المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

إبراهيم بن محمد بن سعيد السعيدي السوالي الشيخ حميد الدين الناكوري - نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر = الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام - جـ ١

[عبد الحي الحسني]

فهرس الكتاب

- ‌نزهة الخواطر

- ‌الجزء الأول

- ‌الطبقة الأولىفيمن قصد الهند في القرن الأول

- ‌بديل بن طهفة البجلي

- ‌بنانة بن حنظة الكلبي

- ‌الحكم بن أبي العاصي الثقفي

- ‌حكيم بن جبلة العبدي

- ‌داود بن نصر العماني

- ‌رعوة بن عميرة الطائي

- ‌زائدة بن عميرة الطائي

- ‌عبد الرحمن بن العباس الهاشمي

- ‌عبيد الله بن نبهان

- ‌القاسم بن ثعلبة الطائي

- ‌ محمد بن القاسم الثقفي

- ‌محمد بن الحارث العلافي

- ‌محمد بن مصعب الثقفي

- ‌محمد بن هارون النمري

- ‌معاوية بن الحارث العلاني

- ‌المغيرة بن أبي العاصي

- ‌يزيد بن أبي كبشة

- ‌الطبقة الثانيةفيمن قصد الهند من أهل القرن الثاني

- ‌أبو عطاء السندي

- ‌إسرائيل بن موسى البصري

- ‌بسطام بن عمرو التغلبي

- ‌تميم بن زيد العتبي

- ‌ الجنيد بن عبد الرحمن المري

- ‌جهم بن زحر الجعفي

- ‌حبيب بن المهلب العتكي

- ‌حكم بن عوانة الكلبي

- ‌حميم بن سامة السامي

- ‌الربيع بن صبيح السعدي

- ‌سفيح بن عمرو التغلبي

- ‌عبد الله بن محمد العلوي

- ‌عبد الملك بن شهاب المسمعي

- ‌عمر بن حفص العتكي

- ‌عمرو بن محمد الثقفي

- ‌عمرو بن مسلم الباهلي

- ‌عيينة بن موسى التميمي

- ‌ليث بن طريف الكوفي

- ‌مروان بن يزيد المهلبي

- ‌معبد بن الخليل التميمي

- ‌مغلس العبدي

- ‌منصور بن جمهور الكلبي

- ‌منظور بن جمهور الكلبي

- ‌موسى بن كعب التميمي

- ‌موسى بن يعقوب الثقفي

- ‌نجيح بن عبد الرحمن السندي

- ‌نصر بن محمد الخزاعي

- ‌وداع بن حميد الأزدي

- ‌هشام بن عمرو التغلبي

- ‌يزيد بن عرار

- ‌الطبقة الثالثةفي أعيان القرن الثالث

- ‌أبو علي السندي

- ‌ابن دهن الهندي

- ‌بشر بن داود المهلبي

- ‌جعفر بن محمد الملتاني

- ‌داود بن يزيد المهلبي

- ‌صالح بن بهلة الهندي

- ‌عبد الله بن عمر الهباري

- ‌عمر بن عبد العزيز الهباري

- ‌عمران بن موسى البرمكي

- ‌عنبسة بن إسحاق الضبي

- ‌غسان بن عباد الكوفي

- ‌منصور بن حاتم النحوي

- ‌منكة الهندي

- ‌موسى بن يحيى البرمكي

- ‌هارون بن خالد المروزي

- ‌الطبقة الرابعةفي أعيان القرن الرابع من أهل الهند

- ‌إبراهيم بن محمد الديبلي

- ‌أحمد بن عبد الله الديبلي

- ‌أحمد بن محمد المنصوري

- ‌خلف بن محمد الديبلي

- ‌ناصر الدين سبكتكين الغزنوي

- ‌سرباتك الهندي

- ‌شعيب بن محمد الديبلي

- ‌أبو محمد عبد الله المنصوري

- ‌علي بن موسى الديبلي

- ‌عمر بن عبد الله الهباري

- ‌فتح بن عبد الله السندي

- ‌محمد بن إبراهيم الديبلي

- ‌محمد بن محمد الديبلي

- ‌المنبه بن الأسد القرشي

- ‌الطبقة الخامسة في أعيان القرن الخامس من أهل الهند

- ‌إبراهيم بن مسعود الغزنوي

- ‌أحمد بن نيالتكين الغزنوي

- ‌أرياق الحاجب الغزنوي

- ‌أبو الفرج الرويني

- ‌أبو المنصور بن علي الغزنوي

- ‌أبو النجم أياز الغزنوي

- ‌حسين الزنجاني

- ‌داود بن نصير الملتاني

- ‌روزبه بن عبد الله اللاهوري

- ‌سعد بن سلمان اللاهوري

- ‌عطاء بن يعقوب الغزنوي

- ‌علي بن عثمان الهجويري

- ‌علي الشيرازي

- ‌مجدود بن مسعود الغزنوي

- ‌أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني

- ‌يمين الدولة محمود بن سبكتكين الغزنوي

- ‌شهاب الدين مسعود بن محمود الغزنوي

- ‌نوشتكين الحاجب الكرخي

- ‌الطبقة السادسةفي أعيان القرن السادس من أهل الهند

- ‌أحمد بن زين الملتاني

- ‌أحمد بن محمد التميمي المنصوري

- ‌‌‌بختيار بن عبد الله الهندي

- ‌بختيار بن عبد الله الهندي

- ‌معز الدولة بهرام شاه الغزنوي

- ‌سالار حسين العلوي

- ‌حسين بن أحمد العلوي

- ‌خسرو شاه الغزنوي

- ‌خسرو ملك اللاهوري

- ‌طغاتكين الحاجب

- ‌عبد الصمد بن عبد الرحمن اللاهوري

- ‌علي بن عمر اللاهوري

- ‌عمر بن إسحاق الواشي

- ‌عمرو بن سعيد اللاهوري

- ‌كمال الدين الترمذي

- ‌محمد باهليم الحاجب

- ‌محمد بن عبد الملك الجرجاني

- ‌محمد بن عثمان الجوزجاني

- ‌محمود بن محمد اللاهوري

- ‌مخلص بن عبد الله الهندي

- ‌علاء الدين مسعود الغزنوي

- ‌سالار مسعود الغازي

- ‌مسعود بن سعد اللاهوري

- ‌حميد الدين مسعود بن سعد اللاهوري

- ‌أبو نصر هبة الله الفارسي

- ‌يوسف بن أبي بكر الكرديزي

- ‌يوسف بن محمد الدربندي

- ‌الطبقة السابعةفي أعيان القرن السابع

- ‌حرف الألف

- ‌أبو بكر بن يوسف السجزي

- ‌أحمد بن علي الترمذي

- ‌أحمد بن محمد الهانسوي

- ‌كمال الدين أحمد الدحميني

- ‌نجم الدين أبو بكر

- ‌أبو بكر الطوسي

- ‌أبو غفار الحسيني الخوارزمي

- ‌شرف الدين أحمد الدماوندي

- ‌إسحاق بن علي البخاري

- ‌إسماعيل بن علي السندي

- ‌أيوب التركماني

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌بدر الدين الغزنوي

- ‌بدر الدين الدلموي

- ‌بدر الدين البدايوني

- ‌بدر الدين السمرقندي

- ‌برهان الدين البزار

- ‌برهان الدين النسفي

- ‌حرف التاء المعجمة

- ‌تاج الدين الدز المعزي

- ‌تاج الدين الدهلوي

- ‌تقي الدين الإنهونوي

- ‌حرف الجيم

- ‌جلال الدين الكاشاني

- ‌حرف الحاء

- ‌حسن بن أحمد الأشعري

- ‌حسن بن الحسن السجزي الأجميري

- ‌صلاح الدين حسن الكيتهلي

- ‌حسن بن محمد الصغاني

- ‌حسن البدايوني

- ‌حسين خنك سوار الأجميري

- ‌حسين بن أحمد الأشعري

- ‌حسين بن علي البخاري

- ‌حسام الدين الملتاني

- ‌حسام الدين الماريكلي

- ‌حمزة بن حامد الواسطي

- ‌حميد الدين السوالي

- ‌حميد الدين المطرزي

- ‌حميد الدين الماريكلي

- ‌حرف الدال

- ‌داود بن محمود الأودي

- ‌حرف الراء المهملة

- ‌رتن الهندي

- ‌رضية بنت الايلتمش

- ‌رفيع الدين الكاذروني

- ‌ركن الدين السامانوي

- ‌ركن الدين الدهلوي

- ‌رضي الدين الصغاني

- ‌حرف الزاي المعجمة

- ‌زكريا بن محمد الملتاني

- ‌زكي بن أحمد اللاهوري

- ‌زيد بن أسامة الحلي

- ‌زين الدين البدايوني

- ‌حرف السين المهملة

- ‌‌‌سراج الدينالساؤلي

- ‌سراج الدين

- ‌سديد الدين الدهلوي

- ‌سعد الدين الكردري

- ‌سليمان بن عبد الله العباسي

- ‌سليمان بن مسعود الأجودهني

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌شرف الدين الدهلوي

- ‌ شمس الدين الإيلتمش

- ‌شرف الدين الولوالجي

- ‌شرف الدين الأصفهاني

- ‌شرف الدين العراقي

- ‌شمس الدين الخوارزمي

- ‌شمس الدين المراخي

- ‌شمس الدين المارهروي

- ‌شمس الدين البهرائجي

- ‌شهاب الدين جكجوت

- ‌شهاب الدين الأجودهني

- ‌شهاب الدين البدايوني

- ‌شهاب الدين الكرديزي

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌صمصام الدين الفرغاني

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌بهاء الدين طغرل المعزي

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌ظهير الدين الدهلوي

- ‌حرف العين المهملة

- ‌عبد الرشيد الكيتهلي

- ‌عبد العزيز بن محمد الدمشقي

- ‌عبد العزيز علمبردار المكي

- ‌الجزء الثاني

الفصل: إبراهيم بن محمد بن سعيد السعيدي السوالي الشيخ حميد الدين الناكوري

إبراهيم بن محمد بن سعيد السعيدي السوالي

الشيخ حميد الدين الناكوري الصوفي المشهور بسلطان التاركين وهو أول مولود ولد بدار

الملك دهلي بعد ما فتحها قطب الدين أيبك.

وكان من ذريعة سعيد بن زيد الصحابي المبشر بالجنة، أخذ عن الشيخ معين الدين حسن

السجزي ولازمه زماناً ولقبه الشيخ بسلطان التاركين لزهده في زخارف الدنيا واستغنائه عن

الناس، وكان آية باهر في الفقر والغناء والتبتل إلى الله سبحانه، كانت له أرض في سوالي-

بضم السين المهملة- قرية من أعمال ناكور وكانت بقدر فدان كان يزرع فيا ويحمل ما يحصل

له منها قوتاً له ولعياله، وله مصنفات ومكتوبات إلى أصحابه، وهو أول من صنف من

المشايخ الجشتية وأشهر تصانيفه أصول الطريقة ومن شعره قوله:

اي دوست دل خسته هواي تو كرفت درباغ وفاي تو نواي تو كرفت

هر جيز كه بكذاشت براي تو كذاشت هر جيز كه بكرفت باري تو كرفت

توفي لليلة بقيت من ربيع الثاني سنة ثلاث وسبعين وستمائة، وقبره ببلد ناكور، كما في

أخبار الأخيار.

‌حميد الدين المطرزي

الشيخ الفاضل الكبير حميد الدين الحكيم المطرزي أحد العلماء المبرزين في النجوم والطب

وسائر الفنون الحكمية، لم يكن له نظير في عصره في الحذاقة والتدبير ومعرفة الأمراض

ووصف الأدوية، قال البرني في تاريخه: إنه كان بقراط دهره وجالينوس عصره- انتهى.

مولانا

‌حميد الدين الماريكلي

الشيخ الإمام حميد الدين الماريكلي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، مات غرة شهر

رمضان سنة سبع وخمسين وستمائة في أيام ناصر الدين محمود بن الايلتمش، كما في طبقات

ناصري.

‌حرف الدال

‌داود بن محمود الأودي

الشيخ الفقيه الزاهد داود بن محمود الجشتي الأودي أحد رجال العلم والطريقة، قيل: إنه

أخذ الطريقة عن الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، ونزل فريد الدين في قريته مرتين عند

سفره في بلاد أوده، وكان الشيخ نظام الدين البدايوني يذكره بالخير، قبره بقرية بالهي مؤ يزار

ويتبرك به.

‌حرف الراء المهملة

الشيخ المعمر بابا

‌رتن الهندي

الشيخ المعمر المشهور أبو الرضا رتن بن كربال بن رتن الهندي البهتندوي رجل مشهور من

أهل الهند، ظهر بعد الستمائة وادعى الصحة فسمع منه بعض الناس وأنكره آخرون.

قال اللكهنوي في بحر زخار: إنه ولد في بهلده على مسيرة ستين ميلاً من لاهور، فلما بلغ

سن الرشد والتمييز اشتاق إلى أن يظهر أحد من عباد الله فيهديه إلى الصراط المستقيم،

فلما سمع أنه ظهر رجل في العرب وهو يدعي النبوة ذهب إلى مكة المباركة وأدرك النبي

صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى الهند وجاوز عمره ستمائة سنة، وألف الرسالة الرتنية

فأدرج فيها الأحاديث التي سمعها من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلا واسطة،

وقد صدقه الشيخ علاء الدولة السمناني والخواجه محمد بارسا والشيخ رضى الدين لالا

أحد أصحاب الشيخ نجم

ص: 95

الدين الكبري، قدم الهند في سنة عشرين وستمائة ولقيه وأخذ

عنه الحديث وأعطاه رتن مشط النبي صلى الله عليه وسلم، مات بعد ستمائة من الهجرة

وقبره ببهلده- انتهى.

وقد ذكر الصلاح الكتبي في فوات الوفيات بسنده إلى قاضي القضاة نور الدين أبي الحسن

علي بن أبي عبد الله محمد بن الحسين الأثري الحنفي عن جده الحسين ابن محمد قال:

كنت في زمن الصبا وأنا ابن سبع عشرة سنة أو ثمان عشرة قد سافرت مع عمي من

خراسان إلى الهند في تجارة، فلما بلغنا أوائل بلاد الهند وصلنا إلى ضيعة من ضياع الهند

فعرج أهل القفل نحو الضيعة وضج أهل القافلة فسألنا عن الخبر فقالوا: هذه ضيعة الشيخ

رتن المعمر، فلما نزلنا الضيعة رأينا شجرة عظيمة تظل خلقاً كثيراً وتحتها جمع كثير من أهل

الضيعة، فبادر الكل نحو الشجرة ونحن معهم فرأينا سلة عظيمة معلقة في بعض أغصان

الشجرة فسألنا عن ذلك، فقالوا: هذه السلة فيها الشيخ رتن المعمر الذي رأى النبي صلى

الله عليه وسلم وروى عنه، فتقدم شيخ من أهل الضيعة إلى السلة وكانت ببكرة فأنزلها

فإذا هي مملوءة قطناً والشيخ في وسط القطن، ففتح رأس السلة وإذا بالشيخ فيها كالفرخ

فوضع فمه على أذنه وقال: يا جداه! هؤلاء قوم قدموا من خراسان وفيهم شرفاء من أولاد

النبي صلى الله عليه وسلم وقد سألوا أن تحدثهم كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه

وسلم

؟ وماذا قال لك؟ فعندها تنفس الشيخ وتكلم بصوت كصوت النحل بالفارسية

ونحن نسمع ونفهم كلامه فقال: سافرت مع أبي وأنا شاب من هذه البلاد إلى الحجاز في

تجارة فلما بلغنا بعض أودية مكة وكان المطر قد ملأ الأدوية بالسيل فرأيت غلاماً أسمر

اللون حسن الوجه رائع الجمال وهو يرعى إبلاً في تلك الأودية وقد حال السيل بينه وبين إبله

وهو يخشى من خوض السيل لقوت فعلمت حاله فأتيت إليه وحملته وخضت به السيل إلى

أن جئت به عند إبله فلما وضعته عند إبله نظر إلي وقال بالعربية: بارك الله في عمرك!

ثلاثاً، فتركته ومضيت إلى سبيلي إلى أن دخلنا مكة وقضينا ما كنا أتينا له من أمر

التجارة وعدنا إلى الوطن فلما تطاولت المدة على ذلك كنا جلوساً في فناء ضيعتنا هذه

وكانت ليلة البدر فنظرنا إليه وقد انشق نصفين فغرب نصف في المشرق ونصف في المغرب

ساعة زمانية وأظلم الليل ثم طلع النصف من المشرق والنصف الآخر من المغرب وسار

إلى أن التقيا في وسط السماء كما كان أول مرة فعجبنا من ذلك غاية العجب ولم نعرف

لذلك سبباً وسألنا الركبان عن سبب ذلك فأخبرونا أن رجلاً هاشمياً ظهر بمكة وادعى

أنه رسول الله إلى كافة الخلق وأن أهل مكة سألوه معجزة كمعجزة سائر الأنبياء وأنهم

اقترحوا عليه أن يأمر القمر فينشق في السماء ويغرب نصفه في المشرق ونصفه في المغرب ثم

يعود إلى ما كان عليه، ذلك بقدرة الله تعالى، فلما سمعنا ذلك من السفار تشوقت أن أراه

فتجهزت في تجارة وسافرت إلى أن دخلت مكة وسألت عن الرجل الموصوف فدلوني عليه،

فأتيت إلى منزله واستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت عليه فوجدته جالساً في صدر المنزل

والأنوار تتلألأ في وجهه وقد استنارت محاسنه وتغيرت صفاته التي كنت أعهدها في السفرة

الأولى فلم أعرفه، فلما سلمت عليه رد علي السلام وتبسم في وجهي وقال: أدن مني!

وكان بين يديه طبق فيه رطب وحوله جماعة من أصحابه كالنجوم يعظمونه ويبجلونه فقال:

كل من هذا الرطب! فجلست وأكلت معه من الرطب وناولني بيده المباركة ست رطبات

سوى ما أكلت بيدي، ثم نظر إلي وتبسم وقال لي: ألم تعرفني؟ فقلت: كأني غير أني ما

أتحقق، فقال:

ص: 96

ألم تحملني في عام كذا وجاوزت بي السيل وقد حال بيني وبين إبلي؟ قال:

فعند ذلك عرفته بالعلامة وقلت: بلى، يا صبيح الوجه! فقال: امدد إلى يدك! فمددت

يدي اليميني فصافحني وقال قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فقلت

كذلك كما علمني فسر بذلك وقال لي عند خروجي من عنده: بارك الله في عمرك! ثلاث

مرات، فودعته وأنا متبشر بلقائه وبالاسلام فاستجاب الله تعالى دعاء نبيه صلى الله عليه

وسلم

وبارك في عمري بكل دعوة مائة سنة وها عمري نيف وستمائة سنة، وجميع من في

هذه الضيعة العظيمة أولاد أولادي، وفتح الله علي وعليهم بكل خير وبكل نعمة ببركة

رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى ما ذكره الكتبي في فوات الوفيات.

وقد أنكره العلامة الذهبي في التجريد فقال: إن رتن الهندي شيخ ظهر بعد الستمائة

بالشرق وأدعى الصحبة فسمع منه الجهال، ولا وجود له بل اختلق اسمه بعض الكذابين

وإنما ذكر تعجباً كما ذكر أبو موسى سرباتك الهندي بل هذا ابليس اللعين قد رأى النبي

صلى الله عليه وسلم وسمع منه- انتهى.

وذكره في الميزان فقال: رتن الهندي وما أدراك ما رتن! شيخ دجال بلا ريب ظهر بعد

الستمائة فادعى الصحبة والصحابة لا يكذبون وهذا جريء على الله ورسوله، وقد ألفت

في أمره جزءاً، وقد قيل: إنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، ومع كونه كذاباً فقد كذبوا

عليه جملة كبيرة من اسمج الكذب والمحال، قلت: وزعم الابلي أنه سمع منه بعد ذلك في

سنة 655.

ثم قال الذهبي: وأظن أن هذه الخرافات من وضع هذا الجاهل موسى ابن علي أو وضعها

له من اختلق ذكر رتن وهو شيء لم يخلق، ولئن صححنا وجوده وظهوره بعد سنة ستمائة

فهو إما شيطان تبدى في صورة البشر فادعى الصحبة وطور العمر المفرط وافترى هذه

الطامات، وإما شيخ ضال أسس لنفسه بيتاً في جهنم بكذبه على رسول الله صلى الله

عليه وسلم، ولو نسبت هذه الأخبار لبعض السلف لكان ينبغي لن أن ننزهه عنها فضلاً

عن سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم لكن ما زال عوام الصوفية يروون الواهيات،

وإسناد فيه الكاشغري والطيبي وموسى ابن لي ورتن، سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب.

ثم قال الذهبي: ولعمري! ما يصدق بصحبة رتن إلا من يؤمن بوجود محمد بن الحسن في

السرداب ثم بخروجه إلى الدنيا، أو يؤمن برجعة علي رضي الله عنه، وهؤلاء لا يؤثر فيهم

العلاج، وقد اتفق أهل الحديث على أنه آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم موتاً أبو

الطفيل عامر بن واثلة، وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل موته

بشهر أو نحوه: أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه

الأرض ممن هو اليوم عليها أحد، فانقطع المقال وماذا بعد الحق إلا الضلال- انتهى ما ذكره

الذهبي ملخصاً.

وقال الحافظ ابن حجر: وقد تكلم الصلاح الصفدي في تذكرته في تقوية وجود رتن، وأنكر

على من ينكر وجوده، وعول في ذلك على مجرد التجويز العقلي وليس النزاع فيه، وإنما

النزاع في تجويز ذلك من قبل الشرع بعد حديث المائة في الصحيحين، وتعقب القاضي برهان

الدين ابن جماعة في حاشية كتبها على تذكرة الصفدي فقال: قول شيخنا الذهبي هو الحق

وتجويز الصفدي الوقوع لا يستلزم الوقوع إذ ليس كل جائز بواقع- انتهى،

ص: 97

ولما اجتمعت

بشيخنا مجد الدين الشيرازي شيخ اللغة بزبيد من اليمن وهو إذ ذاك قاضي القضاة ببلاد

اليمن رأيته ينكر على الذهبي إنكاره وجود رتن، وذكر لي أن رجلاً من ضيعته لما دخل

بلاد الهند ووجد فيها من لا يحصى كثرة ينقلون عن آبائهم وأسلافهم عن قصة رتن ويثبتون

وجوده، فقلت: هو لم يجزم بوجوده بل تردد وهو معذور، والذي يظهر أنه كان طال عمره

فادعى ما ادعى وتمادى على ذلك حتى اشتهر ولو كان صادقاً لاشتهر في المائة الثانية أو

الثالثة أو الرابعة أو الخامسة لكنه لم ينقل عنه شيء إلا في أواخر السادسة ثم في أوائل

السابعة قبيل وفاته، واختلف في سنة وفاته كما تقدم والله أعلم- انتهى ما ذكره الحافظ ابن

حجر.

وإني وجدت في بعض المجاميع بيتين للشيخ العلامة عبد الرحمن بن علي الديبع الشيباني

المتوفي سنة 973 رحمه الله تعالى بخط بعض أصحابه:

رتن الهندي شيخ كاذب قد روينا الخلف في وجدانه

زعم الصحبة مع إجماع من قال بالحق على بهتانه

وقد أنكر عليه الشيخ حسن بن محمد بن حسن بن حيدر الصغاني صاحب المشارق

المتوفي سنة سبع وثلاثين وستمائة وهو ممن أدرك زمانه، فقال في تبيين الموضوعات: وما

يحكى عن بعض الجهال أنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه ودعا له بقوله:

عمرك الله ليس له أصل عند أئمة الحديث، ولم يعش من الصحابة ممن لقي النبي صلى الله

عليه وسلم أكثر من خمس وتسعين سنة وهو أبو الطفيل بكوا عليه وقالوا: هذا آخر من

لقي النبي صلى الله عليه وسلم واجتمع به، وهذا هو الصحيح لقوله عليه الصلاة والسلام

في آخر عمره حين صلى العشاء الآخرة: أرأيتكم ليلتكم هذه فإن رأس مائة سنة لا يبقى

ممن هو على وجه الأرض أحد، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وأحاديث

رتن الهندي المنقولة عنه من جنس الأحاديث التي تنسب إلى الحكيم الترمذي أنه سمع من

أبي العباس الخضر، وكل هذا ليس له أصل يعتمد عليه بل تنقلها الفقراء في زواياهم، ودين

الله أشرف من أن يؤخذ من جاهل أو يثبت بقول غافل غبي لقوله عليه الصلاة والسلام:

ذروني ما تركتكم وإني تركتكم على البيضاء النقية ليلها كنهارها، إن تمسكتم بها لن

تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي واتباع أصحابي وسنتي- انتهى.

الشيخ الحاج بابا رجب الكجراتي

الشيخ الحاج المعمر بابا رجب النهروالي الكجراتي أحد المشايخ الكرام، أخذ الطريقة عن

السيد أحمد الكبير الرفاعي وقدم بلاد كجرات في سنة ست عشرة وستمائة، وأرخ لقدومه

بعض الناس من قوله آفتاب اسلام وسكن بمدينة نهرواله من أرض كجرات فهدى الله

سبحانه به خلقاً كثيراً من عباده إلى الاسلام،

ص: 98