المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة اثنتين وثلاثين وستمائة - الحوادث الجامعة والتجارب النافعة

[ابن الفوطي]

الفصل: ‌سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

المتوكل، فعلق في أعناقهم الجلاجل ونصب الصور والخشب على أبوابهم لتتميز بيوتهم عن بيوت المسلمين، وأن لا يساوي بنيانهم بنيان المسلمين وألزم اليهود لبس الغيار والعمائم الصفر، وأما النساء فلازر العسلية، وأن تخالف المرأة منهم بين لوني خفيها، واحد أسود، والآخر أبيض، وأن يجعلوا في أعناقهن أطواقاً من حديد إذا دخلن الحمامات، وأما النصارى فلبس الثياب الدكن والفاختية وشد الزنانير على أوساطهم وتعليق الصلبان على صدورهم، وإذا أرادوا الركوب لا يمكنون من الخيل، بل البغال والحمير بالبراذع دون السروج عرضاً من جانب واحد، فهؤلا قد حط عنهم هذا كله فلا يقابل ذلك بتضعيف ما يؤخذ منهم، وهؤلاء في أكثر البلاد يلزمون الغيار ولايتمكنون من الدخول إلا في أرذل الصنائع وأرذل الحرف، أما في بخار سمرقند فمنقوا الكنف المجاري ورفع المزابل ومساقط الفضلات هم أهل الذمة، وأقرب البلاد إلينا حلب، وهم بها عليهم الغيار، ومن حكم الشرع أنه إذا أخذت الجزية منهم يدفعها المعطي منهم وهو قائم والآخذ قاعد يضعها في كفه ليتناولها المسلم من وسط كفه: تكون يد المسلم العليا ويد الذمي هي السفلى، ثن يمد بلحيته ويضرب في لهازمه ويقول له: أد حق الله ياعدو الله ياكافر، واليوم منهم من لا يحضر عند العامل بل ينفذها على يد صاحبه، الصابئة قوم من عبدة الكواكب يسكنون في البلاد الواسطية لا ذمة لهم، وكان في قديم الزمان لهم ذمة، فاستفتى القاهر بالله أبا سعيد الاصطخري، من أصحاب الشافعي في حقهم، فأفتاه بأراقة دمائهم وأن لا تقبل منهم الجزية، فلما سمعوا بذلوا له خمسين ألف دينار فأمسك عنهم، وهم اليوم لا جزية عليهم ولا يؤخذ منهم شيء، وهم في حكم المسلمين والأمر أعلى: فيما وقف الخليفة على رقعته لم يعد عنها جواباً، ولما توفي ابن فضلان رتب عوضه في تدريس المدرسة المستنصرية قاضي القضاة أبو المعالي عبد الرحمن بن مقبل الواسطي مضافاً إلى القضاء.، فعلق في أعناقهم الجلاجل ونصب الصور والخشب على أبوابهم لتتميز بيوتهم عن بيوت المسلمين، وأن لا يساوي بنيانهم بنيان المسلمين وألزم اليهود لبس الغيار والعمائم الصفر، وأما النساء فلازر العسلية، وأن تخالف المرأة منهم بين لوني خفيها، واحد أسود، والآخر أبيض، وأن يجعلوا في أعناقهن أطواقاً من حديد إذا دخلن الحمامات، وأما النصارى فلبس الثياب الدكن والفاختية وشد الزنانير على أوساطهم وتعليق الصلبان على صدورهم، وإذا أرادوا الركوب لا يمكنون من الخيل، بل البغال والحمير بالبراذع دون السروج عرضاً من جانب واحد، فهؤلا قد حط عنهم هذا كله فلا يقابل ذلك بتضعيف ما يؤخذ منهم، وهؤلاء في أكثر البلاد يلزمون الغيار ولايتمكنون من الدخول إلا في أرذل الصنائع وأرذل الحرف، أما في بخار سمرقند فمنقوا الكنف المجاري ورفع المزابل ومساقط الفضلات هم أهل الذمة، وأقرب البلاد إلينا حلب، وهم بها عليهم الغيار، ومن حكم الشرع أنه إذا أخذت الجزية منهم يدفعها المعطي منهم وهو قائم والآخذ قاعد يضعها في كفه ليتناولها المسلم من وسط كفه: تكون يد المسلم العليا ويد الذمي هي السفلى، ثن يمد بلحيته ويضرب في لهازمه ويقول له: أد حق الله ياعدو الله ياكافر، واليوم منهم من لا يحضر عند العامل بل ينفذها على يد صاحبه، الصابئة قوم من عبدة الكواكب يسكنون في البلاد الواسطية لا ذمة لهم، وكان في قديم الزمان لهم ذمة، فاستفتى القاهر بالله أبا سعيد الاصطخري، من أصحاب الشافعي في حقهم، فأفتاه بأراقة دمائهم وأن لا تقبل منهم الجزية، فلما سمعوا بذلوا له خمسين ألف دينار فأمسك عنهم، وهم اليوم لا جزية عليهم ولا يؤخذ منهم شيء، وهم في حكم المسلمين والأمر أعلى: فيما وقف الخليفة على رقعته لم يعد عنها جواباً، ولما توفي ابن فضلان رتب عوضه في تدريس المدرسة المستنصرية قاضي القضاة أبو المعالي عبد الرحمن بن مقبل الواسطي مضافاً إلى القضاء.

وتوفي على بن ابراهيم بن الانباري الذي كان صاحب الديوان.

‌سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

فيها، رتب فخر الدين أبو سعيد المبارك بن المخرمي وكيل باب طراد والنظر بدار الشريفات عوض علي بن العنبري نقلا من نيابة ديوان الزمام.

وفيها، عزل شمس الدين علي بن سيقر الطويل عن الإمارة ولزم بيته وقصر نفسه فيه.

ص: 19

وفيها، تقدم بأحضار جماعة من الولاة وأرباب الدولة إلى دار الوزارة ثم جماعة من التجار والصيارف وأحضرت دراهم فضة وألقيت على نطع بين يدي نصير الدين ثم نهض قائماً والجماعة، وعرفهم أن الخليفة أنعم في حق رعيته وأنقذهم من التعامل بالحرام وتجنب الآثام وأغناهم عن الصرف المشتمل على الربا بالمعاملة بهذه الدراهم عوضاً عن القراصنة، وقرر سعرها كل عشرة دراهم بدينار، واعطى الصيارف منها ما يعاملون الناس به.

وفيهم، ختم الأمير أبو أحمد عبد الله ولد الخليفة المستنصر بالله القرآن المجيد على مؤدبه العدل أبي المظفر علي بن النيار واحضر له خلعة: قميص اطلس وبقيار قصب بمغربي، فأمتنع من لبسه تورعاً لما ورد في ذلك من النص الدال على التحريم، وأحضر له قميص مصمت غزلي وبقيار قصب بحرير وأنعم عليه بألفي دينار، وفرس عربي وخلع على ولد له صغير مائتي دينار وأنفذ إلى داره ما حمله اثنان وأربعون حمالاً، ثم عملت دعوة عظيمة بلغت الغرامة عليها عشرة آلاف دينار، ثم خلع على وكيله العدل عبد الوهاب بن المطهر وعلى ولده وعلى جميع الخدم والحاشية.

وفيها، نقل تاج الدين علي بن الدوامي من ديوان عرض الجيش إلى صدرية ديوان أربل وخلع عليه وتوجه إليها.

وفيها، ولي قطب الدين سنجر الناصري شحنكية بغداد.

ووصل رسول من بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، ومعه تحف والطاف وكراع كثير، وسأل تزويج ابنته بمجاهد الدين أيبك الخاص المستنصري المعروف بالدويدار الصغير، فأحضر قاضي القضاة أبو المعالي عبد الرحمن بن مقبل ونائباه عبد الرحمن بن عبد السلام بن اللمغاني وعبد الرحمن بن يحيى التكريتي، وحضر مجاهد الدين الديويدار ومعه جماعة كبيرة من خدم الخليفة وأصحاب الشرابي وحاشية البدرية وجلس على يمين نصير الدين نائب الوزارة وخطب الخطيب أبو طالب الحسين بن المهتدي بالله خطبة النكاح وتولى العقد القاضي أبن اللمغاني وكان وكيل بدر الدين لؤلؤ رسوله أمين الدين لؤلؤ، والصداق مبلغه عشرون ألف دينار، وكتب كتاب الصداق في ثوب اطلس أبيض، وعملت دعوة عظيمة، ثم نهض مجاهد الدين، وخلع نصير الدين على من باشر العقد من القضاة والشهود والخطيب والوكلاء، وفي هذا الأملاك أنشد جماعة من الشعراء: منهم عبد الحميد بن أبي الحديد أنشد أبياتاً يقول فيها:

أهلاً بيوم حسن المنظر

قد قرن الزهرة بالمشتري

لاسلباً ظل أمام الهدى

شمس الوجود النير الأكبر

وفيها، عزل فخر الدين أبو طالب أحمد بن الدامغاني عن أشراف الديوان فلزم منزله.

وفيها، قتل رجل نصراني كان يسكن في درب الشاكريه، قتله غلام له وأظهر أنه قد سافر، فطال العهد بذلك، والغلام في داره يتصرف فيها على حسب ايثاره، فارتيب به فأخذ وقرر بالضرب فاعترف بأنه قتله والقاه في بئر داره، فوقع الاقتصار على تخليده السجن، لآن الغلام كان مسلما عملا بمذهب - الشافعي وأحمد - في ذلك.

وفيها، رتب الاوحد الكرماني الصوفي شيخاً للصوفية برباط المرزبانية وخلع عليه واعطي بغلة ونفذ معه حاجب إلى هناك وهو شيخ حسن السمت، متكلم بلسان أهل الحقيقة وأرباب الطريقة قدم بغداد ونزل بجامع ابن المطلوب وكان الناس يقصدونه ويحضرون عنده من الفقراء والصوفية فأشتهر ذكره.

وفيها، عزل أمير الحاج قيران الظاهري عن أمارة الحاج خاصة، وولي عوضه الأمير حسام الدين أبو فراس بن جعفر بن أبي فراس وحج بالناس في هذه السنة.

ص: 20