المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌12 - الرغبة فيما عند الله تعالى: - الجهاد في سبيل الله تعالى

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المبحث الأول: تعريف الجهاد لغة وشرعاً

- ‌أولاً: تعريف الجهاد لغة:

- ‌ثانياً: تعريف الجهاد شرعاً:

- ‌المبحث الثاني: حكم الجهاد في سبيل الله

- ‌ويكون الجهاد فرض عين في ثلاث حالات

- ‌1 - إذا حضر المسلم المكلَّف القتال والتقى الزحفان وتقابل الصفان

- ‌2 - إذا حضر العدو بلداً من بلدان المسلمين تَعيَّن على أهل البلاد قتاله وطرده منها

- ‌3 - إذا استنفر إمام المسلمين الناس وطلب منهم ذلك

- ‌وجنس الجهاد فرض عين:

- ‌المبحث الثالث: مراتب الجهاد في سبيل الله

- ‌الجهاد له أربع مراتب:

- ‌المرتبة الأولى: جهاد النفس:

- ‌1 - جهادها على تعلّم أمور الدين والهدى

- ‌2 - جهادها على العمل به بعد علمه

- ‌3 - جهادها على الدعوة إليه ببصيرة، وتعليمه من لا يعلمه

- ‌4 - جهادها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله

- ‌المرتبة الثانية: جهاد الشيطان وله مرتبتان:

- ‌1 - جهاده على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات

- ‌2 - جهاده على دفع ما يلقي إليه من الشهوات

- ‌المرتبة الثالثة: جهاد الكفار والمنافقين:

- ‌وله أربع مراتب:

- ‌1 - بالقلب

- ‌2 - اللسان

- ‌3 - المال

- ‌4 - اليد

- ‌جهاد الكفار أخص باليد وجهاد المنافقين أخص باللسان

- ‌المرتبة الرابعة: جهاد أصحاب الظلم والعدوان، والبدع والمنكرات:

- ‌وله ثلاث مراتب:

- ‌1 - باليد إذا قدر المجاهد على ذلك

- ‌2 - فإن عجز انتقل إلى اللسان

- ‌3 - فإن عجز جاهد بالقلب

- ‌المبحث الرابع: ضوابط الجهاد في سبيل الله تعالى

- ‌الضابط الأول: فقه شروط وجوب الجهاد:

- ‌الضابط الثاني: استئذان الوالدين في الخروج إلى الجهاد:

- ‌الضابط الثالث: أمر الجهاد موكول إلى إمام المسلمين واجتهاده:

- ‌الضابط الرابع: الاعتصام بالكتاب والسنة وخاصة أيام الفتن:

- ‌المبحث الخامس: أنواع الجهاد في سبيل الله

- ‌النوع الأول: جهاد الكفار وهو نوعان: جهاد الطلب، وجهاد الدفع

- ‌النوع الثاني: جهاد المنافقين، والمرتدين

- ‌النوع الثالث: جهاد البغاة المعتدين الذين يخرجون على الإمام المسلم

- ‌النوع الرابع: الدفاع عن الدين، والنفس، والأهل، والمال

- ‌المبحث السادس: أهداف الجهاد والحكمة من مشروعيته

- ‌الهدف الأول: إعلاء كلمة الله تعالى

- ‌الهدف الثاني: نصر المظلومين

- ‌الهدف الثالث: رد العدوان وحفظ الإسلام

- ‌المبحث السابع: فضل الجهاد في سبيل الله تعالى

- ‌1 - الجهاد في سبيل الله تجارة رابحة:

- ‌2 - فضل الرباط في سبيل الله تعالى:

- ‌3 - فضل الحراسة في سبيل الله تعالى:

- ‌4 - فضل الغدوة أو الروحة في سبيل الله:

- ‌5 - فضل من اغبرَّت قدماه في سبيل الله:

- ‌6 - الجنة تحت ظلال السيوف:

- ‌7 - الجهاد لا يعدله شيء:

- ‌8 - درجات المجاهدين في سبيل الله:

- ‌9 - ضيافة الشهداء عند ربهم:

- ‌10 - دم الشهيد يوم القيامة:

- ‌11 - تمني الشهيد أن يقتل عشر مرات:

- ‌12 - أرواح الشهداء تسرح في الجنة:

- ‌13 - ما يجد الشهيد من ألم القتل:

- ‌14 - فضل النفقة في سبيل الله تعالى:

- ‌15 - الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون:

- ‌16 - الجهاد باب من أبواب الجنة:

- ‌17 - ما يُبلِّغ منازل الشهداء:

- ‌18 - فضل المجاهدين على القاعدين:

- ‌19 - الرحمة والمغفرة للشهداء:

- ‌20 - القتل في سبيل الله يُكفِّر كل شيء إلا الدَّين:

- ‌21 - المجاهد بنفسه وماله أفضل الناس:

- ‌22 - من خرج من بيته مجاهدًا فمات، فقد وقع أجره على الله:

- ‌23 - مثل المجاهد في سبيل الله تعالى:

- ‌24 - ذروة الإسلام الجهاد في سبيل الله تعالى:

- ‌25 - سياحة أمة محمد صلى الله عليه وسلم الجهاد في سبيل الله:

- ‌26 - الرمي بسهم في سبيل الله يعدل إعتاق رقبة:

- ‌27 - عمل قليلاً وأجر كثيرًا:

- ‌28 - من جهّز غازيًا فقد غزا:

- ‌المبحث الثامن: الترهيب من ترك الجهاد

- ‌المبحث التاسع: الشهداء في غير المعركة

- ‌1 - من قُتِلَ في سبيل الله تعالى فهو شهيد

- ‌2 - من مات في سبيل الله تعالى فهو شهيد

- ‌3 - المطعون شهيد

- ‌4 - المبطون شهيد

- ‌5 - الغَرِقُ شهيد

- ‌6 - وصاحب الهدم شهيد

- ‌7 - والحريق شهيد

- ‌8 - صاحب ذات الجنب شهيد

- ‌9 - المرأة تموت بجُمع شهيدة

- ‌10 - من قُتِل دون ماله فهو شهيد

- ‌11 - من قتل دون أهله فهو شهيد

- ‌12 - من قتل دون دينه فهو شهيد

- ‌13 - من قتل دون دمه فهو شهيد

- ‌14 - من قتل دون مظلمته فهو شهيد

- ‌15 - السِّلُّ شهادة

- ‌المبحث العاشر: أسباب النصر على الأعداء

- ‌1 - الإيمان والعمل الصالح:

- ‌2 - نصر دين الله تعالى:

- ‌3 - التوكل على الله والأخذ بالأسباب:

- ‌الركن الأول: اعتماد القلب على الله، والثقة بوعده، ونصره تعالى

- ‌الركن الثاني: الأخذ بالأسباب المشروعة

- ‌4 - المشاورة بين المسؤولين لتعبئة الجيوش الإسلامية:

- ‌5 - الثبات عند لقاء العدو:

- ‌6 - الشجاعة والبطولة والتضحية:

- ‌أولاً: شجاعته البطولية الفذَّة في معركة بدر

- ‌ثانيًا: في معركة أحد قاتل قتالاً بطوليًّا

- ‌ثالثًا: في معركة حنين:

- ‌7 - الدعاء وكثرة الذكر:

- ‌8 - ـ طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌9 - الاجتماع وعدم النزاع:

- ‌10 - الصبر والمصابرة:

- ‌11 - الإخلاص لله تعالى:

- ‌12 - الرغبة فيما عند الله تعالى:

- ‌13 - إسناد القيادة لأهل الإيمان:

- ‌14 - التحصّن بالدعائم المنجيات من المهالك والهزائم ونزول العذاب:

- ‌أولاً: التوبة، والاستغفار من جميع المعاصي

- ‌1 - الإقلاع عن جميع الذنوب، وتركها

- ‌2 - العزيمة على عدم العودة إليها

- ‌3 - الندم على فعلها

- ‌ثانيًا: تقوى الله تعالى

- ‌ثالثًا: أداء جميع الفرائض، وإتباعها بالنوافل

- ‌رابعًا: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر

- ‌خامسًا: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في جميع الاعتقادات

- ‌سادسًا: الدعاء والضراعة إلى الله تعالى

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌12 - الرغبة فيما عند الله تعالى:

في سبيل الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)) (1)، وقد ثبت عنه – عليه الصلاة والسلام – أن أول من يُقضى عليه يوم القيامة ثلاثة، وذكر منهم من قاتل ليقال: هو جريء – أي شجاع - (2).

‌12 - الرغبة فيما عند الله تعالى:

مما يعين على النصر على الأعداء هو الطمع في فضل الله، وسعادة الدنيا والآخرة؛ ولهذا نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده، ومما يدلّ على الرغبة فيما عند الله تعالى ما يأتي:

أولاً: ما فعل عمير بن الحمام في بدر حينما قال عليه الصلاة والسلام: ((قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض))، فقال يا رسول الله، جنة عرضها السموات والأرض؟ قال:((نعم))، قال: بخٍ بخٍ (3)، فقال صلى الله عليه وسلم:((ما يحملك على قولك بخ بخ؟))، قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال:((فإنك من أهلها))، فأخرج تمرات من قرنه (4)، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل (5).

(1) متفق عليه: البخاري، برقم 2810، ومسلم، برقم 1904، وتقدم تخريجه.

(2)

مسلم، كتاب الإمارة، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، برقم 1905.

(3)

بخ، بخ: كلمة تقال عند المدح، والرِّضَى بالشيء، وتُكَرر للمبالغة. النهاية لابن الأثير، 1/ 250.

(4)

قَرَنه: أي: جَعْبَته، ويُجْمَع على: أقْرُن، وأقْران، كجَبَل وأجْبُل وأجبال. النهاية لابن الأثير، 4/ 81.

(5)

مسلم، كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، برقم 1901.

ص: 69

ثانيًا: ما فعل أنس بن النضر – عمّ أنس بن مالك – يوم أحد، تأخر رضي الله عنه عن معركة بدر، فشق عليه ذلك، وقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه، وإن أراني الله مشهدًا فيما بعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرانيَ الله تعالى ما أصنع (1)، فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فاستقبل سعد بن معاذ، فقال له أنس: يا أبا عمرو، واهاً لريح الجنة (2)، أجده دون أحد، فقاتلهم حتى قتل، فَوُجِدَ في جسده بضع وثمانون: من بين ضربة، وطعنة، ورمية، فما عرفته أخته – الرُّبيع بنت النضر – إلا ببنانه، ونزلت هذه الآية:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (3)، فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه (4).

والمسلم المجاهد في سبيل الله تعالى إذا رغب فيما عند الله تعالى، فإنه لا يبالي بما أصابه، رغبة في الفوز العظيم.

فلست أبالي حين أقتل مسلمًا

على أي جنب كان في الله مصرعي

(1) أي: ليرين الله الناس ما أصنع، ويبرزه لهم، وقال القرطبي كأنه ألزم نفسه إلزاماً مؤكداً، ولم يظهره مخافة ما يتوقع من التقصير في ذلك. عمدة القاري، للعيني، 14/ 103.

(2)

واهاً: قاله إما تعجباً، وإما تشوقاً إلى الجنة. انظر: فتح الباري لابن حجر، 6/ 23.

(3)

سورة الأحزاب، الآية:23.

(4)

متفق عليه: البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة أحد، برقم 4048، ومسلم، واللفظ له، كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، برقم 1903.

ص: 70