المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المدحِ. وما بعد «نَزَّل» من تمام الصلة فليس أجنبياً، فلا - الدر المصون في علوم الكتاب المكنون - جـ ٨

[السمين الحلبي]

الفصل: المدحِ. وما بعد «نَزَّل» من تمام الصلة فليس أجنبياً، فلا

المدحِ. وما بعد «نَزَّل» من تمام الصلة فليس أجنبياً، فلا يضُرُّ الفصلُ به بين الموصولِ الأولِ والثاني إذا جَعَلْنا الثاني تابعاً له.

قوله: {وَخَلَقَ} الخَلْقُ هنا عبارةٌ عن الإِحداثِ والتهيئةِ لِما يَصْلُح له حتى يجيءَ قولُه: {فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} مفيداً؛ إذ لو حَمْلَنا {خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} على معناه الأصلي من التقدير لصار الكلام: وقَدَّر كلَّ شيءٍ فقدَّره.

ص: 454

قوله: {واتخذوا} : يجوزُ أَنْ يعودَ الضميرُ على الكفارِ الذينُ يَضُمُّهم لَفْظُ «العالمين» ، وأن يعودَ على مَنْ ادَّعَى للهِ شريكاً وَولداً لدلالةِ قولِه:{وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ} ، وأنْ يعودَ على المُنْذَرين لدلالة «نذيراً» عليهم.

قوله: {لَاّ يَخْلُقُونَ} صفةٌ ل «آلهةً» ، وغَلَّبَ العقلاءَ على غيرَهم؛ لأنَّ الكفارَ/ كانوا يَعْبُدون العقلاءَ كعُزَيْرٍِ والمسيح والملائكةِ وغيرِهم كالكواكبِ والأصنامِ. ومعنى «لا يَخْلُقُون» لا يَقْدِرُوْن على التقدير، والخَلْقُ يُوْصَفُ به العبادُ. قال زهير:

‌3

471 - وَلأَنْتَ تَفْري ما خَلَقْتَ وبَعْ

ضُ القوم يَخْلُقُ ثم لا يَفْري

ويقال: خَلَقْتُ الأَديمَ أي: قدَّرْتُه. هذا إذا أُريد بالخَلْقِ التقديرُ. فإنْ أُريد به الإِيجادُ فلا يُوْصَفُ به غير الباري تعالى وقد تقدَّم. وقيل: بمعنى يَخْتَلِقون، كقوله:{وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً} [العنكبوت: 17] .

ص: 454