المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الخطبة التي بعدها في رمضان - الخطب المنبرية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)

[محمد بن عبد الوهاب]

الفصل: ‌الخطبة التي بعدها في رمضان

مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} 1. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

‌الخطبة التي بعدها في رمضان

الحمد لله الذي وفق عباده المؤمنين لتلاوة كتابه الكريم، وفتح عليهم من حقائق المعارف ولطائف العلوم ما هداهم به إلى صراطه المستقيم. وخصهم من مواهب بره وإحسانه بأسنى فضله العميم، ومنّ على من شاء بالصدق في معاملته، 2 والله ذو الفضل العظيم. أحمده سبحانه على ما أولاه من التعليم.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيز الحكيم.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخليله النبي الكريم. اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم على الدين القويم، وسلم تسليما كثيرا.

1 سورة البقرة آية: 183-184-185.

2 في طبعة أم القرى: "ومن شاء على محمد بالصدق في معاملته

".

ص: 25

أما بعد فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق تقواه، وسارعوا إلى مغفرته ورضاه، واحذروا أسباب سخطه، فإن المؤمن من خاف الله واتقاه. عباد الله إنكم في شهر كريم، وموسم عظيم، متجر أولياء الله الصالحين، ومطلب الراغبين إلى الله في العتق من عذاب الجحيم، شهر تفتح فيه أبواب الجنات وتجاب فيه الدعوات، وينشر الفضل العميم، شهر تكفر فيه السيئات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، ويكتب فيه1 منشور السعادة والتكريم. فعظموه رحمكم الله بالقراءة والتكبير والركوع والسجود والتهليل والتسبيح والتحميد، وأكثروا في أيامه من الصدقة والإحسان إلى الفقير والمسكين واليتيم. واحذروا ما يبطل العمل من الفعل السيئ والقول الذميم.

ففي الحديث (عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال 2": "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه 3") .

وفيه أيضا: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر والتعب 4") . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} 5 بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،

1 في طبعة السلفية: ويكتب منشور

بدون كلمة "فيه".

2 ما بين القوسين ساقط من طبعة السلفية ، ومثبت في طبعة أم القرى.

3 رواه البخاري (4:116) .

4 رواه أحمد في المسند (2:373) وليس فيه لفظ "والتعب"، وابن ماجه بلفظ "ليس له من صيامه" بدل "حفظه من صيامه" وليس فيه لفظ "التعب" وقال بعد سياق الحديث "في الزوائد" إسناده ضعيف بسنن ابن ماجه (1:539) .

5 سورة الحديد آية: 21.

ص: 26

ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

خطب بعدها

الحمد لله الذي وفق عباده المؤمنين لأداء الأعمال الصالحات، وشرح صدور أوليائه المتقين للإيمان بما جاء به رسوله من الحكمة والآيات، وكشف عن قلوب أحبابه حجب الجهالة والضلالات، ويسر لهم من الباقيات الصالحات ما يتبوؤون به منازل الجنات، فضلا منه ونعمة، وربك يخلق ما يشاء ويختار من المخلوقات. أحمده سبحانه على ما له من الأسماء الحسنى والصفات، وأشكره على ما أسداه من الإنعام والبركات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها رفيع الدرجات.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الآيات والمعجزات.

اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ذوي الهمم العاليات، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، فإن بتقواه تحصل السعادة والنجاة، واجتهدوا في طاعته فقد أفلح من اجتهد في الطاعات، وعليكم بالصدق في معاملته فقد خاب من كذب الله في المعاملات، وأخلصوا له القصد والنية فإنما الأعمال بالنيات، وخصوا هذا الشهر العظيم بمزيد الطاعات والإكثار من الحسنات، إن الحسنات يذهبن السيئات، وتعرضوا لنفحات بره فإن لله في أيام دهركم نفحات. قال أبو هريرة رضي الله عنه: "صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: آمين آمين آمين. فقيل له: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين آمين آمين. فقال: أتاني جبرائيل

ص: 27