الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فموقف المستشرقين من مبدأ الوعد والوعيد عند المعتزلة يتمثل في: أن وعد الله المؤمنين من خلقه بالثواب، وتوعده الكافرين منهم بالعقاب أمر تُقرُّ به الفرق والمذاهب الإسلامية على اختلافها، وأن مرتكب الكبيرة إذا لم يتب منها فمآله إلى النار، وأنه يجب على الله أن يثيب الأخيار وأن يعاقب الأشرار، وأنه بسبب الأفكار السنية حول الاختيار المطلق لله، الذي يجعله يعمر الجنة والنار كما يشاء وبمن يشاء حسب ما يرى، أصبح الخضوع لله والفضيلة لا يؤكدان أي ضمان للعادل الصالح في أن يثاب فيما بعد هذه الحياة، لذلك فلا يمكن تحقيق العدل الإلهي إلا من خلال أن يلزم الله نفسه بأعمال تتفق مع العدل.
مسألة تخليد أصحاب الكبائر والذنوب:
وافق فيها المستشرق (لويس غاردية) المعتزلة وقال: "إن من مات من غير توبة فمآله إلى النار"
(1)
.
وما ذهب إليه المعتزلة - ومن وافقهم من المستشرقين- من القول بإنفاذ الوعيد لا محالة، وأن أصحاب الكبائر والذنوب من المؤمنين مخلدون في النار حتماً
(2)
قول غير مسلم، وهو خطأ في فهم النصوص وحمل لها على غير معانيها الصحيحة.
وأهل السنة يقولون: إن مرتكب الكبيرة إن لم يتب منها فهو تحت مشيئة الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له
(3)
، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}
(4)
.
?
(1)
انظر: دائرة المعارف 24/ 7375.
(2)
انظر: متشابه القرآن 1/ 97.
(3)
انظر: شرح السنة للبربهاري: 73، شرح أصول اعتقاد أهل السنة: 1/ 162، 175، 176، شرح السنة للبغوي: 1/ 103، مجموع الفتاوى: 3/ 151، 374، 4/ 307، شرح الطحاوية: 2/ 524، عقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني:276.
(4)
النساء: 48.