الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فَيَأْمَن خَائِف ويفك عان
…
ويأتى اهله الرجل الْغَرِيب)
(الا لَيْت الرِّيَاح مسخرات
…
لحاجتنا تباكر أَو تؤوب)
(فتخبرنا الشمَال اذا أتتنا
…
وتخبر أهلنا عَنَّا الْجنُوب)
(بِأَنا قد نزلنَا دَار بلوى
…
فتخطئنا الْمنية اَوْ تصيب)
(فان يَك صدر هَذَا الْيَوْم ولى
…
فان غَدا لناظره قريب)
(وَقد علمت سليمى أَن عودى
…
على الْحدثَان ذُو أيد صَلِيب)
(وَأَن خلائقى كرم وأنى
…
إِذا أبدت نواجذها الحروب)
(اعين على مكارمها وأغشى
…
مكارهها إِذا هاب الهيوب)
(وأنى فِي العظاءم ذُو غناء
…
وأدعى للسماح فاستجيب)
(وأنى لَا يخَاف الْغدر جارى
…
وَلَا يخْشَى غوائلى الْقَرِيب)
(على أَن الْمنية قد توافى
…
لوقت والنوائب قد تنوب)
98 -
وَقَالَ السموأل بن عاديا جاهلي ويروى لعبد الْملك
(ابْن عبد الرَّحِيم الحارثى من شعراء الدولة العباسية
(اذا الْمَرْء لم يدنس من اللؤم عرضه
…
فَكل رِدَاء يرتديه جميل)
99 -
وَقَالَ جَعْفَر بن علبة الحارثى اسلامى
(لايكشف الغماء الا ابْن حرَّة
…
يرى غَمَرَات الْمَوْت ثمَّ يزورها)
(نقاسمهم أسيافنا شَرّ قسْمَة
…
ففينا غواشيها وَفِيهِمْ صدورها)
100 -
وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى
(لما تذكرت بالديرين ارقنى
…
صَوت الدَّجَاج وقرع بالنواقيس)
101 -
وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب
(ومغبوقة دون الْعِيَال كَأَنَّهَا
…
جَراد إِذا اجلى مَعَ الْفَزع الْفجْر)
102 -
وَقَالَ ربيعَة بن مقروم الضبى
(أَمن آل هِنْد عرفت الرسوما
…
بجمران قفرا أَبَت ان تريما)
(وقفت - _ نَاقَتي
…
وَمَا انا ام ماسؤالى الرسوما)
(وذكرنى الْعَهْد ايامها
…
فهاج التَّذَكُّر قلبا سقيما)
(فان تسألينى فانى امْرُؤ
…
اهين اللَّئِيم وأحبو الكريما)
(وقومى فان انت كذبتنى
…
بقولى فاسأل بقومى عليما)
(طوال الرماح غَدَاة الصَّباح
…
ذَوُو نجدة يمْنَعُونَ الحريما)
(بَنو الْحَرْب يَوْمًا اذا استلأموا
…
حسبتهم فى الْحَدِيد القروما)
(وَدَار هوان انفنا الْمقَام
…
بهَا فَحَلَلْنَا محلا كَرِيمًا)
(وثغر مخوف اقمنا بِهِ
…
يهاب بِهِ غَيرنَا ان يُقِيمَا)
(جعلنَا السيوف بِهِ والرما
…
ح معاقلنا وَالْحَدِيد النظيما)
103 -
وَقَالَ زُهَيْر بن أَبى سلمى
(يَا حَار لَا ارمين مِنْكُم بداهية
…
لم يلقها سوقة قلبى وَلَا ملك)
104 -
وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حجر الكندى
(قولا لدودان عبيد الْعَصَا
…
مَا غركم بالأسد الباسل)
105 -
وَقَالَ ايضا
(ارى ام عَمْرو دمعها قد تحدرا
…
بكاء على عَمْرو وَمَا كَانَ اصبرا)
106 -
وَقَالَ ايضا
(الا انْعمْ صباحا ايها الطلل البالى
…
وَهل ينعمن من كَانَ فِي الْعَصْر الخالى)
107 -
وَقَالَ حسان بن ثاتب
(ماأبالى أنب بالحزن تَيْس
…
أم لحانى بِظهْر غيب لئيم)
108 -
وَقَالَ قيس بن زُهَيْر جاهلى
(ألم يَأْتِيك والأنباء تنمى
…
بِمَا لاقت لبون بنى زِيَاد)
(ومحبسها على القرشى تشرى
…
بأدراع وأسياف حداد)
(كَمَا لاقيت من حمل بن بدر
…
وَإِخْوَته على ذَات الإصاد)
(فهم فخرو على بِغَيْر فَخر
…
وردوا دون غَايَته جوادى)
(وَكنت إِذا منيت بخصم سوء
…
دلفت لَهُ بداهية نآد)
(وَقد دلفوا الى بِفعل سوء
…
فألفونى لَهُم صَعب القياد)
(أَطُوف مَا أَطُوف ثمَّ آوى
…
الى جَار كجار ابى دواد)
109 -
وَقَالَ الأفوه الأودى واسْمه صلاءة بن عَمْرو جاهلى
(ان ترى رَأْسِي فِيهِ قزع
…
وشواتى خلة فِيهَا دوار)
(أَصبَحت من بعد لون وَاحِد
…
وهى لونان وفى ذَاك اعْتِبَار)
(فصروف الدَّهْر فِي أطباقه
…
خلفة فِيهَا ارْتِفَاع وانحدار)
(بَيْنَمَا النَّاس على عليائها
…
اذ هووا فِي هوة فِيهَا فغاروا)
(انما نعْمَة قوم مُتْعَة
…
وحياة الْمَرْء ثوب مستعار)
(ولياليه إلال للقوى
…
من مداه تختليها وشفار)
(تقطع اللَّيْلَة مِنْهَا قُوَّة
…
وكما كرت عَلَيْهِ لَا تغار)
(حتم الدَّهْر علينا انه
…
ظلف مَا نَالَ منا وجبار)
(فَلهُ فِي كل يَوْم عدوة
…
لَيْسَ عَنْهَا لامرئ طَار مطار)
(ريشت جرهم نبْلًا فَرمى
…
جرهما مِنْهُنَّ فَوق وغرار)
(علمُوا الطعْن معدا فِي الكلى
…
وادراع اللأم فالطرف يحار)
(وركوب الْخَيل تعدوا المرطى
…
قد علاها نجد فِيهِ احمرار)
(يابنى هَاجر ساءت خطة
…
ان تروموا النّصْف منا ونجار)
(ان يجل مهرى فِيكُم جَوْلَة
…
فَعَلَيهِ الْكر فِيكُم والغوار)
(كشهاب الْقَذْف يرميكم بِهِ
…
فَارس فى كَفه للحرب نَار)
(فَارس صعدته مَسْمُومَة
…
تخضب الرمْح اذا طَار الْغُبَار)
(مستطير لَيْسَ من جهل وَهل
…
لأخى الْحلم على الْحَرْب وقار)
(يحلم الْجَاهِل للسلم وَلَا
…
يقر الْحلم اذا مَا الْقَوْم غاروا)
(نَحن قدنا الْخَيل حَتَّى انْقَطَعت
…
شدن الأفلاء عَنْهَا والمهار)
(كلما سرنا تركنَا منزلا
…
فِيهِ شَتَّى من سِبَاع الأَرْض غاروا)
(وَترى الطير على آثارنا
…
رأى عين ثِقَة ان ستمار)
(جحفل اورق فِيهِ هبوة
…
ونجوم تتلظى وشرار)
(ثمَّ لَا يدفعنا عَن حكمنَا
…
دَافع الا وعقباه الدمار)
110 -
وَقَالَ عَمْرو بن معدى كرب الزبيدى
(لَيْسَ الْجمال بمئزر
…
فَاعْلَم وَإِن رديت بردا)
111 -
وَقَالَ ابو قيس الْحَرْث بن الأسلت الأوسى
(من يذقْ الْحَرْب يجد طعمها
…
ملاا وتحبسه بجعجاع)
(قد حصت الْبَيْضَة رأسى فَمَا
…
أطْعم نوما غير تهجاع)
(أَعدَدْت للأعداء موضونة
…
مفاضة كالنهى بالقاع)
(هلا سَأَلت الْقَوْم اذ قلصت
…
مَا كَانَ ابطائى وإسراعى)
(أحفزها عَنى بذى رونق
…
أَبيض مثل الْملح قطاع)
(قد أبذل المَال على حبه
…
فيهم وَآتى دَعْوَة الداعى)
(وأضرب القونس يَوْم الوغى
…
بِالسَّيْفِ لم يقصر بِهِ باعى)
(اسعى على حى بنى مَالك
…
كل امْرِئ فِي شَأْنه ساعى)
112 -
وَقَالَ يزِيد بن خذاق العبدى
(لن تجمعُوا ودى ومعتبتى
…
أَو يجمع السيفان فِي غمد)
(ومكرت ملتمسا مودتنا
…
وَالْمَكْر مِنْك عَلامَة الْعمد)
(وشهرت سَيْفك كى تحاربنا
…
فَانْظُر لنَفسك من بِهِ تردى)
113 -
وَقَالَ الْحصين بن الْحمام المرى جاهلى
(تَأَخَّرت أستبقي الْحَيَاة فَلم أجد
…
لنفسى حَيَاة مثل أَن أتقدما)
114 -
وَقَالَ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب مخضرم
(أَبى قَومنَا ان ينصفونا فأنصفت
…
قواطع فى أَيْمَاننَا تقطر الدما)
(اذا خالطت هام الرِّجَال رَأَيْتهَا
…
كبيض نعام فِي الوغى قد تحطما)
(وزعناهم وزع الخوامس بكرَة
…
بِكُل يمانى اذا عض صمما)
(تركناهم لَا يسْتَحلُّونَ بعْدهَا
…
لذى رحم يَوْمًا من النَّاس محرما)
115 -
وَقَالَ زفر بن الْحَارِث الكلابى اسلامى
(وَكُنَّا حَسبنَا كل بَيْضَاء شحمة
…
ليالى لاقينا جذام وحميرا)
(فَلَمَّا قرعنا النبع بالنبع بعضه
…
بِبَعْض ابت عيدانه ان تكسرا)
(وَلما لَقينَا عصبَة تغلبية
…
يقودون جردا للمنية ضمرا)
(سقيناهم كأسا سقونا بِمِثْلِهَا
…
وَلَكنهُمْ كَانُوا على الْمَوْت اصبرا)
116 -
قيل ان منصفات الْعَرَب ثَلَاث فأولها قصيدة عَامر وَقَالَ عَامر بن أسحم بن عدى الكندى جاهلى وَقيل شيبانى
(ألم تَرَ ان جيرتنا استقلوا
…
فنيتنا ونيتهم فريق)
(تلاقينا بسبسب ذى طريف
…
وَبَعْضهمْ على بعض حنيق)
(فَجَاءُوا عارضا بردا وَجِئْنَا
…
كَمثل السَّيْل غص بِهِ الطَّرِيق)
(كَأَن النبل بَينهم جَراد
…
تصفقه شآمية خريق)
(كَأَن هزيزنا لما الْتَقَيْنَا
…
هزيز اباءة فِيهَا حريق)
(بِكُل قرارة منا وَمِنْهُم
…
بنان فَتى وجمجمة فليق)
(فكم من سيد فِينَا وَفِيهِمْ
…
بذى الطرفاء منْطقَة شهيق)
(فأشبعنا السبَاع وأشبعوها
…
فراحت كلهَا تئق تفوق)
(وأبكينا نِسَاءَهُمْ وابكوا
…
نسَاء مَا يجِف لَهُنَّ موق)
(يجاوبن النباح بِكُل فجر
…
وَقد مجت من النوح الحلوق)
(تركنَا الْأَبْيَض الوضاح مِنْهُم
…
كَأَن سَواد لمته العذوق)
(تعاوره رماح بنى لكيز
…
فَخر كَأَنَّهُ سيف ذليق)
(وَقد فتلوا بِهِ منا غُلَاما
…
كَرِيمًا لم تأشبه الْعُرُوق)
(فَلَمَّا استيقنوا بِالصبرِ منا
…
تذكرت الأياصر والحقوق)
(فأبقينا وَلَو شِئْنَا تركنَا
…
لجيما لَا تقود وَلَا تَسوق)
117 -
وَقَالَ عبد الشارق بن عبد الْعُزَّى الْجُهَنِىّ جاهلى
(أَلا حييت عَنَّا ي ردينا
…
نحييها وَإِن عزت علينا)
118 -
وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السلمى مخضرم
(سمونا لَهُم سبعا وَعشْرين لَيْلَة
…
نجوب من الأعراص قفرا بسابسا)
(فَلم أر مثل الحى حَيا مصبحا
…
وَلَا مثلنَا يَوْم الْتَقَيْنَا فوارسا)
(أكر وأحمى للْحَقِيقَة مِنْهُم
…
وأضرب منا بِالسُّيُوفِ القوانسا)
(إِذا مَا شددنا شدَّة نصبوا لنا
…
صُدُور المذاكى والرماح المداعسا)
(إِذا الْخَيل أجلت عَن صريع نكرها
…
عَلَيْهِم فَمَا يرجعن الا عوابسا)
(وَكنت أَمَام الْقَوْم اول ضَارب
…
وطاعنت اذ كَانَ الطعان تخالسا)
(وَكَانَ شهودى معبد ومخارق
…
وَبشر وَمَا استشهدت الا الأكايسا)
(ومارس زيد ثمَّ اقصد مهره
…
وَحقّ لَهُ فى مثلهَا ان يمارسا)
(وَلَو مَاتَ مِنْهُم من جرحنا لأصبحت
…
ضباع بِأَكْنَافِ الْأَرَاك عرائسا)
(وَلَكنهُمْ فى الفارسى فَلَا ترى
…
من الْقَوْم الا فى المضاعف لابسا)
(فان يقتلُوا منا كميا فاننا
…
ابأنا بِهِ قَتْلَى تذل المعاطسا)
(قتلنَا بِهِ فى ملتقى الْقَوْم خَمْسَة
…
وقاتله زِدْنَا مَعَ الْقَوْم سادسا)
(وَكُنَّا اذا مَا الْحَرْب شبت نشبها
…
ونضرب فِيهَا الأبلج المتقاعسا)
119 -
وَقَالَ ابو ثُمَامَة العازب بن برَاء الضبى
(اقول لمحرز لما الْتَقَيْنَا
…
تنكب لَا يقطرك الزحام)
(أتسألني السوية وسط زيد
…
أَلا إِن السوية أَن تضاموا)
(فجارك عِنْد بَيْتك لحم ظيي
…
وجاري عِنْد بَيْتِي لَا يرام)
120 -
وَقَالَ فلحس الْأسود وَقد ضربه مَوْلَاهُ
(وَلَوْلَا عريق فِي من حبشية
…
يرد إباقي بعد حول مجرم)
(وَبعد السرى فِي كل طخياء حندس
…
وَبعد طلوعي مخرما بعد مخرم)
(علمت بِأَنِّي خير عبد لنَفسِهِ
…
وَأَنَّك عِنْدِي مغنما أَي مغنم)
(أيضربني فَردا وَلَو كَانَ مُفردا
…
تبين أَن اللَّيْث غير مقلم)
121 -
وَقَالَ آخر وَكَانَ اعزل فَوَقع عَلَيْهِ صَاحب سيف فَأخذ سلبه
(فَلَو كَانَ فِي كفي الَّذِي فِي يَمِينه
…
لعاد كَمَا قد عدت مختلس الرحل)
(وَلَكِن لاآني حسرا وبكفه
…
كَمثل شُعَاع الشَّمْس يُومِض بِالْقَتْلِ)
(ففاز بأثوابي وفزت بحسرة
…
لَهَا بَين أثْنَاء الحشي لوعة تغلي)
122 -
وَقَالَ سلمى بن ربيعَة من بني السَّيِّد
(زعمت تماضر أنني إِمَّا أمت
…
يسدد ابينوها الأصاغر خلتي)
123 -
وَقَالَ آخر
(لَا غر وَإِنَّا معشر
…
حاموا الْحَقِيقَة والذمار)
(نحمي الحواصن أَنَّهَا
…
قيد الْكِرَام من الْفِرَار)
124 -
وَقَالَ أَعْرَابِي من ربيعَة جاهلي
(وَلما الْتَقت حلقات البطان
…
ودر سَحَاب الردى فاكفهر)
(لبست لبكر وأشياعها
…
وَقد حمس الْبَأْس جلد النمر)
(فأوردتهم موردا لم يكن
…
لَهُم عَنهُ اذ وردوه صدر)
(فَوَلوا شلالا وَلَا يعلمُونَ
…
أمرخ خيامهم أم عشر)
(عباديد شَتَّى ايادي سبا
…
يسوقهم عَارض منهمر)
(إِذا الغر روعه ذعره
…
ثناه إِلَى الْحَرْب كهل مكر)
(وَمن رام بالخفض نيل الْعلَا
…
فقد رام مِنْهُ مراما عسر)
(وَمَا الْعَزْم الا لمستأثر
…
إِذا هم بِالْأَمر لم يستشر)
(وَقد ينكب الْمَرْء من أَمنه
…
ويأمن مَكْرُوه مَا ينْتَظر)
(وَإِنِّي لأصفح عَن قدرَة
…
وأعذب حينا وحينا أَمر)
(ويعجم عودي إِذا نابني
…
من الدَّهْر ريب فَلَا ينكسر)
(وأجزى القروض بأمثالها
…
فبالخير خيرا وبالشر شَرّ)
125 -
وَقَالَ سُوَيْد بن كرَاع جاهلي اسلامي
(لَئِن ظفرتم بشيخ من مَشَايِخنَا
…
لَا يحمل الرمْح والصمصامة الذكرا)
(وَلَا يَخُوض غمار الْمَوْت منصلتا
…
وَلَا يرى للردى وردا وَلَا صَدرا)
(فكم قتلنَا لكم فتيَان ملحمة
…
رأد الضُّحَى وجبين الشَّمْس قد ظهرا)
126 -
وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ جاهلي
(وَلَقَد سريت على الظلام بمغشم
…
جلد من الفتيان غير مثقل)
127 -
وَقَالَ سعد بن ناشب الْمَازِني اسلامي
(تفندني فِيمَا ترى من شراستي
…
وَشدَّة نَفسِي أم سعد وَمَا تَدْرِي)
128 -
وَقَالَ الرّبيع بن زِيَاد الْعَبْسِي جاهلي يصف الْحَرْب
(قيدت لَهُم فيلق شهباء كالحة
…
بِالْمَوْتِ تمرى وللأبطال تقتسر)
(صريف أنيابها صَوت الْحَدِيد إِذا
…
عض الْحَدِيد بهَا أبناؤها الوقر)
(ودرها الْمَوْت يقرى فِي محالبها
…
للواردين يوافي وردهَا الصَّدْر)
(من أقتراها قرت كَفاهُ حَقّهمَا
…
أَو إجتلاها بَدَت مِنْهَا لَهُ عبر)
(فِي جوها الْبيض والماذي مختلط
…
والجرد والمرد والخطية السمر)
(حَتَّى إِذا واجهتهم وَهِي كالحة
…
شوهاء مِنْهَا حمام الْمَوْت ينْتَظر)
(جَاءَت بِكُل كمى معلم ذكر
…
فِي كَفه ذكر يسْعَى بِهِ الذّكر)
(مستوردين الوغى للْمَوْت ردهم
…
يَوْم الْحفاظ على روادهم عسر)
(لَهُم سرابيل من مَاء الْحَدِيد وَمن
…
نضح الدِّمَاء سرابيل لَهُم أخر)
(مظاهرات عَلَيْهِم يَوْم بأسهم
…
لونان جون وَأُخْرَى فَوْقهم حمر)
(فِي يَوْم حتف يهال الناظرون لَهُ
…
مَا إِن يبين لَهُم شمس وَلَا قمر)
(بالبيض يهتفن والأبصار خاشعة
…
مِمَّا ترى وخدود الْقَوْم تنعفر)
(تكسوهم مرهفات غير مُجْدِبَة
…
يشفى اختلاس ظباها من بِهِ صعر)
(هندية كاشتعال النَّار تعصمهم
…
بهَا مغاوير عَن احسابهم غير)
129 -
وَقَالَ أدهم بن حَازِم الضبى
(بني عَامر أضرمتم الْحَرْب بَيْننَا
…
وَبَيْنكُم بعد الْمَوَدَّة والقرب)
(غدرتم وَلم نغدر وقمتم وَلم نقم
…
إِلَى حربنا لما قعدنا عَن الْحَرْب)
(وَكُنَّا وَأَنْتُم مثل كف وساعد
…
فصرنا وَأَنْتُم مثل شَرق إِلَى غرب)
(فَمَا نسلب الْقَتْلَى كَمَا قد فَعلْتُمْ
…
وَلَا نمْنَع الأسرى من الْأكل وَالشرب)
(وَلبس ثِيَاب الْمَيِّت عَار وذلة
…
وَمنع الْأَسير الزَّاد من أقبح السب)
(بذلك أوصانا أَبونَا وَلم نَكُنْ
…
لنترك ماوصاه فِي الخصب والجدب)
130 -
وَقَالَ مَالك بن مُخَارق الْعَبْدي
(وَمن يسلب الْقَتْلَى فان قتيلنا
…
وَإِن كَانَ مشنوءا يجن ويقبر)
(وَإِنَّا لورادون فِي كل حومة
…
إِذا جعلت صم القنا تتكسر)
131 -
وَقَالَ اياس بن مَالك بن عبد الله الطَّائِي
(سمونا إِلَى جَيش الحروري بعد مَا
…
تناذره أعربهم وَالْمُهَاجِر)
(بِجمع تظل الأكم سَاجِدَة لَهُ
…
وأعلام سلمى والهضاب النَّوَادِر)
(دلفنا إِلَيْهِم وَالسُّيُوف عصينا
…
وكل لكل يَوْم ذَلِك واتر)
(كلا ثقلينا طامع فِي غنيمَة
…
وَقد قدر الرَّحْمَن مَا هُوَ قَادر)
(فَلَمَّا ادركناهم وَقد قلصت بهم
…
إِلَى الْحَيّ خوص كالحني ضوامر)
(فَلم ار يَوْمًا كَانَ أَكثر سالبا
…
ومستلبا وَالنَّقْع فِي الجو ثَائِر)
(وَأكْثر منا يافعا يَبْتَغِي الْعلَا
…
يضارب قرنا دارعا وَهُوَ حاسر)
(فَمَا كلت الْأَيْدِي وَلَا أناظر القنا
…
وَلَا عثرت منا الجدود العواثر)
132 -
وَقَالَ زيد الْخَيل بن مهلهل الطَّائِي مخضرم
(بني عَامر هَل تعرفُون إِذا غَدا
…
أَبُو مكنف قد شدّ عقد الدوابر)
(بِجَيْش تظل البلق فِي حجراته
…
ترى الأكم فِيهِ سجدا للحوافز)
(وَجمع كَمثل اللَّيْل مرتجس الوغى
…
كثير تواليه سريع البوادر)
(أَبَت عَادَة للورد أَن يكره الوغى
…
وَحجَّة وحاجة رُمْحِي فِي نمير بن عَامر)
133 -
وَقَالَ رجل من بني محَارب
(معاقلنا فِي الْحَرْب جرد كَأَنَّهَا
…
أجادل فِي جو السَّمَاء كواسر)
(وَسمر من الخطى ذَات أسنة
…
وبيض كأمثال البروق بواتر)
(إِذا مَا انتضيناها ليَوْم كريهة
…
رَأَيْت لَهَا هام الدى تتطاير)
134 -
وَقَالَ حَارِث بن وَعلة الشَّيْبَانِيّ جاهلي وَقيل
وَعلة بن الْحَارِث وَقيل هِيَ لِابْنِ الذئبة الْأَسدي
وَقيل هِيَ لكنانة بن عبد ياليل الثَّقَفِيّ وَكَانَ عبد الْملك بن مَرْوَان يتَمَثَّل بهَا عِنْد جُلُوسه للمظالم
(مَا بَال من أسعى لأجبر عظمه
…
حفاظا وَيَنْوِي من سفاهته كسْرَى)
(أَظن خطوب الدَّهْر بيني وَبينهمْ
…
ستحملهم مني على مركب وعر)
(وَإِنِّي وإياهم كمن نبه القطا
…
وَلَو لم تنبه باتت الطير لَا تسري)
(أَعُود على ذِي الْجَهْل مِنْهُم تكرما
…
تحلمي وَلَو عَاقَبت مَا جرت فِي الْأَمر)
(أَنَاة وحلما وانتظارا بهم غَدا
…
فَمَا أَنا بالواني وَلَا الضَّرع الْغمر)
(ألم تعلمُوا أَنى تخَاف عرامتي
…
وَأَن قناتي لَا تلين على القسر)
135 -
وَقَالَ بلعاء بن قيس الْكِنَانِي وَقد تمثل بهَا الْمَنْصُور
(دَعَوْت أَبَا ليلى إِلَى السّلم كي يرى
…
بِرَأْي أصيل أَو يؤل إِلَى الْحلم)
(دَعَاني أشب الْحَرْب بيني وَبَينه
…
فَقلت لَهُ مهلا هَلُمَّ إِلَى السّلم)
(فَلَمَّا أَبى أرْسلت فضلَة ثَوْبه
…
إِلَيْهِ فَلم يرجع بحزم وَلَا عزم)
(وَحين رمانيها رميت سوَاده
…
وَلَا بُد أَن يَرْمِي سَواد الَّذِي يَرْمِي)
(فَكَانَت صريع الْخَيل أول وهلة
…
فبعدا لَهُ مُخْتَار عجز على علم)
(إِذا أَنْت حركت الوغى وشهدتها
…
وأفلت من قتل فَلَا بُد من كلم)
136 -
وَقَالَ آخر
(إِذا كَانَ فِي نفس ابْن عمك إحْنَة
…
فَلَا تستثرها سَوف يَبْدُو دفينها)
(فَإِنِّي رَأَيْت النَّار تكمن فِي الصَّفَا
…
وَلَا بُد يَوْمًا أَن يلوح كمينها)
137 -
وَقَالَ تأبط شرا ثَابت بن جَابر الفهمي جاهلي
(إِذا الْمَرْء لم يحتل وَقد جد جده
…
اضاع وقاسى أمره وَهُوَ مُدبر)
138 -
وَقَالَ عبد الله بن جذل الطعان الْكِنَانِي
اسلامي من شعراء بني امية
(لعمري لقد سحت دموعك سحة
…
تبْكي على قَتْلِي سليم وأشجعا)
(فَهَلا شتيرا أَو مصاد بن خَالِد
…
بَكَيْت وَلم يتْرك لَك الدَّهْر مجزعا)
(تبْكي على قَتْلِي سليم سفاهة
…
وتترك من أَمْسَى مُقيما بصلفعا)
(كمرضعة أَوْلَاد أُخْرَى وضيعت
…
بنيها فَلم ترقع بذلك مرقعا)
139 -
وَقَالَ عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ جاهلي
(ذَرِينِي أَن أَمرك لن يطاعا
…
وَمَا ألفيتني أَمْرِي مضاعا)
(أَلا تِلْكَ الثعالب قد تعاوت
…
على وحالفت عرجا ضباعا)
(فَإِن لم تندموا فثكلت عمرا
…
وَهَاجَرت المروق والسماعا)
(فَلَا ملكت يداي عنان طرف
…
وَلَا أَبْصرت من شمس شعاعا)
(وخطة ماجد كلفت نَفسِي
…
إِذا ضاقوا رَحبَتْ بهَا ذِرَاعا)
140 -
وَقَالَ المنخل الْيَشْكُرِي جاهلي
(أَن كنت عاذلتي فسيري
…
نَحْو الْعرَاق وَلَا تحوري)
141 -
وَقَالَ حباب بن أَفْعَى الْعجلِيّ
(وَقرن قد رَأَيْت لَدَى مكر
…
فَلم يدبر وَأَقْبل إِذْ رَآنِي)
(يجر قنابه حَتَّى اتجهنا
…
كِلَانَا واردان الى الطعان)
(فَأَخْطَأَ رمه وَأصَاب رُمْحِي
…
وَمَا عى الْقِتَال وَلَا ألاني)
(وَإِن منيتي قد أنسأتني
…
إِلَى أَن شبت أَو ضلت مَكَاني)
142 -
وَقَالَ حرثان ذُو الْأصْبع العدواني جاهلي
(لاه ابْن عمك لَا أفضلت فِي حسب
…
عني وَلَا أَنْت دياني فتخزوني)
143 -
وَقَالَ سَلمَة بن مرّة الشَّيْبَانِيّ جاهلي وَكَانَ قد أسرا أمرأ الْقَيْس
ابْن عَمْرو وَكَانَ ملكا وَكَانَ سَلمَة قَصِيرا فَأطلق امْرأ الْقَيْس على الْفِدَاء فَلَمَّا جَاءَهُ يَطْلُبهُ نطرت إِلَيْهِ بنت امْرِئ الْقَيْس فاحتقرته لقصره فَقَالَت: أَهَذا الَّذِي اسر أبي فَقَالَ
(أَلا زعمت بنت امْرِئ الْقَيْس أنني
…
قصير وَقد أعيا أَبَاهَا قصيرها)
(وَرب طَوِيل قد نزعت ثِيَابه
…
وعانقته وَالْخَيْل تدمي نحورها)
(وَقد علمت خيل امْرِئ الْقَيْس أنني
…
كررت ونار الْحَرْب تغلى قدورها)
(وَلَو شهدتني يَوْم ألقيت كلكلى
…
على شيخها مَا كَانَ يَبْدُو نكيرها)
144 -
وَقَالَ نَضْلَة السلمى وَكَانَ حَقِيرًا دميما ذَا عزة وبأس
(ألم تسل الفوارس يَوْم غول
…
بنضلة وَهُوَ موتور مشيح)
(رَأَوْهُ فازدووه وَهُوَ حر
…
وينفع أَهله الرجل الْقَبِيح)
(فَشد عَلَيْهِم بِالسَّيْفِ صَلتا
…
كَمَا عض الشبا الْفرس الجموح)
(وَأطلق غل صَاحبه وأردى
…
قَتِيلا مِنْهُم وَنَجَا جريح)
(وَلم يخشوا مصالته عَلَيْهِم
…
وَتَحْت الرغوة اللَّبن الصَّرِيح)
145 -
وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد الْأنْصَارِيّ وتروى لحسان بن ثَابت
(لعمرك مَا المعتر يَأْتِي بِلَادنَا
…
لنمنعه بالضائع المتهضم)
(وَلَا ضيفنا عِنْد الْقرى بمدفع
…
وَلَا جارنا فِي النائبات بِمُسلم)
(وَلَا السَّيِّد الْجَبَّار حِين يريدنا
…
بكيد على أرماحنا بِمحرم)
(نُبيح حمى ذِي الْعِزّ ثمَّ نكيده
…
ونحمي حمانا بالوشيج الْمُقَوّم)
(وَنحن إِذا لم يبرم النَّاس أَمرهم
…
نَكُون على أَمر من الْحق مبرم)
(وَلَو وزنت رضوى بحلم سراتنا
…
لمَال برضوى حلمنا ويلملم)
(نَكُون زِمَام القائدين إِلَى الوغى
…
إِذا الفشل الرعديد لم يتَقَدَّم)
(فَنحْن كَذَاك الدَّهْر مَا هبت الصِّبَا
…
نعود على جهالهم بالتحلم)
(فَلَو فَهموا أَو وفقوا رشد أَمرهم
…
لعدنا عَلَيْهِم بعد يوسى بأنعم)
146 -
وَقَالَ آخر
(يزِيد اتساعا فِي الكريهة صَدره
…
تضايق أَطْرَاف الوشيج الْمُقَوّم)
(فَمَا شَارِب بَين الندامى مُعَلل
…
بأطرب مِنْهُ بَين سيف ولهذم)
(كَأَن نفوس النَّاس فِي سطواته
…
فرَاش تهاوى فِي حريق مضرم)
147 -
وَقَالَ المقشعر بن جديع النضري وَكَانَ قد طعن مُحَمَّد بن طَلْحَة التَّيْمِيّ يَوْم الْجمل وَكَانَ اسْم الْجمل عَسْكَر
(وَأَشْعَث قوام بآيَات ربه
…
قَلِيل الْأَذَى فِيمَا ترى الْعين مُسلم)
(هتكت لَهُ بِالرُّمْحِ جيب قَمِيصه
…
فَخر صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ)
(يذكرنِي حم وَالرمْح شَاجر
…
فَهَلا تَلا حم قبل التَّقَدُّم)
(على غير شئ غير أَن لَيْسَ تَابعا
…
عليا وَمن لَا يتبع الْحق يظلم)
148 -
وَقَالَ شبيب بن يزِيد بن نعيم الشَّيْبَانِيّ الشاري يعير الْحجَّاج لما هرب من غزالة امْرَأَته وَهِي قد كَانَت نذرت أَن تصلي فِي جَامع الْكُوفَة رَكْعَتَيْنِ بآل عمرَان وَالْبَقَرَة فهجم عَلَيْهَا فِي خمسين ألفا وَكَانَت يَوْمئِذٍ فِي تِسْعمائَة فَارس فَلم يَجْسُر عَلَيْهَا وهرب انْتهى ويروى لعمران بن حطَّان اموي الشّعْر
(أَسد على وَفِي الحروب نعَامَة
…
ربداء تجفل من صفير الصافر)
(هلا برزت إِلَى غزالة فِي الوغى
…
بل كَانَ قَلْبك فِي جناحي طَائِر)
(صدعت غزالة جمعهم بفوارس
…
جعلت كتائبهم كأمس الدابر)
149 -
وَقَالَ شريك بن الْأَعْوَر الْحَارِثِيّ اسلامي
(أيشتمني مُعَاوِيَة بن حَرْب
…
وسيفي صارم وَمَعِي لساني)
(وحولي من ذَوي يمن لُيُوث
…
ضراغمة تهش إِلَى الطعان)
(فَلَا تبسط لسَانك يَا أبن حَرْب
…
فَإنَّك قد بلغت مدى الْأمان)
(فَإِن تَكُ من أُميَّة فِي ذراها
…
فَإِنِّي من ذرى عبد المدان)
(وَإِن تَكُ للشقاء لنا أَمِيرا
…
فَإنَّا لَا نُقِيم على الهوان)
(مَتى مَا تدع قَوْمك ادْع قومِي
…
وتختلف الأسنة بالطعان)
150 -
وَقَالَ الأشتر النَّخعِيّ اسلامي واسْمه مَالك بن الْحَارِث ابْن عبد يَغُوث بن مسلمة بن ربيعَة)
(بقيت وفرى وانحرفت عَن العلى
…
وَلَقِيت أضيافي بِوَجْه عبوس)
151 -
وَقَالَ ابو عَليّ الْبَصِير أموي الشّعْر
(أكذبت أحسن مَا يظنّ مؤملي
…
وهدمت مَا شادته لي أسلافي)
(وعدمت عاداتي الَّتِي عودتها
…
قدما من الْإِتْلَاف والإخلاف)
(وغضضت من نَارِي ليخفي ضوءها
…
وقريت عذرا كَاذِبًا أضيافي)
(وصحبت أَصْحَابِي بِعرْض معرض
…
متحكم فِيهِ ومان وافي)
(إِن لم أشن على عَليّ حلَّة
…
تضحى قذى فِي أعين الْأَشْرَاف)
152 -
وَقَالَ الْقِتَال الْكلابِي عُبَيْدَة بن مُجيب بن المضرحي
(إِذا هم هما لم ير اللَّيْل غمَّة
…
عَلَيْهِ وَلم تصعب عَلَيْهِ المراكب)
(قرى الْهم اذ ضاف الزماع فإصبحت
…
مَنَازِله تعتس فِيهَا الثعالب)
(يرى أَن بعد الْعسر يسرا وَلَا يرى
…
إِذا كَانَ يسر أَنه الدَّهْر لازب)
153 -
وَقَالَ عَامر بن الطُّفَيْل العامري مخضرم
(وَإِنِّي وَإِن كنت ابْن فَارس بهمة
…
وَفِي السِّرّ مِنْهَا والصريح الْمُهَذّب)
(فَمَا سودتني عَامر عَن كَلَالَة
…
أَبى الله أَن اسمو بِأم وَلَا أَب)
(ولكنني أحمى حماها وأتقي
…
أذاها وأرمي من رَمَاهَا بمقنب)
154 -
وَقَالَ بشامة بن الغدير إسلامي
(وجدت أبي فيهم وجدي قبله
…
يطاع نؤتى أمره وَهُوَ محتبي)
(فَلم أتعمل للسيادة فيهم
…
وَلَكِن اتتنى طَائِعا غير مُتْعب)
155 -
وَقَالَ آخر
(قد قَالَ قوم أعْطه لقديمه
…
جهلوا وَلَكِن أَعْطِنِي لتقدمي)
(فَأَنا ابْن نَفسِي لَا ابْن عرضي اجتدي
…
بِالسَّيْفِ لَا برفات تِلْكَ الْأَعْظَم)
156 -
وَقَالَت كَبْشَة بنت معدى كرب الربيدية جَاهِلِيَّة ترثي أخاها عبد الله بن معدى كرب الزبيدِيّ
(أرسل عبد الله إِذْ حَان يَوْمه
…
إِلَى قومه لَا تعقلوا لَهُم دمي)
157 -
وَقَالَ سَالم بن داراة أموي الشّعْر
(أيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغا
…
على نأيهم مني الْقَبَائِل من عكل)
(فَلَا صلح حَتَّى تنحط الْخَيل بالقنا
…
وتوقد نَار الْحَرْب بالحطب الجزل)
(وجرد تعَاطِي بالكماة كَأَنَّهَا
…
تلاحظ من غيظ بأعينها الْقبل)
(عَلَيْهَا رجال جالدوا يَوْم منعج
…
ذوى التَّاج ضربوا الْمُلُوك على وَهل)
(بِضَرْب يزِيل الْهَام عَن سكناته
…
وَطعن كأفواه المفرجة الْهزْل)
(وَكُنَّا حَسبنَا فقعسا قبل هَذِه
…
أذلّ على وَقع الهوان من النَّعْل)
(فقد نظرت نَحْو السَّمَاء وسلمت
…
على النَّاس واعتاضت بخصب من الْمحل)
(فان انتم لم تثأروا بأخيكم
…
فكونوا نسَاء للخلوق وللكحل)
(وبيعوا الردينيات بالحلى واقعدوا
…
عَن الْحَرْب واعتاضوا المغازل بِالنَّبلِ)
158 -
وَقَالَ آخر
(خُذُوا الْقَوْم أَن أَعْطَاكُم الْقَوْم عقلكم
…
وَكُونُوا كمن سيم النوال فأربعا)
(وَلَا تكثروا فِيهَا الضجاج فَإِنَّهُ
…
محا السَّيْف مَا قَالَ ابْن دارة اجمعا)
159 -
وَقَالَ عَمْرو بن أَسد الفقعسي
(رَأَيْت موَالِي الأولى يخذلونني
…
على حدثان الدَّهْر اذ يتقلب)
160 -
وَقَالَ الْقطَامِي أموي الشّعْر
(لم تَرَ قوما هم شَرّ لإخوتهم
…
منا عَشِيَّة يجْرِي بِالدَّمِ الْوَادي)
(نقريهم لهذميات نقد بهَا
…
مَا كَانَ خاط عَلَيْهِم كل زراد)
161 -
وَقَالَ جرير بن الخطفي
(كَيفَ العزاء وَلم اجد مذ بنتم
…
قلبا يقر وَلَا شرابًا ينقع)
162 -
وَقَالَ معقر بن اوس بن حمَار الْبَارِقي
(أَمن آل شعثاء الحمول البواكر
…
مَعَ الصُّبْح قد زَالَت بِهن الأباعر)
(وحلت سليمى بَين هضب وأيكة
…
فَلَيْسَ عَلَيْهَا يَوْم ذَلِك قَادر)
(وَأَلْقَتْ عصاها واستقرت بهَا النَّوَى
…
كَمَا قر عينا بالإياب الْمُسَافِر)
(فصبحها أملاكها بكتيبة
…
عَلَيْهَا اذا امست من الله نَاظر)
(يفرج عَنَّا ثغر كل مخوفة
…
جواد كسرحان الأباءة ضامر)
(وكل طموح فِي الجراء كَأَنَّهَا
…
إِذا اغتمست فِي المَاء فتخاء كاسر)
163 -
وَقَالَ المتلمس الضبعِي واسْمه جرير
(فَلَا تقبلن ضيما مَخَافَة ميتَة
…
وموتن بهَا حرا وجلدك أملس)
164 -
وَقَالَ زيد الْخَيل بن مهلهل الطَّائِي مخضرم
(تذكر وطبه لما رَآنِي
…
أقلب صعدة مثل الْهلَال)
(وَأسلم عرسه لما الْتَقَيْنَا
…
وأيقن أننا صهب السبال)
(فَإِن يبرأ فَلم أنفث عَلَيْهِ
…
وَإِن يهْلك فَإِنِّي لَا أُبَالِي)
(وَقد علمت معد أَن سَيفي
…
كريه كلما دعيت نزال)
(أغاديه بصقل كل يَوْم
…
وأعجمه بهامات الرِّجَال)
165 -
وَقَالَ أَيْضا
(نجا سَلامَة والرماح شواجر
…
دَعوَاهُم دَعْوَى بني الصيداء)
(لَوْلَا ادعاؤهم بِدَعْوَى غَيرهم
…
وَردت نِسَاؤُهُم على الأطواء)
166 -
وَله أَيْضا
(يابني الصيداء ردوا فرسي
…
أَنما تُؤْخَذ أَفْرَاس الذَّلِيل)
(انه مهري وَقد عودته
…
دلج اللَّيْل وإيطاء الْقَتِيل)
167 -
وَقَالَ شَدَّاد بن مُعَاوِيَة الْعَبْسِي وتروى لزيد الْخَيل
(فَمن يَك سَائِلًا عني فَإِنِّي
…
وجروة لَا تبَاع وَلَا تعار)
(مقربة السناء وَلَا ترَاهَا
…
وَرَاء الْحَيّ تتبعها المهار)
(الا ابلغ بني الصيداء عني
…
عَلَانيَة وَمَا يغنى السرَار)
(قتلت سراتكم وَتركت مِنْكُم
…
خشارا قل مَا نفع الخشار)
168 -
وَقَالَ زيد الْخَيل بن مهلهل الطَّائِي مخضرم
(رأتني كأشلاء اللجام وَلنْ ترى
…
أَخا الْحَرْب إِلَّا اشعث اللَّوْن اغبرا)
(اخا الْحَرْب ان عضت بِهِ الْحَرْب عضها
…
وَإِن شمرت عَن سَاقهَا الْحَرْب شمرا)
169 -
وَقَالَ القحيف الْعجلِيّ
(أَبيت اللَّعْن أَن سكاب علق
…
نَفِيس لَا تعار وَلَا تبَاع)
(مفداة مكرمَة علينا
…
تجاع لَهَا الْعِيَال وَلَا تجاع)
(سليلة سابقين تناجلاها
…
اذا نسبا يضمهما الكراع)
(فَلَا تطمع ابيت اللَّعْن فِيهَا
…
ومنعكها لشئ يُسْتَطَاع)
170 -
وَقَالَ قطري بن الْفُجَاءَة الْمَازِني
(لعمرك أَنِّي فِي الْحَيَاة لزاهد
…
وَفِي الْعَيْش مالم ألق أم حَكِيم)
(من الخفرات الْبيض لم ار مثلهَا
…
شِفَاء لذِي دَاء وَلَا لسقيم)
(فَلَو شهدتني يَوْم دولاب ابصرت
…
طعان فَتى فِي الْحَرْب غير مليم)
(غَدَاة طفت عُلَمَاء بكر بن وَائِل
…
وأحلافها من يحصب وسليم)
(وَمَال الحجازيون نَحْو بِلَادهمْ
…
وعجنا صُدُور الْخَيل نَحْو تَمِيم)
171 -
وَقَالَ مُعَاوِيَة بن مَالك بن جَعْفَر بن كلاب
وَهُوَ معود الْحُكَمَاء
(إِذا سقط السَّمَاء بِأَرْض قوم
…
رعيناه وَإِن كَانُوا غضابا)
(بِكُل مقلص عبل شواه
…
إِذا وضعت اعنتهن ثابا)
(ودافعة الحزام بمرفقيها
…
كشاة الربل آنست الكلابا)
172 -
وَقَالَ الْحَارِث بن ظَالِم الْيَرْبُوعي
(رفعت السَّيْف اذ قَالُوا قُرَيْش
…
وبينت الشَّمَائِل والعتابا)
173 -
وَقَالَ الراجز
(أَنِّي وكل شَاعِر من الْبشر
…
شَيْطَانه أُنْثَى وشيطاني ذكر)
(فَمَا رَآنِي شَاعِر إِلَّا استتر
…
فعل نُجُوم اللَّيْل عاين الْقَمَر)
174 -
وَقَالَ عَمْرو بن عبد الْجِنّ جاهلي
(أما وَدِمَاء مائرات تخالها
…
على قنة الْعزي أَو النسْر عِنْدَمَا)
(وَمَا قدس الرهبان فِي كل هيكل
…
ابيل الأبيلين الْمَسِيح بن مريما)
(لقد هز مني عَامر يَوْم لعلع
…
حساما إِذا لَاقَى الضريبة صمما)
175 -
وَقَالَ قراد بن حَنش الصاردي
(اذا اجْتمع الْعمرَان عَمْرو بن عَامر
…
وَبدر بن عَمْرو خلت ذبيان تبعا)
(وألقوا مقاليد الْأُمُور أليهم
…
جَمِيعًا قماء كارهين وطوعا)
(هم صلبوا العبدى فِي جذع نَخْلَة
…
فَلَا عطست شَيبَان إِلَّا بأجدعا)
176 -
وَقَالَ عبيد الله بن الْحر الْجعْفِيّ اسلامي
(وَقد علمت خيلي بساباط أنني
…
إِذا حيل دون الطعْن غير عنود)
(اكر وَرَاء المجحرين وأدعي
…
مَوَارِيث اباء لنا وجدود)
177 -
وَقَالَ مقبل بن عبد الْعزي جاهلي
(أيوعدني أَبُو عَمْرو ودوني
…
رجال لَا ينهنهها الْوَعيد)
(رجال من بني سهم بن عَمْرو
…
إِلَى ابياتهم يأوى الطريد)
(وَكَيف اخاف أَو أخْشَى وعيدا
…
ونصرهم اذا ادعو عتيد)
178 -
وَقَالَ ابو الخطار بشر بن صَفْوَان الْكلابِي اسلامي
(أقاذت بَنو مَرْوَان قيسا دماءنا
…
وَفِي الله أَن لم ينصفوا حكم عدل)
(كأنكم لم تشهدوا مرج راهط
…
وَلم تعلمُوا من كَانَ ثمَّ لَهُ الْفضل)
(وقيناكم حر القنا بنحورنا
…
وَلَيْسَ لكم خيل هُنَاكَ وَلَا رجل)
(وَلما رَأَيْتُمْ وَاقد الْحَرْب قد خبا
…
وطاب لكم فِيهِ المشارب وَالْأكل)
(تناسيتم مسعاتنا وبلائنا
…
وخامركم من سوء بَغْيكُمْ جهل)
(فَلَا تعجلوا أَن دارت الْحَرْب بَيْننَا
…
وزلت عَن الموطاة بالقدم النَّعْل)
179 -
وَقَالَ خِدَاش بن زُهَيْر العامري
(ألم تعلمي وَالْعلم ينفع أَهله
…
وَلَيْسَ الَّذِي يدْرِي كآخر لَا يدْرِي)
(بِأَنا على سرائنا غير جهل
…
وَأَنا على ضرائنا من ذَوي الصَّبْر)
(ونفرى سرابيل الكماة عَلَيْهِم
…
إِذا مَا الْتَقَيْنَا بالمهندة البتر)
(وَقد علمت قيس بن غيلَان أننا
…
نحل إِذا خَافَ الْقَبَائِل بالثغر)
(وَنَصْبِر للمكروه عِنْد لِقَائِه
…
فنرجع عَنهُ بِالْغَنِيمَةِ وَالذكر)
180 -
وَقَالَ عبيد بن الأبرص الْأَسدي جاهلي
(يَا ذَا المخوفنا بقتل أَبِيه اذلا لَا وحينا)
(انا اذا عض الثقاف
…
بِرَأْس صعدتنا لوينا)
(نحي حقيقتنا وَبَعض
…
الْقَوْم يسْقط بَين بَينا)
(هلا سَأَلت جموع كِنْدَة
…
يَوْم ولوا أَيْن أَيّنَا)
(أَيَّام نضرب هامهم
…
ببواتر حَتَّى انحنينا)
(نَحن الأولى فأجمع جمو
…
عك ثمَّ وجههم الينا)
181 -
وَقَالَ طرفَة بن العَبْد جاهلي
(أَلا أيهذا اللأئمى احضر الوغى
…
وَأَن اشْهَدْ اللَّذَّات هَل انت مخلدي)
182 -
وَقَالَ سهم بن حَنْظَلَة الغنوي وتروى لكعب بن سعد ابْن عَمْرو بن عقبَة الغنوي
(لَا يحملنك اقتار على زهد
…
وَلَا تزل فِي عَطاء الله مرتعبا)
(بَينا الْفَتى فِي نعيم يطمئن بِهِ
…
اخنى ببؤس عَلَيْهِ الدَّهْر فانقلبا)
(فاعص العواذل وأرم اللَّيْل عَن عرض
…
بذى شتيت يقاسي ليله خببا)
(شهم الْفُؤَاد قنيص الشد منجرد
…
فَوق النواظر مَطْلُوبا وَإِن طلبا)
(كالسمع لم يثقب البيطار سرته
…
وَلم يدجه وَلم يغمز لَهُ عصبا)
(حَتَّى تصادف مَالا اَوْ يُقَال فَتى
…
لَاقَى الَّتِي تشعب الفتيان فانشعبا)
183 -
وَقَالَ جريبة بن الأشيم الفقعسي اموي الشّعْر
(اذا الْخَيل صاحت صياح النسور
…
حززنا شراسيفها بالجذم)
(اذا الدَّهْر عضتك انيابه
…
لَدَى الشَّرّ فازم بِهِ مَا ازم)
(عرضنَا نزال فَلم ينزلُوا
…
وَكَانَت نزال عَلَيْهِم اطم)
184 -
وَقَالَ بشر بن ابي خازم جاهلي
(أتوعدني بقومك يَا ابْن سعدى
…
وَمَا بيني وَبَيْنك من ذمام)
(مَتى مَا ادْع فِي اسد تجبني
…
مسومة على خيل صِيَام)
(تتَابع نَحْو داعيها سرَاعًا
…
كَمَا انْسَلَّ الفرند من النظام)
185 -
وَقَالَ الأعشي مَيْمُون الْبَاهِلِيّ جاهلي
(صدت هُرَيْرَة عَنَّا مَا تكلمنا
…
جهلا بِأم خُلَيْد حَبل من تصل)
186 -
وَقَالَ زيد الْخَيل
(رأتني كأشلاء اللجام وَلنْ ترى
…
أَخا الْحَرْب إِلَّا أَشْعَث اللَّوْن اغبرا)
(اخا الْحَرْب ان عضت بِهِ الْحَرْب عضها
…
وَإِن شمرت عَن سَاقهَا الْحَرْب شمرا)
187 -
وَقَالَ الفرزدق
(هَيْهَات مَا سفهت أمة رأيها
…
فاستجهلت حلماءها سفهاؤها)
(حَرْب تشاجر بَينهم بضغائن
…
فد كفرت آباءها أبناؤها)
188 -
وَقَالَ آخر
(وَأَنا النذير إِلَيْكُم مسودة
…
يصل الْأَعَمّ إِلَيْكُم أقوادها)
(أبناؤها متكنفون أباهم
…
حنقوا الصُّدُور وَمَا هم أَوْلَادهَا)
189 -
وَقَالَ عَمْرو بن لأى بن عَائِذ بن تيم اللات
(يارب من يبغض أذوادنا
…
رحن على بغضائه وأغتدين)
(لَو تنْبت المرعى على أَنفه
…
لرحن مِنْهُ أصلا قد ونين)
190 -
وَقَالَ المرقش الْأَكْبَر
(لَيْسَ على طول الْحَيَاة نَدم
…
وَمن وَرَاء الْمَرْء مايعلم)
(لَا يبعد الله التلبب
…
والغارات اذ قَالَ الْخَمِيس نعم)
(والعدو بَين المجلسين إِذا
…
آد العشى وتنادى الْعم)
191 -
وَقَالَ عَمْرو بن الإطنابة الحزرجي
(أَنِّي من الْقَوْم الَّذين اذا انتدوا
…
بدأوا بِحَق الله ثمَّ النائل)
192 -
وَقَالَ عنترة بن الْأَخْرَس الطَّائِي إسلامي وتروى لبهدل
ابْن ام قرفة الطَّائِي وقرفة امهِ وَاسْمهَا فَاطِمَة بنت ربيعَة بن بدر الفزارية
(أطل حمل الشناءة لي وبغضي
…
وعش ماشئت وَانْظُر من تضير)
193 -
وَقَالَ رجل من لخم يحرض الاسود اللَّخْمِيّ وَذَلِكَ أَنه كَانَت حَرْب بَين مُلُوك الشَّام وهم غَسَّان وملوك الْعرَاق وهم لخم فظفر الغسانيون باللخميين وَقتلُوا جمَاعَة مِنْهُم ثمَّ فِي آخر السّنة الْتَقَوْا فِي ذَلِك الْموضع وَكَانَ قد جمع اللخميون جمعا عَظِيما فظفروا بالغسانيين وأسروا مِنْهُم جمَاعَة وَأَرَادَ ملكهم ابْن الْمُنْذر الْأسود البقيا عَلَيْهِم فَقَامَ رجل من قومه وَكَانَ قد قتل لَهُ أَخ يحرضه على قَتلهمْ فَقَالَ
(مَا كل يَوْم ينَال الْمَرْء مَا طلبا
…
وَلَا يسوغه الْمِقْدَار مَا وهبا)
(وأحزم النَّاس من أَن نَالَ فرصته
…
لم يَجْعَل السَّبَب الْمَوْصُول مقتضبا)
(وأنصف النَّاس فِي كل المواطن من
…
سقى المعادين بالكأس الَّتِي شربا)
(وَلَيْسَ يظلمهم من رَاح يَضْرِبهُمْ
…
بِحَدّ سيف بِهِ من قبله ضربا)
(وَالْعَفو إِلَّا عَن الْأَعْدَاء مكرمَة
…
من قَالَ غير الَّذِي قد قلته كذبا)
(قتلت عمرا وتستبقى يزِيد لقد
…
رَأَيْت رَأيا يجر الويل والحربا)
(لَا تقطعن ذَنْب الأفعى وترسلها
…
أَن كنت شهما فَألْحق رَأسهَا الذنبا)
(هم جردوا السَّيْف فاجعلهم لَهُ حزرا
…
وأضرموا النَّار فاجعلهم لَهَا حطبا)
(وَاذْكُر لمنجاهم مثوى أبي كرب
…
وَحبس آل عدى عِنْدهم حقبا)
(امست تضرب بالبلقاء هامته
…
وَنحن نستعمل اللَّذَّات والطربا)
(أَن تعف عَنْهُم يَقُول النَّاس كلهم
…
لم يعف حلما وَلَكِن عَفوه رهبا)
(أنم حقودا لنا فيهم مماطلة
…
وَمَا تنام إِذا لم تنبه الغضبا)
(وَكَانَ أحسن من ذَا الْعَفو لَو هربوا
…
لكِنهمْ انفوا من مثلك الهربا)
(لَا عَفْو عَن مثلهم فِي مثل مَا طلبُوا
…
فان يكن ذَاك كَانَ الهلك والعطبا)
(أَن حاولوا الْملك قَالَ النَّاس حَقهم
…
وَلَيْسَ طَالب حق مثل من غصبا)
(هم أهلة غَسَّان ومجدهم
…
عَال فَإِن حاولوا ملكا فَلَا عجبا)
(وعرضوا بِفِدَاء واصفين لنا
…
خيلا وإبلا تروق الْعَجم والعربا)
(أيحلبون دمامنا ونحلبهم
…
رسلًا لقد شرفونا فِي الورى حَلبًا)
(علام نقبل ابلا مِنْهُم وهم
…
لَا فضَّة قبلوا منا وَلَا ذَهَبا)
(اسْقِ الْكلاب دَمًا من عصبَة دمهم
…
عِنْد الْبَريَّة تستشفي بِهِ الكلبا)
(لم يتْركُوا سَببا للصلح جهدهمْ
…
فَلَا تكن أَنْت أَيْضا تَارِكًا سَببا)
(لَو لم تسر جَازَ أَن تعفوا محاجزة
…
وَاللَّيْث لَا يحسن البقيا إِذا وثبا)
194 -
وَقَالَ لَقِيط بن حَارِثَة بن معبد الْإِيَادِي جاهلي يحذر قومه من غَزْو كسْرَى ويحثم على الإستعداد لَهُ
(يَا دَار عمْرَة من محتلها الجرعا
…
هَاجَتْ لَك الْهم وَالْأَحْزَان والجزعا)
(بل أَيهَا الرَّاكِب المسري على عجل
…
هَاجَتْ نَحْو الجزيرة مرتادا ومنتجعا)
(ابلغ إيادا وخلل فِي سراتهم
…
أَنِّي أرى الْأَمر أَن لم اعص قد نصعا)
(يَا لهف نَفسِي ان كَانَت أُمُوركُم
…
شَتَّى وَأحكم أَمر النَّاس فاجتمعا)
(أَلا تخافون قوما لَا ابا لكم
…
امشوا إِلَيْكُم كأمثال الدبا شرعا)
(لَو أَن جمعهم راموا بهدته
…
شم الشماريخ من ثهلان لَا نصدعا)
(فِي كل يَوْم يسنون الحراب لكم
…
لَا يهجعون إِذا مَا غافل هجعا)
(لَا حرث يشغلهم بل لَا يرَوْنَ لَهُم
…
من دون قتلكم ريا وَلَا شبعا)
(وَأَنْتُم تَحْرُثُونَ الأَرْض من سفه
…
فِي كل نَاحيَة تبغون مزدرعا)
(وتلقحون حِيَال الشول آرنة
…
وتنتجون بدار القلعة الربعا)
(وتلبسون ثِيَاب الْأَمْن ضاحية
…
لَا تجمعون وَهَذَا اللَّيْث قدجمعا)
(مَا لي اراكم نياما فِي بلهنة
…
وَقد ترَوْنَ شهَاب الْحَرْب قد سطعا)
(وَقد أظلكم من شطر ثغركم
…
هول لَهُ ظلم يغشاكم قطعا)
(صونوا خيولكم واجلوا سُيُوفكُمْ
…
وجددوا للقسى النبل والشرعا)
(واشروا تلادكم فِي حرز انفسكم
…
وحرز نسوتكم لَا تهلكوا هلعا)
(اذكوا الْعُيُون وَرَاء السَّرْح واحترسوا
…
حَتَّى ترى الْخَيل من تعدايها رجعا)
(لَا تثمروا المَال للأعداء انهم
…
أَن يظهوا يحتووكم والتلاد مَعًا)
(هَيْهَات مَا زَالَت الْأَمْوَال مذ أَبَد
…
لأَهْلهَا أَن اصيبوا مرّة تبعا)
(قومُوا قيَاما على امشاط ارجلكم
…
ثمَّ افزعوا قد ينَال الْأَمر من فَزعًا)
(وقلدوا امركم لله دركم
…
رحب الذِّرَاع بِأَمْر الْحَرْب مضطلعا)
(لَا مترفا أَن رخاء الْعَيْش ساعده
…
وَلَا اذا عض مَكْرُوه بِهِ خشعا)
(مسهد النّوم تعنيه اموركم
…
يروم مِنْهَا إِلَى الْأَعْدَاء مطلعا)
(مَا انْفَكَّ يحلب هَذَا الدَّهْر اشطره
…
يكون مُتبعا يَوْمًا مُتبعا)
(لَا يطعم النّوم الأريث يحفزه
…
هم تكَاد حشاه تحطم الضلعا)
(حَتَّى استمرت على شزر مريرته
…
مستحكم الرَّأْي لَا قحما وَلَا ضرعا)
(عبل الذِّرَاع ابيا ذَا مزابنة
…
فِي الْحَرْب يحتبل الريبال والسبعا)
(لق محضت لكم ودى بِلَا دخل
…
فاستيقظوا أَن خير الْعلم مَا نفعا)
195 -
وَقَالَ سديف بن مَيْمُون مولى السفاح من مخضرمي الدولتين يحرض السفاح على بني امية
(أصبح الْملك ثَابت الآساس
…
بالبهاليل من بني الْعَبَّاس)
(ياكريم المطهرين من الرجس
…
وَيَا رَأس كل طود وَرَأس)
(أَنْت مهْدي هَاشم وهداها
…
كم أنَاس رجوك بعد أنَاس)
(لَا تقيلن عبد شمس عثارا
…
وأرمها بالمنون والإتعاس)
(ذلها أظهر التودد مِنْهَا
…
وَبهَا مِنْكُم كحز المواسي)
(وَلَقَد سَاءَنِي وساء سواي
…
قربهَا من نمارق وكراسي)
(لَا تلينوا لقولها وازجروها
…
فالدواهي تجن بالأحلاس ونود)
(لنزلوها بِحَيْثُ انزلها الله
…
بدار الهوان والأنكاس)
(واذْكُرُوا مصرع الْحُسَيْن وَزيد
…
وقتيلا بِجَانِب المهراس)
(والقتيل الَّذِي بحران أضحى
…
ثاويا بَين غربَة وتناس)
(نعم شبْل الهراش مَوْلَاك شبْل
…
لَو نجا من حبائل الإفلاس)
196 -
وَقَالَ أَيْضا
(يَا ابْن عَم النَّبِي أَنْت ضِيَاء
…
استبنا بك الْيَقِين الجليا)
(جرد السَّيْف وارفع الصَّوْت حَتَّى
…
لَا ترى فَوق ظهرهَا أمويا)
(لَا يغرنك مَا ترى من رجال
…
أَن تَحت الضلوع دَاء دويا)
(بطن البغض فِي الْقَدِيم فأضحى
…
ثاويا فِي قُلُوبهم مطويا)
197 -
وَقَالَ عبد يَغُوث بن وَقاص الْحَارِثِيّ جاهلي وَكَانَ قد اسرته تَمِيم فشدوا لِسَانه بنسعة خوفًا أَن يهجوهم الا فِي وَقت اكله وشربه فَقَالَ: اطلقوا لساني حَتَّى أَذمّ قومِي وأقتلوني قتلة كَرِيمَة بِأَن تسقوني خمرًا وتقطعوا الأكحلين مني فأنزف حَتَّى أَمُوت فَفَعَلُوا ذَلِك فَقَالَ:
(ألالا تلوماني كفى اللوم مابيا
…
فَمَا لَكمَا فِي اللوم خير وَلَا ليا)
198 -
وَقَالَ عَمْرو بن الْأَهْتَم الْمنْقري مخضرم
(جزى الله خيرا منقرا من قَبيلَة
…
إِذا الْمَوْت بِالْمَوْتِ ارتدى وتأزرا)
(دعوتهم فاستعجلوني بنصرهم
…
إِلَى غضابا يَنْفضونَ السنورا)
199 -
وَقَالَ الأشهببن رميلة النَّهْشَلِي
(وَمَا نفي عَنْك قوما أَنْت خائفهم
…
كَمثل وقمك جُهَّالًا بجهال)
(فاقعس إِذا حدبوا وأحدب إِذا قعسوا
…
ووازن الشَّرّ مِثْقَالا بمثقال)
200 -
وَقَالَ الشنفري الْأَسدي جاهلي
(لَا تقبروني أَن قَبْرِي محرم
…
عَلَيْكُم وَلَكِن خامري أم عَامر)
(إِذا احتملت رَأْسِي وَفِي الرَّأْس أكثري
…
وغودر عِنْد الْمُلْتَقى ثمَّ سائري)
(هُنَالك لَا أَرْجُو حَيَاة تسرني
…
سجيس اللَّيَالِي مبسلا بالجرائر)
201 -
وَقَالَ سُوَيْد بن أبي كَاهِل من مخضرمي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام
(بسطت رَابِعَة الْحَبل لنا
…
فوصلنا الْحَبل مِنْهَا فَانْقَطع)
202 -
وَقَالَ المرار بن منقذ
(عجبت خَوْلَة إِذْ تنكرني
…
أم رَأَتْ خَوْلَة شَيخا قدكبر)
203 -
وَقَالَ الرماح بن ميادة
(وَقَالَت حذار اقوم أَن صُدُورهمْ
…
وعيش أَبى حقدا عَلَيْك تَفُور)
(فَقلت لَهَا قد يُؤْخَذ الظبي غرَّة
…
وتصطاد شَاة الْكَلْب وَهُوَ عقور)
204 -
وَقَالَ
(إِذا تخازرت وَمَا بِي من خزر
…
ثمَّ كسرت الْعين من غير عور)
(ألفيتني الوى بعيد المستمر
…
أحمل مَا حملت من خير وَشر)
(كالحية النضاض فِي أصل الْحجر)
205 -
وَقَالَ عَامر بن الطُّفَيْل العامري
(لقد علمت عليا هوَازن أنني
…
أَنا الْفَارِس الحامي حَقِيقَة جَعْفَر)
(وَقد لم المذنوق أَنِّي أكره
…
على جمعهم كرّ المنيح المشهر)
(إِذا أَزور من وَقع الرماح زجرته
…
وَقلت لَهُ إرجع مُقبلا غير مُدبر)
(أَلَسْت ترى أرماحهم فِي شرعا
…
وَأَنت حصان ماجد الْعرق فاصبر)
(أردْت لكيما يعلم النَّاس أنني
…
صبرت وأخشى مثل يَوْم المشقر)
206 -
وَقَالَ زُهَيْر بن مَسْعُود الضَّبِّيّ وَرويت شَاذَّة عَن عنترة الْعَبْسِي
(هلا سَأَلت هداك الله مَا حسبي
…
عِنْد الطعان إِذا مَا احْمَرَّتْ الحدق)
(وجالت الْخَيل بالأبطال معلمة
…
شعث النواصي عَلَيْهَا الْبيض تأتلق)
(هَل أترك الْقرن مصفرا أنامله
…
قد بل أثوابه من جَوْفه العلق)
(وَقد غَدَوْت أَمَام الْحَيّ يحملني
…
نهد المراكل فِي أقرابه بلق)
(حَتَّى أنال عَلَيْهِ كل مكرمَة
…
إِذا توجع عَنْهَا الواهن الْحمق)
207 -
وَقَالَ عَمْرو بن يَرْبُوع الغنوي يُخَاطب عرو بن معدي كرب الزبيدِيّ الْأَكْبَر جاهلي
(فَلَو كنت ياعمرو أَنْت الْخَبِير
…
بشيب غَنِي وشبانها)
(وبالكر مِنْهَا على المعلمين
…
وبالضرب من بعد تطعانها)
(لَكُنْت تجوب على سلهب
…
تثير الْغُبَار بصوانها)
(نَكَحْنَا نِسَاءَهُمْ عنْوَة
…
ببيض الصفاح ومرانها)
208 -
وَقَالَ بعض اللُّصُوص
(إِذا مَا كنت ذَا فرس ورمح
…
فَمَا أَنا بالفقير إِلَى الرِّجَال)
(لَعَلَّك أَن يسوءك أَن تريني
…
أريغ المَال بالأسل الطوَال)
(ذَرِينِي أَبْتَغِي نشبا فَإِنِّي
…
رَأَيْت الْفقر دَاعِيَة السُّؤَال)
(رَأَيْت الْفقر ويب أَبِيك ذلا
…
وَلم أر من يعز بِغَيْر مَال)
209 -
وَقَالَ أعشى تغلب ربيعَة بن نجوان وَكَانَ نَصْرَانِيّا
(كَأَن بني مَرْوَان بعد وليدهم
…
جراميد مَا تندى وَإِن بلها الْقطر)
(وَكَانُوا أُنَاسًا ينقحون فَأَصْبحُوا
…
وَأكْثر مَا يعطونك النّظر الشزر)
(ألم يَك غدرا مَا فَعلْتُمْ بشمعل
…
وَقد خَابَ من كَانَت سَرِيرَته الْغدر)
(وكأين دفعنَا عَنْكُم من عَظِيمَة
…
وَلَكِن أَبَيْتُم لَا وَفَاء وَلَا شكر)
(فَإِن تكفرُوا مَا قد فَعلْتُمْ فَرُبمَا
…
أتيح لكم قصرا بأسيافنا النَّصْر)
210 -
وَقَالَ لَقِيط بن مرّة الْأَسدي
(وأبقت لي الْأَيَّام بعْدك مدْركا
…
وَمرَّة وَالدُّنْيَا قَلِيل عتابها)
(قرينين كالذئبين يقتسمانني
…
وَشر صحابات الرِّجَال ذئابها)
(إِذا رَأيا لي غَفلَة أسدا لَهَا
…
أعادي والأعداء كَلْبِي كلابها)
(وَقد جعلت نَفسِي تطيب لضغمة
…
لضعمهماها يقرع الْعظم نابها)
(فلولا رجال أَن نتوبا وَمَا أرى
…
عقولكما الا بَعيدا ذهابها)
(سقيتكما قبل التَّفَرُّق شربة
…
شَدِيدا على باغي الظلام طلابها)
211 -
وَقَالَ ضابئ بن الْحَارِث بن ارطاة البرجمي اسلامي
(وقائلة لَا يبعد الله ضابئا
…
إِذا الْقرن لم يُوجد لَهُ من ينازله)
(هَمَمْت وَلم أفعل وكدت وليتني
…
تركت على عُثْمَان تبْكي حلائله)
(فَلَا يُعْطين بعدِي امْرُؤ ضيم خطة
…
حذار لِقَاء الْمَوْت وَالْمَوْت نائله)
212 -
وَقَالَ عبد الله بن الزبير الاسدي أموي الشّعْر
(أَقُول لإِبْرَاهِيم لما لَقيته
…
أرى الْأَمر أَمْسَى هَالكا متشعبا)
(تخير فإمَّا أَن تزور ابْن ضابئ
…
عُمَيْرًا وَإِمَّا أَن تزور المهلبا)
(هما خطتا خسف نجاؤك مِنْهُمَا
…
ركوبك حوليا من الثَّلج أشهبا)
(وَإِلَّا فَمَا الْحجَّاج مغمد سَيْفه
…
يَد الدَّهْر حَتَّى يتْرك الطِّفْل أشيبا)
213 -
وَقَالَ عبد الله بن الزبعري مخضرم
(كل بؤس ونعيم زائل
…
وَبَنَات الدَّهْر يلعبن بِكُل)
(والعطيات خساس بَيْننَا
…
وَسَوَاء قبر مثر ومقل)
(لَيْت أشياخي ببدر شهدُوا
…
جزع الْخَزْرَج من وَقع الأسل)
(حِين زرنا بقباء بركها
…
واستحر الْقَتْل فِي عبد الأشل)
(فَقَتَلْنَا النّصْف من ساداتهم
…
وعدلنا ميل بدر فاعتدل)
214 -
وَقَالَ خفاف بن ندبة جاهلي
(فَإِن تَكُ خيلي قد أُصِيبَت صميمها
…
فعمدا على عين تيممت مَالِكًا)
(وقفت لَهُ علوى وَقد خام صحبتي
…
لأبني مجدا أَو لأثأر هَالكا)
(لدن ذَر قرن الشَّمْس حَتَّى رَأَيْتهمْ
…
سرَاعًا على خيل تؤم المسالكا)
(تيممت كَبْش الْقَوْم لما عَرفته
…
وجانبت شُبَّان الرِّجَال الصعالكا)
(وجادت لَهُ مني يَمِيني بطعنة
…
كست مَتنه من أسود اللَّوْن حالكا)
(وَقلت لَهُ وَالرمْح يأطر مَتنه
…
تَأمل خفافا إِنَّنِي أَنا ذلكا)
(فَخر صَرِيعًا وانتقذنا جَوَاده
…
وحالف بعد الْأَهْل صمًّا دكا دكا)
215 -
وَقَالَ آخر
(ألم نطلقكم فكفرتمونا
…
وَلَيْسَ الْكفْر من شيم الْكِرَام)
(فخافوا عودة للدهر فِيكُم
…
فَإِن الدَّهْر يغدر بالأنام)
216 -
وَقَالَ سحيم بن وثيل الريَاحي إسلامي
(أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا
…
مَتى أَضَع الْعِمَامَة تعرفوني)
(صَلِيب الْعود منسلفى نزار
…
كنصل السَّيْف وضاح الجبين)
(أَخُو خمسين مُجْتَمع أشدى
…
ونجذي معاودة الشؤون)
(وماذا يدرى الشُّعَرَاء مني
…
وَقد جَاوَزت حد الْأَرْبَعين)
(عذرت البزل إِذْ هِيَ قارعتني
…
فَمَا شأني وشأن بني اللَّبُون)
217 -
وَقَالَ رشيد بن رميض الْعَنزي
(نَام الحداة وَابْن هِنْد لم ينم
…
هَذَا أَوَان الشد فاشتدي زيم)
(بَات يقاسيها غُلَام كالزلم
…
خَدلج السَّاقَيْن خفاق الْقدَم)
(قد لفها اللَّيْل بسواق حطم
…
لَيْسَ براعي إبل وَلَا غنم)
(وَلَا بجزار على ظهر وَضم
…
من يلقني يود كَمَا أودت إرم)
218 -
وَقَالَ آخر
(وكأين من عَدو ظلت أبدى
…
لَهُ ودا يغر بِهِ القنيص)
(أكاشره وَأعلم أَن كِلَانَا
…
على مَا سَاءَ صَاحبه حَرِيص)
219 -
وَقَالَ آخر
(أيا قَومنَا قد ذقتم حَرْب قومكم
…
وجربتموها وَالسُّيُوف توقد)
(وحاولتم صلحا ولسنا نريده
…
وَلَكِن رَأينَا الْبَغي عارا يخلد)
(وَفينَا وَإِن قُلْنَا اصطلحنا ضغائن
…
وَإِن عدتم للحرب فالعود أَحْمد)
220 -
وَقَالَ شَقِيق بن جُزْء الْبَاهِلِيّ
(أتوعدني بقومك يَا ابْن حجل
…
أشابات يخالون العيادا)
(بِمَا جمعت من حضن وَعَمْرو
…
وَمَا حضن وَعَمْرو والجيادا)
221 -
وَقَالَ النَّجَاشِيّ الْحَارِثِيّ أموي الشّعْر
(أبلغ شهابا وَخير القَوْل أصدقه
…
إِن الْكَتَائِب لَا يهزمن بالكتب)
(تهدي الْوَعيد بِأَعْلَى الرمل من أضم
…
فَإِن أردْت مصاع الْقَوْم فاقترب)
(وَإِن تغب فِي جُمَادَى عَن وقائعنا
…
فَسَوف نلقاك فِي شعْبَان أَو رَجَب)
222 -
وَقَالَ بشر بن أبي عوَانَة جاهلي وَكَانَ قد خرج فِي ابْتِغَاء مهر ابْنة عَمه فَعرض لَهُ أَسد فَقتله
(أفاطم لَو شهِدت بِبَطن خبت
…
وَقد لَاقَى الهزبر أَخَاك بشرا)
(إِذا لرأيت ليثا رام ليثا
…
هزبرا أغلبا يتغي هزبرا)
(تبهنس إِذْ تقاعس عَنهُ مهري
…
محاذرة فَقلت عقرت مهْرا)
(أنل قدمي ظهر الأَرْض إِنِّي
…
وجدت الأَرْض أثبت مِنْك ظهرا)
(وَقلت لَهُ وَقد أبدى نصالا
…
محددة ووجها مكفهرا)
(بدل بمخلب وبحد نَاب
…
وباللحظات تحسبهن جمرا)
(وَفِي يمناي ماضي الْحَد أبقى
…
بمضربه قراع الْخطب إثرا)
(ألم يبلغك مَا فعلت ظباه
…
بكاظمة غَدَاة لقِيت عمرا)
(وقلبي مثل قَلْبك لست أخْشَى
…
مصاولة وَلست أَخَاف ذعرا)
(وَأَنت تروم للأشبال قوتا
…
ومطلبي لبِنْت الْعم مهْرا)
(فَفِيمَ تروم مثلي أَن يُولى
…
وَيتْرك فِي يَديك النَّفس قسرا)
(نَصَحْتُك فالتمس يَا لَيْث غَيْرِي
…
طَعَاما إِن لحمي كَانَ مرا)
(فَلَمَّا ظن أَن الْغِشّ نصحي
…
فخالفني كَأَنِّي قلت هجرا)
(مَشى ومشيت من أسدين راما
…
مراما كَانَ إِذْ طلباه وعرا)
(يكفكف غيلَة إِحْدَى يَدَيْهِ
…
ويبسط للوثوب على أُخْرَى)
(هززت لَهُ الحسام فخلت أَنِّي
…
شققت بِهِ لَدَى الظلماء مجرا)
(وجدت لَهُ بطائشة رَآهَا
…
لمن كَذبته مأمنته قدرا)
(بضربة فيصل تركته شفعا
…
وَكَانَ كَأَنَّهُ الجلمود وترا)
(فَخر مفرجا بِدَم كَأَنِّي
…
هدمت بِهِ بِنَاء مشمخرا)
(وَقلت لَهُ يعز على أَنِّي
…
قتلت مناسبي جلدا وقهرا)
(وَلَكِن رمت شَيْئا لم يرمه
…
سواك فَلم أطق يَا لَيْث صبرا)
(تحاول أَن تعلمني فِرَارًا
…
لعمر أَبى لقد حاولت نكرا)
(فَلَا تبعد لقد لاقيت حرا
…
يحاذر أَن يعاب فمت حرا)
223 -
وَقَالَ قيس بن زُهَيْر جاهلي
(تعلم أَن خير النَّاس مَيتا
…
على جفر الهباءة لَا يريم)
224 -
وَقَالَ عُطَارِد بن قرَان الحظلي من اللُّصُوص
(خليلي من عليا نزار سقيتما
…
وأعفيتما من سيئ الْحدثَان)
(ألم تخبراني الْيَوْم ان قد عرفتما
…
بذى الشيح دَارا ثمَّ لَا تقفان)
(لقد هزئت مني بِنَجْرَان أَن رَأَتْ
…
مقَامي فِي الكبلين أم أبان)
(كَأَنِّي جواد ضمه الْقَيْد بَعْدَمَا
…
جرى سَابِقًا فِي حلبة ورها)
(كَأَن لم ترى قبلي أَسِيرًا مكبلا
…
ولاجلا يرْمى بِهِ الرجوان)
(خليلي لَيْسَ الرَّأْي فِي صدر وَاحِد
…
أُشير على الْيَوْم مَا تريان)
(أأركب صَعب الْأَمر إِن ذلوله
…
بِنَجْرَان لَا يقْضى لحين أَوَان)
225 -
وَقَالَ شمعلة بن الْأَخْضَر
(وَيَوْم شَقِيقَة الحسنين لاقت
…
بَنو شَيبَان أَعمار اقصارا)
(هَزَمْنَا جيشهم لما الْتَقَيْنَا
…
وَمَا صَبَرُوا لنا إِلَّا غرارا)
(شككنا بِالرِّمَاحِ وَهن زور
…
صماخي شيخهم حَتَّى استدارا)
(فَخر على الألاءة لم يوسد
…
وَقد صَار الدِّمَاء لَهُ خمارا)
(تَرَكْنَاهُ يمج دَمًا نجيعا
…
يرى لبطون رَاحَته اصفرارا)
226 -
وَقَالَ نصر بن سيار أموي الشّعْر
(أرى خلل الرماد وميض جمر
…
ويوشك أَن يكون لَهُ ضرام)
(فَإِن لم يطفه عقلاء قوم
…
فَإِن وقوده جثث وهام)
(فَإِن النَّار بالعودين تذكى
…
وَإِن الْحَرْب أَولهَا كَلَام)
(فَقلت من التَّعَجُّب لَيْت شعري
…
أأيقاظ أُميَّة أم نيام)
(فَإِن يَك قَومنَا أَمْسوا رقودا
…
فَقل هبوا فقد حَان الْقيام)
(تعزو عَن زمانكم وَقُولُوا
…
على الْإِسْلَام وَالْعرب السَّلَام)
227 -
وَقَالَ أبر مُسلم الْخُرَاسَانِي
(أدْركْت بالحزم والكتمان مَا عجزت
…
عَنهُ مُلُوك بني مَرْوَان إِذْ حشدوا)
(مازلت أسعى عَلَيْهِم فِي دِيَارهمْ
…
وَالْقَوْم فِي ملكهم بِالشَّام قد رقدوا)
(حَتَّى ضربتهم بِالسَّيْفِ فانتبهوا
…
من رقدة لم ينمها قبلهم أحد)
(وَمن رعى غنما فِي أَرض مسبعَة
…
ونام عَنْهَا تولى رعيها الْأسد)
228 -
وَقَالَ ماجد بن مُخَارق الغنوى
(إِذا مَا وترنا لم ننم عَن تراتنا
…
وَلم نك أوغالا نُقِيم البواكيا)
(ولكننا نعلو الْجِيَاد شوازبا
…
فنرمي بهَا نَحْو الترات المراميا)
(وقائلة خوفًا على من الردى
…
وَقد قلت هَاتِي ناوليني سلاحيا)
(لَك الْخَيْر لَا تعجل إِلَى حَرْب معشر
…
فريدا وحيدا وابغ نَفسك ثَانِيًا)
(فَقلت أخي سَيفي ورمحي ناصري
…
ودرعي لي حصن ومهري تلاعيا)
(وَلست بباق حِين تَدْنُو منيتي
…
وَلَا هَالك من قبل يدنو حماميا)
(سأتلف نَفسِي أَو سأبلغ همتي
…
فأغني وأغنى من أردْت بماليا)
(وأظلم نَفسِي للصديق حفيظة
…
وتظلم أعدائي يَدي ولسانيا)
(وَمَا الْفقر أنجاني وَلَا الْعَجز عاقني
…
وَلَكِن مَالِي ضَاقَ بِي عَن فعاليا)
229 -
وَقَالَ السليك بن السلكة جاهلي
(فَلَا يغررك صعلوك نؤوم
…
إِذا أَمْسَى يعد من الْعِيَال)
(إِذا أضحى تفقد مَنْكِبَيْه
…
وَأبْصر لَحْمه حذر الهزال)
(وَلَكِن كل صعلوك ضروب
…
بنصل السَّيْف هامات الرِّجَال)
230 -
وَقَالَ عُرْوَة الصعاليك جاهلي
(إِذا الْمَرْء لم يطْلب معاشا لنَفسِهِ
…
شكا الْفقر أَو لَام الصّديق فأكثرا)
(وَصَارَ على الأدنين كلا وأوشكت
…
قُلُوب ذَوي الْقُرْبَى لَهُ أَن تنكرا)
(وَمَا طَالب الْمَعْرُوف من حَيْثُ يَبْتَغِي
…
من النَّاس إِلَّا من أبر وشمرا)
(فسر فِي بِلَاد الله وَالْتمس الْغَنِيّ
…
تعش ذَا يسَار أَو تَمُوت فتعذرا)
(وَلَا ترض من عَيْش بِدُونِ وَلَا تنم
…
وَكَيف ينَام اللَّيْل من كَانَ مُعسرا)
231 -
وَقَالَ عبيد بن أَيُّوب بن ضرار الْعَنْبَري وَكَانَ لصا
(تَقول وَقد أَلممْت بالجن لمة
…
مخضبة الْأَطْرَاف خرس الخلاخل)
(أَهَذا خدين الذِّئْب والغول وَالَّذِي
…
يهيم بربات الحجال البحادل)
(رَأَتْ خلق الدرسي أسود شاحبا
…
من الْقَوْم بساما كريم الشَّمَائِل)
(تعود من آبَائِهِ فتكاتهم
…
وإطعامهم فِي كل غبراء ماحل)
(إِذا صَاد صيدا لفه بضرامة
…
وشيكا وَلم ينظر لغلى المراجل)
(فنهشا كنهش الصَّقْر ثمَّ مراسه
…
بكفيه رَأس الشيحة المتمائل)
(إِذا مَا أَرَادَ الله ذل قَبيلَة
…
رَمَاهَا بتشتيت الْهوى والتخاذل)
(وَأول عجز الْقَوْم عَمَّا ينوبهم
…
تدافعهم عَنهُ وَطول التواكل)
232 -
وَقَالَ أَيْضا
(لقد خفت حَتَّى لوتمر حمامة
…
لَقلت عَدو أَو طَلِيعَة معشر)
(وَخفت خليلي ذَا الصفاء ورابني
…
وَقيل فلَان أَو فُلَانَة فاحذر)
(فَأَصْبَحت كالوحشي يتبع مَا خلا
…
وَيتْرك مأنوس الْبِلَاد المدعثر)
(إِذا قيل خير قلت هذي خديعة
…
وَإِن قيل شَرّ قلت حق فشمر)
233 -
وَقَالَ عَمْرو بن براقة الْهَمدَانِي
(تَقول سليمى لَا تعرض لتلفة
…
وليلك عَن ليل الصعاليك نَائِم)
(وَكَيف ينَام اللَّيْل من جلّ همه
…
حسام كلون الْملح أَبيض صارم)
(ألم تعلمي أَن الصعاليك نومهم
…
قَلِيل إِذا نَام الخلى المسالم)
(كَذبْتُمْ وَبَيت الله لَا تأخذونها
…
مراغمة مَا دَامَ للسيف قَائِم)
(مَتى تجمع الْقلب الذكي وصارما
…
وأنفا حميا تجتنبك الْمَظَالِم)
(مَتى تجمع المَال الممنع بالقنا
…
تعش ماجدا أَو تخترمك الْمَحَارِم)
(وَكنت إِذا قوم غزوني غزوتهم
…
فَهَل أَنا فِي ذَا يال هَمدَان ظَالِم)
(فَلَا صلح حَتَّى تقرع الْخَيل بالقنا
…
وتضرب بالبيض الرقَاق الجماجم)
234 -
وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد الْعَبْسِي جاهلي
(قلت لقوم بالكنيف تروحوا
…
عَشِيَّة بتنا عِنْد ماوان زرح)
235 -
وَقَالَ أَبُو النشناش من اللُّصُوص النَّهْشَلِي أموي الشّعْر
(وسائلة أَيْن ارتحالي وَسَائِل
…
وَمن يسْأَل الصعلوك ايْنَ مذاهبه)
(إِذا الْمَرْء لم يسرح سواما وَلم يرح
…
سواما وَلم تعطف عَلَيْهِ أَقَاربه)
(فللموت خير للفتى من قعوده
…
عديما وَمن مولى تدب عقاربه)
(فَلم أر مثل الْفقر ضاجعة الْفَتى
…
وَلَا كسواد اللَّيْل أخفق طَالبه)
(فمت معدما أَو عش كَرِيمًا فإنني
…
أرى الْمَوْت لَا ينجو من الْمَوْت هاربه)
(ودع عَنْك مولى السوء الدَّهْر إِنَّه
…
سيكفيكه أَيَّامه ونوائبه)
236 -
وَقَالَ جَابر بن ثَعْلَب الطَّائِي جاهلي
(وَقَامَ إِلَى العاذلات يلمني
…
يقلن أَلا تنفك ترحل مرحلا)
237 -
وَقَالَ أَحْمَر بن سَالم المرى إسلامي
(مقل رأى الإقلال عارا فَلم يزل
…
يجوب بِلَاد الله حَتَّى تمولا)
(إِذا جاب أَرضًا ينتوبها رمت بِهِ
…
مهامه أُخْرَى عيسه فتغلغلا)
(وَلم يثنه عَمَّا أَرَادَ مهابة
…
وَلَكِن مضى قد مَا وَإِن كَانَ مبسلا)
(يلاقي الرزايا عسكرا بعد عَسْكَر
…
ويغشى المنايا جحفلا ثمَّ جحفلا)
(على ثِقَة أَن سَوف يغدوا مجدلا
…
على المَال قرنا أَو يروح مجدلا)
(فَلَمَّا أَفَادَ المَال جاد بفضله
…
لمن جَاءَهُ يَرْجُو جداه مؤملا)
(وَإِن امْرأ قد بَاعَ بِالْمَالِ نَفسه
…
وجاد بهَا أهل لِأَن لَا يبخلا)
238 -
وَقَالَ الْحَرِيش السَّعْدِيّ جاهلي
(أَلا خَلِّنِي أذهب لشأني وَلَا أكن
…
على النَّاس كلا إِن ذَا لشديد)
(أرى الضَّرْب فِي الْبلدَانِ يفنى معاشر
…
وَلم أر من يجدي عَلَيْهِ قعُود)
(أتمنعني خوف المنايا وَلم أكن
…
لأهرب هَا لَيْسَ عَنهُ محيد)
(فَلَو كنت ذَا مَال لقرب مجلسي
…
وَقيل إِذا أَخْطَأت أَنْت سديد)
(فدعنى أَطُوف فِي الْبِلَاد لعني
…
أسر صديقا أَو يساء حسود)
239 -
وَقَالَ هدبة بن خشرم
(وَلست بمفراح إِذا الدَّهْر سرني
…
وَلَا جازع من صرفه المتقلب)
(وَلست بباغي الشَّرّ وَالشَّر تاركي
…
وَلَكِن مَتى أحمل على الشَّرّ أركب)
240 -
وَقَالَ بعض بني سليم
(فَإِن تسأليني كَيفَ أَنْت فإنني
…
صبور على ريب الزَّمَان صَلِيب)
(يعز على أَن ترى بِي كآبة
…
فيشمت عَاد أَو يساء حبيب)
(
241 -
وَقَالَ الْوَلِيد بن عقبَة
(أَلا أبلغ مُعَاوِيَة بن حَرْب
…
فَإنَّك من أخي ثِقَة مليم)
(قطعت الدَّهْر كالسدم الْمَعْنى
…
تهدر من دمشق وَلَا تريم)
(فَإنَّك وَالْكتاب إِلَى عَليّ
…
كدابغة وَقد حلم الْأَدِيم)
(فَلَو كنت الْقَتِيل وَكَانَ حَيا
…
لشمر لَا ألف وَلَا سؤوم)
242 -
وَقَالَ آخر
(لَوْلَا ابْن عَفَّان الإِمَام لقد
…
أغضيت من شتمى على رغم)
(كَانَت عُقُوبَة مَا صنعت كَمَا
…
كَانَ الزناء عُقُوبَة الرَّجْم)
243 -
وَقَالَ عبد الْعَزِيز بن زُرَارَة وَكَانَ مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان ينشدها كثيرا
(قد عِشْت فِي النَّاس أطوارا على خلق
…
شَتَّى وقاسيت فِيهَا اللين والفظعا)
(كلا بلوت فَلَا النعماء تبطرني
…
وَلَا تخشعت من مكروهها جزعا)