الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
27 - ذِكْرُ آيَةٍ تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ وَإِحْكَامِ صَنْعَتِهِ فِي خَلْقِ الرَّحِمِ وَالمَشِيمَةِ فِي مُدَّةِ اسْتِقْرَارِ النُّطْفَةِ فِيهَا إِلَى التَّارَاتِ الَّتِي تَمُرُّ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ تَصِيرَ بَشَرًا حَيًّا
.
قَالَ الله عز وجل: {مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} .
وَقَالَ: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} .
وَقَالَ: {فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ} .
وَقَالَ: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} .
بَيَانُ ذَلِكَ مِنَ الأَثَرِ:
100 -
رَوَى عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عَمْرٍو أَنَّ هِلَالاً الهَجَرِيَّ، سَأَلَهُمَا عَنْ بَدْءِ الخَلْقِ، فَقَالَا جَمِيعًا: مِنْ تُرَابٍ وَمِنْ مَاءٍ وَمِنْ طِينٍ وَمِنْ ظُلْمَةٍ وَمِنْ نَارٍ، فَقَالَ هِلَالٌ: فَمَا بَدْءُ الخَمْسِ الَّذِي ذَكَرْتُمَا؟ فَقَالَ ابْنُ عَمْرٍو: مَاءُ يَنْبُوعٍ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:{وَسَخَّرَ لكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} .
وَذَكَرَ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ خَمْسٍ: مِنْ مَاءٍ وَرِيحٍ وَظُلْمَةٍ وَتُرَابٍ وَنَارٍ.
101 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُونُسُ، قَالُوا: حَدثنا يُونُسُ، حَدثنا أَبُو دَاوُدَ، حَدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَفَعَهُ قَالَ: إِنَّ الله عز وجل، قَدْ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ؟ أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ؟ أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ؟ فَإِذَا أَرَادَ الله عز وجل، أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهَا، قَالَ المَلَكُ أَيْ رَبِّ ذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الأَجَلُ؟ فَيَكْتُبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ هَذَا خَبَرٌ مُجْمَعٌ عَلَى صِحَّتِهِ مِنْ هَذَا الوَجْهِ.
102 -
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو، حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَامِدِ بْنِ حُمَيْدٍ، حَدثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، حَدثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ:{الله يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} . فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنْ رَأَتْهُ خَمْسَةَ أَيَّامٍ وَضَعَتْ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَةَ أَيَّامٍ، وَإِنْ رَأَتْهُ عَشْرَةَ أَيَّامٍ وَضَعَتْهُ لتِسْعَةِ أَشْهُرٍ وَعَشَرَةِ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ غِيضُ الأَرْحَامِ.
103 -
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ البَغْدَادِيُّ، بِمِصْرَ، قَالَ: حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْرَائِيلَ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدثنا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدثنا عَبْدُ الله بْنُ المُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدٍ، مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، رضي الله عنه وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَالَ: إِنَّهُ رُفِعَ إِلَيَّ امْرَأَةٌ وَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ حِينِ دَخَلَ عَلَيْهَا زَوْجُهَا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، قَالَ الله عز وجل، فِي كِتَابِهِ:{وَالوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} فَإِذَا تَمَّتِ الرَّضَاعَ كَانَ حَمْلُهَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ، قَالَ: فَنَجَتْ.