد لَقيته بإشبيلية وَلم آخذ عَنْهُ شَيئًا من رِوَايَته وتُوُفيّ بالجزيرة الخضراء سنة خمس وَثَلَاثِينَ وستّمائة

‌وَمن الغرباء فِي هَذَا الْبَاب

601 -

أَبُو بَكْر الصّقليّ الْمكتب سكن قرطبة وَكَانَ من كبار النساك والفضلاء الفارين بدينهم قُدَّام الْفِتْنَة وَمن أجلهَا فَارق صقلية وَطنه وجال بِلَاد الأندلس فَنزل قرطبة خاملٍ الشَّخْص نابه الذّكر طَاهِر الجَيْب تذكِّرُ اللَّه رؤيتُه وَتَدْعُو إِلَى الْخَيْر مجالستُه ويذكِّر بالصالحين هديُه فِي انقباضه واقتصاده قَدْ ترك النّاس جانبًا وقنَع بِأَدْنَى معيشة مُقْتَصرا عَلَى أخرِجة صبيةٍ تنقَّى حرف آبَائِهِم يعلمُهم الْقُرْآن مُتعيشًا بالقلِّ

ص: 181

الَّذِي يؤثَرُ بِهِ غَيْر مُتقَصٍّ عَلَيْهِمْ وَلَا مقصِّر فِي تعليمهم مشتغلاً عَنِ الْخَوْض فِي الْفِتْنَة متحفظًا من بوائِقِها إِلَى أَن غُلِب صبُره وقَذِيَتْ عينهُ فَخرج فِي رُفق الجالية من قرطبة منتصف ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فأسِيَ الناسُ لفراقه وتفاقدُوا بركَة دُعَائِهِ ذكره ابْن حَيَّان

بَاب بِشْر

602 -

بِشْر بْن يزِيد الأندلسيّ ذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي الروَاة عنْ مَالك وَقَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ العُتْقِيُّ قَالَ نَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الإِفْرِيقِيُّ قَالَ نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ نَا أَبِي قَالَ نَا مَالِكُ بْنُ أنس عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اصْنَعِ الْمَعْرُوفِ إِلَى مَنْ هُوَ أَهْلُهُ وَإِلَى مَنْ لَيْسَ بِأَهْلِهِ َفَإِنْ أَصَبْتَ أَهْلَهُ فَقَدْ أَصَبْتَ وَإِنْ لَمْ تُصِبْ أَهْلَهُ كُنْتَ أَنْتَ أَهْلَهُ

هَكَذَا قرأته بِخَط ابْن الفريضي فِي نسخته من تأليف الدَّارَقُطْنِيّ وَوَجَدْتُ فِي تَارِيخِ ابْنِ يُونُسَ أَصْلَ ابْنِ مُفَرِّجٍ وَفِي بَابِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ يَزِيدَ الْأَزْدِيُّ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَالِكٍ مَنَاكِيرَ فَقَالَ فِي نَسَبِهِ الْأَزْدِيَّ وَلَعَلَّه تصحف للِدَّارَقُطْنِيِّ أَوْ لِمَنْ كَتَبَ تَصْنِيفَهُ بِالأَنْدَلُسِ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ كَذَلِكَ أَثْبَتَهُ وَرَوَاهُ وَقَالَ فِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ بِشْرُ بْنُ يَزِيدَ الإِفْرِيقِيُّ وَأَوْرَدَ هَذَا الْحَدِيثَ إِلا أَنَّهُ قَالَ وَإِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَإِنْ أَصَبْتَ أَهْلَهُ فَقَدْ أَصَبْتَ أَهْلَهُ

ثُمَّ قَالَ لَا يَصِحُّ عِنْدَ مَالِكٍ

603 -

بِشْر بْن حبيب بْن الْوَلِيد بْن حبيب الدَّاخِل إِلَى الأندلس بْن عَبْد الْملك بْن عمر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان من أَهْل قرطبة يعرف بالحبيبي وَأَبوهُ حبيب هُوَ الملقب بدَحُّون رَوَت عَنْهُ ابْنَته عَبدة بِنْت بشر وَأمه عابدة المدنية الراوية عَنْ مَالك بْن أنس وهما مذكورتان فِي آخر هَذَا الْكتاب نسبُه وخبُره عَنِ ابْن حَيَّان وَحكى أَنَّهُ وجد بِخَط أبي بَكْر عبَادَة بْن مَاء السَّمَاء الشَّاعِر حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْن سَلَمَة هُوَ القيني عَنْ عَبدة بِنْت بِشْر بْن دحون عَنْ أَبِيهَا بِشْر قَالَ دَخَلَ أبي مَدِينَة دمشق وطنهم الأقدم فِي رحلته إِلَى الْمشرق وعاملها يَوْمئِذٍ لأبي إِسْحَاق المعتصم بِاللَّه عُمَر بْن فَرَح الرخجي فَوَافَقَ

ص: 182

دُخُوله إِيَّاهَا غلاء شَدِيدا ومجاعة أشكت أَهلهَا فضجوا إِلَى الرَّخجي أنَّ يخرج عَنْهُمْ من عِنْدهم من الغرباء القادمين عَلَيْهِمْ من الْبِلَاد فَأمر بالنداء فِي المَدِينَةِ عَلَى كلّ من بهَا من طارىء وَابْن سَبِيل لِيخْرجُوا عَنْهَا وَضرب لَهُمْ أَََجَلًا ثَلَاثَة أيّام أوعد من تخلف بعْدهَا مِنْهُم بالعقاب فابتدر الغرباء الْخُرُوج مِنْهَا وَأقَام دحُّون لَمْ يَتَحَرَّك فجيء بِهِ إِلَى الرَّخجي بَعْدَ الْأَجَل فَقَالَ لَهُ مَا بالك عصيت أَمْرِي أَوْ مَا سَمِعتُ ندائي فَقَالَ لَهُ دحون ذَلِكَ النداء الَّذِي وَقَفَني فَقَالَ لَهُ وَكَيف فانتمى لَهُ فَقَالَ الرخجي صدقت وَالله إِنَّك لأحقُّ بِالْإِقَامَةِ فِيهَا منا فأقم مَا أَحْبَبْت وانصرِف إِذَا شِئْت

604 -

بِشْر الأديب من أَهْل إشبيلية يعرف بالأصم كَانَ يقرىء الْعَرَبيَّة والآداب بدرب ابْن مَرْيَم فِيهَا وبمسجده هُنَالك أفادنيه بَعْض أَصْحَابنَا وأنشدني عَنْ أبي إِسْحَاق بْن قسُّوم عَنْهُ بَعْض منظومه

بَاب بُشَري

605 -

بُشَري مولى الْمُسْتَنْصر بِاللَّه الحكم بْن النَّاصِر لَهُ سَماع من أبي الْوَلِيد هَاشم بْن يحيى البطليوسي بقرطبة فِي سنة ثَمَانِينَ وثلاثمائة وَله أَيْضا سَماع من غَيره وَكَانَ من نجباء الموَالِي

606 -

بُشَري مولى أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْخَيْر يروي عَنْ مَوْلَاهُ أبي بَكْر حدَّث عَنْهُ أَبُو القَاسِم مُحَمَّد بْن عَامر بْن فرقد

بَاب بسام

607 -

بسام بْن مُجْبَر بْن بسَّام يكنى أَبَا الضَّحَّاك ذكره ابْن الطيلسان وَحكى أَنَّهُ أنْشدهُ فِي المَسْجِد الْجَامِع بقرطبة غَيْر مرّة

(إِذَا مَا الصَّدِيقُ أسا مَرَّةً

وَقَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى مُجْمِلاً)

(تَذَكَّرْتُ مِنْ فِعْلِهِ مَا مَضَى

وَلَمْ يَنْقُضِ الآخِرُ الأولا)

// المتقارب //

ص: 183

608 -

بسام بْن أَحْمَد بْن حبيب بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن شَاكر الغافقي من أَهْلَ جيان واستوطن مالقة يكنى أَبَا الرضى سَمِعَ من أَبِيه وَأبي عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأبي جَعْفَر بْن مضاء وَأبي الْحَسَن نجبة بْن يحيى وَغَيرهم وَحضر مجْلِس أبي القَاسِم بْن بَشْكُوال فَسمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة أَبِيه كثيرا وَأَجَازَ لَهُ وروى أَيْضا عَنْ السُّهيْلي وَابْن عُبَيْد الله وَأبي الْحجَّاج بن غُصْن وَأبي الْحُسَيْن بن الصَّائِغ وسواهم وَكَانَ من أهل الْفضل والورع الْعِنَايَة بِالْحَدِيثِ وَالرِّوَايَة لَهُ حَظّ من الْعَرَبيَّة وَالْأَدب ومشاركة فِي قرض الشّعْر وَولي قَضَاء بالمنكب وَغَيرهَا فحمدت سيرته أجَاز لنا بِخَطِّهِ مَا رَوَاهُ وَسمع مِنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وتُوُفيّ لَيْلَة الجُمُعَة لعشر خلون من شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّمائة ودُفِن لصَلَاة الظّهْر بِظَاهِر مالقة وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته عَظِيما وَالثنَاء عَلَيْهِ جميلاً ومولده فِي شعْبَان سنة سبْعٍ وَخمسين وَخَمْسمِائة

بَاب بهْلُول

609 -

بهْلُول بْن الْيَسَع الْخَثْعَمِي من سَاكِني إشبيلية يعرف بالمقَصْدَر يكنى أَبَا بَكْر كَانَ مؤدِّبًا بالنحو وَالشعر وَكَانَ حَسَن الْخط جيّد الضَّبْط لَهُ أشعار صَالِحَة وَلم يزل بإشبيلية حَتَّى تُوُفّي بهَا وَقيل أَنَّهُ كَانَ قَدِمهَا من قرطبة ذكره الزَّبِيديّ واضطراب الرّازيّ فِيهِ فَتَارَة جعله من أَهْل قرمونة وَنسبه فِي بني عبس قَالَ فِيهِ بهْلُول بْن مُحَمَّد الشَّاعِر النَّحْوي وَذَكَرَ أنَّ بَيتهمْ بقرمونة وَأَن لَهُمْ بَقِيَّة وَتارَة جعله من أَهْل لبلة وَقَالَ فِيهِ المقصدر المؤدِّب وَلم يسمه وَحكى أَنَّهُ أدب بلبلة بْني أَبِي حَامِد ثُمَّ لزم مَدِينَة إشبيلية وَوَصفه بالبصر بالإعراب والتمكن فِي قَول الشّعْر وتجويده

610 -

بهْلُول بْن فتح من أَهْل إقليش لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَكَانَ رَجُلاً صَالحا خيرا وَحكى عَنْ نَفسه أَنَّهُ رَأَى فِي مَنَامه بَعْدَ قدومه من الْحَج كَأَنَّهُ بِمَكَّة وَقَائِل قَول انْطلق بِنَا نُصَلِّ مَعَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَكنت أَقُول لرجل من جيراني بإقليش يَا أَبَا فلَان انْطلق بِنَا نُصَلِّ مَعَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فَيَقُول لي لست أجد إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا فَكنت أتوجه وأصَلِّي مَعَ النّاس وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أمامنا فَلَمّا سلم من الصَّلاة رَجَعَ إِلَيّ وَقَالَ لي من أَي أَنْت قلتُ لَهُ من

ص: 184

الأندلس فَكَانَ يَقُولُ لي من لي مَوضِع فَكنت أَقُول من مَدِينَة إقليش فَيَقُول لي أتعرف أَبَا إِسْحَاق البَوانِي فَكنت أَقُول هُوَ جاري وَكَيف لَا أعرفهُ فَيَقُول لي أَقْرِأْهُ مني السّلام

بَاب بيبش

611 -

بيبش بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن بيبش الْعَبدَرِي من أَهْل أُندة وانتقل مَعَ أَبِيه إِلَى بلنسِيَّة يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أَبِيه وَأبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَابْن النِّعْمَة وَأبي بكر بن برنجال وتَفَقَّه بِالْقَاضِي أبي بَكْر بْن أَسد وَكتب بَين يَدَيْهِ وَفِي ولَايَته الشورى ببلنسية وبأبي مُحَمَّد بْن عَاشر أَيْضا وَولي الْأَحْكَام للْقَاضِي أبي الحَجَّاج بْن سماحة وَغَيره وَكَانَ من نبهاء الْفُقَهَاء بَصيرًا بِالشُّرُوطِ وَغَيرهَا من أحسن النّاس خطًّا وَأكْرمهمْ خلقا عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ عدلا حَلِيمًا وسيما وَتوجه غازيا فِي عَسْكَر السُّلْطَان إِلَى شنترين سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ثُمَّ قفل وتُوُفيّ عَلَى أثر ذَلِكَ أكثُره عَنِ ابْن سَالم وَقَالَ ابنُ سُفْيَان تُوُفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة يَعْنِي بَعْدَ الصَّدَر من غَزْوَة وبذة إلاّ أَنَّهُ غلط فِي اسْمه فَقَالَ فِيهِ مُحَمَّد بْن أَحْمد وكناه أَبَا بكر وسمى أَكثر شُيُوخه وَالصَّوَاب مَا ثَبت هُنَا

612 -

بيبش بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن بِيبَش الْعَبدَرِي من أَهْل شاطبة وقاضيها يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ أَبَا الْحَسَن بْن هُذَيْل وأباه عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأَبا الْعَبَّاس الأقليشي وَأَبا مُحَمَّد بْن عَاشر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ من أَهْل الأندلس أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني وَأَبُو الْحسن بن طَارق بْن يعِيش وَأَبُو الْوَلِيد بْن خيرة وَمن أَهْل الْمشرق أَبُو طَاهِر السِّلَفيّ وَأَبُو عَلِيّ بْن العرجاء وَأَبُو المظفَّر الشَّيْبَانيّ قَاضِي الْحَرَمَيْنِ وَغَيرهم وَكَانَ امرء صدق حُمَيْد السّيرة فِي قَضَائِهِ عدلا صليبًا فِي الْحق مهيبًا حَافِظًا للْحَدِيث مرّ عَلَيْهِ زمانٌ قَلَمّا كَانَ يغيب عَنْهُ فِيهِ شَيْءٍ من صَحِيح الْبُخَارِيّ لحفظه إِيَّاه متصرفًا مَعَ ذَلِكَ فِي الْفِقْه والنحو وَالتَّفْسِير معدودًا فِي أَهْل الشورى والفتيا قَبْلَ ولَايَته الْقَضَاء وَله فِي تَغْيِير الْمُنكر وقمع الْبَاطِل آثَار مَعْرُوفَة وَألف على صَحِيح البُخَارِيّ تأليفين أَحدهمَا نحا فِيهِ منحى الْمُهلب بْن أبي صفرَة فِي اخْتِصَار الصَّحِيح الَّذِي سَمَّاهُ بالتصحيح وَالثَّانِي فِي جمع الْأَحَادِيث الَّتِي زَاد مُسْلِم فِي تخريجها عَلَى الْبُخَارِيّ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَأَخُوهُ أَبُو سُلَيْمَان وَأكْثر خَبره عَنْهُ وَذكره أَبُو عُمَر بْن عَاتٍ فِي شُيُوخه وَأحسن الثَّنَاء عَلَيْهِ وَقَالَ تُوُفّي وَهُوَ يتَوَلَّى قَضَاء شاطبة فِي الْعشْر الأوّل من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ

ص: 185

وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن ثَمَانِيَة وَخمسين عَاما وصُلِّيَ عَلَيْهِ فِي مَسْجده وازدحم النّاس عَلَى نعشه والتمسح بأكفانه مولده سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة

الْإِفْرَاد فِي حرف الْبَاء

613 -

بُسر بْن قَطَن بْن جِرْو بْن اللَّجْلَاج التّميميّ ولاه الْأَمِير عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم قَضَاء كورة جيان ذكره ابْن حَارِث وَقَالَ ابْن حَيَّان أَنَّهُ وُلّي قَضَاء الْجَمَاعَة بقرطبة للأمير الحكم بْن هِشَام بَعْدَ أَبِيه قطن ثُمَّ وُلّي بعده عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى

614 -

برَاء بْن عبد الْعَزِيز بْن مهَاجر البرجمي من أَهْلَ قرطبة سَمِعَ بهَا من أبي بكر من مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مِسْوَر سنة إِحْدَى وستِّين وَثَلَاث مائَة وَمن وَلَده أَبُو مَرْوَان عُبَيْد اللَّه بْن عبد الْعَزِيز بْن الْبَراء يرْوى عَنِ ابْن الافليلي ذكره ابْن بشكوال وغلِط فِي نِسْبَة جَدّه وَالصَّوَاب مَا ثبَتَ هَذَا

615 -

بشار الْأَعْمَى النَّحْويّ من سَاكِني دانية يكنى أَبَا القَاسِم ذكره الْحميدِي وَقَالَ ذهب عني نسبه كَانَ أستاذًا فِي الْعَرَبيَّة شَيخا من شُيُوخ الْأَدَب وَكَانَ فِي نَاحيَة الموفَّق مُجَاهِد العامري مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ وَذَكَرَ لَهُ قصَّة مَعَ صاعد اللّغَوِيّ قطعَهُ فِيهَا وأخجله وَكَانَ مُجَاهِد نَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَلم يقبل مِنْهُ وَحكى أَبُو بَكْر المُصْحفي أنَّ بشارًا هَذَا أدب أَبَا جَعْفَر بْن عَبَّاس الْوَزير بالمرية جلبه أَبُوهُ إِلَيْهَا

616 -

بَاقِي بن عبد لله بْن إِسْمَاعِيل الْأَسْلَمِيّ من أَهْل ألش وَسكن مرسية يكنى أَبَا خَالِد وكناه صَاحب قلائد العقيان أَبَا الْحسن أَخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي تَمام القطيني وروى عَنْ أبي الْحَسَن الحٌصْريّ وَأبي أَحْمَد بْن الصَّفّار البَرْبَشْتَري وَكَانَ أديبا كَاتبا شَاعِرًا نحويا لَهُ معرفَة بالطب وَغير ذَلِك وَكتب للْقَاضِي أبي أُميَّة بن عِصَام وَحل مِنْهُ ألطف مَحل روى عَنهُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد الرَّحْمَن المكناسي قصيدة أبي مَرْوَان الجزيري وَكَانَ يَرْوِيهَا عَنْ أبي أَحْمَد بْن الصَّفّار عَنْ مُحَمَّد بْن أبي مَرْوَان عَنْ أَبِيه وأخبرت بهَا عَنْ أبي الحَجَّاج بْن أَيُّوب عَنِ المكناسي

ص: 186