الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مثال لخطورة التخاطب بين الجنسين عبر الإنترنت
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت أقوم بـ" تشات" لفترة من الوقت، وأنا متزوجة وأم لاثنين. وفي خلال إحدى اللقاءات عبر "تشات" مع رجل، تأثرت عاطفيا حتى أن الأمر بلغ مني مبلغا أني أرسلت له صورتي عبر رسالة إلكترونية. وأنا أشعر بالذنب الشديد الآن وأشعر أيضا بالخزي من تصرفي ذاك.
أريد أن أقول أيضا أنه لم يسبق لي أبدا أن وقعت في أي أمر مشين كما أني لا استخدم لغة البذاءة البتة. أرجو أن تخبرني ما إذا كان فعلي حراماً. ومنذ ذلك الوقت وأنا أسأل الله عفوه. أرجو أن تساعدني في الخروج مما أجد.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً: لا شك أن مثل هذه المحادثات إن كانت طريقاً إلى الشر والفتنة ـ كما حدث من تأثّرك بهذا الرجل ـ فإنه أمر محرم ولا يجوز وكل ما كان وسيلة إلى محرّم فهو محرّم، ويراجع جواب سؤال رقم (6453)
ثانياً: الواجب عليك التوبة إلى الله عز وجل والاستغفار من هذا الفعل المحرم، والندم على ذلك، والترك الفوري لاستخدام المحادثات مع الرجال الأجانب عبر هذه القنوات، وعليك بدعاء الله عز وجل أن يسترك في الدنيا والآخرة، وننصحك بأن تشغلي وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك، من تعلّم أمور دينك والاهتمام بزوجك، ورعاية أبنائك، فلا شك أن هذا مما يأجرك الله عليه، وعليك بالإكثار من الأعمال الصالحة، والتعرّف على نساء صالحات حتى يكن بديلاً عن شغل وقتك بما يضر ولا ينفع. نسأل الله الهداية والتوفيق للجميع.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
الأم المرتدة هل لها على أولادها حق الصلة والبِرّ؟
[السُّؤَالُ]
ـ[أبي رجل مسلم، وأمي امرأة من " السيخ "، ولكنها أسلمت عندما تزوجت والدي، بعد أن أسلمت كانت تحافظ على الصلوات، وحضور المسجد والدروس، بشكل مستمر، ثم بعد ما يقارب 13 عاماً: لا أدري ما الذي حدث بينهما، فطلقها، فارتدت عن الإسلام، وعادت لديانتها السابقة – وللأسف -. حاولت معها جاهدة أن تعود إلى الإسلام لعلمي بالعقاب الأليم لمن يرتد عن الإسلام، ولكن دون جدوى، ولا أدري الآن كيف أتعامل معها، لأنها أمي، ولها عليَّ حقوق يجب مراعاتها، ولكن كيف السبيل إلى الموازنة في العلاقة معها؟ وما هي النصيحة التي يمكن أن تسدوها لي؟ .]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
نسأل الله تعالى أن يردَّ أمك إلى الإسلام، وأن يُحسن لها خاتمتها.
ثانياً:
قولكِ "، ولها عليَّ حقوق يجب مراعاتها ": غير صحيح! ولو أنها كانت كافرة أصلية: لكان لها عليك حقوق، ولكن بما أنها صارت مرتدَّة عن دين الله تعالى: فقد سقطت حقوقها الشرعية عليكِ وعلى أولادها المسلمين.
قال الشافعي رحمه الله:
ومَن انتقل عن الشرك إلى الإيمان، ثم انتقل عن الإيمان إلى الشرك، مِن بالغي الرجال والنساء: استتيب، فإن تاب قُبل منه، وإن لم يتب: قُتل، قال الله عز وجل:(ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) إلى (هم فيها خالدون) .
" الأم "(1 / 257) .
والمرتد ليس له حرمة في الشرع؛ لأنه لا يقرُّ على ردته، فإما أن يرجع إلى الإسلام فتكون له أحكام المسلمين، أو يصرَّ على كفره فيُقتل، ولذا لا تحل ذبيحته، ولا يجوز التزوج من مرتدة، وليس للمرتد حق الصلة والبر والإحسان؛ بل يُهجر ويقاطَع، إلا من أجل الدعوة والنصيحة.
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
ما حكم الشرع في نظركم في ترك أهلي ومقاطعتهم بسبب معاصيهم وتركهم للصلاة وللواجبات؟.
فأجاب:
لا شك أن الأهل والأقارب لهم حق على الإنسان، حتى وإن كانوا كافرين؛ لقول الله تعالى (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) ، (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)، ولكن هؤلاء الأهل الذين لا يصلُّون يعتبرون مرتدين عن الإسلام؛ لأن مَن لا يصلي: كافر، كما دل على ذلك كتاب الله، وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة رضي الله عنهم، بل حكاه بعض العلماء إجماعاً، فإذا كانوا تاركين للصلاة: فهم مرتدون عن دين الإسلام، ولا يجوز للإنسان أن يخالطهم، اللهم إلا على سبيل النصيحة، أن يذهب إليهم وينصحهم ويبيِّن لهم ما في هذه الردة من الخزي والعار في الدنيا والآخرة لعلهم يرجعون، فإن أصروا على ذلك: فلا حقَّ لهم، ويجب هجرهم، ومقاطعتهم، ولكني أسأل الله عز وجل أن يرد هؤلاء، وغيرهم، ممن ابتلوا بهذه البلية العظيمة أن يردَّهم إلى الإسلام حتى يقوموا بما أوجب الله عليهم من الصلوات وغيرها.
وليُعلم أن المرتد أعظم جُرماً وإثماً من الكافر الأصلي؛ لأن الكافر الأصلي يقرُّ على دينه الذي هو عليه وإن كان باطلاً، أما المرتد: فإنه لا يقر على دينه، بل يؤمر بالرجوع إلى الإسلام، والقيام بما تركُه كفر، فإن لم يفعل فإنه يجب أن يُقتل
…
.
فتاوى نور على الدرب (شريط 161، وجه ب) .
والوصية لك: بعدم اليأس من هداية والدتك، والاستمرار في دعوتها، بالحسنى، مع مداومة الدعاء لها، واختيار الأوقات الفاضلة كثلث الليل الآخر، والأحوال الفاضلة كالسجود في الصلاة، واعلمي أنه لا حقَّ لها عليكِ ما دامت مرتدة.
وانظري جواب السؤال رقم (95588) .
والله أعلم
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب