المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌15 - ذكر الفرق بين الريح والرياح - التوحيد لابن منده - ت الفقيهي - جـ ١

[ابن منده محمد بن إسحاق]

فهرس الكتاب

- ‌1 - ذِكْرُ مَا وَصَفَ الله عز وجل بِهِ نَفْسَهُ وَدَلَّ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ عز وجل، وَأَنَّهُ أَحَدٌ صَمَدٌ، لمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لهُ كُفُوًا أَحَدٌ

- ‌2 - ذِكْرُ مَعْرِفَةِ بَدْءِ الخَلْقِ

- ‌3 - ذِكْرُ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ خَلْقَ العَرْشِ تَقَدَّمَ عَلَى خَلْقِ الأَشْيَاءِ

- ‌4 - ذِكْرُ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الله قَدَّرَ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ قَبْلَ خَلْقِ الخَلْقِ

- ‌5 - ذِكْرُ مَا يَسْتَدِلُّ بِهِ أُولُو الأَلْبَابِ

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ: عَلَى أَنَّ…العُقُولَ وَدَلَالَةٌ عَلَى تَوْحِيدِ الله تَعَالَى

- ‌6 - ذِكْرُ مَا بَدَأَ الله، عز وجل، مِنَ الآيَاتِ الوَاضِحَةِ الدَّالَّةِ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ

- ‌7 - ذِكْرُ الآيَاتِ المُتَّفِقَةِ المُنْتَظِمَةِ الدَّالَّةِ عَلَى تَوْحِيدِ الله، عز وجل فِي صِفَةِ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ الَّتِي ذَكَرَهَا فِي كِتَابِهِ وَبَيَّنَهَا عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم تَنْبِيهًا لِخَلْقِهِ

- ‌8 - ذِكْرُ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عُرِجَ بِبَدَنِهِ يَقْظَانًا وَأَنَّ قُرَيْشًا أَنْكَرَتْ ذَلِكَ، وَلَوْ كَانَ رُؤْيَا لمْ تُنْكِرْ عَلَيْهِ

- ‌9 - ذِكْرُ آيَةٍ أُخْرَى تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الله تَعَالَى وَبَدِيعِ صَنْعَتِهِ فِي خَلْقِ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ

- ‌10 - ذِكْرُ آيَةٍ أُخْرَى تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الله، عز وجل، وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ فِي خَلْقِ النُّجُومِ

- ‌11 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ مِنْ لطِيفِ صَنْعَتِهِ وَبَدِيعِ حِكْمَتِهِ فِي تَكْوِيرِ سَاعَاتِ اللَّيْلِ عَلَى النَّهَارِ وَإِيلَاجِ النَّهَارِ عَلَى اللَّيْلِ

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌12 - ذِكْرُ آيَةٍ أُخْرَى تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الله، عز وجل فِي إِمْسَاكِهِ السَّحَابَ فِي جَوِّ السَّمَاءِ

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌13 - ذِكْرُ آيَةٍ أُخْرَى تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الله عز وجل مِمَّا عَجَزَ عَنْ وَصْفِهِ المَخْلُوقُ وَتَاهَتْ فِيهِ العُقُولُ

- ‌14 - ذِكْرُ آيَةٍ أُخْرَى تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الله، وَأَنَّهُ مُرْسِلُ الرِّيَاحَ وَالرِّيحَ

- ‌بَيَانُ أَسْمَاءِ الرِّيَاحِ وَالرِّيحِ مِنَ الكِتَابِ وَالأَثَرِ

- ‌15 - ذِكْرُ الفَرْقِ بَيْنَ الرِّيحِ وَالرِّيَاحِ

- ‌16 - ذِكْرُ الآيَاتِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ فِي خَلْقِ الأَرْضِ وَمَا فِيهَا

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌17 - ذِكْرُ آيَةٍ أُخْرَى تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الله فِي خَلْقِ الجِبَالِ وَمَا أَخْبَرَ عَمَّا فِيهَا مِنَ المَنَافِعِ وَوَصْفِ أَلْوَانِهَا

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌18 - ذِكْرُ آيَةٍ أُخْرَى تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الله تَعَالَى مِنْ لطِيفِ صَنْعَتِهِ فِي خَلْقِ المَاءِ الَّذِي جَعَلَهُ الله، عز وجل، حَيَاةً لِجَمِيعِ خَلْقِهِ

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌19 - ذِكْرُ آيَةٍ أُخْرَى تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الله تَعَالَى وَأَنَّهُ مُنْزِلُ المَاءَ مِنَ المُزْنِ وَفَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْبِتُ النَّبَاتِ وَأَلْوَانَ الأَشْجَارِ الَّتِي تَحْمِلُ أَلْوَانَ الثِّمَارِ مُخْتَلِفَةَ الأَطْعِمَةِ وَالأَلْوَانِ مِنْ أَزْوَاجٍ شَتَّى مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ

- ‌بَيَانُ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الأَثَرِ وَأَقَاوِيلِ أَهْلِ التَّأْوِيلِ

- ‌20 - ذِكْرُ الآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الله عز وجل، وَأَنَّهُ خَالِقُ الخَلْقِ وَمُنْشِيهَا مِنْ تُرَابِ آدَمَ، عليه السلام، ثُمَّ مِنْ نُطْفَةِ وَلَدِهِ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا حَوَّاءُ

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌بَيَانُ قَوْلِهِ: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}

- ‌21 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الله عز وجل، مِنَ انْتِقَالِ الخَلْقِ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ

- ‌بَيَانُهَا مِنَ الأَثَرِ

- ‌22 - ذِكْرُ خَلْقِ آدَمَ، عليه السلام، وَطُولِهِ وَوَقْتِ خُرُوجِهِ مِنَ الجَنَّةِ

- ‌23 - ذِكْرُ آيَةٍ أُخْرَى تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الله وَأَنَّهُ مُخْرِجُ النُّطْفَةِ إِلَى الرَّحِمِ بِنَقْلِهِمْ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌24 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ وَأَنَّهُ المُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا يَشَاءُ

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌25 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ وَأَنَّهُ نَاقِلُ أَحْوَالِ النُّطْفَةِ إِلَى العَلَقَةِ وَإِلَى المُضْغَةِ إِلَى العِظَامِ، إِلَى إِنْشَائِهِ بَشَرًا سَوِيًّا

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌26 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ وَأَنَّهُ يُخْرِجُ مِنَ النُّطْفَةِ المَيْتَةِ بَشَرًا حَيًّا إِذَا شَاءَ

- ‌27 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ وَإِحْكَامِ صَنْعَتِهِ فِي خَلْقِ الرَّحِمِ وَالمَشِيمَةِ فِي مُدَّةِ اسْتِقْرَارِ النُّطْفَةِ فِيهَا إِلَى التَّارَاتِ الَّتِي تَمُرُّ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ تَصِيرَ بَشَرًا حَيًّا

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌28 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ، وَأَنَّ الأُنْثَى تَحْمِلُ وَتَضَعُ بِإِذْنِهِ قَالَ الله تَعَالَى مُنَبِّهًا عَلَى قُدْرَتِهِ وَتَقْدِيرِهِ فِي أَعْمَارِ خَلْقِهِ:

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌29 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ بِأَنَّهُ خَلَقَ الخَلْقَ وَجَعَلَهُمْ سَمِيعًا وَبَصِيرًا يَسْمَعُونَ وَيُبْصِرُونَ

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌30 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ وَإِحْكَامِ صَنْعَتِهِ فِي مَصَالِحِ خَلْقِهِ

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌31 - ذِكْرُ الآيَاتِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ مِنْ تَقَلُّبِ أَحْوَالِ العَبْدِ وَأَنَّهُ المُدَبِّرُ لِذَلِكَ مِنْ حَالِ الصِّحَّةِ وَالمَرَضِ وَالمَوْتِ وَالحَيَاةِ وَالنَّوْمِ وَالانْتِبَاهِ وَالفَقْرِ وَالغِنَى وَالعَجْزِ وَالقُدْرَةِ

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌32 - ذِكْرُ آيَاتٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ وَأَنَّهُ مُقَلِّبُ القُلُوبِ عَلَى مَا يَشَاءُ

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌33 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الله عز وجل، وَأَنَّهُ مُقَلِّبُ القُلُوبِ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ إِلَى مَا يُرِيدُ مِنَ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاءِ

- ‌34 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ وَأَنَّ الأَرْوَاحَ بِيَدِهِ فِي حَالِ المَوْتِ وَالحَيَاةِ وَالنَّوْمِ وَالانْتِبَاهِ

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌35 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ وَأَنَّهُ الرَّزَّاقُ المُغْنِي المُفْقِرُ قَالَ الله تَعَالَى ذَاكِرًا لِنِعَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ:

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌36 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ وَأَنَّهُ المُمْرِضُ المُدَاوِي الشَّافِي لِعِبَادِهِ

- ‌37 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ وَأَنَّهُ المُبْدِئُ خَلْقَهُ بِلَا مِثَالٍ وَالمُعِيدُ لهَا بَعْدَ فَنَائِهَا

- ‌بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:

- ‌38 - ذِكْرُ اسْتِدْلَالِ مَنْ لمْ تَبْلُغُهُ الدَّعْوَةُ وَلَمْ يَأْتِهِ رَسُولٌ

- ‌39 - ذِكْرُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ المُجْتَهِدَ المُخْطِئَ فِي مَعْرِفَةِ الله عز وجل ووَحْدَانِيَّتِهِ كَالمُعَانِدِ

الفصل: ‌15 - ذكر الفرق بين الريح والرياح

‌15 - ذِكْرُ الفَرْقِ بَيْنَ الرِّيحِ وَالرِّيَاحِ

.

وَمَنْ قَالَ: إِنَّ الله يُرْسِلُ الرِّيحَ لِلنِّقْمَةِ، وَالرِّيَاحَ لِلرَّحْمَةِ، وَمَنْ قَالَ: مَعْنَى الرِّيَاحِ وَالرِّيحِ وَاحِدٌ. قَالَ الله عز وجل: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لمْ تَرَوْهَا} .

وَقَالَ تَعَالَى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} الآيَةَ.

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو إِذَا رَأَى الرِّيحَ: اللهمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا، وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا.

وَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رضي الله عنه: مَا كَانَ فِي القُرْآنِ الرِّيَاحَ فَهِيَ الرَّحْمَةُ، وَالرِّيحُ العَذَابُ.

ص: 176

54 -

أَخْبَرَنَا أَحمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ البَيْرُوتِيُّ، قَالَ: حَدثنا خَيْرُ بْنُ مُوَفَّقٍ أَبُو مُسْلِمٍ المِصْرِيُّ، قَالَ: حَدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا، وَكَانَ إِذَا رَأَى رِيحًا أَوْ غَيْمًا عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا غَيْمًا فَرِحُوا بِهِ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ مَطَرًا، وَأَنْتَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الكَرَاهِيَةُ؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، وَمَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ، قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ العَذَابَ {فقَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} .

رَوَاهُ عَطَاءٌ وَغَيْرُهُ عَنْ عَائِشَةَ

ص: 176

55 -

أَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَا: حَدثنا العَبَّاسُ بْنُ الوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ثَابِتٍ الزُّرَقِيِّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: أَخَذَ النَّاسَ رِيحٌ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ حَاجٌّ، فَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ: مَا الرِّيحُ؟ فَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ شَيْئًا، فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ، فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، بَلَغَنِي أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ، وَأنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: الرِّيحُ مِنْ رُوحِ الله عز وجل تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالعَذَابِ، فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا الله عز وجل خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِالله عز وجل مِنْ شَرِّهَا.

هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

رَوَاهُ زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، وَالزُّبَيْدِيُّ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٌ، وَعُقَيْلٌ، وَثَابِتٌ هُوَ ابْنُ قَيْسٍ الزُّرَقِيُّ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَشْهُورٌ، رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَغَيْرُهُ.

وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ سَعْدٍ المَقْبُرِيِّ [1]، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا.

[1] قال الشيخ أحمد بسيوني: كذا بالمطبوع، وهو خطأ، وصوابه: سعيد المقبري، كما في الأصل الخطي.

ص: 177

56 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُوسُ بْنُ الحُسَيْنِ، قَالَ: حَدثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدثنا عَبْدُ الله بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ سُلَيْمَانَ الطَّوِيلُ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله، صلى الله عليه وسلم: الرِّيحُ مُسْجَنٌ فِي الأَرْضِ الثَّانِيَةِ، فَلَمَّا أَرَادَ الله، عز وجل، أَنْ يُهْلِكَ عَادًا قَالَ: يَعْنِي الخَزَّانَ: أَيْ رَبِّ أَرْسِلْ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ قَدْرَ مِنْخَرِ الثَّوْرِ، فَقَالَ الجَبَّارُ، عز وجل: إِذًا تَكَفَّأُ الأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْهَا، وَلَكِنْ أَرْسِلْ عَلَيْهِمْ مِنَ الرِّيحِ قَدْرَ خَاتَمٍ، فَهِيَ الَّتِي قَالَ الله، عز وجل فِي كِتَابِهِ:{مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} .

عِيسَى بْنُ هِلَالٍ الصَّدَفِيُّ مِصْرِيُّ مَشْهُورٌ، رَوَى عَنْهُ كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَدَرَّاجٌ.

وَرَوَى عَنْهُ عُمَرُ بْنُ الحَارِثِ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، وَعَبْدُ الله بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَبْدُ الله بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ ثِقَاتِ المِصْرِيِّينَ قَالَهُ أَبُو سَعِيدِ بْنِ يُونُسَ.

ص: 178

57 -

أَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ، قَالَ: حَدثنا السُّرِّيُّ بْنُ يَحْيَى، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُوسٌ، قَالَ: حَدثنا أَبُو حَاتِمٍ قَالَا: حَدثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ المِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما قَالَ: مَا أَرْسَلَ الله، عز وجل، عَلَى عَادٍ، يَعْنِي مِنَ الرِّيحِ، إِلاَّ قَدْرَ خَاتَمِي هَذَا.

رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا.

وَعَاصِمُ بْنُ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ مَرْفُوعًا.

ص: 179