المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثالثا: في معركة حنين: - الجهاد في سبيل الله تعالى

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المبحث الأول: تعريف الجهاد لغة وشرعاً

- ‌أولاً: تعريف الجهاد لغة:

- ‌ثانياً: تعريف الجهاد شرعاً:

- ‌المبحث الثاني: حكم الجهاد في سبيل الله

- ‌ويكون الجهاد فرض عين في ثلاث حالات

- ‌1 - إذا حضر المسلم المكلَّف القتال والتقى الزحفان وتقابل الصفان

- ‌2 - إذا حضر العدو بلداً من بلدان المسلمين تَعيَّن على أهل البلاد قتاله وطرده منها

- ‌3 - إذا استنفر إمام المسلمين الناس وطلب منهم ذلك

- ‌وجنس الجهاد فرض عين:

- ‌المبحث الثالث: مراتب الجهاد في سبيل الله

- ‌الجهاد له أربع مراتب:

- ‌المرتبة الأولى: جهاد النفس:

- ‌1 - جهادها على تعلّم أمور الدين والهدى

- ‌2 - جهادها على العمل به بعد علمه

- ‌3 - جهادها على الدعوة إليه ببصيرة، وتعليمه من لا يعلمه

- ‌4 - جهادها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله

- ‌المرتبة الثانية: جهاد الشيطان وله مرتبتان:

- ‌1 - جهاده على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات

- ‌2 - جهاده على دفع ما يلقي إليه من الشهوات

- ‌المرتبة الثالثة: جهاد الكفار والمنافقين:

- ‌وله أربع مراتب:

- ‌1 - بالقلب

- ‌2 - اللسان

- ‌3 - المال

- ‌4 - اليد

- ‌جهاد الكفار أخص باليد وجهاد المنافقين أخص باللسان

- ‌المرتبة الرابعة: جهاد أصحاب الظلم والعدوان، والبدع والمنكرات:

- ‌وله ثلاث مراتب:

- ‌1 - باليد إذا قدر المجاهد على ذلك

- ‌2 - فإن عجز انتقل إلى اللسان

- ‌3 - فإن عجز جاهد بالقلب

- ‌المبحث الرابع: ضوابط الجهاد في سبيل الله تعالى

- ‌الضابط الأول: فقه شروط وجوب الجهاد:

- ‌الضابط الثاني: استئذان الوالدين في الخروج إلى الجهاد:

- ‌الضابط الثالث: أمر الجهاد موكول إلى إمام المسلمين واجتهاده:

- ‌الضابط الرابع: الاعتصام بالكتاب والسنة وخاصة أيام الفتن:

- ‌المبحث الخامس: أنواع الجهاد في سبيل الله

- ‌النوع الأول: جهاد الكفار وهو نوعان: جهاد الطلب، وجهاد الدفع

- ‌النوع الثاني: جهاد المنافقين، والمرتدين

- ‌النوع الثالث: جهاد البغاة المعتدين الذين يخرجون على الإمام المسلم

- ‌النوع الرابع: الدفاع عن الدين، والنفس، والأهل، والمال

- ‌المبحث السادس: أهداف الجهاد والحكمة من مشروعيته

- ‌الهدف الأول: إعلاء كلمة الله تعالى

- ‌الهدف الثاني: نصر المظلومين

- ‌الهدف الثالث: رد العدوان وحفظ الإسلام

- ‌المبحث السابع: فضل الجهاد في سبيل الله تعالى

- ‌1 - الجهاد في سبيل الله تجارة رابحة:

- ‌2 - فضل الرباط في سبيل الله تعالى:

- ‌3 - فضل الحراسة في سبيل الله تعالى:

- ‌4 - فضل الغدوة أو الروحة في سبيل الله:

- ‌5 - فضل من اغبرَّت قدماه في سبيل الله:

- ‌6 - الجنة تحت ظلال السيوف:

- ‌7 - الجهاد لا يعدله شيء:

- ‌8 - درجات المجاهدين في سبيل الله:

- ‌9 - ضيافة الشهداء عند ربهم:

- ‌10 - دم الشهيد يوم القيامة:

- ‌11 - تمني الشهيد أن يقتل عشر مرات:

- ‌12 - أرواح الشهداء تسرح في الجنة:

- ‌13 - ما يجد الشهيد من ألم القتل:

- ‌14 - فضل النفقة في سبيل الله تعالى:

- ‌15 - الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون:

- ‌16 - الجهاد باب من أبواب الجنة:

- ‌17 - ما يُبلِّغ منازل الشهداء:

- ‌18 - فضل المجاهدين على القاعدين:

- ‌19 - الرحمة والمغفرة للشهداء:

- ‌20 - القتل في سبيل الله يُكفِّر كل شيء إلا الدَّين:

- ‌21 - المجاهد بنفسه وماله أفضل الناس:

- ‌22 - من خرج من بيته مجاهدًا فمات، فقد وقع أجره على الله:

- ‌23 - مثل المجاهد في سبيل الله تعالى:

- ‌24 - ذروة الإسلام الجهاد في سبيل الله تعالى:

- ‌25 - سياحة أمة محمد صلى الله عليه وسلم الجهاد في سبيل الله:

- ‌26 - الرمي بسهم في سبيل الله يعدل إعتاق رقبة:

- ‌27 - عمل قليلاً وأجر كثيرًا:

- ‌28 - من جهّز غازيًا فقد غزا:

- ‌المبحث الثامن: الترهيب من ترك الجهاد

- ‌المبحث التاسع: الشهداء في غير المعركة

- ‌1 - من قُتِلَ في سبيل الله تعالى فهو شهيد

- ‌2 - من مات في سبيل الله تعالى فهو شهيد

- ‌3 - المطعون شهيد

- ‌4 - المبطون شهيد

- ‌5 - الغَرِقُ شهيد

- ‌6 - وصاحب الهدم شهيد

- ‌7 - والحريق شهيد

- ‌8 - صاحب ذات الجنب شهيد

- ‌9 - المرأة تموت بجُمع شهيدة

- ‌10 - من قُتِل دون ماله فهو شهيد

- ‌11 - من قتل دون أهله فهو شهيد

- ‌12 - من قتل دون دينه فهو شهيد

- ‌13 - من قتل دون دمه فهو شهيد

- ‌14 - من قتل دون مظلمته فهو شهيد

- ‌15 - السِّلُّ شهادة

- ‌المبحث العاشر: أسباب النصر على الأعداء

- ‌1 - الإيمان والعمل الصالح:

- ‌2 - نصر دين الله تعالى:

- ‌3 - التوكل على الله والأخذ بالأسباب:

- ‌الركن الأول: اعتماد القلب على الله، والثقة بوعده، ونصره تعالى

- ‌الركن الثاني: الأخذ بالأسباب المشروعة

- ‌4 - المشاورة بين المسؤولين لتعبئة الجيوش الإسلامية:

- ‌5 - الثبات عند لقاء العدو:

- ‌6 - الشجاعة والبطولة والتضحية:

- ‌أولاً: شجاعته البطولية الفذَّة في معركة بدر

- ‌ثانيًا: في معركة أحد قاتل قتالاً بطوليًّا

- ‌ثالثًا: في معركة حنين:

- ‌7 - الدعاء وكثرة الذكر:

- ‌8 - ـ طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌9 - الاجتماع وعدم النزاع:

- ‌10 - الصبر والمصابرة:

- ‌11 - الإخلاص لله تعالى:

- ‌12 - الرغبة فيما عند الله تعالى:

- ‌13 - إسناد القيادة لأهل الإيمان:

- ‌14 - التحصّن بالدعائم المنجيات من المهالك والهزائم ونزول العذاب:

- ‌أولاً: التوبة، والاستغفار من جميع المعاصي

- ‌1 - الإقلاع عن جميع الذنوب، وتركها

- ‌2 - العزيمة على عدم العودة إليها

- ‌3 - الندم على فعلها

- ‌ثانيًا: تقوى الله تعالى

- ‌ثالثًا: أداء جميع الفرائض، وإتباعها بالنوافل

- ‌رابعًا: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر

- ‌خامسًا: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في جميع الاعتقادات

- ‌سادسًا: الدعاء والضراعة إلى الله تعالى

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌ثالثا: في معركة حنين:

‌أولاً: شجاعته البطولية الفذَّة في معركة بدر

، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:((لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا)) (1)، وقال رضي الله عنه:((كُنَّا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكون أحد أدنى إلى القوم منه)) (2).

‌ثانيًا: في معركة أحد قاتل قتالاً بطوليًّا

لم يقاتله أحد من البشر (3).

‌ثالثًا: في معركة حنين:

قال البراء: كنا إذا احمرَّ البأس نتَّقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذى به يعني النبي صلى الله عليه وسلم (4)، وركوبه صلى الله عليه وسلم على البغلة في معركة حنين وغيرها، يدلّ على شجاعته العظيمة؛ ولهذا ذكر العلماء أن ركوبه صلى الله عليه وسلم البغلة في موطن الحرب، وعند اشتداد البأس: هو النهاية في الشجاعة والثبات؛ لأن ركوب الفحولة أو الفرس مظنة الاستعداد للفرار والتولِّي، وكذلك نزوله إلى الأرض حين غشوه يدلّ على المبالغة في الثبات، والشجاعة والصبر (5)، ومما يؤكّد ذلك رواية لمسلم عن سلمة رضي الله عنه

(1) أحمد في المسند، 1/ 86، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، 2/ 143.

(2)

الحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي، 2/ 143، ومسند الإمام أحمد، برقم 1347، وعزاه ابن كثير في البداية والنهاية، 3/ 279 إلى النسائي، وهو في السنن الكبرى للنسائي، كتاب السير، باب مباشرة الإمام الحرب بنفسه، 5/ 191، برقم 8585.

(3)

انظر: زاد المعاد، 3/ 199.

(4)

مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين، برقم 1776.

(5)

انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 358، وفتح الباري لابن حجر، 8/ 32.

ص: 61

قال فيها: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهزمًا (1)، وهو على بغلته الشهباء، فقال رسول الله:((لقد رأى ابن الأكوع فزعًا))، فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب الأرض، ثم استقبل به وجوه القوم فقال:((شاهت الوجوه)) (2)، فما خلق الله منهم إنسانًا إلا ملأ عينيه تراباً بتلك القبضة، فولّوا مدبرين، فهزمهم الله، وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين)) (3)، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة غزوة قاتل في ثمان منهن (4)، بل ذكر النووي – رحمه الله – وغيره أنه كان عدد سراياه صلى الله عليه وسلم التي بعثها ستًّا وخمسين سرية، وسبعًا وعشرين غزوة، وقاتل في تسع من غزواته (5).

وهكذا أصحابه رضي الله عنهم ومن بعدهم من أهل العلم والإيمان، فينبغي للمجاهدين أن يقتدوا بنبيهم صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (6).

(1) قال العلماء: قوله: ((منهزمًا)) حال من ابن الأكوع، وليس النبي صلى الله عليه وسلم، انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 364.

(2)

شاهت الوجوه: أي قبحت، والله أعلم. انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 365.

(3)

مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين، برقم 1777.

(4)

مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 1814.

(5)

انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 436، وانظر: البداية والنهاية لابن كثير، 3/ 241، و5/ 216 - 217، وزاد المعاد لابن القيم، 3/ 5.

(6)

سورة الأحزاب، الآية:21.

ص: 62