الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما الحكمة في أن للشهيد اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين
؟
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكمة أن للشهيد اثنتين وسبعين حورية في الجنة أي ما الحكمة في هذا العدد بالذات. وأنه يشفع في سبعين من أهله؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
روى الترمذي (1663) وابن ماجة (2799) وأحمد (16730) عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ) .
حسنه المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/210) ، وابن حجر في "الفتح"(6/16) من حديث عبادة بن الصامت، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
أما التحديد في قوله: (وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ)
فقال الملا علي القاري رحمه الله:
"في التقييد بالثنتين والسبعين إشارة إلى أن المراد به التحديد لا التكثير، ويحمل على أن هذا أقل ما يعطي ولا مانع من التفضل بالزيادة عليها " انتهى.
"مرقاة المفاتيح"(11 / 481) .
وأما قوله: (وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ) فهذا يحتمل أن المراد هذا العدد تحديدا، ويحتمل أن المراد: أنه يشفع في عدد كثير من أهله، ولا يقصد هذا العدد على سبيل التحديد، وذلك لأن العرب تستعمل مضاعفات العدد (سبعة) للدلالة على التكثير.
قال الطاهر بن عاشور في قوله تعالى: (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ) التوبة/80. قال:
" (سَبْعِينَ مَرَّةً) غير مراد به المقدار من العدد، بل هذا الاسم من أسماء العدد التي تستعمل في معنى الكثرة، قال في الكشاف: السبعون جار مجرى المثل في كلامهم للتكثير " انتهى.
"التحرير والتنوير"(6/348) .
وقال المناوي رحمه الله عن شفاعة الشهيد في سبعين من أهله قال: "ويحتمل أن المراد بالسبعين التكثير" انتهى.
"فيض القدير"(6/598) .
أما لماذا هذا العدد؟ (اثنتان وسبعون، أو السبعون على أن المراد به التحديد) فعلم ذلك عند الله تعالى، والواجب علينا التسليم لخبر الله، وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، سواء عرفنا الحكمة من ذلك أو لم نعرف، ولا داعي لتكلف الجواب، والبحث عن حكمة ذلك.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب