المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عبد العزيز علمبردار المكي - نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر = الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام - جـ ١

[عبد الحي الحسني]

فهرس الكتاب

- ‌نزهة الخواطر

- ‌الجزء الأول

- ‌الطبقة الأولىفيمن قصد الهند في القرن الأول

- ‌بديل بن طهفة البجلي

- ‌بنانة بن حنظة الكلبي

- ‌الحكم بن أبي العاصي الثقفي

- ‌حكيم بن جبلة العبدي

- ‌داود بن نصر العماني

- ‌رعوة بن عميرة الطائي

- ‌زائدة بن عميرة الطائي

- ‌عبد الرحمن بن العباس الهاشمي

- ‌عبيد الله بن نبهان

- ‌القاسم بن ثعلبة الطائي

- ‌ محمد بن القاسم الثقفي

- ‌محمد بن الحارث العلافي

- ‌محمد بن مصعب الثقفي

- ‌محمد بن هارون النمري

- ‌معاوية بن الحارث العلاني

- ‌المغيرة بن أبي العاصي

- ‌يزيد بن أبي كبشة

- ‌الطبقة الثانيةفيمن قصد الهند من أهل القرن الثاني

- ‌أبو عطاء السندي

- ‌إسرائيل بن موسى البصري

- ‌بسطام بن عمرو التغلبي

- ‌تميم بن زيد العتبي

- ‌ الجنيد بن عبد الرحمن المري

- ‌جهم بن زحر الجعفي

- ‌حبيب بن المهلب العتكي

- ‌حكم بن عوانة الكلبي

- ‌حميم بن سامة السامي

- ‌الربيع بن صبيح السعدي

- ‌سفيح بن عمرو التغلبي

- ‌عبد الله بن محمد العلوي

- ‌عبد الملك بن شهاب المسمعي

- ‌عمر بن حفص العتكي

- ‌عمرو بن محمد الثقفي

- ‌عمرو بن مسلم الباهلي

- ‌عيينة بن موسى التميمي

- ‌ليث بن طريف الكوفي

- ‌مروان بن يزيد المهلبي

- ‌معبد بن الخليل التميمي

- ‌مغلس العبدي

- ‌منصور بن جمهور الكلبي

- ‌منظور بن جمهور الكلبي

- ‌موسى بن كعب التميمي

- ‌موسى بن يعقوب الثقفي

- ‌نجيح بن عبد الرحمن السندي

- ‌نصر بن محمد الخزاعي

- ‌وداع بن حميد الأزدي

- ‌هشام بن عمرو التغلبي

- ‌يزيد بن عرار

- ‌الطبقة الثالثةفي أعيان القرن الثالث

- ‌أبو علي السندي

- ‌ابن دهن الهندي

- ‌بشر بن داود المهلبي

- ‌جعفر بن محمد الملتاني

- ‌داود بن يزيد المهلبي

- ‌صالح بن بهلة الهندي

- ‌عبد الله بن عمر الهباري

- ‌عمر بن عبد العزيز الهباري

- ‌عمران بن موسى البرمكي

- ‌عنبسة بن إسحاق الضبي

- ‌غسان بن عباد الكوفي

- ‌منصور بن حاتم النحوي

- ‌منكة الهندي

- ‌موسى بن يحيى البرمكي

- ‌هارون بن خالد المروزي

- ‌الطبقة الرابعةفي أعيان القرن الرابع من أهل الهند

- ‌إبراهيم بن محمد الديبلي

- ‌أحمد بن عبد الله الديبلي

- ‌أحمد بن محمد المنصوري

- ‌خلف بن محمد الديبلي

- ‌ناصر الدين سبكتكين الغزنوي

- ‌سرباتك الهندي

- ‌شعيب بن محمد الديبلي

- ‌أبو محمد عبد الله المنصوري

- ‌علي بن موسى الديبلي

- ‌عمر بن عبد الله الهباري

- ‌فتح بن عبد الله السندي

- ‌محمد بن إبراهيم الديبلي

- ‌محمد بن محمد الديبلي

- ‌المنبه بن الأسد القرشي

- ‌الطبقة الخامسة في أعيان القرن الخامس من أهل الهند

- ‌إبراهيم بن مسعود الغزنوي

- ‌أحمد بن نيالتكين الغزنوي

- ‌أرياق الحاجب الغزنوي

- ‌أبو الفرج الرويني

- ‌أبو المنصور بن علي الغزنوي

- ‌أبو النجم أياز الغزنوي

- ‌حسين الزنجاني

- ‌داود بن نصير الملتاني

- ‌روزبه بن عبد الله اللاهوري

- ‌سعد بن سلمان اللاهوري

- ‌عطاء بن يعقوب الغزنوي

- ‌علي بن عثمان الهجويري

- ‌علي الشيرازي

- ‌مجدود بن مسعود الغزنوي

- ‌أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني

- ‌يمين الدولة محمود بن سبكتكين الغزنوي

- ‌شهاب الدين مسعود بن محمود الغزنوي

- ‌نوشتكين الحاجب الكرخي

- ‌الطبقة السادسةفي أعيان القرن السادس من أهل الهند

- ‌أحمد بن زين الملتاني

- ‌أحمد بن محمد التميمي المنصوري

- ‌‌‌بختيار بن عبد الله الهندي

- ‌بختيار بن عبد الله الهندي

- ‌معز الدولة بهرام شاه الغزنوي

- ‌سالار حسين العلوي

- ‌حسين بن أحمد العلوي

- ‌خسرو شاه الغزنوي

- ‌خسرو ملك اللاهوري

- ‌طغاتكين الحاجب

- ‌عبد الصمد بن عبد الرحمن اللاهوري

- ‌علي بن عمر اللاهوري

- ‌عمر بن إسحاق الواشي

- ‌عمرو بن سعيد اللاهوري

- ‌كمال الدين الترمذي

- ‌محمد باهليم الحاجب

- ‌محمد بن عبد الملك الجرجاني

- ‌محمد بن عثمان الجوزجاني

- ‌محمود بن محمد اللاهوري

- ‌مخلص بن عبد الله الهندي

- ‌علاء الدين مسعود الغزنوي

- ‌سالار مسعود الغازي

- ‌مسعود بن سعد اللاهوري

- ‌حميد الدين مسعود بن سعد اللاهوري

- ‌أبو نصر هبة الله الفارسي

- ‌يوسف بن أبي بكر الكرديزي

- ‌يوسف بن محمد الدربندي

- ‌الطبقة السابعةفي أعيان القرن السابع

- ‌حرف الألف

- ‌أبو بكر بن يوسف السجزي

- ‌أحمد بن علي الترمذي

- ‌أحمد بن محمد الهانسوي

- ‌كمال الدين أحمد الدحميني

- ‌نجم الدين أبو بكر

- ‌أبو بكر الطوسي

- ‌أبو غفار الحسيني الخوارزمي

- ‌شرف الدين أحمد الدماوندي

- ‌إسحاق بن علي البخاري

- ‌إسماعيل بن علي السندي

- ‌أيوب التركماني

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌بدر الدين الغزنوي

- ‌بدر الدين الدلموي

- ‌بدر الدين البدايوني

- ‌بدر الدين السمرقندي

- ‌برهان الدين البزار

- ‌برهان الدين النسفي

- ‌حرف التاء المعجمة

- ‌تاج الدين الدز المعزي

- ‌تاج الدين الدهلوي

- ‌تقي الدين الإنهونوي

- ‌حرف الجيم

- ‌جلال الدين الكاشاني

- ‌حرف الحاء

- ‌حسن بن أحمد الأشعري

- ‌حسن بن الحسن السجزي الأجميري

- ‌صلاح الدين حسن الكيتهلي

- ‌حسن بن محمد الصغاني

- ‌حسن البدايوني

- ‌حسين خنك سوار الأجميري

- ‌حسين بن أحمد الأشعري

- ‌حسين بن علي البخاري

- ‌حسام الدين الملتاني

- ‌حسام الدين الماريكلي

- ‌حمزة بن حامد الواسطي

- ‌حميد الدين السوالي

- ‌حميد الدين المطرزي

- ‌حميد الدين الماريكلي

- ‌حرف الدال

- ‌داود بن محمود الأودي

- ‌حرف الراء المهملة

- ‌رتن الهندي

- ‌رضية بنت الايلتمش

- ‌رفيع الدين الكاذروني

- ‌ركن الدين السامانوي

- ‌ركن الدين الدهلوي

- ‌رضي الدين الصغاني

- ‌حرف الزاي المعجمة

- ‌زكريا بن محمد الملتاني

- ‌زكي بن أحمد اللاهوري

- ‌زيد بن أسامة الحلي

- ‌زين الدين البدايوني

- ‌حرف السين المهملة

- ‌‌‌سراج الدينالساؤلي

- ‌سراج الدين

- ‌سديد الدين الدهلوي

- ‌سعد الدين الكردري

- ‌سليمان بن عبد الله العباسي

- ‌سليمان بن مسعود الأجودهني

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌شرف الدين الدهلوي

- ‌ شمس الدين الإيلتمش

- ‌شرف الدين الولوالجي

- ‌شرف الدين الأصفهاني

- ‌شرف الدين العراقي

- ‌شمس الدين الخوارزمي

- ‌شمس الدين المراخي

- ‌شمس الدين المارهروي

- ‌شمس الدين البهرائجي

- ‌شهاب الدين جكجوت

- ‌شهاب الدين الأجودهني

- ‌شهاب الدين البدايوني

- ‌شهاب الدين الكرديزي

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌صمصام الدين الفرغاني

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌بهاء الدين طغرل المعزي

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌ظهير الدين الدهلوي

- ‌حرف العين المهملة

- ‌عبد الرشيد الكيتهلي

- ‌عبد العزيز بن محمد الدمشقي

- ‌عبد العزيز علمبردار المكي

- ‌الجزء الثاني

الفصل: ‌عبد العزيز علمبردار المكي

‌حرف الطاء المهملة

‌بهاء الدين طغرل المعزي

الأمير الكبير بها الدين طغرل المعزي المنسوب إلى الشهاب معز الدين محمد بن سام

الغوري كان من مماليكه، خدمه زماناً وغزا معه في بلاد الهند وفتح قلعة تهنكر، فولاه

الشهاب على ناحية بيانة- بفتح الموحدة والتحتية- فساس الأمور وأحسن إلى الناس

وغمرهم بإحسانه وجوده، وكان من أجواد الدنيا عادلاً باذلاً كريماً حسن العقيدة، كثير

الخيرات، محباً لأهل العلم، محسناً إليهم، مات في أيام قطب الدين أيبك، كما في طبقات

ناصري.

‌حرف الظاء المعجمة

القاضي

‌ظهير الدين الدهلوي

الشيخ العالم الفقيه القاضي ظهير الدين الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول

والعربية، كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي في عهد السلطان غياث الدين بلبن، أخذ عنه

خلق كثير، كما في تاريخ فيروز شاهي للقاضي ضياء الدين البرني.

‌حرف العين المهملة

الشيخ

‌عبد الرشيد الكيتهلي

الشيخ الصالح عبد الرشيد بن نصير الدين القرشي المدني ثم الهندي الكيتهلي، أحد

الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان يدعى بصوفي بدهني، ذكره الشيخ عبد الحق بن

سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار بذلك اللقب، والشيخ عبد الصمد بن أفضل محمد

التميمي الأكبر آبادي في أخبار الأصفياء باسمه، قال عبد الصمد: إنه كان نجل الشيخ زين

العابدين بن عبد الرزاق بن السيد الإمام عبد القادر البجلي- والله أعلم، وكان شديد

التعبد ذا كشوف وكرامات وترك وتجريد، يذكره الشيخ نظام الدين محمد البدايوني بالخير،

كما في فوائد الفؤاد، مات سنة ثمان وثلاثين وستمائة، كما في خزينة الأصفياء.

الشيخ

‌عبد العزيز بن محمد الدمشقي

الشيخ العالم الكبير العلامة عبد العزيز بن محمد الإمام نجم الدين الدمشقي ثم الدهلوي

أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، أخذ عن الإمام فخر الدين الرازي صاحب

المباحث المشرقية وقدم الهند فاغتنم قدومه الملوك والأمراء، وكان السلطان غياث الدين

بلبن يتردد إليه في كل أسبوع بعد صلاة الجمعة ويحظى بصحبته.

الشيخ

‌عبد العزيز علمبردار المكي

الشيخ الصالح المعمر عبد العزيز الصالحي المكي المشهور بعبد الله علمبردار- أي

صاحب لواء النبي صلى الله عليه وسلم، يقال: إنه أدرك زمان الخليل ومن بعده من

الأنبياء، وقيل: إنه لم يدرك الخيلي، بل أدرك عيسى بن مريم فآمن به ثم أدرك النبي صلى

الله عليه وسلم وأسلم على يده ولازمه وصار من أهل الصفة، ثم إنه سافر معه في إحدى

غزواته وبيده لواؤه صلى الله عليه وسلم وغلبت عليه الحالة فتأخر عنه صلى الله عليه

وسلم في إحدى منازل السفر واستغرق فلم ينتبه أربعين سنة.

فلما ورد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذلك المقام في حرب الجمل أو

حرب صفين انتبه من ضوضاء الناس وسأل عنه فقيل: هذا علي بن أبي طالب أمير

المؤمنين، فقام وبايعه وخدمه في الحرب ثم دخل في السرداب وظن أنه توفي، ولم يزل كذلك

أربعين سنة، ثم خرج وساح البلاد مدة طويلة ثم دخل في السرداب وخرج منها بعد أربعين

سنة.

قال الشيخ حسين القلندر السرهربوري في الغوثية: قال الراوي: كان له- أي للشيخ عبد

العزيز المكي- أربعة قبور وفي كل قبر مكث أربعين سنة والناس

ص: 105

يتحدثون أنه توف وهو لم

يتوف ويخرج من قبره ويدور على وجه الأرض، هكذا فعل ثلاث مرات، وقد يخرج من قبره

بعد أربعين سنة، والرابع هذا القبر الذي كان عنده قبر شيخ الإسلام فريد الدين ومن هذا

القبر يخرج- انتهى.

وقال الشيخ تراب علي الكاكوروي القلندري في أصول المقصود: إنه يخرج في زمن المهدي

الموعود كما كان أصحاب الكهف إنتبهوا من الرقود بعد ثلاث مائة سنة وتسع سنين في أيام

الملك الصالح ثم رقدوا وإنهم ينتبهون في أيام المهدي الموعود.

قال العلامة عبد العلي بن نظام الدين السهالوي ثم اللكهنوي في فواتح الرحموت شرح مسلم

الثبوت: ومثل رتن ما يدعون الأولياء القلندرية البررة الكرام صحبة عبد الله ويلقبونه

علمبردار وينسبون خرقتهم إليه ويدعون إسناداً متصلاً ويحكون حكاية عجيبة ويدعون

بقاءه إلى قريب من ستمائة ولا مجال لنسبة الكذب إليهم فإنهم أولياء أصحاب الكرامات

محفوظون من الله تعالى والله أعلم- انتهى.

أقول: وتنتهي إليه سلسلة المشايخ القلندرية والمدارية بواسطة المعمرين، وليس له عين ولا

أثر في كتب الرجال والسير، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة مع أنه ذكر رتن الهندي

وتكلم عليه، ولم يذكره ابن الأثير في أسد الغابة ولا غيره من قدماء المحدثين والمؤرخين في

كتبهم، وإن شئت فاذكر قول الذهبي في رتن: وما يصدق بصحبة رتن إلا من يؤمن بوجود

محمد ابن الحسن في السرداب ثم بخروجه إلى الدنيا ويؤمن برجعة علي، وهؤلاء لا يؤثر

فيهم العلاج- انتهى، وأما وجود الشيخ عبد العزيز المكي وكونه من الأولياء فليس مما ينكر

عليه- والله أعلم.

القاضي عثمان بن محمد الجوزجاني

الشيخ العالم الكبير القاضي أبو عمرو عثمان بن محمد بن عثمان بن إبراهيم ابن عبد

الخالق الجوزجاني الشيخ منهاج الدين بن سراج الدين الدهلوي صاحب طبقات ناصري،

لعله ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة لأنه صرح في كتابه أنه كان ابن ثماني عشرة في سنة

سبع وستمائة، وفي تلك السنة انتقل والده من لاهور إلى باميان، استقدمه بهاء الدين سام

بن محمد البامياني وولاه القضاء الأكبر بها، فنشأ في ظل والده واشتغل عليه بالعلم، وتوفي

والده في صغر سنه فرماه الإغتراب إلى بلاد أخرى، وقرأ على عصابة العلوم الفاضلة حتى

برع في العلم، ودخل مدينة اج يوم الثلاثاء لأربع ليال بقين من جمادى الأولى سنة أربع

وعشرين وستمائة، وتقرب إلى ناصر الدين قباجه ملك السند، فولاه التدريس بالمدرسة

الفيروزية، وولاه قضاء عسكر ولده بهرام شاه، ولما دخل شمس الدين الإيلتمش الدهلوي

السند وحاصر قلعة اج خرج من القلعة وتقرب إليه سنة خمس وعشرين، فولاه الإيلتمش

القضاء والخطابة الإمامة والإحتساب وغير ذلك من الأمور الشرعية بمدينة كواليار سنة

ثلاثين وستمائة، فاستقل بها إلى سنة خمس وثلاثين.

ودخل دهلي في أيام رضية بنت الإيلتمش فولى أوقاف المدرسة الناسرية بدهلي مع

القضاء بمدينة كواليار، ولما قام بالملك معز الدين بهرام شاه ولاه قضاء الممالك بحضرة دهلي

يوم السبت عاشر جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وستمائة ثم لما قام بالملك ابن أخيه

مسعود شاه استقال عن القضاء، لعله في ثامن ذي القعدة من السنة المذكورة، وسافر إلى

لكهنوتي وخرج من دهلي يوم الجمعة تاسع رجب سنة أربعين وستمائة، فسار إلى بديوان

ثم إلى أوده إلى كزه ثم إلى لكهنوتي فدخلها يوم الأحد سابع ذي الحجة سنة أربعين

وستمائة.

ونال من عز الدين طغرل طغانخان أمير تلك الناحية الصلات الجزيلة فأقام بها سنتين ورجع

إلى دهلي فدخلها يوم الإثنين الرابع عشر من صفر سنة ثلاث وأربعين وستمائة فشفع له

غياث

ص: 106

الدين بلبن وكان أمير الحاجب فولى القضاء بكواليار وخطابتها، وولي أوقاف

المدرسة الناصرية يوم الخميس السابع عشر من صفر سنة 643، وصنف ناصري نامه

منظومة في غزوات ناصر الدين محمود بن الإيلتمش سنة خمس وأربعين، فنال الصلات

الجزيلة من غياث الدين بلبن أمير الحاجب وأعطى قرية بأعمال هانسي وولي قضاء الممالك

مرة ثانية بحضرة دهلي يوم الأحد عاشر جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وستمائة، وعزل

عنه لثلاث بقين من رجب سنة إحدى وخمسين وستمائة، ولقب بصدر جهان سنة اثنتين

وخمسين، وولي قضاء الممالك مرة ثالثة يوم الأحد الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة

ثلاث وخمسين وستمائة، صرح بذلك في كتابه طبقات ناصري.

وكان عالماً بارعاً في الفقه والأصول والسير والتاريخ والشعر، وفيه من حسن الخلق

والتواضع وكرم السجايا ومعرفة حقائق القضايا ما هو غاية ونهاية، وقد أدركه الشيخ نظام

الدين محمد البدايوني حين دخل دهلي وكان يقول: إنه كان يستمع الغناء ويتواجد واستقام

على ذلك بعد ما تولى القضاء، وكان مذكراً تؤثر موعظته في قلوب الناس، قال: إني حضرت

في تذكيره مرة وكان ينشد.

لب بر لب لعل دلبران خوش كردن وآهنك سر زلف مشوش كردن

امروز خوش است ليك فرداست زيان خود را جو خسي طعمة آتش كردن

قال: فغشي علي وأفقت بعد ساعة، كما في فوائد الفؤاد، وللشيخ منهاج ابن السراج

مصنفات عديدة، منها طبقات ناصري في التاريخ صنفه في أيام ناصر الدين محمود بن

الإيلتمش، وله ناصري نامه في غزواته، وله قصائد غراء بالفارسية في المديح.

أما كتابه طبقات ناصري فهو على ثلاثة وعشرين مجلداً، الأول في تاريخ الأنبياء، والثاني في

أخبار الخلفاء الأربعة، والعشرة المبشرة، وأعقاب سيدنا علي رضي الله عنه، والثالث في

أخبار الخلفاء الأموية، والرابع في أخبار الخلفاء العباسية إلى سنة 656 هـ، والخامس في

أخبار ملوك الفرس من طائفة بيشدادي إلى الأكاسرة ثم إلى يزدجرد، والسادس في تاريخ

ملوك اليمن، والسابع في أخبار الطاهرية إلى 259، والثامن في أخبار الصفاريين إلى 289،

والتاسع في أخبار السامانية من 289 إلى عبد الملك بن نوح، والعاشر في أخبار آل بويه من

بدء أمرهم إلى أبي الفوارس شرف الدولة، والحادي عشر في أخبار ملوك غزنة من

سبكتكين إلى خسرو ملك، والثاني عشر في أخبار الملوك السلجوقية، والثالث عشر في

أخبار السنجرية من أتابكة العراق وأتابكة الفرس وملوك نيسابور، والرابع عشر في أخبار

ملوك نيمروز سجستان، والخامس عشر في أخبار أتابكة الشام وأيوبية مصر، والسادس

عشر في أخبار ملوك خوارزم، والسابع عشر في أخبار الشبستانية من ملوك الغور، والثامن

عشر في أخبار ملوك باميان وطخارستان، والتاسع عشر في ذكر ملوك الشبستانية بغزنة،

والعشرون في أخبار الملوك المعزية بالهند وفيه أخبار قطب الدين أيبك، وناصر الدين

قباجه، وبهاء الدين طغرل، وأخبار بختيار الخلجي ومن بعده إلى غياث الدين، الحادي

والعشرون في أخبار الملوك الشمسية بالهند من شمس الدين إيلتمش إلى ناصر الدين محمود،

الثاني والعشرون في أخبار نواب الملوك الشمسية بأقطاع الهند، الثالث والعشرون في

غزوات السلطان سنجر وفتح تركستان بيد خوارزم شاه إلى سنة 658 هـ.

ص: 107

الشيخ عثمان بن حسن المروندي

الشيخ الصالح عثمان بن حسن الحسيني المروندي ثم السيوستاني المعروف بلعل شاهباز

قدم ملتان سنة اثنتين وستين وستمائة، فكلفه محمد بن غياث الدين الشهيد بالإقامة في

ملتان، وأراد أن يبني له زاوية بتلك المدينة فلم يقبله وسافر في بلاد الهند، ثم رجع إلى أرض

السند وسكن بسيوستان، ولم يزل بها حتى مات، وكان شيخاً وقوراً مجرداً حصوراً، يذكر

له كشوف وكرامات، توفي سنة ثلاث وسبعين وستمائة بسيوستان فدفن بها، كما في تحفة

الكرام.

خواجه عزيز الكركي

الشيخ الصالح عزيز الكركي البدايوني العارف الفقيه الزاهد كان يذكره الشيخ نصير الدين

محمود بن يحيى الأودي بالخير ويذكر كشوفه وكراماته، مات سنة ست وستين وستمائة

بكرك قرية من أعمال بدايون، كما في خزينة الأصفياء.

الشيخ عزيز الدين اللاهوري

الشيخ الصالح عزيز الدين الحسيني البغدادي ثم الهندي اللاهوري أحد الرجال المعروفين

بالعلم والمعرفة، قدم الهند سنة أربع وسبعين وخمسمائة، فسكن بلاهور ودرس وأفاد بها

ستاً وثلاثين سنة، توفي سنة اثنتي عشرة وستمائة، كما في خزينة الأصفياء.

الشيخ علاء الدين الدهلوي

الشيخ العميد علاء الدين الدهلوي الدبير المشهور بعمدة الملك، كان من كبار الأفاضل،

ولي ديوان الرسائل في عهد السلطان غياث الدين بلبن، ثم في عهد السلطان علاء الدين محمد

شاه الخلجي، ومات في أوائل عهده، ذكره القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه، وأثنى على

فضله وبراعته في الإنشاء والترسل.

الشيخ علي بن أبي أحمد الجشتي

الشيخ الصالح علي بن أحمد بن مودود بن يوسف الحسيني الشيخ محي الدين الجشتي،

أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بقرية جشت، وتأدب على والده وأخذ

عنه وعن صنوه الكبير أبي محمد، ثم قدم الهند وطابت له الإقامة بدهلي، فلما مات

صنوه أبو محمد بعث أهل تلك القرية رجالاً من أصحاب والده يستقدمونه إلى جشت

ليجلس على مسند الإرشاد، فمنعه السلطان غياث الدين بلبن والتمس إقامته بدهلي،

فسكن بها وبعث إلى ابن أخيه أبي أحمد ابن أبي محمد الجشتي الإجازة، كما في سير

الأولياء، أخذ عنه ولده محمد بن علي، وسلسلة الشيخ ركن الدين مودود الكجراتي

وصاحبه عزيز الله المتوكل تصل إليه ببضع وسائط، وهذه الطريقة الوحيدة في أرض الهند

تصل إلى مشايخ جشت بغير واسطة الشيخ معين الدين حسن الأجيمري، مات ودفن

بمدينة دهلي.

الشيخ علي بن أحمد الكليري

الشيخ الكبير علاء الدين علي بن أحمد الصابر الإسرائيلي الكليري، أحد الأولياء

المشهورين بأرض الهند، كان إسرائيلي النسب من ذرية سيدنا موسى- على نبينا وعليه

السلام- سعد بصحبة الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني في شبابه، ولازمه مدة من

الزمان بغاية الترك والتجريد والزهد والمجاهدة، فبلغ رتبة قلما وصل إليها أصحابه، فوجهه

الشيخ إلى كلير- بفتح الكاف- وكانت مدينة عامرة في أودية الجبال في وسط الهند فاشتغل

بها بالعبادة والإفادة، أخذ عنه الشيخ شمس الدين التركماني، وكانت وفاته في الثالث عشر

من ربيع الأول سنة تسع وثمانين أو تسعين وستمائة، كما في مهرجهانتاب.

ص: 108

بهاء الدولة علي بن أحمد الجامجي

الصدر الأجل مجد الملك بهاء الدولة علي بن أحمد الجامجي كان من كبار الأمراء، فتح

جاجنكر مع قلة عدده وهزم صاحبها مع أنه كان له سبعمائة فيلة ومائة ألف فارس

وعشرة لكوك رجالة، وغنم أموالاً وسبى الذراري وقتل خلقاً كثيراً، فتوهم منه شمس

الدين الإيلتمش، وأخذ عنه عشرين لك تنكه وأسره ثم لما غلب شمس الدين علي تاج

الدين الدز كتب إليه مجد الملك هذه الأبيات:

جون ملك توشد يكي بصد بخش مرا اميد تو حق نكرد رد بخش مرا

هر جند شفاعتم كسى مي نكند شكرانة اين فتح بخود بخش مرا

فخلى سبيله وخلع عليه وقربه إلى نفسه ثم جعله أمير داد بمدينة بدايون، فاستقل بها

زماناً وقتل المفسدين في ناحية بهرائج وفتحها مرة ثانية، وغنم خمساً وعشرين لكا وأدخلها

في بيت المال، واتهموه بالبغي والخروج مرة ثانية وأسروه ثم أبعدوه عن دار الملك، فجمع

فرساناً ورجالة وفتح مدينة بنارس وطار صيته بالجود والكرم، فأرادوا قتله غيلة فأخبره

بعض ندمائه فخرج من المجلس ولحق بجنده وأخذ البيعة من الناس للسلطان ناصر الدين

قباجه ملك السند وجبى الخراج وتسلط على بهرائج وبعث إلى ناصر الدين محمد بن

محمد العوفي صاحب لباب الألباب خطبة فقرأوها في الجامع الكبير بمدينة لج.

منهاج الدين علي بن إسحاق البخاري

الشيخ العالم الكبير منهاج الدين علي بن إسحاق البخاري الدهلوي أحد الأفاضل

المشهورين بدهلي يدرس ويفيد في المدرسة المعزية بدهلي، أخذ عنه حفيده بدر الدين

إسحاق بن علي البخاري وخلق كثير من العلماء، وكان نسبه يتصل بعمر الأشرف ابن

علي بن الحسين السبط- رضي الله عنهم، مات بدهلي ودفن بها.

ضياء الدين علي بن أسامة الحلي

السيد الشريف ضياء الدين علي بن أسامة بن عدنان بن أسامة الحلي أبو القاسم، كان

من نسل عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة، وقد شرحت نسبه في ترجمة أخيه زيد بن

أسامة الحلي، فارق العراق وقدم الهند مع أخيه المذكور وولي بها زعامة الطاليبين، وكان

زعيم ألف فارس، ومات بالهند، كما في عمدة الطالب وينتهي إليه نسب السيد الشريف

محمد بن محمد القنوجي، ويعرف عشيرته بسادات رسولدار.

علي بن الحامد الكوفي

الشيخ الفاضل علي بن الحامد بن أبي بكر الكوفي ثم الأجي السندي أحد رجال العلم

والمعرفة، ولد ونشأ بمدينة أج، وخرج منها وسافر إلى بهكر وألور سنة 613 هـ وله ثمان

وخمسون سنة، فلقي بها القاضي إسماعيل بن علي بن محمد بن موسى الطائي ووجد

عنده أجزاء من تاريخ السند وغزوات المسلمين عليها وفتوحاتهم بها بالعربية كتبها جدود

القاضي، فأخذ عنه الأجزاء ونقلها إلى الفارسية للوزير حسن بن أبي بكر بن محمد

الأشعري عين الملك، وكتابه موجود في مكتبة المرحوم خدا بخش خان بمدينة عظيم آباد

أوله: حمد وستائش مر بروردكار- الخ، كما في محبوب الألباب.

القاضي علي بن عمر المحمودي

الشيخ الإمام علي بن عمر المحمودي القاضي حميد الدين افتخار الأفاضل، كان من العلماء

المشهورين في سعة العلم وطول

ص: 109

الباع، نال الصلات الجزيلة من السلطان قطب الدين أيبك،

وله رسائل مبتكرة مشهورة في الهند، ومن شعره قوله:

تا جند بارم أي زليت كشة زار لعل آب از دو ديده درغم آن آبدار لعل

ني ني جو يافت بالب ودندانت نسبتي ناقص شدست لؤلؤ وكشتست خوار لعل

إلى غير ذلك من الأبيات الرائقة التي أوردها العوفي في لباب الألباب.

جمال الدين علي اللاهوري

الصاحب العميد جمال الدين علي اللاهوري المشهور بسيد الكتاب، كان متولياً بديوان

الإنشاء في نيسابور للملك المؤيد، أدركه نور الدين محمد بن محمد العوفي بتلك البلدة

وصحبه، وله مراسلات إلى فريد الدين محمد بن أحمد يار الكافي الكاتب، وإلى غيره من

الصدور والكتاب، ومما كتب إليه فريد الدين مجيباً له:

آمد ببام عاشق مهجور مستهام مرغى ز آشيانه معشوق نامه نام

لفظش جو لعل منجمد از خندة هوا خطش جو در منعقد ازكرية غمام

برسيدم از عطارد كين نامه زان كيست وزاهل فضل منشى اين درج در كدام

كفت آنكه مبدعان نكات براعتند با من كه خواجه همه ام بيش از غلام

كفتم جواب نامة نويسم بطنز كفت اقرار تو بعجز جواب ست والسلام

علاء الدين علي الأصولي

الشيخ الصالح علاء الدين علي الأصولي البدايوني، كان من رجال العلم والطريقة، قرأ عليه

الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني، وكان الشيخ نظام الدين يقول: إنه كان من

أصحاب الشيخ جلال الدين التبريزي، وكان على قدم شيخه في الخصال الحميدة وكان

يجتهد في ستر حاله من صبر ورضا ويعمر ساعاته بالإفادة والعبادة، كما في فوائد الفؤاد.

علاء الدين علي مردان الخلجي

الأمير الكبير علاء الدين علي مردان الخلجي أحد الرجال المعروفين بالجلادة، سار إلى

بنكاله وقاتل كفار الهند ثم استعمله عز الدين محمد بختيار الخلجي على ناركوتي فضبط

البلاد وأحسن إلى الناس، ولما رجع محمد بختيار من بلاد التبت واعتراه المرض سار إليه

وقتله ثم قام بالملك فشن الغارة عليه محمد شيران الخلجي وحبسه، ثم خلص من الأسر

وسار إلى دهلي وتقرب إلى قطب الدين أيبك سلطان الهند فاستعمله على بنكاله فضبط

البلاد وأحسن السيرة في الناس، ولما مات قطب الدين استقل بالملك وتلقب بعلاء الدين

فخضعت له العباد ودانت له البلاد.

وكان ملكاً فاتكاً غشوماً متكبراً، بدل سيرته في آخر أمره، فتعدى على الناس وأمعن في

الظلم فخرج عليه الأمراء وقتلوه، وكانت مدة سلطنته سنتين، كما في طبقات ناصري والذي

يظهر من ذلك أنه قتل نحو سنة تسع وستمائة.

حسام الدين عوض بن الحسين الخلجي

السلطان العادل الكريم حسام الدين عوض بن الحسين الخلجي السلطان غياث الدين

الشهيد ملك بنكاله، ولد ونشأ ببلاد الغور وقدم الهند، فسار إلى بنكاله وتقرب إلى محمد

بن بختيار الخلجي وقاتل الكفار، ولما قتل على مردان الخلجي سنة تسع وست

ص: 110

مائة اتفق

الناس عليه وبايعوه فاستقل بالملك وتلقب غياث الدين.

وكان ملكاً عادلاً كريماً باذلاً شجاعاً محباً لأهل العلم محسناً إليهم مشكور السيرة في

الناس، اجتمع إليه السادة والأشراف من كل ناحية فأحسن إليهم وغمرهم بجوده

وإحسانه، وساس الناس أحسن ما يكون، وله عقل ودين وميل إلى معالي الأمور.

ومن مآثره الجميلة أنه بنى جسراً كبيراً من لكهنوتي إلى لكهنور في الشعبة الغريبة من نهر

كنك ومن جانب آخر إلى ديوكوث في الشعبة الشرقية، وطول الجسر مسيرة عشرة أيام،

فاستراح الناس به وكانوا قبل ذلك يصلون إلى العمرانات في أيام المطر بالفلك.

قال القاضي منهاج الدين الجوزجاني في طبقات ناصري: إني دخلت بنكاله سنة إحدى

وأربعين وستمائة فرأيت آثاراً من خيراته، قال: إن لبلاد لكهنوتي جناحين وفي كل منهم

يجري ماء كنك يسمون الجانب الغربي الأزال وبلدة لكهنوتي في ذلك الجانب ويسمون الجانب

الشرقي بربنده، وفي ذلك الجانب بلدة ديوكوث، فبنى الجسر من لكهنوتي إلى لكهنور في

جانب ومن آخر إلى ديوكوث مسيرة عشرة أيام، وسبب ذلك أن في أيام المطر يغمر الماء تلك

الأرض كلها فلا يصل الناس إلى العمرانات إلا بالفلك.

قال: وشمس الدين الإيلتمش سير إليه عساكره غير مرة وسار نحوه بنفسه سنة اثنتين

وعشرين وستمائة وصالحه بمال يؤديه، واستولى على بهار ورجع إلى دهلي، وسير ولده

ناصر الدين محموداً سنة أربع وعشرين وستمائة من بلاد أوده مع عساكره فقاتله قتالاً

شديداً فانهزم منه غياث الدين وقتل، وكانت مدة سلطنته على بنكاله اثنتي عشرة سنة،

قال: وكان شمس الدين الإيلتمش يذكره بالخير ويذكره بلقبه غياث الدين ويقول: إنه كان

مستحقاً لذلك اللقب- انتهى، مات سنة أربع وعشرين وستمائة.

فخر الدين عميد التولكي

الفاضل الكبير فخر الملك فخر الدين عميد التولكي أحد الرجال المعروفين بالفضل

والكمال، كان مستوفي الممالك في أرض الهند في أيام ناصر الدين محمود ابن الإيلتمش

السلطان الصالح.

وكان فاضلاً كبيراً شاعراً مجيد الشعر، له قصائد غراء بالفارسية أورد بعضها عبد القادر

البدايوني في منتخب التواريخ.

ومن شعره قوله:

منكه جون سميرغ دريك كوشه مسكن كرده أم ما وراي مركز خاكي نشيمن كرده أم

ننك هر مرغي درين بوم ازجه معنى مي كشم رفته أم عنقا صفت در كوه مسكن كرده#

أم

مرغ همت تانكردد خرمن سفلى كراي خرمن جرخش ز أنجم بر ز أرزن كرده أم

مه جه خرمن ميزند جون دانه ننمايد بكس من بجو سنك مروت جند خرمن كرده أم

نو عروس بكر معنى را بنور معرفت در شبستان خرد جون روز روشن كرده أم

سير اجرام سبهر أز جدول تقويم كن برد رنج ناطقه يك يك مبرهن كرده أم

در لكام جار حلقه كان ستام عنصريست بس رياضتها كه من بر نفس توسن كرده أم

طوطىء جان راكه قالب كلخن مستوحش است هر نفس دستان سراي سير كلشن#

كرده أم

شد بكلشن طوطى وزاغ هوا را بر اثر كرد بر كرد طبيعت وقف كلخن كرده أم

در بسي فن اهل حكمت را كران رغبت نبود من دران صد كونه زه جون مرد يك فن#

كرده أم

كنج حكمت را ضمير من جراغ افروز شد در فتيلش تا زنور عقل روغن كرده أم

كوهر اسرار معنى شد جنان حاصل كه من خاطر از كنجينة اسرار مخزن كردة أم

ص: 111

روزي از راه رعونت در كلستان هوا جلوه حكمت جو طاؤس ملون كرده أم

شاهباز غيرت حق از كمين زد ينجه زان كبوتر وار در يك كوشه مسكن كرده أم

ره دين يك برج بي روزن نمودندم ولي من بهمت ره برون از هفت روزن كرده أم

برجى انكه جون دلم بل كز دل من تنك تر رشته أم كوئي مكان در جشم سوزن كرده#

أم

برج قوس است اين ومن خورشيد سان بر عالمي نو بهار را ز آه سرد بهمن كرده أم

ابن نه بس آهنكر آوردم نويد بخت بد كفتمش بر كردن از خوني بكردن كرده أم

مسند خورشيد زرين تخت مي زيبد مرا حال را من تكيه بر كرسي آهن كرده أم

در كريبان سر فرو برد ازدهاي هفت سر تا من اين مار دو سر در زير دامن كرده أم

بند بيزن ميكنندم عرض در جاه ستم ني منيزه ديدم وني جرم بيزن كرده أم

صبر بازوي تهمتن دارد از روى قياس قوت مخلص ببازوي تهمتن كرده أم

همدمانم هريكي در شغل ومن در بند حبس حاش لله زين سخن تنها كنه من كرده أم

كار بر عكس است ورنه خود كه روز بدكشد شغل اشراقي كه من بر وجه أحسن#

كرده أم

تاوك جرخ ستمكر بكذرد روشن ز بشت كرجه روى صبر را از سينه جوشن كرده#

أم

تن غذا خواهست دربند غم ومن راتبش شربت از خون وكباب از دل معين كرده أم

يك زبان بودم جو لاله در شكايت بعد ازين خويشتن را بعد ازين مانند سوسن كرده أم

جون بنفشه سر به بيش افكنده از قحط كرام هم جو سوسن ده زبان از مدحت#

الكن كرده أم

كيفر لب مي برم كز كفتن مدح دروغ هر كداي را شه وأشهب زلادن كرده أم

كه سها را برفروغ ماه رجحان داده أم كاه دريا را كم از فيض غريزن كرده أم

دوستي با حرص كردم جون عميد از آز خون زان قناعت را بروي خويش دشمن كرده#

أم

طبع آتش باي را از دست بي آبي جرخ زير حمل محنت اكنون بين جه كودن كرده أم

خاطر معنى طراز وطبع كوهر زاي را كرجه ديري شد كه بي قطران ستردن كرده أم

هستم اين يك شعر ديواني وصد درج كهر بلكه هر بيتش به از شعر ملون كرده أم

حبس برمن شيون آورده است واز لطف سخن سور ديدستي كه من در عين شيون#

كرده أم

يا رب از نخل كرم برك ونواي من بده مرغ حان را جون بتوحيدت نوازن كرده أم

خلعت امنم كرامت كن كه ما را دركهت مامن اصليست اينك قصد مامن كرده أم

دور دار از ظلمت شرك ونفاق وحقد وكين باطني كز نور اخلاصت مزين كرده أم

آفتاب معرفت در سينه أم تابنده دار جون كهر هاي يقين را سينه معدن كرده أم

حرف الغين

غياث الدين بلبن سلطان الهند

الملك المؤيد المنصور غياث الدين بلبن السلطان الصالح كان من الأتراك الفراخطائية، جلب

في صغر سنه إلى بغداد فاشتراه الشيخ جال الدين البصري سنة ثلاثين وستمائة وأتى به

إلى الهند، فاشترى منه السلطان شمس الدين الإيلتمش فرباه في مهد السلطنة وزوجه

بابنته، فتدرج إلى الإمارة وجعل أمير شكار في عهد رضية بنت الإيلتمش ومير آخور في

عهد بهرام شاه وأمير حاجب في عهد

ص: 112

علاء الدين مسعود سنة اثنتين وأربعين وستمائة،

ونال الوزارة الجليلة في عهد ناصر الدين محمود بن الإيلتمش في سنة أربع وأربعين وستمائة

فاستقل بها عشرين سنة، ولما مات محمود سنة أربع وستين وستمائة قام بالملك واستقل به

عشرين سنة أخرى.

وكان من خيار السلاطين عادلاً فاضلاً حليماً كريماً، بذل جهده في تعمير البلاد وسد

الثغور ورفع المظالم والإحسان إلى كافة الخلق، وكان في ذلك على قدم السلطان شمس الدين

الإيلتمش، وكان محباً لأهل العلم محسناً إليهم، يتردد في كل أسبوع بعد صلاة الجمعة إلى

بيوت الشيخ برهان الدين البلخي، والشيخ سراج الدين السجزي، والشيخ نجم الدين

الدمشقي فيحظى بصحبتهم، ويتردد إلى مقابر الأولياء فيزورها، ويتردد إلى مجالس التذكير

ويقعد بها كآحاد من الناس، ويداوم على الصلاة بالجماعة والصيام فرضاً كان أو نافلة،

ويداوم على صلاة الإشراق والضحى والتهجد، وكان لا يداهن في العدل والقضاء ولا

يسامح أحداً ولو كان من ذوي قرابته.

قال الشيخ محمد بن بطوطة المغربي الرحالة في كتابه: إنه بنى داراً وسماها دار الأمن فمن

دخلها من أهل الديون قضى دينه، ومن دخلها خائفاً أمن، ومن دخلها وقد قتل أحداً

أرضى عنه أولياء المقتول، ومن دخلها من ذوي الجنايات أرضى من يطلبه، وبتلك الدار

دفن- انتهى، وكلت وفاته سنة ست وثمانين وستمائة بدار الملك دهلي.

حرف الفاء

فاطمة سام

المرأة المعمرة فاطمة سام الدهلوية كانت من الصالحات القانتات، أدركها الشيخ المجاهد نظام

الدين محمد بن أحمد البدايوني الدهلوي، وكان يذكرها بالخير ويقول: إنها كانت غاية في

الصلاح والتقوى، وكانت تنشد الأبيات الرائقة الرفيقة منها ما روى عنها الشيخ المذكور:

هم عشق طلب كنى وهم جان خواهي هر دو طلبي ولي ميسر نشود

توفيت إلى رحمة الله سبحانه بمدينة دهلي سنة ثلاث وأربعين وستمائة، كما في خزينة

الأصفياء.

الشيخ فخر الدين الميرنهي

الشيخ الفاضل فخر الدين الزاهدي الميرنهي أحد كبار الأولياء، أخذ الطريقة عن الشيخ

قطب الدين بختيار الكعكي ولازمه مدة من الزمان حتى بلغ رتبة المشيخة، كان مولده

ومدفنه مدينة ميرله وقيل: إنه كان من نسل الإسكندر بن فيلقوس المقدونوي، صرح به

محمد الحسن المندوي في كلزار ابرار.

جلال الدين فيروز شاه الخلجي

الملك المؤيد فيروز بن يغرس الخلجي جلال الدين فيروز شاه السلطان الصالح الحليم كان

مير جامدار في أيام السلطان غياث الدين بلبن ومقطعاً ببلدة سامانة، وجعله حفيده معز

الدين كيقباد في آخر أيامه عرض الممالك وأقطعه بلاد برن، ثم لما كان معز الدين اعتراه داء

أعيا الأطباء دواؤه طمع الأمراء في الملك وصاروا طائفتين الأتراك والخلج، فخرج فيروز إلى

ظاهر البلدة ووقف على تل هناك فكاد الأتراك أن يقبضوا عليه ولكن الله سبحانه لما

قيض له الملك لم يقدروا عليه وقتلوا، فدخل فيروز القصر في سنة تسع وثمانين وستمائة

واستقل بالملك وله سبعون سنة.

وكان حليماً كريماً فاضلاً، اتفق الناس عليه بعد نفورهم عنه لحلمه وفضله وعفوه وكرمه،

أداه حلمه إلى قتله بعد سبعة أعوام من ملكه، وقصته أن علاء الدين ابن أخيه كان شهماً

شجاعاً منصوراً زوجه بابنته وأقطعه مدينة كزه وما والاها من البلاد، وكان حب الملك

ثابتاً في نفسه إلا أنه لم

ص: 113

يكن له مال إلا ما يستفيده من غنائم الكفار، فاتفق أنه ذهب مرة إلى

ديوكير حيث لم يبلغ إليها أحد من الملوك الماضية فأذعن له سلطانها بالطاعة وأهدى له

هدايا عظيمة فرجع إلى مدينة كزه ولم يبعث إلى عمه شيئاً من الغنائم، فأغرى الناس عمه

به فأرسل إليه، فامتنع من الوصول إليه فقال عمه: أنا أذهب إليه وآتي به فإنه محل ولدي،

فتجهز في عساكره وطوى المراحل حتى حل بساحة مدينة كزه وركب النهر برسم الوصول

إلى ابن أخيه، وركب ابن أخيه أيضاً في مركب ثان عازماً على الفتك به وقال لأصحابه:

إذا أنا عانقته فاقتلوه! فلما التقيا وسط النهر عانقه ابن أخيه وقتله أصحابه كما وعدهم

واحتوى على ملكه وعساكره.

ومن شعره قوله أمر أن يكتب على بناء عال أسسه بمدينة كواليار:

ما را كه قدم بر سر كردون سايد از توده سنك وكل جه قدر افزايد

اين سنك شكسته زان نهاديم ز دست باشد كه شكسته درو آسايد

وكانت وفاته في سنة ست وتسعين وستمائة.

حرف القاف

الشيخ قدوة الدين الأودي

الشيخ الكبير القاضي قدوة الدين بن ميرك شاه بن أبي العلى الإسرائيلي الأودي أحد

الرجال المشهورين، أخذ الطريقة عن الشيخ عثمان الهاروني، وقدم الهند بعد ما افتتحها

الملوك وسكن ببلدة أوده، وكان ذا جرأة ونجدة يحتسب على الملوك والصعلوك ولا يخاف

في الأمر والنهي، وكان له ولد تولى القضاء بعده اسمه أعز الدين، ثم بارك الله سبحانه في

ولده فعمروا اثنتين وخمسين قرية من أرض أوده، ونشأ منهم العلماء والمشايخ، كما في بحر

زخار، وأما نسبه فالمشهور على ألسنة الناس أنه كان من بني إسرائيل، ويقال: إنه كان من

أبناء الملوك، مات في سنة خمس وستمائة، كما في بحر زخار.

شيخ الاسلام قطب الدين بختيار الأوشي

الشيخ الإمام العارف الكبير الزاهد المجاهد قطب الدين بن كمال الدين الكعكي الأوشي،

كان من كبار الأولياء، ولد بأوش في حدود ما وراء النهر، وتوفي والده حين كان ابن سنة

وستة أشهر فربي في حجر والدته العفيفة، فلما بلغ الخامسة من عمره دخل في المدرسة

وتلمذ على الشيخ أبي حفص المعلم الأوشي وأخذ عنه، ثم رحل إلى بغداد، وسعد

بملازمة الشيخ الكبير معين الدين حسن السجزي الأجميري في مسجد الفقيه أبي الليث

السمرقندي، فلبس منه الخرقة وكان المجلس محفوفاً بالشيوخ كالشيخ شهاب الدين عمر بن

محمد السهروردي والشيخ أوحد الدين الكرماني والشيخ برهان الدين الجشتي والشيخ

محمود الأصفهاني وغيرهم.

قيل: إنه بايع الشيخ معين الدين المذكور وله ثماني عشرة من العمر، وفاز بالخلافة وله

عشرون سنة، ثم عطف عنان العزيمة إلى أرض الهند، وأدرك الشيخ بهاء الدين زكريا

الملتاني والشيخ جلال الدين التبريزي بملتان، ثم قدم دهلي فأكرمه السلطان شمس الدين

الإيلتمش غاية الإكرام فتوطن بها وكان الملك يتردد إليه في كل أسبوع، فاجتمع لديه خلق

كثير من المشايخ والعلماء وانتفعوا به.

وكان من الأولياء السالكين المرتاضين يقوم الليل ويصوم النهار ويشتغل بالذكر والفكر على

الدوام فارغاً قلبه عن هواجس الخطرات زاهداً متورعاً عزباً يستمع الغناء ويتواجد

ويستغرق في بحار المعارف حتى إنه توفي في تلك الحالة.

قال الشيخ المجاهد نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني: إنه حضر مرة في مجلس السماع

بزاوية الشيخ علي السجزي وكان المغنى يغني بأبيات الشيخ أحمد الجامي فلما أنشد هذا

البيت:

ص: 114

كشتكان خنجر تسليم را هر زمان از غيب جان ديكر است

تواجد الشيخ قطب الدين وغشي عليه، فحمله أصحابه الشيخ بدر الدين الغزنوي

والقاضي حميد الدين الناكوري وغيرهما وأتوا به إلى بيته وكان القوال معهم يكرر البيت

المذكور فلم يفق إلى ثلاثة أيام، واشتدت عليه الحالة في اليوم الثالث إلى أن توفي إلى رحمة

الله سبحانه، كما في فوائد الفؤاد، وكان ذلك يوم الاثنين الرابع عشر من ربيع الأول سنة

ثلاث وثلاثين وستمائة وكان عمره يوم وفاته خمسين سنة، وقيل: اثنتين وخمسين، وقيل:

خمساً وستين سنة، كما في مهرجهانتاب.

قال الشيخ محمد بن بطوطة المغربي في كتابه: إن سبب تسمية هذا الشيخ بالكعكي أنه

كان إذا أتاه الذين عليهم الدين شاكين من الفقر أو القلة أو الذين لهم البنات ولا يجدون ما

يجهزونهن به إلى أزواجهن يعطي من أتاه منهم كعكة من الذهب أو الفضة حتى عرف من

أصل ذلك بالكعكي- انتهى.

قطب الدين الأيبك سلطان الهند

الملك الكبير قطب الدين الأيبك السلطان العادل الباذل، جلب من تركستان في صغر سنه،

فاشتراه القاضي فخر الدين بن عبد العزيز الكوفي بمدينة نيسابور، وعلمه القرآن والخط

وغير ذلك، ولما توفي القاضي المذكور اشتراه واحد من التجار المسلمين من أبناء القاضي

وعرضه على شهاب الدين الغوري، فاشتراه وجعله من خواصه فتدرج إلى الإمارة.

ولما سار نحو الهند في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة أمره على عساكره وأقطعه سرستي،

وسامانة، وكهرام وما والاها من البلاد والقلاع، فقام قطب الدين بالملك وأحسن السيرة في

رعيته، ثم شن الغارة إلى ميرله فملكها، ثم سار إلى دهلي وقاتل صاحبها أشد قتال فهزمه

ودخل دهلي وجعلها دار ملكه، ثم سار إلى قلعة كول في سنة تسعين وخمسمائة ففتحها

عنوة وأخذ الغنائم الكثيرة.

ولحق بشهاب الدين حين قدومه إلى الهند فجعله شهاب الدين طليعة لعساكره وبعثه إلى

قنوج فلقيه ملكها جي جند فقاتله أشد قتال حتى قتله وأقام بقلعة أسنى مدة من الزمان،

فلما استقر أمره بتلك البلاد أراد أن يرجع إلى دهلي فسمع أن هيمراج خرج على كوله بن

برتهي راج، وانتزع بلاد أجمير من يده، فسار نحوه بعساكره في إحدى وتسعين وخمسمائة

فانهزم هيمراج وولي قطب الدين على أجمير أحد خواصه، ثم سار إلى كجرات ووصل إلى

نهرواله فلقيه عساكر صاحبها قريباً من بلدة نهرواله، فقاتلها أشد قتال فقتل مقدم العساكر،

وخرج صاحبها بهيم ديو إلى ناحية من نواحيها فغنم كثيراً من المال، ورحل إلى غزنة

فمكث بها برهة من الزمان، ثم عاد إلى الهند وأتم بناء الجامع الكبير ببلدة دهلي في سنة

اثنتين وتسعين وخمسمائة.

ولما قدم شهاب الدين سار في ركابه إلى تهنكر الذي سموها بعد ذلك بيانه ففتحها، ثم

بعثه شهاب الدين إلى قلعة كواليار فصالح صاحبها سلكمن على مال يؤديه، وفي سنة سبع

وتسعين سار إلى كجرات فوصلها سنة ثمان وتسعين فلقيه عسكر الهنود فقاتلوه قتالاً

شديداً، فهزمهم أيبك واستباح معسكرهم وما لهم فيها من الدواب وغيرها، وتقدم إلى

نهرواله فملكها عنوة وهرب ملكها بهيم ديو فجمع وحشد فكثر جمعه، ولما علم أيبك أنه

لا يقدر على حفظها إلا بأن يقيم هو فيها ويخليها من أهلها فيتعذر عليه ذلك فصالح

صاحبها على مال يؤديه عاجلاً وآجلاً، وقيل: إنه دخل بها وملكها وولي عليها أحد

خواصه ثم رجع إلى دهلي، وفي سنة تسع وتسعين سار إلى قلعة كالنجر فتحصن بها

صاحبها فحاصرها وأدام الحصار وضيق على أهلها فصالحه صاحبها على مال يؤديه

عاجلاً وآجلاً.

ثم سار إلى مهوبة فملكها ثم سار إلى بدايون فملكها أيضاً.

ص: 115

ولما توفي شهاب الدين وقام بالملك بعده ابن أخيه غياث الدين محمود الغوري أعتق قطب

الدين وأرسل إليه جتر- المظلة الملوكية- وغيرها من أمارات السلطنة، فجلس على سرير

الملك بلاهور يوم الثلاثاء الثامن عشر من ذي القعدة الحرام سنة اثنتين وستمائة، وكانت مدة

إمارته عشرين سنة ومدة سلطنته أربع سنين وبضعة أشهر.

وكان عادلاً باذلاً كريماً باسلاً مقداماً يضرب به المثل في الشجاعة والكرم، وكان يعطي

الناس أكثر مما يستحقونه ولذلك سموه لك بخش أي معطي مائة ألف، وصنف في أخباره

نظام الدين الحسن النظامي كتابه تاج المآثر، وكانت وفاته في سنة سبع وستمائة ببلدة لاهور

فدفن بها، كما في تاريخ فرشته.

القاضي قطب الدين الكاشاني

الشيخ العالم الكبير القاضي قطب الدين الكاشاني الملتاني أحد كبار العلماء، درس وأفاد

مدة مديدة في مدرسة بملتان، وانتهت إليه رئاسة التدريس، وكان معاصراً للشيخ بهاء الدين

زكريا الملتان، يأتي الشيخ في مدرسته كل يوم ويصلي خلفه ويقول: من صلى خلف عالم تقي

فكأنما صلى خلف نبي- انتهى.

وكانت وفاته بملتان فدفن بها في البلدة القديمة، كما في أخبار الجمال وكانت وفاته في سنة

ثلاث وثلاثين وستمائة، كما في سير الأولياء.

حرف الكاف

القاضي كمال الدين الجعفري

الشيخ الفاضل القاضي كمال الدين الجعفري البدايوني أحد كبار العلماء، ناب الحكم

ببدايون فسكن بها، وكان يدرس ويفيد، وله كتاب المغني في الفقه مات ودفن ببدايون، وكان

الشيخ المجاهد نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني يذكره بالخير، كما في فوائد الفؤاد.

حرف الميم

نور الدين المبارك الغزنوي

الشيخ الإمام نور الدين المبارك بن عبد الله بن شرف الحسيني الغزنوي كان من نسل

الحسين ذي الدمعة، ولد ونشأ بغزنة، وأخذ عن خاله الشيخ عبد الواحد بن الشهاب أحمد

الغزنوي، ثم سافر إلى بغداد وأخذ عن الشهاب عمر بن محمد السهروردي صاحب

العوارف وصحبه زماناً، ثم عاد إلى غزنة ورزق حسن القبول فتبرك به شهاب الدين

الغوري في غزوات الهند وولاه مشيخة الاسلام ولقبه بالأمير، فاستقل بها عهداً بعد عهد

يعظمه الملوك والأمراء وكانوا يتبركون به ويتلقون إشاراته بالقبول.

قال القاضي شهاب الدين الدولة آبادي في هداية السعداء: إن السلطان شمس الدين

الإيلتمش كان يجلسه في صدر المجلس، ويقبل يده، ويتبرك به في غزواته- انتهى.

مات في أول ليلة من المحرم سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، ودفن بدهلي القديمة شرقي

الحوضي الشمسي، كما في أخبار الجمال.

الشيخ مجد الدين اللاهوري

الشيخ الإمام مجد الدين بن خطير الدين محمد بن

ص: 116

عبد الملك الجرجاني اللاهوري أحد

الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ذكره نور الدين محمد العوفي في لباب الألباب في ترجمة أبيه

وقال: إن مصنفاته مشهورة في أنواع العلوم من المعقول والمنقول.

قوام الدين محمد بن أبي سعد الجنيدي

الوزير الكبير نظام الملك قوام الدين محمد بن أبي سعد الجنيدي الدهلوي أحد الرجال

المشهورين بالعقل والدهاء، استوزره السلطان شمس الدين الإيلتمش سنة سبع وستمائة

فخدمه إلى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، ثم خدم ولده ركن الدين فيروز شاه، وخرج عليه

فسار إلى لاهور فوافقه غير واحد من الأمراء فتعاقبهم ركن الدين بعساكره، ولما سار ركن

الدين إلى لاهور اتفق الناس على أخته رضية بنت الإيلتمش فبايعوها، فرجع ركن الدين إلى

دهلي فقبضوا عليه ورفعوه إلى المحبس، ثم وفد نظام الملك ومن معه من الأمراء إلى دهلي

فهزمتهم رضية، وذهب نظام الملك إلى جبل سرمور وتوفي بها، لعله في أيام رضية.

وكان فاضلاً عادلاً كريماً محباً لأهل العلم محسناً إليهم، صنف له نور الدين محمد العوفي

كتابه جوامع الحكايات، توفي نحو سنة بضع وثلاثين وستمائة.

الشيخ محمد بن أحمد الماريكلي

الشيخ العالم الكبير المحدث محمد بن أحمد بن محمد الماريكلي الإمام كمال الدين الزاهد

الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، تفقه على برهان الدين محمود البلخي،

وأخذ الحديث عنه، وهو تفقه على الشيخ برهان الدين المرغيناني صاحب الهداية وأخذ

الحديث عن الشيخ حسن بن محمد الصغاني صاحب مشارق الأنوار، وللشيخ كمال الدين

إجازة عن مؤلف آثار النيرين في أخبار الصحيحين عن الشيخ حسن بن محمد ابن المذكور،

وأخذ عن الشيخ المجاهد نظام الدين محمد البدايوني وقرأ عليه المشارق وحفظ عنه.

وكان عالماً فاضلاً محققاً، ورعاً زاهداً، متبحراً في الفقه والحديث، أراد السلطان غياث

الدين بلبن أن يختاره لإمامته في الصلاة فأبى ذلك وقال: لم يبق لي عمل من الأعمال الصالحة

غير الصلاة والسلطان يريد أن يبطلها أيضاً، كما في سير الأولياء وإني رأيت في بعض

المجاميع إن وفاته كانت بمدينة دهلي في سنة أربع وثمانين وستمائة.

الشيخ محمد بن أحمد المدني

الأمير الكبير بدر الملة المنير شيخ الإسلام قدوة الأئمة الكرام قطب الدين محمد بن السيد

رشيد الدين أحمد بن يوسف بن عيسى بن حسن بن حسين بن جعفر بن قاسم بن عبد

الله بن حسن بن محمد بن عبد الله بن محمد النفس الزكية ابن عبد الله المحض بن الحسن

المثنى بن الإمام الحسن السبط الأكبر- على آبائه وعليه السلام- كان ابن أخت السيد

الإمام عبد القادر الجيلاني فكان محبوك الأطراف بالسادة الأشراف ومدبج الجوانب

بالعلماء الأسلاف، ولد بمدينة بغداد في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وأخذ العلم

والمعرفة عن فحول العلماء وأساتذة الزوراء منهم والده العلامة ومنهم الشيخ عبد الرزاق

بن عبد القادر الجيلاني، والشيخ العارف أبي الجناب نجم الدين الكبري، أخذ عنه بعد ما

توفي عبد الرزاق المذكور.

وانتقل من بغداد في فتنة المغول بعد ما استشهد والده، فدخل غزنة وأقام بها زماناً، ثم قدم

الهند لعله في أيام قطب الدين أيبك، فجاهد معه في سبيل الله وفتحت على يده الكريمة

قلعة كزه ومانكيور، وهنسوه وغيرها من القلاع الحصينة المتينة، وكان السلطان شمس

الدين الإيلتمش يكرمه غاية الإكرام.

قال القاضي شهاب الدين عمر الزاولي الدولة آبادي في هداية السعداء: إن السلطان

المذكور كان يجلسه في صدر المجلس ويقبل يده ويتبرك به- انتهى.

وقال القاضي عثمان بن محمد الجوزجاني في

ص: 117

طبقات ناصري: إنه كان شيخ الإسلام بمدينة

دهلي في أيام بهراه شاه، بعثه السلطان المذكور سنة تسع وثلاثين وستمائة إلى الأمراء الذين

خلعوه واجتمعوا بلاهور عند ماء بياس، فسار إليهم وبالغ في إماتة الفتنة ورجع إلى دهلي،

وعزل عن المشيخة يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلون من رجب سنة ثلاث وخمسين وستمائة

في أيام ناصر الدين محمود- انتهى.

وقال القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه: إن شيخ الإسلام قطب الدين كان من أكابر

عصره في أيام السلطان غياث الدين بلبن- انتهى.

وكان له ثلاثة أبناء: أكبرهم نظام الدين وكان على قدم أبيه في الشهامة والنقاوة، مات في

حياة والده وأعقب ولداً يسمى ركن الدين وهو ولي القضاء بمدينة كزه، ذكره البرني في

تاريخه وأثنى عليه، وأوسطهم قوام الدين محمود الذي زوجه السلطان شمس الدين الإيلتمش

ابنته فتحه سلطانه كما في تذكرة السادات، وأصغرهم القاضي تاج الدين كان قاضياً بمدينة

كزه، ثم ولي القضاء ببدايون، ذكره البرني في تاريخه وأثنى عليه.

أما القاضي ركن الدين وهو جدنا الكبير فقد بارك الله في أعقابه، فانتشرت في آفاق

الهند، ونشأ منها رجال العلم والمعرفة كالشيخ فضل الله ختن الشيخ قطب الدين

الجونبوري، والسيد محمد تقي درويش بي ريا أستاذ السلطان فرخ سير، والقاضي محمود

بن علاء الدين النصير آبادي، ومن أعقابه السيد العلامة خواجه أحمد، والسيد العارف

علم الله بن محمد فضيل، وحفيده السيد محمد عدل، والإمام المجاهد السيد أحمد الشهيد

السعيد وخلق لا يحصون بحد وعد.

وكانت وفاة الشيخ قطب الدين محمد في ثالث رمضان سنة سبع وسبعين وستمائة بمدينة

كزه، وقبره مشهور ظاهر يزار ويتبرك به، كما في وفيات الأعلام للشيخ محمد يحيى.

عز الدين محمد بن بختيار الخلجي

الأمير الكبير عز الدين محمد بن بختيار الغازي الخلجي أحد الرجال المعروفين في السياسة

والرياسة، كان أصله من بلاد الغور، ولد ونشأ بها، وقدم غزنة ثم دخل الهند وبذل

المساعي الجميلة في الغزو، فأقطعه شهاب الدين الغوري بلاداً في ما بين النهرين وبعض بلاد

في ما وراء نهر كنك، فلما استقر بتلك البلاد سار إلى بهار- بكسر الموحدة- وقاتل

المقاتلة بها وسبى الذراري والجواري، ثم قدم دهلي وعرض على صاحبها قطب الدين

أيبك الغنائم الكثيرة- لعله في سنة تسع وتسعين وخمسمائة- فأقطعه قطب الدين بهار

وبنكاله، فسافر إلى بهار وسار بعساكره إلى بنكاله وشن الغارة على صاحبها لكهمنه،

فهزمه إلى كامروب وملك تلك البلاد، ثم أسس بها بلدة عامرة وسماها رنكبور، وأسس

بها المساجد والزوايا والمدارس، وجعلها دار ملكه، ثم سار إلى بلاد تبت، واستخلف

محمد شيران الخلجي على بنكاله فسار باثنى عشر ألف مقاتل إلى تبت.

فلما وصل إلى إيردهن رأى فيها نهراً عظيم الجرى كثير الزيادة يسمونه يتمكري وبلغ إلى

جسر عظيم- قيل: إنه كان من مستعمرات كرشاسب- فعبر إلى تلك البلاد ووكل به

رجالاً من خواصه، ثم تقدم وخاض الجبال والوهاد حتى وصل إلى قلعة حصينة بعد ستة

عشر يوماً من عبور الماء والجسر، فلقيه طائفة من الرماة فقاتلوه، وقيل له: إن على خمسة

فراسخ منها بلدة كبيرة يسمونها كرم بتن وفيها ثلاث مائة ألف وخمسون ألفاً من الرماة وإنهم

يأتون إليه عن قريب، وكان أتعبه السفر تعباً شديداً فظن أنه لا يقدر على قتالهم فرجع من

هناك، ولما وصل إلى الجسر رأى أن خواصه قد ساروا، وهدم أهل تلك البلاد الجسر

فتحير في أمره ولاذ بكنيسة عظيمة هناك وأمر رجاله

ص: 118

أن يصنعوا الفلك، فلما عرف الناس

عجزه هجموا عليه من كل ناحية فألقوا أنفسهم في الماء فلم ينج منهم إلا القليل، فلما وصل

إلى بلاده استقبله الناس، ولما عرفوا ما وقع له أكثروا عليه اللعان والسباب لا سيما

الجواري والذراري لأجل بعلوهن وآبائهن وأخذن في النوح والبكاء، وقد اعتراه من الخجل

ما لا مزيد عليه فمرض ومات بعد ثلاثة أيام.

وكان عادلاً كريماً باذلاً مقداماً، يضرب به المثل في السماحة والشجاعة، وله آثار صالحة في

بلاد بنكاله، مات في سنة اثنتين وستمائة، كما في تاريخ فرشته.

الشيخ محمد بن الحسن الأجميري

الشيخ الصالح محمد بن الحسن السجزي الشيخ فخر الدين بن معين الدين الأجميري أحد

المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بمدينة أجمير وقرأ العلم وتأدب على والده، وتولى الشياخة

والإرشاد بعده.

وكان قانعاً عفيفاً ديناً متورعاً، أحيا أرضاً مواتاً بقرية ماندل من أعمال أجمير فكان يزدرع

بها ويجعلها قوتاً له ولعياله، وعاش بعد والده عشرين سنة، كان في أخبار الأخيار، توفي

سنة ثلاث وخمسين وستمائة، كما في خزينة الأصفياء، وفي كلزار أبرار: إنه توفي في خامس

شعبان سنة إحدى وستين وستمائة- والله أعلم-.

الشيخ محمد بن الحسن النيسابوري

الشيخ الفاضل صدر الدين محمد بن الحسن النظامي النيسابوري ثم الدهلوي أحد

العلماء المبرزين في الإنشاء والتاريخ والسير، ولد ونشأ بمدينة نيشابور وقرأ العلم على

أساتذة عصره، وانتقل عنها إلى غزنة أيام الفترات، وأقام بها مدة من الزمان ثم انتقل عنها

إلى دهلي في أيام قطب الدين أيبك، وصنف تاج المآثر وهو كتاب في تاريخ الهند من سنة

سبع وثمانين وخمسمائة إلى سنة أربع عشرة وستمائة، وفي نسخة منه إلى سنة ست

وعشرين وستمائة، فلست أدري أنها من الملحقات أو من تصنيفه، مات في أيام السلطان

شمس الدين الإيلتمش.

الشيخ محمد بن زكريا الملتاني

الشيخ الإمام الزاهد العابد القدوة الحجة الشيخ محمد بن زكريا شيخ الاسلام صدر الدين

القرشي الأسدي الملتاني أحد أولياء الله المشهورين، ولد بملتان ونشأ بها في تصون تام

وعفاف وتأله واقتصاد في الملبس والمأكل، ولم يزل على ذلك خلقاً صريحاً براً تقياً ورعاً

عابداً صواماً قواماً، ذاكراً لله سبحانه في كل أمر وعلى كل حال، رجاعاً إليه في سائر

الأحوال، وقافاً عند حدوده وأوامره ونواهيه، حتى إنه بذل ما وصل إليه من متروكات أبيه

وكانت سبعين لكا من الدنانير فضلاً عن الدور والأقمشة والظروف وغيرها من العروض

والعقار فقسم كلها على الفقراء والمساكين وغيرهم من أرباب الحقوق وما ادخر شيئاً من

ذلك إلا ما كان على جسده وأجساد أهله وعياله من الألبسة.

فقال له أحد أصحابه: إن أباك جمع القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل

المسومة، والأنعام، والحرث، والدور، وغيرها، وإنك ضيعت كلها في يوم واحد وما ادخرت

لأهلك شيئاً! فضحك ثم أجاب بأن أبي كان غالباً على الدنيا فهي ما كانت تستطيع أن

تزل قدمه وأني ما بلغت إلى تلك المنزلة فخفت أن تغلب علي.

وقد جمع الشيخ ضياء الدين ملفوظاته في مجموع يسمى كنوز الفوائد، وأثنى عليه الشيخ

حسن بن عالم الحسيني في نزهة الأرواح، وأخذ عنه الشيخ جمال الدين الأجي، والشيخ

أحمد بن محمد القندهاري، والشيخ علاء الدين الخجندي، والشيخ حسام الدين الملتاني،

وابنه أبو الفتح ركن الدين، وخلق كثير من العلماء والمشايخ.

ومن وصاياه: قال الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً" إذا أراد الله بعبد

خيراً

ص: 119

وكتبه سعيداً وفقه لدوام الذكر باللسان مع مواطاة القلب ورقاه عن ذكر اللسان إلى

ذكر القلب حتى لو سكت اللسان لا يسكت القلب وهو الذكر الكثير، ولا يوصل العبد

لذلك إلا بعد التبري عن النفاق الخفي المشار إليه بقوله عليه السلام: أكثر منافقي أمتي

قراؤها، أراد به نفاق الوقوف مع غير الله تعالى وتعلق الباطن بسواه.

فإذا وفق العبد لتجريد الظاهر عما لا يحل ثم عما لا يحمد وأكرم بتفريد الباطن بتخليه عن

الخواطر الردية والأخلاق المذمومة يوشك أن يتجلى نور الذكر في باطنه فيقطع عنه

الوساوس الشيطانية والهواجس النفسانية، وتجوهر نور الذكر في باطنه حتى يكون ذكره

بتجلي مشاهدى المذكور، وهذه هي الرتبة العظمى والمحنة الكبرى التي تمد إليها أعناق

أرباب معالي الهمم من أولي الأيدي والأبصار من الأمم- والله الموفق والمعين- انتهى.

وكانت وفاته في الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وثمانين وستمائة وله تسع وستون

سنة.

شهاب الدين محمد بن سام الغوري

أبو المظفر شهاب الدين محمد بن سام بن الحسين بن الحسن بن محمد بن العباس الغوري

السلطان المجاهد في سبيل الله الغازي، ولد بأرض غور ونشأ بها، وتوفي والده في صغر

سنه، فتنبل في أيام عمه علاء الدين، واستعمله عمه في بلد من بلاد الغور اسمه سنجه مع

صنوه الكبير غياث الدين محمد الغوري، فأحسن السيرة في عمله وعدل وبذل الأموال فمال

الناس إليه وإلى صنوه المذكور.

فلما مات عمه قام مقامه صنوه غياث الدين، ولما قوي أمره جهز جيشاً كثيفاً مع أخيه

شهاب الدين إلى غزنة فلقيه الغزنويون وقاتله، فانهزم الغورية وثبت شهاب الدين في من ثبت

معه على صاحب عليهم، فقتله وأخذ العلم وقتلهم ودخل غزنة، وأحسن السيرة في أهلها

وأفاض العدل، وسار من غزنة إلى كرمان وشنوران فملكها.

ثم تعدى إلى ماء السند وعمل على العبور إلى بلاد الهند وقصد لاهور وبها يومئذ خسرو

شاه وقال الجوزجاني في طبقاته: إنه كان بها يومئذ خسرو ملك، فلما سمع بذلك سار في

من معه إلى ماء السند فمنعه من العبور عنه فرجع عنه وقصد فرشابور بيشاور فملكها

وما يليها من جبال الهند وأعمال الأفغان، ثم رجع إلى غزنة واستراح بها ثم خرج منها في

سنة تسع وسبعين وخمسمائة وسار نحو لاهور في جمع عظيم فعبر إليها وحصرها وأرسل

إلى صاحبها خسرو شاه- وقيل: إلى ولده خسرو ملك- وإلى أهلها يتهددهم إن منعوه

وأعلمهم أنه لا يزول حتى يملك البلد، وبذل الأمان على نفسه وأهله وماله، فامتنع عليه

وأقام شهاب الدين محاصراً له، فلما رأى أهل البلد ذلك ضعفت نياتهم في نصرة صاحبهم،

وطلبوا الأمان من شهاب الدين وخرجوا إليه ودخل الغورية في البلد، وأرسل غياث الدين

إلى أخيه يطلب خسرو شاه فسيره إليه ومعه ولده، فأمر بهما غياث الدين فرفعا إلى بعض

القلاع، وأمر شهاب الدين بإقامة الخطبة له بالسلطنة ولقب أخاه شهاب الدين معز الدين.

فلما استقر أمر لاهور رجع شهاب إلى غزنة ثم إلى أخيه غياث الدين فسارا إلى هراة

فملكاها ثم إلى قوشنج ثم إلى باذغيس، وكالين وبيوار، فملكها أيضاً، ثم رجع غياث الدين

إلى فيروزكوه وشهاب الدين إلى غزنة وأقام بها حتى أراح واستراح هو وعساكره، ثم قصد

بلاد الهند، وسار إليها في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ففتح قلعة بهلنده وملك سرستي

وكهرام، فلما سمع بتهورا ملك أجمير جمع العساكر وسار إلى المسلمين مع أخيه كهاندي راؤ

نائبه بناحية دهلي، واشتدت الحرب بينهم وبين المسلمين فانهزمت ميمنة المسلمين

وميسرتهم، فأخذ شهاب الدين الرمح ووصل إلى الفيلة فطعن فيلاً منها في كتفه وزرقه

بعض الهنود بحرية فوقع على الأرض فأخذه أصحابه وعادوا به منهزمين، فلما ول إلى لاهور

أخذ الأمراء الغورية الذين

ص: 120

انهزموا وعلق على كل واحد منهم عليق شعير وقال: أنتم

دواب، ما أنتم أمراء! وسار إلى غزنة وأقام بها ليستريح الناس.

ثم قصد بلاد الهند وسار إليها في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ونصره الله سبحانه على

عظيم الهند بقصة طويلة شرحتها في جنة المشرق وعاد إلى غزنة ثم قصد الهند وسار

إليها بعساكره في سنة تسعين وخمسمائة، ولما وصل إلى ناحية إثاوه لقيه جي جند ملك

قنوج بعساكره فاشتد الحرب بينهما وقتل جي جند فسار إلى بنارس، وهدم الكنائس

وذهب إلى قلعة كول، ثم أمر على أرض الهند مملوكه قطب الدين الأيبك، ورجع إلى غزنة

واستراح بها مدة من الزمان، ثم قصد الهند وسار إليها في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة،

وحاصر قلعة تهنكر وهي التي يسمونها بيانة ففتحها، ثم سار إلى قلعة كواليار فراسله من

بها بالصلح على مال يحملونه إليه فأجابهم إليه، وعاد إلى غزنة واشتغل بأمر خراسان مدة،

ثم قدم الهند في سنة سبع وتسعين وخمسمائة أرسل مملوكه قطب الدين إلى نهر واله فوصلها

سنة ثمان وتسعين، قاتل الهنود قتالاً شديداً وهزمهم واستباح معسكرهم وتقدم إلى نهر

واله فملكها عنوة، ثم صالح صاحبها على مال يؤديه ثم عاد إلى غزنة.

ولما توفي صنوه الكبير غياث الدين في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة رحل إلى فيروزكوه

وجلس للعزاء لأخيه، ثم قام مقامه واشتغل برهة من الزمان في أمر خراسان، ثم سار نحو

لاهور سنة ستمائة عازماً على غزو الهند، فاستولى خوارزم شاه على مدينة هراة، ومات

ألب غازي ابن أخت شهاب الدين ونائبه في هراة فعاد شهاب الدين إلى خراسان وسار إلى

خوارزم فسبقه خوارزم شاه والتقى العسكران بسوقرا فجرى بينهم قتال شديد.

وأرسل خوارزم شاه إلى أتراك الخطا يستنجدهم فاستعدوا وساروا إلى بلاد الغورية فعاد

شهاب الدين من خوارزم ولقيهم في صحراء أندخوي سنة إحدى وستمائة، وانهزم

المسلمون وبقي شهاب الدين في نفر يسير، ووقع الخبر في جميع بلاده بأنه قد عدم، ثم وصل

إلى طالقان في سبعة نفر ثم إلى غزنة ثم سار إلى الهند وأمر في جميع بلاده بالتجهز لقتال

الخطا وغزوهم والأخذ بثأرهم، وكان عازماً على ذلك إذ سمع أن طائفة كهوكهر ثاروا في

أرض الهند وقطعوا السبل ومدوا أيديهم إلى ناحية لاهور وملتان فسار نحو الهند في سنة

اثنتين وستمائة واشتد القتال بينهما فهزمهم باذن الله سبحانه وغنم المسلمون منهم ما لم

يسمع بمثله، ثم أمر الناس بالرجوع إلى بلادهم والتجهز لغزو الخطا ثم تيراه وأمر مملوكه تاج

الدين الدز أن يغزوهم وكانوا كفاراً يفسدون في الأرض ويقطعون السبل وكانت فتنة هؤلاء

التيراهية على بلاد الاسلام عظيمة ولم يزالوا كذلك حتى أسلم طائفة منهم في آخر أيام

شهاب الدين، ثم سار إلى غزنة ونفر من أهل كهوكهر لزموا عسكره عازمين على قتله.

فلما وصل بمنزل يقال له دمنك تفرق عنه أصحابه في الليلة وكان معه من الأموال ما لا يحد

فإنه كان عازماً على قصد الخطا والاستكثار من العساكر وتفريق المال فيهم وقد أمر

عساكره بالهند باللحاق به وأمر عساكره الخراسانية بالتجهز إلى أن يصل إليهم، فلما تفرق

أصحابه وكان في خركاء فثار أولئك النفر فقتل أحدهم بعض الحرس، وكثر الزحام فاغتنم

أهل كهوكهر غفلتهم عن الحفظ، فدخلوا على شهاب الدين فضربوه بالسكاكين اثنتين

وعشرين ضربة فقتلوه، واجتمع الأمراء عند وزيره مؤيد الملك فتحالفوا على حفظ الخزانة

والملك ولزوم السكينة إلى أن يظهر من يتولاه وأجلسوا شهاب الدين وخيطوا جراحه

وجعلوه في المحفة محفوفة بالحشم والوزير والعسكر والشمسية على حالة حياته فساروا إلى

غزنة.

وكان شجاعاً مقداماً كثير الغزو إلى بلاد الهند،

ص: 121

عادلاً في رعيته، حسن السيرة فيهم

حاكماً بينهم بما يوجبه الشرع المطهر، وكان القاضي بغزنة يحضر داره من كل أسبوع

السبت والأحد والاثنين والثلاثاء ويحضر معه أمير حاجب وأمير داد وصاحب التربة

فيحكم القاضي وأصحاب السلطان ينفذون أحكامه على الصغير والكبير والشريف

والوضيع، وإن طلب أحد الخصوم الحضور عنده أحضره وسمع كلامه وأمضى عليه أو له

حكم الشرع، فكانت الأمور جارية على أحسن نظام، وكان العلماء يحضرون بحضرته

فيتكلمون في المسائل الفقهية وغيرها، وكان الشيخ الإمام فخر الدين الرازي صاحب

التفسير الكبير يعظ في داره فحضر يوماً فوعظ وقال في آخر كلامه: يا سلطان! لا سلطانك

يبقى ولا تلبيس الرازي، فبكى شهاب الدين حتى رحمه الناس لكثرة بكائه، وكان رقيق

القلب، وكان شافعي المذهب مثل أخيه، قيل: وكان حنفياً- والله أعلم، وكانت وفاته في

أول ليلة من شعبان سنة اثنتين وستمائة، كما في الكامل.

السيد محمد بن شجاع المكي

السيد الشريف محمد بن شجاع بن إبراهيم بن قاسم بن زيد بن جعفر بن حمزة بن هارون

بن عقيل بن إسماعيل بن أبي الحسن علي المختار بن جعفر المشهور بالكذاب، ولم يذكر

جمال الدين أحمد الحسني في عمدة الطالب للسيد علي المختار إبناً إسمه إسماعيل- والله

أعلم.

قال معين بن الشهاب الجهونسوي في منبع الأنساب: إنه ولد بمكة المباركة سنة أربعين

وخمسمائة، وقدم الهند وسكن ببهكر من أرض السند، وكانت صحراء لا عمارة فيها

فذبح البقرة بها وسكن فسموها بقر ثم صار بكر- انتهى.

وفي تحفة الكرام: إنه دخل الصحراء في البكرة فقال: جعل الله بكرتي في البقعة المباركة!

فسموها بكر- انتهى.

وله ذرية واسعة في الهند، توفي سنة ست وأربعين وستمائة، وقبره ما بين بهكر وسكر

حيث تجتمع به الأنهر السبعة، كما في منبع الأنساب، وفي الرسالة الزيدية: أنه مات سنة

تسعين وخمسمائة، والأول أقرب إلى الصواب لأن صاحب المنبع من أولاده وأهل البيت

أدرى بما في البيت.

القاضي محمد بن عطاء الناكوري

الشيخ العالم الكبير الزاهد محمد بن عطاء البخاري القاضي حميد الدين الناكوري أحد

الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قدم والده في عهد السلطان شهاب الدين الغوري فولي

القضاء بمدينة ناكور ومات بها، ثم ولي القضاء مكانه ولده محمد فاشتغل به ثلاث سنين، ثم

اعتزل عنه، وسافر إلى بغداد، وأخذ الطريقة عن الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد

السهروردي، وصحبه سنة، ثم رحل إلى المدينة المنورة، ولبث بها سنة وشهرين، ثم دخل

مكة المباركة فحج ومكث بها سنة، ثم رجع إلى الهند، واجتمع بالشيخ قطب الدين

بختيار الأوشي، وكان قد لقيه أول مرة ببغداد فازدادت المحبة بينهما، وقيل: إنه لبس الخرقة

الجشتية منه أيضاً.

وكان ممن يستمع الغناء، وأفرط في ذلك فاحتسب عليه العلماء وأنكروا عليه ذلك

وشددوا عليه النكير وأفتوا بضلالته وحرضوا سلطان العهد على إجلائه من الهند فضاق

عليه الأمر، ثم لما ولي القاضي منهاج الدين عثمان بن محمد بن عثمان الجوزجاني القضاء

وكان ممن يستمع، الغناء ركد غبار الفتنة، كما في سير الأولياء.

وللقاضي محمد بن عطاء مصنفات منها اللوائح في مجلد وطوالع الشموس في شرح أسماء

الله الحسنى وهو في مجلدين، وكانت وفاته في رمضان سنة ثلاث وأربعين وستمائة بمدينة

دهلي، فدفن تحت أقدام الشيخ قطب الدين المذكور بوصيته، توفي بعد ما فرغ من صلاة

الوتر وقيام رمضان سجد فلم يرفع رأسه عن السجدة، كما في مهر جهانتاب.

ص: 122

محمد بن علي الحسيني البلكرامي

السيد الشريف محمد بن علي بن الحسين بن أبي الفرج بن أبي الفراش بن أبي الفرج

الحسيني الواسطي البلكرامي، كان من ذرية الإمام الحسين السبط رضي الله عنه، ولد

ونشأ بأرض الهند، وأخذ الطريقة عن الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي، ثم قدم بلكرام مع

أصحابه سنة أربع عشرة وستمائة، فقاتل أهلها وقتل راجه سرى أمير تلك الناحية، ثم

سكن بها وحصل توقيع العشر من السلطان شمس الدين الإيلتمش، وبنى قلعة متينة بها

سنة سبع وعشرين وستمائة، وكان لقبه صاحب الدعوة الصغرى، ولما كان ثقيلاً على أفواه

الرجال خففوه وجعلوا لفظ الصغرى جزءاً لاسمه، وله أعقاب صالحة حتى الآن، توفي سنة

خمس وأربعين وستمائة، كما في مآثر الكرام.

محمد بن عوض المستوفي الدهلوي

الصاحب العميد نظام الملك مهذب الدين خواجه محمد بن عوض المستوفي الدهلوي أحد

الأفاضل المشهورين في عصره، استوزرته رضية بنت الإيلتمش، وكان قبل ذلك نائباً عن

الوزير نظام الملك قوام الدين محمد بن أبي سعد الجنيدي ولقبته رضية نظام الملك، فاستقل

بالوزارة إلى أيام علاء الدين مسعود شاه، وأقطعه علاء الدين ناحية كول، فاستولى على

المملكة وأخرج الأمور من أيدي الأتراك فسخطوا عليه وقتلوه غيلة يوم الأربعاء ثاني جمادي

الأولى سنة أربعين وستمائة، كما في طبقات ناصري.

محمد بن غياث الدين بلبن الشهيد

قا آن الملك محمد بن غياث الدين بلبن الشهيد المشهور بالعدل والإحسان، كان أكبر أولاد

أبيه وأحبهم إليه وأوفرهم في العلم والعمل، ولد ونشأ في مهد السلطنة وتأدب بآدابها، وقرأ

العلم وتفنن في الفضائل الكثيرة حتى صار مرجعاً ومقصداً لأهل العلم وافتتن الناس به

وأحبوه، واجتمع به الأمير خسرو بن سيف الدين الدهلوي، والأمير حسن بن العلاء

السجزي وجمع كثير من الفضلاء وساروا معه إلى ملتان حين ولاه والده على إقليم السند،

وكان على قدم والده في آداب السلطنة، وقد أرسل إلى الشيخ سعدي المصلح الشيرازي

الأموال الكثيرة مرتين وكلفه أن يقدم عليه فيؤسس له زاوية بملتان ويوقف عليه عدة قرى من

أرضها فاعتذر الشيخ كل مرة لكبر سنه واصطفى له من ظرائف قوله شيئاً واسعاً وأرسل

إليه وأوصاه بأن يغتنم خسرو بن سيف الدين ويخصه بأنظار القبول ويربيه، وكان يرسل إلى

والده الهدايا الجميلة من ملتان ويتردد إليه كل سنة ويقاتل التتر كلما يأتون إليه قتالاً شديداً

ويهزمهم إلى بلادهم، فلما قام بالملك أرغون بن أياق بن هلاكو الجنكيزي ببلاد الفرس أمر

تيمور خان أحد أمرائه ببلاد خراسان أن يسير إلى الهند فسار بعشرين ألف فارس وقتل

خلقاً كثيراً ونهب الأموال فيما بين لاهور وديبالبور، ثم قصد ملتان فاستقبله محمد وقاتله

قتالاً شديداً، وهزم تيمور خان وتعاقبه بعض الأمراء من أصحاب محمد وكان محمد لم يصل

الظهر لاشتغاله بالقتال فنزل ومعه خمسمائة من رجاله فلما اشتغل بالصلاة كر عليه بعض

أصحاب تيمور بألفي مقاتل فاقتتلوا وكاد محمد أن يظفر إذ أصابه سهم غرب ومات في

الساعة.

وكان باسلاً مقداماً شجاعاً متهوراً، عظيم الهيبة، جليل الوقار، كبير الشأن ماضي

العزيمة، باذلاً كريماً، محباً لأهل العلم محسناً إليهم، بارعاً في الإنشاء والشعر وكثير من العلوم

والفنون، رثاه الأمير خسرو بأبيات تذيب القلوب وتفتت الأكباد، منها قوله:

تاجه ساعت بد كه شاه از مولتان لشكر كشيد تيغ كافر كش براي كشتن كافر كشيد

ص: 123

آنجه حاضر بود لشكر لشكري ديكر نجست زانكه رسم را نشايد منت لشكر كشيد

جون خبر كردندش از دشمن بدان قوت كه داشت بي محابا خشم در سر كرد ورابت#

بر كشيد

يك كشش از مولتانش تا بلاهور أوفتاد يعني اندر عهد من كافر تواند سر كشيد

من نه آن شيرم كه شمشير جو آب وآتشم از كشش هر سال شان در خاك وخاكستر#

كشيد

آنجان رنكين كنم امسال خاك از خون شان كز زمين بايد شفق را كونه احمر كشيد

او درين تدبير وآكه نه كه تقدير فلك صفحه تدبير را خط مشيت در كشيد

بي فزع بود آن قيامت را معين ديده أم كر قيامت را نشان اينست بس من ديده أم

جمعه بود وسلخ ذي حجه كه بود آن كار زار آخر هشتاد وسه آغاز هشتاد وجهار

قتل يوم الجمعة آخر ليلة من ذي الحجة الحرام سنة ثلاث وثمانين وستمائة، كما في

المنتخب.

محمد بن كشليخان الدهلوي

الأمير الكبير الفاضل محمد بن كشليخان الدهلوي علاء الدين بن أعز الدين المشهور

بالجود والكرم كان ابن أخي السلطان غياث الدين بلبن وحاجبه وأحد الأجواد المعروفين

بالبذل والسخاء، لم يكن له نظير في زمانه في ذلك، قصده الناس من العراق والعرب ومصر

والشام والتتر وغيرها، وكان قد أعطى غير مرة ما له من نقير وقطمير حتى أنه لم يدع لنفسه

شيئاً غير ما كان على جسده من اللباس، كما في تاريخ فيروز شاهي.

محمد بن المأمون اللاهوري

الشيخ العالم محمد بن المأمون بن الرشيد بن هبة الله المطوعي اللاهوري أبو عبد الله،

خرج من لاهور للعلم، وأقام بخراسان، وتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه، وسمع

بنيسابور من أصحاب أبي بكر الشيرازي، وأبي نصر القشيري، وورد بغداد وأقام بها مدة

وكتب عنه بها، وسكن بآخرة بلدة آذربيجان، وكان يعظ فقتله الملاحدة بها سنة ثلاث

وستمائة، كما في معجم البلدان.

عماد الدين محمد بن محمد الدهلوي

السيد الشريف عماد الدين محمد بن محمد بن الحسين بن قريش بن أبي الحسين ابن أبي

الفتح علي بن أحمد بن الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي ابن الحسين بن علي

بن الحسن بن الحسن بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر ابن الحسن المثنى بن الحسن

السبط كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ذكره جمال الدين أحمد الداودي في

عمدة الطالب، قال: إنه سافر إلى خراسان ثم منها إلى الهند واستوطن دهلي وله بها

عقب- انتهى.

بدر الدين محمد بن محمد السندي

السيد الشريف بدر الدين محمد بن محمد بن محمد بن شجاع بن إبراهيم الحسيني

البهكري السندي أحد رجال العلم والصلاح، ولد يوم الخميس لخمس بقين من شعبان سنة

ثلاثين وستمائة بمدينة بهكر ونشأ بها، وأخذ عن أبيه، وزوج ابنتيه زهرة وفاطمة بالسيد

جلال الدين حسين بن علي الحسيني البخاري واحدة بعد أخرى، وولده علي بن محمد

انتقل من بهكر إلى جهونسي بعد وفاته، وله ذرية واسعة بها، توفي سنة ثمانين وستمائة

بمدينة بهكر فدفن بها، كما في منبع الأنساب.

نور الدين محمد بن محمد العوفي

الفاضل الكبير نور الدين محمد بن محمد بن

ص: 124

يحيى بن طاهر بن عثمان العوفي الحنفي

البخاري، كان من نسل عبد الرحمن بن عوف الصحابي أحد العشرة المبشرة، ولد ونشأ

بمدينة بخارا، وقرأ العلم على تاج الدين عمر بن مسعود بن أحمد البخاري، وركن الدين

مسعود بن محمد إمام زاده المتوفي سنة 617 هـ، ومولانا قطب الدين السرخسي وعلى

غيرهم من العلماء المشهورين في تلك البلاد، ثم سافر إلى سمرقند، وآموي وخوارزم، ومرو،

ونيسابور، وهراة، واسفزار وإسفارئن، وشهر نو، وسجستان وفره، وغزنة، ولاهور،

وكنبايه، ونهرواله، ودهلي، وأدرك بها كبار المشايخ منهم الشيخ مجد الدين شرف بن المؤيد

البغدادي وشرف الدين محمد بن أبي بكر النسفي، وعلاء الدين شيخ الإسلام الحارثي،

وشيخ الإسلام زكي الدين بن أحمد اللاهوري وجمعاً آخرين.

قال القزويني في تعليقاته على لباب الألباب: إنه خرج من بخارا نحو سنة سبع وتسعين

وخمسمائة إلى سمرقند، فتقرب إلى نصرة الدين عثمان بن إبراهيم البخاري في أيام أبيه قلج

طمغاج خان إبراهيم فولاه ديوان الإنشاء، فلبث عنده أياماً قلائل، ثم سافر إلى خراسان

ودخل نسا سنة ستمائة، ودخل نيسابور سنة ثلاث وستمائة، ودخل اسفزار سنة سبع

وستمائة.

وفارق خراسان في فتنة التتر ودخل السند، فتقرب إلى ناصر الدين قباجه ملك السند،

ولبث عنده إلى سنة خمس وعشرين وستمائة وصنف بها لباب الألباب لوزيره عين الملك

فخر الدين الحسين بن أبي بكر الأشعري، ثم لما هلك ناصر الدين وملك بلاده شمس الدين

الإيلتمش الدهلوي سلطان الهند قدم دهلي وتقرب إلى نظام الملك قوام الدين محمد بن أبي

سعد الجنيدي وصنف له جوامع الحكايات لعله سنة ثلاثين وستمائة، وله ترجمة كتاب

الفرج بعد الشدة للقاضي أبي علي المحسن علي بن محمد بن داود التنوخي المتوفي سنة

أربع وثلاثين وثلاثمائة، ذكره في جامع الحكايات.

قال الجلبي في كشف الظنون في ذكر جامع الحكايات: نقله الفاضل أحمد بن محمد المعروف

بابن عرب شاه الحنفي المتوفي سنة أربع وخمسين وثمانمائة إلى التركية بأمر السلطان مراد

خان الثاني حين كان معلماً له، ونقله أيضاً مولانا نجاتي الشاعر المتوفي سنة أربع عشرة

وتسعمائة لشهزاده السلطان محمد خان، والمولى صالح بن جلال المتوفي سنة ثلاث وسبعين

وتسعمائة بأمر السلطان با يزيد ابن سليمان خان ومنتخبه لمحمد بن أسعد بن عبد الله

التستري الحنفي وهو على أربعة أقسام كل قسم خمسة وعشرون باباً- انتهى.

مات العوفي في أيام ناصر الدين محمود بن الإيلتمش، لم أقف على سنة وفاته.

صدر الدين محمد بن محمد السندي

السيد الشريف صدر الدين محمد بن محمد بن شجاع بن إبراهيم بن قاسم بن زيد بن

جعفر الحسيني البهكري السندي الخطيب كان من أكابر عصره، ولد بمدينة بهكر في عاشر

رجب سنة تسع وستمائة، ونشأ بها وتزوج، وله ذرية واسعة في الهند، توفي لتسع بقين من

محرم سنة تسع وستين وستمائة، وقبره بقلعة بهكر، كما في منبع الأنساب.

ص: 125

جمال الدين محمد البسطامي

الشيخ الإمام جمال الدين محمد البسطامي أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، ولي

مشيخة الاسلام بدار الملك دهلي يوم الثلاثاء ثالث عشر من رجب سنة ثلاث وخمسين

وستمائة في أيام السلطان ناصر الدين محمود بن الإيلتمش، ومات في أيامه يوم الجمعة سادس

جمادي الآخرة سنة سبع وخمسين وستمائة بدهلي، كما في طبقات ناصري.

عماد الدين محمد الشقورقاني

الشيخ العالم الفقيه القاضي عماد الدين محمد الشقورقاني أحد الفقهاء المشهورين في الهند،

ولي قضاء الممالك بحضرة دهلي في رابع ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وستمائة في أيام

مسعود شاه فاستقل به زماناً، واتهم بأمر وعزل عن القضاء يوم الجمعة تاسع ذي الحجة

سنة ست وأربعين وستمائة وأخرج إلى بدايون في أيام السلطان ناصر الدين محمود، ثم قتل

بأمر عماد الدين ريحان الحاجب يوم الإثنين ثاني عشر من ذي الحجة سنة ست وأربعين

وستمائة، كما في طبقات ناصري.

الشيخ محمد التركماني

الشيخ الكبير محمد بن أبي محمد التركماني أحد رجال العلم والمعرفة، كان من أصحاب

الشيخ عثمان الهاروني، قدم الهند وسكن بنارنول، وأسلم على يده خلق كثير من كفار

الهنود فسخط عليه أهل الهند وقتلوه سنة اثنتين وأربعين وستمائة كما في خزينة

الأصفياء.

ناصر الدين محمود التركماني

الملك الفاضل ناصر الدين محمود بن الإيلتمش بن أيلم خان الأكبري التركماني الدهلوي كان

أكبر أولاد أبيه وأحبهم إليه وأوفرهم علماً وعقلاً وسخاء وشجاعة، أقطعه الإيلتمش

هانسي فأقام بها زماناً، ثم استعمله على بلاد أوده سنة ثلاث وعشرين وستمائة فقام

بالأمر، وسار إلى بنكاله بأمر والده سنة أربع وعشرين وستمائة فقاتل صاحبها غياث الدين

عوض بن الحسين الخلجي، وقتله وبعث إليه والده الخلع الفاخرة، وكان ولي عهده بعده،

ولكنه لم يمهله الأجل فمات بأرض بنكاله، وتأسف لموته والده تأسفاً شديداً، ثم لما ولد له

ابن آخر سماه باسمه ولقبه بلقبه.

وكانت وفاته سنة ست وعشرين وستمائة، كما في طبقات ناصري.

ناصر الدين محمود الدهلوي

الملك الفاضل ناصر الدين بن محمود غياث الدين بلبن التركماني الدهلوي المشهور

ببغراخان، كان من رجال العلم والسياسة، ولد ونشأ في مهد السلطنة وتأدب بآدابها،

وتنبل في أيام أبيه، فولاه على بنكاله بعد سنة 678 هـ، ولما مات والده غياث الدين سنة

686 هـ وولي مكانه ولده معز الدين بن ناصر الدين بدهلي توجه لقتاله والتقيا بالنهر، وترك

ناصر الدين السلطنة لولده معز الدين، ورجع إلى بنكاله وسمي لقاؤهما قران السعدين،

وللأمير خسرو بن سيف الدين الدهلوي مزدوجة في كيفية اللقاء سماها قران السعدين.

مات سنة إحدى وتسعين وستمائة بأرض بنكاله، كما في جنة المشرق.

ناصر الدين محمود بن الإيلتمش

السلطان العادل الفاضل ناصر الدين محمود بن شمس الدين الإيلتمش، أنموذج الخلفاء

الراشدين، كان أصغر أبناء والده وأكبرهم في الفضل والصلاح، قام بالملك بعد ابن أخيه

علاء الدين مسعود في سنة أربع وأربعين وستمائة، فنادى برفع المظالم وأظهر من العدل

والكرم، وكان عادلاً فاضلاً، ورعاً متعبداً ذا حلم وأناة ورأفة، راغباً إلى الخيرات مع الزهد

والتقلل والتقشف لم يغير شيئاً قط ولا تسري على زوجته التي كانت له، وله عناية عظيمة

بالأدب ومعرفة حسنة بالكتابة، مؤثر للعدل، والإحسان وقضاء

ص: 126

الحوائج، ولم يزل أمره

مستقيماً إلى عشرين سنة.

ومن أخباره أنه كان يكتب القرآن الكريم نسختين منه كل سنة فيبيعهما ويقتات بثمنهما،

وأن زوجته سألته أن يعطيها جارية تكفي مؤنتها في طبخ الطعام وغيره من أمور البيت

فأبى.

ومن أخباره أنه كان ذات يوم يكتب القرآن جاءه أمير من الأمراء فدخل عليه في بعض

الألفاظ وقال: إنه سها في كتابته فلحق الناصر على ذلك اللفظ كدأب الكتاب، فلما ذهب

الأمير محا تلك الحلقة، فسأله بعض من حضر عن ذلك فقال: إنه كان صحيحاً ولكني

وددت أن لا أؤذيه برد قوله.

وكانت وفاته في سنة أربع وستين وستمائة، كما في تاريخ فرشته.

محمود بن أبي الخير البلخي

الشيخ الإمام العالم المحدث برهان الدين محمود بن أبي الخير أسعد البلخي المشهور بالذكاء

والفطنة لم يكن في زمانه أعلم منه بالنحو واللغة والفقه والحديث، متوفراً على علوم الحكمة،

تفقه على الشيخ برهان الدين المرغيناني صاحب الهداية، وأخذ الحديث عن الشيخ حسن

بن محمد بن الحيدر الصغاني صاحب المشارق، وقدم الهند فاحتفى به الملوك والأمراء.

وكان السلطان غياث الدين بلبن يتردد إليه في كل أسبوع بعد صلاة الجمعة، ويحظى

بصحبته زماناً، وكان شاعراً مجيد الشعر، ويستمع الغناء ويقول: لا أسأل يوم القيامة عن

كبيرة إلا استماع الغناء بصنج، وكان يقول: إني سافرت مع أبي في صباي حين كنت ابن

سبع فوافيت موكب العلامة برهان الدين المرغيناني في أثناء الطريق، فنظر إلى العلامة وأنعم

في النظر وقال: سيكون لهذا الصبي شأن في العلم! فرافقته ثم قال: سيكون هذا الصبي

رجلاً شهماً يحضر لديه الملوك والأمراء، كما في فوائد الفؤاد.

مات في سنة سبع وثمانين وستمائة ودفن قريباً من الحوض الشمسي بدار الملك دهلي، كما

في خزينة الأصفياء.

الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني

الشيخ الكبير مسعود بن سليمان بن شعيب بن أحمد بن يوسف بن محمد ابن فرخ شاه

العمري الإمام فريد الدين الجشتي الأجودهني الولي المشهور، قدم جده شعيب إلى أرض

الهند في فتنة التتر، وولي القضاء بكهتوال من أعمال الملتان فتدير بها، وولد الشيخ فريد

الدين مسعود بها في سنة تسع وستين وخمسمائة وسافر إلى الملتان في صباه واشتغل بالعلم

على أساتذة عصره وقرأ النافع على مولانا منهاج الدين الترمذي، وأدرك بها الشيخ قطب

الدين بختيار الأوشي في سنة أربع وثمانين وخمسمائة فجاء معه إلى دهلي ولازمه مدة وأخذ

عنه الطريقة.

وقيل إنه لما أدرك الشيخ المذكور وأراد أن يصاحبه في الظعن والإقامة منعه الشيخ وحثه

على تكميل العلوم، فرحل إلى قندهار ولبث فيها خمس سنوات وأخذ العلم، ثم سافر إلى

البلاد، وأدرك الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي والشيخ سيف الدين

الباخرزي، والشيخ سعد الدين الحموي، والشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني وخلقاً آخرين من

المشايخ.

ثم جاء إلى دهلي وصحب الشيخ قطب الدين المذكور، ثم رحل إلى مدينة هانسي وأقام

بها انتي عشرة سنة واشتغل بالرياضة الشديدة والمجاهدة القوية فظهرت منه الخوارق

والكرامات والتصرفات العجيبة وتقاطر عليه الناس، فترك موضعه وذهب إلى كهتوال فلبث

بها زماناً، ثم لما ارتفع حاله وازدحم عليه الناس هاجر منها إلى أجودهن فتوطن بها يربي

المريدين ويرشد السالكين.

وكان من أكابر أولياء الله تعالى صاحب تصرفات عجيبة وجذب قوي، له في أحوال

الباطن شأن كبير بين المكاشفين مشهور في ظهور الآفاق ومذكور في بطون الأوراق، أخذ

عنه خلق كثير منهم الشيخ الإمام المجاهد نظام الدين محمد البدايوني والشيخ علاء الدين

علي الصابر الكليري والشيخ جمال الدين الخطيب الهانسوي والشيخ بدر الدين إسحاق

النهلوي.

ص: 127

قال محمد بن المبارك الحسيني الكرماني في سير الأولياء إن الشيخ نظام الدين قرأ عليه

سنة أجزاء من القرآن الكريم وشطراً من العوارف وكتاب التمهيد للشيخ أبي شكور

السالمي.

ومن كلامه: إن الله سبحانه يستحي من العبد أن يرفع يديه ويردهما خائبتين، ومنه: إن

الصوفي يصفو له كل شيء ولا يكدره شيء، وقال: الصوفي من رضي بالموجود ولا يسعى

بطلب المفقود، وقال: لو أردتم أن تبلغوا درجة الكبار فعليكم أن لا تلتفتوا إلى أبناء

الملوك! وقال: أرذل الناس من يشتغل بالأكل واللباس.

وبعث إلى السلطان غياث الدين بلبن كتاباً في شفاعة رجل فكتب: رفعت قصته إلى الله

ثم إليك فإن أعطتيه فالمعطي هو الله وأنت الشكور، وإن لم تعطه شيئاً فالمانع هو الله وأنت

المعذور- انتهى.

وله تعليقات نفيسة على عوارف المعارف، كما في كلزار أبراز، مات في خامس محرم الحرام

سنة أربع وستين وستمائة وله خمس وتسعون سنة، كما في سير الأولياء.

علاء الدين مسعود الدهلوي

السلطان علاء الدين مسعود بن فيروز بن الإيلتمش التركماني الدهلوي العادل الكريم، قام

بالملك بعد عمه معز الدين بهرام شاه سنة تسع وثلاثين وستمائة، وأحسن إلى الناس

وغمرهم بالبذل والعطاء، وخلص عميه جلال الدين مسعوداً، وناصر الدين محموداً من

الأسر، وولاهما على قنوج وبهرائج، وغزا كفار الهنود والتتر وفتح الفتوحات العظيمة.

قال منهاج الدين عثمان بن محمد الجوزجاني في طبقات ناصري: إنه كان عادلاً باذلاً كريماً

حسن الأخلاق عميم الإحسان، مال في آخر أمره إلى التنزه والتصيد وأفرط في ذلك،

فرغت عنه الأمراء واتفقوا على عمه ناصر الدين محمود فخلعوه يوم الأحد لسبع ليال بقين

من محرم سنة أربع وأربعين وستمائة.

مولانا منهاج الدين الترمذي

الشيخ العالم الفقيه منهاج الدين الترمذي ثم الملتاني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول،

كان يدرس ويفيد بمدينة ملتان، قرأ عليه الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني كتاب النافع

في الفقه.

حرف النون

ناصر الدين قباجه المعزي

السلطان ناصر الدين قباجه المعزي الملك العادل كان من مماليك الشهاب محمد بن سام

الغوري، خدمه زماناً وقاتل أعداءه، فولاه الشهاب السند فملكها وفتح البلاد إلى ساحل

البحر وفتح لاهور غير مرة، وساس الأمور وأحسن إلى الناس، وقاتل جلال الدين خوارزم

شاه سنة إحدى وعشرين وستمائة، وقاتل الخلج سنة ثلاث وعشرين وستمائة فهزمهم،

وتزوج بابنتي قطب الدين أبيك واحدة بعد أخرى، وكذلك تزوج بابنة تاج الدين الدز، وكان

ولي عهده بعده ابنه علاء الدين بهرام شاه سبط قطب الدين أيبك ووزيره عين الملك فخر

الدين الحسين بن أبي بكر الأشعري.

وكان من أجواد الدنيا، اجتمع إليه السادة والأشراف، ووفد العلماء عليه من العراق

وخراسان والغور وغزنة، وكان عصره أحسن العصور وزمانه أنضر الأزمان، ولم يزل على

ذلك حتى سار إليه شمس الدين الإيلتمش سنة خمس وعشرين وستمائة وحاصر اج،

فانتقل ناصر الدين إلى قلعة بهكر فسير إليه شمس الدين ووزيره نظام الملك قوام الدين محمد

بن أبي سعد الجنيدي بعساكره فحاصره بقلعة بهكر وفتحت مدينة اج على يد شمس

الدين، فلما سمع ناصر الدين خبر الفتح بعث إلى شمس الدين ولده بهرام شاه ومعه الأحمال

والأثقال، وفتحت بهكر على يد نظام الملك وغرق ناصر الدين بماء السند، كان ذلك في

التاسع

ص: 128

عشر من جمادي الآخرة سنة خمس وعشرين وستمائة، كما في طبقات ناصري.

نجم الدين الصغري

الشيخ العالم الفقيه نجم الدين الصغري أحد الرجال المشهورين بالهند، تولى شياخة الإسلام

بدهلي لعله في أيام شمس الدين الإيلتمش، ومات في أيامه، وقبره يحاذي قبر الشيخ برهان

الدين محمود البلخي: كما في كلزار ابرار.

الشيخ نجيب الدين المتوكل

الشيخ الزاهد الفقيه نجيب الدين بن سليمان بن شعيب العدوي العمري الدهلوي المشهور

بالمتوكل كان من العلماء الربانيين، ولد ونشأ بأرض الهند وأخذ عن صنوه الشيخ فريد الدين

مسعود الأجودهني، ثم سكن بدهلي ولم يزل بها حتى مات.

وكان زاهداً عفيفاً متوكلاً قانعاً باليسير، لم يتردد قط إلى الملوك والأمراء ولم يطمع فيهم.

مات في تاسع رمضان سنة تسع وستين وستمائة، كما في سير الأولياء.

الشيخ نجيب الدين الفردوسي

الشيخ الصالح نجيب الدين بن عماد الدين الفردوسي الدهلوي أحد المشايخ المشهورين

بأرض الهند، أخذ عن عمه الشيخ ركن الدين الفردوسي، ولازمه مدة حياته، ثم جلس

على مسند الإرشاد، وكان صاحب وجد وحالة، أخذ عنه الشيخ شرف الدين أحمد بن

يحيى المنيري، توفي سنة إحدى وتسعين وستمائة بدهلي فأرخ لموته بعضهم من لفظ

أخص، كما في سيرة الشرف.

القاضي نصير الدين الدهلوي

الشيخ العالم الأجل القاضي نصير الدين الدهلوي المشهور بكاسه ليس كان أكبر قضاة

الهند في أيام شمس الدين الايلتمش، ذكره القاضي منهاج الدين أبو عمرو عثمان بن محمد

الجوزجاني في الطبقات.

أبو المؤيد نظام الدين الغزنوي

الشيخ المعمر أبو المؤيد نظام الدين بن جمال الدين بن جلال الدين بن تاج الألياء بن شمس

العارفين عبد الرحمن الغزنوي، كان من نسل أبي عبيدة بن الجراح القرشي الفهري المبشر

بالجنة، ولد ونشأ بغزنة وأخذ عن والده وخاله نور الدين المبارك.

وقيل: إنه أدرك الشيخ عبد الواحد بن شهاب الدين أحمد الغزنوي وأخذ عنه وكان من

شيوخ خاله المذكور، ثم قدم الهند وسكن بدهلي وأخذ عن الشيخ قطب الدين بختيار

الأوشي، ولم يكن له نظير في التذكير وتأثيره في الناس،

قال الأمير حسن بن العلاء السجزي في فوائد الفؤاد: إن الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد

البدايوني كان يقول: إني حضرت في موعظته مرة فرأيت أنه جاء ووضع نعليه عند باب

المسجد ورفعهما بيده فدخل المسجد وصلى ركعتين بسكون وطمأنينة، ثم صعد المنبر

فقرأ مقرئه الشيخ قاسم شيئاً من القرآن الكريم، ثم أراد الشيخ أن يشرع في الموعظة فقال:

إني كنت قرأت بخط أبي فتأثر أهل المسجد من ذلك ثم أنشد.

عشق تو وبر تو نظر خواهم كرد جان در غم تو زير وزبر خواهم كرد

فارتج المسجد من البكاء والعويل، فكرر هذا البيت ثلاث مرات كأنه نسي البيت الثاني

فكان يردد الأول ليتذكر الثاني حتى قال اعترافاً بالعجز: إني نسيت البيت الثاني، وقال

ذلك برقة فازداد التأثير ثم ذكره الشيخ قاسم فأنشد.

بر درد دلي بخاك در خواهم شد بر عشق سرى زكور بر خواهم كرد

ثم نزل عن المنبر- انتهى.

ص: 129

توفي سنة اثنتين وسبعين وستمائة، كما في أخبار الجمال.

نظام الدين الفرغاني

الشيخ العالم الفقيه نظام الدين الفرغاني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قدم الهند

ودخل بنكاله فقربه إلى نفسه محمد بن بختيار الخلجي، وأكرمه وبذل له مالاً خطيراً فغزا

معه كفار الهنود وسكن بأرض بنكاله، وكان معه أخوه صمصام الدين، أدركه القاضي

منهاج الدين عثمان بن محمد الجوزجاني سنة إحدى وأربعين وستمائة وذكره في الطبقات.

الشيخ نور الدين اللاري

الشيخ الكبير نور الدين اللاري المشهور بملكيار بران، كان من كبار المشايخ، أخذ عن

الشيخ دانيال عن الشيخ علي عن الشيخ أبي إسحاق الكاذروني عن الشيخ أبي عبد الله

محمد بن خفيف الشيرازي، وقدم الهند في أيام السلطان غياث الدين بلبن فسكن بدهلي،

توفي سنة خمس وتسعين وستمائة بدهلي، فدفن بها على شاطئ نهر جمن عند زاوية

الشيخ أبي بكر الطوسي، كما في خزينة الأصفياء.

نور الدين القرمطي

الشيخ نور الدين التركماني القرمطي أحد دعاة القرامطة، ذكره القاضي منهاج الدين عثمان

بن محمد الجوزجاني في الطبقات قال: إنه حرض أصحابه من أهل كجرات ونواحي الهند

فاجتمعوا بدهلي في أيام رضية بنت الإيلتمش وبايعوا نور الدين سراً وقصدوا أهل الإسلام،

وكان يذكرهم ويجتمع لديه خلق كثير من الأراذل، وكان يرمي أهل السنة والجماعة بالنصب

والخروج، ويحرض أتباعه على بغض الأحناف والشافعية وغيرهم، وقرر لهم موعداً

للخروج فخرجوا يوم الجمعة سادس رجب سنة أربع وثلاثين وستمائة، وكانوا ألف رجل

مسلح بالسيوف والأسنة فصاروا فرقتين وهجموا على الجامع الكبير بدار الملك دهلي

طائفة منهم دخلت الجامع من الجهة الشمالية وطائفة جاءت من تلقاء سوق البزازين

ووصلت على باب المدرسة المعزبة ظناً منهم أنه باب الجامع الكبير فقتلوا خلقاً كثيراً من

أهل الإسلام، ثم جاءت نجدة من الأمراء فقتلوهم ولم ينج منهم أحد- انتهى،

حرف الواو

القاضي وجيه الدين الكاشاني

الشيخ الإمام الأجل القاضي وجيه الدين الكاشاني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول

والكلام والعربية، كان أكبر قضاة الهند في أيام السلطان قطب الدين أبيك.

حرف الياء

الشيخ يعقوب بن أحمد النهروالي

الشيخ الكبير أبو يوسف يعقوب بن أحمد الشافعي النهروالي أحد العلماء المبرزين في

العربية، كان حفيد السيد مرتضى علم الهدى، قدم كجرات، مع ألف خان الذي سيره

السلطان سنجر إلى نهرواله مع سبعين ألف مقاتل من الفرسان، والرجالة، فحاصر نهرواله

وضيق على أهلها، ولما طالت المدة إلى خمس سنوات أو ست بنى مسجداً من الحجارة

المنحوتة خارج البلدة، ثم لما نعى بالسلطان سنجر رجع ألف خان، وأقام يعقوب بذلك

المسجد وكان يدرس ويفيد، وذلك المسجد بني سنة خمس وخمسين وستمائة كما في مرآة

أحمدي.

الشيخ يعقوب بن علي اللاهوري

الشيخ العالم يعقوب بن علي الحسيني الكاظمي الزنجاني أحد الرجال المعروفين بالفضل

والصلاح،

ص: 130