الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة الشفاعة:
ومما يلحق بمسألة الوعد والوعيد عند المعتزلة، قضية الشفاعة، حيث إن المعتزلة لا ترى الشفاعة لأحد في الآخرة إلا للمؤمنين التائبين فقط دون الفساق من أهل الصلاة
(1)
، فلا شفاعة لأهل الكبائر، لأن إثبات ذلك يؤدي إلى خلف وعيد الله - حسب زعمهم-، وخلف الوعيد عندهم يعتبر كذباً والله يتنزه عن الكذب
(2)
.
ويقول المستشرق (فنسنك): إن المعتزلة لا يرون الشفاعة، وينكرونها إنكاراً مطلقاً، لأنه لا يمكن عندهم أن يخرج من النار من دخلها
(3)
.
وبهذا يتبين لنا أن موقف المستشرقين من أصل الوعد والوعيد عند المعتزلة، هو موقف الموافق وليس موقف الناقد، حيث لم ينقدوا هذا الأصل الذي خالف فيه المعتزلة الفرق الإسلامية في مسألة إيجاب الله على نفسه الثواب للمحسنين، والعقاب للمسيئين، ومسألة الخلود في النار لمن مات وهو لم يتب من الذنب، ومسألة نفي الشفاعة.
(1)
انظر: شرح الأصول الخمسة: 690.
(2)
انظر: المرجع السابق: 135، 136، 692، المواقف 8/ 378.
(3)
انظر: الشفاعة (فنسنك) ضمن موجز دائرة المعارف الإسلامية 20/ 6293.