المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خطبة له أيضا - الخطب المنبرية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)

[محمد بن عبد الوهاب]

الفصل: ‌خطبة له أيضا

عبد الله رضي الله عنه: "عليكم بالقرآن، فإنه نور بالليل وهدى بالنهار. فاعملوا به على ما كان من فقر وفاقة. فإن عرض بلاء فقدم مالك دون نفسك. فإن تجاوز البلاء فقدم نفسك دون دينك. فإن المحروب من حرب دينه، والمسلوب من سلب دينه. إنه لا فاقة بعد الجنة، ولا غنى بعد النار. إن النار لا يفك أسيرها، ولا يستغني فقيرها". أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ((قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} 1. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل، لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

‌خطبة له أيضا

الحمد لله الكريم الذي أسبغ نعمه علينا باطنة وظاهرة، الرحيم الذي لم تزل ألطافه على عباده متوالية متظاهرة، العزيز الذي خضعت لعزته رقاب الجبابرة، والقوي المتين الذي أباد من كذب رسله من الأمم الطاغية الكافرة. أحمده حمد عبد لم تزل ألطافه عليه متتابعة متواترة. وأشهد

1 سورة طه آية: 123-124-125-126-127.

ص: 15

أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة في الدار الآخرة. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صاحب الآيات والمعجزات الباهرة. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه النجوم الزاهرة، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد، فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، فإن في تقواه كل خير جزيل. واحذروا أخذه وعقابه فإنه أليم وبيل. عباد الله، ما هذا التكاسل وقد جاء الرحيل؟ وما هذا التغافل وقد وضح السبيل؟ وصار الأمر أوضح من أن يحتاج إلى دليل. أغركم الغَرور بما أبداه من التسويف والتأميل؟ أم عندكم من الله عهد هو بالنجاة والسعادة كفيل؟ أم قد ظننتم حصول السلامة مع الإعراض عن معرفة الحق والدليل؟ ورجوتم نيل الفلاح، وقد هجر فيما بينكم الوحي والتنْزيل؟ هيهات هيهات خلاص الأكثرين، والله مستحيل!

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهَى (وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُسَمّىً (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} 1. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل، لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

1 سورة طه آية: 128-129-130.

ص: 16