الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَبِه أستعين)
الْحَمد لله حمدا يكون لقائله ذخْرا وَالصَّلَاة على نبيه مُحَمَّد الْقَائِل أَن من الْبَيَان لسحرا صَلَاة دائمة على ممر الْأَيَّام تترى وعَلى آله وَأَصْحَابه الَّذين أخْفى بهم نجم الشّرك قهرا وقسرا وأدام الله ايام سيدنَا ومولانا الإِمَام المفترض الطَّاعَة على جَمِيع الْأَنَام ابى أَحْمد المستعصم بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ وَخَلِيفَة رب الْعَالمين.
(خَليفَة يخلف الأنواء نائله
…
إِذا تهلل قلت الْعَارِض الهطل)
(رباعه فِي جوَار الله وَاسِطَة
…
وحبله برَسُول الله مُتَّصِل)
رضوَان الله على آبَائِهِ الرَّاشِدين وَالْأَئِمَّة المهديين وَبعد فَإِنَّهُ لما كَانَت المجاميع الشعرية صقال الأذهان ولأنواع الْمعَانِي كالترجمان وَكَانَ
مَوْلَانَا الْملك النَّاصِر صَلَاح الدُّنْيَا وَالدّين نَاصِر الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين أبوالمظفر يُوسُف بن الْملك الْعَزِيز بن الْملك الظَّاهِر لَا زَالَ نَافِذ الْأَوَامِر فِي كل نجد وغائر لهجا بأشعار الْعَرَب الَّتِي هِيَ ديوَان الْأَدَب توخيت فِي تَحْرِير مَجْمُوع محتو على قلائد أشعارهم وغرر أخبارهم مجتنبا للإطالة والإطناب بِمَا تضمنته أَبْوَاب الْكتاب كأمالي الْعلمَاء وحماسات الأدباء ودواوين الشُّعَرَاء من فحول الْمُحدثين والقدماء ومختارات الْفُضَلَاء كأشباه الخالديين المحتوية على دُرَر النظام وجواهر الْكَلَام غير أَنَّهُمَا قد نسبا فِيهَا أَشْيَاء إِلَى غير قَائِلهَا وَلم يقيدا الْكتاب بترجمة أَبْوَاب فغدت فرائده متبددة النظام مستصعبة على الْحِفْظ والأفهام فجَاء مُشْتَمِلًا على غرائب البديع وملح الترصيف والترصيع ثمَّ أَن الشّعْر على اخْتِلَاف مَعَانِيه وأصوله ومبانيه يَنْقَسِم إِلَى نعوت وأوصاف فَمَا وصف بِهِ الْإِنْسَان من الشجَاعَة والشدة فِي الْحَرْب وَالصَّبْر فِي مواطنها سمى حماسة وبسالة وَمَا وصف بِهِ من حسب وكرم وَطيب محتد
سمى مدحا وتقريظا وفخرا وَمَا اثنى عَلَيْهِ بشئ من ذَلِك مَيتا يُسمى رثاء وتأبينا وَمَا وصفت بِهِ اخلاقه المحمودة من حَيَاء وعفة وإغضاء عَن الْفَحْشَاء ومسامحة عَن زلات الأخلاء سمى ادبا وَمَا وصف بِهِ النِّسَاء من حسن وجمال وغرام بِهن سمى غزل ونسيبا وَمَا وصف بِهِ من ايقاد النيرَان ونباح الْكلاب سمى قرى وضيافة وَمَا وصف بِهِ من بخل وَجبن وَسُوء خلق ونميمة سمى هجاء وَمَا وصفت بِهِ الْأَشْيَاء على اخْتِلَاف اجناسها وأنواعها يُسمى نعتا ووصفا وملحا وماذكر بِهِ الْإِنَابَة إِلَى الله تَعَالَى رفض الدُّنْيَا سمى زهدا وعظة وَالله أعلم
1 -
قَالَ عَمْرو بن الاطنابة الْأنْصَارِيّ
(ابت لى عفتى وابى بلاءى
…
وأخذى الْحَمد بِالثّمن الربيح)
(وإقدامى على المكوره نفسى
…
وضربى هَامة البطل المشبح)
(وقولى كلما جشأت وجاشت
…
مَكَانك! تحمدى اَوْ تستريحى)
(لأكسبها مآثر صالحات
…
وأحمى بعد عَن عرض صَحِيح)
(بذى شطب كَمثل الْملح صَاف
…
وَنَفس مَا تقر على الْقَبِيح)
2 -
وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ مخضرم
(الاهل أَتَى عرسى مكرى ومقدمى
…
بوادى حنين والأسنة شرع)
(وقولى إِذا مَا النَّفس جَاشَتْ لَهَا قرى
…
وهام تدهدا بِالسُّيُوفِ وأذرع)
(كَأَن السِّهَام المرسلات كواكب
…
إِذا ادبرت عَن عجسها وَهِي تلمع)
3 -
وَقَالَ عَمْرو بن معدى كرب الزبيدى مخضرم
(وَلما رَأَيْت الْخَيل زورا كَأَنَّهَا
…
جداول زرع ارسلت فاسبطرت)
4 -
وَقَالَ حسان بن ثَابت الأنصارى
(مَتى مَا بَرَزْنَا من معد بعصبة
…
وغسان نمْنَع حوضنا أَن يهدما)
5 -
وَقَالَ النُّعْمَان بن بشير الأنصارى
(معاوى أَن لَا تُعْطِنَا الْحق تعترف
…
لحى الأزد مشدودا عَلَيْهَا العمائم)
6 -
وَقَالَ الفرزدق هما بن غَالب أموى الشّعْر
(أاسلمتنى للْمَوْت أمك هابل
…
وَأَنت دلنظى الْمَنْكِبَيْنِ سمين)
7 -
وَقَالَ الْأَخْنَس بن شريق بن شهَاب
(وَكم من فَارس لَا تزدريه
…
اذا شخصت لرويته الْعُيُون)
(يذل لَهُ الْعَزِيز وكل لَيْث
…
حَدِيد الناب مَسْكَنه العرين)
(عَلَوْت بَيَاض مفرقه بعضب
…
يطير لِوَقْعِهِ الْهَام السّكُون)
(فأضحت عرسه ولهى عَلَيْهِ
…
هدوءا بعد رقدتها أنير)
(كصخرة إِذْ تسايل فِي مراخ
…
وَفِي جرم وعلمهما ظنون)
(تسايل عَن اخيها كل ركب
…
وَعند جُهَيْنَة الْخَبَر الْيَقِين)
8 -
وَقَالَ المرار بن سعيد الفقعسى اموى الشّعْر
(أَنا ابْن التارك البكرى بشر
…
عَلَيْهِ الطير ترقبه وقوعا)
(علاهُ بضربة بعثت بلَيْل
…
نوائحه وأرخصت البضوعا)
(وقاد الْخَيل عائذة لكَلْب
…
ترى لوجيفها رهجا سَرِيعا)
(عجبت لقائلين صه لهدر
…
علاهم يقرع الشّرف الرفيعا)
9 -
وَقَالَ النَّابِغَة قيس بن حَيَّان الْجَعْدِي مخضرم
(بلغنَا السَّمَاء مَجدنَا وجدودنا
…
وَإِنَّا لنَرْجُو بعد ذَلِك مظْهرا)
(لقِيت الامور صعبها وذلولها
…
ولاقيت أَيَّامًا تشيب الحزورا)
(وَإِنَّا أنَاس لَا نعود خَيْلنَا
…
إِذا مَا الْتَقَيْنَا أَن تحيد وتنفرا)
(وننكر يَوْم الروع ألوان خَيْلنَا
…
من الطعْن حَتَّى نحسب الجون أشقرا)
(وَلَيْسَ بِمَعْرُوف لنا أَن نردها
…
صحاحا وَلَا مستنكرا أَن تعقرا)
(اذا الْوَحْش ضم الْوَحْش فِي ظلاله
…
سواقط من حر وَإِن كَانَ اظهرا)
(وَلَا خير فِي حلم إِذا لم يكن لَهُ
…
بَوَادِر تحمى صَفوه أَن يكدرا)
(وَلَا خير فِي جهل اذا لم يكن لَهُ
…
حَلِيم اذا مَا اورد الأمراصدارا)